عبد الله بن إبراهيم بن عز الدين
الفقيه العلامة الفاضل عبد الله بن إبراهيم بن عزَّ الدين بن علي بن داود الحييّ - رحمه الله - عالم فقيه، كان يعرف الفقه، والفرائض، والجبر، والمقابلة، والمسَاحَة، وكان لا يلحق في ذلك، وكان يعرف علم الأسماء معرفة متقنة، ويركب الأوفاق، ولها آثار، وكان كثير المحبَّة لآل محمّد - صلى الله عليه وآله وسلم - ناصر الإمام القاسم، فهدمت الدولة بيته، وضرب بالسياط، وحبس بمدفن، وأخرج لنكتة وقصَّة فيها ما ذكرناه من تركيب الأوفاق، وقبره في (الهجرة) في صروح(1) القبة (بعرثومان).
عبد الله بن أحمد بن الحسين المؤيدي
السيّد العلامة المتواضع الدَّمث الأخلاَق، عبد الله بن أحمد بن الحسين المؤيَّدي - رحمه الله - كان عالم وقته، وسيّد عصره، ووالده هو الرئيس المستماح، والجواد الذي يباري الرياح، وكانَ هذا السيِّد - رضي الله عنه - ممن تيسر له العلم وسخر له، كان يأتي في الإملاء بالعجائب والغرائب، مع أنه لا يشتغل بالدَّرس في /24/ اللَّيل، ولا يفتح الكتاب إلا عند الدرس، وعلق عنه الفضلاء، وصححَّوا قواعد، وقيَّدوا شوارد، وأنبل تلامذته السيَّد العلامة محمد بن عز الدين المفتي، وكان - رحمه الله - محيطاً بعلوم الاجتهاد إلا واحداً منها، قال: خفت أن يجب عليَّ فرض الإمامة، هكذا روي عنه، وكان عفيفاً زاهداً، وهو الذي عمر القنطرة النافذة من (قرية الدجاج) بقرب (صنعاء) إلى نحو (الحصبة)، كان يجمع هو وأهل بيته ما يحصل لهم، ثم عمرها، وهي من المحاسن، ولا تقوم إلا بمالٍ واسع، وكان من جلالة قدره لا يمر(2) العلامة أحمد بن معوضة الحربي - رحمه الله - بعد أن عمي وكفّ بصره من الطريق إلى مصلاه في مسجد داود إلا من وراء السيد، لا يمرَّ بين السيد والقبلة تعظيماً له وإجلالاً.
توفي - رحمه الله - (......)، ودفن بجربة (الروض) - رضي الله عنه -.
__________
(1) في (ب): صرح.
(2) في (ب): لا تمر العلماء.
عبد الله بن أحمد بن سلام
العلامة أبو محمَّد القاضي عبد الله بن أحمد بن سلام - رحمه الله - كان كامل الورع والعلم بارع الصفات، مرجوعاً إليه في العظائم، ولسعَة علمه وشحه وورعه، جنح إلى الحسن بن القاسم الداعي بن الحسن بن علي بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام - وكان ما كان من الداعي إلى إمام (العراق) الناصر الكبير، وذلك لأجل أولاد الناصر وعدم استقامتهم، وكان وثوق الناس(1) ورجوعهم إلى الشيخ أبي محمَّد، وآلت الأمور إلى السَّلامَة، وآضت القناة إلى الاستقامة.
عبد الله بن أحمد التميمي
العلامة الرئيس الفاضل اللسان البليغ، عبدالله بن أحمد التميمي - رحمه الله - أحَد رجال الزيدية في عصر الهادي إلى الحق وابنيه(2) - عليهم السلام - وله شعر، قالوا: وعدُّه في العلماء أولى(3) من عدِّه في الشعراء، وإن كان له شعر، فتناهيه في العلم، وعلوّ مكانه، قد أناف بقدره عن هذه الحطة(4)، وكان يقول الشعر الجيّد، قال الشيخ أبو الغمر: وأحسبه صاحب المسائل التي في تفسير آي من غريب القرآن وغوامض معانيه وهي كثيرة، سألته عنها (الإباضيَّة)، فسأل عنها الناصر لدين الله أحمد بن يحيى - عليهما السلام - فأجاب في ذلك الجواب المعروف بأيدي الزيدية اليوم، وهو من جلائل الكتب في علم التفسير؛ لأنه قد جاء في الخبر أنه كان يأتي نواحيهم من بلادنا هذه، (انتهى)(5)
ومن شعره يوم بيعة الناصر بن الهادي إلى الحق، وذلك في يوم الجمعة شهر صفر سنة إحدى وثلاثمائة، وكان يوماً مشهوداً(6)، أوَّلها:
نُصح المشيب أراح اللهو والطربا
ومنها:
إذا عدا(7) تخفق الأعلام عادية ... من فوقه وتظل البيض والشربا
لم يبق طاغ يكيد الحق معتمداً ... إلا هوى ونجا من خوفه هَربا
__________
(1) في (ب): الناس في ذلك.
(2) في (ب): وابنه.
(3) في (أ): أول.
(4) في (ب): الخطة.
(5) ليس في (ب).
(6) في (ب): مشهوراً.
(7) في (ب): إذا غدا.
بسط البنان إذا لم يبد شاتمه ... ماضي الجنان إذا حدُّ الحسام نبا
إذا ارتدى ابن رسول الله مُدَّرعاًً ... بحاد سيف أذل الجور والرتبا
دافعت عن فئة الإسلام حاسدها ... فما تركت له رأساً ولا ذنبا
أنت النجيب الذي اختار الإمام لنا ... كما أخاك لنا الهادي الرضا انتجبا
ذكرتنا سيرة الهادي وقمت بها ... وسرت فينا بعز الدين والحسبا
مكارم علويات نهضت بها ... سامي الحجا(1) تقفو الآباء والرتبا
ورثتها عن رسول الله لا خطلاً ... رجا عدوك أن تغتالها فنبا /25/
حطت البرية والإسلام متبعاً ... أفعال جديك تنفي الهم والكربا
لمَّا وهت عروة الإسلام قمت بها ... بساعدٍ لم يكن فحشاً(2) إذا ضربا
حفظت جدك في أقطار أمته ... هذا وسيفك يكلا العجم والعربا
جلست مجلس هادينا وصرت لنا ... حصناً وأدنيت تقريباً من اقتربا
الحامل العبء لا يسطاع محمله ... والتارك القرن بين الخيل مستلبا
عظيم هاشم والميمون طائره ... وفارس(3) الحرب إن محدورها رهبا
يزهو به منبر الإسلام إنَّ له ... فضلاً على الناس إن أثنى وإن خطبا
يكاد ينحاس بالكفار أرضهم ... من صولة ابن رسول الله إن قطبا
قرم تلافى به الإسلامَ خالقُنا ... بعد الضلال وقد أودى وقد خربا
أنت الخليفة للهادي الخليفة والـ ... حامي الذمار إذا سُمْر القنا سحبا
تزين (خولان) من حَوليك قاطبة ... وحي (همدان) تمضي دونك(4) القضبا
كن الإمام أمير المؤمنين كذا ... أراك تقدمهم في الله محتسبا
حتى تذل الأولى عزوا بذكركمُ ... جل العباد وجازوا الهزل والكذبا
وصيروا قَدَراً رَبّاً وخالقه ... كوني وقد قسم الأرزاق واحتجبا
نبرا إلى الله منهم من زنادقة ... للنار قد جعلوا أتباعهم حطبا
وأنت مهلكهم بالله معتصما ... حتى تبيدهم للنصر مرتقبا
__________
(1) الحِجَا: العقل، والفطنة، والمقدار. القاموس المحيط 1170.
(2) في (أ): فاحشاً.
(3) في (أ): والفارس.
(4) في (ب): حولك.
قوله: قدراً وكوني كلمتان للقرامطة القدماء من أسرار دينهم.
قال عبد الله بن عمر الزيدي الهمداني - رحمه الله -: يقول القرامطة لمن بلغوه بعد أن يأخذوا منه أحد عشر ديناراً: إن الآلهة سبعة، في كل سماء إله، وإن أولهم وأعلاهم هو الذي في السماء العليا يقال له: كوني، وأنه خلق قدراً وهو في السماء الثانية منه، وأن قدراً هو الذي خلق من تحته من الآلهة، وهم الحد، والاستفتاح، والجبال، وغيرهم من جميع الخلائق، وكانت هذه الألفاظ للقدماء منهم، وقد غيرها من بعدهم إلى ألفاظ قريبة منها، وذلك أنهم قالوا بدل كوني: سابق، وبدل قدر: ثاني، وفي بعض كلامهم: كوني وقدر سبعة أحرف، يدل على سبعة جدود علوية ينتهي إليها طبقات أفاضلهم، والسابق والثاني يقولان لهما الأصلان الأولان، ويقولون: هما العقل والنفس. والحد والفتح والجبال منها كالانبعاثات.
عبد الله بن أحمد الناصح [ - بعد 980 ه ]
الفقيه العالم البارع التقي الصَّالح عبد الله بن أحمد الناصح - رحمه الله - من العلماء الكبار، وهو صنو إبراهيم بن أحمد الراغب المقدم(1) ذكره، وكان من العلماء، وسمَّاه(2) بالنَّاصح الإمام شرف الدين - عليه السلام - وهو من مشيخة العلامة عبد الله بن مسعود الحوَالي، شيخ العلامة عبد الله العلوي، ووفاته بالطاعون، بعد ثمانين وتسع مائة سنة من الهجرة - رضي الله عنه -.
عبد الله بن أحمد الوردسان
الفقيه العالم الفَاضل عبد الله بن أحمد الوردسان - رحمه الله تعالى - أحد تلامذة المقراي، كان فاضلاً، ذكره في (التوضيح)، وهو الذي توجَّه إليه السؤال عن معنى النسبة إلى زيد بن علي في قولهم زيدية، وتولى الجواب شيخه المقراي - رحمه الله - ومن /26/ تلامذته سعيد بن عطاف القداري، شيخ الإمام القاسم بن محمد - عليه السلام -.
__________
(1) في (ب): المتقدم.
(2) في (ب): سماه.
عبد الله بن أحمد بن ساعد
العلامَّة القاضي الهمام الكامل، عبد الله بن أحمد بن ساعد، حاكم المسلمين، ذكره غير واحدٍ من المؤرخين، ممن ذكره الأهدل، وذكر صنوه الحسين، ولعلّي قد ذكرت الحسين، وشهرتهم ظاهرة، وولي بعضهم قضاء (صنعاء)، وبعضهم قضاء (ذمار).
عبد الله بن إدريس بن يحيى بن حمزة
السيَّد الهمام الفاضل، عبد الله بن إدريس بن(1) يحيى بن حمزة - عليهم السلام - قال السيد الإمام المجتهد عبد الله بن الهادي بن يحيى بن حمزة: كان عبد الله بن إدريس له معرفة صالحة، ودرية راجحة، فطناً ذكياً، بارعاً خطيباً، حافظاً للقرآن عن ظهر قلبه، كثير التلاوة، عظيم القيام لله، سكن (صنعاء)، وتوفي بها، ولا عقب له، وله أخ اسمه محمد بن إدريس، كان صالحاً فاضلاً، خطيباً يحفظ الأبيات النادرة الصَّالحة الشعرية، والحكم العجيبة الوعظيَّة، سَكن هجرة (حوث).
قلت: وهو والد الأزرقي - رحمه الله - صاحب (جامع الخلاف)، وللأزرقي أخ اسمه إدريس، عابد فاضل عارف، تعلق بالأسماء والأوفاق.
عبد الله بن الحسن
أبو الغنائم السيِّد العالم الفاضل النسَّابة عبد الله بن الحسن، قاضي (دمشق)، يكنَّى(2) أبا محمد بن أبي عبد الله محمد بن الحسن بن الحسين، ويعرف بالأحول بن عيسى بن يحيى بن الحسين، ويعرف بذي الدمعة، وبذي العبرة، ابن الإمام الأعظم زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام - هو إمام العلوم، وأحد حفاظ الزيدية ونسابهم، قرأ على الشريف الرضي بن الحسين بن المرتضى بن الهادي، وعلى الإمام الناطق بالحق أبي طالب، مما رواه عنه كتاب (الأحكام).
__________
(1) في (ب): بن أمير المؤمنين يحيى..
(2) في (ب): ويكنى.
قال أبو الغنائم: أخبرني به جماعة من ولده - يعني ولد الهادي - وغيرهم، منهم أبو طالب الهاروني الحسني، قال: أخبرني به يحيى بن محمد المرتضى، عن عمِّه الناصر عن الهادي، لأبي(1) الغنائم كتاب مبسوط في النسب الشريف، يزيد على عشر مجلدات، سمَّاه (نزهة(2) المشتاقين إلى وصف السَّادة الغرِّ الميامين).
قال بعض شيوخ الزيدية في تاريخه ما لفظه: لقي جماعة من النسَّابين، أخذ عنهم علم النسب، وسافر البلاد، ولقي الأشراف والعلويين، واستقصى أنسابهم.
قال الشريف أبو الغنائم: ثم أردت المسير إلى (دمشق)، فودعت الشريف أبا يعلى حمزة(3) بن الحسن بن العبَّاس القاضي المعروف بفخر الدَّولة، وكانَ إذ ذاك بـ(مصر)، فقلت وقت توديعي:
استَودع الله مولاي الشريف وما ... يحويه من نعمٍ تبقى ويبليها
كأنني وقت توديعي بحضرته ... ودعت من أجله الدنيا ومن فيها
قلت: وفي أهل البيت - عليهم السلام - نسَّابة - أيضاً - أبو الغنائم، لكنه حسني من ولد الحسن بن علي - عليه السلام - لقي ابن خداع النسابة، ومنهم أبو الغنائم حسيني من ولد الحسين بن علي - عليه السلام - (4)، هو محمد بن أحمد بن محمد بن محمَّد الأعرج بن علي بن الحسن بن علي بن محمد بن جعفر الصَّادق، نقيب عسكري(5).
قلت: وقولنا في نسبه قاضي (دمشق) هو صفة أبيه الحسن - رحمه الله -.
__________
(1) في (ب): ولأبي.
(2) نزهة عيون المشتاقين…
(3) في (ب): أبا يعلى بن حمزة.
(4) سقط من (ب): عليه السلام.
(5) في (ب): عسكره.
عبد الله بن الحسن الأيواري
العلامة المسنِد شيخ (العراق) عبد الله بن الحسن الأيواري الروباني - رحمه الله - هو من أساطين الإسلام، وسلاطين العلم الذين منهم يستماح ويستفاد، قرأ على الناصر للحق الحسن بن علي الأطروش، ولازمه، وقرأ عليه النصوص، ترجم له (1)يوسف حاجي الديلمي، وذكره(2) السيد العلامة أحمد بن مير الحسني القادم بـ(جامع آل محمَّد)، وهو أحمد بن مير بن الناصر بن مارسا بن المرتضى بن أبي زيد بن الحسن بن إسماعيل (بن الناصر بن أبي الحسين بن الداعي بن أبي يعلى بن خليفة بن أبي زيد أحمد بن إسماعيل الفتي)(3) بن القاسم بن أحمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن /27/ بن علي بن أبي طالب - عليهم السلام -.
قال السيد المذكور في إسناد المذهب الشريف: إن أبا العباس الحسني - رضي الله عنه - يروي عن عبد الله الأيواري ظناً من السيد أحمد بن مير، قال: خصوصاً في سماع نصوص الناصر للحق، والأيواري سمعها تحقيقاً من(4) الناصر.
قال شيخنا العلامة أحمد بن سعد الدين - رحمه الله -: قوله: إن سماع أبي العباس من الأيواري ظن لا غير، أقول: بل سماع أبي العباس من الأيواري هو حق اليقين، قال: وقد روى الأيواري عن جعفر بن محمد بن شعبة النيروسي، صاحب (المسائل النيروسيات) المنسوبة إلى القاسم، وروى النيروسي عن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، عن أبيه عبد الله بن الحسن.
__________
(1) في (ب): ترجم له - رحمه الله -.
(2) في (ب): ذكره.
(3) زيادة في (ب)، وفراغ في (أ).
(4) في (ب): على.
قلت: وقد يقع الوهم في النيروسي، فإن للأيواري تلميذاً هو أحمد النيروسي، شيخ علي بن الحسين الأيواري الذي قرأ عليه أبو جعفر محمد بن يعقوب جامع (الإفادة)، فتوضح لك أن أحمد النيروسي، قرأ على عبد الله الأيواري، وعبدالله(1) قرأ على جعفر النيروسي، وعلى الناصر، والناصر على(2) محمد بن منصور، ومحمد بن منصور(3) على القاسم الرسي - سلام الله عليهم -. ممَّن أفاد ذلك يوسف حاجي، وعبد الله الأيواري هو الذي حكى العلامة يوسف بن أبي الحسن بن أبي القاسم الجيلاني - رحمه الله - في بعض كتبه المصنفة عنه أنه قال: كنت حملت إلى الناصر شيئاً من الفواكه إلى (شالوس)، فامتنع من قبوله، فدنوت منه، وقلت: إن فاطمة - عليها السلام - قبلت من سليمان هديته، وأنت تمنع مما عملت فاطمة، وأخذت واحداً منها، وأدخلته في يديه حتى قبضه، وأخذه.
عبدالله بن الحسن الأفطس(4)
__________
(1) في (أ): وعبيد الله.
(2) في (أ): على ابن محمد بن منصور.
(3) سقط: ومحمد بن منصور من (أ).
(4) هذه الترجمة ليست في (ب).
عبد الله بن الحسن الأفطس، قال ابن عنبة: هو أحد أئمة الزيدية، وأمه على ما قال شيخنا العمري من النوفل بن عبد مناف، خرج مع الحسين بن علي صاحب فخ، متقلداً بسيفين يضرب بهما، وما كان فيمن معه أشدَّ منه ولا أشجع، وحَسن بلاؤه يومئذٍ، وقال: إن الحسين بن علي صاحب فخ أوصى إليه، وقال: إن حدث بي حدث، فالأمر إليك، وكان الرشيد قد حبسه عند يحيى البرمكي، فقال يوماً - بحضور جعفر بن يحيى - اللهمَّ اكفنيه على يد ولي من أوليائي وأوليائك، فأمر جعفر ليلة النيروز بقتله، وحزَّ رأسه، وأهدى به إلى الرشيد في جملة هدايا النيروز، فلمَّا رفعت المكنة عنه، استعظم الرشيد ذلك، فقال جعفر: ما علمت أن شيئاً أعظم لي من حمل رأس عدوك وعدوّ آبائك، فلما أراد الرشيد قتل جعفر بن يحيى قال جعفر لمسرور الكبير: بِمَ يستحل أمير المؤمنين دمي؟ قال: بقتل عبد الله بن الحسن بن علي بن علي بن عمه بغير أمره، ويلقب عبد الله الأفطس بالشهيد.
عبد الله بن الحسن الطبري
العلامة المهاجر(1) المجاهد، إنسان عين العلم، وأهل(2) فخر الملة، عبد الله بن الحسن الطبري - رحمه الله - أحد العلماء الراسخين، لقي الأئمة الكبار، وهو صاحب المسائل الستمائة التي أوردها على المرتضى لدين الله محمد بن يحيى، وأجاب عنها بالجامع للستمائة(3) من جملتها، وكلها غرائب.
__________
(1) في (ب): الماهر.
(2) في (ب): وأهله.
(3) في (ب): للست المائة.
وسألت عن الإمام يسلم بعد كمال صلاته. وفراغه منها، هل يقعد في موضعه وعلى مكانه فيسبح ويدعو؟ قال محمد بن يحيى - رضي الله عنه -: يجب للإمام إذا سلم من صلاته أن ينحرف يسيراً عن مقامه، ويدعو بما أحبَّ من دعائه، وكذلك رأينا السلف - صلوات الله عليهم - ورأينا الهادي - صلوات الله عليه - إذا سلم انتقل إلى جانب المحراب، حتى يخرج من وسطه، ويصير جالساً إلى حرفه، ثم كان - صلوات الله عليه - يدعو بما أحبَّ وبدا له، ثم ينصرف، وبذلك نأخذ، وعليه نعتمد، والله الموفق للصَّواب، والمعين على السداد. انتهى. ونقلت هذه لبُعد عهد أهل الزمان لهذه الكيفيَّة.
عبد الله بن الحسن الدواري [715هـ - 800 ه ]
القاضي الإمام العلامة المعروف /28/ بسلطان العلماء، عبد الله بن الحسن الدواري - رحمه الله - هو إمام الأصول والفروع، وترجمان المعقول والمسموع، لا أجد عبارة تفي بحقه، لكنه يليق بوصفه ما قال بعض علمائنا في (العراق) في العلامة على بن أصفهان: كان في عصره كالنبي (1) في أمته، أو كما قال، وما أحراه بما قال السيد العلامة الهادي بن إبراهيم بن علي بن المرتضى في وصفه، في شرح منظومته (الخلاصة) بعد أن أطنب في الثناء ثم قال:
وهذا خلاصات المسائل لم تكن ... عليَّ عزيز نظمها لك في شعري(2)
هرقت لها كأس الكرى بقراءة ... وبحث وتحقيق على العالم الصَّدرِ
هو القدوة العلاَّمة الحبر إنَّه ... ليبهر فضلاً كلّ علامة حبرِ
وقاضي قضاة المسلمين وسيّد الـ ... أكابر والشمس المضيئة في عصرِ
مؤيَّدة أقواله بأدلةٍ ... تقوم مقام النصر للعسكر المجري
هدانا إلى سبل الرشاد ولم يزل ... يبيح لنا وفراً يزيد على الوفرِ
جزاه إله العرش من (3) فيض علمه ... وتعليمه المشكور من أفضل الأجرِ
__________
(1) في (ب): ص.
(2) في (ب): الشعر.
(3) في (ب): عن.