التابعين أويس القرني من الضعفاء، قال البخاري في إسناده نظر وعدلوا مروان بن الحكم ونظراءه، ومنها أنهم قالوا: إنه - أعني أبا خالد - وضاع يريدون لما خالف مذهبهم من فضائل آل محمد صلوات الله عليهم وسلامه، وقدحوا بذلك على جماعة من اهل الصدق منهم إسماعيل بن ابان وجرير بن عبد الحميد وخالد بن مجلد القطواني وسعيد بن عمرو بن اسوع وسعيد بن فيروز بن البحري وسعيد بن كبير بن عفير وعباد بن العوام وعباد بن يعقوب وعبد الله بن عيسىبن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني، وعبد الملك بن أعين، وعبد الله بن عيسى العنسي، وعدي بن ثابت الأنصاري، وعلي بن الجعد وأبو نعيم الفضل بن دكين، وقطر بن ابن خليفة الكوفي، ومحمد بن جحادة الكوفي، ومحمد بن فضل بن غزوان، ومحمد بن إسماعيل أبو غسان، كل هؤلاء خرجوا بالتشيع وروايتهم لفضائل آل محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - وكذلك خرجوا عدة من أهل هذا الشأن (بما لا) ( (1) ) أحصي ولا يسعه المصدور، وخرجوا كثير من العلماء الأخيار، هؤلاء الفقهاء الأربعة أخذوا في أعراضهم وتوهين مذاهبهم وقالوا في أبي حنيفة أنه يروي عن الضعفاء والمجاهيل، وضعفه في نفسه النسائي وابن عدي وجماعة، وقال في كتاب عقود الجمان في مناقب أبي حنيفة النعمان أفرط أصحاب الحديث في ذم أبي حنيفة وتجاوزوا الحد في ذلك وقالوا: إن مالكاً الفقيه فقيه دار الهجرة يروي عن جماعة متكلم فيهم كعبد الكريم بن ابي المخارق، قال ابن عبد البركان( (2) ) مجمعاً على تخريجه، وأن إمام الفقهاء محمد بن إدريس الشافعي يروي عن من هو مقدوح فيه بزعمهم كشيخيه الذين أخذ عنهما، وهما إبراهيم بن أبي يحيى، قالوا: كذاب وضاع قدري، كل بلاء فيه، ومسلم بن خالد الترنجي، ضعفوه بالقدر (وأكثر مذهب حجج الشافعي)( (3) ) تدور على هذين الرجلين، قال الفقيه يحيى بن
__________
(1) في (ب): مما لا.
(2) في (أ): البركات.
(3) في (ب): وأكثر حجج مذهب الشافعي.
حميد المقرأي في كتاب (توضيح المسائل) روى الحموي الشافعي في تاريخه أن الشافعي أسر إلى الربيع أنه لا ينقل شهادة أربعة من الصحابة، معاوية، وعمرو بن العاص، والمغيرة، وزياد ، فلم يكن ذلك بقليل عند النواصب حتى ذكر في طبقات السبكي عن يحيى بن معين /204/ أن الشافعي ليس بثقة إلى أن قال: فإذا كان هذا في حق الشافعي وهو إمام الفضل والعلم وركن من الأركان حمل الخصوم النصب وحب معاويةوأشباهه (جرحه) ( (1) ) فكيف بما هدم نصبهم وكسير جبيرهم وقطع أرجاءهم قالوا: وإن إمام المحدثين أحمد بن حنبل روى عن جماعة كذلك كعامر بن عبد الله بن الزبير، قال بعضهم ما أعلم خلافاً في بطلان الاحتجاج به، قال ابن معين( (2) ): أحمد يروي عن عامر، وقال بعضهم: إن قول البخاري في صحيحه قال فلان، تدليس، وقال بعض المحدثين في الفقهاء جملة أنهم يحتجون بالأحاديث الصحيحه والضعيفة والمنكرة والواهية حتى لا يعرف لها أصل في الحديث، قالوا كما فعل الجويني في كتاب (النهاية) وتلميذه العراقي في (كتابه الوجيز) والرافعي في شرحه المسمى (بالفتح العزيز) وغيرهم من فقهاء المذاهب الذين لا عناية لهم في علم الحديث قالوا حتى هؤلاء الفقهاء يضيفون الحديث إلى الصحيح ويقولون متفق على صحته ولا يتطرق إليه التأويل، وينسبونه إلى البخاري ومسلم وليس فيهما، ويغيرون ألفاظه ويفسرونه بغير المراد، قال المحدثون وإنما أوقعهم في ذلك أطراح صناعة علم الحديث التي يفتقر إليها كل فقيه وقدح الفقهاء على المحدثين جملة فقالوا يروي الواحد منهم حديثاً ويروي نقيضه ويخلطون في العمل تخليطاً حتى أن بعضهم روى عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إذا استجمرت فأوتر يعني خذ وتراً من الحجارة، فكان هذا المحدث متى استجمر صلى الوتر عملاً بما سبق إلى فهمه وبعضهم صحف
__________
(1) في (ب): على جرحه.
(2) في (ب): قال بن معين: ابن أحمد يروي عن عامر، وفي (أ): قال ابن معين: (فراغ) أحمد يوري عن عامر.
كما يروى عن عمر أنه توضى في جريضة أنيه - بالجيم - فحرفه بعض المحدثين (بالحاء المهملة)( (1) ) مكسورة وبتخفيف الراء، ومنها أنهم قالوا لم يعتمد على حديثه أعني أبا خالد - رحمه الله - أهل الصحاح في شيء، وهذا فاسد فإن ابن ماجة قد روى له ولأن كثيراً من الثقات العدول لم يرووا لهم فإن تاريخ البخاري يشتمل على نحو من أربعين ألفاً وزيادة من المحدثين وكتابه في الضعفاء دون السبع مائة ومن خرج لهم في صحيحه دون الألفين، وقد حكى عن البخاري أنه قال ما تركت من الصحيح أكثر مما ذكرت في كتابي وقد روي جماعة من الصحابة الحديث فلم يخرج لهم /205/ في الصحيحين كأبي عبيدة بن الجراح أحد العشرة وغيره ممن شهد بدراً، وكذلك لم يرو عن جماعة من التابعين كمحمد بن طلحة وهو عدل عندهم وغير متهم فما قدحوا به على صاحبنا فهو مشترك الإلزام وعلى الجملة أنه لم ينج من قدحهم وجرحهم إلا من أحبوا كمروان بن الحكم وعمر بن سعد( (2) ) أمير الجيش الذين قتلوا الحسين - عليه السلام - توفي أبو خالد في (فراغ).
عرمو بن الزبرقان
عمرو بن الزبرقان - رحمه الله تعالى - أحد أصحاب الإمام الأعظم زيد بن علي - عليهما السلام - وتلامذته، ذكره البغدادي الزيدي - رحمه الله - وذكر معه أخاه يحيى فقال عمرو ويحيى أبناء الزبرقان المالكيان من خيار الكوفيين.
عمر بن صالح الأشجعي
عمر بن صالح الأشجعي - رحمه الله تعالى - قال البغدادي - رحمه الله تعالى -: هو من مشاهير تلامذة الإمام الأعظم - عليهما السلام -.
قلت: هو من مشاهير الفضلاء - رحمه الله تعالى -.
عمرو بن قيس
عمرو بن قيس - رحمه الله - عده البغدادي في تلامذة الإمام الباقين بعده المطهرين( (3) ).
__________
(1) في (ب): فجعله بالحاء مهملة.
(2) في (أ): سعيد.
(3) في (ب): الطاهرين.
عمر بن علي بن أسعد
قاضي القضاة صدر العلماء والحكام بهجة المحافل وزينة الأماثل عمر بن علي بن اسعد العنسي - رحمه الله تعالى - هو القاضي المحقق ناظر العلم المبصر المحدق صدر المجالس وبها المدارس قاضي الحضرة المنصورية وصدر صدورها، وكان مرجوعاً إليه في الأحكام والآراء مقدماً في الفضائل مشار إليه في العلماء وهو أول من اشتهر من اهل بيته بالعلم، وكان الغالب عليهم التصدر لغيره وتسمى (من تسما منهم) ( (1) ) بالإمارة فاستقر فخرهم بهذا القاضي عادة بركته وهو منتجب له أولاد نجباء يقضي علوّ طبقتهم بذكر من عرفناه في بابه وبعد صحبت القاضي للإمام المنصور بالله لم يؤثر عنه المعاودة إلى بلاد عنس، وسكن (المنظر) واسغل( (2) ) أموالاً بالسرّ من بني معمر، وكان يقف في المدرسة المنصورية ويلازم الحضرة، قال أبو فراس ابن دعثم: لم يزل قاضي الإمام المنصور بالله، ولما نقل إلى جوار الله ولي القضاء ولده مسعود، وله شعر جيد يدل على مكان في الفضل، (وجد) ( (3) ) من شعره في الإمام - عليه السلام -:
قضيت بصادق عزمك الأوطار ... ونبت إليك وجوهها( (4) ) الأقطار/206/
وجلى ظلام الظلم صبح جبينك ... الميمون وانجابت (الأصار)
حسن الزمان وأشرقت أوقاته ... وجرت بما تختاره الأقدار
لك يا ابن حمزة دان كل ممنع ... وسمت بسعدك يعرب ونزار
قد كنت عن نظم القصائد صائماً ... فالآن حان وحلى( (5) ) لي الإفطار
ووجدت نظم الشعر فيك مساعداً ... لما توافق معصم وسوار
ومن طالع قصيدة له - رحمه الله تعالى -:
سلب المحب حبيبه طيف الكرا ... وسرى السلو خياله لما سرى
(أخال حمل زدتني) ( (6) ) شغفاً بها ... واطلب هماً (متتبعاً لا أقصرى)( (7) )
__________
(1) في (ب): منهم من تسما.
(2) في (ب): واستغل.
(3) في (ب) [لم أتمكن من قراءتها].
(4) في (ب): وجودها.
(5) في (ب): جاز وحل.
(6) في (ب): احتال حمل زادني.
(7) في (ب): متعباً ما أقصرى.
رعياً لأيام الشباب وحسنها ... أيام اهصر غصن لهوى مثمراً
ما العيش إلا بالشبيبة حسنه ... فإذا مضى زمن الشبيبة أدبرا
وكان القاضي - رحمه الله - بمكان من الحلم وهو ممن كثر على الإمام المنصور بالله في إكرام الأمير الكبير يحيى بن أمير المؤمنين أحمد بن سليمان وسعى سعياً حسناً، وقال في ذلك شعراً بليغاً، وحكى السيد العلامة الهادي بن إبراهيم قدس الله سره أنه لما أمر الإمام المنصور بالله - عليه السلام - بضرب الدينار والدرهم لم يتسارع الناس إلى المعاملة بهما فأمضى بهما( (1) ) بالعزم عليهم والشدة، فقال القاضي عمر بن علي العنسي شعراً طويلاً في هذا المعنى من جملته:
حفظت المكارم من كل شين ... وما زلت بالمال سمح اليدين
ففاضت أياديك في العالمين ... وأقررت كل جَنَانٍ وعين
( (2) ) تطول المنابر ما ذكرت ... وتعلى مفاخرك الخطبتين
( (3) )وتممت أمرك يا ابن النبي ... بأمرك للناس بالدرهمين
أمرت بضربهما المخلصين ... فجاء كمثلهم خالصين
ولاح اسمك المرتضى فيهما ... فعزا وطالاً على الفرقدين
فكانا كحلمك( (4) ) بين الورى ... بسيفك عندهما نافذين
باسم النبي وآل النبي ... صارا بهيين كالنيرين
/207/ وتوفي - رحمه الله - في (فراغ) ، ورثاه ولده ركن الدين مسعود بن عمرو - رحمه الله تعالى - بقصيدة فاخرة لم أجد صدرها، غير أن منها هذا:
وجرا على أثر الذين تحملوا ... أمر العواصف بكرة وأصيلاً
حكم أصاب الأنبياء وباد من ... فوق البسيطة منه جيلاً جيلاً
يا عمرو إن ذقت الحمام فإننا ... سفر وراك مزمعون( (5) ) رحيلاً
يا عمرو لو عاينت كم من زفرة ... ملأت جوانحنا وصبراً عيلا
يا عمرو ما حملن من شيم التقى ... أبداً قلت( (6) ) نعشك المحمولا
__________
(1) في (ب): فأمضاهما.
(2) في (ب): إلى أن قال.
(3) في (ب): إلى أن قال.
(4) هذا البيت في (ب): متقدم على الثلاثة الأبيات السابقة له.
(5) في (أ): مزنعون.
(6) كذا في (أ) و (ب).
يا عمرو ودعناك( (1) ) لا متبدلاً ... عن وصله بدلاً ولا مملولا( (2) )
حملن نحريراً وطود رجاحة ... وعلا يكلل بالعلا تكليلا
من لليتامى الشعث بعدك عندما ... تغبر آفاق السماء محولا
والمرملين إذا الرياح تناوحت ... والمرملات إذا فقدن بعولا
والمعضلات إذا المعاول لم يجد ... للرأي إلا معلماً مجهولا
حملت أعباء الرياسة فاغتدت ... شرفات مجدك تنطح الإكليلا
ورأى أمير المؤمنين بدسته ... بحميد رأيك غرة وحجولا
نعم الرئيس يحل أمراً مبرماً ... في مجمع ويبرم المحلولا
واصلت منه أجل من تحت السما ... شرفاً ومجداً باذخاً وقبيلاً
ملك إذا وصل امرأ وكفى به ... أمسى بعروة جده موصولاً
فمضيت محمود الأمانة مدركاً ... في الصالحات رجآك (و)( (3) ) المأمولا
مستبشراً للقاء ربك لابساً ... حلل الوفود مبجلاً تبجيلا
فلئن مضيت فإن خلفك عصبة ... شادوا المكارم فتية وكهولا
حمال ألوية جبال عظيمة( (4) ) ... وعن الفواحش يهجرون القيلا
وتضي منهم في المحاريب الدجا ... مثل الكواكب ركعاً ومثولا
أبناء أبي عمرو الذين بنو لهم ... فوق المجرة منزلاً محلولا
قل للأكارم حاتم ومحمد ... وعلي صبراً للزمان جميلاً/208/
واحثث إلى منصور عني سرداً ... تطوى إليه حزونه وسهولا
يهوين نحو فتىً يمثل لبه ... الأحداث قبل نزولها تمثيلا... ( (5) )
عمر بن منصور بن جبر العنسي( (6) )
__________
(1) في (ب): أودعناك.
(2) هذا البيت في (ب): متقدم على الذي قبله.
(3) سقط من (ب).
(4) في (ب): عصيمة.
(5) زيادة في (ب): انتهى.
(6) هذه الترجمة في (ب): بعد ترجمة عمر بن صالح الأشجعي.
العلامة الشهير ركن الدين عمر( (1) ) بن منصور بن جبر العنسي - رحمه الله تعالى - من كبار الزيدية وخيارهم، ومن علمائهم المحلقين المحققين الملحقين لأكابرهم بأصاغرهم، قال السيد شمس الدين أحمد بن عبد الله أو ( (2) ) العلامة الهادي بن إبراهيم الصغير: كان عمرو أحد العلماء المشهورين واتفق له مع الإمام المهدي أحمد بن الحسين - عليه السلام - في أيام التدريس أنه قال له يا مولانا إذا وليت الأمر بعدت عنا، فقال الإمام - عليه السلام -: لا تظن ذلك على طريق المزاح( (3) )، فقضى الله بتولية الأمر، فوقع لعمر( (4) ) ما كان ظنه في الإمام - عليه السلام - فاستأذن عليه فبعد عنه بعض البعدثم لما دخل عليه عاتبه في ذلك فاعتذر عنه بعدم المعرفة في ذلك الوقت، فقال مرتجلاً:
جهلت اسمي وأنت بي الخبير ... وهل يخفى لمكي ثبير
أنا عمرو بن منصور بن جبر ... قليل في الرجال لي النظير
__________
(1) في (ب): عمرو.
(2) في (ب): والعلامة.
(3) في (ب): المزح.
(4) في (ب): لعمرو.
ومما يحكى عن عمرو أنه حج فلما قدم حاج مصر خرج لينظر إليه، فلما رآه سأل عنه قاضي القضاة، فاشاروا إلى محفة عظيمة وحولها غلمان وخدم فقصدهم، فلما دنا من المحفة سلم وقال مسألة فنهروه، فأعاد ذلك حتى سمع القاضي وهو ينهر ويزجر، فلما سمع قال له: ألق، فألقى مسألة فأجابها، فعل ذلك مرات ففتح القاضي باب المحفة فقال: أنت عمرو بن منصور فقال أنا عمرو بن منصور، قال أجل ما يقدر على ذلك غيره، وفي الزيدية علماء كثير، ولكنهم يضيعون أنفسهم فالله المستعان، انتهى كلام السيد - رحمه الله -( (1) ). (قال مولانا السيد الحافظ المطلع المتضلع من العلوم عبد الله بن الحسين بن علي جحاف طول الله عمره ما لفظه: ورأيت نسخة المثل السائر لابن الأثير بخطه والمنتخب في اشعار العرب بخطه - أيضاً - وله خط حسن وعناية تامة يضبط اللفظ أعجاماً وحركة وسكوناً ولا يكاد يغفل حركة أعرابيةولا بيانية ولا ما هو من أبنية الكلمة والعجب من صبره مع سعة الكتاب على المحافظة على تلك الطريقة إلى نهاية الكتاب، وذكر أنه فرغ من رقم ذلك بصنعاء اليمن في سنة خمس وثمانين وستمائة ونسخها لنفسه - رحمه الله تعالى -)( (2) ).
__________
(1) زيادة في (ب): تعالى.
(2) ما بين القوسين سقط من (ب).
عمر بن إبراهيم بن محمد
العلامة الكبير /209/ الحجة الشهير السيد السند قدوة النحاة كعبة الطالبين بغية الطالبين عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن حمزة بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام - هو أبو البركات العالم النبراس محط رحال العلماء ومفخر الإسلام( (1) )، ترجم له الجلال الأسيوطي في البغية، قال ابن الأثير إنه الزيدي نسباً ومذهباً كوفي، روى عن الخطيب أبي بكر الحافظ وأبي الحسين بن النفور( (2) ) وغيرهما، وروى عنه أبو سعيد السمعاني وابوه أبو بكر السمعاني والخلق الكثير وعمِر، حتى روى عنه الآباء والأبناء.
قال الذهبي: السيد الإمام العلامة عمر بن إبراهيم بن حمزة العلوي الزيدي الكوفي الشيعي المعتزلي هكذا. وقال في الميزان، قال: توفي سنة تسع وثلاثين وخمس مائة، وذكر في نسبه مخالفة لما نقلناه عن ابن الأثير، ولعل في نسخة اللباب التي نقلت عنها غلط، قال الذهبي أجاز له محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي وسمع أبا القاسم بن المستور الجهني وأبو بكر الخطيب وجماعة من الشام في مدة، وبرع في العربية والفضائل، وكان مشاركاً في علوم وهو ثقة منصف خير (دين)( (3) ) وهو مفتي الكوفة، وكان يقول: افتى بمذهب أبي حنيفة ظاهر (أو مذهب)( (4) ) زيد تديناً، روى عنه السمعاني وابن عساكر وأبو موسى المدني.
قال السيد محمد بن إبراهيم في العواصم: وهؤلاء الذين رووا عنه حفاظ الإسلام في عصرهم. قال السيوطي: أحد أئمة النحو واللغة والفقه والحديث، وأخذ النحو عن زيد بن علي الفارسي، وعنه ابن الشجري.
__________
(1) زيادة في (ب): ترجم له الذهبي وترجم له ابن الأثير في كتاب (اللباب في تهذيب الأنساب).
(2) كذا في (ب).
(3) في (ب): و(فراغ).
(4) في (ب): وبمذهب.
قال السمعاني: وكان حسن العيش صابراً على الفقر، قانعاً باليسير زيدياً جارودي المذهب، سمع الخطيب البغدادي وابن النقوى، (ومنه)( (1) ) الحافظ ابن عساكر وغيره.
قال يوسف بن مقلة: قرات عليه جزءاً فمر بي ذكر عائشة فرضيت عنها، فقال أتدعو لعدوة عليّ، فقلت: حاشا وكلا ما كانت عدوته، وحج مع علي بن أبي طالب القرماش( (2) ) فصرح له بالقول بالقدر وخلق القرآن، فشق على علي بن أبي طالب وقال: إن الأئمة على غير ذلك، فقال له: إن أهل الحق يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بأهله.
صنف شرح اللمع وغيره، ومات سنة تسع وثلاثين وخمسمائة كما قال غيره. قال الذهبي /210/ في الميزان: مولده سنة اثنين وأربعين وأربعمائة، وترجم لوالده في البغية، فقال إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي الهاشمي الحسيني الشريف أبو علي النحوي والد أبي البركات عمر النحوي الآتي قال: يا قوت له معرفة حسنة بالنحو( (3) ) وحظ من فرض الشعر جيد من مثله، سافر إلى الشام ومصر وأقام بها مدة، ثم رجع وطنه بالكوفة إلى أن مات في شوال سنة ست وستين وأربعمائة عن ست وستين سنة.
__________
(1) في (ب): وعن.
(2) في (ب): الهرماس.
(3) زيادة في (ب): واللغة والآداب.