قلت: صرح السيد جمال الدين أن السيد حميدان من ولد جعفر بن القاسم وهو من ولد صنوه سليمان بن القاسم، قال السيد جمال الدين: وكان لسيدي علي بن المرتضى شغف بالإمام المنصور بالله كلي وينقل من محاسنه شيئاً كثيراً، ويروي من قصائده وأشعاره ما لم يسمع من سواه، وكذلك غيره من الأئمة المطهرين إلى زمان الإمام محمد بن المطهر - عليه السلام - ولو ضبط ذلك كان تماماً للحدائق، وكان خطيباً مصقعاً ماهراً فارساً في الخطب يحفظ فيها (ما يحفظه)(1) سواه على مثل ما كان أخوه محمد، فإن أخاه محمد كان من أخطب الناس، ولقد حكى بعض الأهل عنه أنه احتاج إلى أن يخطب بعد أن شاخ وأغرب عن هذا الشأن وأهمل فلما فرغ بعد أن أتى بشيء بديع خارج عن الوصف قال هذه من كذا وكذا خطبة، وكذلك حكى عن السيد العلامة علي بن المرتضى والده في خطبة خطبها على مثل هذا الحال ولما دعى الإمام المهدي لدين الله علي بن محمد - عليه السلام - سار إليه إلى ثلا وبايعه وحضر معه الجمعة فأمر الإمام أن يتولى الخطبة ففعل واستوفى ذكر الأئمة الأطهار ووصفهم بأوصافهم الكريمة، فلما فرغ من صلاته قال الإمام المهدي لولده الإمام الناصر: أنقل من السيد جمال الدين ذكر الأئمة، وكان إذا بلغ في(2) تعداد الأئمة إلى ذكر شهدائهم استهل باكياً، وكان - رحمه الله - شاعراً مترسلاً، وجاداً سلس البراعة سهل الشعر له قصائد حسنة ومن أجود ما قاله القصيدة التي أنشأها إلى السيد الواثق بالله في حال إمامته وهي (معروفة محفوظة مشهورة)(3) أولها:
يا ابن المطهر والإمام الأبلج ... دع عنك ذا الأمر المريج اللجلج
وافزع إلى المهدي أخيك ولُذْ به ... أعني علياً فهو غوث الملتجي
181/ وهو الذي شهد الإمام(4) بفضله ... وكذا شهدت فكيف عنه (تجتج)
__________
(1) في (ب): ما لا يحفظه.
(2) في (ب): من.
(3) في (ب): محفوظة معروفة مشهورة.
(4) في (ب): الأنام.

من كار(1) فراق السراب بقيعة ... يحكي اللجين هو فئة موتوبخ(2)
وهي (من)(3) قصيدة طويلة، فلما بلغت الواثق ضاق بها ذرعاً؛ لأنه كان يحبه، وما كان يحسبه يواجهه بما فيها، فأجابها بقصيدة منها:
جاز الرجال على الطريق الأعرج(4) ... ومشوا على الشبهات مشي الأهوج
والناس هم صنفان من مستدرج ... صنف وصنف ليس بالمستدرج
شقوا عصى الإسلام واجتاحوا الهدى ... فتراهم في ليل معظلة دجي
شجح الغراب ببينها فتصدعت ... ليت الغراب ببينها لم يشحج
لما رأوني قائماً مستصحباً ... عزماً يفلق هام كل مدحج
قالوا عصيت كما دعوت وأحمد ... داع وليس لأحمد من مخرج
قلنا صدقتم دعوتي مشروطة ... بفساد دعوة أحمد البر النجي
حتى أتت أفواج حوث ثلة ... يحتال بين مقمص ومتوج
أبناء قبالة أحمد المهدي الذي ... أحيى الهدى وأقام كل معوج
فبأي شيء زحزحوها عن فتى ... متلفع بردائها متتوج
ورث الخلافة عن أبيه وجده ... وافقت عشك يا حمامة فأدرج
__________
(1) في (ب): كان.
(2) في (ب): من كان رقراق السحاب بقيعه…يحكى اللجين لفرقته من توبخ
(3) سقط من (ب).
(4) في (ب): الأعوج.

ودارت بين السيد جمال الدين علي بن المرتضى وبين السيد العلامة أحمد بن صلاح بن الهادي بن إبراهيم بن تاج الدين مراجعات، وللسيد علي قصيدة (حسنة)(1) بارعة في الانتصار لمذهب (أبي) (2) الحسين وابن الملاحمي، وكان السيد أحمد بن صلاح بهشمياً، والسيد علي حسينياً ملاحمياً، فقال القصيدة في ذلك المعنى، وهي عظيمة في بابها، ووقع بين السيد جمال الدين وبين العلامة الفقيه إبراهيم الغرازي مناظرة مشهورة أفضت إلى رسائل والبحث عن عدة مسائل منها مسائل الخلاف بين البهاشمة والملاحمة، ومنها أن الفقيه المذكور قال: يجوز أن يكون أبو علي وأبو هاشم أفضل من الهادي - عليه السلام - والقاسم - عليه السلام - قال: ولم يزل يناظره في كل مكان يجتمعان فيه فاتفقا في بعض الأسواق فتراجعا في تلك المسألة، فقال الفقيه: فما الدليل على أنك أفضل مني. قال: فقلت الكتاب والسنة والإجماع /182/، أما الكتاب فقوله تعالى: ?إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا?[الأحزاب:33]، وهذه إرادة مخصوصة لا مطلق الإرادة العامة وإلا فالله سبحانه يريد ذلك من كل مكلف، فما معنى التخصيص، وأما السنة فقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: (ليس أحد يفضل أهل بيتي غيري)، قال: فنظر إلي نظر متعجب لحضور الحجة، قال: فالإجماع قال فقلت: (اسأل)(3) أهل هذا الجمع قال: فامتعص وسكت ولما اشتهرت المناظرة بينهما عمل العلماء في ذلك رسائل منهم الإمام المهدي علي بن محمد في حال سيادته سماها (النمرقة الوسطى في الرد على منكر فضل آل المصطفى) والواثق - عليه السلام - رسالة سماها (النصر العزيز على صاحب التجويز) وهي بديعة بناها على براهين وختمها بقصيدة عجيبة غريبة أولها: الحاسد القمر النوار في تعب. ومنها:
أشعة الفضل أعمت ناظريك فما ... فرقت بين حِصِيِّ الأرض والشهب
__________
(1) سقط من (ب).
(2) في (ب): ابن.
(3) في (ب): سل.

وأنشات الشريفة العالمة صفية بنت المرتضى رسالة فائقة رائقة مشحونة بالأدلة والبراهين ومحاسن الآثار وفرائد الأخبار سمتها (الجواب الوجيز على صاحب التجويز).
قال السيد الهادي - رحمه الله -: كتبت إلي جدي علي بن المرتضى أيام إقامتي بحوث أقرأ في علم الكلام جواباً على كتاب جاء منه إلى يشير علي ويومي إلى كلام يحيى بن منصور، فذكرت في جوابي انتصار البهاشمة ومدحت مشائخ الاعتزال وغلوت وكتبت أبياتاً إلى الوالد أحمد بن علي عمي، من جملتها هذا البيت:
هم سفن النجاة إذا ترامى ... من الإلحاد موج المعظلات
فأجاب الوالد شمس الدين بجواب غريب من جملته بعد أبيات:
ألا سفن النجاة بنو علي ... وهاني منك إحدى الكبريات
مدحت الاعتزال وقلت فيهم ... بأنهم هم سفن النجاة(1)
انتهى.
وكان السيد جمال الدين علي بن المرتضى محلاً للفضائل وأنواع العبادة، وكثيراً ما كان ينشده(2):
فوا عجباً كيف يعصى المليك ... أم كيف يجحده الجاحد
وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحد
وكثيراً ما يتمثل بقول من قال:
ولربما عرضت لقلبي فكرة ... فوددت منها أنني لم أخلق
__________
(1) في (ب): هذا البيت متقدم على الذي قبله.
(2) في (ب): ينشد.

/183/ وكان كثير الإحسان وصولاً لما أمر الله به أن يوصل، وكان الله سبحانه يجري له الطافة وفق أفعاله، ولقد حكى - رحمه الله - أنه غطه(1) أمر ذات يوم فتحير فيه فجاءه رجل لا يعرفه بدراهم كثيرة لا يؤلف ولا يعتاد الصلة بمثلها، وكانت تأتيه أمثال هذه من الإعانة عند الحاجة، وكان شديداً صليباً في ذات الله في خطبه وأقواله وأفعاله، وهو الذي أزال دولة الظلم من (مذرح) وكان بيد الأمير(2) تاج الدين فسار بنفسه وجمع الجنود الوافرة حتى بادوا، وله كرامات منها ما حدث به - رحمه الله تعالى - قال: كنت ذات يوم في مجلس إذ جاءني شخص له صورة مخالفة، فقال لي: أتحب أن أكون لك صاحباً، فقلت: من أنت. قال: أنا شخص من الجن اسمي محمد بن عزان في قلعة خراسان، قال: فوجدت وحشة منه فقلت أحب أن لا أراك أبداً، فولى عني فلم أره بعد، ومنها ما حكاه - أيضاً - أنه في إحدى حجتيه؛ لأنه حج لنفسه مرتين وزار قبر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وقبور الأئمة بالمدينة وقبر القاسم ومن معه في جبل الرس، قال: ومعي عمي إبراهيم بن مفضل فوصلنا إلى مكان فخرجت عن الطريق لغرض، فوجدت الحاج قد ساروا ولم أسمع حساً مع ظلمة شديدة لا يستضيء الإنسان يده، فما كان مني إلا الاستسلام وبقيت أجبن من ضب فسمعت قائلاً يقول: يا حاج امض والطريق على يمينك وامض على حالك فإن أصحابك ينتظرونك في مكان كذا، فسرت كما قال حتَّى وصلت أصحابي وقد قلقوا واشفقوا فأخبرتهم بالقضية ولم يكن الصوت يسمع من محل أصحابي إلى حيث كنت ولا أحد غيرهم من الحاج يعرفني فعلمت أن ذلك من فضل الله، ومنها ما هو مشهور مأثور أنه خطب يوم العيد بمكة المشرفة في أصحابه وقد مالوا إلى جانب من وادي مِنى خطبة بليغة فيها مواعظ شافية، وبكى وأبكى مخالفاً للمعتاد، وكان مستقيماً على صفا فانفلقت حال خطبته وعاين ذلك جميع الحاضرين، ونظير هذا ما نقله الأثبات
__________
(1) في (ب): غصة.
(2) في (ب): علي بن تاج الدين.

العدول عن المعاينة أنها كانت صخرة عظيمة في وسط أرض لشخص فلم يستطع إزالتها فسأل من السيد الدعاء لزوالها، فسار معه حتى رقا على أعلى تلك الصخرة ودعا وابتهل إلى الله تعالى، ثم أذن عليها أذان الظهر في وقته المعروف فانصدعت /184/ تلك الصخرة بقدرة الله تعالى، وتشققت فامكنت زوالها، ومنها أنه دخل بعض مساجد ثلا فبات فيه وحده ولا صديق له، فأصابه ضمأ عظيم أجهده وانقطع رجاه من(1) الناس، قال: فقلت اللهم اسقني من عندك، فانصب له ماء من ناحية المسجد فتلقاه بيده وشرب منه، ومنها ما حكاه الواثق - عليه السلام - وكتبه بيده قال: رأيت في النوم قائلاً يقول لي: السيد علي بن المرتضى مؤمن بني الهادي، والسيد محمد بن حيى(2) مؤمن (آل)(3) القاسم، والسيد داود بن أحمد مؤمن آل حمزة، مولده سنة أربع وسبعمائة ووفاته - رحمه الله - سنة فتح الإمام الناصر - عليه السلام - صنعاء سنة أربع وثمانين وسبعمائة، وكانت تلك السنة غزيرة المطر، فمرض الناس بالم النقضة، وكان موته بسبب ذلك.
قال السيد الهادي - رحمه الله - لما بلغنا ألمه ونحن (بالمحطة) عند الإمام أقمنا بعد ذلك أربعة عشر يوماً وحصل الفتح، ثم تقدمنا أنا وعمي صلاح الدين المهدي بن علي والصنو عز الدين محمد بن أحمد إلى الهجرة بشظب وأقمنا معه أياماً فاشتد عليه الألم، وكان عقله حاضراً لم يغب، فكان يوم الخميس من شعبان بالتاريخ المتقدم رايناه مستشعراً للموت، فحرض على السجود(4) كما حكى عن(5) الجنيد أنه كان يفعل، فقيل: يا أبا القاسم تفعل هذا (في الساعة)(6)، فقال: هذه الساعة أحوج ما كنت إليه، ففاضت نفسه الشريفة وهو على هذه الحال المذكورة.
قال السيد الهادي: وخطبت عند قبره خطبة مرتجلة عرفت فيها شيئاً من أحواله، وكتبت على قبره:
__________
(1) في (ب): عن.
(2) في (أ): يحيى.
(3) سقط من (ب).
(4) زيادة في (ب): والتلاوة.
(5) في (ب): من.
(6) في (أ): في هذه الساعة.

يا زائراً قبر الإمام المرتضى ... سبط الكرام علي بن المرتضى
ألثم ثراه وقل له يا ذا النهى ... ذهب التعبد بعد موتك وانقضى
علي بن موسى بن أبي جعفر
الشريف الفاضل جمال الإسلام علي بن موسى بن أبي جعفر محمد بن عبيد الله(1) العباسي - رحمه الله - هو سيد فاضل عالم من ولد العباس بن علي قمر آل الرسول وهو المقبور بجامع صنعاء غربي الصومعة الكبرى من ناحية الجنوب إلى جانب القبر القبلي، توفي سنة تسع وسبعين وثلاثمائة.
علي بن موسى الدواري
القاضي العلامة إمام الأصول شيخ المحققين جمال الإسلام علي بن موسى الدواري - رحمه الله تعالى - كان عالماً مبرزاً في العلوم محققاً في الأصول مرجوعاً إليه(2) /185/ الفضلاء وهو أستاذ الإمام صارم الدين إبراهيم بن محمد مصنف الفصول، وله في مدحه الكلمة السنية وهي (في)(3) ترجمة للسيد - رحمه الله تعالى - توفي القاضي في شهر صفر سنة إحدى وثمانين وثمانمائة.
علي بن موسى بن الحسين
العلامة الفاضل بهجة العلماء علي بن موسى(4) بن الحسين المحدث المصري - رحمه الله - قال الملا يوسف حاجي - رحمه الله تعالى -: هو ذو الآراء الثاقبات، وهو صاحب (المرشد).
قلت: (وقوله)(5) المحدث المصري يقضي أنه من قرابة الناصر - عليه السلام -.
علي بن موسى البائد
العلامة الفقيه الفاضل علي بن موسى البائد شيء نسبه إلى (البائد شت) قرية من قرى (آمل) - رضي الله عنه - صحب الناصر مدة مديدة، وله كتاب الإبانة في أصول الفقه وكتاب آخر في إثبات إمامة الناصر - عليه السلام -.
علي بن منصور بن عمير
الفقيه العلامة (علي بن منصور بن عمير)(6) أحد تلامذة الفقيه العلامة المحسن(7) ابن محمد النحوي - رحمه الله تعالى -.
__________
(1) زيادة في (ب): بن عبدالله.
(2) في (ب): رحل إليه الفضلاء.
(3) ساقطة من (أ).
(4) زيادة في (ب): بن محمد.
(5) في (ب): وهو له.
(6) في (ب): علي بن منصور بن محمد بن حمير.
(7) في (ب): الحسن.

علي بن منصور بن يوسف
العلامة القاضي الأجل علي بن منصور بن يوسف - رحمه الله - من أعيان المائة السابعة لقي الإمام أحمد بن الحسين وبايعه وتولى القضاء وهو والد عمران.
علي بن ناصر الدين السحامي
الفقيه المحقق الفاضل جمال الدين علي بن ناصر الدين المعروف بالسحامي صاحب (البيان) وهو على إحدى الروايتين أخو العلامة سليمان بن ناصر مصنف (شمس الشريعة)، وقيل هو ابن أخيه علي بن الحسن بن ناصر الدين وقد ذكرنا (مسكنهم صرحه)(1) وشيئاً من أحوالهم.
علي بن أبي النجم
القاضي العلامة الفاضل علي بن أبي النجم - رحمه الله - هو علامة كبير فيه وفي صنوه العلامة يحيى قصائد ومدائح، وهو أحد الثلاثة العلماء الذين ذكرهم السيد الأمير المرتجي للخلافة محمد بن الهادي بن تاج الدين حين استعار تهذيب الحاكم منهم، وهي رسالة نكتب منها ما أمكن، وهي: (بسم الله الرحمن الرحيم وصلواته(2) على سيدنا محمد وعلى آله وسلم في المثل السائر كثرة الانتظار يورث الاصفرار وقد طال ما انتظرت وجه اليسار، ليجلي دياجي الإعسار، ولست بمشتاق إلى الغناء إلا لبلوغ المنا في نساخة تفسير الحاكم، فاشتغل بهذا الكتاب الخاطر، وسهر الناظر وبقيت مذبذباً بين الرجاء واليأس، وقلت: من هو المقصود بهذه الحاجة من الناس، فلقد كسد سوق المروات، وعزَّ علي ظهر البسيطة من يقضي الحاجات، واخذ علي هذا الأسلوب والنمط الحسن، وسنذكر هذه الرسالة إن شاء الله(3) في ترجمة السيد محمد بن الهادي بن تاج الدين وكلامه في علي قوله:
فيهم العالم الجواد علي ... وعماد /186/ الهدى سليل الكرام
)، انتهى.
وفي علي - رحمه الله - وصنوه يحيى يقول ابن رفعان اليمني:
يا بني ابي النجم الدين قسماً ... شرفاً يطول بأخمصيه الأنجما
يا جامعي شرف العلوم جميعها ... بل يا أجل بني الزمان وأكرما
__________
(1) فراغ في (ب).
(2) في (ب): وصلاته.
(3) زيادة في (ب): تعالى.

أوضحتما سنن الهداية والتقى ... والعلم والدين الحنيف القيما
(1)(أحسنت يا قاضي القضاة شمائلاً ... شرفت أنت أفعالها أن تدمما(
وهي أكثر من هذا القدر.
علي بن نصر الأهنومي
الفقيه العلامة علي بن نسر الأهنومي - رحمه الله - (قال)(2): أظنه ذكره القاضي العلامة شمس الدين أحمد بن صالح(3) القصعة - رحمه الله - ولعله ذكره في مشيخته - رحمه الله -(4).
علي بن نشوان بن سعيد الحميري
العلامة القاضي جمال الدين علي بن نشوان بن سعيد الحميري علامة محقق من أجلاء وقته، وتولى أعمالاً كباراً وبقي على أعماله مدة طويلة، وجمع سيرة للإمام المنصور بالله سيرة حافلة عظيمة القدر، تدل على علو طبقته وسمو همته، وله شعر كثير يتخرج في أجزاء وأكثر المشاهد المنصورية والحروب الإمامية له في وصفها الشعر البليغ، ومن ذلك ما قاله بالجوف يحض قبائل همدان على الجهاد مع الإمام:
أرقت وما طربت إلى الغواني ... فأبكى في الربوع أو المغاني
ولا غدت المدامة لي ببال ... فأسأل عن معتقه الدناني
ولا طربت إلى الأوتار نفسي ... ولا سمع المجون ولا الأغاني
ولكني طربت بصوت داع ... من آل محمد سهم الجناني
إمام عادل بر زكي ... أمين لا يقول بقول مان
له علم ومعرفة ودين ... يفوه بذكره أهل الزمان
ومن شعره لله دره قالها على لسان الإمام ليقوى خاطره على النهوض:
يا موقد النار البعيدة أجَّج ... واشهر بمضمرها شعار المخرج
أشعل وشيكاً جذوة ببراقش ... ليضي ما بين العراق ومنبج
إن الإقامة قد نقضت شروعها ... ونسخت أوقات الضلال (السيسج)(5)
بشرائع التجهيز والتغليس والآ ... ساد حين أقول أدلج أدلج
والكر بين الفيلقين وصوله ... تحت العجاج وطعن كل مدحج
ولقد سئمت من المقام وظله ... وتتوقت نفسي لظهر الأعوج
__________
(1) سقط من (أ) هذا البيت: (لك يا علي فضائل وفواضلٌ ومكارمٌ يحكي الخضم إذا طمى).
(2) سقط من (ب).
(3) في (ب): صلاح.
(4) زيادة في (ب): تعالى.
(5) في (ب): السجيج.

/187/ولموقف حضي به سمر القنا ... وشبا الظبا وقرى الحصان المسرج
قامت سواني حين أنشد منشد ... الجم جياداً يا غلام وأسرج
وأرقت من طرب إلى غزو العدا ... بالجرد لا وصل العزال (العوهج(
يا مسعدي على مقارعت العدا ... ومسابقي إلى الضريح المزعج
ذهب السلو فودعا طيب الكرا ... وتتبعاً أثري وسيراً منهج
كلفي بطرف لاحقيّ مضمر ... نهد (المراكل) لا بطرف أدعج
وكتيبة موصولة بكتيبة ... تختال في حلق الحديد المدمج
وتطنبي بعجاج نقع ثائر ... ودم لأثواب الكمي مضرج
ولقد شهدت الخيل تقرع بالقنا ... في ما قط تحت(1) الوغا متوج
ولقد سريت(2) الليل حتى خلت ما ... أبقيت منه كالقميص المدبج
ولقد دخلت على السباع وحارها ... وولجت عبل ضراغم لم يولج
ولقد وردت أنا وأوس مورداً ... في مسلك من أمه لم يخرج
والشمس في وسط السماء مظلة ... والجو أقتم(3) بالعجاج المدهج
وكأن رفراف السراب بقيعة ... ذوب اللجين هرقيه مرتوتج
قوماً فشدا لي علي عبل الشوى ... غرر النسا صافي الأديم مدمج
نهدأ قب الإبطلين إذا عدا ... في البيد خلت ممر ريح سمهج
ارق(4) تجاذب للذبوب(5) عناية ... طرباً ويصهل عند صوت المسرج
وكأنه سيل إذا ناقلته ... وإذا مددت(6) فبارق زبرج(7)
توفي بجهة خولان في القد(8).
علي بن وهاس الحمزي
الأمير الكبير علي بن وهاس الحمزي(9) (فراغ) من كبراء آل حمزة ووجوههم، له مقامات تدل على نباهة شأن، وهو الذي كتب إليه الإمام يحيى بن محمد السراجي سنة (فراغ) وستمائة ظناً (مني)(10) بهذا البيت:
إذا أعطيت راحلة وزاداً ... ولم ترحل فلست من الرجال
فعكسه الأمير فقال:
__________
(1) في (ب): تحد.
(2) في (ب): رأيت.
(3) في (ب): قتم.
(4) في (ب): أرن.
(5) في (ب): للوبوب.
(6) زيادة في (ب): له.
(7) في (ب): زبرنج.
(8) في (ب): أظنه العدين بجهة بلاد زبيد.
(9) في (ب): بن وهاس بن [فراغ] الحمزي.
(10) لم أتمكن من قراءتها].

127 / 182
ع
En
A+
A-