أخبرني من أثق به أنه تحدث الأمير شمس الدين أحمد بن الإمام المنصور بالله في بعض الأعراض هنالك، فلما جرت بينهما محاورة قال له الرجل: هذا الإمام يعني حسن بن وهاس، فقال له على وجه الإنكار والاستهزاء: ومن هو الإمام؟ قال: حسن بن وهاس، فقال له كلاماً على وجه الزجر: دع هذا ...... ومعنى ذلك، ثم إن الرصاص كان يقتنص الناس لبيعة حسن بن وهاس ويتهددهم عليها، وعلى الجملة فما أعلم أحداً بايع الحسن بن وهاس طائعاً ولا معتقداً لإمامته بل تقية، وخيفة على روح أو مال، أو من يريد الدنيا يأكل منها بالاعتزاء إلى هذه الدلسه.
فأما ما يحتج به من بيعة الأمير الكبير العلامة شرف الدين الحسين بن محمد بن الهادي فإنه بايع مكرهاً؛ لأنه تخلف عن الإمام المهدي لوجع أصابه في مسلت، فلما استشهد الإمام خوف بالقتل فنزل إلى القوم فبايع بيعة لا تلزمه شيئاً ليتوصل إلى بلاده، وقد ذكر ذلك في رسالته بعد قيام أخيه الحسن بن محمد، ثم إن الرصاص سلط بعضاً من المتهتكين كابن غدير وشبهه، وأمرهم بأسر جماعه من العلماء والمسلمين في نواحي الظاهر، وأمر بتتبع كل من أمكنه من أولياء الإمام المهدي، وأمر الحسن بن وهاس بأموال الأشراف أهل ذيبين من آل يحيى بن حمزة في غيل شوابة، فمنها مال لأيتام مساكين وأرامل وضعوف وأموال قوم آخرين، وكان هنالك من التعدي والغشم ما لا يتسع له الكلام، وكان الناس في معظم الحطمة التي لم يسمع بمثلها.

قال الراوي: لقد رأيت الناس صرعاً عند خيمة الحسن بن وهاس يتضرعون إليه فلا يرحمهم، وعاث الناس في البلاد الظاهرية، فكان الصيد يأخذون الناس ليلاً ونهاراً، ويكشفون الحرايم، ويقطعون الطرقات، فلا يزعهم وازع، ولا يدفعهم دافع، وأقام القوم في محطتهم بالمزهرة أياماً ونهضوا قاصدين الجوف، فقصدوا الجوف وتلك النواحي، وصعدوا الجوف الأعلى، ونهضوا إلى صعدة وأقاموا أياماً، وجرى بين الحسن بن وهاس ومن يقول بقوله وبين آل المنصور عليه السلام من الاختلاف، وطلب الحسن بن وهاس أن يقبض حصن تلمص وبراش، وكانت ثم أمور حتى هم الأمير شمس الدين أحمد بن الإمام ومن يقول بقوله من إخوته ومن أهله ومن يتبعهم بالحسن بن وهاس وأصحابه، فلم تمض إلا الأيام القرائب حتى جرى من أمرالله تعالى ما لا يرد فتوفي الأمير شمس الدين بن أحمد بن الإمام المنصور بالله، وكان المقدم بعده الأمير الكبير نجم الدين موسى بن الإمام المنصور بالله فتوفي بعده بأيام قرائب، ومات من الأمراء آل وهاس الأمير المؤيد بن وهاس وأخوه سليمان، والعماد، وإبراهيم، وعبد الله أولاد وهاس، وأبناء سليمان بن وهاس، وتوفي الأمير الكبير شمس الدين بن أحمد بن يحيى بن حمزة بن سليمان، ومات في تلك الأيام من رؤساء العرب وكبارها عدة، ولم يلبث الرصاص بعد ذلك إلا أيام قرائب ومات في قرية حوث، فسبحان الحي الذي لا يموت.
رجع الحديث

ولما جرى على الإمام المهدي عليه السلام ما جرى وكان ابن عمه الأمير أحمد بن القاسم في حصن مدع ومعه الأمير قاسم بن يحيى بن القاسم بن عم الإمام في جماعة يحفظونه فتصنع أحمد بن قاسم حتى خرج من مدع، وأعد حتى وصل الموقر، ووثب بني وهيب فأخذوا حصن مدع، وحصن حلب، وحصن براش الطويلة، وأقاموا مدة قريبة، ثم وصل إليهم الأمير إبراهيم بن يحيى أخ الإمام لزيارة والدته ووالدة أمير المؤمنين وهم في حصن حلب، فأقام أياماً وجرى بينه وبينهم حديث في الحصون التي للإمام، فخاف من القوم واستنصر بقوم أهل حضور قريباً منه، وأوقع بالقوم واستصرخوا بالأمير أحمد بن يحيى بن حمزة، فأقبل بعسكره حتى دخل موضع يسمى المنار فعاثوا في الحصن وانتهبوا الحرايم، وعاثوا في القصر فانتهبوا ما كان فيه للإمام المهدي وأخذت خزانة عظيمة [159أ-أ]منها قريب من مائتي كتاب وآلات وبسط روميات وأثاث من القصر، وأمر الأمير الكبير أحمد بن يحيى باحترام والدة الإمام وابنة للإمام صغيرة وأخرجوهم، وأمر بخراب حصن حلب ذويب بنو وهيب على جوار الإمام اللاتي كن في حصن مدع فأخذوهن وسلبوهن وكشفوهن، وافتضحوا بين العرب في إخراجهن مكشفات، وأخذوا حصن مدع وما كان فيه من الشحن والعدة وغير ذلك، وسنوا للناس سنة في حصون الإمام من المشرق والمغرب إلا ما كان مع الأمير الكبير المجاهد المخلص أحمد بن محمد بن حاتم براش صنعاء وفده كان فيها رجل من المسلمين الثقات أهل صنعاء، أما الأمير أحمد بن محمد فإنه كفل أولاد الإمام الذين معه، وحفظ ما كان يخص الإمام عليه السلام من الأملاك، وعمل بمقتضى وصية أمير المؤمنين جاهد في سبيل الله من حصن براش سنتين متتابعة، وأوقع وقعات في أعداء الله من الباطنية والمجبرة، وكان شجا في حلوق الكافرين حتى أمر سلطان اليمن الملك المظفر بالمحاط عليه، وتقاصرت عليه الأحوال وكثرت النفقات، ثم آل أمره بعد حرب ثلاث سنين ونصيف إلى أن باع الحصن لما لم يبق فيه

إلا نفقة دون الشهر وخاف على من فيه من الحرايم والأطفال والمسلمين أن يهلكوا ضربة واحدة، ويضيع الحصن مع ذلك، فأخذ مالاً ورجع في هذا المال إلى فتوى من أمكنه من عيون العلماء، وكذلك الرجل الصنعاني فأما من عداهما فتعلل بعضهم بعلل واهية، وبعضهم لم يعرج بل باع ما في يده ورغب في الحطام، والحصون التي كانت في يد الإمام رضوان الله عليه براش صعدة، وتلمص، والقفل عند ظفار، وحقيل حصن ذروة، ومدع، وجاهلي حجة، وقنصاب، وشمسان، وجبل الحرام، وظفر، ونعمان، وذروان، وخراف، والموقر، والعرنوق، وبرش، والمنوبر، وهداد حملان، وجاهلي الحدم، ويفوز، وحلب، وفدة، وبراش صنعاء، وبراش الباقر، والكميم، وبكر منهم، وهداد الهان، والريفة، والصرواة.
أما براش صعدة فسلمه واليه للحسن بن وهاس وأعطاه شيئاً من المال، وكذلك تلمص أعطاه واليه الحسن بن وهاس بعد أن عرضه واليه على آل المنصور فكرهوا ذلك لأجل القفل وأخذ شيئاً من المال.
وأما مدع فأخذه بنو وهيب، وبراش الباقر غدراً وعدواناً.

وأما جاهلي حجة فباعه الأمير أحمد بن القاسم من السلطان الملك المظفر بعشرة آلآف دينار ملكية فيما بلغني، ونعمان أيضاً باعه بسبعة آلاف دينار ملكية، وقيضاب باعه واليه السلطان بثلاثة آلآف دينار ملكية، وشمسان أخذه السلطان بالحرب ودفع أجراً مالاً، وظفر أخذه بنو واشح وقتلوا واليه، والموقور والعرنوق وبرش وجبل الحرام قبض عليها الأمير أحمد بن القاسم، وجاهلي الحدم أخذه واليه الشريف قاسم بن جعفر من الأمراء أهل غربان، واستولى آخرا الإمام الحسن بن محمد بن الهادي وباعه من الأمير الكبير[159ب-أ] أحمد بن محمد بن حاتم من قيمة براش بقريب من ستين ألف درهم، وذروان سلمه بنو وهيب للأمير فخر الدين عبد الله بن يحيى بن حمزة، وحقيل ذروة بأيدي الأشراف آل يحيى بن حمزة إلى تعليق السيرة، وهداد والهان باعه واليه هادي بن عمر الكردي وأخذ قيمته عشرة ألآف دينار ملكية، والربغة باعها واليها الشريف منصور بن غانم بثلاثة آلآف دينار ملكية وأخذ قيمتها، والكميم باعه واليه مالك الخريف بنيف وعشرون ألف دينار ملكية أعطى الحسن بن وهاس شيئاً نيف وثلاثين ألف درهم وأخذ شيئاً، ووصل أولاد الإمام من ذاك بالشيء الحقير النزر، وأمثلهم حالاً الأمير الكبير المجاهد أحمد بن محمد بن حاتم فإنه رعى صنع أمير المؤمنين ووصل أولاده، وكذلك الرجل الصنعاني والي فدة وهداد، وحملان أخذه قوم من حملان، والصرراة أخذها أولاد الأمير صفي الدين.

قال السيد شرف الدين رضي الله عنه: فهذه جملة من سيرته عليه السلام إلى أن مضى شهيداً حميداً مجاهداً في سبيل ربه فصلوات الله عليه ورحمته وبركاته، وقد أعرضنا عن التطويل فيما علقناه وقصدنا الإيجاز فيما رويناه، فشيء مما شاهدناه كما رأيناه، وشيء مما رواه لنا الثقات، وشيء جمعنا فيه أصح الروايات، وربما نلاحظ المعنى فنقل اللفظ فيصعب جداً، ونحن نستغفر الله العظيم ونتوب إليه مما يخالف رضاه في جميع ما رويناه وعلقناه، ونسأله أن ينفعنا وجميع المسلمين بما وضعناه بحوله وقوته، وأن يلهمنا الإصابة لأحب الأعمال إليه فهو ولي الهداية، وبه أزمة التوفيق في البداية والنهاية، ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ومما قيل فيه عليه السلام من المراثي من ذلك ما قاله السيد العلامة شرف الدين واسطة الهاشميين يحيى بن القاسم بن يحيى بن القاسم بن يحيى بن حمزة رضي الله عنه:
لاَّ بكيت بدمع منك مهراق
لحادث حط في الدنيا بكلكله
أرخى جوانب أوراق ألم بها
لعل في الأيكة الغناء مطوقة
كما بكت لمصاب الفاطمي ضحى
سبعين يوماً على الأقطار من يحسن
يحذو الجنوب مدالج السحاب به
لا غيض الله دمعي بعده أبداً
يا عاذلي دعا عدلاً لمدكر
مرتل طاهر الأثواب قد سمعت
نما إلى الجوهر العلوي منصبه
لابن الحسين صبابة جعلت
هو الإمام بإحماع الأنام معا
أيختفي فيه أبها جل معفه
إن قلت فيه فلا مين ولا كذب
سل المنابر عنه يوم يقرعها
عن سيد يهب الدنيا فلا عدل
وفارس تقلق الفرسان هيبته
يهابه الموت إلا أنه قدر
لهفي عليه ولهف المسلمين معا
على المطهر من وصم ومن دنس
يا ضل سعي بني الدنيا لقد نبذوا
بكى على نزعه في رومر بحسن
كأن من طينة الفردوس عبقها
ما الدهر إلا عجيب في تصرفه
فيه المنايا يجوب الأرض طارقها
لم ينج منها أبو شيث ولو تركت
ولا سليمان والنكباء تحمله
أين الجبابر أم أين الأكاسر هل
تجرعوا من زعاف الموت كأسهم
وأهل بغداد ررموا يوم مصرعه

فابتز ملكهم خاقان وانقرضت
والموت غاية ذي روح وذي خلد
لم ينج منه النسور الضخم من لبد
وخادر تقبض بالأبطال نازله
ظلت حليلته في الغيل والهة
وأجفهت مكفهراً الوجه صهصلق
وكانس تقرير ظل برامة
أتاه مضطجر قاص فظلله
وما دار عصم في الربذ مسكنه
وأربد يحرق الأنياب من نصب
?
?
لحادث من خطوب الدهر طراق
في حالك من سواد الليل غساق
يا أبعد الله من خطب وأرواق
تبكي وتندد ورقا ذات أطواق
حور السحاب بأغياط وأغداق
يطبق الأرض جوداً أي إطباق
كالترك يخفر عن خوف وإشفاق
ولا بقي بعده في ظهرها باقي
أخلاق أزهر سامي النبت غيداق
إحسانه حيث لا يرقى لها الراقي
كأنه الشمس في ضوء وإشراق
أواصراً تنتمي منها بأعراق
تاج الفخار ومعنى كل آفاق
للوذعى بحر القول مصداق
ولا غلوا بإطراء وإغراق
عن هزبري إلى الخيرات سباق
يثنيه أو خوف إقلال وإملاق
إن قامت الحرب في يوم على ساق
من قاهر لجميع الناس حلاق
على المهذب في خلق وأخلاق
حامي الحفيظة في ذعر وإشفاق
ما أخذ الله من عهد وميثاق
يتلوه جود هزيم القطر دفاق
فدع أحاديث ذي طعن وإخفاق
لا يستقيم بمخلوق على ساق
جوب الصريم محيطاً كل آفاق
من نسله فوق ظهر الأرض من باق
وظله بحر في كل خفاق
وقاهم من قضاء الله من واق
وربقوا بعد تيجان بأرباق
مرام معطبه في القول لفاق
تلك المقامات من زمر وصفاق
وذي جناح وذي ظفر وإغلاق
ولا الأنوف سامي الزبد براق
هول الحمام بإرهاق وإذلاق
ورها عند حربت الشدق وحراق
جوب السراق قرنيص السد صعاق
فإضمانه كيوم عند أدماق
فخر ...... إخفاق ورفاق
أو أم حشف بذي سبب وطباق
جار ضئيل على الأيام مطراق
وقال السيد رضي الله عنه أيضاً:
ن لطرف العين من سهره
ولقلب لم يزل ولهاً
برهيش صايب جعلت
وكذا الدهر نائبة
كم رأينا من عجائبه
بينما ذا الملك مرتفعاً
في ظلال سجسج بهج
قد زهاه العجب فهو له
ليله لهو وضحوته
يتهادى بين ذي أشر
وشموع كالهلال بها
لو دعا الجوزاء لانحدرت
إذ دهاه الدهر عن كثب

فمضي ذكراً بسيرته
سلبوه التاج ثم دحوا
قال قوم إنها جدث
يرزح في قعر مظلمة
أين خير الناس من مضر
وأولو العزم الذين هم
أزلفوا للموت ثم حبوا
إنها الأيام هل تركت
أين صعب في مناقبه
وكذا الضحاك بل ضحا
وبنو الغطريف من أسد
وذهب من زرعه نفرا
وهرقلاً في بطارقة
وبنو حرب وإخوتهم
طنبوا في الردم ملكهم
واسأل الأيام عن خبر
من بني العباس أين هم
بزهم خاقان ملكهم
بعد أن تمت لهم حقب
فكأن القوم ما ملكوا
جل من هذا لحكمته
لم يدع ذا الموت ذا خطر
وحديث الوحش يهصره
لو تفادى الموت في أحد
أين من جبريل خادمه
بل أمير المؤمنين ومن
نقبض الرئبال في أجم
ويكفر في ذوي لبد
وفدينا ابن النبي بما
أحمد المهدي من خلقت
ملك تهمي أنامله
ملك بذ الملوك فما
حاز خصل السبق يوم حرا
لم يجل الوصم مبرزه
طال ما أحيا العلوم وما
طال ما قاد الجيوش إلى
أسد في الحرب ذو لبد
نصر الإسلام مطلعا
منهل للوفد ما نضبت
يهب الصهال معتذرا
وبرود الوشي قد رقمت
قسماً بالمشعرين وما
وبمن طاف الحطيم ومن
ما مشى فوق البسيطة من
كسليل القاسمين ومن
فابكه وانظم وقل حسنا
إنما الدنيا أبو دلف
فإذا ولى أبو دلف
غيب الله الزمان كما
?
?
ولمرقض بمنهمره
من رماة الدهر من ستره
ريقه الرقشاء في أطره
لجميع الناس في عصره
واختلاف الحال في هبره
فوق ديباج على سرره
يسحب الموش من حبره
سكر ما انفك في سكره
يقطف الوردي من زهره
وبطيف الكشح من عصره
منتهى المطلوب من وطره
في هزيع الليل من سمره
بغماس الفتك من بكره
عبرة عظمى لمعتبره
تحته الوعثاء من عثره
ومصر الناس في إكره
موحش لا بد من سفره
من صميم الغيظ ممتحره
مستقر الوحي في زبره
بصفي العيش عن كدره
حذرا للحد في حذره
وابن هاش الملك في بطره
وملوك الفرس من زمره
وذوو التيجان من أسره
ذا مقارنه وذا يهره
يسجد الأقيال في حجره
من بني الأعياض في بهره
واستباحوا الروم في زفره
تفرق الآساد من خبره
لك من ذكرى لمدكره
فغذوا للسيف من جزره

من حوافي الملك أو عسره
منه عالي الشأن من غرره
وعموم الموت من قدره
في ورد منه أو صدره
في قنيص العدو من حضره
لافتدينا الصم من عبره
في هزيع الليل منعكره
اقتفى المختار في سيره
وعتيق الطير في وكره
صاحب الآلاف من عمره
خلق الرحمن من بشره
هالة الإحسان في قمره
كسجال الدلو في مطره
أحد يرقى إلى خطره
وارتقى للمجد من صبره
عمره من مبتدأ صغره
عبد الرحمن في سحره
كوكب كالليل في بحره
نهج الأبطال في ظفره
ليس بالمفؤود في خوره
خسف المعروف من ثرره
وخصيب الجرد من حجره
بنظار التبر من شعره
في تلاع الخيف من جمره
قبل المصمود من حجره
بدو هذا الخلق أو وحضره
ختم المعروف في بشره
كفريد العقد من درره
بين باديه ومحتضره
ولت الدنيا على أثره
غاب خير الناس في صغره
وقال أيضاً فيه صلوات الله عليه:
ي الليالي جم عجائبها
غول يغول الملوك في غرف
ما فاز من كيدها لعزته
هل بعد داود وابنه عظة
تؤوب الطير والجبال إذا
ذاك ومن حمير مثامنه
ذوو الفخار القديم منا
شادوا بغمدان كل نائفة
تحمل ريح الجنوب عبقها
أو بعد صرواح في عجائبها
أو عرم الجنتين من سبأ
دهتهم في الظلماء داهية
فمرقت من سبأ غطارفها
ومن رأى نوبتي معين وقد
وسرقت الملك في براش
وفي ظفار الوادي المعتبر
ومن يلبس حلاً مكعبها
تلك صروف الزمان ما تركت
فاصبر لريب الزمان إن له
واذكر مصاب الإمام إن له
شمس سماء العلا وجوهرها
العالم العامل الجواد إذا
يستمطر الهندب الهزيم به
كأنما كفه براجمها
خير بني هاشم وسيدها
أشدها عزمة إذا سبكت
الواهب الضمر العتاق إذا
وكاشف الجور والعسوف وقد
حامي ثغور الإسلام لا ضرع
من باع لله نفسه كرما
أشجع من سار تحت خافقة
تشهد صنعاء أو شبام له
يوم هبوط الشهباء من كشر
أقبلت الريح بالعذاب ضحى
وشامخات لما دعى خضعت
تسعون حصناً مع النجوم بها
ذاك وكم طارق الوفود أتى
ورفقة عضها الطوى فمضت
فانكبت بالثناء ولو سكنت
رست عليه الصماء مرهمة
رامت حطام الدنيا فصار لها

راشت سهام الشقاوة وانعكست
ما راقبت حرمة النبي ولا
خادعها زبرج الجهام وما
ظنت بأن الملوك يخدمها
إن زخرفت فرقة بما نقمت
إذ حطها الله فهي زاهقة
فلا سقى الغيث من شوابة ما
هناك مات الإسلام بل سفكت
وجاد ذيبين جود سارية
وكل دفاقة غرابلها
وطفا تدنوا من الشناص لكي
لمعا لوجه لو كان لألأه
فانعم عليك السلام ما اختلفت
طهرك الله واصطفاك فما
?
?
تطرقنا بغته نوائبها
تصب من بحرها مصائبها
قيل ولا قط فات هاربها
أو غيره يبعيد صاحبها
هجس في نعيبه يخاطبها
هم في سماء العليا كواكبها
قيب أحسابهم ترتقى مناصبها
تحت وشاح الجوزاء محاربها
مسكية عطرت سحائبها
من مرمر كللت جوانبها
حين تناءت منها مآربها
مستفحلات عواربها
وعطلت بعدها مراتبها
أضحت قصور بيضاء تصاقبها
من غيلان قد رصدت نواصبها
أين مضى ملكها وحاجبها
عنها وبادت عنه كواعبها
حياً ولاذوا سطا يغالبها
سهام حكم تصمي صوائبها
زلزل من شمها مناكبها
نمته من فاطم أطايبها
غدت لأسلافه مناقبها
في الأزم إن لم تجد هيادبها
من كف عيسى المسيح لازبها
وفخرها جهرة وواهبها
من بأبيات الحلا يحالبها
ضن بها في الزمان راكبها اسحنككت برهة غياهبها
يفنيه إن سددت مذاهبها
لحطة لم يزل يراقبها
تنشر يوم الوغى ذوائبها
في حيثما جمعت كتائبها
فلم يؤب من حضور هاربها
فارفض من تركها مواكبها
وانقاد طوعاً لديه ناكبها
براش نجم الحصون ثاقبها
من فلوات طالت سباسبها
تهوي وقد أندعت ركائبها
أثنت لمعروفه حقائبها
بغياً ودبت لها عقاربها
في كل حال تتلى مثالبها
فيها ولم يخطها صوائبها
خلافة الوحي وهو صاحبها
صن بروق شيمت خوالبها
يعقد عن أمرها كتائبها
فقد بدا أخرا كواذبها
ببركات سارت عجائبها
حفته صرات أو ملاعبها
من مهجة المصطفى سنايبها
كل هزيم تالي يجاوبها
يحرص وجه الجنوب خاصبها
يسقى ضريح المهدي ساكبها
للشمس زينت به جوانبها
من كل ريح هبت جوانبها
نالتك من وصمه معائبه

50 / 56
ع
En
A+
A-