عظماء القسيسين وأحبارهم الذين يأخذون عنهم أحكام الدين، ولكنه وقع في قضية اقتضت حبسه بيد الملك، والأخذ عليها بالتضييق الشديد في جزيرة من جزر النيل، وها نحن نذكر ما بلغ إلينا من أمره، وهو أن القسيس المذكور رجل من القبط من أهل مصر، والقاعدة التي جرت عليها سنتهم أنه لا يقعد في هذا المقعد إلا رجل من القبط بأمر البترك صاحب بيت المقدس يوليه ذلك، ويبعث به إلى أرض الحبشة، نصت على ذلك سنن الماضين، واحتذاه من خلفهم الآخرين، ولسان هؤلاء القبط لسان عربي فصيح ويخرج من مصر وكتاب الإنجيل معه مكتوب بالعربي، وجميع ما يستصحبه من كتب شريعتهم وأحكام دينهم كذلك مكتوب بالعربي أيضاً، ومن تصدر لهذا الشأن يسمونه بلغة الحبشة الأبوان، كما يقال في لغة العرب: القاضي وحين يستقر في هذه المرتبة، يشارك الملك في نصف ما يجبى إليه من ولايته من قليل وجليل، وعظم ملكه وتكبر في نفسه، ومالت إليه الأكابر، واعتمدت عليه الرعية والعساكر، واغتار منه الملك، وصار يطلب إعمال الحيل على هذا الأبوان، والأخذ عليه، والإنتقام منه، وكان من الأسباب المهيئة لذلك أنه بطش[92/ب] برجل من المسلمين كان من أهل بطانته، والإختصاص بخواص خدمته، فأنتهبه وهتك ستره، ومع ذلك فإنه -أعني هذا المسلم- من أهل الهمة والأنفة، فما برح يتطلع إلى الإتصال بالملك، لينم إليه بأمور يستنكرونها على الأبوان، وعلم أنهم يؤاخذونه عليها، والملك يطلب مثل ذلك، فاتصل هذا المسلم بالملك، وباح إليه بجميع ما عنده، وما أطلع عليه من أمره، وكشف له ما كان مستودعاً عنده من سره، فاستثبت منه الملك في ما نقل،

ثم طلب الوزراء الأول فالأول، يطلعهم على ذلك ويخبرهم أن هذا الرجل صار يخبط بهم في مهاوي المهالك، وللرهبان كبير يعتزون إليه ويسمونه الأجيق بوزن زنديق، فاحضره في ذلك المجلس، وشاوره في الرأي، فاجتمع رأي الجميع أنهم يصيحون في المدينة، أنه من علم بفاحشة على الأبوان تخالف دينهم وصل إلى الملك في يوم معلوم، فلما سمع الناس ذلك النداء استعد للإجابة إلى الملك خلق كثير من الرجال والنساء، وأحفلوا في مجلس الملك في ذلك اليوم المعلوم، والميقات المحتوم، ورمته ألسن الحاضرين بما علموا من معاصيه، واطعلوا عليه من مخازيه، حتى لقد شهد عليه بعض نساء الملك بما تشاركوا فيه من الفجور، واتفقوا عليه من الفواحش المخزية في يوم النشور، وهم يرقمون شهادة من حضر ذلك الجمع، ويسندون شهادتهم إلى ما أدركته حاسة البصر والسمع، وكاتب هذه المخزيات الشريف محمد بن موسى المقدم ذكره بالقلم العربي؛ لأنهم يريدون رفع ذلك إلى البترك صاحب بيت المقدس وقلمهم هناك عربي، فلما استكملوا ما أرادوه من فضيحته، وعلم الملك أنه قد أدرك ما يريده من حط مرتبته، شاور الوزراء والكبراء ما ذا يفعل به، فقال كثير منهم: يقتل، ورجح للملك أن يحبسه فحبسه في جزيرة بحر النيل كما قدمناه وأخذوا فيه رأي البترك، ورفعوا إليه بتلك الفواحش واستدعوا منه من يقوم مقام هذا الأبوان، فهذا آخر ما نقل إلينا من حديث الأبوان من رواية محمد بن موسى البخاري.

ثم إنه كان في بعض الأيام خروجنا من مدينة الملك للضيافة إلى بعض منتزهاتها، قاصدين إلى محل كان يعتمره هذا الأبوان المذكور، وفيه شيء من كتبه مكتوبة بالقلم العربي، فأحبينا الإطلاع على شيء منها فوصلنا إلى ذلك المحل ووجدناه محلاً نفيساً رايقاً للعيون، ومن أعجب ما رآه الراؤن وفيه جماعة من تلاميذ ذلك الأبوان، فاجتمعنا بهم وخاطبناهم[93/أ] بما نريده، فأدركنا منهم التشوش والإرتياب، والتقلقل والإضطراب، فسكنا روعتهم، وأحسنا مخاطبتهم، حتى اطمأنت نفوسهم وأطالوا معنا في الحديث، حتى أنا لم ننصرف من عندهم إلا وقد أعجبهم ما رأوه منا من الرفق، ونهى المصاحبين لنا من أن يعبثوا بشيء من محاسن تلك البساتين التي معهم، فتحدثوا بذلك بعد رجوعنا من عندهم لكبيرهم، وكان غايباً ذلك اليوم عن ذلك المحل، فأعجبه ما سمع، ووصللنا في اليوم الثاني من يوم خروجنا وجاء إلينا إلى محلنا، وهو رجل عليه سيماء القراء، وتنسك أهل العبادة، وهو يتكلم باللسان العربي من غير واسطة الترجمان، فتيسر له خطابنا ولنا خطابه؛ لأنه من تلامذة الأبوان المقدم ذكره، فوجدناه أحسن في تلك الدار، واسمه خاطروس، فما برح يسألنا عن شريعتنا، وما أركانها ومهماتها، فأجبنا عليه وذكرنا له أركان الإسلام الخمسة، وصفة الشهادتين والصلاة وصفاتها، وما يقدم لها من الطهور، ثم الأذان الذي يدعى به ليحضرها الناس، ثم الإقامة بعد الحضور، ثم التوجه بألفاظه، فأعجبته تلك الألفاظ غاية العجب، ثم أكثر السؤال عن الزكاة في الأموال وتقديرها فأجبنا عليها فيها، ثم قال: من يأخذ هذه أرباب الأموال؟ فقلنا:

الإمام الأعظم، قال: فمن يأكلها؟ فعرفناه مصارفها كل مصرف باسمه وصفته، فازداد عجباً بما شرعه الله عز وجل من العناية بأحوال الضعفاء بمتاع الدنيا، وقال: هذا غاية الرفق، وكمال المعروف.
ثم كذلك أعجبه ذكر السهم الذي يصرف في سبيل المجاهدين، الذين يقاتلون عن الدين الحنيف ويجاهدون الخارجين عنه من الكافرين، وما برح هذا الرجل يعاودنا ويتأسف على ما مضى من الأيام التي لم يجتمع بنا فيها، ونحن كذلك أعجبنا منه ما رأيناه، ثم قال: لولا أنني رجل كبير يظهر للناس خبري ولا يتكتم عنهم أمري، لصحبتكم إلى بلادكم، واستأمنت منكم أن تتركوني على ديني، فقلنا: كم مثلك من اليهود والنصارى يستأمنون من المسلمين، ويدخلون ديارنا بأمان وجوار، فمنهم من يبق مع تسليم جزية معلومة عن رأسه، ومنهم من يقيم الأيام اليسيرة ثم يرجع إلى أرضه، ثم إني سألته عن الإنجيل، وهل يوجد عنده مكتوباً بالعربي؟ فقال: نعم هو عندي ثلاثة أسفار، فطلبت منه عارية السفر الأول، فجاء به إلينا وهو مكتوب في عنوانه مبادئ الإنجيل، فنظرت فيه قدر عشرة أيام وجميع أوائله مواعظ فقط لم أطلع[93/ب] على غيرها، وقال: إن الأحكام في السفرين الأخيرين، وكان بعد تلك الأيام ارتحالنا إلى هناك، وكان هذا الرجل يخبرنا عن أحوال الأبوان المتقدم ذكره، ويروي تلك الأمور المستنكرة، ويهجن عليه بها، وقد كان بلغ إلينا حبس الأبون إلى جانب الطريق قبل وصولنا إلى الملك، فتأكد معنا الظن الذي كنا نؤمله في الملك من الدخول في الإسلام، لا سيما مع انضمام قضية أخرى إلى هذه-قضية الأبون- وهي أن هذا الملك المذكور لما مات

أبوه وله أولاد كثيرة على أمهات متفرقة، وليس لهذا الملك من أمه أخ واحد، فأوصى أبوه إليه وإلى وزرائه أنه إذا مات حبسوا جميع أولاده بالقيود في حصن معروف، ولا يتركوا من الحبس إلا هذا الأخ الذي هو شقيقه من أمه، ليكون عضداً لأخيه، ومظاهراً له في أمره وملكه، ففعلوا ذلك وحبسوا جميع إخوته في ذلك الحصن، وهم خمس عشرة رجلاً، وأجرى عليهم الملك النفقات الفايضة، والإحسان التام من كل وجه، وإنما الغرض دفع منازعتهم الملك، فبقى هذا الأخ مؤازراً لأخيه في أموره، ويقوم بأمور جنده وأحوال غزوه وملاقاة عدوه، حتى أن الملك أدرك أن أخاه يريد قتله والوثوب على سرير ملكه، وهؤلاء الأمحرة معروفون بمتانة الكيد، وأكيد الحكمة في تدبير وجوه الحيل، فما زال الملك يدبر وجه الحيلة على أخيه، كيف يكون السبيل إلى الأخذ عليه، والإنتقام منه، ولم يتيسر ذلك للملك إلا بعد مدة مديدة، وزمان طويل، وشرح حديثه لا يكفي فيه القليل، فما برح في ذلك حتى استمكن من أخيه في جوف الليل وأمر به جماعة من أهل البأس والنجدة والهمة والشدة يخرجون به ليلاً، وقد كانت أمه قد سألت الملك أن يبقي عليه من القتل، وأن يكتفي من ذلك بحبسه فأظهر لها الإمتثال، وأنه أمر به إلى جزيرة بحر النيل، ولما بعث به في جوف الليل، لم يظهر خبره لأحد من الناس، ولا ظهر من وجوده في أي محل من تلك السجون المعروفة، فلم يشك أنه قتله، وكانت هذه القضية مع قضية الأبوان السابقة موهمتين صدق ذلك الظن، وأن الملك إنما بطن بهذين الرجلين ليستقل بذلك الغرض ويتمكن، فلم يكن إلا كما قيل- في كل خيال لم يحصل من فايدة-رب

صلف تحت الراعدة، ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير، وما مسني السوء:
على المرء أن يسعى إلى الخير جهده .... وليس عليه أن تتم المطالب
[94/أ]هذا وقد قدمنا أمر الحريق الذي وقع معنا، وعظم موقعه وهول حادثه، وحملنا علىالعناية والإحتراس، والمبالغة في الإحتفاظ، ثم أنا لم نشعر في بعض الليالي إلا وقد اشتعلت النار في جانب العشة التي نحن فيها، مع هدوء العيون وغلبت النوم على حواس الحراس الموكلين بالحفظ، فكنت أول من أدرك اشتعالها وانتشارها، مع هدوء الريح تلك الليلة، وسلمنا الله عز وجل من ذلك ونجانا بفضله علينا مما أرصده لنا من تلك المهالك، فالحمد لله ولي الحمد ومستحقه، حمداً يقوم بعظيم فضله، وواجب حقه، ولما رأينا هذه المخاوف والحوادث التي تنوب، والكوارث التي هيجت الأحزان والكروب، مع ما رأيناه أيضاً من مماطلة الملك بالمواعيد الكاذبة، ضاق الصدر وحرج، واضطرب الأمر ومرج، وخشينا ألا نجد إلى الخروج من تلك الديار سبيلا، لا سيما قد وقعت مراسلات من الملك وبعض وزرائه لبعض جماعتنا من العسكر المصاحبين يرغبونهم بالبقاء هنالك، ومع ما رأيناه من تخبير عدة من الرسل الذين يصلون إلى الملك بعضهم من أهل أوسة، وبعضهم من جهات سنار، وبعضهم من جهة الأتراك، حتى صاروا في سلكهم، واستعبدوهم كما يستعبدون من وقع في ملكهم، ومع أنا نفكر في الحال، وننظر فيه إلى ما يكون في المآل، فوجدنا خروجنا مع تقدير تيسره، إنما هو من جانب الأتراك على جهة مسوع، فنحن آمنين من مكرهم، ولا واثقين بأمانهم لما هو الغالب من نكثهم وغدرهم، فالتبست الأمور علينا، كقطع الليل

المظلم فلم نجد لنا ملاذاً ومعاذاً غير الإلتجاء إلى الله عز وجل، والتمسك بدرس القرآن العظيم الذي هو من أعظم ما به نتوسل، فيسر الله لنا مع ذلك منامات مبشرات، دالة على السلامة، ومؤذنة بالنجاة من كل ندامة، أذكر منها بعضها وهي: ما رأيت في بعض الليالي من الوفود على إمامنا المتوكل على الله -أيده الله تعالى- فوصلت إلى ديوانه الذي يقعد فيه لقضاء حوايج المسلمين فوجدته مملؤاً من العلماء العظماء، كل منهم فارش سجاد يصلون، وينتظرون نزول الإمام -عليه السلام- إليهم من أعلى الدار لصلاة الجماعة فقعدت مسنداً ظهري إلى جدار الديوان قعود الوافد، فبينما أنا كذلك إذ وصل الإمام -عليه السلام- فقمت إليه، وسلمت عليه، وهو يشق الصفوف حتى تقدم إلى محل صلاته فجعلت أطلب لي مكاناً أقعد فيه للصلاة فلم أر متسعاً إلاَّ في سجادة سيدنا القاضي العلامة وجيه الدين خير[94/ب] القضاة الميامين، عبدالقادر بن علي المحيرسي -حفظه الله تعالى- فقعدت معه عليها، وقضينا الصلاة جماعة، ثم خرجنا من تلك الدار على القاعدة المعروفة، فرفع المسبح صوته وهو يقول:
هات الآحاديث تصريحاً وتنبيها .... لعلها من غليل النفس تشفيها
إن الأمور التي في النفس تخفيها .... لا تخشها إن ذكر الله يكفيها

فخطر ببالي لما سمعت ذلك المُسبح أنه يريد تبشيري بإنفراج ما أنا فيه من الحيرة بفضل الله وأمره والتوسل إليه بجميل ذكره، فقمت من منامي مسرعاً أرقم هذين البيتين، وقد غاب عني من لفظهما من محل (لا تخشها إن) في البيت الثاني، فأصلحت هاتين اللفظتين في اليقظة، وأما البيت الأول وبقية الثاني فعلى صفته في الرؤيا، ثم رأيت رؤيا أخرى كذلك رأيت أن قائلاً يملي علي بيتين من الشعر وهما هذا المذكوران:
وكن حازماً في كل أمرٍ تريده .... فإن صواب الرأي ما كان أحزمه
وشاور عليماً في الأمور مجرباً .... حيلماً إذا ما دبر الأمر أحكمه
ورؤيا أخرى أيضاً وهي: إني رأيت أني أتلو القرآن على سيدنا علي بن سعيد الشريحي القارئ المشهور بمدينة صنعاء-حرسها الله تعالى- فوصلت إلى قوله تعالى{إِنَّ الله مَعَ الصَّابِرِينَ}فقال لي: قف على هذه الآية، فقلت له: تريد إلى تمام السورة؟ فقال: في هذه كفاية، وغير ذلك لم أذكره، والرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، ولشدة ما قاسينا من الضجر ومهاجرة النوم ومحالفة السهر، خطر بالبال وصف ذلك الحال، بما ضمنته في هاتين القصيدتين وإن لم يكن ذلك من بضاعتي، غير أنه مع قصور حاله من النظم المنتظم، ينزل منزل النثر الملتئم، هما هاتان:

الأولى:
على كل سعي في الصلاح ثواب .... وكل اجتهاد في الرشاد صوابُ
وليس على الإنسان إدراك غاية .... ودون مداها للغيوب حجابُ
ولو علم الساعون غاية أمرهم .... لما كان شخص بالشرور يصابُ
فقل لأمير المؤمنين لقد دعا .... وحق له بعد الدعاء يجابُ
ولكن دعا قوماً يظنون أنهم .... رموا غرضاً في دينهم فأصابوا
تراءى لهم لمع فهم يحسبونه .... شراباً فأضحى ذاك وهو سرابُ
يقولون إن الله جل جلاله .... هو الروح عيسى إن ذا لعجابُ
وحينا وقالوا بالأقانيم قرنه .... فتحصرها ضبط لهم وحسابُ
وقالوا هي الرب الثلاثة كلها .... بذلك أفتت فرقة وأجابوا
[95/أ] ولكن يقولون الثلاثة واحد .... ومن لتكميل الإله نصابُ
وهذا ضلالٌ بينٌ وجهالة .... تقطر منه الصم وهي صلابُ
عذيري من دين خسيس مآله .... نكال وخزيٌ دايمٌ وعذابُ
لقد ضاق ذرعي لإحتباس بأرضهم .... وكُدِّرٍ فيَّ مطعم وشرابُ
وحبب أوطاني إليَّ بأن لي .... بها خيرة طاب الزمان وطابوا

وللعدل والتوحيد فيهم مسارحٌ .... وريعٌ منيعٌ شامخٌ وجنابُ
فهل لي إلى تلك المنازل عودة .... وهل لي إليها مرجع ومآبُ
وهل أَردَن للشرع مورده الذي .... يدل عليه سنة وكتابُ
وهل أسمعن صوت المنادي جمعة .... ينادي بأعلى صوته فيجابُ
وهل أنظر الدار التي ضربت لها .... مدارس علم حولها وقبابُ
وهل يُسعدن دهري إلى نيل مطلبي .... فما لي منه غير ذاك طلابُ
فإن لم يكن يادهر عتبي فطالما .... عتبت فلم ينفع لديك عتابُ
ولكنني أقفو مقالة شاعرٍ .... فللقول حكمٌ بالغٌ ولبابُ
إلى الله أشكو بيني في منازلٍ .... تحكم في آسادهن كلابُ
تمر الليالي ليس للنفع موضعٌ .... لدي ولا للمعنفين جنابُ
أرى الكفر مكشوف القناع وأهله .... يظنونه خيراً فخاب وخابوا
فشمر أمير المؤمنين لحربهم .... فهم بقد البيداء وأنت عُقابُ
وأنت سليل القاسم القايم الذي .... رمي شهبه أهل الضلال فغابوا
إذا طلعت منهم طلايع ماردٍ .... تلقاه من تلك الرجوم شهابُ
ونادي بني المنصور من آل قاسمٍ .... تجدهم ليوث الحرب ليس يهابوا

41 / 116
ع
En
A+
A-