عزّان بن سعد الحبيشي
الرئيس الكبير، المقدام الخطير، عزّان بن سعد الحبيشي، ثم المذحجي - رحمه الله - قال العلامة علي بن نشوان(1): هو رجل رئيس عظيم الشأن، كبير المكان، مقدم في قومه، معظم في عشيرته، له حسب وكرم ودين، وتقى وشجاعة وحلم ووفاء، وله حدس ونظر، وتنحل في أمور الأديان، وكان أبوه على رأي الجبرية، فلم يزل ينظر ويبحث عن(2) الحجج والبراهين، ويتحلل أقوال العلماء في الدين، حتى آل به نظره إلى الخروج إلى مذهب الزيدية، وقوي عنده قولهم، وتقرر مذهبهم.
__________
(1) في (ب): نوان.
(2) في (أ): على.

قلت: وحكى نظام الدين علي بن نشوان - أيضاً - أنه وفد على الإمام المنصور بالله إلى (براقش)، وكان عزان عازماً على الحج تلك السنة، فتقدم إلى (بيحان)، ثم إلى (مأرب)، ثم إلى (الجوف)، فلما عرف موضع الإمام من الفضل، وعلم به في (الجوف)، تقدم وفد إليه وبايعه، وترك الحج، وقال: تعينت فريضة الجهاد. وكانت قد سبقت له مع العجم حروب، ومصافة، ومغازات، ومواقف مشهورة، وأبلى في قتالهم بلاءً حسناً، وقتلهم وطردهم ببني عمه من بلاد (مذحج)، ولم يبق للغز(1) عليهم سبيل ولا إمرة وكانت لعزان بن سعد هيبة عند العجم عظيمة؛ لما قد علموا من فتكاته وشدة صولته، وكانت له صنعة كاملة بالرمي بالسهام، لم تكن لعجمي ولا لعربي ما كان له في ذلك، خرج يوماً بعد طلوع الفجر، إلى ماء قريب موضعه(2) ليتوضأ لصلاة الفجر فدهمه غزاة من الغز أهل خيل جياد، وسيوف حداد، ونبل وعدة الحرب الكاملة، فرآهم وهو في حال الوضوء، فما راعته غارتهم، ولا قطع وضوءه، حتى وصله أولهم، فالتفت حينئذ(3) إلى قتالهم وحده، فخرج منهم، فانفكوا عنه صاغرين فصلى صلاة الفجر، ثم وقف يدعو الله سبحانه وتعالى، وعاد الغز، فحاربوا أصحابه وهو ممسك ينظر ما يفعلون، فاشتدت صولة العجم على أصحابه فأتوه هاربين، فلما رأى ذلك نهض في وجوههم، ورماهم رماة من أصحابه باسهم، فقتلوا خمسة من الغز، فلما رأوا ما صنع هربوا، ولم يلتفتوا بعد للقتال. ومما يحكى عنه أن إسماعيل بن طغتكين الأيوبي وسوس وادعى لنفسه أنه أموي النسب، وتسمى بأمير المؤمنين، وتلقب بإمام الأمة المستخرج من السلالة الطاهرة والمعز والناصر والعزيز والقاهر وغير هذه الألقاب، ثم بعد ذلك وجه عسكراً إلى بلاد (مذحج) فلقيهم عزان بن سعد في رجال قومه أربعة آلاف راجل ومائة فارس، وتقدم إلى جند إسماعيل بالتهليل والتكبير، فقتلهم عزان، وفرقهم،
__________
(1) الغُزُّ: جنس من الترك. القاموس المحيط 481.
(2) في (ب): من موضعه.
(3) في (ب): حي.

وانجلى آخرهم(1)، واقتلع منهم مائة وعشرين فرساً، ومن الإبل خمسمائة، ومن البغال ثمانين، ومائة خيمة، ومن الآلات والدروع والذهب والفضة ما لا يحصر، وفي ذلك يقول الإمام المنصور بالله - عليه السلام - قصيدته التي أولها(2):
كما(3) جاءنا عنكم تكون الوقائعُ ... ويطمع في العلياء من هو طامعُ
وبالكر دون الفر يلتمس الغنا ... ويزداد طولاً بالنداء الصوامعُ
أتاني ورحلي في (براقش) وقعة ... يشيب لها في الظالمين الرواضعُ
/73/ لمذحج حيا الله أحياء مذحج ... سقت أرضَها وطفُ الغمامِ الهوامعُ
بأيدي رجال ناصحوا لإمامهم ... ونالوا منال الخير والخير واسعُ
إلى آخر القصيدة.
عز الدين بن المهدي بن أحمد(4)
لسيد عز الدين بن المهدي بن أحمد، كان فاضلاً عالماً عاملاً، تولى القضاء ببلاد (ظليمة) للإمام شرف الدين، ونقل بـ(حبور) في ( )، وقبره شرقي جامع حبور.
عز الدين بن الحسن بن عز الدين بن الحسن
السيد الهمام الكامل، عز الدين بن أمير المؤمنين الناصر لدين الله الحسن بن أمير المؤمنين الهادي إلى الحق عز الدين بن الحسن - عليهم السلام - رأيت له ترجمة في آخر ما وضعه صاحب (السلوك) متمماً للسيد صلاح بن الجلال، والإمام عز الدين في السحير والأنساب(5)، ولعله لغير صاحب (السلوك)، فقال: هو من أفاضل الآل، وممن اشتهر بالفضل والكمال، واستخلفه والده - رحمه الله - في الجهات اليمنية، وكانت إقامته بـ(كحلان تاج الدين)، واستولى على كثير من تلك الجهة، وافتتح (مدعاً)، وستة(6) من الحصون، وغيرها من المعاقل، وتمكنت بسطته، واشتهر بالشجاعة والكرم، وحسن السياسة.
__________
(1) زيادة في (ب): هرباً.
(2) في (أ): أولها وهو المقبور بملاح من عرش.
(3) في (أ): لقد جاءنا.
(4) في (ب): هذه الترجمة سقطت من (ب).
(5) سقط من (ب): السحير والأنساب.
(6) في (ب): وغيرها.

عز الدين بن دريب بن مطهر
السيد العالم، النسابة الفاضل، الحريُّ بأن يسمى بهاء الدين، عز الدين بن دريب بن المطهر بن دريب بن عيسى بن دريب بن أحمد بن محمد بن مهنا بن سرور بن وهاس بن سلطان بن منيف بن يحيى بن إدريس بن يحيى بن علي بن بركات بن فليتة بن زين العابدين بن يوسف بن نعمة بن علي بن داود المحمود بن سليمان الشيخ الكريم بن عبد الله البر الملقب بالشيخ الصالح بن موسى الجون بن عبد الله الكامل شيبة الحمد بن الحسن المحصن بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - كان سيداً سرياً، فاضلاً عارفاً(1) صبياً، وكان مسعوداً ميموناً، رحل إلى (صعدة)، فقرأ بها، وتم له فضل، وعرف بالعلم، ثم لازم السيد الإمام أحمد بن محمد بن لقمان - رحمه الله - واختص به كلية الاختصاص، وانتفع به، وذلك سبب سكون السيد عز الدين في (الطويلة)، فإنه سكنها، وولي أمورها وتمول، وكان هو المرجع لأهل الإقليم في القضاء والفتيا، وفيما يعوز من أمور السياسة والولاية، يجتمعون عنده لكل مهم، وهو فيهم نافذ الكلمة رحب الفناء، وله أموال هناك، ودور، ومقام عظيم، وابتنى (بالطويلة) جامعاً عظيماً ووقف عليه أوقافاً، وكان من أسعد الناس باعتبارات كثيرة من ذلك خزانة الكتب، فإنه اجتمع عنده مالا يجتمع عند نظرائه، أكثرها بخطوط المصنفين، من كتب المخالفين والموالفين، وله معرفة بأنساب أهل البيت، وسماع في الحديث، وقرأت عليه بعض (صحيح البخاري) بـ(صنعاء) - حرسها الله - وله كتاب في الأصول يجري مجرى الشرح (ثلاثين مسألة)، ويتعرض فيه لفوائد كثيرة، وله على الأنساب اطلاع، ولما توجهت العساكر المتوكلية إلى (حضرموت). صحبة سيف الإسلام أحمد بن الحسن بن أمير المؤمنين - عليهم السلام - كان هذا الشريف أحد الأعضاد، ونزل إلى هنالك، وعاد مسعوداً، ثم نقله الله إلى جواره في (...)
__________
(1) زيادة في (ب): بالفقه، مشرفاً على غيره، ممتلئاً من الوقار والحشمة، وهو - رحمه الله - من بلد (الحمالة).

ودفن بقرب الجامع الذي بناه في (الطويلة).
عز الدين المفتي
السيد المفتي العارف، عز الدين بن محمد بن عز الدين بن صلاح بن /74/ الحسن بن الحسن بن الإمام عز الدين المؤيدي(1) عالم، وابن عالم، وأبو عالم، والده مؤلف الحاشية على (الكافية)، وولده خاتمة المحققين محمد بن عز الدين صاحب (البدر الساري). كان السيد المذكور فقيهاً محققاً ينوب للقضاء عن ولاة الأروام، وتارة- وهو الغالب - ينوب في الفتيا، وكانت بينه وبين أهل عصره الفضلاء ملاحات وتخاصم، وفاته (.........)، ومن المشهور أن أهل هذا البيت، يكون (2) الأب الأعلى على صفة في التحقيق في العلم، فيكون ولده أقل منه، أو يكون الوالد متوسط الحال، فيكون ولده أكثر تحقيقاً منه، والله أعلم.
وأما عز الدين بن محمد(3) حفيد هذا، فهو في التحقيق أجل من هذا؛ لأنه وإن كان مقدار العلم والتفاوت فيه غير محقق عندي، لكن الأصغر كان متقناً ذكياً، وختم له بالصالحات، وراجع أمره مراجعة الفضلاء، وفارق الدنيا على حال جميل، ومن شعره، وله أشعار كثيرة يذم (ذهبان المخترف) بصنعاء:
(ذهبان) أخبث مكسب كسب الفتى ... لله در رياضها والوادي
بلد بها حل السقام مع الضنا ... فكأنما كانا على ميعادِ
بلد بها نكد(4) المعاش أما ترى ... سخط الإله لأهل ذاك النادي
فعليه مني كل يوم لعنة ... ما غرد القمري وزمزم حادي
وله أشعار أخرى حسنة، وكان يملي الحديث وقت الأصيل بجامع صنعاء، ويحسن الإملاء، ويجيده بإعراب فائق وحروف بينة، توفي في (.......) - رحمه الله -.
عصير بن سلمة بن ثابت الليثي(5)
عصير بن سلمة بن ثابت الليثي. من أصحاب الإمام الأعظم زيد بن علي - عليه السلام -. ذكره البغدادي - رحمه الله -.
__________
(1) في (ب): المؤيد.
(2) سقط من (أ): يكون.
(3) زيادة في (ب): بن عز الدين.
(4) في (ب): نكب.
(5) هذه الترجمة ليست في (ب).

عطية بن محمد النجراني[603هـ - 665 ه‍ ]
الفقيه الإمام، المفسر العارف، إمام المفرعين، ورئيس المذاكرين، عطية بن محمد النجراني بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن الربيع(1) بن عبيد الله بن عبد الله بن يزيد بن الأسد بن الحارث الأصغر بن مالك ملاعب الأسنة بن ربيعة بن كعب بن الحارث الأكبر بن كعب بن عمرو بن علية(2) بن خالد بن مذحج، هكذا نسبه، وقد وهم بعض الناس أن نسبه يلتصق بآل الدواري، وليس كذلك، لكن نسبهم يلتقي في الحارث الأصغر، وليس آل النجراني من بني عبد المدان كما وُهم، وهم والقضاة آل الدواري من بني عبد المدان نسبهم شريف، وحسبهم منيف، وقد وَهِم في نسبهم بعض شراح (رياض الأبصار) في ذكر الأئمة الأقمار، والعلماء الأبرار، ويشارك آل الدواري في نسبهم أهل أبي الحسين القضاة بـ(خبان) وبـ(أضرعه) من بلاد (عنس)، و(بنو النقر)، وبنو كحيل بـ(ذمار)، و(بنو عز الدين)، ومنهم بنو السمان في (سودة شظب).
__________
(1) في (ب): بن علي بن الربيع.
(2) في (ب): علة.

نعم، كان الشيخ عطية من العلماء الكبار، ومن الأحبار الخيار، علامة متضلع، بحاث مطلع، له في الفقه مقالات مشهورة ولأهل بيته عدة كتب مصنفة في الإسلام نافعة - جزاهم الله خيراً - وللشيخ عطية (البيان في التفسير)، رأيته كتاباً جليلاً، واسعاً مبسوطاً، وهو في الطبقة الأولى شهير بالديار الصعدية، ينسبون إليه الفوائد، ويفزعون إليه عند الحاجة، وتوفي - رحمه الله - بـ(صعدة)، وقبره إلى الجانب الغربي القبلي منها شهير - رحمه الله تعالى - /75/ ورحل الشيخ محي الدين(1) إلى (حراز) عن أمر الإمام أحمد بن الحسين - عليه السلام - وتلقف الإسناد من أهله هنالك، وله المسائل المشهورة(2) وعددها (.....)، ثم إنه يقال إنه حصل بينه وبين الإمام وحشة، ولما دخلت جيوش الإمام (صعدة)، ادعى القاضي أنه هضم في ذلك، وراسل الإمام، وأجابه(3)، توفي بعد العشاء الأخيرة من ليلة الأحد لتسع خلون من جمادى الآخرة سنة خمس وستين وستمائة(4)، والله أعلم. وكان مولده - رحمه الله - بعد وفاة والده محي الدين - رحمه الله - بستة أشهر - رحمهما الله جميعاً -.
__________
(1) انظر فإنه… في ترجمة ذلك أنه عرف كل منهما محيي الدين.
(2) في (ب): إلى الإمام.
(3) في (ب): وأجابه وله (……)
(4) في (ب): ومولده في أول سنة ثلاث وستمائة.

عطية بن محمد بن حمزة بن أبي النجم
القاضي العلامة، ركن الدين، أبو الشهيد عطية بن محمد بن حمزة بن أبي النجم - رحمه الله - هو أحد أعلام العلماء وأكابرهم، كان فاضلاً محققاً، سابقاً إلى الخير مرجوعاً إليه، كما دانت السعادة له ولأهل بيته الكريم، وتولى القضاء بحلي بن يعقوب للإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة - عليه السلام - وتحت(1) نظر السيد يحيى بن علي السليماني - رحمه الله - ووصل القاضي بأموال كبيرة للإمام من واجبات(2)، وولده الذي كني به هو أحد أعلام العلماء الحاضرين بيعةَ الإمام أحمد بن الحسين - عليهما السلام - وكان للقاضي عطية ولد لعله قد ذكر في بابه، وهو عبد الله بن عطية، كان بمنزلة من العلم رفيعة، وله شعر منه القصيدة التي طالعها:
أمعلمها(3) على اسم الله حرفاً ... من الإسناد في طول المرامي
وتعزية أهل (قطابر) الغراء في القاضي عطية - رحمه الله - مشهورة، وأجاب فيها العلامة عبد الله بن محمد بن أبي النجم - رحمه الله تعالى -.
العفيف بن الحسن المذحجي الصراري
العلامة المحقق المحدث، العفيف بن الحسن المذحجي الصراري، صاحب (المختصر الجامع لمذاهب زيدية كوفان)، كان بـ(مكة)، وكان عالماً نبيلاً، وله عقب علماء.
__________
(1) سقط من (ب): عليه السلام، وتحت.
(2) في (ب): واجبات ذلك الجناب و …… أحد أعلام.
(3) في (ب): أمعملها.

عفيف بن منصور
السيد الكبير الإمام الفاضل الشهير العفيف بن منصور - رحمه الله - قال السيد شمس الدين: كان سيداً فاضلاً، زاهداً عابداً ورعاً، اشتهر بالعبادة والورع والزهادة، وبلغ في الورع مبلغاً لم يبلغه أحد، وذلك أنه كان يحاسب نفسه كل يوم في آخر نهاره، وكان من طريقته أن يكتب جميع ما يقع منه، وتصرف فيه، وكان عظيم الخوف من الله، يتوقع الموت في كل وقت، وكان له مروءة فائضة، ومكانة في القلوب، تُلتمس بركته في(1) الأقطار النازحة، وهو سبب(2) من انتقل من الأهل إلى (شظب) من(3) (وقش)، وكانت له كرامات واضحة كما يقال، يستسقى به القطر، وشوهد ذلك منه مراراً لا يقوم من مقامه حتى يمنح الله عباده ما سأله من المطر (المغيث، وسالت الأودية والشعاب)(4)، توفي بـ(شظب)، وقبره بالموضع المسمى بسهل (البون) بالقرب من قبر أخيه يحيى بن منصور - رحمهما الله -.
عقيل بن محمد
العلامة الفقيه، عقيل بن محمد، أحد مشيخة السيد يحيى صاحب (الياقوتة) و(الجوهرة)، كان عالماً فاضلاً - رحمه الله -.
__________
(1) في (ب): من.
(2) في (ب) زيادة: انتقال.
(3) من فراغ في (ب).
(4) مابين القوسين فراغ في (ب).

أبو علي بن الآموج الجيلي
العلامة واسطة الإسناد، حجة المذاهب، مفخر العراقيين، علي، ويقال: أبو علي بن آموج - بوزن فاعول بعد الهمزة ألف - الجيلي، المنالفحي، هو الشيخ المسند الكبير، ملحق الأصاغر بالأكابر، درة تقصار(1) الإسناد العجيب، وعمود سببه المتصل الغريب، أستاذه القاضي زيد، ومن تلامذته ابن أبي الفوارس توران شاة بن خسروشاه، وذكر العلامة المذاكر محمد بن سليمان بن أبي الرجال - رحمه الله - أن ابن أصفهان - رحمه الله - قرأ على أبي علي بن آموج /76/ المعروف بصاحب (التعليق) بكبلاته، وابن آموج قرأ على القاضي زيد الكلاري - رحمه الله - بـ(لنجا)، قال يوسف حاجي في تراجمه، دفن ابن آموج في تربة (مالفحات)(2) بجوار مشهد العالم الزاهد إسماعيل، وكان معاصراً للسيد أبي طالب الأخير الهاروني، وله حاشية على (الإبانة) وتعليق الفقه، انتهى.
علي بن إبراهيم الشرفي [903هـ - 1006 ه‍ ]
السيد العلامة الفاضل، علي بن إبراهيم بن علي المعروف بالعالم الشرفي - رحمه الله تعالى - هو أحد السادة المعروفين بالفضل، الموسومين بالخير، وكان السيد العالم، والسيد العابد الآتي ذكره، فرسي رهان في الفضائل، وذكرهما ملأ الآفاق، وكان السيد العابد قد رأى في النوم أنه نزل بالمسلمين خَطْب عينه في الرؤيا لم يحضرني ما هو، فهرب الناس، ونجا هو بنفسه معهم، وأما السيد العالم، فاشتغل بإطلاع الناس من مواضع الهلكة إلى النجاة، فعرض الرؤيا عليه، فقال: الأمر كذلك، أنت مشغول بنفسك، وأنا مشغول بالمسلمين.
__________
(1) تِقْصَار: قِلادَة. القاموس المحيط 431.
(2) في (ب): مالفحان.

111 / 182
ع
En
A+
A-