والعالم أحد شيوخ الإمام القاسم - عليه السلام - وقد كتب السيد العلامة شمس الدين، قرة عين الأفضلين، أحمد بن الحسين بن إبراهيم بن علي العالم حفظه الله، ترجمةً لجده هذا فاصلة(1) وهي ما لفظه: ذكر طرف من أحوال السيد العلامة جمال الدين علي بن إبراهيم بن علي العالم الشرفي القاسمي، أما نسبه الشريف، فهو علي بن إبراهيم بن علي بن المهدي بن صلاح بن علي بن أحمد بن الإمام محمد بن جعفر - ومحمد بن جعفر هذا هو المقبور في (جبل حرام) من (الشرف) مشهور ومزور عليه قبة عظيمة - بن الحسين بن فليتة بن علي بن الحسين بن أبي البركات بن الحسين بن أبي البركات بن الحسين بن يحيى بن علي بن القاسم بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب - سلام الله عليه(2) ورضوانه - مولده - عليه السلام - في يوم الخميس ثالث عشر شهر صفر سنة ثلاثين وتسعمائة سنة، ونشأ ببلده بهجرة (الجاهلي) من (الشاهل)، ورباه عمه السيد العلامة الأفضل صلاح الدين صلاح بن علي بن المهدي، وكان هذا السيد صلاح بن علي من أعيان أعوان الإمام المتوكل على الله شرف الدين بن شمس الدين - عليهم السلام - وتولى القضاء بجهات (الشرف) والأوقاف للإمام - عليه السلام - ثم ارتحل السيد علي بن إبراهيم المذكور إلى (صنعاء) لطلب العلم، وأقام مدة حتى فتح الله عليه بمعرفة تامة في قواعد فقه أهل البيت - عليهم السلام - ثم رجع إلى بلده، وقد كادت تضعف دولة الإمام شرف الدين - عليه السلام - فحصّل على كثير من علماء (صعدة) ما أوجب الهجرة من أوطانهم من تغلب أهل الجور، فوفد إلى السيد علي بن إبراهيم جماعة من أعيان أهل التقوى والعلم من بعض أهل (علاف) وبعض بني عقبة، فأفادوا السيد المذكور علماً إلى علمه، وكان - أعاد الله من بركته - مورداً للطالبين، وكعبة للمسترشدين، وشحاكاً للملحدين، وأباً براً(3)
__________
(1) في (ب): حاصلة.
(2) في (ب): عليهم.
(3) في (ب): باراً.
للضعفاء والمساكين، وتخرج على يديه جماعة من أهل الفضل والعلم والعمل، منهم السيد العلامة الهادي بن الحسن من (هجرة بني أسد)، ومنهم السيد رأس العبَّاد، وعين الزهاد، وخاتمة أهل التقوى واليقين، شمس بن صلاح بن يونس، صاحب (هجرة أسلم ناشر)، من أولاد الإمام المتوكل على الله المظلل بالغمام المطهر بن يحيى - أعاد الله من بركاته -. ومنهم السيد العلامة أحمد بن الحسين بن علي، صاحب هجرة (الخواقعة) (1) من جبل (الشاهل)، تولى القضاء للإمام المنصور بالله القاسم بن محمد - أعاد الله من بركاته - وغيرهم من الفقهاء من أهل هجرة(2) (الشرف) وغيرها، ودرس في (شرح ابن مفتاح) على (الأزهار) /77/ و(التذكرة) و(البيان) مدة مديدة، ولما مات السيد الأجل المجاهد المطهر بن الإمام شرف الدين - رحمه الله - ظهر بجهة (الشرف) من أنواع المنكرات ما لا يقدر قدره، وذلك سنة ثمانين وتسعمائة، فوصل قبائل تلك الجهات إلى السيدين، العالم المذكور - أعاد الله من بركاته - والسيد العابد العالم علي بن إبراهيم - رحمه الله - يستغيثون بهما في دفع ما حصل من الظلم والجور، فلم يجدا عذراً عند الله في الترك، ومن أعظم الأسباب في قيامهما أن مرجان شاوش متولي تلك الجهة من أعمال غوث الدين بن المطهر بن الإمام(3) شرف الدين - رحمه الله - تظاهر بفعل المنكرات، وعسف وأفرط في ظلمه، فاجتمع من قبائل (الشرف) إلى السيدين، قدر خمسمائة مقاتل، فقصد إلى (المحابشة) بمن اجتمع إليها(4) إلى موضع يقال له (جبل الفايش)، وطلع مقدماتهم إلى حصن (القاهرة) من (المحابشة)، فلقيهم مرجان شاوش بمحطة من الجند، فناوشهم القتال، فقتل من القبائل خمسة رجال، ثم انهزم القبائل، ولم يثبت منهم أحد، وغدر أهل (المحابشة) بما قد تعاهدوا عليه من القيام بالأمر بالمعروف، ومعاونة السيدين، ثم قصد مرجان
__________
(1) في (أ): الجوامع.
(2) في (ب): هجرة.
(3) سقط من (ب): الإمام.
(4) في (ب): إليهما.
المذكور قبيلة (الأمرور)، فقتل منهم عشرين رجلاً، فهاجر السيد العلامة علي بن إبراهيم العابد - رحمه الله - إلى (عفار) للقراءة والإقراء، وأما السيد علي بن إبراهيم العالم - رحمه الله - فلم يزل يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويدرس العلوم بهجرته، ثم هاجر بأهله وأولاده إلى حجور (الإسلوم)(1)، ووصل إلى السيد غوث الدين بن المطهر إلى قفل (مدوم)، فوضع له موضوعاً في الاستمرار على حالته من التدريس واحترام جانبه، ومن يلوذ به، حتى دعا الإمام الناصر لدين الله الحسن بن علي بن داود - عليهم السلام - فقام بها في تلك الجهة الشرقية، ولما أُسِرَ الإمام الحسن - عادت بركته - أخذ السيد علي بن إبراهيم - رحمه الله - في معاونة الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد على القيام بالإمامة، وجمع له من أموال فضلات الوقف(2) والزكوات ونذوراً كثيرة، وحشد له من بلده أهل السلاح قدر ستين رجلاً، وكان الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد - أعاد الله من بركته - ممن أخذ عنه العلم، قرأ عليه (الأزهار)، وعاونه على طلب العلم من صغره، وكان كثير تلاوة القرآن والعبادة، وله كرامات مشهورة في حياته وبعد وفاته، مات - رحمه الله - في شهر ربيع الآخر سنة ست بعد الألف بعد ظهور دعوة الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد، - أعاد الله من بركاته - واستجاب الله دعاءه ألاَّ يميته إلا بعد ظهور قائم أهل البيت - عليهم السلام - وقبر بـ(هجرة الجاهلي)، وعليه مشهد مزور، وخلّف(3) ولدين، السيد العلامة الأوحد بدر الدين محمد بن علي بن إبراهيم، وكان عالماً نبيلاً مدرساً للفقه والفرائض، وهو شيخ علامة الآل إمام العلوم الحسين بن المنصور بالله القاسم بن محمد في فن الفرائض، وتولى القضاء للإمام المنصور بالله - عليه السلام - في الجهات الشرقية، فأرسله(4) - عليه السلام - إلى
__________
(1) غير موجود في (ع).
(2) في (ب): الأوقاف.
(3) سقط من (ب): خلف.
(4) في (ب): وأرسله.
عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن المطهر في الصلح الأول، وتم على يديه، واستمر على حاله من الاشتغال بأمور المسلمين وتدريس العلم، إلى أن اختار الله له ما عنده من الانتقال إلى دار القرار سنة اثنتين وثلاثين وألف سنة تقريباً، وعقبه في هجرة (الجاهلي) من (الشاهل)، وقت رقم هذه سنة إحدى وثمانين حول ثلاثين رجلاً منهم العلماء العاملين كالسيد العلامة الفقيه المدرس شمس الدين أحمد بن صلاح بن محمد بن علي بن إبراهيم، أخذ العلم عن حافظ علوم الآل الطاهرين علامة اليمن السيد الإمام محمد بن عز الدين /78/ المفتي - رحمه الله - بمدينة (صنعاء)، ثم رجع إلى بلدة (الهجر) بعد أن أقام بصنعاء سبع سنين، فأخذ عنه جماعة من الطلبة علم الفقه بتحقيق قواعده، واستمر على ذلك إلى وقتنا هذا، وولي القضاء بجهة (الشرف الأسفل)، مع مكارم أخلاق، وإكرام للوافد - أطال الله في طاعته عمره - والولد الآخر من ولدي السيد علي بن إبراهيم - رحمه الله - هو السيد صارم الدين إبراهيم بن علي بن إبراهيم - رحمه الله - مات مهاجراً بمدينة (حوث) سنة اثنتي عشرة وألف سنة، وله العقب الأطيب الأكثر(1)، خلف ستة أولاد، منهم السيد العلامة شرف الدين بن إبراهيم، وهو أكبر أولاده، وكان من أعيان أهل البيت علماً، وعملاً، وسعة صدر، وعبادة، وتولى القضاء للإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم - أعاد الله من بركاته - بعد وفاة عمه محمد بن علي، واستمر عليه إلى أن مات سنة أربع وتسعين وألف وعمره ست وثمانون سنة، وخلف أربعة عشر ولداً، ومنهم السيد العلامة المحقق في الأصول والفروع ضياء الدين شمس الدين بن إبراهيم بن علي العالم، كان من العبَّاد الجامعين بين فضيلتي العلم والجهاد، ولم يتولَ شيئاً من الأعمال إلى أن اختار الله له الانتقال إلى دار القرار سنة أربع وخمسين عاماً، وعمره أربع وستون سنة، وللسيد إبراهيم أربعة أولاد غير هذين، وهم السيد محمد بن إبراهيم،
__________
(1) في (ب): الأكبر.
والسيد العابد شمس الدين أحمد بن إبراهيم، والسيد صلاح بن إبراهيم، والسيد الحسين بن إبراهيم، وكل منهم خلف جماعة من الأولاد عدة ذكورهم في تاريخ رقم هذه الأحرف خمسة وسبعون ما بين كهل وشاب وصغير، ولم يُخلِّ الله سبحانه أولادهم من التمسك بالعلم، وسلوك طريق سلفهم الطاهرين - رحمهم الله تعالى - كتبه ولد ولده الفقير إلى الله أحمد بن الحسين بن إبراهيم بن العالم، لطف الله به، انتهى.
علي بن إبراهيم العابد [ - 983 ه ]ت
السيد العلامة الزاهد، بقية الأبدال، علي بن إبراهيم العابد - قدس الله روحه - هو صاحب الكرامات والمقامات السامية في العبادة والزهد، كانت له عجائب، ومن عجائبه أنه كان يتسوق الأسواق لا لحاجة دنيوية، بل ليصلي في كل مسجد على الطريق، وليدعو في السوق بالمأثور، وهو ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شيء قدير))،
وهذا مشهور من حاله، وله كرامات، منها قضية الأسد المذكورة، روي أنه عام حجه انقطع عن القافلة، فلقيه أسد يتنصنص(1) له بلسانه، ويعسل بذنبه، كالشاكي عليه، ويتألى أن دموعه سائلة، فسار معه والأسد يتقدمه، فإذا أبطأ السيد - رحمه الله - انتظره الأسد حتى بلغ(2) إلى الأجمة، وإذا هنالك لبوة في يدها شظية قد شاكتها، وورمت يدها، فوثب الأسد على ظهر اللبوة ليحفظها حتى يتمكن السيد من إخراج الشظية، وأخذ السيد شفرة حادة مرهفة كانت معه، وشق يدها، واستخرج الصديد، ثم استخرج الشظية، وعزم، وصحبه الأسد حتى ألحقه(3) بالقافلة. وقد ترجم له السيد العلامة شمس الدين أحمد بن الحسين بن إبراهيم الشرفي حفظه الله، طلبت منه كتابة ذلك، فكتب ما لفظه: هو السيد العلامة العابد السجاد، بقية الأبدال، ورأس الزهاد، جمال الدين علي بن إبراهيم - الملقب العابد لفظاً ومعنى - بن علي بن محمد بن صلاح بن أحمد بن محمد بن القاسم بن يحيى بن الأمير داود المترجم بن يحيى بن /79/ عبد الله بن القاسم بن سليمان بن علي بن محمد بن يحيى بن علي بن القاسم الحرازي بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب - عليهم جميعاً الصلاة والسلام- (4)، غلب عليه اسم(5) العابد؛ لكثرة عبادته، واعتزاله الناس، وتلاوة القرآن بتأدية لم يسمع في وقته أحسن
__________
(1) في (ب): يبصبص.
(2) في (ب): بلغ به.
(3) في (ب): لحق.
(4) في (ب): أفضل الصلوات والتسليم.
(5) في (أ): غلب عليه العابد.
منه بترتيل وتأمل للمعاني، وكان من أعيان العلماء، له في كل فن مشاركة حسنة، وارتحل لطلب العلم إلى الجهات النائية، أخذ القرآن على بعض علماء (بيت الفقيه) بن عجيل بتهامة، وأقام فيه مدة لقراءة القراءات السبع والعربية، وشارك السيد العلامة علي بن إبراهيم العالم في كل فضيلة، أقاما بـ(صنعاء) لقراءة الفقه، الاشتغال بأنواع الطاعات، واستفاد عليه خلق، وكانت له هيبة أهل التقوى، وجلالة في القلوب، واستمر في آخر عمره على التدريس بهجرة (كحلان تاج الدين)، وكان يحيي الليل عبادة، وتلاوة للقرآن، ومات - أعاد الله من بركته - ببلاد (عفَّار(1)) في (صيرة) بألم الطاعون في سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة، وأوصى(2) أن يقبر بجوار القاضي العلامة عبد الله بن زيد العنسي - رحمه الله - عند بركة(3) رحبة يماني (كحلان)، فحاول أهل كحلان إنفاذ وصيته، فتحزب بنو موهب وقبائل (عفار) ومنعوهم من ذلك، وقبر بـ(عرفه عفار) بعد أن كادت الفتنة تثور بين القبائل لولا حضور الوالي، وهو السيد عبد الله بن علي بن الإمام المطهر بن محمد الحبري، وبقي في (عفار) إلى ثاني عشر في شهر شوال سنة ثلاث وثلاثين وألف سنة، ونقله ولد ولده (4) ليلاً إلى (الهجرة القولعة)، وعمرت عليه بها قبة عظيمة، وعمر حفيده المذكور عندها جامعاً(5) كبيراً، وصارت من أحسن هجر (الشرف)، ولم تزل مأهولة مقصودة لقراءة القرآن والعلم إلى وقتنا هذا، وخلَّف ولدين، السيد الحسين بن علي، والسيد الحسن بن علي، والحسين بن علي، أعقب خمسة أولاد، وأما الحسن فلم يعقب إلا ولداً
__________
(1) عَفَّار: جبل ومركز إداري، يقع في نواحي مدينة حجة الشرقية، بالقرب من حصن ((كحلان تاج الدين)). معجم المقحفي 1086.
(2) في (أ): وأوصى إلى أن.
(3) في (ب): بريكة.
(4) في (ب): ونقله ولد ولده السيد علي بن الحسين بن علي العابد - رحمه الله - وجماعة من قبائل الكاهل من الشرف ليلاً إلى هجرة القولعة.
(5) في (أ): جامعاً.
اسمه عبد الله بن الحسن بن علي وانتقل من بلده إلى (ضوران) للملازمة عند مولانا سيف الإسلام الحسن بن علي بن أمير المؤمنين - سلام الله عليه - ومات ولم يعقب أحداً، والله أعلم.
علي بن إبراهيم بن عبد الله
السيد العالم المجاهد السابق المعمر علي بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن صلاح بن المهدي بن الهادي بن علي بن محمد بن الحسن بن يحيى بن علي بن الحسن بن عبيد الله بن إسماعيل بن عيسى بن عبد الله بن عيسى بن إسماعيل بن عبد(1) الله بن الإمام القاسم الرسي - عليهم السلام - المشهور بالحيداني، وكان سيداً هماماً ذا عزيمة خارقة، ونية صادقة، وكانت له في الجهاد وقعات، هو المجلي فيها، وكانت(2) أيام دعوة الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد - عليهما السلام - أحد أعيان السادة الذين يشار إليهم بالفضل والعلم، فوصل إلى جبل قمر(3) راكباً على فرس، وعليه قميص أبيض، ولم يحضر أحد من السادة بهذه الصفة غيره، فلم يرضَ الإمام بالعقد حتى عرض على السيد فامتنع، وظني أن عرض هذا من الإمام لتدبير محكم، وهو تأكيد بالحجة عليه؛ لأنه كان لا يلين لعارك، وله كلمة نافذة بـ(خولان)، وإلا فجملة معلوماته الفقه، كان مبرزاً محققاً، يعارض بأنظاره المذاكرين، وأصول الدين على قواعد أهله الكرام، والفرائض، ولم يكن له في علوم الاجتهاد قدم، ولم يزل السيد بعد عقد البيعة مناصراً، وحيناً يلازم الحضرة، وكان بينه وبين السيد العلامة علي بن صلاح العبالي محبة كلية، وكانت بينهما وبين إمامهما مراجعات كثيرة لا يزالون(4) يوردان عليه، ولا يلتقيان ما عليه إلا بعد /80/ أن يوردا عليه ما أمكنهما، وقراءته على القاضي المذكور(5) المحتسب علي بن قاسم السنحاني - رحمه الله - شيخ الزيدية في وقته، وحكى عن القاضي المذكور عجائب ومناقب وذكر أنه لبث
__________
(1) في (ب): محمد.
(2) في (ب): وكان.
(3) قمر) فراغ في (ب).
(4) في (ب): لا يزالان يوردان.
(5) سقط من (ب).
نحو أربعة أشهر لا يأكل إلا لقاطة البقل عند مواضع الماء الذي يغسل فيها البقل، ثُمَّ إنه طلب من الإمام القاسم بن محمد (بن علي)(1) - عليه السلام - قراءة (البحر)، أو يأذن له بالعزم لقراءته من (شهارة) إلى (حوث)؛ ليقرأه على السيد أمير الدين، فقال الإمام - عليه السلام -: الخروج من حضرتنا، (وتقليل أهلها الكملة لا يليق)(2)، ولا يحل، لكن اقرأ على ولدي محمد بن أمير المؤمنين، والعهدة علي، وإني لأثق به في العلم كنفسي، فساعده، فكانت من عجائب القراءات مشهودة(3) مفيدة فيها إيرادات وتفهمات، وما رجعوا إلى الإمام إلا في نحو مسألتين، وكان السيد - رحمه الله - من أهل الأيد والقوة، مع أنه لم يكن ربعة، فضلاً عن أن يكون طويلاً، بل إلى القصر، ومما حكاه عن نفسه غير مرة أنه عزم صبحاً من (صعدة)، وأمسى ذلك اليوم بـ(سودة شظب)، وقطع هذه المسافة في يوم، لكنه اتفق أنه صادف مكامن، نحو أربعة عشر كميناً، فأوجبت(4) التهمة(5): وتوفي بـ(ذيبين) المحروس، (وقبر في باب مئذنة الجامع بذيبين، وإلى جنب قبره جماعة من الفضلاء، فعله عند داره)(6)، وما زال ملازماً في جميع مدته على وظائف الطاعة حتى كبر وهرم، وحصل معه بعض تغير، ونقل إلى جوار الله الكريم في نحو مائة سنة، وكان حزبه من القرآن سبع القرآن(7)، أعاد الله من بركاته، ووفاته في تاريخ ……
__________
(1) سقط من (ب).
(2) في (ب): وتغليل الكلمة لا يليق.
(3) في (ب): مشهورة.
(4) كذا.
(5) في (ب): الهمة.
(6) في (ب): وقبر في مشهد له هنالك فعله عند داره.
(7) زيادة في (ب): دائماً.
علي بن إبراهيم بن عطية
العلامة الفقيه الفاضل علي بن إبراهيم بن عطية - رحمه الله - من الجلة العلماء، قرأ على الإمام يحيى عن العلامة علي بن سليمان البصير، عن الشيخ محمد بن سليمان بن حفيد، عن شعلة، ومن تلامذة علي بن إبراهيم العلامة أحمد بن علي(1) مرغم، ومن شيوخ علي بن إبراهيم العلامة حسين بن محمد بن علي بن أحمد بن نعيش، وولده محمد بن حسين - أيضاً - وحسين بن محمد يروي عن والده محمد.
__________
(1) في (ب): بن مرغم.