ولما وصل عدن تلقاه واليها من قبل مولانا الصفي (أيده الله) الفقيه نظام الدين، أمير الدين بن أحمد بن عبد الرزاق المرواني العلفي بالإحسان والإعظام، وكتب إلى الإمام (عليه السلام)، وإلى مولانا الصفي (أيده الله)، وعاد جواب مولانا (عليه السلام)، بإشخاصه من طريق الجند، وجهازه بجميع ما يحتاجه.
ولما بلغ الإمام (عليه السلام) وصوله محروسة ذمار، أمر ولديه بلقائه، ورسلاً غيرهم بالكساء الفاخرة على أنواعها، والخيل المحلية، والنقود الكثيرة، وأظهر الإمام (عليه السلام) أن ما وقع فيه من الظلم والتعدي أنه إلى جانبه المحمي.
ولما قدم محروس الحصين أمر الإمام (عليه السلام) أولاده الكرماء، ومن بحضرته من العلماء أن يتلقوه بالجنود، وعظمه، وخلع عليه، وعلى أولاده وأصحابه، وأنزلهم منازل الكرامة، وتابع لهم الإنعام، وبعد ذلك كتب إلى السلطان بدر بن عبد الله بما معناه: إن ما كان إلى جانب السلطان بدر بن عمر فهو إلينا، وإن الواقع فيه من الجنايات علينا، وهذه نسخته [244/ب]……………
[245/أ] وكثر القول في ذلك، وأن السلطان بدر بن عبد الله هو الفاعل لذلك، وأن جعفر لا يقدر أن يصل إلى ما هنالك، ورسل الإمام (عليه السلام) تترى في شأن ذلك، ورسل السلطان كذلك، ويبعث الرسل بالبراءة من جعفر، وكان يظهر الأنس إلى مولانا عز الإسلام محمد بن الحسن (حفظه الله) وكاتبه من ألفاظها ما نسخته ………… ، [245/ب]ولا زال يتغنى بلعَّل، وهو يزداد روغاناً وتلوناً، ويظن أن ذلك يغنيه على الصدق ولزوم الحق.

ولما كان في شهر رمضان المعظم، وصل الشيخ محمد بن شيبان من صوفية بلاد حضرموت، وكان كثيراً ما يوسطونه لمهماتهم، لميلهم إليه، ومعتقدهم فيه، بكتاب إلى مولانا الصفي (أيده الله) من لفظه: ……… .
[246/أ]قال من حضر مخيم مولانا الصفي (أيده الله) في مدينة الغراس، وأعمال ذي مرمر: إنه سمعه (أيده الله) يقول للشيخ شيبان، وقد أعطاه الجواب.
قل للسلطان هذا كتابي، وبعده ركابي وسيفي هذا وأراه السيف أو كما قال، ويقول أيضاً: قد غششنا الإمام (عليه السلام) بانتظارنا لهذا المكاتبة الكاذبة التي هي خديعة لا محالة، ووصلت كتب الإمام (عليه السلام) بالعزيمة التي لا رخصة معها بالنفير ومولانا أحمد بن الحسن جمع العسكر المنصور بالله من جميع الجهات التي إليه.
وقامت الخطباء والدعاة إلى الجهاد في صنعاء وجهاتها، فأجابه أهل الهمم العلية، والنيات الصادقة القوية، وأهل صنائع المعروف، وخرج من الغراس المحروس يوم الخميس ثامن عشر شوال سنة تسع وستين وألف [يوليو 1658م] إلى بلد الأبناء من وسط السر ، وقد انظم إليه صنوه السيد الأعظم الحسين بن الحسن بن أمير المؤمنين (أيده الله) بعسكره، وارتحل من الأبناء إلى الشرفة من أعلى السر بموضع يسمى مساح عند شيخ يسمى الشيخ الجمرة -بالجيم المعجمة- وهو من كرماء أهل تلك الجهة، فأخبر من حضر مقام مولانا الصفي (أيده الله) أن هذا الشيخ أخرج من بيته من غنمه سبعين رأساً من كبار الغنم، ومخزانين كاملين مملوءين براً وزبيباً وشعيراً، ومخزانين كبيرين أيضاً علفاً وجربة كبيرة قضباً .

ثم ارتحل إلى المربك من أعمال جبل اللوز ، وقد اجتمع العسكر نحو ألفين، ومن الخيل نحو مائة، ثم ارتحل منها إلى العبرين من أسفل وادي قروا ، ثم إلى أسفل مسور ثم إلى قحوان من بلاد الأعروش ، وترك ولده مولانا محمد بن أحمد على المحطة المنصورة.
ثم ركب مغذاً، ومعه صنوه الحسين (أيده الله) إلى حضرة الإمام (عليه السلام) إلى محروس الدامغ، وفاوضه فيما ينبغي، ويجب تقديمه، وقد استدعى الإمام (عليه السلام) الأدلاء أهل معرفة الطريق، كما أخبرني القاضي العلامة شمس الدين أحمد بن صالح بن أبي الرجال مكاتبة، وأقام عند الإمام (عليه السلام) ثلاثاً، وتوجه إلى محروس ذمار للاتفاق بصنوه مولانا عز الإسلام (أيده الله)، فأقام عنده ليلتين، وفاوضه كما فاوضه الإمام (عليه السلام)، ونهض من ذمار إلى محله الأول، وعند انفصاله من ذمار المحروسة انصب المطر الغزير ذو السيل الكثير، فتوجل عليه شيء من خيله، وحصل عليه أذىً كثير، وهو صابر مجتهد.
وقد عين له الإمام (عليه السلام) من الجنود قدراً، ومن الأموال جزءاً يستمر سياقه إليه، ومن عند مولانا محمد بن الحسن (أيده الله) كذلك، وكان قد حصل شيء بين العسكر وأهل البلاد، فغطَّى ما كان بينهم وأصلح أمورهم، وأدب من سعى في ذلك.
ثم ارتحل إلى قرية وديد، والضيافات من البلاد المقاربة له تأتي إليه[246/ب] غير بني جبر وبني شداد ، وبني سحام ، فعولوا عليه بإعفائهم من السياق، وأن يرسل إليهم ما شاء من الأجناد يضيفونهم ما شاء، فأعفاهم، وأقام في وديد نحواً من ثمانية أيام.

ثم ارتحل إلى أواسط وادي حباب ، بموضع يسمى بير الحصن، ثم منه إلى بلاد الهيال بموضع يسمى الحرجة في أسفل جبل غيلان.
ثم منها إلى موضع يسمى مطرح محمد بن راشد من أسفل حباب، ثم منه إلى موضع يسمى الأجرف، وكان الماء في هذا الموضع غير ظاهر، وإنما يحفر أهل تلك الجهة حفائر يستقون منها فاقتدى بهم واحتفر سبع حفائر، فكانت الكفاية.
وكان فيما بين هذا المحط والذي قبله قد تجرد (أيده الله) في جبل لنظر الاعتبار، بمدينة صرواح المشهورة لما فيها من المآثر المسطورة، وهي بلاد حارة شديدة الحر جداً، فمات عليه من الخيل نحواً من خمسة وعشرين رأساً.
ثم ارتحل إلى وادي رغوان، واستقر في موضع يسمى مدينة حاتم نحواً من شهر ونصف وعيد فيها عيد النحر، وقد اجتمع إليه كبار خولان العالية، وأشراف الجوف ومشائخها، ووصل إليه الشيخ مسفر المعظي وجماعة من قبائل المعقة .
وأخبرني بعض الخواص أن مولانا الصفي (أيده الله) طمع في انقياد السلطان بدر حيث قد عرف العزيمة على الخروج عليه، للجدب الآتي ذكره والمشقة.
ولما استمر السلطان على المخادعة والروغان استعان الله كما سيأتي، وقد وصله أهل بلاد المصعبين، فأحسن إليهم، وكساهم وأركب كثيراً من الأشراف أهل الجوف أولاد الإمام المنصور بالله (عليه السلام)، وكان ولاية الجوفين إلى نظره الكريم، وأخذ ما حصل من البلاد من الطعام، والعلف كثيراً، وأنفق على الجنود المنصورة، والخيل والجمال.

قال بعض من صحبه: لولا أقام في هذا الموضع وأطعم خيله وجماله لما قدر على النهوض لما سيأتي من صفة الشدة والغلاء في القوتين، والجدب في البلاد جميعها.
ثم ارتحل منها إلى وادي إيراد بموضع يسمى الهجلة، فأقام فيها ثمانياً في كلها يطلب الماء، حتى لقد احتفر إلى مأتي ذراع، ثم ارتحل إلى درب سبأ، فأقام فيه ثلاثة عشر يوماً، ووصل إليه من لم يصله إلى رغوان من مشايخ المعظة، وقبائل عبيدة ووصل الأمير طالب بن الحسين بن محمد بن ناصر بن حسين بن علي بن قاسم بن الهادي بن محمد بن أحمد بن الإمام المنصور بالله (عليه السلام) في جماعة من أصحابه، وكان قد تأخر عن الوصول، وكان بنو عمه أسرع منه فتلقاه مولانا الصفي (عليه السلام) وعظمه، وخلع عليه.
ثم سار من هذا الموضع إلى موضع يسمى البلق من جبل الفلج، بفتح اللام، وخرج مولانا الحسين (أيده الله) في نصف العسكر للتخفيف إلى موضع يسمى[247/أ] الجرشة من بلاد مراد، ثم إلى موضع يسمى نجد الملح، واجتمع العسكران هنالك، ومنها ارتحل إلى جربة المصعبين ، وأقام فيها ثلاثة أيام.
ثم منها إلى بيحان، وأقام فيه ثمانية عشر يوماً، ومرض بعض العسكر، ثم مولانا الحسين، وحمل إلى محروس مدينة رداع إلى مقام صنوه العزي، وقد صار فيها كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
وأما أصحابه أعني الحسين فبقوا عند الصفي (أيده الله) حتى فتح الله عليه كما سيأتي إن شاء الله تعالى، ثم إنه ارتحل من بيحان إلى موضع يسمى الدمنة، ولم يقدر على الماء فلولا أن الوقت بارد لهلك الناس من السموم.

ثم ارتحل منه إلى موضع يسمى بير ملحة من أعمال مرخة من بلاد الرصاص، ثم منها إلى موضع يسمى ناب، وأقام فيه خمسة عشر يوماً.
ووصل من السلطان صالح الرصاص الضيافة الكثيرة منها تسعمائة رأس من الغنم ومن الطعام والبر، ووصل السلطان منصر العولقي فأمر مولانا أحمد بن الحسن بلقائه وتعظيمه، وعرف (أيده الله) أن الرصاص لم تطب نفسه بوصوله إلى بلاده، فأذن للعولقي بالعودة إلى حدود بلاده، وهي كالمتصلة ببلاد الرصاص.
ثم ارتحل منها إلى واسط من بلاد العولقي، هذا والإمام (عليه السلام) يتابع العسكر والمال وينتظر ما يصح من مكاتبة السلطان بدر بن عبد الله، وما يأتي على يدي مولانا عز الإسلام (أيده الله)، وقد وصل شيبان المقدم ذكره، وصح للإمام (عليه السلام) التقلب في الخطأ والتصلب على الاعتداء، وكانت قد وصلته كتب السلطان أيضاً.
كما أخبرني مولانا عز الإسلام محمد بن الحسن (أيده الله) مكاتبة، أنه أرسل صنوه الحسن بن عبد الله بن عمر، وولده لقتال صاحب ظفار، وأن عدة الخيل موجهة أربعمائة وخمسة وعشرون فارساً، والتزم بالقبض عليه وطرده.
ثم وصلته كتبه بعدها تنقض ما عقد وأبرم، وأن آل كثير لم يرضوا المسير إلى ظفار، والمحاط الإمامية تخلفهم إلى بلادهم، وأن مولانا الصفي (أيده الله) يعود إلى موضعه، وكلما أنفقه في هذا المخرج كان غرامته عليه، وساق ما حاصله التلون والاختلاف المعهود منه.

فجهز مولانا الإمام (عليه السلام) ولديه السيدين الأكملين محمد بن أمير المؤمنين المتوكل على الله، وولد أخيه مولانا محمد بن أحمد بن أمير المؤمنين المنصور بالله في نحو من ثلاثة آلاف أكثرها أهل بنادق، ونحو مائة وخمسين فارساً، وكان الإمام (عليه السلام) قد أمر بالفسطاط الأعظم أن ينصب في المنشية لإشعار أهل المشرق وغيرهم بالمخرج المنصور بالله، وذلك قبل أن يأمر مولانا الصفي (أيده الله) بالتجهيز فبقي هذا الفسطاط في المنشية نحواً من ستة أشهر، وكان مع أولاد السادة الكرام، وضم إليهم عيون أصحابهم[247/ب] الأعلام، ووجوه عسكره الأقرام، وخرجوا من معمور الحصين يوم السبت في شهر ربيع الآخر، وساروا إلى ذمار، وأقاموا فيها يومين، ثم ارتحلوا إلى معمور رداع، وتلقاهم مولانا عز الإسلام بالإنعام والإكرام، وأقاموا فيها أربعاً ومضوا إلى البيضاء من جهة بني أرض.
وكان هنالك الفقيه المجاهد محمد بن علي بن جميل السيراني في عسكر نحو من خمسمائة نفر كما تقدم، ووصلهم أهل تلك المخاليف، لم يتخلف عنهم إلا السلطان محمد الهيثمي، فإنه استمر في ضلاله القديم، واستحسن جوبه العظيم، وكذلك السلطان أحمد الفضلي، أقام على الفساد والجموح عن الانقياد، وكان الإمام (عليه السلام) قد استدعاهما الوصول إليه، وكرر عليهما طاعة الله سبحانه، وطاعة رسوله ً بطاعته، عرضا بطراً وازدادا شراً، حتى كان من أمرهما ما سيأتي إن شاء الله تعالى.

وبعد أن جهز الإمام (عليه السلام) ولديه ومن في صحبتهما أمر (عليه السلام) بمسير السلطان بدر بن عمر الكثيري وأولاده إلى مولانا الصفي (أيده الله) مع العالمين الكاملين السيد الأعلم عز الدين بن دريب بن مطهر السليماني التهامي، والقاضي العلامة شرف الدين الحسن بن أحمد الحيمي، ثم القاضي الأعلم الأكمل الهادي بن عبد الله بن علي الحارثي.
وأمر مولانا العزي (أيده الله) بإنفاذ السلطان المذكور ومن معه، وأن يلحقوا بمولانا الصفي (أيده الله) بعد أن أحسن إليهم كثيراً وأعطاهم نفائس الخلع وكثيراً من النقود مع المضارب والآلات، والخيل والسلاح، وكان قد أمر مولانا العزي (أيده الله) بالقدوم إلى محروس رداع العرس ليتوسط ما بين اليمن والمشرق، وكان هنالك بجميع عسكره وخيله، وقد أرسل من خيله وعسكره الذين في رداع نحواً من خمسين فارساً، ونحو أربعمائة راجل، ومن أصحاب مولانا علي بن أمير المؤمنين المؤيد بالله (أيده الله) أربعة وعشرين فارساً، ثم من غيرهم ولا زالت المحاط تلاحق.
ووصل من كوكبان المحروس بالله من الأمير الكبير حسام الدين الناصر بن عبد الرب (أيده الله) عسكر وخيل، وعليهم ولد أخيه السيد الجليل شمس الدين أحمد بن أحمد بن الحسن بن عبد الرب بن علي بن شمس الدين بن الإمام شرف الدين (عليه السلام)، ومنهم أصحاب حي مولانا عز الإسلام محمد بن الحسين (رحمه الله)، وكانوا زهاء من ألف، ثم تلاهم عسكر من الحيمة أكثر من ألف غالب سلاحهم البنادق، ووكل نظامهم إلى ولده الفاضل عز الدين محمد بن أمير المؤمنين.

وقد ضم إليه أيضاً السيد الفاضل المجاهد العالم[248/أ] العامل أحمد بن الهادي بن هارون بن الحسن الهادوي، والسيد الرئيس الكبير شرف الدين بن مطهر بن عبد الرحمن بن المطهر بن أمير المؤمنين شرف الدين (عليه السلام)، والفقيه المجاهد جمال الدين علي بن صلاح الجملولي، وغيرهم من السادة ورؤساء العسكر حتى أن المحاط كانت كثيرة العدد، متواصلة المدد، فبعضهم اجتمع بالصفي (أيده الله)إلى واسط، وبعضهم إلى رغوان وبلاد الرصاص، والأكثر إلى ميفعة، كما سيأتي إن شاء الله.
نعم! وكان قد استدعى شيبان المقدم ذكره بالأمير جمال الدين علي بن الحسين بن مطهر بن الشويع، وهو حينئذ عين آل غرأ من بني حمزة بعد حي صنوه الأمير الفاضل صالح بن حسين (رحمه الله)، وأجابه مولانا الصفي (أيده الله)إلى ذلك، وسار في نحو عشرين فارساً، وأنفاراً من كبار الجند، وبقي مولانا الصفي منتظراً للجواب، فكان في واسط نحواً من عشرين يوماً، ثم ارتحل إلى إنصاب من جهة بلاد العولقي، فكان فيه شهراً، وهو يعد للعسكر أرزاقهم، ويبالغ في تحصيل ارفاقهم.

ولما استتم له ما أراد وقد عرف أن ما بعده من الطريق قد حفظه الله سبحانه بكثرة المحاط المتظاهرة تقدم إلى موضع يسمى بير حليمة من بلاد العولقي أيضاً، وقد أحسن إلى العولقي المسمى السلطان منصر كثيراً، ولقد كتب إليه من جانب البلد إلى المخيم المنصور، وهو في جانبها أيضاً إن ولده فلاناً من صغار أولاده أحب أن يركب مع ولدكم الفاضل النجيب علي بن أحمد بن الحسن (عافاه الله) وهو الصغير من أولادكم (أيدهم الله) يعنى الذين في صحبته وسنه حينئذ نحواً من اثني عشرة سنة، فأجابه مولانا الصفي بأنه صدر لولدكم حصان بعدته محلية حلية كاملة، وكسوة الحصان أيضاً من ذوات القيم البالغة، وصدر سيف محلي ورمح محلي أيضاً، ومع ذلك لم يؤثر كثرة الإحسان في ذلك الإنسان، لسوء معتقده في أهل البيت (عليهم السلام)، وجهله لحقهم المفروض من ذي الجلال والإكرام.
ولقد أخبرني بعض العسكر المنصور من أصحابه (أيده الله) أن المؤذن في مدينته المهدومة إن شاء الله أمره بعض العسكر أن يؤذن بالأذان النبوي وأن يقول حي على خير العمل فبلغه ذلك فتهدد ذلك المؤذن ونفع عليه وبلغ مولانا الصفي ذلك (أيده الله) فصفح، وأمر المؤذن أن يؤذن بأيهما شاء، وأن الدين كله محمدي، والدعوة جامعة للشافعي والزيدي.
ثم ارتحل إلى موضع يسمى بير حليمة من بلاد العولقي أيضاً، ثم منها إلى موضع يسمى[248/ب] البير الغوري، ثم منها إلى بلاد الواحدي، ثم إلى موضع يسمى حبان ، وهو قرية كبيرة تقارب المدينة، سلطانها الشيخ صالح الواحدي، فأقام فيها ثلاثة أيام.

96 / 116
ع
En
A+
A-