والعزم لا وكل والرأي لا خطل
فطلعة الشمس ينسى عندها زحل
تعلوا الموالي ويعنوا الكاشح الوكل
ويسفر الحق إن النصر مقتبل
وقال الشريف العالم اللسان أحمد بن سليمان العباسي العلوي:
تبت وقد تعاظم خطب شجوي
وقد نأت الديار وصد عنها
وقد طال البعاد فليت شعري
ورؤيت شخصك الميمون فيه
ولثمي أخمصي ملك كريم
عليك الفضل حتماً حيث مدت
لك المجد الذي دنت الذراري
يلين إذا هفا الجاني وليست
إذا الأملاك مال بها التذاذ
وصلب ثقل أعباء المعاني
تعنت الخيل فبا شازبات
يهادي بالضراغم باهمات
لهن وقائع في كل ثغر
بذاك أقمت دين الله حتى
وروعت الطغاة فأسلمتها
وحاق بها القضاء فأدركتها
وسعت فالخذلان حظ
وأفنو دهرهم جيلاً وغطوا
وأسروا بغيهم سراً مصوناً
وكاد الكيد في ثب وأكدت
وحلوا حيثما سلكوا وضلوا
كفاك الله دائرة الليالي
وهناك السلامة إن فيها
وما أوتيت من شرف وسعد
?
?
وطال إليك شوقي والحنين
عدو دون مسلكها مبين
مزارك واللقا متى يكون
سنا الإيمان أزهر مستبين
عن الهامي يريها مصون
خطاك وحيث سدلك والوطين
له وعشت بمنظره العيون
قناتك للعلا يوماً تلين
عن العليا وأطربها المجون
فألهتها الرفاهة والهدون
يثار بنقعها الحرب الزبون[122أ-أ]
مخضبة طلاها والمتون
بسوء القرن أبكار وعون
تمحض للورى منه اليقين
لخيفتك المعاقل والحصون
بحيث تمنعت منك المنون
لهم والنصر حظك والقرين
مكائد تحتها الداء الدفين
بداع البغي والسر المصون
مساعيهم وخيبت الظنون
وخاب السعي وانقطع المتين
وحاطك إنه الكافي المعين
سلامة دينه مما يشين
وإقبال فأنت به قمين
وقال الأمير العالم سيف الدين الحسن بن محمد الداعي إلى الله أحمد بن يحيى بن يحيى بن الهادي عليه السلام:
اموك والله رام دون ما طلبوا
عوائد لك تجري في كفالته
كم مثل ذلك فتق منيت به
ضاقت جوانبه واشتد مخرجه
رداً إليه وتسليماً لقدرته
?
?
وكيف يفرق شمل وهو جامعه
لا يجبر الله عظماً أنت صادعه
والله من حيث يخفا عنك راقعه

وأنت فيه رحيب الصدر واسعه
فيما يحاوله أو ما يدافعه
وأمر الإمام عليه السلام بجوابه فقال بعضهم:
هلاً بطالع ما قد سر طالعه
أهلاً بروضة لفظ جاد زخرفها
شمل المسرة والسلوان مجتمع
?
?
طرس من الشرف السامي مطالعه
شؤبوب صنعة من جلت صنائعه
عندي ومسطور سيف الدين جامعه
وهذه اللامية والتي بعدها النونية للسيد العلامة حميدان بن يحيى عليه السلام:
ما قهرت الظالمين تأملوا
دسوا الحشيشي المضلل سعيه
أعظم بتلك مكيدة وخديعة
نقض الإله بلطفه ما أبرموا
كل الأفاضل بالمكائد مبتلى
أو ليس من مكر الطغاة كما حكى
فاحذر زخارف من يريك تكسيا
لا زلت مأنوس الجناب مؤيداً
?
?
حبلاً تصد ذكى الحليم فيذهل
سراً وبالصلح الشهير تعللوا
لولا الإله لأدركوا ما أملوا
والله يحفظ ما يشاء ويكفل
ها أنت آخرهم وآدم أول
الباري تكاد الراسيات تحول
واعرف بحر القول من يتقول [122ب]
ياأيها المهدي الأعز الأفضل
وقال أيضاً يحذره من أعدائه في ذلك الأوان:
تى من منهم للمكر أهل
وهل نالوا سوى بالغدر فخراً
وكم رموا بظنهم اغتيالاً
ألم تطغوا فسنتهم مراراً
فدبر في الأمور برأي حزم
?
?
ونكث العهد عندهم يهون
كما قد كان أو فيما يكون
فحامت دون مبلغها الظنون
ولو ظفروا كذلك لم يصونوا
ترد به فضيحة من يخونوا
فأمر عليه السلام بجوابه فقال بعضهم:
أن فإن راعفة الليالي
وفي بعض الذي أهديت نظماً
وفي لطف الإله لمتقيه
?
?
ستدرك من يخادع أو يخون
نصائح لا تخونها الظنون
طلائع لا يكفكفها كمين
وقال الأمير الكبير الحسيب نجم الدين القاسم بن جعفر بن الحسين القاسمي:
لم الهدى وسما بك الإسلام
واخضر أعواد المنابر وانبرت
وتطاولت رتب المعالي وازدهى
ورأت لك الجرد العتاق مسرة
ولو أنها استطاعت لديك تكلما
واهتزت البيض الصوارم والقنا
واستبشر اليمن الخصيب بدولة
وليهن سكان البسيطة عن يد
راموك يا ابن محمد بعظيمة
ياسيداً ملأ القلوب مهابة
واستنزل الأملاك من أطوادها
وتحكمت في الظالمين سيوفه

ونما به الإسلام وهو مقلل
يا بن الحسين وخير من قامت به
هناك ربك بالخلافة والعلى
ونوافذ الأحداث عنك كليلة
والحق أبلج والسعود طوالع
والعيش غض والسرور مواصل
فليهلك الأعداء غيظاً بعدها
ويعودهم ما يعهدون وفوقه
والبرق إن شاموه برق خلب
والحرق ذا والردى مشوبة
وابن الحسين يقودها موفورة
زعم البعام الظالمون جهالة
إن يطفئوا نور الإله بمكرهم
واستعملت مكراً فحاق بأهله
وحفيظة من ذي وداد صادق
لما رأى المهدي قد نثرت على
دفع الحمام بنفسه عن نفسه
فاسلم أمير المؤمنين مخلداً
فإذا سلمت فكل شيء سالم
?
?
لما سلمت وعزت الأحكام
تختال لو كانت لها أقدام
من كل مجد غارب وسنام
أبدى حقائقها لك الإلهام
لشفاك منها بالسرور كلام
فرحاً وطار لها بك الإقدام
مهدية قحطانها والشام
بهم فدتك من العداة الهام
سفها فكان عليهم ما راموا
ذكراه والإجلال والإعظام
قسرا تهاب بحكمة وبصام
وعنى بسطوته الطلا والهام
وانطم سرح الحق وهو مسام
قدم لعمرك واستقل قوام
إن الخطوب أبا الحسين نيام
أبداً وسيف النائبات بهام
والنصر مقتبل الشباب غلام
ولكل صعب في يديك زمام
ويجد منهم لوعة وعرام
فالدهر فيض والنسيم سهام[123أ-أ]
والغيم إما استمطروه جهام
والجيش ممتنع العديد لهام
قد سفها الأنجاد والإتهام
منهم بما قصدوه الأغنام
ويجن من بعد الضياء ظلام
وحماك عنه الله والإقدام
يعزى إليه النقض والإبرام
إيراده علق النجيع كلام
كرم فحق ذاله الإكرام
وفداً لك الأعراض والأجسام
ولكل نفس في بقاك ذمام
وقال الشريف الأمير قاسم بن علي القاسمي:
أيت البدر مرتدياً ظلامه
ولاح البدر مبتسماً فشمنا
ألا يمي العداة على هواها
ألم ترها كمثل الغصن قداً
فما لك في محبتها ومالي
?
?
فوجهك تحت شعرك يا أمامه
بنات البان ثغرك وابتسامه
أمامك عدعد عن الملامه
ومثل البدر مدرعاً تمامه
علام علام لومك لي علامه
وقال مفضل بن يحيى الصنعاني المعروف بالبهمة:
ليلي إن الدهر جم العجايب

فمرني بخير حسبى الله إنني
فمن مبلغ عني الذين تألبوا
هم حاولوا إطفاء نور الهدى ولم
تمالوا على هدم الهدى وكفى به
وهم يبرمون الأمر والله مبرم
أرادو أمير المؤمنين بكيدهم
ولو برزوا يوم القتال لجنده
وقد عاينوا والحمد لله وحده
فأما غيالات الحشيشي الذي سرى
فقد خيب الله الظنون ولم يخب
وعما قليل ينصر الله جنده
?
?
وإن طلاب الحمد خير المكاسب
أرى أن مر العمر مر العواقب
على القائم المهدي محض الضرايب
ينالوا المنى أهل الظنون الكواذب
فجوراً وكفراً في جميع المذاهب
سواه وحزب الله أغلب غالب
فحال دفاع الله من كل جانب
رأيت أسود الغاب مثل الثعالب
لدى قارن وقع السيوف العواضب
بها الكيد من بغداد كيد الأقارب
لدى الله ظن الشم من آل غالب
بنصر عزيز صادق غير كاذب
إلى قوله:
هن أمير المؤمنين سلامة
تحطك أحداث الليالي ولم يزل
ولا زلت في الملك العقيم مؤيداً
?
?
بها سلم الإسلام شر العواقب
لطائف صنع الله حزب الأطايب
مدى الدهر ما انهلت شئون السحائب[123ب]
وقال القاضي اللسان ركن الدين يوسف بن علي اليامي:
ن الحمول غداة زمن تفرقا
عرش ما بين اللواء ومحجر
حيث المهازي والمهاري والقنا
فانزل على ذات اليمين وقل لهم
كان الفصال فهل يكون تواصل
باركت جائلة الوشاح أليس لي
إن الشموس إلى الغروب جوانح
إني سموت إلى الخليفة قاصداً
ورأيت في حلب الجلالة والعلى
ورأيت وجه الملك أبلج سافراً
ورأيت أهل الأرض يقصد قصده
زهقت ملوك الأرض تحت ركابه
طلبوا مكيدته فلاقوا حازماً
قسماً لقد زاد الخلافة قدره
جعلتك خاتمه الإمامة مثل ما
إن الأولى كادوكم كادوا أنفساً
مكرو وكان الله أمكر منهم
وإذا أراد الله نشر فضيلة
جاءتك من بغداد تحمل غيلة
جاءتك طاغية بموثق كيدها
وفداك ربك بالعدو كرامة
خافوه من بغداد فانتدبوا له
فغدوا نكالاً للأنام وهبرة
ونطا النظام عزيمة من بأسه
صدقت ظنونك فيه حتى اخترته
يابن الأئمة من قريش والذي
إن الخلافة وطئت أكتافها

وأتتك بالدنيا وبالأخرى معا
ما للمسرة عنك من متطرق
إن الذي قد ساس ملكك سالفاً
?
?
عجز العتيق ولم يرمن الأبرقا
والأبرقين إلى العقيق إلى النقا
واللهو أزهر في الخدود وأورقا
إن كنت تقدر أن تقول وتنطقا
ومضى الفراق فهل نعود إلى اللقا
عهد بلم الشمل أن يتفرقا
باليعملات وقد سموت المشرقا
شمس الزمان فمنجداً أو معرقا
ورأيت في حلب الغمام المغدقا
ورأيت وجه الدهر أزهر مونقاً
وفداً إليه فمرجفاً أو معتقا
فرقاً وحق الباطل أن يزهقا
ورجوا نوافله فلاقوا أحرقا
شرفاً إلى شرف الخلافة ملحقا
جعلت أباك على النبوة رونقا
منهم بتدبير المكيدة أخلقا
بالماكرين وكنت منهم أوثقا
طويت أتاح لها عدواً محنقا
رجل الدهيم فاوردته الموبقا
من كيد طاغية فكان الموثقا
من فضل ربك ذي الجلال وأخلقا
فدين من أشقى الرجال واحمقا
للآخرين وعبرة لا تتقا
صدقت وحق لمثلها أن تصدقا
للنازلات وكنت أنت موفقا
فك الوثاق عن الرقاب وأعتقا
لما رأتك بها الخليق الأنيقا
فاشمر مقبلها مجداً ملحقا
أبداً ولا للسر أن يتطرقا
وقت التضعضع سائساً فيما بقا

قال الراوي: وأقام أمير المؤمنين عليه السلام في حصن حلب المحروس شهر ربيع الآخر وجمادى الأولى وجمادى الأخر وكانت وقعة البيضاء [124أ-أ]، والسبب فيها أن أمير المؤمنين أمر الأمير الكبير جمال الدين علي بن القاسم بن جعفر مادة إلى الامير حسام الدين محمد بن فليتة وقد كان الأمير حسام الدين محمد بن فليتة تقدم إلى الجوف في عسكر صعدة فيهم من أجواد الشرف الأمراء الكبراء المجاهدون شهاب الدين محمد بن علي بن يحيى الأشل وأخواه وولده، واجتمع عسكر الجوف وقصدوا القوم وهم في موضع يقال له [.....بياض في المخطوط.......] فأخذوا حلة آل جحاف، وقتل منهم من قتل، وكانت حلة آل راشد أسفل منهم في موضع له يقال له [.....بياض في المخطوط.......] فلما عاود الأميران ومن معهما بعد القتال والظفر لم يشعروا إلا بالخيل والرجل وقد كان المجاهدون أصابهم العطش فوقع القتال بينهم فقتل طريف بن منصور بن صيعم بن شرعب [.....بياض في المخطوط.......] وأسر الأمير الكبير جمال الدين علي بن القاسم بن جعفر، وأسر معه الشريف الكبير حسين بن علي بن يحيى الأشل وابن أخيه وجماعة معهم، وقتل رجل من السلاطين آل دعام، وأسر الشيخ قاسم بن عيسى، وأسر جماعة من الرجل، وبلغ العلم أمير المؤمنين فساءه ذلك.
رجع الحديث
ونهض القوم من صنعاء في أيام مضت من شهر رجب سنة ثلاث وخمسين وستمائة، وكان قصد الأمير شمس الدين خراب بني جبر الصائديين من التي يقال لها ...... وذلك أن هؤلاء القوم الخيرين حاربوا مع الإمام ونصحوا وقتلوا وقتلوا وصعب على المختلف المرور إلى ظفار بسببهم فأراد الأمير شمس الدين أن يدمر بلادهم ولينال من ثمرة البلاد ما يمد به إلى ظفار فخرج هو وأسد الدين ومن معهما من العسكر، وكانت الخيل غير كثيرة.

أخبرني من أتى على عددها فرساً فرساً أنها كانت مائة وعشرين أو يزيد قليلاً أو ينقص قليلاً فأتت طرقهم إلى البلاد الحاشدية، ونزلوا من طريق يقال لها المرصبة فحطوا على منهل يقال لها المقصصة فأقاموا ليلتين، ثم إن أسد الدين أتى المنهل ليغتسل فلما دخل في الماء سقط من يده الخاتم فصه ياقوت، روي أنه اشتري بخمسمائة مثقال ذهباً فساءه ذلك وبلغ عنده مبلغاً عظيماً، وعند ذلك أجمع رأي القوم على شق الأرض من بعد حتى يبلغوا إلى المنهل وتخرج مادة قليلاً قليلاً وضربوا فيما بلغني نيفاً وثمانين ذراعاً طولاً في عمق كثير حتى نضب الماء من أعلى المنهل، ولاح لهم فص الخاتم وأقاموا في سفل ذلك أياماً حتى رفع الجبريون ما كان لهم من قليل وكثير، وقد قيل إن أسد الدين أرسل خاتمه عمداً لغرض كان في نفسه، ولم يصح ذلك عندي، ولعله من لطف الله تعالى بعباده ونصراً ابن نبيه فلما وجد الخاتم نهض القوم بأجمعهم ومن انضاف إليهم، وقليل من وصلهم من القبائل لما جرت به العادة من هروبهم أجرا على البلاد وطرحهم بالأخلاف فحط القوم في ....... ما بين درب بليس وبين الماجل المصلول في موضع هنالك، وعمدوا إلى الدروب فأخربوها وأخربوها ودمروا الأموال، وأحرقوا الأعناب إلا القليل الذي لم يعبأ به، أو أجير وهو[124ب-أ] النادر، وأقام القوم في سبع ليال ووصل إليهم [.....بياض في المخطوط.......].

قال الراوي: وبلغ أمير المؤمنين العلم بأمور القوم وقلتهم وأنه إن لم يصل الظاهر فإن القوم لا يتأخرون من الطلوع فنهض عليه السلام في أيام باقية من شهر رجب سنة ثلاث وخمسين وستمائة فلما علم به القوم نهضوا من فورهم فحطوا في ريدة، ونهضوا بعد ذلك إلى الجنات، وسار أمير المؤمنين بالجيوش المنصورة حتى بلغ الظاهر فحط في موضع يسمى بسر بكيل وأقام هنالك، وأتته القبائل بأجمعها من بني صريم ووادعة وسفيان، ووصل إليه الأمراء الكبراء أنصار الحق آل يحيى بن حمزة بن أبي هاشم من ذيبين وذروة بالخيل والعدد، والأجواد من الرجال، فشكر أمير المؤمنين سعيهم وأثنى عليهم ولم يلبث أن أمر الخيل فأغارت في البون الأعلى فأخذت أغناماً كثيرة، وأقام القوم عند قرية الجنات، وأقاموا بالحد في عمارة قرية الجنات ودربها فاقتسموها فيما بينهم وعمروا، وكانوا يخربون القرى في البون ويحملون الأعواد والأخشاب، وأقامو على ذلك إلى آخر شهر رمضان المعظم من السنة المذكورة، وقد كان أمير المؤمنين عليه السلام لما وصل إلى الظاهر قدم صنوه الأمير المعظم أبا المظفر سليمان بن يحيى بن علي بن يحيى بن القاسم في خيل وافرة وأضاف إليه أهل الجهات تلك من آل يزيد وغيرهم فحط في قرية المضلعة مطلاً على الجنات ولم يكن ينقطع بينه وبين القوم مغير أو قتال.
(قصة المضلعة)

قال الرواي: ثم إن القوم تصوروا أنهم إذا طلعوا في الجبل فإن عسكر الأمير ينكسر وينالون منهم لما علموا بفساد بعض الناس، فتقدم الحمزيون ومن يقول بقولهم وتأخر أسد الدين ومن معه إلا الشاذ من أصحابه فحثوا القتال وكانوا عدداً وافراً، فانكسر أصحاب الأمير علم الدين، وكان ذلك في آخر النهار، ومن كان من المفسدين المنافقين اهتزم بغير سبب فاهتزم الناس قليلاً حتى خرجوا من قرية المضلعة وأخذ شيء من الأثاث وقتل خادم للأمير أبي المظفر ثم رد الله تعالى الكرة على أعدائه فكانت فيهم أخذاً وسلباً حتى ولج الحمزيون ومن معهم في شعبة ضيقه وطرحوا خيلهم، ولزم أكثرهم الصاعنون.
[.....بياض في المخطوط.......]
قال الراوي: ولم يلبث بعد ذلك أن جنحوا للسلم وطلبوا الصلح فساعد أمير المؤمنين عليه السلام لما رأى في ذلك من صلاح المؤمنين على شروط بينهم:
منها: أن يكون لأمير المؤمنين في البونين وبلاد حاشد العشر، ولهم [125أ-أ] الحق يأخذونه منها تسعة آلاف درهم أو ثمانية في مقابلة طعام كانوا شركوه إلى ظفار.
ومنها: إطلاق زرائعهم في كل جهة، وأمان المختلف من حصونهم من غير فساد ولا ....ـاطة.
ومنها: الواجبات لأمير المؤمنين في الخلف.
ومنها: [.....بياض في المخطوط.......].
وكان الصلح سنة وشهرين وعشرة أيام من غرة شوال إلى نصف المحرم من سنة أربع وخمسين وستمائة فانصرم الأمر على ذلك، وكان المتوسط والقبيل من جهة القوم الأمير أسد الدين بن محمد بن الحسن بن رسول، والأمير علي بن وهاس، ومن ذلك الأوان دخل في نفسه الرجوع إلى الحق والخدمة لأمير المؤمنين، فلما تم الصلح أمر أمير المؤمنين بهذه الدراهم ففرقت في البلاد.
ونهض عليه السلام لليال خلون من شهر شوال سنة ثلاث وخمسين وستمائة قاصداً حصن حلب المحروس لإصلاح شيء من أموره ثم يعود إلى الجهات الظاهرية.

ومما قيل من الشعر في أيام إقبال العدو من صنعاء وما هموا به في أهل الظاهر وغيرهم من ذلك قصيدة كتبها الأمير الكبير شجاع الدين أحمد بن محمد بن حاتم العباسي العلوي:
ن مبلغ أهل الظواهر
أبنا صريم عن يد
ورجال مرهبة الذرى
وليوث قيس السابقين
وحماة صائد الأما
أولاد همدان الذين سمى
أبيات شعر حكمت
يهدى النصيحة نحوكم
الغز والأشراف قد
وتوسموا أخذ البلاد
مالم تحوطوا سرحكم
فتقلدوا البيض الرقاق
وتدرعوا الصبر الجميل
لو أنكم خالفتم
صلح الوفاء فما لكم
نجل الحسين إمامكم
لا يبلغني عنكم
فلأنتم غلب الرقاب
إياكم الشم الأولى
نصروا الوصي وأنتم
?
?
والكل من باد وحاضر
والغلب من أولاد شاكر
أهل المسومة الضوامر
وصيد ذبيان المساعر
جد والضاربين بكل باتر
بهم طيب العناصر
من ذي وداد غير شاعر
إذ أنتم أهل البصائر
جمعوا لأرضكم العساكر
بسبي هاتيك الحرائر
بالبيض والسمر الشواجر
مع الأسنة والعوامر
فربنا مع كل صابر
ملكاً قليل اليمن جاير
لا تنصحون بخلق طاهر
خير الأوئل والأواخر
إلا الصلاح من السرائر
وأنتم كهف المجاور
لهم الموارد والمصادر
لا تهضمون لحكم كافر

38 / 56
ع
En
A+
A-