يباشر في لسن البلاغة منبرا
غداة بجيش النصر ساور مسورا
من الأرض فيها طاب سمعاً ومنظرا
وجوداً من الخيل السوابق ضمرا
تعزز من تلك المعاقل والقرا
إليها ومنه البأس نيفاً وعسكرا
لمن لم يزل في كل فتح مظفر
ومن ذلك قول بعض الشعراء غاب عني اسمه مهينئاً بقفول أمير المؤمنين من مأرب:
ي المنازل والملاعب
من كل واضحة اللما
يا ركب فانتجعوا الغنا
فلدى أمير المؤمنين
ونجائب نجدية
وشواجر خطية
وسوائر رعف دلا
وخلائق مهدية
يأيها البدر المنير
هيئته ظفراً وفتحاً
عاودت منصور الجيوش
ووردت درب الأزد
فأباح بيحان بشكرك
لو أنه أخطا الصواب
?
?
من أجل حبك للحبائب
بيضا المحياء والترائب
واغنموا حوض الركائب
مراتب فوق المراتب
من شرطها هضم الجوانب
وقواضب تردي القواضب
ـص سردها حدق الجنادب
كالمسك أو روض السحائب
مشارقاً ثم المغارب
بينا بفتوح مأرب
مبلغاً أقصى المآرب
فيك ولو عصت ملئت عصائب
بعد ما خاف المعاطب[86أ-أ]
جعلته نصب المصائب
رجع الحديث

فلما وصل العسكر إلى بيت علمان من بلاد حمير تقدم الأمير الكبير أحمد بن محمد بن حاتم في بعض العسكر إلى مسور وقد كان أكثر أهل مسور وحملان خالفوا وتحالفوا، فلما استقر العسكر في رأس مسور تقدم الأمير الكبير المقدم علم الدين أحمد بن القاسم بن جعفر بالعساكرلتدمير بني المنتاب وحملان ووقف الأمير أحمد بن محمد يحفظ حصون الجبل فقصد جهات بني المنتاب فدمروا تدميراً وأخربوا معاقلها، وغنم الناس منها مغانم كثيرة وتوطت خواطر الناس وعاد العسكر إلى أمير المؤمنين وطلب السلاطين آل صعصعة وبنو أزد الوصول إلى بين يدي أمير المؤمنين فأعطاهم الذمة السلطان الأجل المجاهد حسام الدين الوشاح بن عمران ووصل الكل إلى صنعاء، فلما لم يمتثلوا مراسيم أمير المؤمنين أمر بانصرافهم إلى بلادهم وأصحابهم يومئذ في القيود الثقيلة والجيوش الضيقة، ثم جهز أمير المؤمنين عسكراً آخر لقوة حصون مسور ولم يزل يوجه عسكراً معقوداً بعد عسكر حتى نهض بنفسه إلى الجنات وسنذكر ذلك مفصلاً.

قأقام عليه السلام في صنعاء باقي شهر صفر وربيع الأول والآخر وخمسة جمادى الأولى وأمر بالنهوض من صنعاء اليمن متوجهاً إلى جهات بلاد حمير المصانع لصلاح المغرب وقمع المفسدين حتى حط بالمنظر وقد كان في مدة إقامته حدث من محمد بن حسن الملقب بأسد الدين حادث وهو أنه لما أعناه وضاق به ذرعه ورجع خائباً من اليمن رمى بنفسه على حين غفلة إلى نواحي ذمار، فلما بلغ إلى أمير المؤمنين علم ذلك وكتب إليه سلطان اليمن الملقب المظفر يوسف بن عمر يعلمه أنه قد طرده من قطره ويفتخر بذلك جر أمير المؤمنين عليه السلام الأميرين المقدمين أسد الدين محمد بن سليمان بن موسى وهبة الله بن الفضل العباسي العلوي إلى الجهات الذمارية، فلما علم عدو الله أن العساكر قاصدة له ولى هارباً لا يلوي على أحد حتى بلغ إلى ذروان حصن الورد بن ناجي وحينئذ سبب الأسباب في تسليم حصن براش على أمور يرومها في المشرق حتى دخل بلاد مذحج جاراً، وقد كان أمير المؤمنين في أيام إقامته بصنعاء حارب بالعساكر المنصورة على براش حرباً عظيماً واستشهد جماعة من المجاهدين.
رجع الحديث إلى نهوض الإمام عليه السلام إلى المنظر
ثم نهض من المنظر فحط بالحما سفل الرحبة، ثم نقل إلى الحاتف من أرض الخشب، ثم نهض فحط في الجنات من أعلى البون، ولما حط عليه السلام أقام في الجنات فكتب إليه الأمير الكبير شمس الدين أحمد بن الإمام المنصور بالله عليه السلام وقد كان الأمير شمس الدين لما أمره أمير المؤمنين عليه السلام بالإقامة في ظفار تقاصر عليه الحال وطال عليه الانتظار كتب أبياتاً [86ب-أ] إلى الإمام المهدي عليه السلام يستنجز بها وعده ويستعطف بها قلبه وهو ممن يحول ويقول فقال من أبيات:
أعيذك أن تنافسني مطالاً
وكان الحق إن أنصفت أني
يعز علي أن ترضى بسخطي
ذوى غصني بحسبك من سماتي
أعيذك أن حالتنا سواء
سأستر تحت إيواني هزالا
ومهما يستعن غيري فإني
?
?
وقد صدقت سواي بك الظنونا

وقد أبحرت أولهم يكون
على زمني وإرضائي يهون
فلم تبقى على العطش الغصون
وأنت وبيننا في الحال بين
فإن أبديته سمت السمين
عليك بحسن رأيك أستعين
وأقام مدة بعد ذلك وكتب إلى الإمام عليه السلام إلى الجنات كتاباً وهو من محاسن الكتب في جنسه.
قال السيد شرف الدين: فكتب إلى أمير المؤمنين كتاباً يقول فيه: هذا الكتاب شريف من أشرف شريف وهو لمعة من البلاغة ينبغي أن ترعى ولا تلغى، فله خطر ولمنشئه قدر، فليعلق في السيرة إن شاء الله تعالى وهذه نسخته -أعني كتاب الأمير شمس الدين.
بسم الله الرحمن الرحيم
(المملوك والده يخدم المقام العالي النبوي المهدي سلام الله عليه وعلى آبائه الطاهرين وأدام على المسلمين رواق ظله، ولا أخلاهم عن كريم عفوه وحميد عدله، أدامه يدين لها الأقدار بالإقتدار ويمكن له غرة الأدلة والإنتصار، بخدمة إخلاص عقودها محكمة، ومعاقدها بالولاء الصريح معلمة، وسوابقها في ميدان الطاعة مقدمة، وينهي ما هو عليه من مواصلة دعاء يرغب إلى الله تعالى في تقبله وقبوله، ويبتهل أن يدني له في إجابته غاية سؤله ونهاية مأموله، وضراعته أن يبسط الله تعالى في البسيطة قدرته، ويتم عليه وبه من نعمته، وينفذ في آفاق الأرض كلمته، ويشرفه ويشرف إليه شرفاً تتضاءل دونه المراتب كما جعل طاعته وطاعة آبائه عليهم السلام من مفترضات الرواتب، فهو ولي بتبليغ رجاه ومناه، وإدراك غاية ما نواه، وهو يسأل أجراه في العادة الحسنى في التشريف بسالح المراسم الممتثلة والمكاتبات الكريمة التي هي بالمناجح مقبلة، وللآراء النبوية فضل السمو والقدرة إن شاء الله تعالى، وصلى الله على سيدنا محمد وآله.

ولما استقر أمير المؤمنين في الجنات اضطربت أمور المفسدين في الجهات المغربية ثم أمر أمير المؤمنين بالعساكر إلى نواحي المغرب مادة للأمير علم الدين أحمد بن القاسم بن جعفر وكان ذلك الزمان قحط وشدة في البلاد المغربية فأول من قدمه أمير المؤمنين ابن العمر الشريف الأمير الكبير المجاهد جمال الدين تواران بن القاسم بن محمد الحمزي في عسكر كثيف فأقام مدة أيام.
قال السيد شرف الدين أيده الله تعالى: ثم أمرني أمير المؤمنين بالنهوض إلى بين يديه فنهضت في عساكر متكاثرة من صناديد [87أ-أ] العرب من ذيبان والصيد وغيرهم، فلما وصلنا إلى بين يديه إلى المخيم المنصور بالجنات لم يلبث أن أمرنا بالمسير إلى نواحي المغرب فسرنا يومنا ذلك حتى أمسينا قريباً من قاعة، ثم نهضنا ثاني ذلك اليوم وثالثه حتى بلغنا حجة، وتقدمنا إلى الأمير علم الدين إلى جهة المخلافة، ولما علمت قدم بوصولنا أجمعو على أخذ الحصن المعروف الحطب خوفاً من اتصال العسكر به وقد كان صاحب جفيل وعولي مشفقين من لزم الحطب فما لبث القوم أن أجمعوا جمعاً عظيماً ولم يشعر أهل الحصن في آخر الليل إلا بالقوم فقاتلوهم قتالاً عظيماً حتى أثخنوهم بالجراحات وقاتل أهل الحصن قتالاً عظيماً وحجزت قدم بيننا وبين المادة في طرق وعرة وشواهق متعسرة، فلما أيقن أهل الحصن أنه لا طاقة لهم ولا مادة تتصل بهم دعوا بالسلم فأخرجهم القوم سالمين واستولوا على المكان، وفي خلال ذلك بلغ العلم والبشارات إلى حصن الموقر المحروس بتسليم براش صنعاء وضربت البشارات، واستر المسلمون بذلك اليوم وسار الخبر إلى التهائم وغيرها.
(قصة الفتح العظيم ببراش)

قال السيد شرف الدين رضي الله عنه: هذا الحصن هو رأس الحصون في أرض اليمن ومدينته صنعاء قصبة اليمن وكرسى مملكة الملوك المتقدمين وهو على ثلاثة أميال من صنعاء إلى ناحية المشرق أو قريباً من ذلك متصل بجبل نقم وقد ذكر لي من أثق به أنه رأى فيه أساساً قديماً وكتابة بالمسند فيما أحسب ولم يسمع له بذكر في السير. والله أعلم بالسبب في ذلك.
والسبب في بيع براش أن صاحبه محمد بن حسن بن علي بن رسول لما عظم عليه الأمور وطال عليه الحرب.

أخبرني بعض الناس رواية مطلقة أن مماليكه المترفين الذين كانوا يستحقرون شيئاً من ملابس الكتان وحلية الفضة بل لباسهم نفائس الحرير المثقل بالذهب ونسج المصري المذهب والبندقي انتهى بهم الحال الى أن بعضهم يرتكب الرجاء بيده ويلبسون خشن اللباس ويسفون الطعام بالغ خير النوى في صلح بينه وبين أمير المؤمنين وأن ينقض الإمام الصلح بينه وبين السلطان فلم يسعد أمير المؤمنين إلى ذلك ولا التفت إلى حديث المتحدثين، فلما علم أن أمير المؤمنين ممن لا يبيع الدين بالدنيا ولا يروقه رجرجها ولا يزحزحه زخرفها طلب بيع براش بثمن معلوم وشرط مشروط؛ إذ لم تكن وقع بين الإمام وبين السلطان شرط في ذلك بالجملة وكان المتوسط في بيع براش الشريف الأمير المجاهد شجاع الدين أحمد بن محمد بن حاتم بن الحسين العباسي العلوي وبلغ في العناية في ذلك مبلغاً عظيماً وكان الأمير المذكور ذا إخلاص ومحبة لأمير المؤمنين وإحسان في مداخلة الملوك وعنايتة بنفسه وماله ما لم يكن أحد يقوم مقامه ومن خواص أمير المؤمنين الشيخان [87ب-أ] المخلصان الطاهران مجد الدين أحمد بن محمد المنمير، وتقي الدين عبدالله بن يحيى بن علي الصعدي كان لهما عناية واجتهاد في ذلك على أنه لم يبق أحد من أهل البصائر في إمامته عليه السلام حتى اختص بنفع مفرد في ذلك وتحصيل المعجل من الثمن الذي يأتي ذكره والثمن الذي استقر عليه البيع والشراء ما مبلغه خمسمائة ألف درهم كلها من الدراهم المهدية التي وزن كل درهم منها ألفا قفلة بقفلة الإسلام وعشرون ألف غير الخلع والخيل التي أنعم بها أمير المؤمنين في مقابلة المتوسطين من خدام الأسد، وقيض الله إليه سبحانه وتعالى جملة من هذا المبلغ في الحال ثم أمر أمير المؤمنين عليه السلام إلى بلاد المسلمين من صعدة ونواحيها إلى نجران، إلى الظواهر، وبلاد ذيبان الى الجوفين، ومأرب الى المغارب من الشرفين إلى المخلافة ولاعة وحجة وتلك النواحي إلى بلاد حمير

الطرف، إلى صنعاء ونواحيها، إلى ذمار وديارها، إلى مقرا وبلاد خولان، إلى الهان إلى غير ذلك من النواحي، ففرق هذا الثمن المذكور في هذه البلاد وبسطه على الناس فجعل علىكل بالغ متمكن أربعة دراهم مهدية أو خمسة دراهم منصورية وجعل في أموال الأيتام والأرامل قسطها دون رؤوسهم وحكم بوجوب ذلك على جميع المسلمين ولم يظهر من أحد من العلماء في ذلك خلاف بل حكموا أن ذلك من أعظم القربات الذي يدفع بها عن المسلمين، وكان تسليم براش يوم الإثنين السابع عشر من شهر رجب المعظم سنة خمسين وستمائة سنة وقد كان أسد الدين شرط أشياء عند البيع:
منها: تعجيل بعض الثمن.
ومنها: الضمانة والعدالة من الأمير أحمد بن محمد بن حاتم.
ومنها: أن يكون صنو الإمام إبراهيم بن يحيى رهينة في حصن ذمرمر في باقي القيمة مدة مضروبة.
ومنها: استثناء أشياء من الشحنة والسلاح، فأمر مولانا عليه السلام بوفاء ذلك وإنفاذه، فلما قبض الحصن نائب الإمام وهو الأمير أحمد بن حاتم وجد فيه بعد القدر المستثنى من المنجنيقات والآلآت الحربية ما يقارب بعض قيمة الحصن وأمر الإمام بحمل الحبوب من البر، والشعير، والذرة، والزبيب، والجلجلان، والملح من الجوف، وصعدة، والظاهر، ومخلاف صنعاء، واستخدم أجواد الرجال المعروفين بالبأس والنجدة وكان شراؤه من أعظم الفتوح والمسرة في بلاد المسلمين.
ومما قيل من التهاني بالإستيلاء على حصن براش المحروس من ذلك قول الأمير السيد العلامة: شرف الدين يحيى بن القاسم الحمزي رضي الله عنه:
م تعلل قلبك المعمودا
ما زاد ذاك الطيف في غسق الدجى
بانو وبان الطيف لولا أنه
وإذا شغفت بحب ليلى لم أكن
تلك التي وعدت وخانت موعدي
قل للمعالم فوق أجزاع الحمى
ما للأحبة عن تهامة أجفلوا
فالأرض نجد والحيوة نسيمها
اضرب بطرفك هل ترى آلامها
والخيل تهطع في العجاج كأنها
وكأنما المهدي بشر فوقه
ذاك الإمام ومن غدت أيامه
لولاه ما انتصر الضعيف ولم يكن

أضحت به الأيام حيث توجهت
أومى إلى هضب الكميم بطرفه
وجرت على التنيين منه أنامل
ولقد رمى عم العلوج بجحفل
تسقى الرياح دمائهم ورؤوسهم
ودعا براش فملكته زمامها
كرم من الرحمن قيضه كما
فيها يعز اللَّه دين محمد
عيطاء يلحقها السحاب جناحه
حيناً ويحشر عن أشم كأنه
طود توشح بالنجوم وإنما
وتظنه العصم العواد وسلما
وعلى صوافحه الأنوف كأنها
لوكان يسجد للأنام تعبدا
فبسعده سعد الأنام وطالما
صلى عليه اللَّه من مستودع
?
?
بوصالها وأراه عنك بعيدا
إلا وزعزع قلبك المرؤدا
أبداً من الرسم الفريدة جيداً
بدعاً ولم أبغى عليه مزيدا
وحفظت عنها وعدها الموعودا[88ا-أ]
قولاً بحادية الحداة شرودا
ورموا على كره العميد نجودا
لو أن فيها للخليط خلودا
ترعى الحزون وزبرها مطرودا
شوس تلاحظ جحفلاً معقودا
ريح السعود خوافقاً وبنودا
للمسلمين على البسيطة عيدا
حكم الضعيف على القوي شديدا
تكسوا المنابر من علاه برودا
فتبددت أحجاره تبديدا
فغدا يحاكي ذابلاً أملودا
كالبحر يعصف في الفجاج حديدا
جعلت لبيض الباتكات عمودا
والملك ألقى نحوه الإقليدا
ألقى إليه سرائراً وقصودا
ويؤيد التعديل والتوحيدا
فيهز منه صواعقاً ورعودا
عمد تراه عن السماء مشدودا
زحل بواه بتاجه منضودا
ترقا به نحو السماء صعودا
فود تفود على السباسب فودا
لرأيتنا لابن الحسين سجودا
لم يلق شخصاً في الأنام سعيدا
لا باخلاً فينا ولا رعديدا
وقال القاضي العالم اللسان ركن الدين مسعود بن عمر العنسي رضي الله عنه وأرضاه:
سى أنه يدنو النوى المتباعد
وقد كنت أخفي حب من في خياله
كأني أمسي حين أزمع رفقتي
يضيئ الدجى من ثغرها وجبينها
أراني بعد الحلم راجعني الذي
فمالي عاهدت الليالي إنني
ولكن سباني طرف أحور شادن
وأدركني سكر الهوى من رضابه
وقابلني البدر المصنع بالدجى
وأنساني الأحلام لفظ كأنه
فهانا لا طبي على الشوق صابر
خليلي لا مطلب المجد عازب
فشد رحال الميس فوق ركائب
يخوض الدياجي وهي زهر كواكب

ونطوي بها البيد وهي على الوخا
عليها تنال المكرمات وتصطفي
إمام الهدى من تحت ظل رواقه
له إرث ميراث النبي بحجة
تولى أمور المسلمين فلم تهن
ولكنه حاز المدا وهو وادع
شديد قواه لين متمهل
لطيف بمن فوق الثرى وهو قاهر
حميت ثغور المسلمون وألقيت
وأحييت آثار النبوة بعد ما
وليت فلا جيد الولاية عاطل
وحسبك فخر أنك الناس كلهم
فما حج بيتاً غير بيتك عابد
يروم الورى إطفاء نورك ضلة
وزانك مجد كل يوم وليلة
ففي كل يوم تستطيل بك الهدى
تقهقر بالساعين دونك إنهم
وإن بني الأيام يذهب صبرهم
وإنهم زالو وبأسك ماثل
وأنك لا فض ولا أنت طائش
وهم يستفيدوا والحطام يجرهم
وإنك أوفيت البصيرة حقها
توالت إليك الراسيات بهضبها
وأضحى براش في يديك فأرسيت
ولما غدا من تحت نعلك فرعه
تطاول من فخر كأن هضابه
ولا غرو إن أعطيت ما أنت أهله
لعزمك فلتخضع خراسان كلها
?
?
فقد ربما لان الصخور الجلامد
فؤادي لولا أن جفني شاهد
فودعني ظبي من الأد فارد
ومن أدمعي نظم ونثر فرائد
طواه الحجى واعتادني منه عايد
خلقت صبوراً فاز من لا يعاهد
وطاوعني دون الصدور النواهد
بنيت وفيها الخمر والماء بارد[88ب-أ]
وعانقني غصن على الرمل مائد
جواهر در أسلمتها القلائد
جليد ولا دمعي على البين حامد
علينا ولا بجر المفاخر راكد
تشاد على أكبادهن المحامد
ويعلو الثنايا وهي عصم أوابد
تمور كما مار النعام الشوارد
لمدح أمير المؤمنين القصائد
طريف من الذكر الجميل وتالد
عليها له آي المثاني شواهد
قواه ولم تعظم عليه الشدائد
ونال بكفيه السماء وهو قاعد
سبوق قريب في المدا متباعد
حريص على كسب العلا وهو زاهد
إليك أمير المؤمنين المقالد
تعاظم سلطان من الظلم مارد
لديك ولا ربع النبوة بايد
وأنت إذا ما عدد الناس أوحد
ولا زال باباً غير بابك قاصد
وهيهات ما غطى على الشمس جاحد
كما زينت ذكر الجليل قواعد
وتهزم أحراب الضلال الملاحد
على العسر بخال وإنك جائد
إذا نابهم خطب وصبرك زائد

28 / 56
ع
En
A+
A-