إذا لم تؤت راحلة وزاداً ... ولم ترحل فلست من الرجال
وهذا دليل على أنه نكص عن نصرة الحق.
علي بن الهادي القصار الصعدي
الفقيه المحقق الزاهد العابد جمال الدين علي بن الهادي القصار الصعدي - رحمه الله -(1)، كان من الفضلاء /188/ المعتبرين بصعده المفزوع إليهم للفتيا والتحقيق والأدعية، كان كثير العبادة يقطع ليله في الصلاة، وكان يكتم ذلك عن أهله وخاصته، وكان كما أخبرني مولانا السيد أحمد بن الهادي بن هارون - رحمه الله تعالى - يحتاج أهله للسليط للسراج فيأمرون صنوه أحمد بن الهادي يشتري فيستنكر ذهاب السليط سرعة(2)، فيقول الفقيه علي اشتر لهم يا صنو ويمنعه من التطويل في المجاراة لأهله، وكان في وقت القراءة ينعس ويهوم لطول سهره في الليل، وكان أهل صعده يعظمون فقهه كبيراً وهو حري بذلك، وكانت عيشته هينة ليس بالمستكثر من الدنيا وليس بملحف في المطالب مع تجمله ونظافة ثيابه ونسبه - رحمه الله تعالى - في بني عبد المدان من نجران، وأهل هذا البيت جماعة بصعده حرسها الله تعالى وتعلق الفقيه في مبادئ أمره بالتجارة ونزل الجوف وسافر وسمعت منه شيئاً من أحوال العلامة محمد بن بهران نقلته في محله وتوفي - رحمه الله - في الهجر هجر بني المكردم من بلاد الأهنوم، وهو قافل من حضرة الإمام المؤيد بالله - عليه السلام - وفي بالي أنه بعد عوده من سفر الحج، ولم أتيقن ذلك.
علي بن هادي
وفي أهل صعده الفقيه علي بن هادي - أيضاً - وهو السفري عارف فاضل، قرأ (البيان) و(التذكرة) و(البحر)، وكان صالحاً براً تقياً وزمانهما واحد، إلا أنه تأخر موت علي بن هادي السفري، وتولى شيئاً من الأعمال لمولانا(3) المتوكل على الله حماه الله (تعالى)(4).
__________
(1) زيادة في (ب): تعالى.
(2) في (ب): بسرعة.
(3) في (ب): لإمامنا.
(4) سقط من (ب).
علي بن يحيى بن القاسم
السيد النبراس الهمام الخطير جمال الإسلام علي بن يحيى بن القاسم بن يوسف الداعي الأكبر - عليهم السلام - كان من أمراء (الجبجب) المشهورين، وكان عالماً فاضلاً وهزبراً باسلاً، وكان في جماعة أخواله الهدويين في زمن فترة عظيمة بعد الحسين بن القاسم عيله السلام، (واستطرت)(1) الفترة إلى زمن قيام علي بن زيد (بن المليح)(2) الشهيد شظب(3) وعلي بن يحيى هو والد الحجاج.
علي بن يحيى بن علي
السيد الأكرم علي بن يحيى بن علي بن إبراهيم بن جحاف - رحمه الله - كان من فضلاء السادة وأهل السلوك والصلاح الكامل، تولى القضاء بمدينة (سلفه) قرية حبور وإمامة الجامع والخطبة إلى سنة سبع وستين وألف، ونقله الله إلى جواره ودار كرامته، وله شعر ليس بالكثير.
علي بن يحيى الفضلي
العلامة الفاضل الخطيب المصقع علي بن يحيى الفضلي، من العلماء الكبار، وكان على كبر سنه ملازماً للجهاد مع الإمام أحمد بن الحسين - عليهم السلام - وكان خطيباً وهو والد الحسن المشهور، وهذا الفقيه هو الذي دار بينه وبين العلامة عبد الله بن زيد الكلام في المنزلة /189/ بين المنزلتين وصنف القاضي(4) كتاباً في نفيها وجاوبه الحفيد بجواب سماه (مناهج الإنصاف العاصمة عن شب نار(5) الخلاف) أطال فيه وجعل له مقدمة مفيدة سماها مقدمة المناهج وللفضلي شعر حسن منه (……) (6).
__________
(1) في (ب): واستطالت.
(2) سقط من (ب).
(3) في (ب): بشظب.
(4) زيادة في (ب): عبدالله.
(5) فراغ في (ب).
(6) فراغ في النسختين.
علي بن الحسين النويري
الشيخ العالم الفاضل الأجل علي(1) بن الحسين النويري - رحمه الله تعالى - من علماء الزيدية وأعيانهم حضر مجلس الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة وزاحم أولئك القروم ولما أنشدت القصيدة الغراء التي قالها المنصور بالله عبد الله بن حمزة - عليهما السلام - بمحفل محفود ومشهد مشهود وهي التي أولها معار بعيد المرام بعيد، وكان في الحضرة العلامة المذكور فانتشا وأنشأ مرتجلاً:
مقال أنت قائله فريد ... وعصر أنت أوحده(2) حميد
فلا وأبيك لو يدري لبيد ... بهذا الشعر لم يشعر لبيد
ومن شعره قدس الله سره:
ليس الحسام بقاض للعلا أرباً ... إلا إذا كان مسلولاً ومختضبا
هو النذير بأيدي الضاربين به ... يتلو على الهام في يوم الوغاء خطباً
والجزم والعزم مقرونان في قرن ... هذا لهذا أخ في الناس إن نسبا
ولن ينال المعالي المرء معتقداً ... عجزاً ومبدأ(3) في الحرب إن حرباً
ما العز إلا (بشق)(4) النفس تدركه ... فتى إذا أمكنته فرصة وثبا
ولا تقضى له في بلده أرباً ... إلا تجدد في أخرى له أربا
__________
(1) زيادة في (ب): بن يحيى.
(2) في (أ): أوجده.
(3) في (ب): ومبتدأ.
(4) في (ب): بشر.
علي بن يحيى بن الحسين
الفقيه المذاكر أوجد المذاكرين وناظورة المتأخرين علي بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن محمد الوشلي بن عبد الله بن مريد بن عثمان بن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - هو الحجة في المذهب والمحجة في كل مطلب (نقح من الفروع دقيقها والجليل وبين التأويل)(1) والتعليل، وأتى في الفرق والجمع بين المسائل بما لم يأت غيره له (الزهرة على اللمع)، ويقال: له تعليق اسمه (اللمعة)، وقد قيل أن احدهما تسمى الزهرة الكبرى والأخرى (الزهرة الصغرى)(2) قال (فراغ) لم يضع الفقيه علي بن يحيى الوشلي(3) في كتبه إلا ما كان مذهباً للهادي - عليه السلام - توفي قدس الله روحه ليلة الاثنين خامس عشر من شوال سنة سبع وسبعين (فراغ) وقبره بصعده قبليها على طريق النافذ إلى ماجل المداهبي ثم (الصعيد) و(العشة).
علي بن يحيى بن محمد الصباحي
/190/ الفقيه العلامة الجليل العارف بأسرار التنزيل علي بن يحيى بن محمد (الصباحي)(4) - رحمه الله تعالى - علامة شهير له ترجمة (5)ومناظرات ومبرز في علوم(6) العربية، وكان في زمن الإمام المهدي لدين الله محمد بن المطهر، وكان كالمنحرف عنه ولا يزنه في ميزانه روي أنه أورد على الإمام محمد بن المطهر سؤالاً عن معنى (بسم الله الرحمن الرحيم) على طريق التهكم بمعرفة الإمام - عليه السلام - فشرع الإمام يبين له ذلك حتى عرف مقصده فترك.
قال السيد شمس الدين أحمد بن عبد الله: كان هذا الفقيه مجتهداً كاملاً يسلك مسلك المجتهدين في العمل برأيه.
__________
(1) في (ب): نقح الفروع وجلا وبين التأويل.
(2) في (أ): تسمى الزهرة الصغرى.
(3) زيادة في (ب): شيئاً.
(4) في (ب): بن البنا.
(5) في (ب): وله مناظرات.
(6) في (ب): علم.
قلت: وله كتاب (المنهج في التفسير) كتاب مفيد قد يشير فيه إلى قواعد فقهية وفرائد مما نقلته عنه عند تكلمه في الرباء ما لفظه تحصيلها أنها على خمسة أقسام، وهي أن المبيعين إما أن يتفقا على علتي الرباء ولا يكون فيهما شيء من علتي الرباء أو يتفقا في الكيل أو في الوزن ويختلفا في الجنس، أو يتفقا في الجنس ويكون أحدهما مكيلاً والثاني موزوناً أو يتفقا في الجنس ولا يكون واحد منهما مكيلاً ولا موزوناً.
والقسم الأول وهو ان يتفقا في علتي الرباء فإنه لا يجوز البيع فيه إلا مثلاً بمثل يداً بيد، ولا يجوز نسا كبيع الذهب بالذهب والبر بالبر.
وأما القسم الثاني، وهو أن لا يكون فيهما شيء من علتي الرباء فإنه يجوز فيه البيع يداً بيد متفاضلان(1) ونسا كرمانة بسفرجلتين.
وأما القسم الثالث، وهو إذا اتفقا في الكيل والوزن واختلفا في الجنس فإنه يجوز البيع يداً بيد متفاضلاً، ولا يجوز نسا كالبر بالشعير والتمر بالزبيب.
وأما القسم الرابع: وهو أن يتفقا في الجنس ويكون أحدهما مكيلاً والآخر موزوناً فإنه يجوز البيع يداً بيد متفاضلاً ولا يجوز نسا كبيع خبز البر بالبر.
وأما القسم الخامس، وهو: أن يتفقا في الجنس ولا يكون أحدهما مكيلاً ولا موزوناً فيجوز فيه البيع يداً بيد متفاضلاً ولا يجوز نسا كبيع رمانة برمانتين فيحرم النسأ في هذا القسم لحصول الجنس، انتهى.
توفي - رحمه الله - في (فراغ).
علي بن يحيى النعمان الضمدي
الفقيه العلامة الأصولي اللسان البليغ علي بن يحيى النعمان الضمدي، ذكره السيد صارم الدين وانشد له في مدح (المنتهى) في كتاب /191/ الأصول:
لا يلهينك عن كتاب المنتهى ... من رامه فبناه عجز ما انتهى
غص للجواهر من غوامض(2) بحره ... أكرم بتلك فضيلة أن نلتها
فإذا سئمت وخلت نفسك أعرضت ... عن صفحتيه ملالة أكرهتها
وإذا عصاك قياده متأبيا ... فاصبر فبالمكروه حف المنتهى
__________
(1) في (أ): متفاضلاً.
(2) في (ب): غطامط.
أكرم به سفراً فكم من حكمة ... يوتيكها أن غيره لم يؤتها
بهر العقول فكل مسألة به ... في النفع أكبر(1) موقعاً من أختها
علي بن يحيى بن إبراهيم الهذكي
الفقيه العلامة المحقق إمام العلوم بأسرها والملتقط لفرائدها من بحرها جمال الإسلام علي بن يحيى بن إبراهيم الهذلي الضمدي - رحمه الله تعالى - أحد عيون الزيدية الناظرة وأحد الداخلين في سفينتهم الماخرة، كان عالماً في العلوم سيما في النحو، قرأ على الإمام المهدي لدين الله أحمد بن يحيى وقرأ على الشريفة العالمة دهما بنت يحيى، وله فيها مدائح ومقاطيع مراسلة، غاب عني ما ينبغي رقمه ولم يبق في ذهني إلا ما أملاه الأخ الصالح العارف الحسين بن محمد بن يحيى الضمدي - رحمه الله تعالى - قال: كان علي بن يحيى الهذلي منقطعاً إلى الشريفة دهما، وكانت تجري نفقته من دارها فاتفق أن نائب البيت أنفذ إلى علي بن يحيى قوته من خمير الشعير فكتب إليها كلاماً من جملته:
يا بنت من حن إليه البعير ... عشاي بالأمس خمير الشعير
وأقام في الجبال مدة وتخرج فيها وحاضر الأئمة وجالس الأكابر وتعمر إلى زمان الإمام عز الدين بن الحسن، وكان من عيون (أصحابه)(2) ومما كتبه إلى الإمام قبل الدعوة أبيتاً(3) منها:
وإنا لنرجو عاجلاً أن يقيمه ... إله به قامت سماواته السبع
يعيد نصاب الملك في مستقره ... ويخلع عنه من يحق له الخلع
__________
(1) في (ب): أكثر.
(2) فراغ في (ب).
(3) أبياتاً.
ومن مقاماته في العلم المشهورة ما اخبرني به الأخ الصالح الحسين بن محمد - رضي الله عنه - وقد فاتني جمهور ما حكاه إلا أني أكتب الباقي لئلا يلحق بالماضي، فآفة العلم النسيان. قال: قدم إلى أبي عريش رجل واسع العلم في النحو خصوصاً من(1) البصرة فطلب علماء المخلاف السليماني لامتحانهم في هذا العلم، فوصل إليه المشار إليهم بها، فما قام في وجهه أحد منهم إلا وظهر عليه (القصور)(2) وانكسر /192/ علماء المخلاف وتنحح الأفاقي المذكور، ثم قال: الآن لم يبق في الجهة أحد، قال قائل: بل بقي الفقيه علي بن يحيى الهذلي في ضمد، فقال أرسلوا إليه، فأرسلوا إليه فوصل وهو رث الثياب كما قال العلامة في صفة أمثاله:
رث الثياب جديد القلب مستتر ... في الأرض مشتهر فوق السما شيمه
__________
(1) في (ب): في البصرة.
(2) سقط من (ب).
فدخل إلى حضرة الرجل فوقف في طرف المحل حيث انتهى به المجلس، وكان البصري على سريره، فقال له: من أنت، فتعرف له حتى قال: لعلك الفقيه الذي نعت لنا بأنه يعرف النحو، قال: نعم، قال: فيم قرأت؟ قال: في الحاجبية، قال: كتاب وضع لتأديب الأطفال ثُمَّ قال في أي شيء؟ قال في شرحه الموشح، قال: ارتفعت عن هذا الحضيض بقليل، ثم ما زال يذكر الكتب مترقياً في ذكرها حتى قال: ثم فيم؟ قال في التسهيل. فقال البصري: الله أكبر، كفؤ كريم، ووثب من ظهر السرير ثم أورد كل واحد وأصدر الفقيه بجلي عبارة(1) المشكلات الأكدر، ويضرب للبصري الأمثال، ومن جملة ما قاله في مسألة أعوزت إلى الحذف والتقدير ما لفظه لولى الحذف والتقدير لفهمته الحمير، وما زال العجاج يثور وبضاعة البصري تبور، فأنجزل البصري عن النصال وعرف أن أمام الرجال رجال غير أن المجرى(2) في الخلا يسر وإنما يعرف الذهب بالمحك ويختبر، فافترقا وأصبح(3) البصري خاوياً ومنزله عنه خالياً قد ركب من خوف العار عيرانه، وعرفه الفقيه علي - رحمه الله - ميدانه، وكان الفقيه - رحمه الله - مجاب الدعوة لما اتفق له من الشريف الأمير دعيس (فراغ) القطبي ما اتفق من الأذية، وقل ناصره فقال قصيدة وهي:
إذا لم أنتصف ممن تجنا ... علي فإن لي في الله ظنا
إذا استشعرت منه شعار خوف ... رجوت الله يبدل منه أمنا
سأطلب ذا المعارج كل يوم ... وأجأر بالدعاء إليه وهنا
فما خسر امرء في الله والى ... ولاذ بعزه في كل معنى
أفاطرهن سبعاً بعد سبع ... ومبتدي الورى إنساً وجناً
/193/ويا مفني القرون ومن تعاطى ... سياسة ملكها قرناً فقرناً
علمت ضرورتي ففرجت همي ... علي وكنت لي سنداً وركناً
وعاجلت المريد لنا بسوء ... يدوس قواه (فراغ) طحنا( (4) )
نوازل منك يا جبار تعمى ... نواظره بها وتصم أذناً
__________
(1) في (ب): غبار.
(2) في (ب): المجلي في الجلاء.
(3) زيادة في (ب): ربع.
(4) كذا.
ولا يبقى له يا رب داراً ... ولا بيتاً بوجه الأرض يبنا
فأنت الله أكبر كل شيء ... طوالعك القديمة فيَّ حسناً
لجأت إليك رب فلا تكلني ... إلى من كان أطعمني ومنا
ومن ضرب الوعود لنا فلما ... طلبنا الصدق شح به وظنا
فحسبي أنت لا زيد وعمرو ... رفضت بني الدنا لفظاً ومعنا
وقمت ببابكم لم أخش رداً ... وسمتك مهجتي لم أخش غبناً
إلهي يا جميل الستر ستراً ... علي ويا عظيم المن مناً
أجرني من عذابك واكتنفني ... إلهي وارزق الرزق المهنا
وبلغني الأماني في عدوي ... ولا تبلغ عدوي ما تمنا
بأرباب( (1) ) المآثر والمثاني( (2) ) ... بمن فرض( (3) ) الفروض لنا وسناً
بآل المصطفى والصحب طرا ... وبالحسن المثلث والمثنّا( (4) )
وأنشدها بباب المسجد بضمد فانهد بيت الشريف في الحال واحترق غاب عني وهو - رحمه الله تعالى - صاحب القصيدة الشهيرة السائرة الطائرة في مدح سيد البشر صلوات الله (عليه) ( (5) ) وآله وسلم( (6) )، وهي:
يا أيها الراكب (الغاديّ والساري)( (7) ) ... عرج قليلاً لأقضي بعض أوطاري
واحمل سلامي إلى أرض كلفت بها ... حيناً وطال بها شوقي وتذكاري
وانزل( (8) ) من الروضة الغناء بمسجدها ... تنزل هناك بجنات وأنهار
وعفر الوجه من قبر ابن آمنة ... تظفر بأمنك في العقبى من النار
محمد المصطفى المختار من مضر ... لله من مصطفى صاف ومختار
خير البريئة أعلاها وأعظمها ... من المهيمن في حظ ومقدار /194/
زكى طباعاً فلم يعكف على وثن ... كغيره وهو ناش بين كفار
حتى إذا ما أراد الله بعثته ... إلى الأنام بإعذار وإنذار
__________
(1) في (ب): بآيات.
(2) في (ب): وبالمثاني.
(3) في (أ): فروض، ولعل الصحيح ما أثبتناه.
(4) جاء في هامش (ب) بخط السيد العلامة مجد الدين المؤيدي (حفظه الله): وأنا أقول:
بآل المصطفى وخيار صحب وبالحسنين والحسن المثنا
(5) سقط من (أ).
(6) في (ب): وعلى آله.
(7) في (ب): والغادي أو الساري.
(8) في (ب): فانزل.
وجاءه الروح جبريل الأمين بما ... جلا العمى من كلام الخالق الباري
أحيى به الله من أحيا وأيده ... بكل أبلج نفاع وضرار
وبين الصدق منه كل معجزة ... كأنها علم باد لنظار( (1) )
برء الضرير إلى شكوى البعير إلى ... تكليم عضو إلى تسليم أشجار
فالجذع حن له والبدر شق له ... والماء ظل له من كفه جاري( (2) )
يا سيد الرسل إن أوجزت مختصراً ... فيك المديح ولم أجنح لإكثار
فإن صمتي ونطقي واكتتاب يدي ... فيكم ثناء وإعلاني وإسراري
فقد لجوت إليكم يا ابن آمنة ... جاراً فقل رب إني مانع جاري
فانهض وشمر لكشف الضر عن جسدي ... ومن عناني وكل بعده طارى
ومنها:
بأحمد وعلي والبتول معا ... بسيد في جنان الخلد طيار
بحمزة الليث بالعباس في نفر ... قرابة لرسول الله أخيار
وبالعتيق أبي بكر وصحبته ... مرافق المصطفى ثانيه في الغار
بالصفوة القدوة الفاروق خير فتاً ... وبالإمام قتيل البغي في الدار
بمن سواهم من الأصحاب قاطبة ... بكل أغلب في الهيجاء كرار
بشبر وشبير بالأولى قتلوا ... بالطف من أنجم زهر وأقمار
بالسيد البر زين العابدين معاً ... بزيد المنتقى العاري من العار
إمامنا البائع الرحمن مهجته ... لله من بائع من ربه شاري
بباقر العلم من جلت مفاخره ... وصار كعبة وفاد وزوار
بجعفر الصادق المصدوق من صغر ... من خص في العلم اكراماً بأسرار
بالكاظم الكاظم السجاد في سحر ... تبتلاً وبآصال وأبكار/195/
وبالرضى سبطه لله من قمر ... زاه وفي فلك العلياء سيار
نور الهدى( (3) ) من قضت آي الكتاب له ... على العداء بتفسيق وإكفار
__________
(1) في (ب): ونظار.
(2) في نسخة (ب) أدرج الناسخ قوله: عبارة لا يحسن مخاطبة الجليل لها، فلو قال له: (كن لي حافظ الجاري) متوهماً أنه شعر، وقد نبه أحدهم في الهامش على ذلك قائلاً: توهم الكاتب أنه شعر وليس بشعر إنما هو نثر..... الخ
(3) في (ب): برب الهدى.