ثم إنا بعد استخارة الله والتوكل عليه والاعتصام به والتفوض إليه وجهنا إليكم القاضي العلامة الأوحد الفهامة، عمدة العلماء الأعلام، وعدة القضاة والحكام، شرف المسلمين والإسلام، الحسن بن أحمد بن صالح الحيمي (أسعده الله بسعده) ، وأمده الله بمواد معونته ورفده، لتمام تلك المقاصد المحمودة، والآثار المباركة إن شاء الله المسعودة، وإعانتكم ومؤازرتكم إن شاء الله على ما لا يعين عليه ولا بدل على الخير فيه، ويهدي إليه إلا من كان على مثل صفته من العلم والعمل، والاستمساك بعروة تقوى الله عز وجل، ومعرفة مصادر الأمور ومواردها، والإطلاع على سير الأئمة ومقاصدها ما أسيناكم به لكفايته، وآثرناكم على أنفسنا مع عظيم محله لدينا، وإختصاصه بنا ومكانته إعانة لكم إن شاء الله على ما أنتم بصدده من الصلاح إن شاء الله، والإصلاح، وشداً لظهوركم في الخير بما نرجو به لنا ولكم عند الله عز وجل الغنم والفلاح، وأصحبناه عهداً مباركاً إن شاء الله يقرأ على الناس ويعرفون ما تضمنه إن شاء الله مما هو لكل خير عنوان، ولكل يمن وبركة أساس، فأعلنوا بحمد الله وشكره على إيصال مثله بمثلكم، واقتدوا به إن شاء الله فيما تأتون وما تذرون، وقولكم وفعلكم ثبتنا الله وإياكم أحسن ثبات، وأصلح لنا ولكم الأقوال والأفعال والاعتقادات والنيات، بفضله ورحمته، وبحق نبيه محمد ً، وصحابته، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ونعم المولى ونعم النصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وهذا العهد:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، الحمد لله الذي رفع منار العلم الشريف وإعلامه، وأنفذ بحوله وقوته في الشرق والغرب والشام واليمن عزايمه وأحكامه، وجعل الكتاب الكريم، حبلاً ممدوداً من السماء إلى الأرض وعترة رسوله ً قرناء فلا يفترقان، كما جاء به الخبر الصحيح عن الصادق المصدوق، حتى يردا عليه الحوض يوم العرض، وشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } [232/أ]{لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} ، العدل الحكيم في أفعاله، الحق الصادق في أقواله، الوافي بميعاده، المنجز لإيعاده، وأن محمداً عبده ورسوله الذي بعثه بالدعاء إليه، وأمره بالدلالة عليه، وجعله كما قال عز وجل في كتابه الذي نزله تنزيلاً: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ، وَدَاعِياً إِلَى الله بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً، وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ الله فَضْلاً كَبِيراً، وَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى الله وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً} ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان عليه وعلى أهل بيته الذين جعل أجرهم مودتهم، وشاهد الصدق على محبته محبتهم، وأكرمه فيهم بما أنزل تنويهاً بذكرهم وتشهيراً: {إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ
الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} ، وعلى أصحابه الأخيار من المهاجرين والأنصار، الذين قال لهم هداية وتعظيماً: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا الله ذِكْرًا كَثِيراً ، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً، هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً، تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاَمٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيماً} فحق على من اقتعد مقعد رسول الله أن يدعو إلى ما دعا الله إليه، وبدَّل اتباعاً لقول الله عز وجل: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} على ما دل عليه وأن يقتدي به ً وصحبه وسلم في من تنآت عنه داره أن يبعث الرسل والمبلغين، يوجه من يرتضى من أولي العلم النافع والعمل الصالح والعقل الراجح، والبصيرة واليقين.
ولما كان السلطان المعظم، والمقام الأوحد المكرم، ذو الرياسة المسعودة والسياسة المحمودة، والمجد الشهير، بدر بن عبد الله بن كثير، ألبسه الله ملابس الإسعاد، وبلغه من تقواه وطاعته غاية المراد، ممن وفقه الله لمنهج الصواب، وثبت من حبه وحب رسوله وأهل بيته لمن ثبت عليه واستقام، حسن المآب وجزيل الثواب، فأعلى في جهة ولايته المباركة إن شاء الله، وأهلها بهذه الدعوة الإمامية النبوية، واستمسك بعروة الاعتصام بنا أهل البيت النبوي بعد الاعتصام بحبل الله عز وجل، وله ما لنا وعليه ما علينا، قولاً إن شاء الله وعملاً واعتقاداً ونية، كان من تتمة ما أنعم الله به علينا وعليه، وتكملة ما ابتدأه سبحانه من الرحمة واللطف الخفي إلينا وإليه، وبعد استخارة الله عز وجل وهو خير المستخار، والتوكل عليه[232/ب] والثقة به في الإيراد إن شاء الله والإصدار، توجيه القاضي العلامة الأوحد، الأمجد، الفهامة، شرف الإسلام والمسلمين، فخر أتباع العترة المكرمين الحسن بن أحمد بن صالح الحيمي حمد الله مسعاه، وأصلحه وأحسن متجره وأربحه، لأخذ المشروع من البيعة الميمونة إن شاء الله من السلطان الأكرم، والعهد الأكيد الذي كان يأخذ مثله رسول الله ، ومقاصده السلطان الأمجد على تقوى الله وما لا يقوم به إلاَّ مثله من معالم الشريعة، والتعريف بما لا يعرف به إلا من كان على صفة من أهل العلوم الوسيعة، والصفات الرفيعة، ورفع منار الدين الحنيف بالجمعات، والجماعة، وتعيين من يقيم هذه الوظيفة الشريفة، في كل جانب من تلك الديار، إن شاء الله تعالى، من ذوي التفقه في الدين والتقوى
والطاعة، وفصل الخصومات بين المتخاصمين، ونصب النواب المعتبرين، والحكام المرتضين، فيما بعد عنه من ذوي الرصانة والإمانة، والورع والقناعة، وتوصية كل بما يحق التوصية به إليه مما جاءت به آداب الشريعة الواضحة الغراء، ودلت عليه مكارم هذه الملة الحنيفة البيضاء الزهراء، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود الشرعية على مستحقيها كما شرع الله وذكر وإحياء السنة المأثورة، ومحو آثار البدع المنكورة والتذكير بحق الله عز وجل وطاعته، وحق رسوله ً الموجب لشفاعته، وحق أهل بيته المطهرين المخصوصين بحفظ سنته وجماعته، والاعتزاء إليهم في العقايد، والالتجاء في الأحكام الشرعية كما قضت بذلك الأدلة الصريحة وما فرض الله لهم من المودة في قوله: {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } ، وبشر به على لسان نبيه ً من أمن من اتبعهم من الضلال، ونحو ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما))، وما ينطق عن الهوى وحديث ((مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق وهوى)) ، وأخذ ما أمر الله بأخذه من واجبات الأموال من نحو الصدقات، والأخماس والمظالم، وصرف القدر الذي أمرنا بصرفه في مواضعه مما لا يتم إلا به صلاح الآمر والمأمور في تلك الجهات، وعمارة المعالم، وإيصال أمرنا بإيصاله على السلطان (أسعده الله) إلينا لنضعه إن شاء الله حيث أمر الله[233/أ] بوضع
الواجبات فيه، واجد علينا، والنصيحة لله ولرسوله، ولأهل بيته، ولجميع المسلمين والمسلمات، ممن خص وعم، إذ هي الدين الأقوم، والمحافظة على ما تضمنه نحو قوله ً: ((من أسبغ وضوءه وحسن صلاته، وأدى زكاة ماله، وكف غضبه ، وسجن لسانه، وبذل معروفه، واستغفر لذنبه، وأدى النصيحة لأهل بيتي فقد استكمل حقايق الإيمان وأبواب الجنة له مفتحة))، وقوله ً وقد سأله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه في الجنة) عن الزهد: ((ما هو يا علي مثل الآخرة في قلبك والموت نصب عينيك، وكن من الله عز وجل على وجل، وأد فرايض الله تعالى، واكفف عن محارمه، ونابذ هواك، واعتزل الشك والشبهة والطمع والحرص، واستعمل التواضع والنصفة، وحسن الخلق، ولين الكلام، واقنع بقبول الحق من حيث ورد عليك، واجتنب الكبر والبخل، والعجب والرياء، ومشية الخيلاء، ولا تستصغرن نعم الله، وإن قلت، وجازها بالشكر، واذكر الله في كل وقت، واحمده على كل حال، واعف عن من ظلمك، وصل من قطعك، واعط من حرمك، وليكن صمتك فكراً، وكلامك ذكرا، ونظرك اعتباراً، وتحبب ما استطعت، وعاشر بالحسنى، واصبر على النازلة، واستهن بالمصيبة، واعمل الفكرة في المقادير، واجعل شوقك إلى الجنة، وأمر بالمعروف، وانه عن المنكر، ولا تأخذك في الله لومة لايم، وخذ من الحلال ما شئت إذا أمكنك، وجانب الجمع والطمع، واعتصم بالإخلاص والتوكل، وابن على أس التقوى، وكن مع الحق حيث ما كان، وميز ما أشتبه عليك بعقلك، فإنه حجة الله عليك ووديعته فيك، وبرهانه عندك، فذلك أعلام الهدى ومناهجه، والعاقبة للمتقين)) ، وقوله ً: ((الإسلام
لباسه الحياء، وزينته الوفاء ، ومروته العمل الصالح، وعمارته الورع، ولكل شيء أساس، وأساس الإسلام حبنا أهل البيت)) هذا ونحن نسأل الله برحمته أن يجعلنا جميعاً من أهل بشرى ملائكته، إذ يقول فيما أنزله على نبيه الأمين: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا الله ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ، نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا[233/ب] مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ [فِيهَا] مَا تَدَّعُونَ، نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ، وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى الله وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} ، وإذ يقول: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى الله لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِي، الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ الله وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} ، {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى الله عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ الله وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} وحسبنا الله ونعم الوكيل، ونعم المولى ونعم النصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، حرر في شهر صفر الخير عام سبع وستين وألف [نوفمبر 1656م].
[رسالة القاضي الحيمي إلى الإمام]
وكتب القاضي أيده الله إلى الإمام (عليه السلام)، واصفاً لقدومه على السلطان، وكان بين السلطان والشيخ العمودي خلافات، وتحارب، فأصلح بينهم القاضي، عن أمر الإمام (عليه السلام)، وكتب بينهم مشروحاً، كما سيأتي إن شاء الله هذه نسخة القاضي أسعده الله:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، مولانا وبركتنا أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، الخليفة الحق المبين، وتاج الأئمة الهادين المهتدين، وناشر أعلام شريعة سيد المرسلين، المتوكل على الله رب العالمين حفظه الله وأيده وتولاه، وسدده ورفع به أعلام الحق وشيده، وأهدي إليه شريف السلام وزليف الإكرام ورحمة الله وبركاته.
وبعد.. فصدرت الأحرف من حضرة السلطان الأعظم الأفخم بدر بن عبد الله بن عمر الكثيري، (أسعده الله) من مدينة هنين ، وصلنا إليه سابع عشر جمادى الأولى سنة سبع وستين وألف [فبراير1656م]الأخبار شارحة، والأحوال بمن الله وبركاتكم صالحة، كان وصولنا إلى السلطان رعاه الله وصولاً شهيراً، وعظمنا تعظيماً كثيراً، وطلب إلى حضرته للقاينا أعيان أهل جهته وعشيرته، ولم يترك من التعظيم وجهاً إلا فعله، ولا من الإكرام نوعاً إلا أتاه، وكان في يوم ثاني الوصول طلب الاتفاق به لإيقافه على كتبكم وتسليم تلك الكسوة المباركة إليه، فاجتمعنا به، واستوفينا أخبار الخاصة[234/أ]، وقرأ تلك الكتب وتأملها، ثم قرأ ذلك العهد كذلك، وكان في اليوم الثالث من وصولنا.
فقال: نأمر بقراءة العهد على من بحضرتنا والناس قد كانوا صدوراً من حضرته، لم يبق إلا من يتعلق فقط، فقلنا له بالصواب أن يكون قراءته في سيئون، فإن الحضرة هناك جامعة لأعيان الناس من أهلكم، ومن غيرهم، وحضور من في تلك الجهة من أهل العلم وغيرهم، فقال لا بأس بذلك، وحال صدرت هذه الأحرف والسلطان متوجه إلى سيئون، لأن هذه البلد المسماة هنين هي طرف البلاد، إنما يقف السلطان بها أيام المحاربة، وإذا كان معهم شاغل من أي الجهات والأخبار جهة الشحر سارة، قد وصل إليه ثلاثة مراكب هندية ملاح، على ما بلغنا وأحوال هذه الجهة جملية سديدة، وقد اتصل بنا بعض فقهائها ممن له بصيرة وفقه نافع، ولهم عناية في إحياء المساجد بذكر الله عز وجل، ودرس القرآن، وتعليم الصبيان، من غير أن يقارن ذلك شيء من البدع، التي يتوهم بها، وببركتكم تصلح أمور المسلمين على أتم الوجوه وأحسنها إن شاء الله تعالى، وبعد وصولنا إلى جهة حضرموت يأتيكم التحقيق إن شاء الله الشافي بما يتجدد من الأخبار، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم، في تاريخ عاشر شهر جمادى الآخرة عام سبع وستين وألف [فبراير 1656م].
[رسالة السلطان بدر الكثيري إلى الإمام]
وكتب السلطان بعد وصول القاضي (أيده الله):
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، الحمد له مطلع شمس الإمامة في الأقطار الإسلامية، ومسبل أستار ألطافها وعدلها وإنصافها على سائر البرية، نحمده حمداً يكافئ إنعامه، ونصلي ونسلم على من هو مدخرنا ليوم القيامة، سيدنا محمد المخصوص بالكرامة، وعلى أله وأصحابه أولي النجدة والشهامة، ونسأله حفظ من قام بأعباء الإمامة، وأمطر علينا من شآبيب عدله وإحسانه، أغزر غمامة، ناظم عقد الإسلام، بركة من على الأرض من الأنام، بحر العلوم الواسعة النافعة، صاحب الحجج الواضحة والبراهين القاطعة، والأنوار الصادعة، والأسياف القاضية، تُخيف البغاة والفجار، والطغاة المتمردين والأشرار الكفار، أعني ذا الإمامة العظمي، والمقام الأرفع الأسنى، السيد الأعظم، والخليفة المعظم، سلالة من أحلت له الغنائم، مولانا أمير المؤمنين إسماعيل المتوكل على الله[234/ب] بن أمير المؤمنين القاسم، قسم لنا من حبه أوفر حظ وأتم، وأبقاه مؤيداً لدين جده الأمين محمد ً وعلى آله وصحبه الأكرمين أجمعين، وأهدي إلى حضرته الباهرة الأنوار سلاماً، محفوفاً بالبركات والأسرار، الأرواح بطروق نشره ترتاح ، والأتراح بخفوق رايات جنود سره تنزاح، يقوم له عنا بواجبات الحقوق، تؤدي لديه من الإكرام ويروق:
أهدي السلام لحضرة حسنية .... زانت بمن عم الأنام ببره
مبري المريض بنفثه ودعائه .... ومزيل كل المعضلات بسره