وبعد.. فإن الإمامة والرياسة العامة لما كانت صعبة المسلك لا يقوى على زمامها إلا أولوا العزم، شامخة الذرى لا يستطيع صعودها إلا ذو علم راسخ وفهم، ولا يقوم بممارسة الأهوال التي لا تزال مرصدة لمقتعدها إلا من أعانه الله وأيده، وعصمه وسدده، وبألطافه الخفية أمده وشرح صدره لما يريد عليه ووسعه لما يفد إليه من التكاليف العظيمة والخطوب الجسيمة، ولهذا لا يصح لها إلا من كملت فيه الشروط المعتبرة شرعاً، والصفات الحسنة والشيم الطاهرة خلقاً وخلفاً وطبعاً، والأخراق الشريفة، والطريقة المثلى عفة وورعاً، وكان من فضل الله علينا أهل هذا القطر اليماني الميمون، وعنايته سبحانه بنا وإنعامه الميمون، إنه لم يزل به قائم حق من آل محمد ً مظهر للعدل، قائماً بالقسط حاكماً بالحق، إمام بعد إمام، وهاد بعد هاد، حتى اتسق فيه الحق، وأعلن في أقطاره بالصدق وظهرت شوكة العترة الطاهرين، واستحكمت دولة آل محمد الأمين صلى الله عليه وعلى آله الأكرمين، على الحق الواضح الأبلج والطريق السوي المنهج وطهره من أرجاس الظالمين، وتفضل سبحانه بقطع دابر القوم الطغاة المفسدين، وذلك والحمد لله مما أكمله الله لهم وتممه من حميد مساعيهم من قيام إمامنا الأعظم، وهادينا إلى النهج الأسلم، ومن له على المسلمين بعد الله المن الذي لا يقاوم واليد البيضاء التي لا تكفر، والفضل العظيم الذي لا ينكر، أمير المؤمنين وسيد المسلمين المنصور بالله رب العالمين، القاسم بن محمد قدس الله روحه في الجنة، وجزاه أفضل ما جزى الأئمة الهادين ودعاة الحق الأكرمين ثم بعده ولده القائم على نهجه، القافي
لأثره ومنهجه، ناشر رايات الجهاد ومظهر آيات العدل في البلاد، أمير المؤمنين المنصور بالله (عليهما أفضل السلام) وأكمل به[130/ب] وبأخوته السادة المجاهدين ذلك السعي المشكور، وتمم بعلو همهم طهارة هذا القطر من أرجاس أهل الفجور، وبارك في أيام جهادهم حتى توطن الناس ببركاتهم، والحمد لله والمنة له والأمن والإيمان، وتوسعوا في الفضل من الله والإحسان، ونالوا منالاً في الدين والدنيا مالم يكن يخطر ببال إنسان، وذلك مصداق قول الله ذي الجلالة: {وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} فالحمد لله رب العالمين.
ولما اختار الله سبحانه لإمامنا المؤيد بالله (عليه السلام) نقل روحه الطاهرة إلى دار السلام بعد أن أقر عينه، وأطاب سعيه، وحمد أثره في الإسلام، كان بعده من الخطوب العظيمة المظلمة، والفتن الجسيمة المدلهمة ما أذهل العقول، وجاوز حد المعقول من مصاولة الفحول، والتعارض بين أربعة من السادة آل الرسول كلاً منهم دعا إلى نفسه وخطب، وأمام سوق الطعن والضرب فعجل الله سبحانه وله الحمد والمنة بإطفاء نار تلك الفتنة، وألقى في القلوب حسم تلك المحنة، وعصم عز وجل عن التفرق في الدين والاختلاف بين المؤمنين وجمع كلمة الجميع على إمامهم السابق، وهاديهم وقائدهم إلى الخير وداعيهم الإمام الأعظم(العلم الأعلم) الهادي إلى واضح لقم امير المؤمنين المنصور بالله، أيده الله، وأيد به الدين، وأعز به الإسلام والمسلمين، فدخل كل من عارضه تحت دعوته، وأذعن لحكمه وطاعته، وسلم كل منهم له الإمامة لما عرفوا الفضل، وإنه الأحق بالرئاسة العامة والأولى بالقيام بأمر الأمة والزعامة مع ما ألقى الله له وله الحمد في القلوب من المحبة وجبله عليه من كرم الأخلاق وحميد الخلال المنتخبة، وألقوا إليه مقاليد الأمور وفوضوا إليه تدبير الجمهور، وتابعوه وشايعوه، وبذلوا له العهود وعلى رؤوس الأشهاد وبايعوه وصدق الله وله الحمد ما رواه الثقات عن والده المنصور بالله (عليه السلام) إنه كان عنده في المنظرة الكبيرة في بيته بمحروس شهارة، وهو صغير يلعب بين يديه، ويكثر الدلالة عليه والإمام (عليه السلام) [131/أ] مشغول بعمل فأراد بعض الحاضرين يؤخره عنه فقال الإمام القاسم اتركه فلو يعلم
الناس مالهم في ولدي هذا من المصالح العظيمة، والخير لما تركوه يمشي على الأرض. هكذا في روايتهم عنه يريد بذلك المبالغة في صيانته وتعظيمه، والرفع من قدره وإن حق مثله أن يصان عن حشوبة الأرض وأذاها، ولذلك صدق ما ظنه فيه صنوه مولانا الإمام المؤيد بالله (عليه السلام) في كتاب كتبه إليه، وهو بخط يده الكريمة، يذكر فيه ما معناه : وإني أرجو من الله سبحانه أن يجمع بك شمل أهل البيت في كلام ينقل إن شاء الله تعالى إلى هنا بلفظه؛ لأنه لم يكن حاضراً في حال كتابة هذا فاستقامت، والحمد لله عليه الأمور، وصلحت بحميد سعيه بعون الله أحوال الجمهور، وشملت بركاته الخاص والعام، ونمى بحسن عدله وسيرته حال الأنام حتى نفيأوا في العدل ظليل، وقالوا من حسن السيرة في أشرف ماقيل، وقام بما يحب الله أفضل قيام، وراعى حقوق المسلمين والإسلام، ولم يزل حفظه الله تعالى دائباً في صلاح العباد ليلاً ونهاراً ومرشداً لهم إلى الخير سراً وجهاراً آمراً بالمعروف ناهيا عن المنكر بالأقوال والأفعال مجتهداً في صلاح الأمة المحمدية أعظم اجتهاد ممحصاً لكثير من أوقاته في عمارة البلاد، متحرياً وجه الله فيما يأتي ويذر محتسباً في معاناة ذلك ما نرجوه عند الله من عظيم الأجر صابراً على اختلاف أخلاق الناس وطبائعهم، وعلى ما يلقى منهم من التهور والتلون في مطامعهم، حتى إن مشاهده يرثي لحاله، ويعجب من كثرة إلحاح كثير في سؤاله وطموح الآمال منهم إلى ما لم يكن خاطراً بباله، ولم يكن ذلك منه (عليه السلام) ألجأ إلى السؤال وإنما يريد أن يقع كل شيء في محله، وعلى حسب الحال، ومقتضى ما
يتوجه عليه المنال، لما عليه من اختلاف حال السؤال لاختلاط الغني بالفقير وفتح باب الطلب من الكبير والصغير، والتباس حال كثير من الطالبين وتَصنَّع كثير من السائلين والله المستعان على هذا الزمان وأهله، ونسأله أن يثبت الجميع على قدم الصدق بمنه وفضله.
وكان السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عز الدين المؤيدي أقال الله عثرته وأخذ بناصيته إلى الخير أحد الأربعة الذين تعارضوا وبايع مولانا الإمام الأعظم أمير المؤمنين المتوكل على إسماعيل بن أمير المؤمنين أيده الله بالنصر والتمكين بمحروس صنعاء في مشهد عظيم وجمع من العلماء الأخيار ومحفل جامع للرؤساء الكبار وكانت مبايعته بعد ان خيره الإمام (عليه السلام) [131/ب] بين الدخول فيما دخل فيه المسلمون، أو عدوه إلى مأمنه من البلاد فأختار الدخول في الطاعة والتزام أحكام الإمامة وأوامرها المطاعة، ثم توجه من صنعاء إلى بلاده، والقلوب مطئنة والعقائد حسنة إذ لم يكن في الظهار إلا ان المقصد الأهم والأمر المقدم هو العناية بأمور المسلمين والقيام بإقامة معالم الدين وجمع شمل المؤمنين ورفع منار الشرع المطهر وفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واعتقد في الإمام أيده الله بعد ما بايع وبذل من نفسه ما بذل من العهد الوفاء بذلك الذي بذل وعقد البيعة المؤكدة وحمله وجميع الناس على المحمل الحسن وحسن الظن لما عليه ظاهر الحال وإنه ممن يصدق في المقال فلم يشعر بعد انفصاله من صنعاء إلا وهو بجبل برط وقد نبذ تلك البيعة والعهد ونقض مؤكداً ذلك العقد غير مبال ولا متحرج واعتل بعلل ظن إن له بذلك عند
الله المخرج ولم يكن كما يعلم الله خاطره للإمام أيده الله ببال ولا كانت له في ضميره ولا لغيره من قرابته وغيرهم ولو أريد به ما زعم وتفوه به لما اختلج منه أن يطلب البيعة ولا أن يخير بينها وبين العزم إلى مأمنه فقد كان ممكناً منه ولكن الإمام أيده الله خيره إرادة للوفاء لما ذكر إنه وصل صعدة مؤمناً عليه وما ذلك الذي اعتل به بعد البيعة بصنعاء إلا كما قيل( لهوى النفوس سريرة لا تعلم) ثم عزم من برط إلى الشام مصمماً على دعواه، وحصلت أمور هنالك أوجب الافتقاد لها والانتباه فأرسل مولانا المتوكل على الله حفظه الله تعالى ولده السيد الرئيس الأكرام صفي الدين أحمد بن الحسن بن أمير المؤمنين حماه الله في جماعة من العلماء والرؤساء والأجناد المنصورة بالله لإطفاء تلك النائرة والفتنة الثائرة فتقدم بأجناد الحق إلى الجهات الجماعية، وكل من أهل تلك الجهات انتظم في سلك الطاعة والولاية الإمامية فعلم السيد صارم الدين إنه لا يسعه إلاً الدخول فيما دخل فيه الناس وانزاحت عنه الشبهة والإلباس بعد أن انطوى إلى وادعة الشام وكان في محل له في نفسه ما يريد من الدخول في الطاعة ولانتظام في سلك الجماعة أو العزم إلى أي مكان يريد من قريب أو بعيد ولكنه لما عرف الأمور وأحوال الزمان وما عليه أحوال الجمهور رجع إلى ماهو الأولى والأسلم، وصرح بخطأ رأيه، وما سبق من فعله، ويقدم كما في كتابه العام إلى المسلمين في تلك الأيام ما لفظه بخط يده، ولا شك أن مثل هذا الأمر لمثلي في هذا الزمن لا يدخل فيه إلا من جذبته[132/أ] أمراس الاعزاز ولمعت له بوارق الأماني من بين
عارض شبه الوجوب، وما هي إلا إعصار فيه نار، وسنذكره جميعاً بعد هذا إن شاء الله تعالى بلفظه، فرأى ان التنحي به أجمل والدخول فيما دخل فيه المسلمون أحفظ له في دينه وأكمل وأسلم في العقبى من الإصرار والزلل، كما صرح وشهد به على نفسه بعد شهادة الله وشهادة من حضره من العلماء والأعلام، وأهل الإسلام، وكتب قاعدة بيده وهي بخطه ولفظه وعليها شهادة من حضر من العلماء وحكم به القاضي العلامة شمس الدين أحمد بن يحيى بن حابس رحمه الله، ولفظها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى الحمد لله مدبر الأمور على مقتضى إرادته كل يوم هو في شأن، المتصرف في خلقه على مر الدهور بلطيف حكمته من غيرمؤازر ولا ثان، المملك الملك من عبيده من ملكه في الكتاب المسطور في سالف أزليته، فأنى لغيره سلطان، والصلاة والسلام على الهدى والنور المبعوث لإعلاء كلمته إلى الإنس والجان، وعلى آله المطهرينأحسن طهور من رجس الشيطان ومعصيته فهم لأهل الأرض أمان.. وبعد..
فليعلم من على البسيطة من داني الأرض وقاصيها، من أتهم بغوزها وأنجد بصياصيها، أن الداعي إلى الله بالمغفرة وراجيها، إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عز الدين، بيته الله على قواعد الفتن التي حارت فيها ذوو الألباب، ودان لها ذوو العقول، وخضعت خضوع الذليل، غلب الرقاب، ورفعها المسلمون معزين لها ومكرمين، وذهب إليها العلماء ثبات وعزين ووكل بهاقوماً ليسو بكافرين، حتى صارت ماضية ( لشأنها بها) قاطعة لعنانها قائلة بلسانها:
دعوني أجوب الأرض في طلب العلى .... فلا الكرخ الدنيا ولا الناس قاسم
وعقد المسلمون بها للمسيرة تاجاً، ووهجوا للجذل سراجاً وهجا ودخل تحت أوامرها المسلمون أفواجاً وجاءوا نحوها أفراداً وأزواجاً، وما ذاك إلا أن متحملها ينبوع العهلم الفوار، وغيث الفضائل المدرار، وزبرقان الفلك الدوار، وطراز علالة المعالي والفخار:
عليم رست للعلم في أرض صدره .... جبال جبال الأرض من دونها قفر
ذلك فاتح الأرتاج، ودرة التاج، المولى أمير المؤمنين المتوكل على رب العالمين إسماعيل بن أمير المؤمنين، فعند ان اختصه اله بالخصائص الجليلة، ورأيت المصلحة في معارضه قليلة، وكان الله قد أمر بالوفاق ورغب فيه وحث [132/ب] عليه وقال:{أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ} سلمت ما كنت تحملته من الأعباء الثقيلة، تسليم راض لا شبهة فيه ولا حيلة لوليه وابن وليه الإمام المذكور المشهور المتوكل على إسماعيل بن الإمام المناصور:
إن الأمر هذا لا يليق بغيره .... فألقى إليه قوسه ومشاقطه
ولا شك إن الله راض بدعوة .... إليها قلوب الناس ظمأ وشاخصة
ولم نشرط عليه في ذلك التسليم إلا ما شرطه الله عليه، وما بقى أيده الله على حالته المرضية سائراً على الكتاب والسنة النبوية وهأنا قد خففت عني ثقلها، على الله والله خالصة فها أنذا سائر تحت لوائه مهتد بهداه ملتزم أحكام الطاعة داخل تحت جمعته والجماعة على مقتضى ما يريده الحق من طاعة الأئمة الذين هم امناء الخلق ما طابقوا مراد الله والتزموا طاعة الله، فليعلم من وقف على مكتوبي هذا ما التزمته من أحكام الطاعة للإمام وإن ما تقدم مني من مقتضيات النظر الذي اعتقدت فيه المطابقة لمراد الملك العلام، فإن كنت في ذلك مطباقاً لمراد الله، فقد مضى بما فيه من أجر وإلا فأن أستغفر الله وأسأله حسن العاقبة، وإليه ترجع الأمور، والإنسان محل الخطأ والنسيان، والكريم محل المسامحة والغفران، وقد ألزمت نفسي طريقة الاقتصاد وأوقفتها في حلبة السباق على قصبة المصلين، وجذبتها عن إدراك شأو السباق، ومن قد سبقت منه إساءة إل] وظن أني بها قمين، فقد سألت الله أن يغفرها له وهو أرحم الراحمين وجل من لاعيب فيه وعلا عن كل قول ذميم وقل ما سلم من الخدش أديم:
ألا لا أبالي من رماني بريبة .... إذا كنت عند الله غير مريب
ولا شك أن مثل هذا الأمر لمثلي هذا الزمن لا يدخل فيه إلا من جذبته امراس الاعتزاز ولمعت له بوارق الماني من بين عارض شبه الوجوب وما هي إلا إعصار فيه نار، فعلمت ما كنت جهلته بعد الدخول فيه، وأبقيت بعد الخروج منه إن الله قد خفف عني الأضر، واختار لي ما لا أختار: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وسلم.
بتأريخ شهر جمادى الأولى سنة ست وخمسين وألف [يوليو1646م]. انتهى بلفظه من خطه وعنوان هذه القاعدة ما لفظه بخط يده:
سيدي المولى أمير المؤمنين المتوكل على الله رب العالمين، ومن لديه من السادة الكرام، والقضاة الأعلام، والمشائخ الفخام، وأكد ذلك بعهود الله ولم يبق شك ولا ارتياب واستمر على ذلك مدة[133/أ] من الزمان، واستمد من الإمام أيده الله الرأي في البقاء والوقوف بقراض والإذن في صرف الواجبات التي تخصه، أو تصييرها بنظر الفقيه علي بن هادي الشقري من جملة السادة الكرام، فطلب تقرير ما يحتاج إليه وتقوم بمثله ومن يلوذ به، وأمده الإمام أيده الله ببره المألوف واستقام على ذلك الحال وأحوال الإمام حفظه الله، والحمد لله على حالها، والأعمال متسقة على منوالها، لم يتغير حال ولا اختلف شيء من الأعمال، بل هي ما ازدادت فضلاً وكمالاً واتسقت وترقت إلى ما هو أشرف حالاً والمنة لله سبحانه.