عبد الله بن يحيى بن المهدي [ - 893 ه‍ ] ت
السيد الإمام الكبير، ملحق الأصاغر بالأكابر، شيخ شيوخ العترة، ومفخر العصابة والأسرة، عبد الله بن يحيى بن المهدي الزيدي نسباً ومذهباً، شيخ كبراء العترة، وحافظهم، متفق على جلالته، تخرج عليه العلماء، وانتفعوا به، وهو [يعد] موئلاً للتحقيق، وبالجملة، فلا تفي عبارة بوصف حاله، وله كرامات وفضائل، وهو معروف بأبي العطايا، ومما قيل فيه:
أبا العطايا يا صلاح الهدى ... لا زلت في خير من الباري
توجاً تاج التقى والنهى ... وعارياً من حلة العار
من جملة تلامذته العلامة حافظ الإسناد محمد بن عبد الله بن الوزير - رحمه الله - والد السيد صارم الدين، قرأ عليه في علم العربية بمسجد نصير من ساحات القطيع بـ(صنعاء) /67/؛ لأن السيد عبد الله أول أمره أقام هنالك، ومن تلامذته السيد الإمام الحافظ صارم الدين مؤلف (الفصول). قال السيد العلامة أحمد بن عبد الله بن الوزير - رحمه الله - في عدده لشيوخ السيد صارم الدين ما لفظه: وكالسيد العلامة الإمام، ربانيّ العترة الكرام، الذي بشر به والده ولي الله الشيخ حسن بن محمود الشيرازي قبل وجوده، وأمره أن يسميه أبا العطايا، كما أمره بذلك الملائكة - عليهم السلام - صلاح الدين إمام علوم الاجتهاد... الإمامة الكبرى(1) بإجماع علماء عصره أجمعين، أبي العطايا عبد الله بن يحيى السيد المتأله الزاهد العابد، بن السيد الإمام العلم الولي الزاهد المهدي، بن قاسم الحسيني الزيدي، ثم أنشد السيد أحمد شيئاً مما رثاه به السيد الصارم - رضي الله عنهم وأرضاهم - وهو:
يا شيبة الحمد من أبناء فاطمة ... ويا بقية أحبار وأخيارِ
علامة العصر(2) فرد الدهر أوحده ... فلا يجاريه ذو علم بمضمارِ
محقق في فنون العلم مجتهد ... وأوحد في المعالي قارئ قاري
__________
(1) في (أ): الكبراء.
(2) في (ب): الدين.

إلى آخر ما أنشده - رحمه الله - توفي في سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة، وقال من ترجم له غير هؤلاء: العالم الشهير، الفاضل الكبير، درس في العلوم بعد الفنا سنة أربعين وثمانمائة نحواً من ثلاث وثلاثين سنة، وقبلها نحواً من نيف وعشرين سنة، وكان مجتهد زمانه وعالم أوانه، وأظن هذه الترجمة واضعها الإمام عز الدين بن الحسن - عليهم السلام -.
عبد الله بن يحيى بن شمس الدين [ - 973 ه‍ ]ت
السيد الهمام، العالم الكبير، الفاضل الشهير، جامع لعلوم سلفه، والمحقق لسائر العلوم الإسلامية، فخر الدين عبد الله بن أمير المؤمنين الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين بن أمير المؤمنين المهدي لدين الله أحمد بن يحيى بن المرتضى - عليهم السلام - كان من سادات الأسرة النبوية، ووجوه علماء العصابة الزيدية، ومفاخر الملة(1) المحمدية، له في كل علم سابقة أولى، ويد طولى، وهو من الكرام في ذروته العالية، فهو من هذا البيت الذي ارتفع وأناف، وأقر له الغر من آل عبد مناف، وكان مع هذا النسب الشريف والحسب المنيف متواضعاً، حسن المعاملة للمسلمين كافة، ولا ينزل نفسه الشريفة منزلتها التي يقضي بها المقامات والعرفيات، فإنه يعد من الملوك والعلماء، ولكنه رأى لباس السلوك أبيض لوجهه يوم القيامة، وأبقى له.
__________
(1) في (ب): الأُمَّة.

وله عناية بالعلوم، وكتب مسائل، وحرر تراجم لكثير من فضلاء الزيدية - رحمهم الله - وكان قد أراد شرح (المعيار) للمناسبة(1)، واشتغل بذلك، وحرر شيئاً مفيداً، ومما نقلته مما كان جمعه أنه ذكر عند كلام النجري - رحمه الله - في السُّبْحَة كلاماً رواه عن بعض من وفد إلى والده - سلام الله عليه - من الشافعية، وهو عبد القادر بن محمد بن عطية، فقال في حكاية ذلك: روى أنه لما دخل علي بن الحسين - رضي الله عنه - إلى يزيد بن معاوية، وقد هم بقتله، وجعل يكلمه يستنطقه بكلمة توجب قتله، فجعل علي بن الحسين - سلام الله عليه - يجيبه، ويدير سبحة صغيرة في يده، وهو يتكلم، فقال يزيد: لِمَ تدير السبحة(2) وأنت تكلم(3)؟ فقال: حدثني أبي، عن جدي أنه كان إذا صلى الغداة، وانتقل، لا يتكلم حتى يأخذ سبحة بين يديه، فيقول: اللهم إني أسبحك، وأمجدك، وأحمدك، بعدد ما أدير سبحتي، ويديرها، وهو يتكلم بما يريد من غير أن يتكلم بالتسبيح، وذكر أن ذلك مستحب له، وهو حرز له إلى أن يأوي إلى فراشه، ومن قال مثل ذلك، ووضع السبحة /68/ تحت رأسه، فهو محسوب له من الوقت إلى الوقت، فاقتديت به في ذلك، فقال يزيد: لست مكلم أحداً منكم إلا ويجيئني بما يفوز. وأطلقه، ووصله، والله أعلم. انتهى.
__________
(1) في (ب): شرح (المعيار) للنجري في المناسبة.
(2) في (أ): المسبحة.
(3) في (ب): تتكلم.

وكان السيد فخرالدين ابتدأ شرحاً على (نظام الغريب) في اللغة، ومن أحسن ما ذكر فيه حنشي رُطْبان - بالراء المهملة مضمومة بعدها طاء مهملة ساكنة بعدها باء موحدة من أسفل بصيغة التثنية - ورطبان المذكور، وادٍ في (حجة)، فقال السيد ما معناه: إنه واد فيه حنشان، أحدهما أسود، والآخر أبيض، يخرجان في فصل من فصول السنة على الاستمرار من مدة قدرها أربعمائة سنة من الهجرة النبوية، فإذا كان الأسود من فوق الأبيض، كانت السنة إلى الجدب، وإن كان الأبيض فوق الأسود، فالخصب أغلب، ويتمسح الناس بهما، ولا ينفران من أحد، وحديثهما عجيب.
وكان السيد فخرالدين عبد الله بن الإمام ابتدأ كتاباً على القاموس سماه (أكسير(1) الناموس)، وله شرح على قصيدة والده الشهيرة المسماه (بالقصص الحق)، أجاد غاية الإجادة، وأحسن غاية الإحسان، وأنبا عن إطلاع كثير، ومما أفاد فيه أن السيوف القلعية المشهورة في المغرب(2) منسوبة إلى قلعة (وادي ظهر)، وأن هنالك معدن حديد يقال: إن الجن تغلبت عليه، ثم كتب على الشرح في الهامش أن صنوه المطهر بن أمير المؤمنين استخرج المعدن، وفعل منه مرآتين لفرسين في الغاية، لكنه لا يتم إلا بمغرم يساوي المغنم، أو كما قال.
وله شرح على مقدمة (الأثمار) لا نظير له، جمع فأوعى، ودل على تضلع كثير، واطلاع باهر، ومما أفاد فيه أنه عام حجه لقي بعض سادات (العراق) من الزيدية - رحمهم الله - في الحرم عابداً(3) لا يأكل إلا من كسب يده، فكان ينسخ بالأجرة، وكان يومئذ يكتب لبعض الحنفية كتاباً أحسبه في المقالات، فذكر في ذلك الكتاب أن الزيدية طائفة من الشيعة يقولون ببعثة نبي بعد محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - فتعجب ذلك السيد الجليل من هذا البهتان، فدعا السيد عبد الله، وقال: يا مولانا انظر هذا الإفك المفترى، أو كما قال.
__________
(1) في (أ): كسر.
(2) في (ب): العرب.
(3) في (ب): عابداً صالحاً.

وله - عليه السلام - عدة رسائل، وأما النظم، فهو إمامه، وبيده زمامه، ومما شاع على الألسنة: أن الإمام شرف الدين - عليه السلام - على إجادته في النظم يُفضِّلُ(1) شعر عبد الله على نفسه، ويقول لا يعرض شعره عليه، وأرجوزته التي ذكر فيها محاسن (صنعاء) ورياضها، وهي معدودة في كتب العلم، أدل دليل على فضيلتي العلم والفصاحة، ومن شعره - عليه السلام -:
سقتني رضاب الثغر من كأس مبسم ... برقّته والله قد ملكت رقّي
ونحن بروض قد جرى النهر تحته ... فساقية تجري وجارية تسقي
ومن شعره:
صحا القلب عن سلمى وماكاد أن يصحو ... وبان له في عذل عاذله النصحُ
ولا غرو في أن يستبين رشاده ... وقد بان في ديجور عارضه الصبحُ
شموس نهار قد تجلت لناظري ... وأضحت لليل الغي في جلدي تمحو
إذا كان رأس المال من عمريَ انقضى ... ضياعاً فأنَّى بعده يحصل الربحُ
شباب تقضَّى في شباب وعره ... وشيخوخة جاءت على أثر تنحو
ومن شعره وأحسن كثيراً:
/69/ ناصية الخير في يد الأدبِ ... وسره في قرائح العربِ
فاعكف على النحو والبلاغة والـ ... آداب تَحْظَى بأرفع الرتبِ
وتعرف القصد في الكتاب وفي السنة من وحي خير كل نبي
بقدر عقل الفتى تأدبهُ ... وصورة العقل صورة الأدبِ
وله إلى والده - عليه السلام - وقد استجار به مستجير:
إني لأكرم من أبي سفيانِ ... لقرابتي في الطهر مع إيماني
فاجعل أمير المؤمنين كبيته ... بيتي وحصن جواره بأماني
وكان - رضي الله عنه - يجاري والده، واتفق من ملاطفاته ومتاحفاته أنه لما أخر عنه والده بعض بره المعتاد، ورزقه المجرى له، في سنة سبع وثلاثين وتسع مائة كتب إليه:
أيا والداً أربى وجودي بجوده ... وأصلاً نما في رأس دوحته فرعي
لما تمنعوني الصرف من غير علة ... ومعرفتي قد لازمت مانع المنعِ
وقد أذهبت تنوين فضلي إضافة ... ملازمة للاتصال بلا دمعِ
__________
(1) في (ب): كان يفضل.

وإني عبد الله والملك ملكه ... يصرفني في النصب والجر(1) والرفعِ
وبلغني(2) في أيام انقطاع معلوماته هذه أجر دسوتاً من النحاس من أهل المهنة بـ(صنعاء) الذين يحتاجون ذلك فقامت حاله بذلك، وتيسرت له الكفاية، فلم يشعر يوماً إلا وقد جاء نائبه، وقال: يا مولانا المستأجرون للدسوت أرجعوها، فسأل عن السبب، فلم يظهر له، فقال: سريعاً: أظن الإمام قد أذن بإجراء المقرر، وإنما أجرى الله لنا هذه المادة عوضاً مع الانقطاع، فانكشف له صدق ظنه.
وقد كان دخل (مكة) بأولاده وخدمه وأثقاله، كما حكى ذلك الإمام المهدي لدين الله الحسن بن حمزة بن علي بن محمد بن سليمان بن إبراهيم بن إسحاق بن سليمان بن علي بن عيسى بن القاسم بن علي بن محمد بن صلاح بن القاسم بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن القاسم بن إبراهيم الرسي الداعي في أيام المطهر، وكان فاضلاً كاملاً عالماً، قال: إنه كان عبد الله بن الإمام أراد الإقامة بـ(مكة) المشرفة، فسمعنا أنها وقعت معه مكدرات من قبل الأتراك، وبعض مراجعات من علماء (مكة)، فعاد بقضه وقضيضه إلى (الوعيلة) من بلاد (الشرف)، ومخلاف (بني هلان)، فهنيناه برسالة تركنا ذكرها، وقصيدة قلنا منها:
تشعشع نور من جهات المغاربِ ... وذلك من بدر بها غير غاربِ
فلما بدا منها على غير عادةٍ ... خجلنا وقلنا تلك إحدى العجائبِ
فقيل لنا ما ذاك بدر وإنه ... سنا وجه عبد الله لا من كواكبِ
أتى من جهات الشام من بعد ما قضى ... فرائضه في الحج من كل واجبِ
فخيم بين السادة الغر وانتقى ... بلاد بني هلان بين الأطايبِ
إلى آخرها، وهي أربعة وثلاثون بيتاً، فأجاب عبد الله بن الإمام بقصيدة ورسالة، قال في القصيدة:
سلام على نسل الكرام الأطايب ... حليف التقى والعلم زاكي المناسبِ(3)
أجل بني الزهراء فضلاً وسؤدداً ... وأصلاً كريماً من لؤي بن غالبِ
__________
(1) في (ب): الخفض.
(2) في (ب): وبلغني أنه.
(3) في (ب): المناصب.

هو الحسن البدر الإمام بن حمزة ... حميد السجايا من سما في المراتبِ
/70/ ونخبره أنا وجدنا بمكة ... وساحاتها الغراء نجح المآربِ
بها الكفر مقهور بها الحق ظاهر ... بها العدل منشور اللوا والذوائبِ
أقمنا بها ستين يوماً كأنها ... فراديس جنات الهنا والأطايبِ
أقمنا بها في المال والأهل والإخا ... وفي العز والإكرام من كل جانبِ
ملوكاً وإخواناً إذا ما لقيتهم ... فحاضرهم يغنيك عن كل غايبِ
ولم نرتحل منها ملالاً ولا قَلىً ... ولا صدنا عنها اختلاف المذاهبِ
ولا خوف مكر الماكرين وغدرهم ... ومن ربُّه يحميه ليس براهبِ
ولكنها الأوطان تطلب حقها ... وحق أب بر وحق الأقاربِ
وإنا من الرحمن نرجو عودة(1) ... وليس الرجا في الله منا بخائبِ
ومن محاسن شعره ما وجه إليه بكتب جده الإمام المهدي أحمد بن يحيى - عليهما السلام - وسنذكر أن التتمة للقاضي العلامة علي بن الحسين المسوري - رحمه الله -:
قبلته في فيه وهو نائم ... فقال قوموا طالبوا بالحدِ
قلت(2) له أفديك إني غاصب ... وما على الغاصب غير الردِ
قال نعم لو كنت غير نائم ... لكان غصباً يا قليل السدِ
قلت أفي الفقه قرأت قال لا ... أما ترى (الأزهار) فوق خدي
قلت وهذا (الغيث) فيْض أدمعي ... والغيث للأزهار معنى يبدي
و(البحر) - أيضاً - من دموعي حاضر ... إن شئت أن تقرأه فعندي
تيار سقي قد غدا بذكره ... لمن يجيء في الزمان بعدي
لي في هواك (مللٌ ونحل) ... اشرحها يوم اللقا بوجدي
عقائدي في حبّكم (قلائد) ... في عنقي نظمتها في عقدي
جعلت تعريضي لكم رياضة الـ ... أفهام من عواذلي في قصدي
وجهك (معيار العقول) إنه ... لضعف عقل قايسه يسدي
أما وجدي وانتقاد مذهبي ... خمس مئينٍ للرشاد يهدي
وسيرتي في حبكم جواهر ... ودرر تشهد لي بالرشدِ
وتاج علم أدبي أكليلة ... كتمي هواكم عن أناس لدِ
__________
(1) في (ب): عوادة.
(2) في (أ): فقلت.

قال بعض الفضلاء: إلى هنا نظم السيد فخر الدين - رحمه الله - ثم تممه القاضي العلامة(1) (علي بن) الحسين المسوري - رحمه الله تعالى - فقال:
و(غاية) الغايات شرحي حبكم ... و(منية السؤل) وحفظ العهدِ
وإن ترد (فرايد) الدمع على ... (قلائد) فضمها في العدِ
وادفع بها الأوهام واعلم أنها ... (أنوار) سهل الأرض بعد النجدِ/71
والحق إن رمت الهدى (منهاجه) ... فالزمه تظفر بالمنا والمجدِ
ورض سواد العين في (مكلل) ... و(تحفة) تنظر كزهر الوردِ
و(الكوكب الزاهر) قد جلا لنا ... منظومة فائقة في السردِ
وخذ (يواقيتاً) بها عجائب ... في حصر تصنيف الإمام المهدي
وشكر من أحيا القلوب ذكره ... أردف تعظيماً له بالحمدِ
توفي - رحمه الله - في (شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة) (2)، وقبره بمدينة (ثلا) المحروسة.
__________
(1) في (ب): ثم تممه العلامة القاضي الحسين بن محمد المسوري.
(2) ما بين القوسين سقط من (ب).

عبد الله بن يحيى الناظري
القاضي العلامة فخر الإسلام عبد الله بن يحيى الناظري بن محمد بن الناظري بن محمد بن أحمد بن خليفة بن الناظري بن محمد بن منصور بن محمد بن المعتق(1) بن جعدان بن علي بن الصياد بن الدقاق بن علي بن عبد الله بن جابر بن فاتك بن فيصل بن محمد بن زيد بن حنش بن نشوان بن منصور بن الأجعد بن عبد الله بن عروة بن مالك بن هلال بن عمرة بن يوسف بن الصماك بن معيار بن كعب بن سلم بن عمرو بن منصور بن شاور بن قدم بن قادم بن زيد بن عريب بن جشم بن حاشد الأكبر، كان القاضي المذكور عالماً جليلاً فاضلاً نبيلاً، له سؤالات إلى الإمام عز الدين بن الحسن - عليهما السلام - أجاب عنها الإمام، وتولى القضاء للإمام شرف الدين، وكان من أعيان الوقت وفضلائهم، وله خلاف ذكره صاحب شرح (الفتح) في مواضع، منها في باب المأذون في قوله: ويستويان في ثمنه، ومنها مسألة من ملَّك غيره الطلاق لم يصح منه التطليق بعد، ودار بينه وبين الإمام شرف الدين مراجعة كثيرة فيمن شرى لنفسه ما عينه له الموكل، وهي مسألة مشهورة تراجعا مراجعة كثيرة، وفيها دلالة على فضله - رحمه الله تعالى - قبره - رحمه الله - بـ(ثلا) عند مدرسة الإمام جنب المسجد من جهة الغرب، وعنده من العلماء اللوزي، والصعدي، والقاضي عبد الهادي الحسوسة(2) - رحمهم الله تعالى -.
__________
(1) في (ب): المعبود.
(2) سقط من (ب): الحسوسة.

أبو عبد الله اليمني(1)
أبو عبد الله اليمني المناصر، البطل المشهور، فارس الإسلام، المعروف بفارس يحيى بن الحسين - عليه السلام - كان من أعيان أصحاب الهادي - عليه السلام - وهو الذي روي عنه أنه قال: شهدت مع يحيى بن الحسين ثلاثاً وسبعين وقعة مع القرامطة، وكان يحارب بنفسه، قال: وإذا قاتل، قاتل على فرس يقال له أبو الحماحم، ما كان يطيقه غيره من الدواب؛ لا لسمن كان له، بل كان وسطاً من الرجال، لكنه كان قوياً شديداً، وكان يعرف بالشديد ، قال: ورأيته - عليه السلام - يشال برمحه رجلاً كان طعنه به عن فرسه ورفعه، فانثنى قضيب الرمح وانكسر، وهو الذي روى - رحمه الله - أنه كان يسمع الهادي إلى الحق يقول: أين الراغب؟ وأين من يطلب العلم؟ إنما يحبنا(2) مجاهد راغب في فضله فيحرما(3) عند الله لأهله، ولعمري إنه - أي الجهاد - لأكبر فروض الله على عبده، وأحق ما كان من تقدمة يده، ولكن لو كان مع ذلك رغبة في العلم، وبحث عنه، لصادفوا من يحيى بن الحسين علماً جماً. انتهت روايته.
عبيد الله بن جعد البارقي
العلامة المجاهد عبيد الله بن جعد البارقي، أحد أعيان الإمام الأعظم زيد بن علي - عليه السلام - ذكره البغدادي في عددهم.
عثمان بن عائشة
العلامة(4) المجاهد عثمان بن عائشة، أحد المجاهدين السابقين مع الإمام الأعظم زيد بن علي - عليهما السلام - ذكره /72/ البغدادي - أيضاً -.
عثمان بن محمد
العلامة الفقيه، السابق المجاهد، عثمان بن محمد، كان أحد الزيدية السابقين أيام الإمام أحمد بن الحسين - عليه السلام - وهو من قرابة يحيى بن حشيم(5). قال السيد يحيى بن القاسم - عادت بركاته ـ: إنهم أحد من حضر الدعوة، ومنهم من تولى القضاء.
__________
(1) هذه الترجمة غير موجودة في (ب) كاملة.
(2) في (أ): يجينا.
(3) في (أ): متحرياً.
(4) في (ب) زيادة: من اسمه عثمان وعزان وعز الدين.
(5) في (أ): حشم.

110 / 182
ع
En
A+
A-