ورغبة، فيما أعد من الثواب والأجر، لمن استجاب لله وللرسول فيما يحييه، ونهدي إلى واضح المحبة، واعتصاماً بحب الله المتين، الذي يقول عز وجل: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ الله لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون، وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ، وتشرعاً بقوله عز وجل: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ الله يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} ، وفراراً إلى الله عز وجل من صفة من قال فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ
إِلَى الله ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} ، وقال فيهم: {وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} ، وثقة بما نطق به الصادق الأمين، الذي ما ضل ولا غوى، وما ينطق عن الهوى، من قوله: ((مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق وهوى))، وتصديقاً لما أخبر به في قوله: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما)) ، {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ، [226/أ] عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} ، وشكراً للنعمة في قوله: ((أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي)) ، فليستبق رجاء لثواب لتثبيت الله عز وجل، كما وعد أهل البيت على لسان نبيه المخصوص بأعظم الكرامة في قوله: ((ما أحب أهل البيت أحد فزلت به قدم إلا ثبتته قدم، حتى يحييه الله يوم القيامة))، فحمدنا الله سبحانه على ما منحه من أسباب الهدى، ووقاه من الردى، وسألنا الله تعالى أن يصلي ويسلم على محمد وعلى آل محمد، ويجعل دعاءنا لكم، ولسائر عباده إلى سبيله، واستجابتكم، ومن استجابنا من المؤمنين إلى اتباع محكم تنزيله، لوجهه الكريم خالصاً، وإليه عز وجل ولما يريده منا من الطاعة الصحيحة مقرباً، وفي دار ثوابه ومنزل أوليائه مزلفاً، واستمسكوا أسعدكم الله بعروة الطاعة والتقوى، واجعلوا الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر نصب أعينكم تظفروا إن شاء الله من مطلبكم بالغاية القصوى، واعلموا أسعدكم الله أن سبيلنا التي ندعو إليها ونأمر بها من أجاب دعوتنا من المسترشدين، فيما يضمنه قوله تبارك وتعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} ، وقوله عز وجل: {إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} ، فمن أجابنا اقتداءً بنا بما علم الله عز وجل جدنا رسول الله ، في قوله: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ} ، وقوله تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ، وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} {وَمَنْ لاَ يُجِبْ دَاعِي الله فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} ، وكان فرضنا معه ما قال الله عز وجل في كتابه المبين: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ، وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ الله مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} ، وإلا تعطل ذلك والعياذ بالله كما عطله من قال عز وجل فيهم: {لُعِنَ الَّذِينَ
كَفَرُوا[226/ب] مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ، كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ، تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ الله عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ، وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} ، وقال نبيه ً: ((لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم، فيسمونكم سوء العذاب ، ثم يدعوا خياركم فلا يستجاب لهم حتى إذا بلغ الكتاب أجله كان الله هو المنتصر لنفسه)) ، ثم يقول: ((ما منعكم إذا رأيتموني أُعصى أن لا تغضبوا لي فافتقدوا إن شاء الله ذلك فإنه الصراط المستقيم، والحق اليقين))، وتأسوا معنا بمن قال فيهم تبارك وتعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَةِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} ، وقال فيهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} ، وقد وصل إلينا رسلكم الكرام، صحبة الأمير حسام الدين صالح بن حسين، وأطلعونا على ما ذكرتم وذكروا أنكم أودعتموهم إياه، وفيما يتعلق بوالدكم السلطان الأكرم الأفخم، بدر بن عمر،
وعجلنا إليكم الكتب بما نرجو إن شاء الله الخير العاجل والآجل، وصلاح ذات البين، إن الله عز وجل يقول في كتابه المبين: {فَاتَّقُوا الله وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا الله وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} ، ولنختم كتابنا هذا بما علم الله سبحانه نبيه (صلى الله عليه وآله): {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى الله عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ الله وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم على محمد وآله وسلم. بتاريخ شهر رمضان الكريم من عام خمس وستين وألف [يوليو 1654م].
ثم جعل (عليه السلام)، بعد ذلك إلحاقاً في طيه، لفظه حاوي خير إن شاء الله إلى السلطان الأكرم الأفخم بدر بن عبدالله بن عمر أسعده الله وقفنا على ملحقكم الكريم من شأن والدكم السلطان الأوحد[227/أ] بدر بن عمر رعاه وأسعده، ومسارعتكم إلى إطلاقه وحل وثاقه، وامتثال ما أمرناكم به من استقلاله إن شاء الله بأعمال ظفار، يأمر فيها إن شاء الله بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتوقف إن شاء الله على أمر الله عز وجل فأمر رسوله ً، وأمرنا في الإيراد والإصدار والإسراع إلى ما أمرناكم به من ذلك هو الذي يقربكم إلى الله عز وجل وإلينا، ويصدق ما أخبرتم عن أنفسكم من إيثار طاعة الله عز وجل وطاعة رسوله، وطاعتنا، ونشهد بمطابقة باطن أمركم إن شاء الله لظاهره فيما دعوناكم إليه مما يحبه الله ويرضاه.
وأما الأعذار التي أشرتم إليها في تلك الأمور السابقة، فغير خاف عليكم أن ملتزم طاعة الله عز وجل وطاعة رسوله وطاعة أئمة الهدى لا يقدم على مثل ذلك إلا عن أمر من جعله الله إليه، ورأي من أمر بطاعته فيما دون ما هنالك، ولكنا نرجو إن شاء الله أن هذا التدارك بهذا الإصلاح والاعتذار إلى الله ورسوله، وإلينا من مثل ذلك الإقدام فيه إن شاء الله نجاح وفلاح، فاتقوا الله سبحانه وتعالى في جميع أموركم، وأخلصوا له في سركم وجهركم، وتوقفوا على حدود ما أرشد الله تبارك وتعالى، وقد قال وهو أصدق القائلين: {وَمَنْ يَتَّقِ الله يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً } ، وقال: {وَمَنْ يَتَّقِ الله يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً } )) أخذ الله بنواصينا ونواصيكم إلى نهج الهدى، وجعلنا ممن قال فيهم: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} .
ثم قال في إلحاق آخر: حاوي خير إن شاء الله إلى السلطان الأمجد الأشهر، بدر بن عبد الله بن عمر (أسعده الله)، وصل ما أصحبتموه الجماعة من الخيل النجائب التي هي إن شاء الله تعالى من أسنى وأسعد المراكب، خمسة رؤوس على الصفات التي ذكرتموها، والسمات التي حققتموها معقود بنواصيها، إن شاء الله الخير، مقروناً بقدومها إن شاء الله السعد مرتبطة إن شاء الله بما أمر الله عز وجل بارتباط مثلها فيه ومرهبة[227/ب] إن شاء الله لمن ضل عن سبيل الله من أعاديه، ونسأل الله أن يصلي ويسلم على محمد وعلى آل محمد، ويوفر عليكم أسباب الخير الديني والدنيوي، ويضاعف لكم الخلف العاجل والآجل، ويزيدكم من المحاسن والبركات ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وهذا الكتاب أيضاً من السلطان المذكور في شهر رمضان في السنة المذكورة: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي جعل الأئمة الهادين المهتدين بما فيه صلاح الأمة المحمدية، يدعون كما أنهم المعتدون بكتابه العزيز، فاقتدوا بقوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} ، نحمده حمداً يلقى به الأمن في هذه الدار، ودار القرار، ونصلي ونسلم على سيدنا ومولانا محمد وآله وصحبه الطيبين الأخيار، ونستوهب من فضله المتكاثر وإنعامه المتواتر، بقاء عمران معاني الإسلام وتدمير مباني ذوي البطالة والآثام، وببقاء من شفى صدور المؤمنين بما برز عنه من أوامره ونواهيه، وسعى في تأييد الدين القيم، وتأكيد مبانيه سيف الله الساطي على الكفرة والفجار، والطغاة والمعاندين والأشرار، ظله في أرضه الواسع الظليل، وحرمه الأمن لأهل طاعته العاملين بالسُنة والتنزيل، سلالة من اختاره الله واصطفاه من لم ينطق في أقواله عن هواه، أعني الإمام الأعظم، والخليفة الأمين المعظم، بحر العلوم المتلاطم، الحريص على إقامة العدل وإزالة المظالم، مولانا أمير المؤمنين المتوكل على الله رب العالمين إسماعيل بن مولانا أمير المؤمنين القاسم،
قسم الله لنا من محبته الحظ الوافر، وجعلنا ممن استقل بنور علمه السافر ، وأبقى لنا الانتظام في سلك طاعته في الباطن والظاهر، ومد في مدته لبسط العدل والأمان، بين البادي والحاضر، وأبلغه من السلام ما يتضمن أنواع البركات، ويقدم إلى حضرته العلية بأصناف الكرامات، ويمطر على أرض خاطره الخطير، شآبيب المواهب الربانيات، وبروح قلبه الممتلئ بالعرفان بروح نسمات الألطاف الإلهيات:
سلام من رحيم ذي امتنان .... على بحر العلوم النافعات
مُرَجَّانا إذا ما ضاق أمر .... وعدتنا لدفع النائبات
[228/أ] إمام الرشد محيي الدين صدقاً .... وحاميه بحد المرهفات
هو إسماعيل من رفلت إليه .... ملوك الأرض تحدوا اليعملات
يُرجَّى أمنه وندى يديه .... فترجع بالمعزة والهبات
بقي في عزة ودوام ملك .... يروع للعدا بالعاديات
ويبسط أمنه والعدل بسطاً .... بأرض الله رب الكائنات
وبعد فصدور الكتاب عن علوم تشرح الصدور ببركاتكم، وأحوال جميلة بأسرار عنايتكم، وذلك بعد ورود كتابكم السامي قدره، العظيم نفعه وشره، وهو جواب كتابنا السابق إليكم بما صرفناه من تدبير أمرنا إلى الله ثم إليكم، إذ اعتمادنا على الله ثم عليكم كما أنكم الوارثون لجدكم المصطفى الشافع المقبول، المنزل عليه من ربه تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ } ، فحكمناكم في أمرنا، ورضينا منكم الحكم المحمدي، وعلمنا بتوفيق الله عن يقين أن تتحكموا في أمرنا بما يكتب الخير الأبدي، والتعظيم السرمدي، وكان جوابكم إلينا ولله الحمد شكراً وفق المراد، وحسب ما يطلب من حسن نظركم ويراد، فمن ذلك ما شرحتم لمحبكم في كتابكم الكريم الحاوي لأنواع الخير العميم، أنكم عرفتم منه السلوك على طاعة الله سبحانه، وطاعتكم على نهج قويم، وأنه منطوٍ على الوداد الذي ثمرته من الله ومنكم البر الجسيم، ونتيجته التوصل إلى الخلود في جنات النعيم، في جوار جدك الأمين، عليه أفضل الصلاة والتسليم، فلله الحمد المستمر على ما عرفتموه من حال محبكم معكم، إذ تحققتم أنه من أتباعكم وحزبكم، وما شرحتم في حال الوالد السلطان بدر (حفظه الله)، حيث أشرتم إلى أنكم ما كنتم تحبون لنا التراخي في شأن إطلاقه، بل كان قصدكم المبادرة في إخراجه إلى سعة الأرض بعد حل وثاقه، وتقرير يده إلى بندر ظفار، من غير توقف ولا اعتذار، فما كان منا التخلف له في المكان إلا لمقصد الرأي المبارك المنتظم منكم، بما فيه صلاح جمع الشأن حيث وصل جوابكم بما هو المقصود من المطلوب، ألقى