ولما كان في أول عام سبع وستين وألف [1656م] أراد مولانا محمد بن أحمد بن أمير المؤمنين أن يحفر ذلك الجرثوم وينتفع به في مخازين لبيت المال وغيرها في ذلك المحل، فانتهى في الحفر إلى قصر في باطن القصر بمعنى أن الصغير في باطن الكبير، وهو أصغر منه بقدر ربعه تقريباً، ووجد عمارته بحجر محكوكة كالعمائر الحميرية. غير أنها مرصوصة بعضها في بعض بالنحاس الذي لم يبق إلا أثره، ولا باب لها فيدخلون إليه إنما الحجارة محيطة بالقصر ولا يوجد فيها محل الإبرة، وكان قد أزاحوا ما حوله من الحجارة والتراب، ثم أنهم فتحوه بالفرص بأيدي المحكمين من أهل قطاعة الحجرة، فأطلوا على قواطع من جنس تلك الحجارة على مقطعة على أربعة أذرع وخمسة وأكثر صفة منازل ولا باب لها إلا لمن صعد بالمعاريج الطوال وكانت مملوءة تراباً وحجارة فلما أخرجوها لم يجدوا فيها نفعاً لعدم القدرة على ثقب أبوابها، فأمر مولانا محمد المفرصين بتقطيع الحجارة التي تحيط بهذه المنازل التي لا أبواب لها ويتركون ما يمكن الانتفاع به فأخرجوا من هذه الحجارة ما يعسر ضبطه ويقدر قدره[186/أ]، والحجارة هذه المعمور بها [في] باطن الأرض والمعمور بها باطن القصر طول كل حجر منها عشرة أذرع وأكثر، واستمرت العمارة بعد ذلك في هذا القصر وحجارتها منه فسبحان القديم سلطانه، المتعالي شأنه، الباقي خلقه بما لا نهاية لبقائه، وأحمده كثيراً وأكبره تكبيراً، وأسبحه بكرة وأصيلاً، وأصلي وأسلم على المبعوث بالحق بشيراً ونذيراً، وعلى آله الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً أبد الآبدين، ودهر الداهرين، انتهى.

[قصة الإفرنج وما أحدثوا من مشاكل في سواحل اليمن]
قصة الإفرنج وما أحدثوا مع بعض الحجاج من اليمن في البحر الذي ما بين حلي بن يعقوب والقنفذة في رابع وعشرين شهر ذي القعدة سنة ستين وألف [1650م]، وذلك أنه خرج أنفار من الإفرنج في قلياطه شبه الغراب الذي هو أصغر من المركب، إلا أنها أحسن صنعة منه وأخف في السير، وكثير ما يستعملها الإفرنج للحرب وكان هؤلاء المذكورون كما أخبرنا بعض أهل مكة من مماليك الباشا المتولي سواكن، وما إليها من الحبشة، وأنهم غلبوا على هذه القلياطة، وجعلوا يقطعون السبل عليها في البحر.
ولما كان في التاريخ المتقدم ذكره، وافوا جماعة في ذلك المحل من أهل بلاد الشرف وتجار من صنعاء منهم: أبو القاسم، السكرده، والعنبري، والشيخ حسين قلعس الأهنومي، وجماعة كثيرين، وكان الإفرنج يستمدون من كل جلبة تمر عليهم من الزاد ما يكفيهم مدة ومن سائر الأمتعة والماء كذلك، وكان الحجاج المذكورون راكبين في جلبة لرجل من أهل جازان يسمى أحمد نامس، وكانوا مائة نفر، وتسعة أنفار لا سلاح معهم.
وكان الإفرنج خمسة وسبعون نفراً، وقيل: أقل، فلما بصروا بأهل الجلبة قصدوهم بالقلياطة ونادوهم: اعطونا مثل ما أعطانا أصحابكم من القوت والماء، فغلبهم الشح، وخاف أهل الأموال على أموالهم أنهم إذا رخصوا بأداء شيء ينالوا غيره من المال، فامتنعوا من التسليم إليهم.

فلما يئس الإفرنج عن إعطائهم ما طلبوا رموهم بالبنادق فأصابوا جماعة، واضطرب الحال بأهل الجلبة وتغيرت صنعتها، واضطرب عمالها من الفزع، ووصلهم الإفرنج بالقلياطة فدخلوا الجلبة وقد قتلوا كثيراً من أهلها بالرمي بالبنادق ولم يقم أحد لدفاعهم لعدم السلاح فاستولوا عليها، وقتلوا من وجدوا، وألقى نفسه في البحر كثيرون، وقبضوا الربان الذي عليه أعمال الجلبة، وكان وقع فيه صايبة، فبادر له بالأدوية فحصل البرد ، وأخبر أحمد نامس صاحبها أنهم لما دخلوا الجلبة[186/ب] رأى أحدهم يتأوه على ما وقع ويقول: أترى هذا مليحاً مما يفهم أن لو أعطيتمونا اليسير لرضينا به، وأخذوا من الجلبة ما وجدوه من الزاد والدراهم، ومضوا.
وكان السيد المقام عز الدين محمد بن صلاح بن هادي النعمي، والحاج سرور بن عبد الله شلبي ومن معهما من حاج اليمن في حلي بن يعقوب، فسار الحاج سرور إلى الدجرية، وأمر بمن قذفه البحر من المقتولين أن يدفنوا هنالك.
ثم قدم إلى القنفذة ووجد الجلبة قد أخرجها الناخوذة المقدم ذكره، وقد تغيرت الأنهار، وكان في الحاج القاضي العلامة محمد بن علي الجملولي، فتقدم مع الحاج سرور، وافتقد ما بقي من المال وقد اختلط، وأرسلوا توقيعه إلى مولانا أمير المؤمنين (أيده الله) فعاد جوابه الكريم أن ذلك يحفظ لأهله، وأمر بعض ورثة المقتولين إلى القاضي وأن من أقام على شيء بينه فهو له.
وكتب أيضاً إلى الشريف الكبير زيد بن محسن بن حسين بن حسن بإطلاق ما خرج إلى البنادر التي ينظر الشريف على أهلها، وكان قد أزف الوقت على الحاج فتقدم سرور مع حجاج اليمن.

وأما الإفرنج (لعنهم الله) فإنهم استقروا في جزيرة جبل الصبايا فيما بين ذهبان وحلي، إلى ثامن شهر محرم الحرام عام إحدى وستين وألف [3يناير1650م]، واستبد بهم الخوف. وكان السيد محمد بن صلاح بن هادي النعمي في حلي لانتظار الحاج، ولما قضى الحجاج مناسكهم عادوا من طريق القنفذة، ووصلتهم الكتب من السيد الجليل محمد بن صلاح يخبرهم ببقاء المذكورين في تلك الجزيرة، فأراد الحاج سرور ومن معه الدخول عليهم من القنفذة فبينما هم كذلك إذ وصلهم كتاب آخر من السيد محمد أنه صح له خروج المذكورين من تلك الجزيرة، ولا زالوا يخوضون البحر إلى جهة المغرب حتى وصلوا قريباً من الحبشة إلى بندر يسمى بيلول من سواحل زيلع ، واستقروا فيه.
ولما بلغ السيد العلامة المجاهد محمد بن أحمد بن أمير المؤمنين خبرهم، وهو والي المخاء جهز جلاباً، وأرسل عسكراً، ولا علم للإفرنج بهم، فأظفرهم الله بهم، وذلك أنهم وجدوهم خارج المركب يحيطيون فحالوا بينهم وبين المركب فأسروهم وقتلوا منهم أنفاراً، وأسروا الباقين، فضربت أعناقهم في المخاء.
وكان الإمام (عليه السلام) قد أرسل إلى السيد محمد أيده الله القاضي بدر الدين محمد بن علي الجملولي، لعله يعرف شيئاً من الذي غنمة العسكر، وأنه باق لأهله، وأرسل القاضي للقضاء في الموسم أيضاً، وهذه مسألة بقاء مال المسلمين بعد استيلاء[187/أ] هؤلاء عليه وذلك كحكم الدار والله أعلم.

[ظواهر طبيعية]
آيات أخرى عبرة للمخلوقين ودلالة على رب العالمين وذلك أنه حصل في شهر
[ ] لعلها عام خمس وخمسين في صنعاء المحروسة بالله صاعقة نهاراً من غير مطر فأخذت شيئاً من المنارة الشرقية في الجامع الأعظم وشقت الجدار الشرقي من الجامع وجمعت فراش شرقي الجامع بعضه على بعض وحملت بعضاً، وهلك رجلان أحدهما في صلاته.
أخرى في ذمار هاجت ريح هائلة فأخذت كثيراً من المارة في الشوارع وهلك بعضهم، وبعض حملتهم إلى أزقة، وبعضهم إلى أعلى البيوت، منهم امرأة حملها من بعض الشوارع حتى غابت عن أعين الناس، ووقعت ميتة في بعض صحراء المدينة، وكذلك ولد غيرها، وألصقت حجار بعض دار في أخرى غيرها.
ومنها في عام ثمان وستين وألف [1657م]ظهر الجرذان في مواضع كثيرة من اليمن، وأعظمها في مغارب ذمار وأكلت كثيراُ من الثمار وأكلت من الأنعام.
أخبرني بعض الفقهاء أنها أكلت عليه [أحد عشر رأساً من الغنم] وأخبر غيره بنحو ذلك، وأخبرني الثقة أيضاً أنه رآها في فروع الأشجار، ذوات الشوك الكثيرة، وأنهم سمموها بالسم المعتاد فما أثر فيها، ونقبت القضاض في كثير من البيوت.
وفي شهر صفر عام تسع وستين وألف [نوفمبر1658م] نزلت صاعقة في محروس شهارة في دار العقبة، وكان في منزل فيه السيدان الفاضلان العالمان محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عامر وصنوه علي بن إبراهيم فشقت ذلك المنزل، وأخذت ما فيه من السلاح والأمتعة، وكان السيد علي بن إبراهيم في المطهر فأخرجته إلى بيت جاره من الصدع الذي حدث من الصاعقة، وأخذت بيت جاره أيضاً، وهو الحاج ريحان مولى مولانا الإمام القاسم (عليه السلام).

وكان بيت الحاج المذكور منخفضاً عن بيت السيد علي بن إبراهيم بأكثر من القامة وموضع المطهار الذي كان فيه السيد علي مرتفع بأكثر من قامتين.
ثم هبط السيد علي من أعلى بيت الحاج ريحان إلى قرار الأرض، وهو طبقتان، وهدمت البيت أيضاً، فوجد بعد وقت في أسفل بيت الحاج تحت الأخشاب والأحجار حياً وقد عمته الصوايب وعاش والحمد لله رب العالمين.
قال[187/ب] بعض أهل شهارة بعد أن أخبر بذلك: ووصلت كتب الأصحاب بهذه الآية أيضاً: أن تلك الصاعقة خرجت إلى جبل ذري، وبني زريب فأخذت رجلين هنالك، ثم عادت إلى بني سعيد من جانب سيران، فأخذت رجلاً قالوا جميعاً وهذا عمل صاعقة واحدة فيما يعلمون، والله أعلم، فسبحان القادر على ما يشاء.
أخرى: في سنة ست وخمسين وألف [1656م] وقع في محروس ذمار ريح زعزع لم نعهد مثلها أخربت بيوتاً، مما ضعف عمارتها، وزلزلت البيوت الكبار، وهلك منها [……] ، روي أن دابة في مضيق احتملتها مسافة، فسبحان من جلت قدرته وتعالت عظمته.
وفي عام اثنين وستين وألف [1651م] انتثرت النجوم وتساقطت في نحو من ثلثي الليل حتى ظن من رآها أنها تقدم من السماء.
وفيها أو بعدها بعام طلع نجم صغير له شعاع تقدمه، ويعقبه شعاع، حتى غلب ذلك الشعاع جرمه فصار كأنما هو شعاع ابتدأه من جهة الجنوب ويسير جهة الشمال، ويمضي في كل ليلة نحو ثلاث منازل حتى قطع أفق السماء من ما بين عدن والمشرق، إلى جهة القبلة، في نحو عشرة أيام.

وفي عام ستة وستين وألف [1655م]أخبر الحاج من اليمن قوة الحجيج في ذلك العام وكاد أن يعدم الماء في الجبل ومكة لكثرة الحجيج، وأنه حج من وزراء ملك الروم وخواصه أنفار، وأن الأمير المتولي لبندر جدة طلع الجبل مع الأمراء من شجرته، وعليه خيلاء غير المعهود، وتكبر أناف به على أولئك بكثير.
ثم أنه نصب فسطاطاً، ثم آخر مثله، منقوشان بطرزات مخالفة لعظماء الروم ممن هو أكثر منه مالاً، وأعظم حالاً، فلما تعالى النهار في يوم الوقفة أرسل الله ريحاً خفيفة لم تضر أحداً، وخصت فسطاط هذا الأمير دون غيره واحتملته وما تحته من الأثقال والآلات، وكشف ما تحته من أمير ومأمور وخصت ذلك الأمير باحتمال ثيابه وعمامته يشهد عندي من رآها أنها جاوزت مبلغ النظر من أفق السماء، وانقطع عن الأعين معرفتها، فسبحان الحليم الحكيم، ونسأله ستره العميم.
وفي رابع أو خامس النحر وقعت صاعقة في مكة المشرفة من غير مطر هلك منها ستة أنفار في جانب في السكة من طريق العمرة دون غيرهم في موضع واحد وقد أفزع أهل مكة المشرفة سماعها فسبحان العظيم حقه، القاهر لخلقه الستار الحليم، العزيز الحكيم.

[188/أ]وفي عام [ثلاث وستين وألف] طلعت شجرة في موضع من بندر جازان من شجر الحمر الذي منه التمر الهندي المعروف تفوت القائم طولاً عريضة يغلب لونها لون ورقها وساقها البياض، وفي كل أوراقها وغصن منها مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله، وآية الكرسي بخط بجيل، في غاية البيان والصنع العجيب، وأنهم حكوا المكتوب فوجدوه في أصل العود، وأصول الورق، وعظم ذكر هذه الشجرة، وتبرك بها الناس وزارها البعيد من تلك النواحي وكاد أن تمثل بهم الأمثال فأرسل الله تعالى برقاً أخذها.
وأخبرني الحاج نجم الدين سليمان السماوي بعد كتابة هذه العبرة من إملاء غيره منهم الولد الحسين بن المطهر (أسعده الله)، أنه استظل تحتها، وأن القلم المكتوب فيه ذلك يختلف باختلاف أغصان الشجرة وخشبها فيكون في العود الكبير كبيراً، وفي العود الصغير بقدره، ولم يشهد بآية الكرسي. انتهى.
ومن ذلك هذا ما أخبر به السيد صلاح بن قاسم بن حمزة الجيشي أنه كان في تعز العدنية في عام أربع وأربعين وألف [1634م] أن رجلاً من زراع بلاد تعز نزل إلى أرض له صخرة كبيرة فاستدعى لها بعض مفرصي الحجارة، ففعلوا وكانت شديدة عليهم متعسرة، وبالغوا في كسرها فبقي منها مثل كرش الثور، فقال صاحب الأرض: لا بد من كسرها، وصبروا عليها نحو ثلاثة أشهر، ثم فلقوها فوجدوا بداخلها حنجور من جنس الجراد الأهلية، أخضر اللون، في فمه ورقة خضراء يأكل منها وإليه ضفدع صغير، وعندها ماء وطين، فسبحان من أحاط بكل شيء علمه، ورزق ما خلق بما كان من تدبيره.

نعم! وفي مجلس الرواية المذكورة، قال الفقيه حفظ الدين العيدروس البحري: إنهم فلقوا صخرة كذلك في قبة خيار من بلاد الظاهر فخرج منها حجرة صغيرة، فعالجوا شقها فانشقت بمشقة، فوجدوا فيها حفرة، وضفدعاً حية وماءً وطيناً، فسبحان من علم ما دق واستتر، كعلمه بما ظهر للحواس والبصر. انتهى.
وفي ليلة رابع وعشرين من جمادى الآخرة عام ست وستين وألف [21إبريل 1655م] وصلت بالكتب من صنعاء المحروسة بالله من الأصحاب وأخبروا أنها ظهرت آية كبرى وموعظة زهرى، إن صومعتي الجامع الكبير طلع عليها نور كبير، ارتفع أكثر من ضياء الشمع الكبار، وبقي وقتاً إلى بعد العشاء الأخيرة، وأن ذلك فيما بين صلاتي المغرب والعشاء.
وأخبر أهل مسجد الإمام الأعظم صلاح الدين (عليه السلام)[188/ب] بمثل ذلك على صومعته، وأهل الأبهر شهدوا بمثل ذلك على صومعة الأبهر ، وذكروا جميعاً أن هذا النور لم يكن مستقراً على أصل الصوامع، وأنه أعلى منها بمقدار ذراع ممن شهد بذلك الولد الحسين بن المطهر أسعده الله تعالى وقد تقدم في سيرة مولانا أمير المؤمنين المؤيد بالله (عليه السلام) مثل ذلك.
أخرى في سنة سبعين وألف [1659م] ظهر الجراد الذي لا نعلم مثله في الكثرة، وأكل أغلب الثمار، وقرَّش الشجر، وأبقى الله شيئاً من الثمرة في كل بلاد، وجهة فاستدرك بها سبحانه وتعالى من شاء من عباده، وعم الضرر أكثرهم.

واستمر هذا الجراد أكثر من سنة، وقد يمر على البلد الواحدة من ثلاثة أيام إلى خمسة عشر يوماً متوالية غالبها من الصباح إلى المساء، وكان يقع على الشجرة الكبيرة من نحو شجر الطلح الأحمر، والتالوق، فتقصف الشجرة الكبيرة لكثرة ما يقع عليها من الجراد، وكان يسمع الناس انصياحها إلى البعد من الشجرة، وكان هذا الجراد مختلف الألوان فمنها الأحمر المعتاد منها الملمع بالحمرة والصفرة، ومنها الأبيض الخالص دون اليقق ، والأسود الخالص، والأصفر المعتاد، وفي كل أنواعها شواهة المنظر، والضعف في الحركة قليل اللحم، وفي آخر أيامها ظهر في أكثرها صورة الثعابين الصغار، والدود ذات العدد.
أخبرني بعض العدول أنه وجد في حيوان منها ثعباناً دقيقاً طوله أكثر من ذراع وأما ما طوله الشبر فأكثر وأقل فكثير منها لا يكاد ينحصر، واستمر ذلك وقوت الجراد، وهذا الحيوان فيها المعتاد، وربما يخرج منها هذه الحيوانات من الواحدة من الجراد وهي تطير كعادتها، وشهد كثيرون أنهم رأوا شبحاً تقدمها طوله إلى عشرين ذراعاً وكأنه يكفلها عن المضي، وقال بعضهم: أنه رآه دون العشرين، والله أعلم.
ولما أراد الله سبحانه وتعالى رفعها عن بلاده وإزالة ضررها عن عباده، أرسل طيور السمران ، فكانت تنقطع عن المسير في النهار وتطير في ظلم الدياجي، ويدرك حركتها في الهواء السامعون وبسقوطها على النيار، التي تكون مسوفة فسبحان العالم بما خلق، والكافي لهم بما رزق، انتهى.

76 / 116
ع
En
A+
A-