عبد الله بن محمد بن أبي النجم
العلامة القاضي الكبير فخر الإسلام/55/ عبد الله بن ركن الدين محمد بن تقي الدين عبدالله بن ركن الدين(1) بن محمد بن عبدالله بن حمزة بن أبي النجم - رحمهم الله -. قد مضى ذكر جده تقي الدين آنفاً، وكان هذا وارث علومه، وهو الذي التبس عليَّ هل المراثي قيلت فيه، أو في جده - رحمهما الله -؟ من ذلك مرثيه عبد الله بن عطية بن أبي النجم التي أولها: تعزَّ وإن جلت خطوب بواترُ.. وقد مضت في ترجمة عبد الله بن عطية، (ولكن الأشبه بهذه المرثية أنها في هذا؛ لتأخر عبد الله بن عطية)(2)، ثم وجدت ذلك بخطي فوثقت به، ومن ذلك مرثية الشريف(3) السيد الأمير بدر الدين محمد بن علي بن أمير المؤمنين التي طالِعُها:
هو الدهر لا يرثى لحالٍ سليمة ... فيبرى ولو يوسى لطب كلومه
ولم أرَ كالإنسان يجزع للقضا ... ويبغي انتصافاً والزمان غريمه
ولم يزل هذا الاحتمال معي، ثم ظهر لي أنها في عبد الله بن علي بن أبي النجم الماضي ذكره، فليعرف هذا. والله أعلم.
عبد الله بن محمد بن أبي الرجال
العلامة الفقيه عبد الله بن محمد بن أبي الرجال - رحمه الله - كان عالماً بعلوم العربية والمنطق وغيرها من العلوم، وهو مصنف (أكسير الذهب) في النحو. قال البهاء العلفي - رحمه الله - ما لفظه: تألف فيه الفضل الواسع، وغدا علماً في عصره للعلم الجامع، نبراساً لعلماء الأدب، ثم ذكر له من التأليف (أكسير الذهب في علم كلام العرب)، قال البهاء - رحمه الله -: وتم له في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعمائة(4).
__________
(1) ليس في (ب).
(2) ليس في (ب): ما بين القوسين.
(3) في (ب): ... مرثية الشريف، ولكن الأشبه بهذه أنها في هذا لتأخر عبد الله بن عطية، السيد.
(4) في (ب): وتسعمائة.
عبد الله بن مسعود الحوالي [867هـ - 936 ه ]
العلامة الكبير شيخ الشيوخ عبد الله بن مسعود(1) الحوالي - رحمه الله - كان عالماً كبيراً متبحراً، ترجم له العلامة اللغوي عبد الله بن المهدي الحوالي - رحمه الله -. قال: وكانت وفاته في صنعاء اليمن، وقبره في (خزيمة)، في سنة ست وثلاثين وتسعمائة، وولد في شهر جمادى الآخرة سنة سبع وستين وثمانمائة سنة، وترجم له السيد الإمام الحافظ المرتضى علي بن أمير المؤمنين يحيى شرف الدين بن شمس الدين بن أمير المؤمنين، فقال: هو الإمام المجتهد العلامة، ذو الفنون والأخلاق الرضية، والعلم الكامل، سيد الفقهاء، وخيرة الشيعة، وإمام المعارف بلا مدافعة، شيخاه في علوم العربية وأصول الفقه: السيد الإمام الهادي، وأبوه سيد العترة، وقدوتهم المدرة، ومحيي آثارهم بعد الفترة، صارم الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن الهادي بن إبراهيم بن علي بن المرتضى - نفع الله بسرهما - وكفى بهما فخراً وعزاً وذكراً، ولم يأخذ عن غيرهما، سوى أنه قرأ (شرح التلخيص الصغير) على مولانا الهادي إلى الحق عز الدين بن الحسن - عليه السلام - وقال له الإمام: لا تظنن قراءتنا كقراءة السادة، يعني السيدين العلمين المذكورين.
عبد الله بن الإمام المطهر الحمزي
العلامة الكبير، الأمير الأجل، صلاح الدين عبد الله المفضل بن أمير المؤمنين المتوكل على الله المطهر بن محمد بن سليمان الحمزي - عليه السلام - كان من حسنات الأيام، ومفاخر آل محمد الكرام، جامعاً لكل فضيلة، شفيقاً على المسلمين، حائطاً لمذاهب أهله، حريصاً على نصرة الملة، قد جمع بين الفراسة والنفاسة، والقياسة والدراسة.
__________
(1) في (ب): مسعود بن الحوالي.
كذا قال مصنف سيرة والده /56/ قال: وله الذكاء والفطنة، وكان رأى والده قبل مولده أن تحت والدته - السيدة الفاضلة بدرة بنت محمد بن علي بن الإمام الناصر صلاح بن علي - نوراً، أو مثل النور، ففتش عليه فقال ذلك النور: أنا الطاهر، أنا الظافر، فاستبشر الإمام المطهر، وسماه عبد الله المفضل، وكان أحب أولاده إليه، وكان مولده في (المنصورة) بصعدة. ورأينا في بعض التواريخ أنه استمر على الإمارة بـ(ذمار) مدة، ثم نكث(1) على بدو(2) بني طاهر، وذكر في تاريخ السادة آل الوزير أن عامراً لما اشتدت وطأته، لم يأذن للسيد عبد الله أن يفارقه خوفاً منه. وله أشعار جيدة واسعة، إخوانيَّات، ورسائل، وحماسة، ونحو ذلك، ونتبرك بذكر قصيدته المسماة بالنفحات المسكية، والسمحات المكية(3):
أومى النسيم(4) يبلغن إذا سرى ... طرساً إلى صنعاء من أم القرى
بلد النبي محمدٍ ووصيّه ... ومقام إبراهيم أعراق الثرى
ومحل صفوته سلالة هاجر ... ونتيجة الشيخ الذي سن القِرَى
بالمسك مختوم(5) ومكتوب بذا ... ك السد والسرين(6) مازج عنبرا
وقد انطوى طيّاً على ما ينبغي ... من كان يسأل عن (سفر قد سرى)(7)
باغي رضا مولاه باذل نفسه ... في الله لم يلويه(8) تفنيد الورى
فتراه طوراً في الشواهق منجداً ... وتراه طوراً في المفاوز مغورا
يرمي به البلد الحرام على الدجا(9) ... (معلس)(10) موار اليدين إذا انبرى
فالرجل (يقعد)(11) ذاك والإخلاس مجـ ... ـلسه ومنبره إذا طال السُّرى
لما نعقه عن الذي يبغي الطوى ... ومقاطع (الأنواء مع وصل الثرى)(12)
__________
(1) في (ب): نكب.
(2) في (ب): يدي.
(3) في (أ): قالها في مكة.
(4) لم أتمكن من قراءتها في (ب).
(5) في (ب): مكتوم.
(6) في (ب): والنيرين.ظ.
(7) فراغ في (ب).
(8) كذا في (أ) و (ب)، والصواب: لم يلوهِ.
(9) فراغ في (ب).
(10) فراغ في (ب).
(11) فراغ في (ب).
(12) فراغ في (ب).
كلاَّ ولا مالت به سنة وقد ... وصل السهاد إلى (مساعدة)(1) الكرى
ومسايريه(2) جلهم قد نوموا ... فوق الرغام فهم كأعجاز ترى
فإذا(3) الهجائر مالت الحربَا لها ... ما مال للتهجير فيمن هجرا
وإذا أتاه المرجفون وقولهم ... قد يصدقن أباً وقد يتأخرا
ولقد تبادرت الطغاة لسلبه ... فأبى الإله وسل سيفاً أبترا
يا ليت ناظر من أظن به القضا ... حين اهترت فيما الحجارل أبصرا
غدرت وخانت(4) شعبة في دارها ... لما رأتني لا أقود العسكرا
فأتت لنا في الليل هاجمة لنا ... لم تدر شعبة أننا أسد الشرى
فبقى التحامل بيننا في معرك ... صعب وحمل من لعاكمه ثرى
ألفى البريق من الحجون كأنه ... ثغر يشابهه البريق إذا شرى
ومن العجيب تذكري في ساعتي ... خلا وإن لم تدر فالبادي درى
ومع ارتكاب البحر في طغيانه ... لم أنس من ملك الحشاشة واشترى/57/
في ساعة ينسى الفتى عن بعضه ... يا حاكم الإنصاف ما في ذا ترا
أمن النصيف(5) بأن تهنى شربه ... علميَّة ها تلك تحكي الكوثرا
__________
(1) فراغ في (ب).
(2) في (ب): ومساير..
(3) في (ب): وإذا.
(4) في (ب): فخانت.
(5) غير واضحة في (ب).
وهي طويلة، والقليل يشير إلى الكثير، قال في (اللآلي المضيئة): وأظنه مذكوراً في اللواحق - أيضاً - عند ذكر الإمام المتوكل على الله المطهر بن محمد بن سليمان، وكان أكمل أولاده، وأشهرهم شجاعة، وفصاحة، وصيتاً عبد الله بن المطهر، خلف والده على ولاية (ذمار)، ثم تغير ما بينه وبين أهل (ذمار)، وما بينه وبين بني طاهر، وجرت قصص يطول شرحها، حتَّى آل الأمر إلى أن أخرجوه منها، ودخل (صنعاء)، وأخذوا عليه من دروعه وآلة ملكه أشياء كثيرة، وفي خلال تلك الوقعات أخرب دائر(1) ذمار، وعُمِّر مراراً، فلما دخل (صنعاء) بأهله، لم يمنعه صاحب (صنعاء)، ولا أخذه بما فعل أبوه مع أبيه، فعجب الناس من صفح صاحب صنعاء وهو يومئذٍ محمد بن الناصر(2) بن أحمد بن الإمام المطهر بن يحيى، وعدّوا ذلك من مناقبه، وكانت دولة الإمام المطهر وولده على (ذمار) سبع عشرة سنة، فبقي عبد الله بن المطهر في (صنعاء) إلى أن ملك (صنعاء) عامر بن عبد الوهاب، وسيّره وأولاده مع من سيّر من الأشراف، وبني أسد إلى (تعز)، فأسكنهم هنالك، وتوفي عبد الله بتعز.
قلت: وحسبه دليلاً على الكمال(3) (الياقوت المعظم) الذي هو كاسمه، شرح به قصيدة والده الإمام - قدس الله روحه - فأتى بكل عجيب، فهذا الكتاب مما يدل على همّةٍ سامية، فهو وحيد في بابه، كما أن القصيدة المشروحة من غرر القصائد ودررها، وهي شهيرة مطلعها:
بالحرب قد عزّ حزب القوم من قدم
__________
(1) سقط من (ب).
(2) في (ب): محمد بن الناصر بن محمد بن الناصر بن أحمد بن الإمام.
(3) سقط الكمال من (أ).
(وقد رأى والده رؤيا دالة على نجابة هذا الفضيل، لم تحضرني عند الرقم، وله نباهة في العلوم، وإطلاع كامل، ولطال ما قيل: ابن عالم خير من متعلم سنة، وأما هذا فجمع بين الطارف والتالد وهو ابن عالم، وهو في نفسه عالم)(1) ومن مؤلفاته: كتاب (رياحين الأنفاس المهتزة في بساتين الأكياس في براهين رسول الله إلى كافة الجنة والناس) كتاب عجيب غريب - أحسن الله جزاءه - وما أحسن قوله في خطبة هذا الكتاب: أما بعد فإني نظرت إلى سيئاتي قد سوّدت الصحائف، وإلى حسناتي فلم أجد منها سالفاً ولا خالفاً إلا ما هو زائف، فضقت ذرعاً، وسؤت مرعاً، حتى نظرت إلى رحمة ربي، فوجدتها وسيعة، فسلّيت النفس بأن جعلتها ذريعة إلى عفوه وأي ذريعة، معتمداً على قوله تعالى: ?وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ?[الأعراف:156]، وقوله تعالى: ?لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ? [الزمر:53]، وقوله: ?وَلاَ تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ? [يوسف:87]، فقادني منها قائد اللطف الخفي، وساقني سائق التوفيق الوفي، وحداني حادي التسديد الشفي إلى التوسل إلى الله سبحانه وإلى رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - بلف مجه من لجّه مما أكرمه الله تعالى به لعل الله تعالى يشرح بها صدري، ويضع وزري، الذي أنقض ظهري، فتوكلت على الله، واستخرته، واستهديته - تقدس - واستعنته، وجعلت ذلك خمس مقالات:
المقالة الأولى: في خَلْقه - صلى الله عليه وآله وسلم -.
الثانية: في خُلُقه - صلى الله عليه وآله وسلم -.
الثالثة: في أسمائه.
الرابعة: في كراماته /58/ - صلى الله عليه وآله وسلم - في المعجزات وغيرها.
مبوّبة ثمانية أبواب:
الباب الأول: فيما أكرمه الله به قبل خلق العالم.
الثاني: بعد خلق العالم إلى آدم.
الثالث: بعد خلق آدم إلى أن ولد - صلى الله عليه وآله وسلم -.
الرابع: في ميلاده - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى بعثهِ رسولاً.
__________
(1) ما بين القوسين سقط من (ب).
الخامس: في نبوته إلى موته - صلى الله عليه وآله وسلم -.
السادس: من موته - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى أن تقوم الساعة.
السابع: من قيام الساعة إلى دخول الجنة.
الثامن: من ما له في الجنة من الكرامات.
فهذه ثمانية عدد أبواب الجنة، وحملة العرش، نرجو من الله وبركاتها الاستظلال بظل العرش، ودخول الجنة إن شاء الله.
الخامسة: في فضل الصلاة عليه وآله(1) وسلم، تَيَمُّناً بالخمسَة الأشباح، وتبركاً بالأيام المعدودات التي ذكرها الله سبحانه وتعالى.
وله - رحمه الله - ردود على المخالفين، وذبٌ بالحق عن الحق وأهله، وأجاد فيه(2)، وله شعر في معانٍ مختلفة، منها: المراثي ، أجاد فيها، وأحسب أن له قصيدة غراء يصف فيها قضيّة اتفقت له عام حجه، شَهر نفسه في سوق القتال، وجال في مجال الحرب الذي ينكبت عنه الرجال ومن شعره إلى جده وأهله يومئذ بها، وأظنها من طريق الحج والزيارة:
حي الغداة وأقرِ الحل والحرما ... عني السلام سلاماً زاده حرما
فالبيت فالحِجر فالأركان فالعلما ... فالمشعرين ببطن الواد فالأكما
وحي(3) عسفان فالأقواز منه إلى ... وادي العقيق إلى الحرات فالحرما
وقف بموارة الصبعين مقتبساً ... نور النبوءة ممن قد علا وسما
وقبّل العتبات الطاهرات لدى ... باب السلام وأم الجود والكرما
من النبي الذي ترجى شفاعته ... صلى الإله على من زاده شمما
ومن غدا في بقيع الغرقد النفر الـ ... ـبيض الوجوه سقوا من رحمة ديما
يا أهل يثرب أنتم معشر نجب ... لكم على الله كل الحق لا جرما
إذ سيد الكون أملا الخلق قاطبة ... بالحمد أمسى وأضحى بينكم علما
بها المنائح أما شئت تجذبها انـ ... ـقادت إليك وجلّى فضله البهما
__________
(1) في (ب): في فضل الصلاة عليه - عليه السلام -.
(2) في (ب): أجاد فيه.
(3) في (ب):
وحي عسفان فالأقواز منه إلى…هما قد بد منذر حيث سال دما
فالخيف فالشعب فالفرع المنيف إلى…وادي العقيق إلى الحراتِ فالحرمَ
يا سلم هل تتناسين الوداد لمن ... صفى لك الود يا سلماء واحتكما
حاشا وكلاّ وأنت العدل أجمعه ... لا سيما بمحب(1) طاف واستلما
يا حاملاً كلمات ناسبت حكماً ... قل للبنين لماذا شقوا الظلما
تيمموا حدة الحضراء لا بعدوا ... عنا وكان أبوهم يشتكي ألما
فأخذ(2) على هذا الأسلوب - رحمه الله - وله قصيدة يذكر الساحات الذمارية، والشعاب هنالك والأودية، ومصافحة يد الغمام لها، وأجاد، منها:
ديار الحي من كيفي(3) ذمار ... سألتك كيف حال /59/ الجانبين(4)
هل الودق الهتون سقى رباها ... وعم عراص بين الخافقين
أم الوسمي باكرها عهاداً ... فأدجن ثم أغبط كل عين
وهل وبل العوادي والنوادي ... سقاها من حريب إلى الحصين
إلى هضبات جنب(5) الشم ابنا ... عبيدة طيبين المنصبين
قلت: أضاف الطيبين إلى المنصبين مع بقاء النون كقول الشاعر:
رب حي عريدس ذي ظلال ... لا يزالون ضاربين القباب
وأبناء عبيدة المذكورون في شعره هم من بني سعد العشيرة من (مذحج)، وأمهم عبيدة بنت مهلهل بن ربيعة، نسبوا إليها، رجعنا إلى الشعر له - عليه السلام -:
إلى حُمات عنس أبي وهيب ... إلى شحاطها وإلى يمين
إلى أبناء منية آل سعد ... إلى الحقل الخصيب إلى رعين
وهل عمد المنيف وهل يفاع ... وهل شمسان عالي القبتين(6)
تحدر من شواهقها سيول ... يكتب من رعين في رعين
فيتمم قاع ذي هينان منها ... عباب أم وادي الملتين
وهي طويلة، وله أخ سيد فاضل عالم اسمه يحيى بن أمير المؤمنين المطهر بن محمد بن سليمان - عليهم السلام - حريٌ بإفراد ترجمة، وكان يلقب بالمختار، ومن شعره - رحمه الله - في ولدٍ(7) له اسمه محمد أرداه حصان في باب شعوب من (صنعاء)، فكتب إليه(8) بعض إخوانه:
__________
(1) في (ب): لمحبٍ.
(2) في (ب): وأخذ.
(3) في (ب): ديفي.
(4) في (أ): الجانيين.
(5) في (ب): حيث.
(6) في (ب)ك القنتين.
(7) في (أ): وولد له.
(8) في (ب): إلى.
ألم تعلما أن ابن عمكما ثوى ... قتيلاً بلا سيف ولا بسنان
وأم عبد الله المفضل المذكور السيدة العقيلة المطهرة فريدة وقتها، بدَرة بنت الإمام محمد بن(1) الإمام الناصر علي بن الإمام المهدي، وكانت من عجائب الزمان، تزوجها الإمام المطهر، وكانت أنفس الدنيا لديه، وله إليها غر القصائد، منها:
عجبت لمن قد حل قلبي إنه ... مذ حلَّه قد جَدَّ في تعذيبه
قد جَدَّ في تعذيبه بصدوده ... عني وما ذنب سوى ولعي به
ولعي بريم مولع ببعاده ... عني كما أولعت في تقريبه
وكذاك شيمة كل ريم في الفلا ... وظباء أنس الحي تستهدي به
ومعذبي يختار ظلمي وهو من ... قوم أقاموا العدل واشتهروا به
ملكوا الرقاب وذا تملك مهجتي ... عدلوا وجار فجاره من حوبه
هو مسقمي وهو الطبيب فمن يرى ... مثلي عليلاً من حياة طبيبه
وللإمام فيها قصائد عجيبة، ولما ماتت كثر فيها مراثي الفضلاء العلماء، كأحمد بن أبي القاسم النعمان، والسيد صلاح بن أحمد بن عبد الله بن علي بن محمد بن أبي القاسم، وغيرهم.
عبد الله بن موسى الحسني
/60/ السيد الكبير الهمام المقدَّم عين آل موسى بن عبد الله الكامل، فخر الملة، عبد الله بن موسى بن محمد بن سليمان بن محمد بن سالم الحسني، عالم بعلوم أهله، شهد الموالف والمخالف بفضله.
قال في (التحفة): كان فقيهاً بمذهبه، له طريقة مرضية، وكلمة مسموعة، قتله قومه ظلماً، وشلت يد قاتله، ومرض حتى مات، وله أخ جليل نبيل يعرف بخبارش، واسمه محمد، كان أكبر قومه سناً وقدراً، وفيه سماحة وخلق حسن، قتله - أيضاً - أهله ظلماً وعدواناً خوفاً منه أن ينقم بثأر أخيه، - رحمهما الله -.
__________
(1) في (ب): بن علي بن الإمام الناصر علي [وزاد في الناسخ] الناصر صلاح.ظن.
عبد الله بن موسى العنسي
العلامة الكبير المحدث، شيخ الشيوخ، إمام الإسناد عبد الله بن موسى العنسي الكوفي الحافظ، ترجم له السيد الصارم، وصاحب (المقصد)، قال: هو الكوفي الحافظ، شيخ البخاري، ومن كبار علماء الشيعة، وعلماء الزيدية، قال أحمد السلمي: كتبت عنه ثلاثين ألف حديث، كان ذا زهد، وإتقان، وعبادة، عالماً بالقرآن رأساً فيه، ما رؤي ضاحكاً، وهو أول من صنف (المسند) على تراجم الرجال. قال أبو داود: وكان شيعياً محترقاً، روى عنه الجماعة.
عبد الله بن المهدي بن الإمام يحيى بن حمزة
العلامة السيد السند الفاضل المؤيد للتحقيق عبد الله بن المهدي بن الإمام يحيى بن حمزة، كان عالماً كبيراً فاضلاً، ووالده المهدي من أجلاء الحسينيين، وكبراء العلويين - عليهم السلام - ولم يبق لعبد الله هذا عقب إلا من محمد، وسكن عقبه بـ(خيار) ببلاد (بني قيس)، وقد ذكر السيد عبد الله في تراجم أهله أن عبد الله بن الهادي - أيضاً - عقبه هنالك، والله أعلم.