لولا سناه ولولا أن يزار لما ... شدت مطي إلى طوس وأكوار( (1) )
بالشبل يحيى بن زيد من أحاط به ... في عسكر لجب نصر بن سيار
فرده وحمى منه حقيقته ... بكل أسمر خطي وبتار
ثم انثنى مرة أخرى فطاف به ... في عسكر كسواد الليل جرار
فاستشهدوه حميداً لم يحن فرقاً ... في شيعة كالنجوم الزهر أطهار
بكامل الفخر وابنيه الذين هم ... حاطوا بغاة وردوا كيد فجار
محمد المجتبى المهدي من دمه ... أمسى بيثرب يمشي فوق أحجار
وصنوه الصدر إبراهيم من عظمت ... فيه الرزية من بدو وحضار
بالمبتلى مبتلى هارون صنوهما ... في فتية من مواليه وأنصار( (2) )
ذوي المناقب من طارت مفاخرهم ... في الخافقين بأنجاد وأغوار
بالسادة القادة الأسرى بلا سبب ... إلى العراق كأن ليسوا بأحرار
فأوردوا المطبق الساجي بظلمته ... برأي شر إمام بين أشرار
بالزاهد الشبه بالديباج بضعته ... من آثر الزهد حقاً أي إيثار
وبالإمام الرضى وهو الرضى فلكم( (3) ) ... بانٍ على جرفٍ في دينه هار
مولى الفضائل مولى كل مكرمة ... مولى المناقب عن تصحيح أخبار
وبالإمام بن إبراهيم خير فتى ... محمد الناقم الطلاب بالثار
بالزاخر القاسم الرسي عمدتنا ... لله من زاخر في العلم تيار
وبالإمام الذي أحيى قرى يمن ... وأظهر الحق فيها أي إظهار
يحيى التقي النقي بن الحسين فقل ... في سيد ملؤ( (4) ) أسماع وأبصار
بالسيد الناصر الأطروش خير فتىً ... في الله ركاب أهوال وأخطار
لن يبلغ الناس من عجم ولا عرب ... من فضله وهداه عشر معشار
وبالإمامين حقاً من نما بهما ... بين الورى حسن إيراد وإصدار
195/محمد المرتضى والليث أحمد من ... صفّى بيوم يعاش كل أكدار
بالراغبين بمستهد بهديهما ... بالثائرين بثارات وأوتار
بالقاسم بن علي من له شرف ... على المنار وزند في العلى واري
__________
(1) في (ب): بأكوار.
(2) في (ب): وأنفار.
(3) في (ب): (وبالإمام الرضى فهو الرضى ولكم).
(4) زيادة في (ب): كل.
بالسيدين الإمامين الذين معاً ... طابا فخصا من الباري بأنوار
أعني المؤيد من أضحت مآثره ... في العلم ملأ سواد ملأ أبصار
وصنوه منشيء التحرير مرتدفاً ... من الشروح التي يشفي بأسفار
بأحمد بن سليمان وعترته ... بالديلمي الإمام الكوكب الساري
بالعالم العلم المنصور من ملأت ... بعدله كل آفاق وأقطار
من لم يزل من ذوي الإلحاد منتقماً ... في فتيه من بني الزهراء أبرار
وشيعة كليوث الغاب كان لهم ... حصل السباق معاً في كل مضمار
حتى أقر بحبل الله معترفاً ... من لم يكن ثاوياً منهم لإقرار
وبالشهيد الولي بن الحسين ومن ... له الفضيلة من خبر وإخبار
الأخضر السوح من لم يشك جارية ... من جيش عاد ولا من مس أقدار
وبالإمام بن تاج الدين من شهدت ... بالفضل عنه العدا من غير إنكار
وبالمطهر والمهدي إنهما ... بحرا ندا حال إعسار وإيسار
وبالمؤيد مولانا بن حمزة من ... له مكارم من عون وإبكار
وبالإمام علي وابنه فلقد ... سقوا كؤوس المنايا كل جبار
بابن المؤيد بالسادات عن طرف ... من كل منتجع للكوم مختار
بصاحب البحر والأزهار إن له ... فضل بما قال في بحر وأزهار( (1) )
يا مالك الملك بالسادات عن كمل ... بمن سمى بسهول أو بأوعار
بمن ذكرت ومن لم يجر ذكرهم ... فيما نظمت بعباد وأخيار
نَفِّس عَلَي وأنجح ما طلبت معاً ... في الحال من غير تأجيل وإنظار
يا أهل بيت رسول الله غارتكم ... فما استغرت لعمري غير مغوار
أنتم عتادي وحزبي في الأمور معاً ... ولي بكم علقة كل بها داري
/197/ أنا النزيل بكم من كل نائبة ... في النفس والمال والأهلين والجار
فاحموا حماي وقولوا أنت في حرم ... من خوف أقضية أو خوف( (2) ) أقدار
فلن يضام لكم جار ولا حشم ... ولا يهم بهم دهر بإضمار
__________
(1) زيادة في هامش (ب):
بقائم العصر مولانا وحجتنا أعني المطهر هادي كل محتار
فهو التقي النقي العرض من دنسٍ أكرم به من نقي العرض منحاري
(2) في (ب): أو خيف.
لا يخدع الناس عنكم ما ألم بكم ... من كل أحمق غدار ومكار
فإنما هي إحدى الحسنيين لكم ... وللطغاة خلود بعد في النار
ما نالكم غير ما نال الكرام وهل ... بالقتل في الله يا للناس من عار
لم تبعثوا الحرب لا بغياً ولا طلباً ... لنيل ملك ولا تحصيل دينار
ولا غضبتم لغير الله آونة ... ولا طربتم إلى دف ومزمار
بلى نصحتم بني الأيام فاتهموا ... كفعلهم بأبي ذر وعمار
وغرت القوم دنياهم وما علموا ... بأنها ذات إقبال وإدبار
فإن تكن زهرة الدنيا وبهجتها ... جنابكم منهما يا سادتي عار
لقد وعدتم بعقبى الدار وهي لكم ... بصبركم وهي عقبى( (1) ) كل صبار
اخترتم الصوم عن دار الغرور فهل ... ترضون إلا على العقبى بإفطار
دراسة الوحي في الأسحار دأبكم ... والغير يشدو بألحان وأوتار
وأنتم الناس ليس الناس غيركم ... ما كل ما شمت من مزن بمطار
وأنتم السادة الشم الذين بهم ... يوم القيامة أرجو حط أوزاري
وقد ركنت إليكم واعتصمت بكم ... طراً وأقرضتكم مدحي وأشعاري
فاحنوا علي وحوطوا أنكم ملأ ... لا تنسبون إلى عجز وإقصار
وسامحوا وأجيزوا خير جائزة ... فلستم عن جميل أهل أعذار
صلى الإله عليكم بعد جدكم ... ما استغفر الله أواه بأسحار
وبعد صحب رسول الله إن لهم ... فضيلة السبق هذا ما قضى الباري
ولعل وفاته - رحمه الله تعالى - بضمد ولم أتحقق ذلك، وفي ضمد علماء أكابر، فاتني ذكرهم وخبرهم الطيب الزاكي من حافظة الأخ الحسين بن محمد قدس الله سره وطال ما تطلبت ترجمة العلامة بن قنبر - رحمه الله - فلم أجدها والله سييسر ذلك.
__________
(1) في (ب): تجزي.
علي بن يحيى الخيواني
/198/ الفقيه الفاضل الشيعي المخلص الولاء لآل محمد علي بن يحيى الخيواني - رحمه الله - هو من فقهاء الزمان وأعيان الأوان من بيت رئاسة من (خيوان)، لهم منصب هنالك، فهو من ابناء الوجوه المقدمين في القبائل، ولكنه منح الحكمة وطلب العلم، وكان أيام مولانا العلامة الحسن بن القاسم المنصور بالله - عليهم السلام - في القصر بصنعاء هنالك فقرأ وعرف فضائل العلم وأهل العلم، وكان هماماً زكياً حفظه لا يشق له غبار ونور قلبه بأنوار المحبة لآل محمد، فما عكف على غير علومهم، ثم دخل صعده واستقر بها مدة ودرس، وكان في الفروع مثيلاً مفيداً، وله حاشية على الأزهار، ولما فتحت صنعاء أيام الإمام المؤيد بالله خرج إليها وقرا وحقق وأعاد شيئاً من المسموعات على السيد العلامة المحقق محمد بن عز الدين، وكان أحد عيون حضرة السيد فاستفاد وزاد علمه، مع أنه كان أيام إقامته بصعده من أعيانها، وكان القاضي العلامة أحمد بن يحيى بن حابس يخطره ويخطر سيدنا العلامة علي بن هادي القصار الماضي ذكره عند جمعه (للتكميل) ويسائلهم، فهو نتيجة فكرة هؤلاء، ولهم ثالث، كان القاضي يستدنيه ويسأله فات عني، وكان الفقيه علي بن يحيى مكفوف البصر ولم يزل موفور النعمة صالح الحال مقبلاً على العلم والأدب، فإنه كان يحن إلى الأدب ويشتاق إليه، ولقد كان من أهله - رحمه الله - حتى اختار الله له جواره بصنعاء المحمية في افراد ستين وألف فيما أحسب - رحمه الله تعالى -.
علي الشعاب
السيد الكبير الشهير علي المعروف بالشعاب من أهل المخلاف السليماني من صلهبة فاضل جليل، ومن الأجلاء ابن أخيه الشريف أحمد بن محمد، وفي كونه على مذهب أهله تردد.
علي الضبي
العلامة علي الضبي الطائي الأصغر، من ولد الطائي الأكبر صاحب الهادي - عليه السلام -.
(قلت)( (1) ): ذكر ذلك بعض المؤرخين وقال: إنه من ولد الطائي صاحب الهادي - عليه السلام -.
__________
(1) سقط من (ب).
قلت: وقد ذكرنا عند ترجمة جده جعفر أن نسبهم في بني ضبة وإنما نسبوا إلى طي لحلولهم في جبل طي، وهم جماعة، منهم أبو الغيث، ومحمد بن الوقار وغيرهم، ولم أظفر باسم أبيه، وكان كما وصف من ترجم له ذا عبادة وإحسان إلى /199/ المسلمين وأهل الدين ومعونة لهم في الله، وكان ذا (تجارة وغنى واسع)( (1) )، وأهل هذا البيت يتعلقون بالتجارة وقد مر ما سلمه بعضهم للإمام علي بن محمد في ترجمة علي بن محمد الدواري - رحمه الله - وكان المطرفية لا ينفرون إلا على الطائي لأنه( (2) ) لا يخوض مع الطائفتين( (3) )، ورحل إلى العراق وحكا عن نفسه، قال: كنت بالعراق فتذاكرنا الاستقاء بمشاعل الطهور التي توضع في المتوضيات التي تماط فيها النجاسات فقالوا لي ينجس به موضعه ثم يغترف من محل التنجيس الذي نجسه المشعل، فقلت: وهل يكون ذلك وأنا أحرك به الماء فيطلع الطاهر في كلام نحو هذا قال: وكانت معهم مشاعل طاهرة يستقون بها من البيار فأخذوا أحدها فجعلوه( (4) ) على قفاه من أسفله تيناً، ثم أدلوه في البئر وحركوه في الماء تحريكاً كثيراً، فما خرج بماء إلا وعليه شيء من ذلك التين، وقالوا هذا قياس ذلك لا بد أن يحمل (به)( (5) ) من النجس شيئاً كما حملت التين بهذا، انتهى.
عمرو بن أبي مر النخعي( (6) )
عمرو بن أبي مر النخعي، من تلامذة الإمام الأعظم زيد بن علي - عليه السلام - ذكره البغدادي - رحمه الله تعالى -.
__________
(1) في (ب): ذا غنى وتجارة واسعة.
(2) زيادة في (ب): كان.
(3) في (ب): مع الطائفتين جميعاً.
(4) في (ب): فجعلوا.
(5) سقط من (ب).
(6) سقط من (ب): هذه الترجمة.
عمرو بن جميل بن ناصر النهدي
العلامة العالم الرحال المسند عمرو بن جميل بن ناصر النهدي( (1) ) - رحمه الله تعالى - هو( (2) ) أحد( (3) ) مناقب الزيدية وواحد علمائهم، رحل إلى العراق ولقي الشيوخ وتلفق( (4) ) الإسناد وتتلمذ له الأئمة، وكان نبيهاً فاضلاً، ولقي بالعراق قمر هالة الزيدية وسيدهم وسندهم السيد العلامة الكبير يحيى بن إسماعيل بن علي بن أحمد بن محمد بن يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن الأفطس بن علي بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام - (جميعاً) ( (5) )،و يحيى بن إسماعيل هو الذي بلغ دعوة الإمام المنصور بالله - عليه السلام - إلى ملك خوارزم علاء الدين وأجازه علاء الدين جائزة سنية عظيمة القدر، وأجل رتبته لرفعته في نفسه، فإنَّه من أعيان آل محمد وكبراء العلماء ولجلالة مرسلة، وكان الملك علاء الدين - رحمه الله تعالى - وأهل بلده من المحققين للعدل والتوحيد وحق أهل البيت ولهم استقامة عجيبة، وهم أعداء المجبرة والمشبهة الحشوية، ذكر هذا في الحدائق في صفة علاء الدين، قال عمرو بن جميل كتاب (جلاء الأبصار في تأويل الأخبار) قرأته بتمامه ببلدة (ساد باح نيسابور) على أستاذي وشيخي السيد الإمام مفخر الأنام /200/ الصدر الكبير العالم العامل مجد الملة والدين وافتخار طه ويسين ملك الطالبية شمس آل الرسول أستاذ جميع الطوائف الموافق منهم والمخالف قبلة الفرق تاج الشرف يحيى بن إسماعيل بن علي الحسيني برد الله مضجعه ونور مهجعه، والإمام السيد المذكور قرأ على عمه السيد الإمام الزاهد الحسن بن علي العلوي، قال عمرو بن جميل: وأمالي السيد الناطق بالحق على أستاذي يحيى بن إسماعيل بشاد باح بنيسابور غرة المحرم سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، وهو يرويه عن عمه الزاهد الحسن بن علي
__________
(1) في (ب): الهدى.
(2) في (ب): هذا.
(3) في (ب): وأوحد.
(4) في (ب): تلقف.
(5) سقط من (ب).
الحسيني الجويني، قال عمرو: والصحيفة لزين العابدين، عن شيخي المذكور عن أبيه، قال: والصحيفة آل صوبة( (1) ) عن يحيى بن إسماعيل عن عمه الحسن بن علي عن الشيخ الإمام عمرو بن إسماعيل عن الشيخ الزاهد علي بن حسن( (2) ) الصيدلي - رحمهم الله تعالى - في تاريخ المحرم سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، قال: ونهج البلاغة بشاد باح نيسابور في مدرسة الصدر المقدم ذكره يعني يحيى بن إسماعيل في الصفة الشرقية شهر رمضان سنة ستمائة بقراءة الإمام الأجل الأعلم الأفضل معين الدين تاج الإسلام والمسلمين افتخار الأفاضل والأماثل في العالمين أحمد بن زيد بن علي الحاجي البيهقي بحضور الشيخ الإمام العالم العامل الفاضل البارع منتخب الدين تاج الإسلام والمسلمين سيد النحاة والقراء سالم البغدادي والشيخ الإمام العالم نجيب الدين جمال الإسلام افتخار البحار الحسين بن محمد الواسطي، قال عمرو: و(أمالي السمان) قرأته بتمامه على الإمام العالم الزاهد الورع التقي النقي شهاب الدين عماد الإسلام والمسلمين مفتي الشريعة مقتدى علماء الشيعة إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم الحباني( (3) ) بقرية الحي من (رشاق) الري سنة خمس وتسعين وخمسمائة، قال عمرو بن جميل بعد كلام من نحو هذا: عذب من الزلال وهو السحر إلا أنه حلال يدعو لشيخه الصدر يحيى بن إسماعيل جزاه الله خيراً ما اعظم شأنه في العلم وفي أمر الدين، ولقد استفدنا منه أشياء أخر ما لم نستفده من غيره، فجزاه الله أحسن جزاء، وكان اتقان ما أثبته - رضي الله عنه وأرضاه - من كتبه لهذه الإجازة آخر يوم الاثنين لأواخر القعدة سنة ستمائة (بطاهر شاد باج بنيسابور) حرسها الله /202/ في خائفات القباب عمرها الله تعالى، وهذه الإجازة التي تلفظ بها ليس مقصورة على بعض دون بعض، بل هي لجميع من رغب فيها من المسلمين والأشراف، وصلى الله على خير مبعوث من آل عبد مناف، وهذه
__________
(1) كذا في (أ)
(2) في (ب): الحسن.
(3) لعلها الحياني.
زبدة من كلام عمرو - رحمه الله تعالى - ورجع اليمن فاجتمع بالإمام المنصور بالله وبمحمد بن أحمد بن الوليد وحرر لهم إجازة بهجرة قطابر ضحوة النهار يوم الاثنين الثالث من شهر ربيع الآخر من (سنة ستمائة)( (1) ) - رحمه الله تعالى - وله مقامات حسنة وتأويلات لبعض الأحاديث موافقة تدل على ثبات قلبه ورجاح لبه.
عمرو بن خالد الواسطي
أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي - رحمه الله تعالى - أحد علماء الحديث وحملته صاحب زيد بن علي - عليهم السلام - وسأله عن منطوقات ومفهومات واستأثر بكثير من الرواية لسلامته من سيوف أعداء الله، ولذلك كان ينفرد بالرواية عن زيد بن علي( (2) )، وقد ذكر ناس أن التفرد( (3) ) يقدح، وصرح الأكثر المحققون على أنه ليس بقادح على أنه ما تفرد بالمجموع بل رواه يحيى بن زيد - عليهما السلام - وأما ترك الإمام أحمد بن عيسى والقاسم ويحيى - عليهم السلام - لحديثه في بعض المسائل فليس بالقادح؛ لأن الأحاديث الصحيحة الظنية تتعارض وترجع إلى الترجيح من غير جزم بكذب الراوي والمحدثون يفضلون حديث البخاري على مسلم لو تعارضا، وما اتفقا فيه على ما اختلفا فيه وعندهم إنما فيهما جميعه رتبته الصحة وقد روى الهادي - عليه السلام - من طريقه بضعاً وعشرين حديثاً، وقد (كثر) ( (4) ) من الموالف والمخالف الخوض في شأن أبي خالد، فأما أهل البيت فلم يكن أحد منهم مصرحاً بقدح، ولهذا حكى عنهم الإجماع على تعديله، وقد تكلم السيد الصارم بكلام حسن، وأحسن منه ما كتبه الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد - عليهما السلام - وقد أغنانا بنقله عن النقل من غيره، قال - عليه السلام -: (بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، اعلم وفقنا الله وإياك إلى ما يرضيه وعصمنا عن معاصيه أن أبا
__________
(1) في (ب): سنة ست وستمائة.
(2) زيادة في (ب): - عليهم السلام -.
(3) في حاشية (ب) زيادة: عند قوم (بالتظنين).
(4) في (ب): ذكر.
خالد عمرو بن خالد الواسطي مولى بني هاشم صاحب زيد بن علي - عليهما السلام -( (1) ) وثقه المؤيد بالله في شرح التجريد حيث قال: معناه أنه لا يروي إلا ثقة سمعه يحدث بالحديث، ثم عن ثقة يسمعه( (2) ) عن شيخه كذلك؛ حتى يتصل بالنبي /202/ - صلى الله عليه وآله وسلم - ولا يجيز الرواية بالقراءة على الشيخ، وكان ممن اتصل به سنده أبو (خالد عمرو بن خالد الواسطي)( (3) ) الراوي عن زيد بن علي عن آبائه عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وكذلك الأئمة الهادون من آل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أخذوا عنه ولا يترك أحد منهم من حديثه شيئاً إلا لوجه من الترجيح لا لأنه غير ثقة، وروى لأبي خالد من أهل السنن ابن ماجة القزويني، وسئل يحيى بن مساور عن أوثق من روى عن زيد بن علي - عليه السلام - فقال ابو خالد الواسطي: فقال السائل له: قد رايت من يطعن على أبي خالد، فقال: لا يطعن على ابي خالد إلا مناصب.
__________
(1) زيادة في (ب): الراوي عن زيد - عليه السلام -.
(2) في (ب): يسمع.
(3) في (ب): عمر بن خالد أبو خالد الواسطي.
قلت: والذي قدح عليه النواصب بأمور اطلعت (عليها)( (1) ) منها تفرده بالرواية عن زيد بن علي - عليه السلام - وليس ذلك بقادح؛ لأن أهل السنن والصحاح (قدحاً هذا تفردوا)( (2) ) بكثير عن مشائخهم وأخذوا على من تفرد بالرواية كذلك، ولم يروا ذلك قدحاً، هذا البخاري قد أخذ عن من تفرد بالرواية في صحيحه ولم يرو عنهم سوى واحد كمرداس الأسلمي تفرد عنه قيس بن (أبي) ( (3) ) حازم وحرب المخزومي تفرد عنه ابنه ابو سعيد السيد بن حرب، وزاهر بن الأسود تفرد عنه ابنه مجراه وعبد الله بن هشام بن زهرة القرشي تفرد عنه حفيده زهرة بن معبد وعمرو بن ثعلب تفرد عنه أبو جميلة تفرد( (4) ) عنه الزهري وأبو سعيد بن المعلا تفرد عنه حفص بن عاصم وسويد بن النعمان الأنصاري تفرد عنه شحرى تفرد (بالحديث) ( (5) ) بشير بن بشار وخوله( (6) ) بنت تامر تفرد عنها النعمان بن عباس، وكذلك غيره من أئمة الحديث الذين يعتمد عليهم في الحديث كما تفرد عبد الواحد بن أيمن عن أبيه جابر بن عبد الله يقول: كنا يوم الخندق( (7) ) الخبر بطوله، وكما تفرد أبو العباس السائب بن فروخ الشاعر عن أبي( (8) ) عمر قال: لما حصر( (9) ) النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أهل الطائف فلم ينل منهم شيئاً قال: إنا قافلون( (10) ) إن شاء الله، الخبر بطوله رواه مسلم في المسند الصحيح عن أبي بكر عن أبي شيبة وغيره، ومنها انهم نقموا عليه، أعني أبا خالد عمرو بن خالد روايته لفضائل أهل البيت - عليهم السلام - التي تخالف مذهبهم، وهذه عادتهم أنهم يقدحون بسبب المخالفة للمذهب ولو كان حقاً، ويعدلون من روى لهم أصول مذاهبهم ولو كان فاسقاً فعدوا سيد /203/
__________
(1) سقط من (ب).
(2) في (ب): قد تفردوا.
(3) سقط من (أ).
(4) قال في (ب). هنا نقص فحقق.
(5) في (ب): بالحديث عنه.
(6) في (ب): ودولة.
(7) زيادة في (ب): نحو الخندق.
(8) في (ب): بن.
(9) في (ب): حاصر.
(10) في (ب): قائلون.