حمداً لله على سابغ إفضاله، وواسع نواله، وصلواته على محمد وآله والسلام على صاحب الكتاب الذي أضمر نفسه، وطامن شخصه، فإنه بلغنا كتابه منطوياً على موعظة وذكرى وأهلاً بمن أهدى العظات، ونبه من الموقظات، وإنما لو بدأ بنفسه فوعظها ونظر في أموره فقومها لكان وعظه أنفع، وتذكرته أوقع، قال الله تعالى: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون} وخطيب الأنبياء شعيب عليه السلام لما لم يأمن الريب وخشي في موعظته من ثلب أو عيب: {قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقاً حسناً وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب} فالوعظ من ذلك المخيم لا يخلو من أحد ثلاثة: إما أن يكون من الشيعة فهلا كانت الموعظة قبل رفض الإمامة، وارتكاب غارب النكث، وامتطاء مطية البغي، وإن كان الواعظ الأمير حسن بن وهاس فكيف تقبل موعظ من دعا إلى شق العصا، واصطفى من أدبر عن الحق وعصى، ألا فعل كما فعل سيد المرسلين عند نزول قوله تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين}، وإن كان الوعظ من الأمراء فهو كما قال ابن عباس لأهل العراق وقد سألوه عن نجاسة الباعوض: أتسألونني عن دم الباعوض وعندكم دم الحسين بن علي.
كيف يجري في هذا الميدان من لم تصح منه أصول الأحكام الإسلاميه حتى يكون حاكماً على الخاصة، وطاعناً في السيرة الإمامية، فأما سؤاله لربه تعالى أن يوفقه لجمع الكلمة وإطفاء ثائرة الفتنة، فلولاه لخمدت نارها، وتوارى أوارها، وهل في الفتنة أكثر مما فعله في شت الشمل، وفرق الكلمة أعظم مما ذهب إليه وانتحله، {ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنه سقطوا}.
وأما قوله: إنك قد أقتعدت غارب الخلافة، ونصبت نفسك في مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكذلك أنا لخصال اجتمعت وكملت، وتأييدات من الله نزلت، وسحائب نصر من لديه سبحانه هطلت ، وصاحب الكتاب ومن معه ممن عجم عودها، وشهد وعدل شهودها، ولم تكن بغتة ولا جاءت فلتة، بل اجتمع عليها الخاص والعام ، وتفيأ في ظلها الأنام ، ورعى في روضها سوام الإسلام، وتكلم فيها خطابهم، وشحن من فضلها أدباؤهم بالنظم والنثر بطون الدفاتر حتى قال فينا أميرهم الذين يتفيأون في ظله ويطلبون من فضله[144أ-أ]:
ضاء على الإسلام نورك وانجلى
وقد علمت آل النبي محمد
وأنك لا وان ولا أنت طايش
رضيناك للدنيا، والدين فارتفع
?
?
بوجهك ليل الهم واتضح الدهر
بأنك أنت الفلك إما طغى البحر
ولا مضمر سر الحقود ولا وعر
على النجم مسموعاً لك النهي والأمر
وأما قوله: إن على الخليفة أن يقفوا أثر المستخلف إلى آخركلامه في هذا المعنى، فمتى لم نقف أثر المستخلف بالأمس أم الآن؟ فإن كان بالأمس فأيدينا كانت واحدة، وسيرتنا كانت واحدة، ونصرتنا واحدة، وإن كان اليوم فمتى استحدثنا حدثاً غير ما كنا عليه، ولا سننا سنة غير ما دعونا إليه، وصاحب هذه الرسالة إما أن يكون قائلاً بإمامة المنصور بالله عليه السلام، أو غير قائل، فإن كان قائلاً بها فنحن آخذون دون ما أخذ ومتخذون من الولاة فوق ما اتخذ، وإن لم يكن قائلاً بها فهو عليه السلام لنا قدوة، ولنا به أسوة كذلك من مضى من أئمة الهدى فإنا ماسلكنا إلا منهاجهم، ولا قفونا إلا أدراجهم، وهلم إلى إيضاح الدلالة على هذه المقالة، هذ إمام الأئمة وواسطة عقد العترة الطاهرة الهادي إلى الحق عليه السلام طلب من أهل صنعاء عند خروج بن فضل الملحد ربع أموالهم إفرازاً ومقاسمة ليدفع بها إلى كيد عدوهم، وذكر عليه السلام أن الإمام يجب عليه أن يطلب المعونة من المسلمين عند خوفه على الإسلام، ومتى ترك ذلك كان مخلاً بواجب على أنا نقول: إن كان السائل من هذه السيرة وهو الأمير حسن بن وهاس فليسأل في محضر جامع عن إمامة المنصور وحسن سيرته فإن قال بصحة إمامته وحسن سيرته ففي ذلك لنا جواب، وإن حجم في الجواب وروى للحاضرين وجوه الخطاب كان لهم في ذلك كفاية.
فأما الآية التي ذكروها وهي قوله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون} فهي واقعة على من تنكب طرق ما أمر الله فيها، ونحن قد عدلنا وجار غيرنا، وأحسنا وأساء غيرنا، وأتينا القريب وقطعه سوانا، ونهينا عن الفحشاء والمنكر وارتكبه غيرنا، ولم ينه عنها سوانا، فأساء البغي فلو وفق صاحب الكتاب إلى الصواب ما أورده هل الباغي من خرج على إمام الحق أم من بذل مهجته في صلاح كافة الخلق، قال الله تعالى: {ومن يكسب خطيئة أو إثماً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً}.
وأما إنكارهم علينا في السيرة فما علمنا إنكاراً تضمن رداً عن قبيح فعلناه، ولا جرم اقترفناه، وإنما كنا نتناظر في الآراء والاجتهاديات، وعندنا وعند غيرنا من الأئمة عليهم السلام أن اجتهاد الإمام حاكم على اجتهاد غيره ورأينا أولى بالاتباع من رأي غيرنا، وله أن يرجع إلى رأي غيره في الآراء دون الاجتهاديات.
فأما قوله: إن السفراء جاءوا باذلين بحكم الكتاب، والعمل على أوثق الأسباب، فهل رجع السفراء من جهته بجواب، أو شفاهم محاور بخطاب إلا إن يكون …… السراب، والخروج من باب إلى باب، بل خالفوا في ذلك السنة، وعدلوا إلى مطرودة الصوارم والأسنة.
شعر:
علتم حجة الدعوى مطهمة
?
?
جرداً ومطرودة تصمي نواحيها
فكيف تجوز علينا أو على عاقل هذه التمويهات.
فأما قوله: لم نشعر حتى صيح بإهدار العلماء على رؤوس الأشهاد، وعثرنا على كتب سارت في البلاد فلم يقع الإهدار إلا لجماعة نبذوا الإمامة، وخرجوا من أحكام الزعامة، وتسللوا لواذاً، وطلبوا مدخلاً ومعاذا، وكتبوا الرسائل، واتبعوا لهذا الدين الغوايل، وبثوا الدعاة في الآفاق لاستطاع رؤوس العناد والشقاق، وما فعلناه في هؤلاء إلا دون ما فعله آبائنا عليهم السلام فيمن بغى عليهم، وسار معسكر إليهم، فأما ساير العلماء والأخيار فما كدرنا لأحد منهم شرباً ولا روعنا له سرباً، ولا غيرنا له قلباً، وقد أكثر المرسل في كتبه ومحاوراته لنا ولغير ما تلفظ العلماء يظهر بذلك عموماً ليوقع في قلوب الناس ظنوناً ووهوما، وليس الأمر كذلك وإنما أولئك ثلاثة لم يختصوا بهذا النعت دون علماء الأمة، وجماهير العلماء وكبارهم لم يروا بمثل رأيهم، ولا أصيبوا بدائهم.
فأما قوله: عاد ما سبق من المواعيد هباء منثوراً، فالمخلف للميعاد من سعى في الأرض بالفساد، وشبب نيران الشقاق والعناد، وأعلن بظلمنا في المحاضر، وجمع لحربنا العساكر، وفرق الجماعات، وقطع الجمع، وتوصل بالخدع إلى محدثات البدع.
وأما قوله: لم يبق للكل إلا الرجوع إلى كتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واحتجاجه بقوله تعالى: {يايها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} فنحن نقول: إن هذه الآية احتجاجين ذكرت أحدهما، وألغيت الآخر تورية للحق، وتأويلاً في الصواب، أليس أول الآية هو الأمر بطاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر، فأين ذهبتم بطاعة أولي الأمر؟ هل من طاعته منازعته، ومن وجوب متابعته مخالفته، ظاهر الآية يفيد أن المنازعة بين المؤمنين وهو حاكم لا بينهم وبين أولي الأمر؛ لأنهم في أول الآية مأمورون بثلاث طاعات، وضمير المنازعة راجع إلى المخاطب في أول الآية، وهم المؤمنون دون من أمروا بطاعته على أن المترجم لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم إنما هم الرجال، وهل أحد أحق بترجمة الكتاب من الأئمة السابقين، والهداة المستحفظين، ونحن نقول: هلم إلى حكم الكتاب، والسنة على الوجه الذي أوحاه الله تعالى على مثلكم لمثلنا من المواصلة، والمباحثة والمكاتبة والمراسلة، فلو كنا في مبتدأ دعوة وجب عليكم المسير إلينا لإجابة الواعية، وتأدية الفريضة فكيف في إمامة قد شهدتم بثباتها، وأعلنتم من شأنها، وصرتم إليها طائعين، وأعطيتم صاحبها صفقة أيمانكم مبايعين، وسرتم تحت ألويته مشايعين، بايعتما بالحجاز ونكثتما بالعراق فما عدا مما بدا كما قال علي عليه السلام في طلحة والزبير.
فأما قوله: إن وقعت الألفة واجتماع الكلمة فذلك ما كنا نبغى، وإن تكن الأخرى أخذ كل لنفسه من الوثيقة ما تثبت به قدماه بين يدي الله سبحانه فنقول: إن طريق الألفة هو ما أتيناه، وكنا عليه مجتمعين بالأمس من الاجتماع، وكل منا أمن من صاحبه، فإن اعتل أخذنا بمخافة بدلنا له من الوثائق ما يأمن به من دون تحكم علينا فنحن بمخافة بدلنا له من الوثائق ما يأمن به من دون تحكم علينا فنحن الحاكمون على الناس هذه طريقة من يريد السداد، ويسعى في رأب الصدع، وجمع الشمل لا ما ذكره صاحب الكتاب هي حالة المشاجرة لا حالة المراجعة والمناظرة، وظاهر ما هم عليه من الأجلاب بالعساكر، والمشاقه لإمام الحق، والاستعانة بأهل دار الحرب يدل على أن المقصود غير هذا الشأن لبث قليلاً تلفح الهيجاء بحمل سيطلبك من يطلب، ويدنو إليك ما يستبعد، متى ألفيتنا عن اللقاء ناكصين، وبالسيوف مخوفين.
فأما الميعاد لثلاثه أيام فهو ميعاد من أعجب بنفسه، واغتر عن يومه بأمسه.
وأما قوله: كيلا تتجاذب أهداب هذه الدعوة، ويضرب بعضها بعضاً على غير بصيرة فالبصيرة التي كنا عليها وأنتم معنا بالأمس نحن باقون عليها نقاتل بها الآخر كما قاتلنا بها الأول فمن ارتاب فليتبصر بما قلناه من وصول المراجعة، ومباحثة المراسلة، فلسنا ممن يكره الحق ولا يرد الصواب بل نحن دعاة ذلك وأهله، ونحن ندعوكم اليه، ونشهد الله عليكم إن تأخرتم عنه: {قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بإنا مسلمون ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب أليم}.
وصلى الله عليه وآله وسلم.
ولما ظهر للخاص، والعام ما يحاولونه فلم يبق عند كل منصف شك في نكثهم لبيعته، والبغي عليه، والخروج لحربه كما قد كان، قال بعض علماء الشيعة في هذا المعنى شعراً:
ا أنت أول ما خانت بطانته
هذا علي وهذاك ابنه حسن
إن يسعدوك فمن إسعادهم سعدوا
ما دمت لم ترزأ الإسلام رزاية
ما صادمتلك الخطوب الكبر
في كل أمر يريك الله خيرته
أنت افتقرت فؤاد الملك عن كثب
ما بين بدر وبين الفتح معترك
ما هاص أحمد أحد بعد وقعته
لا آسفن على قوم إذا نكثوا
ياحجة الله قد بلغت معتذراً
إن يكفروا أحمداً في الخلق منبته
نكثاً وغدراً بخير الناس ويلهم
مدوا برجل وأخرى خلفها نكصت
من ينكث اليوم لم يرجع نكيثته
قد يعلم الله من توفى ببيعته
لا تنظر الجمع إن الله ماحقه
قد أصبح الملك بالمهدي معتصماً
?
?
وخانه ناصروه الأهل والعشر
فيهم وفي الهم للكل معتبر
أو يخذلوك فإن الله منتصر
لو نازلتك ....... النجم والشجر
إلا صبرت وخير العالم الصبر
ولو كرهت وفي المكروهة الخبر
فما عليك إذا لم يسعد القدر
من الخطوب وفي الأيام معتبر
يوم القليب وقد سارت بك السير
الله حسبك لم تذنب فتعتذر
والمرسلون إذا ما أبلغوا عذروا
فأحمد قبله والله قد كفروا
في الحالتين وسر الناكث الغدر
نكثاً فما وردوا إلا وقد صدروا
إلا عليه ونجم الظلم منكدر
في البايعين وشر البايع الخسر
سيهزم الجمع والمستعصم الدبر
والأمر لله إن قلوا وإن كثروا
ولما جاهر القوم أمير المؤمنين بالحرب والعناد، وظهر ذلك في البلاد، وجرى عليهم اسم المبتدعة الناكثة وأعضل داؤهم، وأزدادوا عتواً وجرأة وانقلبت رسل أمير المؤمنين عنهم بغير جواب ولا إنصاف في دعوى ولا رغبة في طريق التقوى، وعزم على حرب القوم حتى يأطرهم على الحق أطرأوا تصورهم إلى مناهج آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم قسرا، ومع ذلك لا يسام دعاهم إلى الحق سراً وجهراً ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي عن بينة، وإن الله لسميع عليم وحينئذٍ شمر القوم على حرب الإمام وأفسدوا قلوب الطغام فادل من مال إلى مقالتهم، وتمسك بضلالتهم أهل قرية يناعة عيال أسعد بن ستر ومن قال بمقالتهم من قبائل الصيد، بذلوا لهم مالاً كثيراً وطلبوا أن يفتكوا لهم في أخذ ذروة حصن أمير المؤمنين لشيع لهم بذلك ذكر ويستقيم لهم في البلاد أمر، فأجابوهم إلى ذلك وفي خلال ذلك لما حط حسن بن وهاس قريباً من يناعة وحاذر الناس على ذروة فقال بعض العلماء الأطهار، وهو الفقيه العالم محمد بن أحمد بن أبي الرجال الحسن بن وهاس في ذلك فنفاه، فقال: لو أعلم إن أحداً يهم بذروه لدافعت عنها بنفسي، كل ذلك تورية، ورغبة في الدنيا، والظفر بها فالله المستعان.
(قصة أخذ ذروة)
ثم إن موسى بن علي الصايدي، وأصحابه أفسدوا قوماً من الصيد ممن كان خادماً لأمير المؤمنين، وخدعوهم، ومنوهم، وضربوا لهم موعداً منهم جماعة من أهل الإقلاع، وغيرهم، وبلغ أمير المؤمنين ما يجاولونه من الفتك فأمر الأمير الكبير شجاع الدين أحمد بن محمد بن حاتم العلوي العباسي في عسكر الظاهر ليقوي به قلوب أهل البلاد، وليكن مقدمة لوصول أمير المؤمنين، وكتب أمير المؤمنين إلى أهل حصونه في اليمن من هداد إلى الكميم إلى الربعة، وغير ذلك بالنهوض إليه بالخيل، والرجال والعدة والأهبة، وكتب إلى صعدة، والجوف، وغيرها، ويكتب في خطاب بينه وبين ابن عمه الأمير أحمد بن قاسم فيما يطلبه منه، ولم يشعر ليلة من الليالي حتى بدى بادي القوم بالهجوم على القصر بذروة لما قد أفسدوا عدة ممن كان فيه فطلع عسكر القوم، ووقعت روعة عظيمة في الحصن، وحارب أهل القصر قليلاً وكان الأكثر منهم من الصيد فمنع عنهم أصحابهم، ودخل عسكر الحسن بن وهاس على الحرائم فكشفوهن فضربت امرأة بالسيف في وجهها، وأخرى في عضدها، وتسلقوا من الحيطان على الشريفة الطاهرة الفاضلة زوجة الأمير الكبير سليمان بن يحيى أخو الإمام، وانتهبوا دراها، وسلبوا أشياء من ثيابها، وقدعوا معصم طفلة لها في المهد على قلبين كانا فيها، وارتكبوا منكراً، سلكوا طريقاً لا يسلكها إلا الترك ونحوهم ثم وثب أهل القرية التي تحت باب ذروة المسمى بالإقلاع فانتهبوا ما كان عندهم لأهل ذروة، وللشرفاء الأمراء آل يحيى بن حمزة، وخالفوا الحق، وتمردوا، وطلع منهم من طلع فانتهبوا من آلات الدور في حصن الإمام، وجاهروا بالحرب، وأعلنوا بالبغي، واجتمعت قبائل الصيد كلها مع القوم، وكثير من القبائل سقط ما في أيدي الناس، واضطربت قبائل الظاهر، ووثب الحسن بن وهاس ناهضاً من محطة الحيس فنشر رايته وطلع هو وحزبه إلى ذروة كان يزعم إنه يأخذ حقبلاً حصن الأمراء آل يحيى بن حمزة بالسيف فأخلف ظنه شدة الأمراء آل يحيى بن