علي بن عبد الله بن علي راوع
القاضي العلامة علي بن عبد الله بن علي راوع - رحمه الله تعالى - قاضي الإمام شرف الدين - عليه السلام - علامة وقته شارح (الأثمار)، كان أحد الأعيان بحضرة الإمام - عليه السلام - وتولى قضاء صنعاء، وكان وجه (أهل) زمانه واتفق بينه وبين الإمام شيء فتجنب الحضرة وسكن في عاشر من بلاد خولان وبه توفي في (فراغ) وتسعمائة، وله شرح على الأثمار عظيم بلغ فيه إلى البيع وشرح لطيف قال في خطبته ما لفظه: وبعد فإني كتبت(1) شرح الأثمار حتى بلغت كتاب البيع، ثم عرض ما صد عن الإتمام حتى مضى بضع من الأعوام، ثم أشار مؤلفه بإنشاء شرح ثاني لما تعقب ذلك الشرح في لفظ الأثمار من زيادة ونقصان وأجبته إلى ذلك ميلاً إلى إسعاده ومسارعه إلى تنفيذ مراده متجنباً للتطويل الممل والاختصار المخل، فمن أراد الاطلاع على الأسانيد والأقوال والرموز والقواعد والفوائد فعليه بالشرح الكبير يجد ما طلبه محققاً مستوفاً، ويظفر بمراده مبيناً مستوفاً، فقد بذلت فيه التحقيق والتدقيق وبالله الثقة والتوفيق.
قلت: وبلغ في الشرح هذا إلى الزكاة، فقط ومن كلام العلامة علي بن أحمد الشظبي في وصفه - رحمه الله تعالى - لما ذكر جواب السيد المرتضى بن قاسم والعلامة محمد بن راوع والفاضل محمد بن سليمان النحوي - رحمه الله - في الوقف المشتمل على التجويز و(2)قال الشظبي: وجواب العلامة علي بن راوع يجري مجرى النص ويؤيد ما زعمت أني سمعت من بعض درسته أنه أعرف من كثير من المذاكرين، فلما تم الجواب قال الشظبي: فعلى ابن راوع بالنسبة إلى من أجاب عن هذا السؤال كما قال المنصور بالله في رسالته إلى بني العباس /132/:
وإن كنتم كنجوم السماء ... فنحن الأهلة للأنجم
__________
(1) في (ب): كنت شرحت.
(2) سقط من (أ): الواو.
وحاصل هذا الجواب الذي أجاب به أن التحويز(1) لا يصير(2) بوقف ولا غيره إلا الإقرار لكونه يكشف عن كذب المقر، وكان فيه - رحمه الله - نباهة، وله شعر من ذلك ما كتبه إلى العلامة محمد بن يحيى بهران - رحمه الله -:
سلام وما التسليم يقضي لنا فرضاً ... إذا لم نقبّل بين أيديكم الأرضاء
فلا تحسبوا طول المدى عن مزاركم ... لأجل ملال في القلوب ولا بغضاً
ولكنها الأقدار تجري على الفتى ... ضراراً بما لا يشتهيه ولا يرضى
فأجابه العلامة ابن بهران - رحمه الله تعالى -:
حرام على عينيّ أن تطعم الغمضا ... إذا لم أرى وجه التواصل مبيضاً
أحبة قلبي شرفوني بزورة ... يعض بها الحساد أيدهم(3) عضا
ولا برحت مني إليكم رسائل ... يموت بها أهل العداوة والبغضاء
وكيف يلذ النوم لي ويزورني ... وأحلام قرض الشوق تقرضني قرضاً
وكان سبب وفاته - رحمه الله - أنه سقط من سطح داره بعاشر ورثاه بعض تلامذته فقال:
فيض الدموع على الخدّين أغرقني ... ونار جمر الغضا في القلب أحرقني
(وصفو عيشي أضحى ضيقاً كدراً ... ومشربي من قراح الماء غير هني)(4)
والشمس والبدر مسودان قد كسفا ... لحادث جل في الأمصار والفنن
بموت شيخ العلوم القطب سيدنا ... علي المرتضى علامة اليمن
ذاك ابن راوع المشهور من عميت ... بموته عين هذا الدهر واحزني
ذاك الذي ملأ الأقطار معرفة ... وخير من ضم في لحد وفي كفن
العالم العلم النحرير عمدتنا ... آهٍ عليه أنيسي كربتي حزني
لما رمته سهام الموت قائلة ... رمت فؤادي وقلبي أسهم المحن
وحين ما سمعت أذناي نائحة(5) ... أغشي علي وزال العقل من بدني
/133/ أقمت صحبته دهراً فانحلني ... من المسائل دراً غالي الثمن
وكان لي والداً براً غنيت به ... عن الديار وعن أهلي وعن سكني
__________
(1) لعلها التجويز.
(2) في (ب): لا يضر.
(3) في (أ): أيديهم.
(4) هذا البيت سقط من (ب).
(5) في (ب): ما تتزين.
أبكي عليه وتبكيه العلوم ومن ... قد استفاد عليه من بني الزمن
كانت وفاته في (فراغ)
علي بن عبد الله بن المهلا
بديع الزمان وقريع الأوان صاحب الأخلاق العاطرة والآداب الزاهرة الناظرة جمال الدين علي بن عبد الله بن المهلا بن سعيد بن علي الشرفي ثم النساي - رحمه الله - كان من حملة الأداب وكملة الأصحاب مولده بكوكبان ونشأ فيه، وقرأ بصعده والشرف - أيضاً - ثم قرأ بصنعاء مدة، ثم عاد كوكبان فتزوج به، ثم حمل أهله إلى صنعاء، وترجم له ولده عبد الله بن علي أسعده الله قال: كان عالماً في كل فن في الفقه والنحو والمعاني والبيان والمنطق والتاريخ، وأخذ على جماعة من المشايخ مثل الوالد العلامة محمد بن عبد الله المهلا(1) وسيدنا العلامة علي بن محمد الجملولي والسيد العلامة محمد بن عز الدين المفتي والسيد العلامة عيسى بن لطف الله رحمهم(2) الله تعالى وغيرهم من العلماء.
__________
(1) زيادة في (ب): - رحمه الله - والوالد العلامة عبد الحفيظ بن عبدالله المهلا.
(2) في (ب): - رحمه الله -.
قلت: وكان محبباً إلى الفضلاء بمكارم أخلاقه طال ما سمعت سيدنا العلامة المحقق الحسن بن أحمد الحيمي يحن إليه وينوح بعد فراقه عليه، ويذكر من مكارم أخلاقه ما تزين(1) به الأوراق، وله شعر سيال قليل النظير في عصره، أخبرني السيد البليغ صلاح بن أحمد بن عز الدين المؤيدي - رحمه الله - قال: قلت قصيدة في المولى شرف الإسلام الحسن بن القاسم - عليهما السلام - فلما عرف أني أريد القراءة لقصيدتي قال لي إنه قد قال فينا الفقيه علي بن عبد الله قصيدتين بليغتين يطلع عليهما، قال السيد صلاح: وعرفت أنه أراد ان يعرفني أنه يعرف جيد الشعر /134/ من رائفه(2) فقرات القصيدتين فرأيت العجب، وكان مولانا الحسن يذكرهما للأدباء لهذا المقصد، توفي - رحمه الله تعالى - بصنعاء سنة تسع وأربعين وألف سنة، ودفن بخزيمة، والقصيدتان الأولى منهما في فتح زبيد، وهي:
لا تحسبوه عن هواكم سلا ... كلا ولا فارقكم عن قلا
ولا بنت وهناً به قلبه ... هضيمه الكشح صموت الحلا
يفصح بالقد غصون النقاء ... ليناً ويحكي الشادن الأكحلا
نشوانه ما شربت قرقفاً ... سحارة ما عرفت بابلا
أهلة الدار بأترابها ... لا عفت الريح لها منزلاً
نسيمها حدث عن مسكها ... فخالة أهل الهوى مترسلا(3)
دع التصابي في مقام الذي ... فاق سناء واقصد الأفضلا
وقل بأعلا الصوت إن جئته ... يا مالكاً(4) حاز جميع العلا
هنيت هذا الشرف الأطولا ... فالمفخر الباذخ فوق الملا
أدركت مجداً عشر معشاره ... قد أعجز الآخر والأولا
ما أنت إلا آية أنزلت ... بقمع من خاف ومن أبطلا
يشهد ما في الأرض عن علمه ... أنك صرت الأوحد(5) الأكملا
نور هدىً يهدي به ذو التقى ... نار وغىً حاميه المصطلا
وبحر علم ما له ساحل ... يزخر إن فَصَّل أو أجملا
دقيق فكر ما رأى مشكلاً ... إلا وحل المشكل المعضلا
__________
(1) في (ب): ما تتزين.
(2) في (ب): من زائفة.
(3) في (ب): مرسلاً.
(4) في (ب): يا ملكاً.
(5) في حاشية (أ): الأوجد.
يا ابن أمير المؤمنين الذي ... ما برح النصر له مقبلا
رمحك لا يألف إلا الحشا ... سيفك لا يعشق إلا الطلا
طرفك يختاض دماء العداء ... كأنها كانت له منهلاً
منتعلاً في الروع هاماتهم ... مجللاً أكبادهم والكلا
/135/ نهدت للترك وقد حزبوا ... أجنادهم تملأ عرض الفلا
تغص قيعان زبيد بهم ... يخال فرسانهم أجبلا(1)
فدارت الحرب وقد أملوا ... رأياً وقد يعكس من أملا
وزاولوا منك فتىً ماجداً ... لا يرهب الموت إذ أقبللا
يستحسن الدرع على جسمه ... ثوباً ويستخشن لين الملا
سابغه تسحر في الهيجاء ... ويستزري القنا الذبلا
فجرعوا من بأسه علقماً ... معتصراً من شجرات البلا
واستبدلوا عن صهوات الذرى ... والضمر الجرد بطون البلا
فمنهم من جاء مستسلماً ... ومنهم من طار خوفاً إلى
فهكذا فلتكن الهمة العقسى ... والفخر وإلا فلا
فانقشعت تلك العنايات عن ... مهذب كالقمر المجتلا
عن فاطمي ذكر أيامه ... تفعل في السامع فعل الطلا
الحسن بن القاسم الندب من ... غار على الإسلام أن يهملا
وشاد ركناً لبني هاشم ... طاول من رفعته يذبلا
ساس من الشحر إلى مكة ... إلى المخا عمرانها والخلا
ودوخ الأرض (فلو رام) نحت ... الشام بله(2) الروم والموصلا
لأقبلت بالطوع منقادة ... لأمره أسرع من لا ولا
ونال منها كلما يبتغي ... وحازها بالسيف أو بالجلا
وما هي الأرض وما قدرها ... عندك يا من قدره قد علا
لو أنها عندك مجموعة ... وهبتها من قبل أن تسألا
ولو أمرت الشهب إقبالها ... نحوك لم تلبث أن تنزلا
/136/ وضيغم الأفلاك لو رمته ... جعلت من فروته أنعلا
ولو نهيت الدهر عن فعله ... بالحر لاستعبد واستمثلا
وإن يرد منه على نجله ... يوليه براً كاد أن يفعلا
دمت لدين المصطفى معقلاً ... وللهيف المعتفا موئلا
وله - رحمه الله تعالى - وهي الأخرى من القصيدتين:
هام وجداً ساكني نعمان ... حسبه من أحبة ومكان
__________
(1) في (ب): أخبُلاً.
(2) سقط من (أ).
جيرة خيموا فخيم قلبي ... واستقلوا فهام في الأضعان
ألفتهم روحي فهانت عليهم ... قل ما يسلم الهوى من هوان
الهوى شأنه عجيب فكم من ... مسبل ماء شأنه إثر شاني(1)
علق القلب منهم بدر تم ... ساحر اللحظ فاتر الأجفان
وافر الردف كامل الطلعة الغراء(2) مرَّ الصدود حلو اللسان
من لقلبي بعضّ تفاحة الغصن ... وتقبيل خده الأرجوان
فأداوي الفؤاد من ألم الحب ... ليشفى معذب الهجران
مالكي ما تريد أصلحك الله ... بإتلاف مطلق الدمع عاني
نم هنيئاً ملأ الجفون فإن ... عاود طرفي الكرى فقل لا هناني
(يطّبيني) هوى الحسان ولكن ... ما راني ربي بحيث نهاني
بل يحامي القريض نفسي فيد ... نيها إليه يشبهها(3) بالغواني
أجماح مع الصبى بعد ما لا ... حت ثلاث بيض ثنين عناني
فاتني ريق الشباب وأرجوه(4) ... عودة من أكف فرد الأواني
يا أبا أحمد بقيت فما غيرك ... يدعا إذا التقى الجمعان
ذد عن الدين واحمه بالصفاح ... البيض والصافنات المران
أنت مهدي هذه الأمة ... المرجو إحياؤه عقيب الزمان
/137/ لك من قول جدك الصادق ... الهادي ومن قول حيدر شاهدان
رمز الدهر عندما رمز(5) الحق ... فمذ جئت عاد في العنفوان
غيرك المدعي علاك لقد مد ... يداً ويحه إلى (كيوان(
يرتجي شأوك الرفيع لقد ظل ... وغرته نفسه بالأماني
رفع الله منك راية حق ... يتقي بأسها أولو الطغيان
سل زبيداً والنجد نجداً المخيريب ... وقاع القباب من سنحان
لو تصدّا لها سواك إذا آل ... كسير القنا قتيل طعان
طفق الروم تحت سيفك أفوا ... جاً يخرون منه للأذقان
إن أعداءك البغاة لفي النار ... يطوفون بين حميم آن(6)
ألفت خيلك الوغا فهي من شو ... ق إليه تهم بالطيران
كم جيوش غادرتها للأعادي ... جزر للنسور والعقبان
__________
(1) في (أ): شانِ.
(2) سقط من (أ).
(3) في (ب): [لم أتمكن من قراءتها].
(4) في (ب): وأرجو.
(5) في (ب): عندما درس الحق.
(6) في (ب): يطوفون في حميم آن.
من رأى بأسك الشديد وإقدامك ... يوم الوغا على الأقران
معلماً تلتقي الكتائب فرداً ... حيث تنسى مودة الإخوان
لا يرى غير هامة ونجيع ... أو قتام أو صارم أو سنان
علم الناس أن مالك ثاني ... واستبانوا أن الفخار يماني
الغنا والقنا يكفيك موجودان ... فذا للمعافا وذا للجاني
ولك المحتد الرفيع وعلياك ... على الخلق ما لها من مداني
راق مدحي فيمن حوى قصب السبق ... ودانت لأمره الخافقان
الهمام الذي له الوقعات السود ... في أهل الزيغ والعدوان
ملك يقهر الجبابرة الصيد ... ويعنوا له ذوو التيجان
حسن بن المنصور سبط السحايا ... مريع الفضل منبع الإحسان
سن للناس مذهب الجود والبأس ... فما زيد الخيل وابن سنان
/138/ نشر الله عدله في البرايا ... ليفوزوا بالأمن والإيمان
وأعاد الأعياد تترى عليه ... أبداً ما تعاقب الملوان
علي بن عبد الله بن الحسن الدواري
العلامة ابن العلامة علي بن عبد الله بن الحسن الدواري - رحمه الله - كان عالماً عاملاً فاضلاً، مات في حياة والده سنة أربع وسبعين وسبعمائة، ورثاه العلامة محمد بن أحمد بن عقبة - رحمه الله تعالى - بقصيدة عددها (ثلاثة)(1) وأربعون بيتاً طالعها:
الدهر للخلق مغتال وخوان ... يضمهم بالمنايا وهو(2) فتَّان
ما جاد يوماً على الأحيا بأنعمه ... الا تعقبه بؤس وأحزان
ولم يتيسر نقل جميعها وفيها دلالة على علم المذكور وفضله - رحمه الله تعالى -.
علي بن عبدالله الرقيمي:ـ
العلامة الفقيه علي بن عبد الله بن سليمان الرقيمي - رحمه الله تعالى - علامة فاضل، وهو ليس بأخ لمحمد بن عبد الله، وستأتي ترجمته، قرأ على عبد الله الحملاني الآتي ذكره، وعلي يحيى بن أبي بكر العامري مصنف البهجة.
علي بن عبد الله الحملاني
الفقيه العالم علي بن عبد الله الحملاني - رحمه الله - كان فاضلاً كاملاً عارفاً، وهو شيخ الرقيمي الذي قبله، اعاد الله من بركتهم.
__________
(1) فراغ في (ب).
(2) في (ب): فهو.
علي بن عبد الواحد الكوفي
العلامة القاضي الرئيس همام الزيدية ونبراس أنوارهم علي بن عبد الواحد الكوفي الأسدي - رضي الله عنه - هو الذي كتب إليه الأمير الناصر محمد بن المنصور بالله عبد الله بن حمزة - عليه السلام - قصيدته الفاخرة فقال:
متى أرى الأرض بلا ناصب ... ولا حروري ولا مجبري
متى أرى في كل أقطارها ... حب علي غير مستنكر
برئت من شيخ بني حنبل ... ومن ضرار ومن الأشعر
وناصب مستضمر حقده ... كالكلب قد فقح لم يبصر
مضطغناً يصرف أنيابه ... حران لم يعرف ولم ينكر
/139/ حتام ضرب الناس في طخية ... عمياء للسالك لم يبصر
قد جعل الناس لهم حجة ... سبق أبي بكر إلى المنبر
من يعذل القوم به جاهلاً ... فالصخر قد يعدل بالجوهر
وأعجب من البتري(1) في قوله ... ما أشبه البتري بالأبتر
ما ذنب عثمان يرى عنده ... قد نال منه صفقة الأخسر
شيعة زيد أصبحوا بعده ... مختلفي المورد والمصدر
جرى أبو الجارود في غاية ... يرزقها جري (لا)(2) مقصر
والآخرون اتبعوا قائداً ... مال عن المقصد لم يشعر
فحج ركاب الخيل ميمونة ... تهدى إلى الرشد وعج بالغري
واعلم بأن الطف من زاره ... يستحقب(3) الإيمان لم يخسر
يا معشراً بالطف قد أصبحوا ... أكرم من بالطف من معشر
ومن بكوفان ومن مثله ... لهفا لمن حرق لم يفتر
وزر بطوس خير(4) خير الورى ... وشر من يبعث في المحشر
قبران هذا روضة(5) محتداً ... وهوه(6) من حفر المنكر(7)
وعج بأهل الرس وأسفح بها ... دمعك ما فاض ولا تقصر
__________
(1) في (ب): المنتري.
(2) سقط من (ب).
(3) في (ب): مستحقب.
(4) في (ب): قبر خير.
(5) قبر محمد وعلي بن موسى الرضى.
(6) في (ب): وحفره.
(7) في (ب): النكر.
علي بن عطف الله:
العلامة المجتهد علي بن عطف الله الشاوري الشرفي الهلالي - رحمه الله تعالى - كان من أكابر العلماء وفضلائهم موصوفاً بالاجتهاد، (و)(1)في تراجمه التي وقفت عليها وممن وصفه بذلك شيخنا العلامة أحمد بن سعد الدين - رحمه الله - (تعالى)(2) وهو جد والده سعد الدين أبو أمَّه، وقد يلتبس بابن عطف الله التركي، وهو محمد بن عطف الله مع أنهما في زمان متقارب، وستأتي ترجمته، وكان شيخنا شمس الدين - رحمه الله - حريصاً على الفرق بينهما، فيقول ابن عطف الله - بفتح الفاء - هو التركي لم يجز على آخره الإعراب للحكاية، وابن عطف الله الشاوري صاحب هذه الترجمة - بكسر الفاء - لأنه لم يكن /140/ علماً - بالفتح ـ، وهذه مسالة ذكرها العلماء، وممن صرح بها العلامة في كشافه في تفسير(3) سورة أبي لهب، والله أعلم.
علي بن عمرو بن مسعود العنسي
الفقيه العلامة علي بن عمرو بن مسعود العنسي - رحمه الله تعالى - صنو مسعود بن عمرو، كان فاضلاً عارفاً، توفي قبل أخيه مسعود - رحمه الله تعالى - ورثاه بقصيدة أولها:
ميعادنا للوصل يوم المعاد ... أي بعاد مثل هذا البعاد
أصابني الدهر بما لو به ... يصاب أركان ثبير لماد
رزية لو بعت نفسي بها ... عددتها صفقة من قد أفاد
أي أخ أودعته حفرة ... ليس له دون الثرى من وساد
أنضد صم الصخر من فوقه ... منفرداً عني أي انفراد
رزيته لا فاحشاً طائشاً ... ولا هدايا(4) غير وارى الزناد
هو الفتى إن قيل ركب أوى ... يبغي القرى أو قيل خيل تقاد
يعلو على المنبر حلو الجنا ... ويشهد الروع جري الفؤاد
وهي حسنة (طويلة) (5) جيدة، وهكذا شعر مسعود بن عمرو عالي الطبقة - رحمه الله تعالى -.
__________
(1) سقط من (ب).
(2) سقط من (ب).
(3) في (ب): وفي تفسير.
(4) في (ب): ولا هدانا.
(5) سقط من (ب).
علي بن عيسى بن حمزة بن وهاس
السيد الكبير الأمير الأعظم الخطير مفخر الحرمين الشريفين واسطة عقد الشرفين المنيفين أحد مناقب العترة عُلَيَّ بن عيسى بن حمزة بن وهاس بن أبي الطيب داود بن عبد الرحمن بن أبي الفاتك عبد الله بن داود بن سليمان بن عبد الله ويعرف بالشيخ الصالح ويلقب - أيضاً - بالرضا ابن موسى الجون بن عبدالله المحض الكامل بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام - وهو بالتصغير(1) - بضم العين وفتح اللام - لم يكن على اسم جده علي بن أبي طالب، كان عالماً فاضلاً شاعراً جواد وهو أحد شيوخ العلامة القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام /141/ - رضي الله عنه - وتولى الرد على المطرفية واستدعى البيهقي - رحمه الله - من العراق ليخرج إلى اليمن للمدافعة عن الحق، ولما وصل مكة بشر به إلى الإمام أحمد بن سليمان إلى اليمن كما سبقت إشارة إلى ذلك في ترجمة البيهقي - رحمه الله - وورد الزمخشري - رحمه الله - مكة في أيامه وصنف بعنايته الكشاف ومدحه بقصائد موجودة في ديوانه، ومن شعره:
جميع قرى الدنيا سوى القرية التي ... تبوا بها دار فدار زمخشرا
وحسبك أن تزهي زمخشر بامرئ ... إذا عد من أسد الشرى رمح الشرى
ومن شعر الزمخشري - رحمه الله - فيه:
ولم يتزيد قط في قيلة وإن ... تذوكر أقوال الهداة تزيدا
ومعنا قوله: ولم يتزيد، أي لم يتكلف، وقوله: تزيدا أي صار زيدياً متبعاً لزيد بن علي - عليه السلام - ومن شعره فيه:
ولولا ابن وهاس وسابق فضله ... عددت(2) هشيماً واستقفت(3) مصردا
__________
(1) في (ب): وهو بلفظ التصغير.
(2) رغبت.
(3) استقيت.