فيهنيك القدوم على كريم ... خزائن ملكه كاف ونون
/107 ويهنيك الدعاء نجوت عبدي ... فعفوي لا تكيفه الظنون(1)
ويهنيك ادِّخارك حسن كسب ... وكل فتىً بمكسبه رهين
وأخذك للصحيفة يوم حشر ... إذا ابتدأت لتأخذها اليمين
سأنظم فيك ما يحلو(2) ويغلو ... ويرخص عنده الدر الثمين
وأسقي ترب قبرك غيث دمع ... يقصر دونه الغيث (الهتون)
فمثلك ما سمعنا في البرايا ... ولا قد كان قط ولا يكون
عليك سلام ربك بعد طه ... وعترته فأنت به (قمين(
قلت: وناظم هذه الأبيات القصيدة هو الناظم لكل فريدة، بديع الزمان وفريع الأوان من لا عيب فيه سوى قرب بلاده وقرب(3) ميلاده، فالمندل الرطب في أوطانه خشب (إلا عند) (4) قوم ميّزوا ما خلص مما انشب، وفرقوا بين الدر النفيس والمخشلب غير معولين على البلاد ولا ناظرين إلى الميلاد، فلله أبو الطيب يقول:
ليس الحداثة من حلم بمانعة ... قد يوجد الحلم في الشبان والشيب
وأما بعد الميلاد فأمر لا يعتبره الحذاق، وإن قالوا الأمر المفرط مانع لإدراك الأحداق، وقال بعض الناس:
عذيري من عصبة بالعراق ... قلوبهم بالجفا قلب
يرون العجيب كلام الغريب ... وأما القريب فلا يطرب
وعذرهم عند توبيخهم ... مغنِّيَه الحي لا تطرب
__________
(1) في (ب): هذا البيت متأخر عن الذي بعده.
(2) في (ب): ما يعلو.
(3) ترجمة الأديب حسن بن علي جابر الهبل صاحب الديوان، لعل المصنف - رحمه الله - ابن دلة ترجمه لاعتقاد أنه ليس من علماء الزيدية، وفي ترجمته في غير يدي ما يدل على أن له يد في العلم.
(4) في (ب): ولله.

لكن (الفاضل العاقل) لا يجنح إلى التقليد حتى في تفضيل الحصباء على لآلي الجيد، فإن الإنصاف من أجمل الأوصاف، نشأ - رحمه الله - على العبادة والزهادة وعلى مودة آل محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - لا يلويه عن ذلك لاوٍ، واشتغل بالعلوم والآداب حتى برع عن(1) المشيخة القرح فضلاً عن الأتراب، فله ديوان شعر فائق وسحر حلال رائق في كل معنى مليح نهج منهاج(2) الأدباء وجاراهم في رقيقهم وجزلهم وجدهم وهزلهم وهو مع ذلك السابق المجلي، ولقد رأيت له مقاطيع وقصائد باهرة (ونفسة) أشبه بشعر الأديب الحسين بن حجاج غير أنه مصون من الإقذاع وإنما الفصاحة والنصاحة وجودة الصناعة، وقد كان يقال: إن ابن حجاج نفسه نفس امرء القيس ابن حجر، فمن شعر الحسن بن علي - رحمه الله تعالى - في الوعظيات:
أين استقر السفر الأول(3) ... عما قريب بهم ينزل(4)
مرّوا سراعاً(5) نحو دار البقاء ... ونحن في آثارهم نرحل
ما هذه الدنيا لنا منزلاً ... وإنما الآخرة المنزل
قد حذرتنا من تصاريفها ... لو أننا نسمع أو نعقل
يطيل فيها المرء آماله ... والموت من دون الذي يأمل
يحلو له(6) ما مر من عيشها ... ودونه لو عقل الحنظل
ألهته عن طاعة خَلاَّقه ... والله لا يلهو ولا يغفل
/108/ يدبرهم الموت إن أدبرت ... ويقبل الهم إذا تقبل
يا صاح ما لذة عيش بها ... والموت لا ندرى متى ينزل
يدعو إلى الأخيار من بيننا ... يجيبه الأول فالأول
يا جاحداً تجهد في كسبها ... أغرك المشرب والمأكل
ويا أخا الحرص على جمعها ... مهلاً فعنها في غد تسأل
لا تتعبن فيها ولا تأسفن ... لما مضى فالأمر مستقبل
ما قولنا بين يدي حاكم ... يعدل في الحكم ولا يعدل
ما قولنا لله في موقف ... يخرس فيه المصقع المقول
إذا سألنا فيه عن كلما ... نقول في الدنيا وما نفعل
__________
(1) ط: على.
(2) في (ب): مناهج.
(3) في نسخة: السلف الأول.
(4) لعل الصواب: تنزل.
(5) في (ب): سريعاً.
(6) في نسخة: حلاله، وهو أنسب.

ما الفوز للعالم في علمه ... وإنما الفوز لمن يعمل
وله لله(1) دره:
أضعت العمر في إصلاح مالك ... وما فكرت ويحك في مآلك
أراك أمنت أحداث الليالي ... وقد صمدت لغدرك واغتيالك
وملت لزخرف الدنيا غروراً ... وقد جاءت تسير إلى قتالك
وقد أتعبت بالآمال قلباً ... يحمل ما يريد على احتمالك
ولم يكن الذي أملت فيها ... بأسرع من زوالك وانتقالك
فعش فها خميص البطن واعمل ... ليوم فيه تذهل عن عيالك
تجيء إليه منقاداً ذليلاً ... ولا تدري يمينك من شمالك
إليها في شبابك ملت جهلاً ... فهلا ملت عنها في اكتهالك
فمهلاً فهي عند الله أدنى ... وأهون من تراب في نعالك
وإن جاءتك خاطبة فأعرض ... وقل مهلاً فما أنا من رجالك
ألي تزينين(2) لتخدعيني ... فما أبصرت أقبح من جمالك
أما لو كنت في الرمضاء ظلاً ... إذا ما ملت قط إلى ظلالك
صلي ما شئت هجراني فإني ... رضيت الدهر هجراً من وصالك
فليس النبل (مرتعل) إذا ما ... رمت يوماً باصماً من نبالك
حرامك للورى فيه عقاب ... عليه والحساب على حلالك
وكن منها على حذر وإلا ... هلكت فإنها أصل المهالك
فمن قد كان قبلك من بنيها ... زوالهم يدل على زوالك
فكم شادوا الممالك والمباني ... فأين ترى المباني والممالك
وأنت إذا عقلت على ارتحال ... فجد في جمع زادك لارتحالك
ودع طرق الضلال لمبتغيها ... فطرق الحق بينة المسالك
إلامَ وفيمَ ويحك ذا التصابي ... وكم هذا التمادي في ضلالك
تنبه أن عمرك قد تقضى ... فعد وعد نفسك في الهوالك
وعاتبها على التفريط وانظر ... لأي طريقة أصبحت سالك
وقل لي ما الذي يوم التنادي ... تجيب به المهيمن عن سؤالك
/109/ وماذا أنت قائله اعتذاراً ... إذا نشروا كتابك عن فعالك
فخف مولاك في الخلوات واجأر ... إليه بانتحابك وابتهالك(3)
وراقب أمره في كل حال ... يفرج في القيمة ضيق حالك
__________
(1) في (ب): وله در دره.
(2) في (ب): تتزينين.
(3) غير موجودة في (أ).

ولا تجنح إلى العصيان تدفع ... إلى ليل من الأحزان حالك
وإن أمراً بليت به فصبراً ... لعل الله يحدث بعد ذلك
فرب مصيبة مرت ومرت ... عليك كأنما مرت ببالك
وكم قد نفقت منك الرزايا ... وأحكمت الليالي من صقالك
وله - رحمه الله تعالى -:
لا تعتبر ضعف حالي واعتبر أدبي ... وغض عن رث أطماري (وأسمالي)
فما طلاتي للدنيا بممتنع ... لكن رأيت طلاب المجد أسمى لي
وله - رحمه الله -(1):
ما زلت من درن الدنايا صائناً ... عرضاً غدا كالجوهر الشفاف
فإذا جرى مرحاً بميدان الصبا ... مهر الهوى ألجمته بعفاف
وإذا هم وصفو محاسن شادن ... مستكمل لمحاسن الأوصاف
أبديت فيه من الشيب غرائباً ... ووصفت فيه ما عدا الإرداف
(وله - رحمه الله -)(2):
تغزلت حتى قيل إني أخو هوى ... وشببت حتى قيل فاقد أوطاني
وما بي من عشق وشوق وإنما ... أتيت من الشعر البديع بأفنان
وله - رحمه الله -:
الموت حق فاستعد ... وجد إن الأمر جد
(سوف ترى عما قريب ... وارداً فيمن ورد)(3)
واعلم بأن الله لا ... يخلف حقاً ما وعد(4)
لازم بني المختاران ... من يلازمهم سعد
وله من قصيدة:
حتام عن جهل تلوم ... مهلاً فإن اللوم لوم
طرفي الذي يشكو السهاد ... وقلبي المضنى الكليم
إن الشفاء(5) في الحب ... عند العاشقين هو النعيم
ما الحب إلا مقلة عبراء ... أو جسم سقيم
يا من أكتم حبه ... والله بي وبه عليم
يا هل تراه يعود لي ... بك ذلك الزمن القديم(6)
وبلابل بين الجوانح ... لا تنام ولا تنيم
(مالي وما للوئمي ... عليك ذو عقل يلوم)(7)
وهني عيشي باللوى ... لو أن عيش هنا يدوم
وبرامة إذنلت من ... وصل الأحبة ما أروم
__________
(1) في (ب): وله - رحمه الله - في العفاف.
(2) في (ب): وله في قريب من المعنى.
(3) سقط من (ب).
(4) في (ب): يعد.
(5) في (أ): الشقاء.
(6) هذا البيت سقط من (أ).
(7) سقط هذا البيت من (أ)، وهذا البيت والذي قبله متقدمان في (ب) على البيت الذي قبلهما.

يا حبذا تلك الربوع ... وحبذا تلك الرسوم
يا تاركين بمهجتي ... شرراً تذوب لها الجحيم
طال المطال ولم تهب ... لصدق وعدكم نسيم
مطل الغريم غريمه ... حاشاكم خلق ذميم(1)
توفي - رحمه الله - في شهر صفر سنة تسع وسبعين وألف، وقبر عدني القصر السعيد بصنعاء.
علي بن سليمان بن حمزة الحمزي
السيد العارف الأديب مصنف سيرة الإمام الناصر للحق علي بن سليمان بن حمزة الحمزي المعروف بابن الزفوف(2)، كان فاضلاً عارفاً، وكان بينه وبين السيد الهادي بن إبراهيم الكبير محبة كلية(3)، وكان إذا مر بدار السيد الهادي بصعده ينشد قول مجنون ليلي:
أمر على الديار ديار ليلى ... أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وما حب الديار شغفن قلبي ... ولكن حب من سكن الديارا
وكتب إليه السيد الهادي - رحمه الله - شعراً حمينياً، من جملته:
صدور الخدمة القاصرة من بيت حنبص ... إلى حدة إلى صاحب الدار المجصص
إلى من بالعلا من بني حمزة تقمص
__________
(1) قصيدة علوية ومخلصها قوله:
بأدلة المطل من قال الغري له عديم
(2) في (ب): المزفون.
(3) في (ب): محبة كلبة عجيبة.

وكانت داره (بحدة) بجنب المسجد المنسوب إليه، وكان سبب طلوع السيد الهادي إلى بيت حنبص مرض السيد الفاضل الناسك الطاهر كاسمه المطهر بن أحمد عم السيد الهادي، وهو مرضه الذي مات فيه، وكان في بيت حنبص بعض الشرائف من قرابة السيد الهادي - رحمه الله - وأثنى السيد الهادي على المطهر المذكور، وأما السيد علي بن سليمان فهو الذي لا يجهل مكانه في الفضل، قتله محمد بن داود الحمزي بيده عند باب اليمن، وقد وصل إلى هنالك في عسكر كثير من عسكر الإمام، فكمنوا في وهب في بستان المسجد وتخلص الأمير محمد من قتله واستغفر وتاب توبة خالصة منه ومن غيره على يدي العلامة (1) النحوي مصنف التذكرة، روي أن بعض أهل صنعاء دخل الجامع والنحوي يصلي على الأمير محمد، فاستقبل الصنعاني الأمير وقال: صنعاء والجنة يا محمد بن داود، فقال القاضي حسن: نعم، وعلى رغم أنفك.
__________
(1) في (ب): حسن بن محمد النحوي.

علي بن سليمان بن الحيدرة
العلامة المحقق إمام النحو فريد زمانه علي بن سليمان بن الحيدرة - رحمه الله - هو أحد علماء الزيدية وفضلائهم وفصحائهم، وهو أحد مفاخر اليمن، ترجم له المؤرخون كالخزرجي أو الجندي، غاب عني، وترجم الجلال الآسيوطي الشافعي في كتاب (بغية الوعاة) والكل مثبتون عليه سيما في العربية، وترجم له الشيخ المتقن المحقق صاحب الجوهرة المعروف بالحفيد أحمد بن محمد بن الحسن الرصاص، أثنى عليه بعبارات تنيرين(1) الدفاتر، قال: وكنت ظننته من المطرّفيه حتى تيقنته من الزيدية المخترعة(2) - رضي الله عنهم - وطول وأحسن في عبارته وحكى براعته وما اتفق له على البديهة من فن البديع المعروف عندهم بالعكس، وذلك أنه آوى إليه بعض أدباء وقته من الزيدية فضيفه وكانا (يتعاوران) كؤوس الأدب، فقرع الباب طالبٌ فقال ابن سليمان: هذا للرجل الضيف أعطه (خبزاً)(3) من هذا (الخبز)(4) ليكون لنا ثوابه ولك ثواب المناولة، فقال له الرجل شعراً:
فقال ابن الحيدرة بديهة ... لا عهد لي بثواب مذ أتيتكم
ولا له بكر(5) عهداً
قال الحفيد: وهو الذي أنشأ الرجز الذي رجز به الفضلاء في كوكبان عند عمارة الإمام المنصور بالله، فإنهم كانوا(6) يحملون الحجارة ويرتجزون بأراجيز فاخرة، فأقبل ابن الحيدرة بحفل من الفضلاء يحملون حجارة وقد أبطأ عنهم الغداء وهو يقول ويقولون:
يا إمام الهدى هديت ... إلى كل أوسع
قل لدحروج مثل ما ... قال موسى ليوشع
فقال الإمام للأمير دحروج ابن مقبل: آتنا غداءنا، ولابن حيدرة منظومات واسعة سيما في العربية، وله ضبط الممدود والمقصور، وهي مشهورة أولها:
وفي الممدود والمقصور علم
__________
(1) في (ب): فتزين بها.
(2) ثلث حكى في أن مناصله عزائه.
(3) سقط من (ب).
(4) سقط من (ب).
(5) في (ب): ولا له بك عهد (......) [لم أتمكن من قراءته].
(6) سقط من (ب): كانوا.

وسأجمعها بمختصر قصير(1)… /111/ الأبيات، وهو مصنف(2) المشكل الكتاب العجيب الفائق إحدى محاسن الدنيا حلا وجمعاً، وقرض(3) له الفضلاء وأثنوا عليه كثيراً، وهو حري بذلك، وله شعر حسن جيد، من ذلك قصيدته في الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (- عليه السلام -) (4) بعد فتح ذمار من أيدي الغز (أخزاهم الله)(5):
هنيت فتح ذمار إذ أحاط بها ... جيش له صخب في الحق (صهصلق)
كما أحاط بياض العين مشتملاً ... على السواد وقد كض العداء الفرق
والخيل مثل السعالي فوق أظهرها ... أسود معركة قمصانها الحلق
مستأمنين فلا يبدوا لناظرهم ... إلا بنان أكف القوم والحدق
والرحل ينشال(6) من كل الجهات كإرداف السحائب حتى أظلم الأفق
والنقع يسطع (والكوشات) (7) تقرع ... والأسياف(8) تلمع والرايات تختفق
واليوم أشنع والهامات تصدع ... والأعناق تقطع والفرسان تعتنق
والبيض والسمر هذا حده غضض ... لحماً ولهذم هذا من دم شرق
والضد مستأسر ضاقت بحيلته ... جوانح ملبسات ملؤها حرق(9)
يرجون صفحاً ويخشون الصفائح فما ... يجدي عليهم رجاء دونه شفق
ورايد العفو والقتل المبيح وسو ... ء الأسر في السعي نحو القوم يستبق
فأدركتهم من السلطان رحمته ... ومن إمام له حسن اللقاء خلق
فسلماهم ولولى الله ما سلموا ... واعتقاهم ولولا العفو ما عتقوا
__________
(1) في (ب): سأجمعه بمختصر قصير.
(2) في (ب): كشف المشكل.
(3) في (ب): وقص.
(4) سقط من (ب).
(5) سقط من (ب).
(6) في (ب): ينثال.
(7) لم أتمكن من قراءتها في (ب).
(8) ط: سياف.
(9) في (ب): خرق.

وهذا القدر كاف عن ما رواه لميلنا إلى الاختصار، وإلا فإن هذه كلمة فائقة تتزين بها التواريخ، والمراد بالسلطان الذي ذكر خادم الإمام المنصور بالله وهو سلطان الإسلام الملك الناصر سيف الدين عضد أمير المؤمنين حكو(1) ابن محمد المرواني، كان من أعيان الغز ووجوه سلاطينهم، خرج مع جنود بني أيوب فاهتزت أعطافه إلى الحق من أول ما سمع بالإمام، فما لواه لاوٍ عن الموالاة، فعضد الإمام بجند فيه أرباب الشكائم والعزائم فنكى الغز وأوجعهم، وفيه يقول العلامة ابن سبيب - رحمه الله تعالى -:
وناصر الدين أعلى الناس مرتبة ... سيف الإله وملجأ كل معتصم
حكو الذي سيم الأفلاك سؤدده ... وبر(2) حزماً وعزماً كل معتزم
فليس منتهياً حتى يزين(3) معاً ... جرد الجياد ربا بغداد والحرم
واستشهد السلطان المذكور في قاع (قتاب) حول (الضمية) - رحمه الله تعالى -.
علي بن سليمان الكوفي
علامة الزيدية ونور هالتهم القاضي الكبير جمال الإسلام علي بن سليمان الكوفي - رحمه الله تعالى - هو حاكم الهادي - عليه السلام - وقاضيه، وكان له ترجيح في المذهب وتصرف حسن يدل على طبقته والله أعلم.
علي بن سليمان البصير
الفقيه العالم علي بن سليمان البصير - رحمه الله - أحد العلماء، أخذ عنه الإمام يحيى، وأخذ هو عن الشيخ محمد بن سليمان بن حفيد /112/ - رحمه الله تعالى -.
__________
(1) في (ب): حلو.
(2) كذا.
(3) ط: زين له.

علي بن سليمان بن أبي الرجال
العلامة الفاضل علي بن سليمان بن أبي الرجال صنو العلامة محمد بن سليمان - رحمه الله - كان عالماً عاملاً فاضلاً، له تحقيق في الأصول، وكان محققاً في الفروع، وله مشايخ وتلامذة من شيوخه العلامة السيد الأمير الخطير الهادي بن المقتدر بالله تاج الدين - رحمهم الله جميعاً -، وملك على المذكور كتباً منها (بيان ابن معرف) باقي في الخزانة المباركة بيد بعض القرابة، وله كتاب (المستصفى) في أصول الفقه بخط يده، وله كتاب أظنه (برهان الجونبي) و(كتاب الملخص) في(1) الجدل للشيرازي)، وكان يسكن (فملاً) من بلاد خولان، وأرخ بعض كتبه ببكرة السبت أواخر شهر الله الأصب سنة إحدى وثمانين وستمائة، وكان له اختصاص كلي بأخيه محمد بن سليمان المذاكر في المسكن وغيره، والأشبه أنهما من أم، وكان بين إبراهيم الماضي ذكره وموسى الآتي ذكره اختصاص ومثل ذلك أعاد الله من بركتهم.
علي بن سليمان
العلامة علي بن سليمان صاحب (المنحول) - رحمه الله تعالى - كان عالماً فاضلاً، وهو الذي اختصر اللمع كتاب الأمير الحسين ويسمى (المختصر المنحول)، انتهى.
علي بن سليمان بن داعس(2)
العلامة علي بن سليمان بن داعس(3) بن سليمان بن أحمد بن داعس(4) بن محمد بن أبي الميمون بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبيد البخاري الخزرجي الأنصاري - رحمه الله تعالى - الزيدي من بيت كبير ذوي فضل شهير - رحمهم الله تعالى - وشيخ والدنا القاضي موسى هو علي بن أحمد بن داعر - رحمهم الله تعالى - وكان سماعه عليه بمكة المشرفة، سمع عليه أمالي الإمام الناطق بالحق أبي طالب رضوان الله عليه (وإرشاد) العلامة العنسي في /113/ طرائق الآخرة والزهاد (وموطأ الإمام مالك) وطريقه - رحمه الله - في (الأمالي) على عمه محمد بن أحمد بن موسى البخاري عن مؤيد الدين محمد بن أسعد المنعم.
__________
(1) في (ب): من.
(2) هذه الترجمة سقط من (ب).
(3) في (أ): داعر.
(4) في (أ): داعر.

118 / 182
ع
En
A+
A-