علي بن سلامة الضرعي
العلامة الفقيه(1) علي بن سلامة الضرعي - رحمه الله تعالى - من أعيان أصحاب الإمام أحمد بن الحسين - عليهما السلام - ولعله جمع بعض فتاوى الإمام - عليه السلام -.
علي بن شمس الدين
السيد الفاضل الكامل علي بن شمس الدين بن أمير المؤمنين المهدي لدين الله أحمد بن يحيى - عليهم السلام -. قال (الشيخ) الشمسي قدس الله روحه: كان له فضل ودين ووجاهة عند المسلمين، وكان له معرفة بالفقه والفرائض ومسكه في العربية، وفي(2) سنة سبع وعشرين وتسعمائة، وقبره في خزيمة المقبرة(3) المشهورة غربي صنعاء، ورثاه السيد العالم محمد بن المرتضى بقصيدة جيدة، والعلامة محمد بن بهران(4) - رحمه الله تعالى - فمن قصيدة السيد - رحمه الله - (تعالى)(5):
نعم هوت للعلا والفضل أركان ... وانهد بعد علي منه بنيان
جل المصاب وغاض(6) الدمع فابك دماً ... لكل شأن على قدر الأسى شأن
مات الذي كان صوام الهجير تقي ... قوام جنح الدجا والليل وسنان
عريان من كسوة الآثار مكتسياً ... من التقى فهو كاسٍٍ وهو عريان
استبدل الخلد من دار الفناء له ... فيها ملائكه الرحمن إخوان
وحل في قبره لما أقام به ... علم وحلم وإحسان وإيمان
ومن قصيدة ابن بهران - رحمه الله تعالى -:
إيهٍ على فقد من أضحت مزخرفة ... له الجنان وقد صفت له السرر
وصافحته بها الحور الحسان وقد ... جاءت لخدمته الولدان تبتدر /114/
فكيف نبكي عليه وهو في فرح ... لا غم فيه ولا في وصفه(7) كدر
هو السعيد بلا شك ولا ريب ... له فضائل شتى ليس تنحصر
كانت تبين لنا الدنيا بطلعتها ... عند الخطوب ويُستسقي به المطر
برٌّ تقي نقي فاضل ورع ... جليسه الذكر والآيات والسور
ما زال يحتقر الدنيا وزهرتها ... حتى تساوى لديه التبر والحجر
__________
(1) في (ب): العلامة الفقيه علي بن سلامة الصرمي.
(2) في (ب): توفى سنة سبع.
(3) في (ب): في المقبرة.
(4) في (ب): مهران.
(5) سقط من (ب).
(6) في (ب): وفاض.
(7) في (ب): صفوه.

لا فارقت رحمة الرحمن مضجعه ... ولا عداه(1) ملت(2) القطر منهمر
علي بن شهر
العلامة المجاهد بالحجة رئيس الطائفة علي بن شهر - رحمه الله تعالى - كان من كبار العلماء وخيارهم مستقيم العقيدة صحيح الطريقة صادعاً بالحق، وهو من أهل بيت وهب من ظاهر همدان، ويقال: إنه جابري النسب من ولد هلال(3) بن عوف بن جابر بن عبد الله بن قادم بن زيد بن غريب بن جشم بن حاشد(4)، لقي جماعة من كبار الزيدية المخترعة، كابن برية (- رحمه الله تعالى -)(5)، وعمار العلم من اهل ناعظ(6) وهو جد آل عمار والقاضي تبع بن المسلم وغيرهم، وكان بينه وبين أوائل الفرقة الغوية من المطرفية أمور طوال وتنصل لمناظرتهم كبيرهم علي بن(7) حرب، وكان هذا في أوائل أمرهم، فإنه ما اشتهر التطريف إلا من بعد هذا - رضي الله عنه - وحصل بينه وبين عبد الله بن موسى بن عيسى بن عبد الرحيم بن موسى بن هارون العوفي قاضي الأباضية مناظره، وكان اجتماعهما ببيت أكلب، وحضر المناظرة عمر والقاضي من المطريفية(8)، انتهى.
علي بن صالح بن مسلم بن حبان الهمداني
العلامة المحدث العابد علي بن صالح بن مسلم بن حبان الهمداني من ثور همدان ولقيه حي الفقيه المحدث أخو العلامة الحسن بن صالح بن حي صهر أحمد بن عيسى بن زيد، كان عالماً عابداً، وكان قد أقسم(9) هو وأخوه وأختهما /115/ الليل أثلاثاً للعبادة، فمات علي قبل الحسن، فقام بوضيفته، وماتت(10) أخته - أيضاً - فقام بوضيفتهما، فكان يقوم الليل كله، وقد سبقت ترجمة الحسن - رحمه الله تعالى -.
__________
(1) في (ب): عراه.
(2) في (ب): ملت.
(3) في (ب): هلان.
(4) في (ب): حازم.
(5) سقط من (ب).
(6) في (ب): ناعط.
(7) سقط من (أ): بن.
(8) في (ب): المطرفية.
(9) في (ب): اقتسم.
(10) في (ب): فماتت.

علي بن صلاح بن الحسن بن علي
السيد الهمام المكرم العالم الفاضل علي بن صلاح بن الحسن بن علي بن المؤيد - عليهم السلام - قال العلامة الرزيقي - رحمه الله تعالى -: هو السيد الأجل الأكمل الأعلم الأعمل الغرة الشادخة في وجه الشرف الأكمل والذروة الباذخة في آل النبي المرسل، وإنسان عين السادة العارفين، هذه عبارة الزريقي، وذكر كتابه (الجواب على الإمام شرف الدين - عليه السلام -) لما كتب إليه الإمام يخبره بفتح (جبن خير)(1) وصول(2) يافع مواجهين على يد الشريف السري الخطير سيف الإسلام المطهر بن أمير المؤمنين، وأجابه السيد على الجواب(3) وافي الإشارات شافي العبارات، ومن جملة شعر السيد علي في مدح مطهر بن الإمام - عليه السلام -:
إذا اعتلا من سنام المجد ذروته ... فالمجد عال به حقاً ومفتخر
هو غرة في جبين المجد شادخة ... ما إن يشابهها في نيلها الغرر
هو المطهر أزكى من مشى ونشأ ... ملك حليم فلا يبدو له ضجر
طلق اليدين إذا ما جاء سائله ... للنشيب ما آب إلا وهو منجبر
ابن الإمام الذي سادت عناصره ... وطاب منه لعمري الْخُبر والْخُبر
فإن يكن آل طه أنجم سكنت ... أفق السماء فهو في أبراجها القمر
وكان له أخ جليل اسمه الحسن بن صلاح من وجوه السادة - رحمه الله تعالى -.
__________
(1) في (ب): حين.
(2) في (ب): ووصول.
(3) في (ب): بجواب.

علي بن صلاح بن محمد العبالي
السيد المجتهد العالم الكبير لسان آل محمد جمال /116/ الدين علي بن صلاح بن محمد العبالي بن أحمد السيد القادم من أهل هذا البيت من (محلاه) من بلاد الحرجة إلى جهة (عبال حجة)، ابن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن يحيى بن علي بن الحسن بن عبد الله بن إسماعيل بن عيسى بن عبد الله بن عيسى بن إسماعيل بن(1) محمد بن القاسم بن إبراهيم - عليهم السلام - كان وجه(2) وقته وسيد أبناء عصره بحراً يزخر عبابه بالفرائد وتفيض جوانبه بالفوائد حسبه قول الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد - عليه السلام -(3) أنه لا يتخوف على أهل اليمن وهو فيهم، وكان قد حقق العلوم على أنواعها، ويسرها الله له تيسيراً عجيباً، فحفظ الغرايب والعجايب والآداب، لما وجهه الإمام المنصور بالله - عليه السلام - إلى العلامة المجتهد يوسف الحماطي يطلبه البيعة قال القاضي - رضي الله عنه -: ما قد عرفت ما عند الإمام من العلم فلا بد لي من الإيراد عليه، وكان هذا القاضي من المحققين الكملة، فقال السيد جمال الدين: أورد شيئاً مما في نفسك، فأورد مشكلها(4)، فسارع السيد إلى حلها في الحال من غير تريث، فعجب القاضي، وقال: أنت محل هذا الشأن، أمدد يدك، فقال: لا تفعل، فما علمي عند علم الإمام شيء، فاستثبت القاضي سنة(5) في تصحيح ذلك واطمأنت نفسه وبايع فلم(6) يزل السيد جمال الدين بطانة للإمام، وتولى للإمام بلاد (وادعة الظاهر)، وكانت هي وجه البلاد يومئذ، وتولى له القاضي العلامة علي بن أحمد بن أبي الرجال - رحمه الله تعالى - الماضي ذكره، وكانت لهما عجائب ولطائف؛ لأن السيد - رضي الله عنه - على جلالته كان عذب الناشئة لطيفاً ملاطفاً غير متكبر ولا متعالي يخلط نفسه بين الناس ويلاطفهم، وكان واسع الشعر يطاوعه /117/ على
__________
(1) زيادة في (ب): عبدالله بن.
(2) في (ب): وحسيد.
(3) في (ب): - عليهما السلام -.
(4) في (ب): مشكلات.
(5) في (ب): منه.
(6) في (ب): ولم.

البديهة، وله أشعار في معاني كثيرة ومقاطيع، وما رُأى إلا متبسماً إلا أن يكون المقام لله فهو أغلظ الناس فيه، ولقد كان يجري بينه وبين الإمام - عليه السلام - من القول الجد والمناصحة الصادقة ما يظن الجاهل أنهما لا يرضيان الألفة بعدها، وكل منهما لا يزيده(1) ذلك إلا حرصاً على الألفة، روي أنه جرى بينهما مراجعة في الليل في أمر يعم، فخرج السيد مغضباً، وقد غلقت الأبواب فطلب لنفسه موضعاً يبيت (فيه) (2) عند ذي الشرفين بشهارة، فأرسل إليه الإمام بما يحتاج، وأصبح إلى الحضرة أول داخل، ووقع في بعض المجالسة نحو من ذلك، فظن الإمام - أيضاً - كما يظن الناس أن السيد قد تعب، فخرج إلى الباب فصادف فيه بعض أهل الحاجات، فرجع في الحال، تكلم في شأنهم واعتنقه الإمام (ودعا له) (3) واتفق له بسبب مقامه الشريف وعنايته بالإسلام أذية من عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن مطهر بن الإمام، وكان حال هذا الرجل غير سديد، ووقى الله السيد جمال الإسلام شره مع سرعة عبد الرحيم إلى الشر وما قد فتحه من أبواب الشر لا يغلقه حتى يبلغ منتهى(4) الشر(5)، وفتح على السيد أبواباً لم يبلغ النهاية بل وقاه الله تعالى، وله عقب سادة أجلاء فضلاء قد تقدم ذكره السيد العلامة شيخ المحققين الحسن بن علي - رضي الله عنه - وولده السيد الأجل الحسين بن علي، كان من وجوه أهل البيت يحفظ مذاهب العترة ويقف عند نصوصهم، وله شرح على (الحاجبية)، كمل به ما كان السيد لطف الله فعل، وله همة في الخير وصنوهما محمد بن علي هو من وجوه زماننا على منهاج آل محمد، يعرف نصوص الأئمة وأحوالهم وآثارهم ولكل /118/ من هؤلاء الثلاثة أولاد نجباء، والسيد(6)
__________
(1) في (ب): يزيد.
(2) سقط من (ب).
(3) في (ب): ورضي عنه.
(4) في (ب): منتهاه.
(5) سقط من (ب): منتهاه.
(6) في حاشية (ب): توفي السيد العلامة محمد بن علي بن صلاح العبالي المذكور - رحمه الله تعالى - بمحروس صنعاء يوم (بياض) ودفن في خزيمة غربي مدينة صنعاء حرسها الله تعالى.

محمد بن علي هو الآن موجود بصنعاء، وله شعر استحسنت كتابة هذه الأبيات الجناسية:
من خالفت أقواله أفعاله ... تحولت أفعاله أفعى له
من أظهر السر الذي في صدره ... لغيره وهى له أو هاله
من لم يكن لسانه طوعاً له ... فتركه أقواله أقوى له
ومن نئا عن الحرام طالباً ... من رشده حلاله(1) حلاله
وأما السيد علي بن صلاح صاحب الترجمة فكان الشعر ميسراً له، ولم يحضرني عند كتابة هذه الأحرف غير قصيدة له يهني بها الإمام المنصور بالله - عليه السلام - عند فتحه لشهاره:
هنيئاً لهذا الفتح يا ابن محمد ... وحمداً لمن أولاك سؤلي ومقصدي
على بعد عهد في الزمان وموعد ... وبعد إياس من ولي ومعتدي
وثبت إلى العليا بصدق عزيمة ... فنلت المنا والنصر والفتح عن يدي
ورام جميع الناس صدك دونها ... ولم تستمع أقوالهم في التردد
وكان جواب الكل منك عليهم ... دعوني فإني بالحوادث مرتدي
وقلت لهم بالأمر كلمة جازم ... فلا تيأسوا ما يحدث الله في غد
على أنني فيما مضى كنت راجياً ... لنيلك هذا في مغيب ومشهد
وصدق ربي موعد الحق إنه ... يجيب دعاء العالم المتهجد
سقى الجبل (المشطور)(2) جنبي شهارة ... شآبيب جود مصلح غير مفسد
لقد جاءهم نيل المنى يوم جاءهم ... غياث الورى ورد لهم أي مورد
إمام هدىً منَّ الإله به لنا ... يقي كل ذي جور وذي عمل (ردي)(3)
هو القاسم المنصور من آل حيدر ... هو العالم الفياض من آل أحمد
نشأ في التقى والعلم والفضل والنهى ... وأغنى اليتامى من ندى كفه الندى
ليهن جميع العالمين ظهوره ... على رغم قوم من أعاد وحسد
هو الحجة الكبرى على أهل عصره ... حليف الوفى والصدق في كل موعد
أيا سيدي لا تنس لي فيك صحبة ... ووداً قديماً خالصاً في التودد
فإني وأولادي وأهلي ووالدي ... فداك من الأسوى وما ملكت يدي
بحقك والسبطين منك وصحبتي ... أغثني فإني هاهنا كالمقيد
__________
(1) في (أ): جلاله (ولعل الصواب حلاله).
(2) في (ب): أعني.
(3) في (أ): بذي.

وحق سليل منك في الحبس موثق ... وآخر في بحر العدى متجلد
وبادر بوال للبلاد معجلاً ... ولا تتركني كالبعير المقيد
لقد كنت في الماضي على الضر صابراً ... رجاء رضاء الواحد المتفرد
وبعد زوال الخوف إني لعاطش ... إلى الشرب من حوض لديك مضمد لديك
بقيت بقاء الدهر يا غوث أهله ... وهذا دعاء للبرية عن يد
وفي آخر الأمر حصل له من الحمّى الحادة حصل معه غفلة من شدة الحمى، فسقط من طاقة داره فمات - رحمه الله تعالى - وقبر في مسجد الميدان بشهارة، توفي في شهر رجب سنة تسع عشرة وألف، وقد أوفى(1) - رحمه الله تعالى - إلى فتح شهارة، وهذا إيماءٌ منا باختصار إلى شيء من ذلك لما وفدت محاط الأتراك إلى شهارة في شهر شوال سنة عشر بعد الألف، خرج الإمام إلى جبل برط وصحبه من أولاده علي والحسنان وبقي ولده عز الإسلام في شهارة، فألجأ به الحال إلى الخروج برفاقه الشيخ عبد الله الرواس من أصحاب الأمير أحمد بن محمد بن شمس الدين، وكذا برفاقه من الأمير عبد الله بن المعافى؛ لأنه كان كبير الجيوش من قبل الوزير حسن وسنان باشا، فخرج الإمام المؤيد(2) صنوه أحمد بن أمير المؤمنين ومعهما /120/ السيد صالح بن عبد الله الغرباني، والسيد عبد الله بن محمد المحرابي ومحمد بن الحسن بن شرف الدين، وصنوه علي والفقيه صلاح بن عبد الله بن داود الشظبي، وكان الخطاب والمواضيع على يديه؛ لأنه كان أستاذ مولانا عز الدين - عليه السلام - ومن جملة السادة المقبوضين السيد محمد بن الناصر الغرباني، وصنوه صالح بن ناصر والسيد العلامة إبراهيم بن المهدي بن جحاف، فساروا مجللين مكرمين حتى انتهوا بهم إلى حضرة الأمير أحمد بن محمد (الكوكباني) (3)، فأكرمهم وأجلهم ومنعهم من الأتراك وأنزلهم في المنصورة بكوكبان، وبعد دخولهم بكوكبان مات السيد العلامة إبراهيم بن المهدي وقبر هنالك، ثم إن الإمام - عليه
__________
(1) في (ب): وافى.
(2) في (ب): ومعه صنوه.
(3) في (ب): إلى كوكبان.

السلام - نهض في شهر جمادي الآخرة سنة ثلاث عشرة وألف من برط إلى وادعة، فأطاعوا وآووا ونصروا وأعمل الإمام النظر في دخول عبد الرحيم بن عبد الرحمن السابق ذكره في الطاعة، فلما كثرت سيئات عبد الرحيم إلى سنان لاذ بالإمام مع إظهار(1) الخدع للإمام فبادر بمحطه إلى السودة ومحطه إلى الصرحة ما بين جرح(2) وكحلان، وأرسل صنوه مطهر بن عبد الرحمن إلى جبل الأبرق من (ظليمة) في عدد ليس بالكثير، لكنها واجهت الأهنوم وظليمة وعذر عند وصوله، وكان الأمير عبد الله بن المعافا في (حمومة) وولده إبراهيم في الهجر فطلع إبراهيم إلى نجد بني حمزة؛ لأنه بلغه أن الفقيه علي الشهاري قد وصل في نحو أربعين رجلاً من وادعه، حتى وصل (حاشف) وقت المغرب ونفذ في حينه إلى (سيران) وأصبح في بني سعيد بمغربه الشاوري، وبقي أكثر نهاره ينتظر موعد الأهنوم بالموالاة فتخلفوا عن الموعد لقلة من معه، فسكن في محله إلى أول المغرب، ثم كر راجعاً، وأهل وادعه رجعوا بلادهم فنفذ ابن /121/ المعافى من حمومة جيشاً كثيفاً إلى سيران فصبحوا بسيران فواجهوا من غير أن يقع فيهم جرح، وبعض محطته جبل شبام(3) الذي فوق الحبس، وخرج من في شهارة، فأباحوا بلاد بني سعيد ثلاثة أيام نهباً، وقتلوا جماعة، ثم أن مطهر بن عبد الرحيم(4) بعد وصوله الأبرق الذي ذكرناه آنفاً أرسل أربعين رجلاً من الأهنوم فحملوا على الفقيه إبراهيم بن المعافى إلى النجد مع بجميع(5) الأهنوم معهم، فانهزم(6) شهارة وأخذت بقية محطته، ثم جازوه في شهارة حتى بلغت وقية الملح ثلاثة كبار، فاحتازوا سنة أو (أكثر و) (7) يزيد قليلاً على السنة، فأرادوا التسليم فطمع عبد الرحيم في تولي ذلك، فأعماه الله بشواغل وحروب، فجاء الإمام إلى الأهنوم بنفسه الكريمة، فتسلم شهارة وأخذ
__________
(1) في (ب): إظماره.
(2) في (ب): جزع.
(3) في (ب): سام.
(4) في (ب): عبدالرحمن.
(5) في (ب): كذا.
(6) كذا في (ب).
(7) سقط من (ب).

السلاح إلا من كان من حاشد وبكيل وحبس الفقيه إبراهيم بن المعافا، وهذا ما أوفى إليه السيد - رحمه الله تعالى - ومحل هذا السيرة المنصورية(1).
علي بن العباس بن إبراهيم
الحافظ الواعي لعلوم العترة المترجم عنها العلامة المبرز علي بن العباس بن إبراهيم بن علي بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام - كان علي بن العباس قاضياً بطبرستان (من) (2) الداعي الصغير، وله تصانيف كثيرة في الفقه وغيره، منها كتاب (اختلاف الفقهاء(3) أهل البيت)، يذكر المسألة ويقول فيها: قال الحسين قال جعفر قال زيد قال فلان، وهو كتاب كبير، ومنها كتاب ما يجب أن يعمله المحتسب، وكتبه مشهورة بطبرستان، ذكر ذلك جميعه ابن عنبه النسابة.
قلت: قد غلط يوسف حاجي في تراجمه فقال علي بن محمد العلوي العباسي صاحب إجماعات أهل البيت من ولد العباس بن علي، وقال بهاء الدين: إنه كان حسنياً(4)، وقال ناصر الرضى: إنه من /122/ ولد القاسم - عليه السلام - فهذا غلط، اللهم إلا أن يكون (ثمة) (5) غير هذا وهما رجلان.
قلت: وعلي بن العباس صحب الناصر للحق والهادي - عليه السلام - قال في حواشي الإبانة: إن علي بن العباس سئل عن الإمامين فقال: كان الهادي فقيه آل محمد، و(كان) (6) الناصر عالم آل محمد، انتهى.
__________
(1) في حاشية (ب): التي جمعها السيد الجليل مطهر بن يحيى الجرموزي - رحمه الله -.
(2) في (ب): زمن.
(3) في ب): فقهاء أهل البيت.
(4) في (ب): حسينياً.
(5) في (ب): فراغ.
(6) سقط من (ب).

قلت: والناصرية تفضل الناصر - عليه السلام - على الهادي - عليه السلام - في العلم، روى في حواشي الإبانة - أيضاً - عن صالح بن ملكان قال: رأيت شيخاً مسناً من العلوية قد أتت عليه من السنين مائة وثمان عشرة، قد صحب الناصر والهادي - عليهم السلام - فسألته عنهما فقال: ألفيت الهادي كواد عظيم عريض الحافة مستطيل وألفيت الناصر للحق كبحر زاخر بعيد القعر، انتهى.
علي بن عبد الله بن محمد
السيد العابد الزاهد العالم المحقق علي بن عبد الله بن محمد بن أمير المؤمنين يحيى بن حمزة - عليهم السلام - قال صاحب الصلة: كان آية زمانه وبركة أوانه، ونقل عنه أنه حكى أن أخاً في الله لشيخه شيخ الطريقة الحسن بن سلمان الماضي ذكره مات، وكان صالحاً عابداً، فجاءه وهو مسجاً ميت، فقال: السلام عليك يا فلان، ففتح عينيه ساعة، ثم طبقها.

119 / 182
ع
En
A+
A-