السيد، الفاضل، الورع، الكامل، إبراهيم بن المفضَّل بن منصور - رحمه الله تعالى -. قال السيد شمس الدين أحمد بن عبدالله - رضي الله عنه -: كان سيداً، عالماً، عاملاً، ماجداً، فاضلاً، ورعاً، زاهداً، عليه سيما السيادة والعبادة، مشهور بالعلم والورع والتقزُّز والطهارة والعفاف الذي لا وراءه، وكان تلو أخيه المرتضى في الفضل في محاسن الأخلاق، والانقطاع إلى العلم والاشتغال به والتحصيل لفنونه، ولازم الإمام المهدي لدين الله محمد بن المطهَّر - عليه السلام - وله عليه قراءة جيّدة وسماعات حسنة وكثرت ملازمته له، فلم يكن ليساوي به أحداً من الأقارب والأباعد، لما كان عليه من الفضل والبركة والصَّلاح العظيم، وكان جامعاً بين العلم والعمل، وله إجازات بخط الإمام - عليه السلام - وكان الإمام يعظِّمه نحواً من تعظيمه لأخيه المرتضى، ولا يكنِّيه إلا بجمال الدين، لا يذكره باسمه أبداً، ومن عظيم ورعه أنه لم يأخذ من الإمام شيئاً قط، ولا قبض منه ماله قيمة شرعيَّة، ووصل ولده المهدي بن إبراهيم ومعه كتاب قد ختمه يطلب فيه شيئاً من الإمام، فردَّه أبوه، وقال: لا سبيل إلى ذلك، ورجع لا سأل، ولا أعطي. وكان يُعرض عليه من الإمام وغيره أشياء كثيرة لا يأخذ منها شيئاً قط على نحوٍ من طريقة أخيه المرتضى - رحمه الله -. وكان يقتدي به في جميع أموره. وخرج زائراً له إلى (شظب) من (وقش) فأصابه ألمٌ هنالك، فتوفي هنالك وقبره (بجزع عياش(1)))، وتأريخ وفاته على حجر قبره منقوش سنة تسع وعشرين وسبعمائة، وكان رجل يقال له: ابن الطواشي من خواصّه وممَّن يلازمه، قال: وصل السيد إبراهيم بن المفضل زائراً لأخيه المرتضى - رحمة الله عليهما - وهو راكب لبغلٍ عظيم الجثة والثمن، فلمَّا مات السيِّد، وأخرج - يعني ذلك البغل - لم يزل يضرب برأسه الحجر حتَّى مات، وقال: كان السيد آدم اللون، عظيم البر بأخيه، فخرج يوماً يصبّن ثياب أخيه
__________
(1) لعلها: عناش وقد مرت.

فمرَّ به رجل لا يعرفه، فقال له: أنت عبد السيد المرتضى؟ قال: نعم أنا عبْده. انتهى
إبراهيم بن منصور البشاري [ - ق 6 ه‍ ] (1)
الشيخ الإمام المحقق شحاك الأعادي إبراهيم بن منصور البشاري العنسي - رحمه الله تعالى - الإمام المتكلم، كان يسكن (بشار) من بلاد (عنس)(2)، ولمَّا قدم مطرف رأس المذهب المنحوس ونهدابن الصباح إلى (ذمار)، لقيهما إبراهيم المذكور فناظرهما، ودارت بينه وبين مطرف مسائل في إدراك الأعراض، ولم يحصلا من إبراهيم على طائل، ثم توجَّها إلى بلد (التراحم) وهي خاو فجرى بينهما وبين الشيخ محمد بن أحمد الترجمي، كلام طويل، واستزلاَّه بغرورهما.
إبراهيم بن موسى الجون [ - ]
السيد الإمام الكبير إبراهيم بن موسى الجون - عليهم السلام - قال الشريف بن عنبة: كان سيداً شريفاً. انتهى
إبراهيم بن موسى الثاني [ - ]
ومن العلماء حفيده صارم الدين إبراهيم بن موسى الثاني بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن - عليهم السلام - مات في حبس المهدي العبَّاسي(3).
__________
(1) المستطاب خ.
(2) بشار قرية عامرة في عزلة الميثال من ناحية الحدا وأعمال ذمار، كانت هجرة مشهورة في المائة الرابعة والخامسة للهجرة (هجر الأكوع) عدها الهمداني من مخلاف عنس وبينون.
(3) في مشاهد العترة الطاهرة ص226 ودفن بالبقيع إبراهيم بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن - عليه السلام - قال أبو الحسن العمري: قبره بالبقيع، مات في حبس المهتدي، وقال أبو الفرج في مقتل الطالبيين ص 532: حبسه محمد بن أحمد بن عيسى بن المنصور عامل المهتدي على المدينة فمات في محبسه، ودفن في البقيع.

إبراهيم بن المهدي بن جحاف [ - 1011 ه‍ ](1)
السيد العلامة إبراهيم بن المهدي بن علي بن المهدي بن أحمد بن يحيى بن القاسم بن يحيى بن عليان بن الحسن بن محمد بن حسين بن جحاف، وهو محمد بن الحسين بن محمد الأميرذي الشرفين - رحمهم الله -. كان عالماً كاملاً من عيون أهل زمانه الفضلاء، وحبس (بكوكبان) مع الجماعة الذين أسروا مع الإمام المؤيَّد بالله - عليه السلام - وأجلاء الأفاضل، ولكنه انتقل عقب الأسر في عام أحد عشر وألف، ودفن في (القبَّة) الجامعَة لقبور جماعَة من الأعيان، وهي قبَّة المطهر بن شمس الدين، وقبر السيِّد - رحمه الله تعالى - عن يسار الدَّاخل من بابها الغربي وثالث القبور، وإلى جنبه حيّ الفقيه الفاضل العالم الطاهر صلاح بن عبد الله بن داود بن أحمد الشظبي الموهبي العمري، شيخ الإمام المؤيَّد بالله - سلام الله عليه - ومؤدبه، ووفاته في جمادى الآخرة عام خمسة عشر وألف - رحمه الله تعالى - وكان من حكماء وقته وعلمائه، وله صناعة في تدبير العامَّة، ومعرفة الموَارد والمصادر على قانون العقل بحيث إن فطرته السليمة في ذلك تذكر بـ (كليلة ودمنة) و (سلوان المطاع) وأشباههما، وكان أسر السيد إبراهيم - رحمه الله - مع السادات ومع الإمام المؤيّد بالله في حياة والده من (حصن شهارة)، والقصة مستوفاة في البسائط، والسيّد المذكور من مشائخ الإمام القاسم بن محمد - عليه السلام - وفي السادات آل جحاف إبراهيم بن المهدي والد الهُدَى بن إبراهيم، وهو غير هذا - رضي الله عنهم - كما سيأتي عقيب هذه.
إبراهيم بن المهدي بن أحمد جحاف[ - 944 ه‍ ](2)
__________
(1) من مصادر ترجمته: سيرة الإمام المؤيد بالله الجوهرة المنيرة خ، وفيها توفي بكوكبان سنة 1011ه لسبع ليالي بقين من شهر صفر، المستطاب خ، طبقات الزيدية الكبرى القسم الثالث (تحت الطبع) ملحق البدر الطالع 12.
(2) من مصادر ترجمته: الجامع الوجيز - خ - ملحق البدر الطالع 12، أئمة اليمن 1/416.

السيد العلامة إبراهيم بن المهدي بن أحمد بن يحيى بن قاسم بن يحيى بن عليان بن الحسن بن محمد بن الحسين بن جحاف محمد بن الحسين بن محمد بن جعفر بن الإمام القاسم بن علي - رحمهم الله تعالى -. قال السيد صارم الدين إبراهيم بن يحيى بن الْهدى: كان - رحمه الله - من أفاضل السّادة وأعيانهم، طلب العلم واشتغل به، وارتحل إلى البلاد، وصحب الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين - رحمه الله - قبل الدعوة، ووصل معه الإمام إلى محروس (حبور) (1)، وأقام في بيت السيِّد إبراهيم الذي في الموقع عند بيت والده السيد المهدي بن أحمد في حافتهم المشهورة، وكان أولاد السيد المهدي بن أحمد الذين أدركوا الإمام شرف الدين يعيِّنون لأولادهم المجالس التي كان يقعد فيها الإمام شرف الدين ويتبرَّكون بها، من ذلك حجر أبيض في المجلس الذي قبلي الجامع(2) حجر معروف قعد عليه الإمام شرف الدين، وكان السيِّد إبراهيم من خواصّ أصحابه، وممن أخذ له البيعة من أعيان القبائل، ثم وجَّهه الإمام شرف الدين من صنعاء هو والسيد الفاضل قاسم بن عاهم إلى جهة (الأهنوم)(3) وبلاد القبلة، وكان في جبال الأهنوم إذ ذاك الإمام مجدالدين من آل المؤيد بالله، وكان السيد قاسم بن عاهم أمير العسكر، والسيد إبراهيم والي البلاد، ولمَّا وصلوا إلى أطراف بلاد (ظُليمة)(4)
__________
(1) حبور، بلدة مشهور من ناحية ظليمة، فيها مركز الناحية (وانظر معجم المقحفي ص: 150).
(2) لعلها: قبلي جامع حجر.
(3) الأهنوم: ناحية معروفة في الشمال الغربي من صنعاء (تتبع حالياً محافظة عمران) فيها قرى كثيرة وجبال شامخة، وحصون منيعة، ومدارس علمية، ومساجد عامرة، ومزارع طيبة، ومن بلدان الأهنوم المشهورة: معمرة، وعلمان، والمدان، وشهارة (وهي المعروفة قديماً باسم معنق، وتعدّ من أمنع حصون اليمن) والعيازرة، والجملول، والمحراب، وغيرها (انظر عن الأهنوم معجم المقحفي ص: 51 - 52).
(4) ظليمة بضم أوله، ناحية بالشمال الغربي من حجة، منها مدينة حبور، ولذلك يقال لها: ظُليمة حبور (انظر المصدر السابق ص: 414).

و(عُذَر)(1) وصل إليهم مشائخ البلاد وأعيانهم، وبايعوا للإمام شرف الدين، ورجع الإمام مجد الدين إلى بلاد (الشام) بغير حرب ولا قتال، كل ذلك بعناية السيد إبراهيم وحسن نظره ومحبته للصلاح وحسن التوسط، ولمَّا قرر أعمال البلاد وولاَّها رجع إلى عند الإمام شرف الدين إلى (صنعاء) وأقام عنده أياماً، ثم أمره بالخروج إلى (ظفار)، وولاَّه أعمال البلاد القبليَّة جميعاً، وفوَّضه في أمورها، وبلغ من حسن رأي الإمام في السيِّد أن وضع له علامته الشريفة بخط يده في أوراقٍ متعدَّدة ليكتب تحت العلامة ما عرف أنه الصَّلاح، وبقي منها بقيَّة، مات السيد وهي عنده، وتوارثها أولاده في أيديهم. قال السيّد إبراهيم بن يحيى - رحمه الله -. ولم يزل على ذلك إلى أن اختار الله له ما عنده، فتوفي في يوم الأحد لأربع وعشرين خلت من شهر رمضان المعظم في الأيام الفاضلة من الشهر الكريم عام أربعة وأربعين وتسعمائة سنة، وذلك بمحروس ظفار، وقبره مشهور مزور عند باب مشهد الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة أعاد الله من بركاته، وكان والده إذ ذاك مريضاً مدنفاً - أعني السيِّد الفاضل المهدي بن أحمد - فكتم أولاده عنه الخبر لئلا يجتمع عليه غمُّ ذلك مع كرب المرض، قال: وروي أن السيّد المهدي - رحمه الله - أفاق إفاقة فقال لهم: ما أتاكم من خبر من الوَلد إبراهيم؟ فقالوا: خير. فقال: قد أتاني من عزَّاني فيه وقد توفي، فعلموا أن ذلك لإرادة الله زيادة ثوابه على ما بلغه من خبر وفاته، ثم توفي بعد ذلك بسبعة أيام، وذلك يوم عيد الفطر غرَّة شوال من شهور السنة المذكورة رحمهما الله تعالى.
إبراهيم بن نعيم العبدي [ - ق2 ه‍ ] (2)
__________
(2) معجم أصحاب الإمام زيد بن علي.

الشيخ الأجل فخر عباد الله الصَّالحين إبراهيم بن نعيم العبدي، من أجل فقهاء تابعي التابعين، كان من الخارجين مع زيد بن علي - عليهما السلام - مع العصابة المكرَّمة الخارجة لله - عزَّ وجلَّ - معه أشباه أهل بدر - رضي الله عنهم - وهم عدد تتزيّن الأيام بذكرهم(1)، ذكره في علماء الزيدية الشيخ العالم القاسم بن عبد العزيز البغدادي - رحمه الله -.
إبراهيم بن الهادي [ - ]
السيد العلامة الفاضل إبراهيم بن الهادي بن الإمام إبراهيم بن تاج الدين - عليهم السلام - كان كاملاً فاضلاً(2) فصيحاً مجوداً، يفتخر به أهل عصره الشريف أعاد الله من بركاته.
إبراهيم بن يحيى بن الحسين [ - ]
السيد العلامة الأمير الخطير إبراهيم بن يحيى بن الحسين بن حمزة بن أبي هاشم - رحمه الله تعالى - كان عالماً، عاملاً، مجاهداً، سابقاً، وله روايات في محامد الإمام المنصور بالله ومكارمه وكراماته.
إبراهيم بن يحيى بن محمد [ - 803 ه‍ ] (3)
__________
(1) في (ب): تتزين بذكرهم الأيام.
(2) في (ب): كان فاضلاً كاملاً.
(3) تأريخ بني الوزير، اللآلئ المضيئة - خ -.

السيِّد المقدام، العالم الهمام، إبراهيم بن يحيى بن محمد بن أخي الإمام علي بن محمد المهدي لدين الله سلام الله عليه. كان هذا السيد كما قال السيد شمس الدين: أحد العلماء الزعماء، وتولَّى الجهاد مع الإمام في (صعدة) ونواحيها، واشتدت يده على الأشراف بني حمزة، وكان مقيماً بمسجد دبة(1) بمدينة صعدة المحروسة، فلما دخل الإمام المهدي وأعوزته الحال إلى سائس لجنوده ومقدَّم على ألويته وبنوده، أخرجه من ذلك المسجد وهو على حال الطلب، فألفاه على أحسن ما طلب، حرّك أسداً باسلاً، وهزَّ رمحاً عاسلاً، وقال له - رحمه الله -: ما حاصله: سترى نفعه فأنجز الله عدته. وقال السيد شمس الدين في حقه: كان من أكمل الناس وأعلاهم مرتبة ومنزلة، إنما كان في عداد الأئمَّة، لا في عداد السادات والأمراء، اشتغل بالعلم، فبرَّز فيه غاية التبريز وأحرز فنونه جميعها، وكان السيد الإمام عبد الله بن يحيى من تلامذته، ويسند إليه في كثير من مسنداته، وبلغنا أن من حوامله على طلب /61/ العلم الطلب الشديد ما لزمه من الأنفة من حديثٍ وقع إليه من ابن عمه الإمام الناصر صلاح بن علي، وذلك أن السيد إبراهيم بن يحيى قال له في أيام الطلب والقراءة: ما هذا بيدك؟ يشير إلى كتاب كان بيده، فقال: هو نحو بعيداً منك، فقال: أو تقول ذلك؟ ستعلم به. فأمعن في الطلب للعلوم حتَّى حوَى المنطوق والمفهوم، ثُمَّ إنَّه كان في صعدة والإمام المهدي علي بن محمد بها مقيم مشتغل بحرب الأشراف، والسيد مقيم في طلب العلم، وكان الأمير يحيى بن أحمد القائم بأمر الإمام ومقدّمهُ على العسكر، وكان الأمير لا يزال يغضب، ويرضى، ويطلب المطالب الشَّاقة، فشقّ ذلك على الإمام، فأمر لولد أخيه السيد
__________
(1) حاشية في ورقة منفصلة في النسخة (ب): مسجد دبة هذا الجامع في حارة الجربة، واقع في جهة الغرب من هذه الحارة، وهو مغلق الآن لا تقام الصلوات فيه، وقد كانت النساء يؤدين الصلاة فيه ثُمَّ أغلق.

إبراهيم بن يحيى من المسجد المعروف بمسجد دبة، وقال له: قد عرفت فعل الأمير يحيى بن أحمد معنا، ولم نجد في الأصحاب من يكفينا، ويقوم مقامه، فهل من همَّةٍ تدعوك إلى أن تكفينا هذا الأمر، وتحدوك إلى فضيلة الجهاد، وكان الإمام يخيل فيه بعض ما يروم، فقال له: إنك ستجد - إن شاء الله - مني ما هو فوق ظنك. ثم قام فقاد العسكر (والمقانب) والجيوشُ وأغرق في نكاية الأشراف، وتبعهم في البلاد، وكمُل في أمر السيَاسَة لما لم يكمل له الأمير يحيى بن أحمد ولا غيره من الناس، وكانت له فراسة جيدة وهمَّة عالية، ونزل بلاد السَّلطنة وبلغ أقصى التهائم، وأقام (بحرض)، ودخل (زبيد)، وركب بها في وقتٍ يسير سبعين رأساً من الخيل، وأقام على ذلك في زمن الإمام علي وولده الإمام الناصر. ثم وقع في نفس السيد إبراهيم وأخيه محمد وولده علي بن إبراهيم ما وقع في أوَّل أيام الإمام المنصور بالله علي بن صلاح، فرأى المصلحة في منعهم من صعدة فأقاموا بصنعاء من غير أن يظهر لهم تنكر ولا أمرٌ يشعر بدخول شيء في النفس، وترك أولادهم في (المنصورة)، وأقام في المدينة الأمير الباقر وغيره، وكانَ السيد إبراهيم بعد ذلك زعيم عسكر المنصور بالله بصنعاء، وله أيام وقتالات عظيمة للأمراء آل يحيى بن الحسن (والإسماعيلية)، منها الوقعَة العظيمة (بالحتارش) التي قتل فيها السيد محمد (بن)(1) السيد علي بن أبي القاسم، وأخبار السيِّد صارم الدين كثيرة وأوصافه (جميلة)(2) شهيرة، توفي بذمار في سنة ثلاث وثمانمائة وقبره - رحمه الله - بجربة صبير(3) بالقرب من قبر سيدي الهادي - رحمه الله تعالى -.
__________
(1) سقط من (ب).
(2) زيادة في (ب).
(3) كذا في (أ)، وفي (ب): صنبر، قال في حاشية (ب): صنبر بالمعجمة مقبرة في ذمار الكبرى ذكره السيد أحمد بن عبد الله بن الوزير - رحمه الله -.

إبراهيم بن يحيى بن القاسم [ق9 ه‍ ](1)
السيد العلامة المحقق، إبراهيم بن يحيى بن القاسم الهادَوي - رحمه الله، وأعاد من بركاته -؛ قال بعض الفضلاء عند ذكره: كان بحراً زاخراً، وخضماً لا يحد(2) لكنهه ماخراً(3)، وعلماً من الأعلام أضحى الدهر فاخراً، وتمنَّى المتقدم أن يكون معه آخراً، وله في صناعتي الشعر والإنشاء ما يبهر الألباب، ويسحر إن أحب ذلك وإن شاء. وفد إلى صنعاء كتاب (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب) في النحو لابن هشام في أيامه على يدي العلامة أحمد بن محمد اليريمي(4) الشافعي، وقد كان قدم به العلامة الرَّحال عبد الله النجري - رحمه الله - /62/ ولمَّا اطَّلع السيد صارم الدين على النسخة التي جاء بها اليريمي قرضها، وقال ما نصه: يقول الفقير إلى كرم ربه، اللائذ بعفوه عن ذنبه، إبراهيم بن يحيى بن قاسم الهادوي - عافاه الله في الدارين -: لمَّا وصل الأخ في الله الفقيه الأفضل، الأعلم الأعمل، النابه الأديب، الفطن اللبيب، شهاب الدين أحمد بن محمد اليريمي - أبقاه الله - إلى صنعاء (المحروس)، مصحوباً بما يشرح الصدور، من علوم الأعلام الصدور وبما يقرُّ العيون، من فنون الأعيان العيون، أولئك السَّادة المقيمون (ببغداد) المحروس، والرَّبع الخصيب المأنوس، قوم عليهم في معالم العلم يُعول، فيُجمل وصفهم، ولا يُفصل.
من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم ... مثل النجوم التي يسري بها السَّاري
__________
(1) أعلام المؤلفين الزيدية ص: 75 ترجمة رقم (38) ومنه مصادر الفكر للحبشي ص: 328.
(2) في (أ) سقط: لا يحد.
(3) تحتاج إلى تفسير وتوضيح.
(4) حاشية في (ب): كان في نسخة الأصل التريمي، ثُمَّ صلح إلى ما تراه، وهو اليريمي من خط السيد إبراهيم بن يحيى صاحب الترجمة - رحمه الله - من هامش نسخة مغني اللبيب، ووجدته أيضاً بخط السيد إبراهيم بن محمد الوزير - رحمه الله - كذلك في تقريضة للمغني في هامش نسخة آل الوزير.

وكان مما استصحب من دفاتر علومهم وذخائر معلومهم كتاب العلامة ابن هشام المسمَّى بـ(المغني في دقائق مسائل الإعراب) فأتحفني بعاريته أياماً، وهو بغيتي المقصودة، وضالتي المنشودة، وكنت ولعت به أياماً سلفت في نسخة بديعة، ورَوضة مريعَة، فيما جلبه من (مصر) في أيامه إلى صنعاء الفقيه الأفضل(1) فخر الدين عبد الله بن محمد النجري أبقاه الله، وقفت معي مدَّة، فلمَّا وقفت على هذه النسخة المباركة عادني عيد من تذكار المعاهد الأدبيَّة، وشاقني شوق إلى مغاني معاني العربية فقلت:
شغلتني هموم قلب كئيب ... عن لحوق بكل حبر لبيب
وزمَانٍ غريبُه كأهيل ... متعد أهيْله كالغريب
ليتني بعت من زماني نصيباً ... من زمانٍ مضى ببعض نصيب
والغريب العجيب أن زماني ... منكر العرف كالغريب العجيب
أصلح الله أحوالي وأحوال المسلمين بمنّه وكرمه(2).
ثم هذه الأبيات قلتها في هذا الكتاب بعد هذه الأسطر، وهي كما يعلم الله من القلب (الوقيم)(3) إلى هذا (الرقيم)(4) مساعدة للفقيه شهاب الدين المذكور آنفاً أبقاه الله، والمأمول من الناظر فيها بسط العذر وقبول الاعتذار، فهذا مأقط عثار(5)، شائك(6) مضمار، والحمد لله الواحد القهَّار، وصلى الله على نبيئه المختار(7)، آناء الليل وأطراف النهار.
على حاجةٍ مني نظرت إلى المغني ... ولي نحوه شوق الفقير إلى المغني
فقلت لطرف الطرف أخليت فارتع ... المحاسن من مجنى البديع فما يجني
سمعتُ به حتى إذا ما نظرته ... رأت منه عَيني فوق ما سمعت أذني
__________
(1) في (ب) زيادة: العلامة.
(2) في (ب): أسأل الله صلاح أحوالي وأحوال المسلمين بمنه وكرمه.
(3) وقمه: إذا أحزنه أشد الحزن، والتوقيم أيضاً: الإطناب في الشيء، وتحفظ الكلام ووعيه (القاموس المحيط ص: 1507).
(4) الرقيم: المكتوب.
(5) المأقط كمنزل: موضع القتال أو المضيق في الحرب (المصدر السابق ص: 850).
(7) في (ب) زيادة: وآله الأخيار.

12 / 182
ع
En
A+
A-