وتوفي وقبرهُ(1) بـ(كحلان تاج الدين)، قِبلى البرْكة التي تسمَّى رحبة، مشهور مزور.
قلت: وذكر سيدي جمال الإسلام الهادي بن إبراهيم، في (المسائل المذهبة) وغيرها ما حاصله أنَّ الفقيه - رحمه الله - كان في مقام التدريس صحيحاً، فاستدعى بدوَاة وقرطاس وكتب وصيَّته لأولاده، حتى بلغ إلى ذكر(2) ما في المصحف من الحديث القدسي: ((إنه من لم يَرض بقضَائي، ويصبر على بلائي، فليتخذ له ربّاً سواي))، مات وانحط القلم في الكاغد، وذكر سيّدي(3) هذه القصَّة مع قصَّة موت الغزالي، فإنَّها من العجائب.
رجعنا إلى كلام شيخنا قال: وله رسائل عظيمة على المطرَّفيّة - أقماهم الله - منها (الرسالة المنقذة من العطب السَّالكة بالنصيحة إلى أهل شظب)، رأيتها بخطه، وقال: فرغت منها في شهر ربيع الآخر من شهور سنة ستين وستمائة، بالحصن المحروس (كحلان)، وله (الرسالة الداعيَة إلى الإيمان) وغيرها، وله (الإرشاد) المشهور في علم الطريقة والزهد، ومن الشعر المشهور عنه قوله، ويروى(4) أنه لأخيه.
قلت: لعله أراد المسعود بن عمرو، فإنها تروَى له وهي ثابتة في ديوانه:
إلهي ذا الجلال أرى القوافي ... تهزَّ بها العباد الناسَ هزّا
فمالي لا أهزّ جناب ملك ... تبارك ما أجلَّ وما أعزَّا
إذا اتخذ الأنامُ لهم كنوزاً ... جعَلتك لي من الحدثان كنزا
وإن سألوا العبادَ سألْتُ من لا ... أخافُ لديه عرضي أن يُرَزَّا
أشير إليه حاجاتي فتقضى ... ولو لم تسمع الآذان ركزا
واخضع في يديه فترتقي في ... جلالة مجده شرفاً وعزّا
إذا ما استنزل القرآن حزني ... به أيقنت أني سوف أُجْزَا
أعيذ بنور وجهك نور ديني ... وثوب جلالتي من أن يُبَزَّا
__________
(1) في (أ): وقبر.
(2) في (ب): حكر.
(3) في (ب): السيد.
(4) في (ب): ويرى.
ومن شيوخه في العلم، الأمير الكبير، شيخ آل الرسول، بدر الدين محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى - عليهم السلام - ومما ذكره القاضي عبد الله - رحمه الله - في ديباجة مؤلفه الذي سمَّاه (اللائق بالأفهام في معرفة حدود الكلام) بخط يده ما لفظه: ألَّفه(1) في حال التدريس(2) وقبل نبات اللحيَة، وكتب هذه النسخة وقد بلغ ستاً وستين سنة من العمر بـ(كحلان) المحروس سنة تسع وخمسين وستمائة. فمولده - رحمه الله - سنة أربع(3) أو ثلاث وتسعين وخمسمائة سنة، ووفاة المنصور بالله /34/ والفقيه في نحو إحدى وعشرين سنة؛ لأنها في سنة أربع عشرة وستمائة، والمشهور من أهل هذا البيت يومئذٍ العلامة عمرو بن مسعود الآتي ذكره، واشتهر القاضي عبد الله بزمن الإمام أحمد بن الحسين - عليه السلام - وهو أسنَّ منه - عليه السلام - بهذا القدر؛ لأن الإمام ولد سنة وفاة المنصور بالله - عليهم السلام جميعاً - أو في السنة التي قبلها، على اختلاف الروايتين.
عبد الله بن سليمان
عبد الله بن سليمان، صنو الإمام أحمد بن سليمان - عليه السلام - كان عالماً فاضلاً، من وجوه آل محمَّد، ولهم أخ ثالث اسمه يحيى، مقامه ذلك المقام، ذريَّة بعضها من بعضٍ - أعاد الله من بركتهم-.
عبد الله بن سليمان بن موسى
السيد الأمير عبد الله بن سليمان بن موسى، كان أميراً، خطيراً، عارفاً، مقدَّماً، متبوعاً، وله مواقف حميدة، وأدبيَّات، وإخوانيات(4) مع جلالة قدره، من ذلك ما كتبه - رحمه الله - إلى القاضي مسعود بن عمرو، لمَّا خرج لزيارة أخيه زيد بن عمرو، وقد بلغه أنه مرض:
أمسعود إن زرت الخيام فزارها ... من الغيث وكَّاف أجش(5) هطولُ
فرد على زيد السلام وقل له ... له الله مني بالوداد كفيلُ
__________
(1) ليس في (ب): ألف.
(2) في (ب): الدرس.
(3) في (ب): .. - رحمه الله - على هذا سنة ثلاث.
(4) في (ب): وأخويات.
(5) أجش: هو الغليظ الصوت من الرعد. القاموس المحيط 543.
(وما عاقني من زوره واعتهاده ... سوى أنه هذا النقيل طويل
عَسير علينا طلعُه وهبُوطه ... لأنيَ في هذا الزَّمان عليلُ) (1)
فأجابه القاضي ركن الدين بأبيات يقول فيها، وقد جاد المطر الخيام، وأجيبت دعوة الإمام(2) - رحمه الله -:
دعوتَ لنا بالغيث يا من هو الحيا ... إذا لم يرج للمرضعات فصيلُ
فكنت كموسى حين فجَّر بالعَصَا ... عيُوناً من الماء القراح تسيلُ(3)
ومالك تستسقي(4) الحيا لمنازل ... بهنَّ الحيا من راحتيك وكيلُ(5)
كرمت فلا حوض الندى بمكدَّر ... علينا ولا حوض السماح محيلُ
وجُدتَّ فأخلاق السحاب بخيلة ... بجنبك والبحر الخضم قليلُ
حنانيك يا فخر(6) الهدى ابقِ رحمه ... على المال إن المستقال يقيلُ
وكتب إليه القاضي ركن الدين وقد بعث الأمير له بشيء من العنبر:
بعثت بالعنبر الشحري تتحفني ... وطيب ذكرك عنه كانَ يغنيني
ما عنبر الشحر أو ما المسك ذو النفحات الثبتي إذا ما مر تصبيني(7)
(8)نفسي الفداء لفخر الدِّين مِن علمٍ ... للمجد والحمد والدنيا وللدينِ
ومما كتبه القاضي ركن الدين إليه، وقد صحبه إلى جبل (صباح)، ففرَّق الأمير عساكره للضيافة، ووجَّه القاضي ركن الدين إلى محلٍ وعر مع شدَّة برد:
لعمري لقد حزنا الجروم لأكلة ... طوينا لها ثوب الظلام على الجرد
ببيت يغشيها الهضاب على الوجا ... كمثل الوعول العضم تهوى على جرد
وقد كان أولى أن تصان وإننا ... نصون ثبات المدحجين عن العضد/35/
فحق علينا صون هذا وهذه ... بما جل من مال وما جلَّ من حمدٍ
__________
(1) ما بين القوسين ليس في (ب).
(2) في (ب): الأمير.
(3) في (ب): يسيل.
(4) في (ب): تستقي.
(5) في (ب): كفيل.
(6) في (ب): يا بحر..
(7) تصبيني: تشوقني، وتدعوني إلى الصِّبا، فأحن إليها. القاموس المحيط 1196.
(8) سقط في (أ): البيت التالي:
كمثل ذكرك إذ أمسيت من…بين الركاب ولا نشر الرياحين
عبد الله بن سليم الحضرمي
العلامة عبد الله بن سليم الحضرمي - رحمه الله - من أعيان أصحاب الإمام الأعظم زيد بن علي - عليه السلام - ذكره البغدادي - رحمه الله - في كتابه.
عبد الله بن عامر بن علي [ - 1061 ه ]
السيَّد الجليل العارف عبد الله بن عامر بن علي - رحمه الله - هو ابن عمّ الإمام القاسم بن محمد، كان سيداً متيقظاً، ذكياً فصيحاً، مجيداً في الشعر على منهاج العرب الأولى، كان شيخنا شمس الدين - رحمه الله - يثني على شعره، ويقول: السيد مُجيدٌ، وهو كذلك، ولم يظهر شعره إلاَّ في آخر أيَّامه، بعد موت ولده أبي تراب علي بن عبد الله، فإنه كثَّر فيه المراثي، وناح عليه بشعر كثير، ولعله كان يكتم شعره في مبادئ أمره، وكان له ثلاث خصال، استأثر بها:
منها جودة خطه، فإنه فائق عجيب، ومنها جودة الرماية بالبندق، فإنه كان أستاذاً (بارعاً)(1) في صنع الرِّماية(2) لم يسبق إليه، ويعالج البنادق، ومنها ركوب الخيل، كان وحيداً في ذلك، وأخبرني أنه لم يترك في تعلم الكتابة والرِّماية مجهوداً؛ حتَّى إنه بلغه أنَّ في مشهد الإمام أحمد بن الحسين رجلين، أحدهما يجيد الكتابة، والآخر يجيد الرمي، فبالغ في وصوله إلى (ذيبي)ن لامتحان الرجلين، فوجدهما كما وصف، لكنَّه فاق عليهما، ووقف بـ(ذيبين) أياماً على(3) رأي الإمام القاسم - عليه السلام - أرسله إلى عند القاضي العلامة الهادي بن عبد الله بن أبي الرجال، فاستقر عنده مدة، وكان لا يزال يحدث عن القاضي - رحمه الله - بعجائب من السعادة، ومطاوعة حيّي (حاشد) و(بكيل) له، وهو كذلك، فإنه ما اتفق لأحدٍ ما اتفق له، وكان والدنا القاضي العلامة علي بن أحمد صديق السيّد المذكور؛ لأنه - عادت بركته - تولى (وادعة)، والقاضي علي كان(4) يلي أمر القضاء كما ستراه في ترجمة السيد علي العبالي، وكان بينهم من التحاب والتواصل أمر عجيب، واعتنى السيَّد - رضي الله عنه - بالجمع بين (المنتخب) و(الأحكام)، وفي بالي أنه أراد التصرَّف بالاختصار لأحد الكتابين، وسمَّى الكتاب المذكور بـ(التصريح بالمذهب الصحيح) والاختصار الذي في ذهني، تحققته فوجدته في أسانيد (المنتخب)، تركها ولم يستحسن(5) الإمام المؤيَّد بالله - عليه السلام - ذلك(6) ومن شعره(7):
وكانت وفاته بـ(حوث)؛ لأنه استوطنها، واستوطن (هجرة الحموس) ببلاد (عذر)، وذلك في سنة إحدى وستين وألف - أحسبه في رجب منها - رحمه الله تعالى- (8).
__________
(1) في (أ): ينكر.
(2) في (أ): مالم.
(3) في (ب): عن.
(4) في (أ): ما كان.
(5) في (ب): يستحسن ذلك.
(6) ليس في (ب): ذلك.
(7) فراغ لما يقارب الخمسة الأبيات.
(8) سقط من (ب): تعالى.
عبد الله بن عبد الله الخراساني
العلامة عبد الله بن (1) عبد الله الخراساني الزيدي - رحمه الله تعالى - كان من عِليَة(2) أصحاب أبي الحسين(3) الطبري - رضي الله عنه - ونظرائه، وكان لهم (4) فضل مشهور، وطبقة عالية في الزهد، والعبادة، والقراءة، والفقه بالدين، وحبُّ آل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعداوة من أضاع لهم حقاً، وكان يسكن (حمدة) بالبون الأسفل، ثم صار إلى (مسور)، ثم آل أمره إلى أن نزل موضعاً من أعلى وادي (بيت شهر)، وابتنَى فيه صومعة يعبد الله فيها، ونزل هنالك بولده، ويقال: إنه مات هنالك - رحمه الله - والموضع الذي سَكنَه يعرف بـ(ضواض) - بضادين معجمتين - (وبهجرة)(5) آل أبي عبد الله (وله عقب، فيهم العلم والزهد، منهم سليمان بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عبيد الله)(6)، وقد سعد بصحبة عبد الله خلائق، وكان لا يأخذه في الله لومة لائم، وكان لا يتم معه ولا حيث يسمع كلمة(7) حيلة لمدلس ولا في الدين، ولا لمدَّعي قضاء بالباطل، ولا سلطان مفسد، ولا مموّه بالمحال، وروي أن المنصور بالله القاسم، بن علي كان يحب أن يعاضده، ويناصره، فإنه حكى الحسين بن يعقوب الزَّيدي - رحمه الله - أنه لمَّا بلغه زهد عبد الله، وعزلته، وأنه في شواهق الجبال، قال: والله ما تغنيه تلك العبادة شيئاً إن لم يأتِ بما فرض الله لنا عليه، وأمَّا ولده المهدي الحسين بن القاسم، فكتب كتاباً إلى الناس ليعرفوا فضله، وهو: بسم الله الرحمن الرحيم، سلام عليكم أيها الإخوة ورحمة الله وبركاته، وبعد. فقد كنا جاهلين لفضل شيخنا وسيدنا أبي محمد عبد الله بن(8) عبد الله - رضي الله عنه - حتى خبرناه، وتبيّن لنا أمره حين بلوناه، ولعمري لقد كنا بسياحته عالمين، وعن خشوعه لله
__________
(1) في (ب): بن أبي عبد الله.
(2) في (ب): جملة.
(3) في (ب): الحسين.
(4) في (ب): له.
(5) فراغ في (ب).
(6) ما بين القوسين ليس في (أ).
(7) في (ب): كلبه.
(8) في (ب): بن أبي عبدالله.
وهجرته(1) غير غافلين، ولكن تحقق عندنا أمره، وبان وظهر لنا فضله وخطره، وأنا أدين الله بولايته، وأتقرب إلى الله بمودّته، فمن كان يتعلق بولايتي، فليعرف حقه، ويعتقد ولايته، وحقيقته، وصدقه، ويجب على جميع المسلمين أن يعرفوا فضله، وقد عرفتم أيها الإخوة موضعه ومحلّه، وعرفتم هجرته إلى الله عز وجل ومنزلته، وقد وجب عليكم أن تنقذوه، ويلزمكم في حكم الله(2) أن تعينوه، فعليه مؤنة وعيال، وليس له نشب ولا مال، وهو مشتغل بطاعة الله ذي الجلال، قد شغله ذلك عن جميع الأحوال، فلما علمت ذلك، رأيت أن أعلمك بحاله، وانقطاعه إلى الله - عزَّ وجل - واشتغاله، فاللهَ اللهَ اعجلوا إلى ما يقربكم إلى الرحمن. انتهى
وكان عبد الله هذا من أشد الناس حرصاً على طلب العلم، والتواضع للعلماء، والصَّبر على المشقة، وبعد الشقة في ذلك، وكان من أقرأ الناس لكتاب الله - عز وجل- فأتى (مكة) في بعض حجَّاته، فقعد بين يدي قارئ الحرم، ثم سأله أن يستمع منه سورة، فقال: لا، فقال: عشر آيات، فقال: لا، قال: فخمساً، قال: لا، قال(3): فآيتين، قال: لا، قال: آية، قال: لا، قال: فنصف آية، قال: اقرأ، فلما قرأ بسم الله الرحمن الرحيم، قال: مرَّ في قراءتك، فاندفع يقرأ البقرة، فقرأ حتى انتهى إلى قوله، ?وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً? [البقرة:171]، فقطع عليه القراءة، وقال(4): أنت عبد الله بن أبي عبيد الله(5) الخراساني صاحب (اليمن)؟ قال: نعم، قال: قد عجبت، إنه(6) لا يذكر إلا شيء.
__________
(1) في (أ): وعن خشوعه وبهجرته.
(2) زيادة في (ب): سبحانه.
(3) ليس في (ب): قال لا قال.
(4) في (ب): فقال.
(5) في (ب): عبد الله.
(6) في (أ): إن.
وروي أنه كان بمجلس أبي الحسين الطبري بـ(صنعاء) للقراءة والمذاكرة في العلم، ثم إنه في بعض أسفاره إليه نشط إلى الرجوع إلى أهله ببيت (حمدة)(1) من البون الأسفل بعد إقامةٍ كانت منه، فلما انتهى في مسيره إلى رأس (جبل صليل)، ونظر إلى بيوت أهله، ذكر مسألةً بقيت عليه يجب السؤال عنها، وخاف الله في الجهر بها، فرجع من حيث بلغ إلى (صنعاء)، وما استحل أن يتقدم إلى أهله، فسأل الطبري عن المسألة، ثم انصرف.
وكان قوي القلب متيقظاً شجاعاً، بصيراً بعمل السِّلاح وآلة الحرب، رامياً تارساً.
وقد كان رحمه الله(2) حفر قبره بيده، فكان يبرك فيه، ثم يقعد فيه(3)، فيقرأ القرآن به، فقيل له: وما يدريك بأي أرض تموت؟ فقال: إني سألت الله(4) تعالى حوائج فقضاها، وهذه مما سألته، وأرجو أن يقضيها سبحانه، فمات هنالك، ودفن فيه، وكان إذا نظر إليه، قال: نعمَ البيت.
وحكي أن أمير (مكة) في زمنه كان يرسل إليه بهديَّة من ثياب فاخرة، فكان يبيعها، ويتصدَّق بأثمانها، فرأت امرأته في بعض ذلك قميصاً منها، فسألته بالله أن يهبه لها، ففعل، وقال: لولا ذكرك الله ما فعلت.
وروي أنه كان بمسجد (حمدة) بعشر ذي الحجَّة معتكفاً، فكان في بعض تلك الأيام وهو يذكر الله أقبل سائل فأعطاه ذخيرة أهله للعيد من الدقيق، فأرسلت إليه امرأته تطالبه بحاجة العيد من الطعام وغيره، فلم يلتفت إليها، فلمَّا أكثرت الرسائل، خرج يريدها، فبينا هو في الطريق إذ أقبل رجل يسوق دابَّة عليها حمل بر، ويقود كبشاً، ويحمل حوائح من حوائج العيد، وإذا هو رسول من علي بن أبي الفوارس اللغوي، قد بعث إليه بتلك الأشياء لعيده، فأقرأه منه السلام، وسلم إليه(5) ذلك، وأمر من قبض منه ذلك، وقال: اذهب به إلى كبيرة البطن.
__________
(1) في (أ): شهير.
(2) سقط من (أ): لفظ الجلالة.
(3) ليس في (ب): فيه.
(4) زيادة في (ب): تبارك.
(5) في (ب): عليه.
وحكي أنه - رحمه الله - كان يصلي الفجر بوضوء المغرب، وله نومة يسيرة عند الظهيرة، وكان له شعر، وممَّا نقل من خطه، ولعله من شعره:
مَن أحسن الظن بمعبودهِ ... جاد ولم يبخل بموجودهِ
من طلب الجنة من طالبٍ ... فإنها في بذل مجهودهِ
فليبلغ الطالب في جهدهِ ... ما يبلغ النجار في عودهِ
وروي أنه كمل قول من قال:
وإذا غلا شيء عليَّ تركتهُ ... فيعود أرخص ما يكون إذا غلا
فقال(1):
إلا الطعام فإن فيه حياتنا ... فإذا غلا يوماً فقد وقع البلا
وروى أبو الجيش بن العلاء الثمالي الزَّيدي، أنَّ بعض إخوان عبد الله أرسل له بورق؛ لينسخ له فيها أخبار الجمل وصفين، فكتب له فيها كتاب (الأحكام) للهادي(2) - عليه السلام - ومصحفاً فيه كتاب الله - عز وجل - وكتب إليه على بياضٍ ضمَّه إليهما ما لفظه: وأمَّا أخبار الجمل، فإنهم التقوا في يومٍ من الأيام، فافترقوا عن خمسة وعشرين ألف قتيل، وأخبار صفين، فإنهم التقوا أربعين يوماً، فافترقوا عن سبعين ألف قتيل، فهذه جملة الأخبار. انتهى
عبد الله بن عثمان النهدي
عبد الله بن عثمان النَّهدي - رحمه الله - ذكره البغدادي - رضي الله عنه - في رجال الزيدية.
عبدالله بن عثمان الأشجعي(3)
عبد الله بن عثمان الأشجعي من أصحاب الإمام زيد بن علي - عليه السلام - ذكره البغدادي - رحمه الله -.
عبد الله بن عطيَّة بن أبي النجم الحميري
العلامة البليغ الفاضل، قطب الدّين، عبد الله بن عطية بن أبي النجم الحميري - رحمه الله - من البيت الذي أشرقت علاليه، وأشرفت معاليه، كان عالماً كبيراً فاضلاً بليغاً(4)، وأظنه من أعلام المائة الثامنة، وهو صاحب القصيدة التي مطلعها:
أمعلمها على اسم الله حرفاً ... من الإسناد في طول المرامي
__________
(1) زيادة في (ب).
(2) في (ب): أحكام الهادي.
(3) هذه الترجمة ليست في (ب).
(4) ليس في (ب): بليغاً.
وله المرثية في العلامتين عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد(1) بن أبي النجم، وولده جعفر، ومطلعها:
تعزّ(2) وإن جلت خطوب بواترُ ... فما هانَ خَطْبٌ حيث حَلَّتْ عناصرُ
عبد الله بن علي بن يحيى بن القاسم
السيد العلامة، عبد الله بن علي بن يحيى بن القاسم بن يوسف الداعي بن يحيى المنصور بن أحمد الناصر بن الإمام الهادي إلى الحقِّ - عليه السلام - المعروف بالحجاج، جدُّ السادة آل الوزير، يسمَّى بالحجاج؛ لكثرة حجِّه إلى بيت الله الحرام، قال بعض أولاده: رأيت(3) في ألواح ضرائح آبائنا - عليهم السلام - مفضَّل بن عبد الله بن علي، فسألت سيّدي ووالدي علي بن المرتضى عن ذلك، فقال: اسمه الحجاج، ولكن يسمَّى عبد الله، كراهةً لاسم غلام ثقيف لعنه الله، وهذا لا معنى له، فالأسماء موضوعة.
وكم من سميٍّ ليس مثل سميِّهِ ... وإن كان يُدْعَى باسمه ليجيبا
عبد الله بن علي بن محمد بن أبي القاسم [ -829 ه ]
السيد العلامة، العابد العالم، عبد الله بن علي بن محمد بن القاسم(4) مصنف (التجريد). قال الإمام عز الدين فيما أحسبه: هو الفاضل العابد الورع، توفي في حياة(5) والده بصنعاء سنة تسع وعشرين وثمانمائة.
عبد الله بن علي بن محمد العباسي
العلامة الشريف، عبد الله بن علي بن محمد العبَّاسي - رحمه الله - كان عالماً كبيراً، قرأ على العلاَّمة يحيى بن محمد(6) بن محمد بن يحيى حنش(7) في مسجد (الغلاب) بصنعاء، (أصول الأحكام) و(شرح التحرير)(8)، وحضر تلك القراءة الشريف علي بن محمد بن علي من هجرة (سمر).
__________
(1) ليس في (أ): بن عبدالله بن محمد.
(2) في (أ): يعز.
(3) في (ب): ورأيت.
(4) ما بين القوسين ليس في (أ).
(5) فراغ في (أ) و(ب).
(6) ليس في (ب): بن محمد.
(7) في (ب): بن حنش.
(8) في (ب): التجريد.