وإنهم ناموا وطرفك ساهد
ولا مضمر سوءاً ولا أنت حاقد
ومالك إلا المكرمات فوائد
بأن الذي فوق البسيطة نافد
كما يتوالا العارض المتعاود
دعائمه حيث السهى المتصاعد
بدانا سهيل تحته وعطارد
تكلل تيجاناً لهن الفرائد
وأعطيت قود النجم والنجم واحد
وبدن لسيفك في العراق الروافد
وقال الشريف اللسان العالم الفاضل اللوذعي أحمد بن سليمان العياني العلوي رحمه اللَّه:
لذ الهوى ما كان أغرى عن الفجر
وما أخلصت فيه العذارى ودادها
طويت وقد ولى الشباب وقلما
وكائن .... النفس عن شرعه الهوى
فكن لي عذيراً في الهوى فإنني
فلست بناس عهد ليلى وحبها
ولا صارفاً عن حب أحمد مهجتي
مجدد رسم الحق بعد دروسه
لك اللَّه كم أقررت من عين مسلم
وعطلت دارا من ضلال فأصبحت
وكم مأتم للنائحات أقمته
وثغر ضلال خضته فأبحته
وإن ابن أم خاض ما خضت جهرة
وقد حار فكري في مديحك إنه
وأعوزني تعداد وصفك فانطفى
وكيف وأنت الجامع الفضل كله
مهين نفيس المال حتى تركته
فلم تتخذ غير المعالي خبية
وطيب ثناء طبق الأرض نشره
أحلك رب العرش في الرتبة التي
وآتاك ما لم يؤت قبلك داعيا
وأورثك الملك العظيم ومكنت
وجاءتك طوعاً كل دار منيعة
وألقى هداد طوده متقاصر
وأصبح لما صار ملكك عالياً
تطأطأ فروع الراسيات لفرعه
وأضحى براش دار نسك تحله
وبدل بالإلحاد دين محمد
وكان من العنقاء أبعد مطلباً
فجاء مطيعاً يستطيش لما مضى
وقد بذل الماضون غاية جهدهم
وقد عرب لي برهة لم أقم له
ولم أنسره لكن عرتني حيرة
فلم يبلغوا منه مراراً وقهقروا
وليس براش غاية القصد كله
وكيف ومن دون الذي أنت طالب
وقد أهلك اللَّه الضلال وأهله
ومزقتهم في الخافقين شراذماً
على مركب للذل منزل جعجع
ولم إلا فرقة جاز هلكها
بقية قوم أخرت عن نكالهم
فبادر اليها بالجيوش مظفراً
وأنزل بها بالسيف وقعة قارن
فما زلت ميمون المساعي مسددا
?
?
وأسلم من ليل التباريح والهجر
ولم تطو أسرار القلوب على غدر
أرى طرباً بعد الشباب لدى حجر

مراراً فلم تقصر فصمت عن الزجر
أسير هواً أولى من العذل العذر
ولا تاركاً تذكار من حل في حجر
إمام الهدى المهدي ذي العز والفخر
وكالي سرح الدين من سبع الكفر
وأبكيت عيناً من غوي أخي فجر
بسعدك دار للتلاوة والذكر
على الكفر بالبيض المشطبة البتر
كفلت به للذيب زادا وللنسر
لسنحان مطبوع الفؤاد من الصخر
يقصر عنه واسع النظم والنثر
ذكاي ولم أبلغ عشيراً من العشر
كريم المساعي وافر الصيت والقدر
لغيرك راض بالقليل عن الكثر
ولم تكتسب غير المكارم من ذخر
وراحت به الأفواه في البدو والحضر
تقاصر عنها رتبة الأنجم الزهر
من الفضل حتى قيل ذا آية الدهر
يمينك من نهي الحلافة والأمر
فصار ذلولاً ذو الشراسة والقسر
لبأسك منقض الردود من الذعر
على الشهب مفتر البشاشة والبشر
وأقصر عن إقدامه قمة النسر
نجوم الهدى أهل الشفاعة في الحشر
ودرس المثاني بالمزامير والخمر
وأصعب من نيل الكواكب والبدر
له أنفاً في غير ملكك من عصر[89ب-أ]
لكي يملكوه وامتطوا كاهل العسر
بمدح ولم أفرغ بتقريضه فكري
وقوذعت حتى خلتني خبت بالفكر
وما قصروا بل أعورت ساعة اليسر
ولا هو شأو للسهام التي تسري
ممالك كسرى والممالك في مصر
وأفنيتهم بالمشرفية والسمر
فرائق شتى خيرة اللقطا الكدر
مغص وعيش غير ذي غبطة مر
وسيق إليها الحتف من حيث لا يدري
لسوء نكال وارتباك من الشر
فذا سبب للهلك في مخلب الصقر
فتلك لأهل البغي قاصمة الظهر
إلى الرشد محبوا من اللَّه بالأزر
قال القاضي الفقيه العلامة الأجل شرف الدين قاضي أمير المؤمنين الحسن بن البقاء التهامي ثم القيسي رضي الله عنه:
لا ظعنت هند وبان صدودها
وضمت جنوح المالكية رسلها
من الأرحبيات الهجان شملة
رعت بطن وادٍ من تهامة جاده
لأرض بأكتاف الحبيك عديته
بها أمنت زجر القنيص فأطفلت
كما أمنت بابن الحسين أخي الندا
غداة ترقى من براشٍ مراقياً
تقاصر عنها طرف كل متوج
تهال بها الأعيان في رونق الضحى
مراتب أبناء الممالك أصبحت

بكف إمام من لؤي بن غالب
إليه تخب اليعملات وعنده
فأحمد مولى كل مولى وفوزه
بنو قاسم آباؤه ورجاله
هم عزلوا مذ قام كل عزيزة
إلى أن أطاعته الصياصي وسلمت
وصارت مقاليد الأمور براحة
وكم طالب صنعاء غيرك لم ينل
فلما انتضيت المشرفيات تفرقوا
أبا حسن يا خير من وطئ الحصى
على رغم أقوام سعو أن ينالها
يرومون جري السابحات جهالة
وقد كانت الحسنى إليهم تقدمت
فعطل عراض الباطنية إنها
ولا تصغ للأقوال منهم فإنها
وقد عطلت أحكام دين محمد
فلا تنتظر بالمحرمية ورامها
?
?
وأخلف منها زودها وعهودها
من القيس مرباع طويل وزندها
صموت على العلات يدنو بعيدها
مطار الربا وأبحته رعودها
فلاة موشاة بني جلودها
وقل بها طول المدى من نهيدها
قلوب رجال ليس يحصى عديدها
دوين الثريا لا يرام حيودها
سواه وكل الماجدين بريدها
ويكبوا على حر الجبين صيودها
فقبض بيد كل الرجال عنيدها
جزيل العطا تبدي اللها وتعيدها
فوايد لاتحصى لمن يستفيدها
إمام بني أيامه ووحيدها
حماة قريش في الصدام وحيدها
ولم تجتمع أسيافهم وغمودها
أعنتها في راحتيه نقودها
تهجن بالعين المطيرة جودها
ذراها وحالت دون صنعاء أسودها
تفرق عير صادفت من يصيدها
تهنى فتوحاً طالعات سعودها
عدوك والعليا صعب صعودها
بساق مهيض أثقلتها قيودها
قليلاً مجاربها كثير كنودها
لرب سوى رب العباد سجودها
مكايد محتال عليك بكيدها
ويوم ظهور المردكية عيدها
بسعر تغشى الناظرين حديدها
وقال أيضاً الفقيه العلامة شرف الدين الحسن بن البقاء رحمه اللَّه:
ن الحمائم يوم بطن سويقة
ذكرت ربعاً بالطويق ومنزلا
قذفت بساكنها نوى مشطوبة
وبسفح أكبت العقيق بياضاً
اشتاقها وأحب ساكن سوحها
يا عاذلي على الجنين لدمنة
سحبت بها وطف السحاب ذيولها
لم يبق فيها غير أشعب خادل
بل رب قائلة أفق عن ذكرها
من عصبة شهد الرسول بفضلهم
من آل أحمد سيداً من سيد
يدعو الى سبل النبوة أمة
مولاهم المهدي حقاً والذي
فابن الحسين أعز دين محمد

وأبوه أحمد خير من وطي الثرى
لما دعا اللَّه أقبل نحوه
فليهنك الحصن الرفيع كأنه
فاليوم آمن ذو براش .......
والشامخات لدى براش أصبحت
زالت ملوك الترك عن عرصاته
فانعم به لا زلت صاحب نعمةٍ
قد قيل إن ذمرمراً من بعده
فانهض إليه داعياً في جحفل
لا زلت نهاضاً تروض مراتبا
يارب طالب نيلهن مخافة
فاسلم بقيت أبا الحسين معودا
?
?
أورثن سامع سجعهن سقاما
ويجيب رايته العزيز خياما
وتركن بعد مطيهن قياما
خضر الفروع نواعماً وبشاما
حباً أدار جوانحا وعظاما
درست لفقد أنيسها أعواما
والعاصفات اجتثت الأعلاما
جعلوا له يوم الرحيل حطاما
وامدح من القوم الكراما إماما
جعلوا لمن جحد الكتاب حماما
سمح السجية ماجدا قمقاما
كانت عن النهج السوى نياما
أحيا من الدين الحنيف رماما
وبه نساء المارقين إياما
كسر الصليب وعطل الأصناما
أهل الرشاد معانياً وقياما
طابت منازله وطاب مقاما
من آل أحمد خضرماً بساما
خولا وأصبح أهلها خداما
فكأنهم كانوا به أحلاما
يصمي القرين ويدحض الآثاما
كره التبطن واشتهى الإسلاما
يدع الرقاد على العيون حراما
بعدت عن الشيم الملوك مراما
خور فقهقر دونهن وحاما
لبني أبيك الكر والإقدما
وقال الفقيه العلامة الأجل ترجمان المتكلمين نظام الدين خال أمير المؤمنين قاسم بن أحمد هذه القصيدة يذكر فيها براشاً وغيره ويذكر جملاً من تعاقب أميرالمؤمنين عليه السلام:
شوقاً إذا غنت بأيك حمامة
بكت ساريات المزن بالقطر موهنا
ألثت به الحور المدائح برهة
إذا انتثرت فيه السحايب لؤلؤا
وأما سرت فيه النسيم تأددت
أشيم له البرق اللموح إذا سرى
يسامره ليل التمام متيم
وما زلت أرعى العهد بيني وبينهم
ومن يك ممذوق المودة ناسياً
تذكرت عصرا في سناع مضت به
أقام عليه الجيش ستة أشهر
تلاقى به جيش العدو فينثني
فطورا يعاديه إلى عقر داره
وما زال ذاك الدار منا ومنهم
علونا بصبر من حلو مذاقه
ورام المعادي ملجأ يلتوي به
فحار وقد حاشت بحار رتائب

وشقت له سنحان بالغدر مسلكاً
فنالت بذلك الغدر عاراً ملازما
وغالت كريماً كان لله سعيه
وأورثها قتل الشهيد مذلة
سقا جدنا في حزم سيان واكف
لأن كان حزناً دائماً فهو مشهد
وقد ثارت المصاليت بالضبا
ودوخها المهدي حتى تمزقت
فمن مرهق جزت بسيف غلاصمه
ولما اتفقنا منها المآرب وانثنى
يصاحبه بالجيش طوراً وتارة
على رسله حولين حتى تزلزلت
وأضحى له طوع القياد مسامحاً
وأضحت به الآساد وهي ثعالب
وأضحت له فانقاد للأمر طائعاً
تقاعس ممنوع المقادة جامحاً
وكم طمعت فيه الملوك فأحجمت
أشيم يحاذي الشهب والسحب رفعة
ويثني عيون الناظرين كليلة
سما فتوهمت الثريا سنامه
أهني به المهدي حصناً سمت له
أهني وإن كنت المهنى وإنما
أفاد براشاً صبره وجلاده
وقائع كانت في حضور يصده
ويحمل فوق الذابلات رؤوسه
ومرت له فوق العقاب ملاحم
شهوراً وولى ضده عنه محجماً
وأسرى بجيش نحو قارن غازياً
فغادرهم صرعى تحوم عليهم
وقاد لحرب الظاهرين وذروة
فأنزلهم بالسيف قهراً فأهبطوا
ومزقهم أيدي سبأ فتفرقوا
وجاش خلال الجوف فاقتاد خيله
ومال على صعدة ميلة
وكانوا بها أحياجلالاً فدعدعوا
وسار إلى حين سبأ نحو مأرب
بمجر كموح البحر يطفو عبابه
فعرفهم حكم الكتاب ولم يزل
وأحيا بيوم الأربعاء كل مفخر
فقام مقام الليث عند عرينه
على حين قل الناصرون ولم يقم
وسارت إليه العرب والعجم جهرة
بأرعن مثل البحر يبرق بيضه
دعاه إلى حكم الكتاب فلم يجب
فيا ساعياً في الجود والعلم جاهدا
أتلحق شأوا للذي أدرك العلى
تسامى إلى عليا الورى فانحنت
ألم تر أن اللَّه سير فضله
?
?
لربع عفت آياته ومعالمه
عليه فأضحت باسمات كمائمه
فراقت معانيه ورقت مناسمه
بداء زهره رقما مشوقا دراهمه
غصون روابيه وفاحت لطائمه
وهل يشتفي من بارق لاح شائمه
أخو زفرات موجع القلب هائمه
إذا ضيعت من حق عهد لوازمه
فما أنا إلا صادق الود دائمه
مدونة أيامه وملاحمه
أسنته مشهورة وصوارمه
وقد عولت في كل حي مآتمه

وطور يعادينا تبارى صلادمه
إلى أن علونا ثم فلت عزائمه
على أنه قد كان مراً مطاعمه
ويأوي إليه أو حليفاً يلائمه
ولم يك في الشم الشناخيب عاصمه
فولت به في جنح ليل رواسمه
تلوح على تلك الوجوه مواسمه
فنالته من رب السماء مراحمه
وخزيا الى يوم المعاد تلازمه
بكت ذلك الشجو المقيم غمائمه
يزار وترب يلثم المسك لاثمه
وأدرك منها ذلك الثار ناقمه
وحلت له في كل حي محارمه[91أ-أ]
وذي مغرم قد أثقلته مغارمه
سما لبراش كل يوم يزاحمه
يماسيه أو يزهي بليل عزائمه
قواعده مريحة وقوائمه
وقد هدأت رغباً ودلا عوارمه
وأمست حشاشاً بعد يأس أراقمه
وسامح لما استقبلته مراسمه
ولولاه ما لانت لملك شكائمه
أعاربه مفلولة وأعاجمه
فمنها غدت تيجانه وغمائمه
ويسلم من ترقى إليه سلالمه
وخلت الجبال الشم وهي مناسمه
على قدر أسيافه وعزائمه
محامده تهدى له ومكارمه
بكل مقام حس بالبيض حاجمه
يفلق بالبيض الجفاف جماجمه
ويقسم بين الغانمين غنائمه
فخرت لكفر الكافرين دعائمه
كئيباً وقد قلت وذلت ضراغمه
لجيش أثابته الهلاك جرائمه
جوارح طير ساعيات حوائمه
لها ما تهد الراسيات صيالمه
ولولا عفا حلت عليهم قواصمه
فمنهم يماني الهوى ومشايمه
وردت به في كل حي مظالمه
فولت على رعب شديد أعاظمه
فأجلى معاديه وقر مسالمه
تلوحه من كل خبت سمايمه
ويخفي تناجي القوم فيه غماغمه
وأنصاره من آله وتراجمه
بحزم سناع حيث شدت حيازمه
حفاظاً وقد لامت سواه لوايمه
على عظم ذاك الهول إلا قماقه[91ب-أ]
وقد نجمت للغدر منها نواجمه
ويكثر من تحت العجاج هماهمه
فأضحى إلى حكم السيوف يحاكمه
رويدك لا يطموا عليك خضارمه
صغيراً وما نيطت عليه تمائمه
أكارمه لما سمت وكرايمه
فحيت به أنجاده وتهائم
ومما قال الأمير السيد الشريف العلامة شرف الدين يحيى بن القاسم رضي الله عنه في قصيدة طويلة ذكر فيها عيون السيرة المهدية وذكر براشاً وهي التي أولها:
و الصب فاقصد بالذي أنت لائمه
فلو عصرت غض الهوى منك لوعة

وفي ذكر خير الناس ما يطرب الورى
وأنكح من صفو العقائل أنجبت
فيا سائلي عن شأنه إن شأنه
سما للعلى من جانبيها ولم يزل
وأعطته أم الشام جهراً قيادها
أتى مربطيها في زها ألف فارس
فلما مضى في صعدة الشام أمره
أهاب بصنعاء فاستجابت وأذعنت
مائيين وألف في الحديد كأنهم
شهاب، وسنحان، وخولان، كلها
وعنس، وجنب، من ذمار، ومذحج
فذكر من غمدان أيام تبع
أقام بها يدعو إلى الله جاهداً
فلما رأى أن ليس للمكر قاطعاً
ترحل عنها لازماً بعنانها
وعاد لصنعاء ثم ناداه مسور
ثمانون حصناً أحرزتها سيوفه
وقاد إلى سلحين جيشاً كأنما
طماه مثل سيل السد في أرض مأر ب
وأصعدها صرواح ثمت حقة
إلى أن رأى من أرض غيمان منظراً
فضل بها الجيش اللهام كأنما
وخيم بالجنات ثم تأرجت
هو الطود لم يطمع به قط طالب
به اليمن الميمون طابت زروعه
?
?
ودعه فيكفيه اللَّه الذي هو كاتمه
عذرت فخل الدمع ينهل ساجمه
إذا عددت أيامه ومكارمه
به في اللباب الهاشمي فواطمه
يقصر عن وصفيه ما أنا ناظمه
يشيدها مذ نيط عنه تمامه
على رغم من قتلها وهو لازمه
وجاد فيها القتال غواشمه
ودانت له من كل طود محازمه
وسار إليها جنده وصيالمه
شوابك غيل ..... طواحمه
وراع وصاع جمعه وأعاظمه
أسود إذ ما الروع غرد حائمه
إذا حشدت أتباعه وطماطمه
وينصف مظلوماً ويقمع غاشمه
سوى البعد من صنعاء إذا فهو رازمه
تصبحها فرسانه وصلادمه
فلباه منها جيشه وسواهمه
يماني طوطي مسور ومشائمه
يضيق به جرانه ولهاجمه
كأن يعاليل العباب غمائمه
بشطي حباب قومه وعوارمه
وشام على صنعاء للبرق شائمه
يحاكي زئير الأسد فيه هماهمه[92أ-أ]
لحصن براش بالفتوح لطائمه
ولا نصبت للمكر فيه سلالمه
وأضحى غوير نجده وتهائم
وقال رجل من أهل صنعاء في ذلك المعنى وقيل إنها للقاسم بن علي بن هتيمل:
لما اشتقت محوراً ومعيناً
ومتى ماطلبت في الحب عوناً
ما سرت ناقتي بمحرز إلا
ليت أن الوداد من صاحب السيف
آه منه فلا صديقاً صدوقا

أنا لولا المهدي أغنى وأقنى
أحمد بن الحسين مهدي عيسى
أيها المنكر الخلافة فيه
يا خليلي إن لي نفس الصب
حدثاً في حديث حصن براش
إلى قوله:
عن لي بارق بحصن براش
معقلاً سامياً وطوداً منيفاً
إن من معجز الإمام براشا
كان معنا وكنت معقل معن
طل على الشهب كيف شئت وطاول
فليهن بالمهدي حصن براشا
فعلت زفرتي وحنت ركابي
نحو صنعاء بالبرس مد شمالاً
ريب بالسر يا براش
وافتخر بالمهدي هادي البرايا
قد غنينا بجود راحته الجم
?
?
ذرفت مقلتاي ماء ًمعينا
لم أجد لي سوى دموعي معينا
وقفت برهة وطاشت جنونا
المحلى يبقى لنا ما بقينا
منذ كنا ولا عدوا مبينا
لعددت الزمان في المذنبينا
حجة اللَّه في الورى أجمعينا
قد رضينا به رضينا رضينا
وقلباً بحب صنعاء رهينا
واشرحا حاله وإلا فبينا
خلف طين سقى المهيمن طينا
راسيا راسخاً وحصنا حصينا
إن من معجزاته البنينا
موطن الطاعنين والضاربينا
طور سيناء جلالة والحصونا
طول اللَّه عمره آمينا
واغتدت تتبع الحنين حنينا
وعلى الشرق مد قهراً يمينا
وطاولت الثريا وفزت دنيا ودينا
وأمير الإيمان والمؤمنينا
غنينا عمن سواه غنين
ومن أبيات للأمير الكبير السابق المجاهد المخلص شجاع الدين أحمد بن محمد بن حاتم بن الحسين العباسي العلوي جمع فيها مدحاً لبراش صعدة وبراش صنعاء، وغيرهما من الحصون التي افتتحها أمير المؤمنين عليه السلام، وهي من بعد سنتين من فتح براش صنعاء، قوله:
بى اللَّه إلا أن جدك غالب
وضدك مقهور ولو حل في السهى
فحمدك معمور وسعدك صاعد
إذا قيل ولت دولة منك زفرت
تحملت أعباء الأمور فلم تهن
وقلت لوجه اللَّه سعي وإن أبت
خليلي عوجا العبس عما قصدتما
فأولاك رب الخلق ما أنت أهله
وقوما على باب الإمام وكبرا
وقولا بإعلان تهن مسرة
وعز بها حق وأزهق باطل
جمعت براش مع براش فحبذا
فهذا على قطري آزال مطنب
وذلك باب الشام والشرق فريد
إليك أمير المؤمنين بعثتها
أهنيك فيها والمهنى أنا بها
وأدعوا إلهي أن يشفع هذه

أيطمع يامهدي آل محمد
وهذي حصون الأرض ألقت زمامها
ثمانون حصناً في يديك عددتها
براشان منها رأسها وسنامها
وذروة والقفل المنيع عميدها
وفي حلب سر مصون بماجد
سمى وعلى بالناصر الفذ من له
سليل أمير المؤمنين الذي غدت
وهل مدع تنساه والموقر الذي
ولله حصن الجاهلي فإنه
وياحبذا حصن الكميم وحبذا
وأعرضت عن باقي الحصون بلا قلا
فقل للطغاة الحاسدين بغيضهم
?
?
وأنك منصور وسيفك قاضب
دعتك له حتى تدين الكواكب
وسرحك محمي وقرنك خائب
عليك بنود للعلى وذوائب[92ب-أ]
وقد خانك القاضي ومات الأقارب
بنو العجم قولي أو دهتني الأعارب
إلى حلب كيما يفوز الركائب
ودان على رغم الألوف المحارب
فحق لديه أن تتم المطالب
أطاع بها شرق ودانت مغارب
وحي بها صدق وأهلك كاذب
حصوناً تناجيها النجوم الثواقب
وذاك على أرجاء صعدة ضارب
وفي اليمن الأقصى لهذا مخالب
بيوت مثاني باعدت كالنوائب
من المبتدئ من صنوها والعواقب
بأمثالها إذ من يديه الرغائب
جهول ونصر اللَّه نحوك آيب
إليك ولم يبق حصن مغالب
وفي مثلها رب الولاء والمصاحب
وحصن هداد شامخ الطود غارب
وعراب عربة ذات حبس وحاجب
حواه فيا لله طرف وراكب
مواهب جود دونهن المواهب
شمائله محمودة والضرائب
له كل ملك في تهامة هائب
منيع الذرى ترقى إليه السحائب
تلمص في حافتيه العجائب
ولكن ما الإيجاز في الشعر لازب
يموتون فالمهدي للخلق غال
وقال الشيخ الأجل قاسم بن علي بن هتيمل التهامي رحمة الله عليه ورضوانه:
تام تدمن نهيه وإلى ما
ألزمت نفسك لومة حتى لقد
أعليه إن حسن الركاب وركبها
ومن حلت أصوابها فكأنما
أبلى الحديد حديدها وتناسخت
تلك المنازل ما استعضت بأهلها
ذهبت لياليها الحسان فليتها
إن يهجر الغيم العميم فقد همت
ولو استعرت له أنامل أحمد
ببنان أغلب لا البحار زواخر
فرع من الحسنين ينفذ حكمه
متفرس في الغيب تحسب علمه
تعنو الوجوه له وتخرس عنده
متسربل متشرف في حسها
نسب يبلغ فاطم الآباء والأ
وأصالة عدة ذوائب هاشم

خصم إذا جئت الخصوم وجدته
وأبو اليتامى ما يزال أباً لهم
متتابع الحسنات يقطع ليله
يقضان يعتقد الأئمة أنه
وأشم لو راد شمام ويدبلا
رقم العدى فحسامه وسنامه
إن ساد مقتبلاً غلاماً يافعاً
وإن انتهى شبه الأبوة فيه قال
بسرية من قاسم جعلت له
قوم إذا نكص الفوارس أحسنوا
أفبعد أخذكم براشاً وأمه
يرجون جدة دولة قد أصبحت
فابعث إلى حرض وبيش والتي
فلربما مارت بمور وسردد
لو لم يكن لك عصمة نبوية
ولو أن بسطام بن قيس كان في
?
?
وعلام تعذله علام علاما
كادت ملامته تكون لزاما
في دار عاتكة فقال سلاما
كانت عصارة عيشها أحلاما
أعوامها فمضين عاماً عاما
أهلا ولا بخيامهن خياما[93أ-أ]
دامت لنا أيامها أياما
ديم الجفون على الغنيم غماما
لسقيت جوداً بانة وبشاما
كفؤ لهن ولا السحاب ركاما
في الخلق إن نقضا وإن إبراما
وحيا إليه فطنة إلهاما
ذرب اللسان فما يحير كلاما
يستخدمان الكفر والإسلاما
ـجداد والأخوال والأعماما
لا الناسبين أمية وهشاما
ألوى محاسنه ألد خصاما
من بحره إما بهن نياما
بالصالحات تهجداً وقياما
في الفضل يصلح للإمام إماما
بالخيل طحطح يدبلاً وشماما
يتعاقبان الخط والإعجاما
لم يكتهل فأبوه ساد غلاما
ضرغام يشبه شبله الضرغاما
حطط النبوة والندى أقساما
تحت العجاج الكر والإقداما
قسراً وفتحك مسوراً وشباما
بالفاطمي حبالها أرماما
ما دونها جيشاً أجش لهاما
غرر الجياد فأسهمتك سهاما
تلق الوصي بها لكنت عصاما
أيام مجدك لم يكن بسطام
ووصلت مكاتبة الأمير الكبير الحسن بن محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الهادي إلى الحق عليهم السلام والصلاة والرحمة يثني فيها على أمير المؤمنين ويشكره وعلى معروف أسداه إليه ويهني ببراش لما بلغه إليه العلم من غير كتاب يصل إليه، فقال في أثناء الكتاب:
كرتك شكر الغيث والغيث يقصر
وإن أنا لم أشكر وأطنب شاكراً
سل الناس عني يخبروك بأنني
وقد طرقتنا في براش بشارة
وظني أن الأمر حق فإن يكن

29 / 56
ع
En
A+
A-