وعدة من اجتمع معه في ذلك اليوم من عيون الناس من كبار الشرف والعرب، فمن الأشراف من قرابة أمير المؤمنين أخوه من أمه وابني عمه الأميران الكبيران إبراهيم وسليمان بني يحيى بن علي بن يحيى بن القاسم بن عبدالله بن القاسم بن أحمد بن أبي البركات إسماعيل بن أحمد بن القاسم بن محمد بن القاسم بن إبراهيم ترجمان الدين، وابن عمه الأمير أحمد بن القاسم بن جعفر بن الحسين بن أبي البركات بن الحسين بن أبي البركات بن الحسين بن يحيى بن القاسم بن محمد بن القاسم بن إبراهيم في جماعة من أهلهم، ومن بني القاسم بن علي الأمير الكبير عيسى بن الحسن بن محمد بن إبراهيم في جماعة من أهله، ومن الأمراء الكبراء الحمزيون من آل علي بن حمزة بن أبي هاشم الأمير الكبير المعظم أحمد بن يحيى بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة بن أبي هاشم، والأمير الكبير عبد الله بن سليمان بن موسى بن داود بن علي بن حمزة بن أبي هاشم، وآل يحيى بن حمزة بن أبي هاشم، وعصابة وافرة منهم الأميران الكبيران معتق بن معتق بن محمد بن القاسم بن يحيى بن حمزة بن أبي هاشم، وعلي بن القاسم بن محمد بن القاسم بن يحيى بن حمزة بن أبي هاشم، ومعتق بن هيجان بن القاسم بن الحسين بن يحيى بن حمزة بن أبي هاشم، والحسن بن علي بن محمد بن القاسم بن يحيى بن أبي هاشم، ومحمد بن الحسين بن القاسم بن محمد في عصابة وافرة أجواد فرسان قريباً من العشرين، ثم إن الأمير السيد العالم شرف الدين يحيى بن القاسم بن يحيى بن القاسم بن يحيى بن حمزة بن أبي هاشم، ثم من الأمراء آل الحسين بن حمزة بن أبي هاشم الأمير العالم السيد الحسن بن وهاس بن أبي هاشم بن محمد، والحسين بن حمزة بن أبي هاشم وأخوه عبد الله بن علي وغيرهم من الأمراء آل الحسين بن حمزة، ومن بني الهادي إلى الحق: يحيى بن الحسين بن القاسم بن يوسف بن القاسم بن جمال الدين، والأميران الطاهران المجاهدان محمد، والحسن ابنا علي بن يحيى بن
محمد بن يوسف بن القاسم بن يوسف الإمام الأشل بن يحيى بن أحمد الناصر بن يحيى الهادي إلى الحق عليه السلام، والسيد العالم المطهر بن يحيى بن المرتضى بن الهادي عليه السلام، ومن آل العباس بن علي بن أبي طالب: الأمير الكبير المخلص أحمد بن محمد بن حاتم بن الحسين في عصابة من بني عمه، ومن العلماء من غير الشرف الشيخ العالم أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن أبي طاهر أحمد بن إبراهيم بن أبي طاهر محمد بن إسحاق بن بكر بن عبدالله [131ب-أ]بن الرصاص، والفقيه العالم أحمد بن علي الضميمي، والفقيه حنظلة بن أسعد الحارث، والشيخ العالم المجاهد محمد بن أحمد بن حجلان، والفقيه العالم المجاهد محمد بن علي بن أحمد الحسني الأكوع، والفقيه الفاضل الحسن بن حميد بن أحمد، والفقيه العلامة يحيى بن محمد بن يحيى الصريمي، والفقيه العالم المهاجر حمزة بن محمود الجيلاني، والفقيه العالم لسان المتكلمين القاسم بن أحمد الشاكري، والفقيه الطاهر المجاهد المعلا بن عبدالله القيسي ثم البهلولي، وغير هؤلاء ممن غاب ذكره لطرو السهو والنسيان، ثم من كبار الناس ورؤسائهم الشيخ الكبير أسد الدين حارث بن منصور بن محمد بن منصور بن جعفر الضريوة، والشيخ محمد بن أسعد بن علي بن منصور الضريوة، وجماعة من السلاطين الأجلاء آل عمران الذيب منهم السلطان الأجل الكبير محمد بن الوشاح بن عمران وأخوه أحمد، والفهد بن الليث بن عمران، والسلطان الأجل علي بن الحسن بن إسماعيل، وحضر عدة من السلاطين آل دعام وعدة من شيوخ بني صاع كل في جماعته، وحضر عدة من شيوخ بني صريم والصيد، وقبائل همدان ما لم يمكن ضبطهم لطرو النسيان إلا أنهم ليسوا بالقليل النزر بل ربما لم يبق أحد من قبائل عيون حاشد، وبكيل، وجنب، وسنحان وغيرهم إلا النادر الشاذ أو من هو كاشح مضمر العداوة ممن في مخاليف صعدة، والظاهر، والجوف، وبلاد سفيان، ومغارب حجة، ومخاليف صنعاء إلى الهان، والمشارق
حتى وصل إلى تلك المحطة ولم يقع في محطة نقم كل الحرب الشديد إلا أن خيلا خرجت من صنعاء أغارت على قوم يعلفون فأصابوا منهم رجلاً أو رجلين ولحقتهم خيلاً من عسكر الإمام عند باب شعوب فنالوا منهم، وعقرت فرس من خيل صنعاء وصوايب من الفريقين، وكانت إلى سلامة بعد التباس الخيل بعضها ببعض دون ساعة، ونهض أمير المؤمنين إلى حدة وكانت طريق عسكره قريباً من صنعاء وأهل صنعاء ينظرون إليهم بطرف خفي فحط في قرية حدة، ونهض أسد الدين بمن معه من الجوف حتى دخل صنعاء، وأسر في طلب الصلح وتباعد عنه ظاهراً فلما علم الإمام بذلك ساعد عن صلحه وعزم على مناجزة القوم وحربهم على صنعاء، فلما رأى منه الجد كاتب الإمام المكاتبة اللطيفة وعظم شأنه فأكثر الحاضرون الكلام على الإمام في مهادنة مدة فلم ير الإمام عليه السلام إلا المساعدة لما رأى في ذلك صلاحاً للمسلمين فانصرم الكلام على صلح ستة أشهر من غرة شهر الحجة آخر سنة أربع وخمسين وستمائة سنة إلى سلخ جمادى الأولى من سنة خمس وخمسين وستمائة.
(قصة نهوضه عليه السلام إلى بيت ردم)
قال الراوي: لما انعقد الصلح ونادى به الصائح نهض أمير المؤمنين إلى حصن بيت ردم ليطوف على أهله هنالك، وكان من أهله هنالك زوجته الشريفة الفاضلة بنت الأمير محمد بن فليتة بن سبأ من آل أحمد بن جعفر أهل براقش فنهض عليه السلام [132أ-أ] في طائفة من عيون عسكره وأهله في العشر المباركة إلى بيت ردم فتلقاه السلاطين الأجلاء بالترحيب والتسهيل، والإعزاز والإكرام، وبلغ إليه عليه السلام في تلك الأيام قتل الشريف من أولاد القاسم بن علي قتله قوم يقال لهم: بنو الأعضب في مغارب حضور، فغضب أمير المؤمنين لذلك وعزم على حربهم، واستئصال شأفتهم.
فقال الشريف العالم أحمد بن سليمان العباسي العلوي شعراً يستنهض به أمير المؤمنين لحرب القوم، ويهنيه بقدوم عيد النحر، وهو قوله:
ابن النبي الطاهر المجتبى
أعلا قريش رتبة في العلا
أنت الذي يقصر عن وصفه
خليفة الرحمن في خلقه
وكاشف الغمة عن هاشم
تذب عن أحسابهم جاهد
بعز ملك كافل عزهم
دونك فاسمع نفثة من أخ
لا يملك الدمع إذا اغدودقت
أعوزه الصبر بما جل من
منحت الأرحب الفنا
أصبح مفقوداً غداة اللقاء
يا راكباً يزجر في سيره
أبلغ صناديد بني قاسم
إحسانكم سرف إن تقبلوا
إلا بإنجاز نفوس العدى
قتل كليب لم يكن عزمة
لم يرغبوا في غير ضرب الطلى
قل لبني الأغضب تعساً لكم
أي فتى ضرجتم ثوبه
يا بعدكم من دعة بعده
فالآن صرتم غرضاً للردى
يا ناصر الحق وهادي الورى
قد أقبل العيد بإقباله
يثني بملك قاهر أسعد
?
?
وابن الوصي الصادق العادل
وخيرهم في الحسب الطائل
وعن ثناه مدحة القائل
وناصر الحق على الباطل
في كل خطب حلك شامل
ذب هزبر الغابة الصائل
حان عنهم عاطف واصل
شجو كئيب آسف ذاهل
سحب مجاري دمعه السائل
عظم مصاب الأسد الباسل
جم الأيادي نجعت الآمل
فينا كفقد القمر الآفل
وجنا يمضي شطط الراحل
أهل الحجى والشرف النايل
في قتل يحيى قود القاتل
ووحش أنس البلد الآهل
يجحف بالسادات من وائل
والطعن تحت الرهج المائل
ما غركم بالسيد الفاضل
بسائح من دمه سائل
ومن قرار الآمن الغافل
والآن صرتم طعمة الآكل
عن فرط غي السادر الباهل
ويمنه المتصل الشامل
ونال عز ليس بالفائ
قال الراوي: فلما استقر أمير المؤمنين في بيت ردم وصل بنو الأعضب على حين غفلة فنحروا ثوراً على قبر حي السلطان الكبير السابق المجاهد الوشاح[132ب-أ] بن عمران بن الذيب، وتوسلوا بالسلاطين الأجلاء، فانصرم الأمر على دفعه سبعة آلآف دينار من الدنانير الملكية كل دينار أربعة دراهم من الدراهم المهدية دية وعقوبة لأجل جرأتهم على دماء أهل الشرف.
ومما قيل في حصر صنعاء ونصرة الأمراء أهل براقش وما كان في خلال ذلك من النصر والظفر قول السيد العالم شرف الدين يحيى بن القاسم بن يحيى بن القاسم الحمزي رضي الله عنه وأرضاه:
ا زلت تحمي جانب الإسلام
وتقود جيشاً كالخضم يحفه
وبنوا أبيك الشم سادات الورى
لما دعتك براقش لبيتها
ودعوت بالغز الجحاجح فانبرى
من هاشم أكرم بحيى أنت منـ
وأتاك من همدان كل متوج
ومن الملوك قيول كندة أقبلت
حتى لقد ضاق الفضا فما ترى
لم يهلك الشمس الحساب نواضح
ويغازل الغزلان بين حدائق
ونظائم المسك السحيق ولذة
أقسمت لا عقدت بنودك صادقاً
فهدمت في الجنات كل مشيد
وأقمت في صنعاء يوم قيامة
كادت تميد بأهلها فكأنما
كالهم في حمر الورود وإنما
ذللت من كان الجماع طباعه
فالحق أبلج والسيوف شواهد
شالت نعامتكم وفرق جمعكم
قل للملوك مقالة ما شأنها
هذا هو المهدي حقاً فاعلموا
هذا أمير المؤمنين ومن غدت
هذا الذي وافا الخلافة حقها
رجل كألف الألف إلا أنه
لا البحر بحر عند فيض نواله
?
?
وترد طامية اللهام الطامي
جبريل من خلف ومن قدام
آساد كل كتيبة وصدام
طلقا بأرعن كالخضم لهام
لدعاك كل سميدع مقدام
هم فوق سامي ذروة وسنام
من معشر نصروا أباك كرام
جاءوك كالهضب المنيف السامي
في البون إلا شامخ الأعلام
عذي المقيل بارد بسام
مفترة بعجائب الأكمام
كبني الزمان بمأكل ومنام
حتى تهد قواعد الآثام
وطمعت ربع مآثر الإجرام
فمضت بذاك أوامر الأحكام
سكروا بغير زجاجة ومدام
للفل عند تضايق وزحام
وهصرته كرهاً بغير زمام
والغز بين جبينه بحوامي
ودنى حمامكم وأي حمام
كدر ولا صعب من الأحلام
حتف الأعادي واصل الأرحام
أيامه فخراً على الأيام
وسما فليس الزمان بسامي
في عزمه أمضى من الصمصام
بفواضل الإحسان والإكرام
قال الراوي: وأذن أمير المؤمنين لمن أحب من الناس أن يصدر إلى جهته لإقبال العيد، فنهض أخوه الأمير الكبير علم الدين سليمان بن يحيى في عسكره، وصدر العلماء من جهات الظاهر، وأهل صعدة وغيرهم، وصدر الأمير الكبير علم الدين أحمد بن القاسم في عسكره إلى بلاد حمير، وأقام أمير المؤمنين عليه السلام [133أ-أ] في بيت ردم في نعمة وافية حتى انقضى العيد المبارك فأتته أهل الجهات اليمانية والمغربية بالنذور والبر وغير ذلك، وانقضت سنة أربع وخمسين وستمائة
[حوادث سنة خمس وخمسين وستمائة]
ثم دخلت سنة خمس وخمسين وستمائة.
ذكر حوادثها
قال الراوي: وكان يجمع في مجلسه الكريم الشريف العالم الفاضل أبو الفتح بن مدافع من أولاد الإمام أبي الفتح الديلمي رحمه الله في عدة من العلماء الفضلاء يراجعونه في أنواع العلم ويسمعون عليه أصول الأحكام الذي تولى جمعه الإمام السيد المتوكل على الله أحمد بن سليمان رضوان الله عليه فيفتح لهم ما أغلق من غريبه ويشرح الاختيارات لآبائه عليهم السلام، ويذكر اختياراته مجردة حتى أتى على آخر الكتاب، وقد شرح هذه الاختيارات -أعنى اختياراته- بعض العلماء من المتأخرين، وأقام أمير المؤمنين إلى اثني عشر ليلة خلت من صفر سنة خمس وخمسين وستمائة، وبلغ العلم بوفاة أخيه الأمير الكبير المجاهد علم الدين سليمان بن يحيى رحمه الله، وهو يومئذٍ حدث السن سنه يومئذ دون الثلاثين السنة، وكان مع ذلك فارساً مقداماً ذا ألمعية وافية وهمة سامية، كافياً حيثما أنفذه الإمام إليه من الثغور، وسبب موته لما صبر عن بيت ردم إلى الجهة الظاهرية تقدم إلى جبل عربان ليطوف على أهله هنالك وكانت معه بنت الأمير الكبير الحسن بن محمد بن إبراهيم القاسمي فعرضت لهما حمى حادة وبرسام واختلاط، وعرض بعد ذلك إسهال فأقام ذلك نيفاً وخمسين يوماً، وتوفي إلى رحمة الله في حصن ذروة لاثني عشرة ليلة خلت من شهر صفر سنة خمس وخمسين وستمائة، وبلغ العلم إلى أمير المؤمنين فاسترجع وحمد الله تعالى على عظيم بلائه وامتحانه، وعزاه المسلمون في أخيه الماضي منهم من أتاه ومنهم من كتب إليه نظماً ونثراً، ورزئ المسلمون بذلك رزية عظيمة، وكانت هذه مفتاحاً للامتحانات والتمحيصات فالله المستعان.
والمراثي فيه مسطورة مذكورة منها ما قاله الفقيه الأوحد العلامة اللسان نظام الدين القاسم بن أحمد الشاكري:
ع المدامع تهمى ثم تندفع
جل المصاب فقال الناس كلهم
وجل قدرك إن تدعا لتسلية
وكيف أوصيك في البلوى وأنت لنا
قدر الخلافة أعلى أن يقال له
فاربع عليك أمير المؤمنين وإن
فأنت أعلى الورى قدراً ومرتبة
وأنت أرجح حلماً أن يحف على
وهل يزلزلك الخطب العظيم وما
من خلته أحجمت عنه منيته
وابنا ربيعة والسادات من مضر
وخاتم الرسل وابناه ووارثه
ولم ينل خلفاء الملك من مضر
ولا الأراقم في الإنفاق سايبة
والعفر لم تنج في بيداء بلقعة
تعدوا فتعمل منها كل شاهقة
ولا ........ على مرهوب صولته
هذا يهر لذي جروين منحجرا
فرأسه كل غال اللحم قد رخصت
تعدو ثلاثة أشبال مصلصلة
لها من العيش أسناه وأطيبه
ولم يزل من دماء السالكين لها
فاغتالها الأسجع المنساب صاحبه
فإن يلحمها صيداً يصادفها
وإن نفوساً على أرباعها علقا
وظل يحفر بطن الأرض من أسف
ونام بعد لغوب هائماً دفعا
فاغتاله الأسجع المنساب ثانية
وكم أماد لها رزقاً ومنعها
وكم له من دفاع دونها وعنا
فهون الخطب إن العيش منقلب
واحمل على النفس ميسوراً فإنك لا
ما هان ريب المنون الملك مختلفاً
جرى سليمان للغايات ثم قضى
جارا الشيوخ صغيراً غير محتلم
سامى النجوم فلم يلحقه مكتهل
وحاز غايات أهل الجود في مهل
وقاد خيلاً إلى خيل فحي بها الـ
إن ناله الخير لم يحدث له بطرا?
?
كأنها مزنة جادت لها دفع
ما أبصروا مثله روءً ولا سمعوا
وأنت قدوتنا المتبوع لا التبع
أمن وحبل متين ليس ينقطع
عند الحوادث لا راعك الجزع
كان الأحبة ما عاجوا ولا ربعوا
ومثل حلمك عند الضيق يتسع
زلزال نازلة يعنو لها الصرع
للصبر والحلم إلا أنت منتجع
أو هانه في الجموع الأزلم الجدع
والمجتبى تبع والمنتقى تبع
وبنته والغطاريف الأولى تبعوا
ولا حماها الردى خوف ولا طمع
تخشى المنون فيخفى ثم يطلع
ولا نجا في البقاع الأعصم الصدع
بها عمائم منها الشهب والفزع
ولا العفر ولا تهمم به سبع
وذا يكفكف عنه الهول والفزع
لديه من لحمه الأشلاء والبضع
تحت الجميلة في أرساعها مدع
القلب والعين والأكباد والقمع
سرب روي وحوض واسع ترع
وقد تسمت بينها من ريقه جرع
ضرعاً وأكبادها مبنوذة قطع
فساده عندها مراً ومستمع
لو كان من حدثان الدهر يمتنع
وقد طواه الطوى والوجد والوجع
وانصاع قدر ماض يرمي عنه القمع
فلم يعل عليها ذيب ولا ضبع
لو أن عادية الأيام تندفع
والعز مستلب والعمر مرتجع
يفيدك المجهشان الحزن والهلع
ولا انثني صرفه عن وازع برع
دون التناهي ولم يعلق به طبع
فحدهم فاثنوا ذلا وقد خضع
فكيف يسموا إليه شارخ يفع
وبذهم فاستكانوا ثم وارتدع
ـدين الحنيف ومات الزيغ والبدع
أوصرح الشر لم يذهب به الجشع??
? والثابت الحلم إما طاش حلم فتى
فما يساويه في الحالات من أحد
سقى ثراه الأحس الجون وابله
وليت من مات ذا نفع وذا ضرر
والقائد الجيش نحو الجيش منصلتاً
ومادك الأرحبيات القلاص لطول
وسالك الحرب لا يخشى غوائله
كل الموامي له طرق وكل فتى
أضحى الهدى شامخاً أنفاً وسالفه
وهو المقدم في علم وفي عمل
له السماحة والفضل الشهير وصدق
ودام في المشرب الصافي وحاسده?
?
والرابط الجاش لا وهن ولا جزع
أنى يساوى السنام السائم الرمع
حتى يقيم لديه الرأي والشبع
فداه من عاش لا ضر ولا نفع[134أ-أ]
كأن لمع سناه الشهب والسمع
الغرو لا هنع ولا ربع
ولا يسير إليه الماهر الخنع
من قبل متبع فيهن يتبع
به ولا خضع مزر ولا جزع
وهو المخيم حيث المجد مجتمع
الناس في العلم والتدبير والورع
ما شربه العذب إلا الصاب والل
وقال أيضاً:
ما الطرف في ليل أحم بهيم
إذا اجتمعت فيه العقائق مزقت
يلاحظ ومض البرق دأباً وينثني
ويرزم فيه الرعد طوراً وتارة
سهرت له أسقي الأحبة وبله
فإنك حولت الوداد فحول
وكيف بوصلي في الهوى غير واصل
وماذاك من شأني فدعني وشمتي
يكادني همان هم لوارد
يحمحم دون النص في وإنه
وأما كنا عنى ثناء فإنه
فكابر أعدائي عليه فلم يبن
أصاب فأخطا غيره في رساله
ألم تدر ما للعاب الرسائل إنه
بلى إنه دار ولكنه جرى
أيمدح جبريل الأمين مصعراً
وهب أن جبريل الأمين معاضدي
كفا شرفاً أن الإله مؤيدي
وهم جفا جفن المنام بحادث
عفت من سليمان بن يحيى منازل
ترى الرحبات الفيح حول فنائه
وبينا ترى بين المنازل إذ ندى
منازل لا يخفى النزيل بسوحها
وإن طرقت سود الليالي منازل
يوقر حتى يصعب الخطب جالياً
ويعطي على اللأواء سرفة ماله
وركب أناخو جنح ليل يهزهم
لديه على ماء قصيص ونائل
أنار لهم نار القرى أو بدت لهم
وجادلهم بالمنزعات كأنها
فما تركت تلك الجعاب سوى الظبا
زمردة من نسيج داود رعفة
تراث يتيم من قريش لعله
ويوم من الجوزاء لاقيت حره
وليل جمادى قطعت بتوأم
بملمومه شهباً تكاثر في الدجى
رميت بها حبا حلالاً فغادرت
سقى منزلاً من هضب ذروة ريق
معاهد للأضياف كنت عهدتها
وروى ثراً قبر شريف لماجد
وزارته من زور الجنان تحية
ولا برحت تلك الشبيبة غضة
جزاء بما أسلفت إما ميسراً
وإما عفت عنك المنازل ثاوياً
ففي أحمد المهدي ملك وعزة
كريم سما في بيت عز ومنعة
إمام هدى أعطى الإمامه حقها
وقام بأعباء الخلافة ناهضاً
وكافح أرباب الممالك فاحتوى
وإذن بميراث النبي ومن يكن
ومبتدري غايات سبق بنايل
أبرز كاعوا من حسير وساقط
وإما تدري منبراً متكلماً
وعفا ديار الكفر فهي طوامس
وذلله من بعد عز ومنعة
وكبر في صنعاء مورد كردها
أباح حماها عنوة وأنابها
وأبدلها عن بارد العذب بالصحاى
ولولاه لم يجنح لسلم ولا اتقت
وأمطرها سرحاً ونيفاً يمدها
وكم مر من يوم لها من زحامه
أهذا الجلال الغر يلوى بمثلها
فصبراً أمير المؤمنين فإنه
رأيت علو الملك لم تحم سالماً
وماكان مخصوصاً سليمان وحده
وإما غدا عظماً رميماً فذكره
وقد فاز إذ لاقى الإله مجاهداً
?
?
ليرى تسامي في أخس هريم
ركام غيوم مردف بنيوم
كليلا بذاك الومض غير سؤوم
يجلجل في حون الرباب سجوم
دعاء فلا يبقى علي ولومي
وجائر ودى عنكم وهمومي
فصرمي وفي العهد غير صروم
وإنك لا تثني العداة شكيم
من الشعر معسول الكلام رحيم
صديق المراعي وده وحميمي
لعمر الله الحبر غير ملوم
لكثرة حسادي ولمز خصوم
[بياض…..,] بفكر عقيم
ألم بها والحر غير ملوم