[237/ب]وبعد فصدور كتابنا هذا عن علوم سارة، وأحوال جميلة قارة، بعون الله الكريم ولطفه، والمعهود من إحسانه الجزيل وعطفه، ثم ببركات نبيه محمد الأمين (صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين)، ثم ببركاتك أيها الخليفة الأعظم، والإمام الميمون الأعظم، وبأسرار دعواتك المقبولة، وعنايتك التي هي بيمن الله أبداً موصولة، وباعثه استمداد دعائك الممطر، ودق السلامة المبلغ بتوفيق الله، تعالى إلى خير وكرامة، ثم لأداء ما يجب علينا من حقوق الخدمة والطاعة للإمامة، ثم لتعريف خاطرك الشريف برسوخ أقدامنا في طاعتك وحبك، وابتهاجنا بما نلناه من ودادك، والواجب علينا وقربك، وما فزنا به من حسن المقابلة، والتعهد المفروض لكم علينا من المراسلة والمواصلة. ثم لتفهموا أنا بعد أن أرسلنا إليكم أجوبة المراسيم الكريمة، الحاوية للأوامر والزواجر الشرعية الإمامية العظيمة القيمة، بشروعنا في تقرير ما به أمرتم، وثبات ما به لنا عرفتم، وإليه أشرتم نحن والقاضي الأوحد الحلاحل، الأرشد الأورع، الأبي الأمجد الأسعد شرف الدين الحسن بن أحمد -حفظه الله-، وببركاتكم ثم ما قصدتم، وثبت ما عليه ندبتم، من إقامة الجُمعات والجماعات، وإخراج الزكوات الواجبات، وإزالة جميع المنكرات، من الخمر وآلاته، والربا ومعاملاته، والفسق بجميع حالاته، ومقدماته وأدواته، ولم يبق من الحالات إلا ما يرضاه، ومن المعاملات إلا ما يرومه ويهواه.
ثم لما كان وصول جوابكم الكريم إلى القاضي العلامة المحقق الفخيم، شرف الدين الحسن أبقاه الله في خير، وإليه بكل خير أجر، وقرأ مضمونه، واستخرج من وعظه مخزونه، وقريرة مضمونه، وقربه ناظره، واطمأن بما حواه خاطره، وصلح به آخره، واتسع به سروره وبشراه، واشرح به منه البال، وفهم منه الإذن منكم بالترحال إلى نهجك الرحيب، المعشوشب الخصيب، حزم الأمن للأهل والبعيد والقريب، فإذا فهم عنكم ذلك، وعرف منكم ما هنالك أزمع الرحلة من غير توقف ولا مهلة، شوقاً إلى لقائك، ومسارعة إلى رضا الله سبحانه ثم رضائك، وطلب منا المبادرة بما لا بد منه للمسافر من أدوات السفر المعلومة يبن البادي والحاضر، فبادرناه بما جعل أمره إلينا، وعجلنا بسفره وإن كان مما يعز أمره علينا، وتوجه إلى جناحك الخطير، وسوحك الواسع المنير، محمولاً على جناح السلامة متزوداً إن شاء الله زاد التقوى والكرامة، مصحوباً بلطف الله وتوفيقه[238/أ] في جميع طريقه، حتى يحظى منك بالاتصال، المؤذن إن شاء الله بصلاح جميع الأحوال، دائماً من غير انفصال، وما غرب عن كتابنا من باقي الأخبار، وغوامض الأمور والأسرار، فاستلموه من لسانه الصادق، عن جنابه المنير الثابت الحاذق، فما الأوراق بحاوية للأقل مما حوى، ولا الألسن بناقلة إليكم أصدق مما روى، وقد عرف منا ما يدل إن شاء الله على انتظام أمرنا، وما يوجب لنا لديكم ارتفاع قدرنا وذكرنا، ولا زلتم لنا ولكافة المسلمين ذخراً وعدة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين، حرر آخر
شهر شعبان المبارك من شهور سنة سبع وستين وألف [1656م]، وألحق بعد ذلك ما هذا لفظه:
حاوي خير وسرور وبركات إن شاء الله تعالى إلى حضرة سلالة الرسول وخليفته اعتمادنا وملاذنا، مولانا أمير المؤمنين المتوكل على الله رب العالمين، إسماعيل بن مولانا أمير المؤمنين القاسم (أيده الله)، وأيد به الدين آمين، آمين.
وبعد.. فالصادر إلى حضرتكم الشريفة العلية، الإمامية المحمدية من الخيل الكرام باسم الهدية ثلاثة رؤوس، فمنهن فرس نعامة صفراء مليحة، ومنهن فرس كحيلة، حمراء جنده ، والثالث من الرؤوس المذكورة حصان شميطان أصفر تفضلوا بقبول تلك الهدية، وإن كانت تافهة غير سنيَّة، فما مثلكم ما يقابل بإهداء كل متمول، ولولا أن ندب الهدية جدك الأمين خير البرية لم نتجاسر عليها ولم نمد الأيدي لإجلالكم إليها، وإنما كان قصدنا بها اتباع السنة، وتقليد أعناقنا بقبولكم له منا عظائم المنة.
ثم الصادر إليكم من الخيل الجياد، في مقابلة ما يقرر علينا لبيت المال من الزكاة والفطرة ثمانية رؤوس حسبما ذكرنا، لكم في كتاب منفرد إليكم بيد القاضي الجليل الحسن بن أحمد (حفظه الله)، ثم قيل ما تقرر لكم من محصول بندر الشحر المحروس بالله من الرسم الهندي، وما تقرر لكم مما رسم على البانيان في مدة ثلاثة أشهر مائتان وعشرون قرشاً وثلاثمائة حرف، وخمسة عشر ذهباً أحمر، محسوب بستمائة قرش وثلاثين قرشاً، كما أن جملة الذي تقرر من الموسم الهندي سنة سبع وستين وألف [1656م]، والذي يخصكم من المتقرر على البانيان هو ثمانمائة وخمسون قرشاً مقتضى ما قررناه لكم في الكتاب المفرد المشار إليه، بيد القاضي (حفظه الله)، ثم لا [238/ب] يخفاكم حفظكم الله تعالى أنا أرسلنا إلى موالينا أولادكم حفظهم الله أجمعين على سبيل المهاداة، ومنوال الحب والموالاة، لمولانا عز الإسلام محمد بن مولانا شرف الدين الحسين رأسين من الخيل، ولأخيه مولانا صفي الدين أحمد رأسين أيضاً، وإليه من الولد عبد الله رأس من الخيل هدية، كما بعث إليه مع الأمير أحمد بن سعد حلية لفرسه هدية، وأرسلنا لأخيهما حسام الدين الحسين حصاناً، والقصد بجميع ذلك خيرك الواجب وخيرهم إذ هم لك من أنفع الأعوان والأقارب، والدعاء منكم مسؤول بحصول كل مأمول ولا زلتم في كنف الله ورعايته، مخصوصين بأتم السلامة، تاريخ خامس عشر شهر رمضان المعظم سنة سبع وستين وألف [1656م].
[توجه الأمير محمد بن المتوكل على الله إسماعيل إلى الحج]
ثم لنذكر ما يعقب ذلك من السيرة النافعة والدعوة الجامعة في العام المذكور، كما لا بد من ذكر ما آل إليه أمر هذا السلطان وجهات حضرموت إن شاء الله، فإن مولانا الإمام (عليه السلام) أمر ولده الفاضل مولانا عز الإسلام محمد بن أمير المؤمنين (أيده الله) بالحج المبرور، وأن يصحبه عدة من أهل العلم والرئاسة، من نجباء الجند والخاصة، فتجهز في أواخر شوال وكانت طريقه خبت لعسان ، وقد تلقاه الحاج من أهل السهل والجبل، وكثرة الضيافات والعسكر تزدان بأحسن سلاح ولباس، والرايات والمضارب، كما هي في اليمن، وزيادة والنفقات عليهم، وعلى من التاث بهم من الضعفاء ومنقطعي الزاد، ولا زال حاج اليمن ينظم إليه، ويجتمعون عليه، حتى قدم بهم على ذلك إلى مكة المشرفة شاهراً أمره، ظاهراً شأنه، مرتفعاً سلطانه، وقد أمرهم الإمام (عليه السلام) يعني الخواص من العلماء والكبراء أن يحفوا به، وأن يصلوا كل مقطوع، وأن يبسط العطاء في أهل الاستحقاق والسائلين من معترِ وقانع وهلوع، وتلقاه الشريف المكرم المعظم، زيد بن محسن بغاية الإكرام، ونهاية الإعظام، وأنزله خير منزل، وجعله مما يقرب من قصوره يتصل.
أخبرني بعض من شهد ذلك، وشهد بما كان هنالك، أنه لم يبق عين في مكة المشرفة من أهلها أو نازل إلا قصده لمعرفته، وزكي أحواله[239/أ]، ولينال من نواله، إما ظاهراً وهم الأكثرون، وإما سراً، وإن بعض قضاتهم وأهل البعد عن معرفة حق أهل هذا البيت النبوي إما جاهلاً أو متجاهلاً، ومع الملوك ودنياهم مائلاً، قال لبعض العلماء من الحنفية جارياً على عادتهم، وقد رآه يصلي مع مولانا محمد أيده الله في الحرم ويلزم حضرته يا فلان أخالفت السنة، وكنت مع القوم البدعية، وكما قال وأنا أراهما وأسمع تقاولهما، فقال العالم الحنفي: يا سيدي فلان لو عرفت القوم حق المعرفة لعرفت أنهم بخلاف ما تقول، وأخبره بجملة صالحة من أحوالهم، ثم في غير ذلك المجلس أخبره بحال الإمام (عليه السلام) وأصحابه، فما كان بأسرع، مما قال له: تفضل دلني عليهم في وقت لا يعرف فيه دخولي عليهم، قال: فلما دخل عليهم رأى التناصف في الحقوق والعلم والعمل، وإقامة العدل على الكبير والصغير، وفي القليل والكثير، ثم فاتحهم فوجد علماً نافعاً، وكان في مجلس ابن الإمام السيد العلامة الحبر ضياء الدين شحاك الملحدين إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن المهدي الجحافي في جماعة من أهل العلم النافع، قال: فرأيته يثني عليهم بعدها، ثم أضافهم ظاهراً وفعل دعوة عظيمة، وأحسن إليه مولانا محمد أيده الله كثيراً، قال: فرأيته بعدها كصاحبه الأول، حتى سمعته يقول الحمد لله على اجتماع آل رسول الله في منزلي، وهذه وأمثالها مما يطول تعداده، ويعسر إيراده، من دعاء الإمام (عليه السلام) لكل بعيد، وتأليفه لكل شريد. لما كانت
دعوته (عليه السلام) غالبها بسماع أفعاله، وبعرف أحواله، قبل الخطاب بالكتاب ولسان مقاله، وقد ذكر علماؤنا ورووا عن آبائنا أنها أنفع الدعوات، وأنجح في أهل الجهات المبتعدات، وتعداد أمثال ذلك كثير.
ولما انقضت أيام الحج وتفرق أمر العجم من أهل مصر والشام والعراق وغيرهم، وأمن الشريف المعظم زيد أيده الله تعالى على مولانا محمد ومن معه من غوائلهم وآمنوهم بابتعادهم مما يتوهمونه، فإنه حصل معهم في مكة المشرفة، ومشاعرها المعظمة المعرفة مع الاجتماع التوهمات لا سيما في الشريف لما يرونه من قربه من مولانا محمد (حفظه الله) أقام مولانا محمد بعد أيام الحج كما أخبرني بعض أصحابه نحواً من أربعين[239/ب] يوماً ثم توجه للزيارة النبوية والمقامات الأحمدية، وقد أمر الشريف زيد (أيده الله) بعض بني عمه وخواصاً من أصحابه بالمسير مع مولانا محمد، فكانوا صحبته إلى المدينة.
وكان مع أيام قدومه إلى المدينة قد شملهم الجدب، وقلت عليهم المياه والعشب، فأمدهم الله سبحانه وتعالى مع وصوله بالمطر الكثير الغزير المتتابع.
نعم! وكان أهلها قد ألحوا عليه في الدعاء وسألوه من ذلك من الله، فكان كذلك فازدادوا له حباً، وإليه قرباً، وقد تلقاه قبائل الحجاز من زبيد، وحرب بالضيافات السنية، وغيرهم من القبائل.
ولما قدم المدينة المشرفة كان كما كان في مكة، وعلى تلك الصفة الأولى، وقد تلقاه أمرائها وفقهائها، وأنسوا إليه كثيراً، وقد عرفوا من حق الإمام (عليه السلام)، وزكى أحواله وصالح أفعاله كثيراً، لا سيما وقد مر مثل ذلك لمولانا صفي الإسلام وسيفه أحمد بن الحسن (أيده الله)، وكان ذلك ممهداً لما ذكرناه، وأقام في المدينة سبعة أيام، ثم عاد إلى مكة المشرفة، فأقام فيها أربعة عشر يوماً كحاله الأول، وقد كلَّت الجمال، وقلَّت جمال الكرى لذهاب الموسم، فترك عليها الحاج المجاهد سرور بن عبد الله، فأقام في مكة لانتظارهم، وقد خالطه أهل تلك الجهة، وعرفوه وأضافوه كما تقدم مثله في قبائل المدينة، ولا يزال كذلك يمضي المراحل، حتى عاد إلى جهة شهارة المحروسة بالله، وأقام فيها أياماً، زار فيها الأرحام مع آبائه الأئمة الأعلام، ثم تقدم إلى الإمام (عليه السلام)، بعد أن فسح لعسكره والخواص كل رجع إلى أهله، وكان قدومه إلى الإمام (عليه السلام) آخر تلك السنة.
ومما قال في ذلك الفقيه العلامة الفاضل الحسين بن ناصر بن عبد الحفيظ المهلا الشرفي مخاطباً لمولانا (عليه السلام):
مطالع سعد لم تزل تتجدد .... وفخر لمولانا الإمام وسؤدد
وقد تابع الله النعيم بفضله .... فنحن لما أسدى من الفضل نحمد
ومن أعظم الأشياء فضلاً ونعمة .... مقالة هذا الناس عاد محمد
هو المرتقى فوق الكواكب للعلى .... إلى رتبة فيها عليُّ وأحمد
لقد سرَّنا والعالمين وصوله .... فكم شاكر لله في العرش يحمد
هو المرتقي فوق الكواكب للعلى .... فليس بدايته سماك وفرقد
لقد سار في جيش من النصر أرعن .... به كبتت كبتاً عداه وحسد
فمن حرم فيه الخلافة سيره .... إلى حرم فيه المحامد توجد
ومن سوح إسماعيل ذي المجد عزمه .... إلى سوح إسماعيل وهو مسدد
وودعه من لا يضيع وديعة .... لديه ولم يخلف له الدهر موعد
وفي تاجه بدر وحشو طلابيه .... غضنفرة منه المعاند يرعد
له نظرٌ أغنى عن البحث دقة .... وذلك بحر للعفاة ومورد
إلى مكة يبغي مآثر جده .... فجاء إلى الميقات لله يقصد
وأحرم منه والأكارم حوله .... بسعدته للحج والله يشهد
ولبى لرب العالمين وصحبه .... وكم سيق من هدي هنالك مقلد
وعاين بيت الله فازداد فضله .... ومن حوله الأقوام لله سجد
صفا شربه من زمزم وطوافه .... قدوماً ومسعاه العظيم الممهد
وأولى مقاماً في مقام لجده الـ .... خليل وفخراً ظاهر ليس يجحد
وفي عرفات عر ف الله شأنه .... وطاب له فيها الوقوف المؤكد
به صام لله العظيم نهاره .... وفي الليل لم يبرح له يتهجد
أفاض لرب العالمين مفوض الـ .... أمور إلى من وحده الخلق تعبد
ومزدلفات بات لله جامعاً .... عشائيه فيها وهو للناس يرشد
وفي المشعر المشهور سار شعاره .... شعار النبي المصطفى وهو أحمد
ونال المنى والخير أجمع في منى .... وقرب هدياً وهو داع موحد
ورتب بين الذبح والحلق لم يكن .... يقصر في ترتيب ما كان يورد
وقبل ابتداء الرمي لم يك تاركاً .... للبيك إلا بعد فالترك أوكد
وسار مجداً للزيارة طائفاً .... لبيت إليه ذو الإنابة يعمد
وعاد منى فيها أقام ثلاثة .... يؤدي فروضاً فخرها ليس ينفد
وفي مكة ما زال لله حامداً .... وسيفاً على الأعداء طراً تجرد
تذكر بيت الله إذ جاء جده النبي .... وقد وافاه وهو ممجد
فكم نطقت فيه الأنام بمدحه .... وكم سددت في الناس من جوده يد
وكم ظهرت للناظرين مناقب .... مواردها أضحت لذي القوم تورد
وكم نشرت شمس الخلافة ضوءها .... فأرشد منها متهم ثم منجد
[240/ب]ولما أنيل الفضل سار لعمرة .... ليعمر داراً بالقبول يشيد
وودع بيت الله قصداً لطيبة .... التي كان جبريل بها يتردد
إلى جده المختار من عمنا به .... سروراً على مر الدهور مسرمد
ومن دينه الدين القويم وهديه .... العظيم به الجنات والأمن نوعد
قضى في بقاع الطهر حق زيارة .... وعاد به طرف من الخيل أجرد
ومن حوله أسد لبيض سيوفها الـ .... ـمواضي بأوراد المعابد مورد
رماحهم كم طلقت من عدائهم .... نفوساً به البيض القواضد تغمد
وقد بشر الرحمن في الأرض فضله .... ومن أعظم الأشياء ما نحن نورد
شكى ساكنوا أرض المدينة ما بهم .... من الحمل والرمضاء نار توقد
وقد مسهم ضر عظيم فشملهم .... لما بهم في أرضهم متسدد
به عرف الأقوام رفعة شأنه .... ولم يك قحط الأرض ليرشدوا
إليه فنادى ربه بدعائه .... فأنجز من رب البرية موعد
أغيثوا بغيث مسبطر مكفهر .... ونالوا به ما يسألون ويسعدوا
وقرت له بالانسجام من الحيا .... عيون به طابت نفوس وأكبد
تقهقه منه الرعد والبرق ضاحك .... على الأرض إذ عادت به تبرد
ربت أرضهم من ذاك واهتزت الربا .... وأورقت الأشجار فهي زبرجد
وقالوا جميعاً شاكرين فضيله .... لنجل أمير المؤمنين نؤيد
محمد المشهور وابن خليفة الـ .... نبي ومن نال العلى وهو أمرد
وذلك إسماعيل ذو المجد من به .... أعز مطيع ثم أرغم ملحد
هو العابد الأواه في غسق الدجى .... فكم ليلة فيها له يتعبد
هو البحر أغنى بالجواهر سائلاً .... فمصدرهم في جوده الجم مورد
على ربه في أمره متوكل .... وبأجناد من الملايك تعضد
وتصفد من رام الإنالة سائلاً .... وأعداؤه طراً تهين وتصفد
ومهما تجاود حانم عند عبده .... تجود فعبداً لعبد من ذاك أجود