قال بعض الفضلاء: إنه توسم قدر المدائح النبوية، وما يتصل من ذكر العترة المطهرة الزكية، إنها أكثر من مأتي قصيدة، منها ما تجاوز المائة البيت، وأنه يبعث في كل عام قصيدة تلقى في الحجرة النبوية، وكذلك الخطب لا يعد خطبهُ وإنما يخترع كل جمعة خطبة غير الأولى، فإذا نزل من المنبر أعطاها أول سائل له، وله في السخاء والإيثار والمروة ما يليق بمثله وينيف على شكله، لا سيما الضعفاء الأشراف، ولو يذكر بعض تفصيل لهذه الجملة لطال -أمتع الله بحياته وأعاد من بركاته- [توفي في محروس شهارة في شهر محرم الحرام سنة تسع وستين وألف[1658م] رحمه الله] .
ومنهم القاضي المكين، ذو العلم الرصين، الأصولي المحقق، المحدث المدقق، شمس الدين أحمد بن صالح العنسي العياني، وقد تقدم، توفي في صنعاء عام ثمان وستين وألف[1657م].
ومنهم القاضي العلامة صلاح الدين بن على الوشاح الحاكم الهدادي الآنسي وقد تقدم، توفي عام ست وخمسين وألف[1646-1647م] كان عالماً فقيهاً، ولي القضاء في ألهان ثم في الحصين من ضوران، وقبره مشهور في بلده من هَداد .
ومنهم القاضي العلامة الفقيه المحقق عماد الدين يحيى بن محمد بن علي بن معوضة الشبي‍بي الجودي ولي القضاء في بلده، ثم في مدينة ذمار، توفي عام خمس وستين وألف[1654م].
ومنهم ولده القاضي الفاضل الورع جمال الدين علي بن يحيى الشبي‍بي ولي القضاء في مغارب ذمار والتدريس-أمتع الله بحياته-.

ومنهم القاضي العلامة الحبر المفيد شمس الدين أحمد بن سعيد بن صلاح الهبل الخولاني وقد تقدم، توفي عام واحد وستين وألف [1650م] في صنعاء، ودفن إلى جنب[32/أ] السيد عبدالله الديلمي عند المسجد الأبهر .
وأخواه العالمان الفاضلان علي بن سعيد والمهدي ين سعيد ، توفي المهدي في أواخر عام ثلاث وستين وألف[1652م] في الرَوْضَة من أعمال صنعاء.
ومنهم أخوهم الرابع العلامة المحقق عبدالقادر بن سعيد الهبل - أطال الله بقاه-وهو من أئمة الفقهاء في صعدة غير منازع، قل من يأخذ عنه من أهل صعدة ومن هاجر إليها.
وأمَّا القاضي علي بن سعيد مشهور الفضل والورع والزهادة، وكف بصره بعد أيام من وفاة حي مولانا المؤيد بالله- سلام الله عليه- واشتغل بنقل القرآن ودرسه ليلاً ونهاراً وقد تظهر للفتيا.
وأمَّا القاضي المهدي فعلى طريقتهم في الفقه، وله مع ذلك حسن تصرف في الأعمال ولهم إخوة وأولاد نجباء فضلاء من فضلائهم القاضي الفاضل الزاهد شمس الدين أحمد بن صالح بن صلاح الهبل، [كان] عالماً، فاضلاً، مدرساً، إليه ولاية القضاء في بلاد رازح وما والاها- أطال الله بقاه-.
والقاضي الفاضل العالم العامل جمال الدين علي بن جابر بن صلاح الهبل، [كان] عالماً مدرساً في صنعاء المحروسة على طريق عمه وبني عمه-أطال الله بقاه] .

ومنهم القاضي العالم المحقق عزالدين محمد بن صلاح السلامي الآنسي وقد تقدم، كان فقيهاً عالماً [مدرساً] مبرزاً[في الفقه لا يبلغه أحد من أهل وقته] وفي أصول الدين بلغ فيه الدرجة القصوى، شايع حي مولانا الحسن في محروس ضوران واشترى له مولانا الحسن بيت في الحرف ، وقرأ عليه في الفقه، ثم أخذ عليه حي ولده شمس الدين محمد بن الحسن [ ] أحمد علي القاضي إبراهيم[ ] وعلى القاضي صلاح الفلكي وعلى والده صلاح بن علي، ثم شايع المتوكل وأول من بايعه، والمسارعة في البيعة منه أمر عجيب يدل على بركته للإمام المتوكل وثبوت الإمامة فيه، وهي أنه عزم من بيته وأمسى في قرية سما عن قريب من ضوران وفيها وليان صالحان عليهما مسجد، فأمسى القاضي المذكور في ذلك المسجد، فلما كان إلى الليل نبهه ذلك الولي، ويقول: بايع الإمام بايع الإمام، فقام القاضي فطلب [من] القَّيم سَرج ذلك المسجد، وشدّ وعزم وبايع الإمام في وقت وصوله -رحمه الله تعالى- توفي في ثلاث وستين وألف[1652م].
ومنهم القاضي العالم الزاهد[المحقق] عزالدين بن محمد بن صالح بن عبدالله بن حنش، كان عالماً، فاضلاً، زاهداً، ورعاً[وقد تقدم] ولي القضاء والتدريس في مشهد الإمام المهدي أحمد بن الحسين في ذي بين توفي -رحمه الله- [عام أربع وستين وألف [1653م] في شهارة المحروسة بالله تعالى ودفن في مسجد ذي الشرفين ] .
ومنهم الأخوان العالمان جمال الدين علي بن محمد بن سلامة [كان] عالماً، مجتهداً، له مصنفات مُفيدة، والحسن بن محمد بن يحيى بن سلامة [كان]عالماً، زاهداً.

ومنهم [القاضي] العلامة المجتهد الفهامة صارم الدين بن يحيى السحولي ، كان عالماً فاضلاً، ورعاً، كاملاً، ولي القضاء في مدينة صنعاء [المحروسة بالله] إلى أن توفي عام [واحد] وستين وألف[1650م].
ومنهم الفقيه المحقق أبو القاسم بن الصديق البشي التهامي [كان] عالماً، عادلاً، مدرساً، كاملاً -أطال الله بقاه-. [ولي القضاء في زبيد المحروسة بالله بعد فتحها وهو عليه إلى تاريخه] .
ومنهم[32/ب] القاضي العلامة المحقق فخر الدين عبدالله بن يحيى بن حنش .
ومنهم الفقيه الفاضل العالم الصالح التقي حفظ الله بن أحمد بن سهيل ، فقيهاً، فاضلاً، ورعاً، ذكياً، مع سعة العلم والفهم والورعة، بحيث أنه لم يتناول شيئاً من بيت المال.
[ومنهم الفقيه العالم الصالح صلاح الدين صالح بن مسعود الحاجب الشظبي وقد تقدم] .
ومنهم وجيه الدين عبدالحميد بن أحمد بن يحيى بن عمرو بن المعافا [كان] عالماً، أديباً.
ومنهم القاضي الحبر العلامة، العادل الفهامة، صارم الدين إبراهيم بن الحسن العيزري من العلماء الأبرار الصالحين الأخيار، وله مع كمال علمه والورع الشحيح والصبر على أمور المسلمين، وسلامة الصدر، ولو نذكر تفصيل ذلك لطال، توفي -رحمه الله- يوم الجمعة ثاني وعشرين شهر ربيع الأول عام واحد وسبعين وألف[1660م]وصلى عليه الإمام -عليه السلام-، ودفن في جربة الروض مع كثير من العلماء] .

ومنهم القاضي العلامة، التقي، الفاضل، الفهامة، عزالدين محمد بن علي الجملولي ولي القضاء في كوكبان أيام مولانا المؤيد بالله -عليه السلام- وولي القضاء أيضاً في بندر المخاء أيام مولانا -عليه السلام- توفي في شهر رجب سنة اثنين وسبعين وألف[1661م].
ومنهم القاضي الصمصامة برهان الدين المهدي بن عبد الهادي بن أحمد السلامي عالماً، كبيراً، محققاً، يلحق بوالده بالعلم والفضل.
[ومنهم أخوه القاضي، العلامة الذكي، الورع الألمعي، جمال الدين علي بن عبدالهادي عالماً محققاً، متفنناً بارعاً، تلو أخيه -أطال الله بقاهما-] .
ومن فقهاء شهارة المحروسة بالله: الفقيه العلامة [المحقق] عزالدين محمد بن ناصر بن دغيش الغشمي ، فقيهاً، عارفاً، وورعاً محققاً، توفي -رحمه الله- [سنة واحد وسبعين وألف] [1660م].
ومنهم العلامة المفيد المهدي بن جابر بن نصار العفاري فقيهاً، عالماً، إليه القضاء والتدريس في شهارة المحروسة بالله.
ومنهم الفقيه العالم المحقق شمس الدين أحمد بن جابر بن شرف الدين العيزري الأهنومي .
ومنهم الأخوان العاملان، فخر الدين عبدالله بن أحمد الجربي ، وبدرالدين محمد بن أحمد الجربي [الصنعاني] ، مات في عشر الستين بعد الألف[1650م]-رحمهما الله تعالى-.

ومنهم سيدنا العلامة الأفضل، المجاهد الأكمل، وجيه الدين عبدالقادر بن علي بن يحيى المحيرسي ، من جبل عنس، عالماً كبيراً، وعلماً شهيراً، ورعاً، زاهداً،[انتفع به الناس في القضاء والتدريس] بلغ في جميع فنون العلم مبلغاً عظيماً، ولي القضاء [أخيراً] في بلاد عنس وبلاد كوكبان[33/أ] والحيمة وحران وإن كان[ثمة] قضاة فإنما هم في حكم التأبين عنه.
ومنهم القاضي الصدر الفهامة الحاكم شمس الدين أحمد بن يحيى بن إبراهيم بن صلاح الآنسي، من هجر مسطح من بلاد بني قُشَيب له في القضاء والصبر اعتبار وأي اعتبار تقصده مع بلاد آنس غيرها من بلاد الحجرة وعاين حراز ورَيْمَة وغيرها، وله أولاد وقرابة فضلاء أهل علم وإفادة.
ومنهم القاضي العلامة عين الشيعة المحققين عزالدين محمد بن صلاح بن محمد الفلكي الذماري المذحجي كان فقيهاً عارفاً، فاضلاً، إنما هو في ذمار وبلادها والبلاد المذحجية فريدة الدهر وآية العصر، وكان إليه التدريس والإفتاء والخطابة، وله من التحقيق لمذهب الهدوية ما يضرب به المثل. [توفي في شهر جمادى الأولى عام ثلاثة وسبعين وألف 1662م] .
ومنهم ابن عمه القاضي الفاضل عماد الدين يحيى بن علي بن محمد بن صلاح الفلكي، كان إليه القضاء في مدينة إب وذي جبلة ، توفي[سنة واحد وسبعين وألف] [1660م].
ومنهم القاضي العالم الحاكم المرضي شرف الملة والدين الحسين بن يحيى بن محمد السحولي الحاكم بصنعاء المحروسة بالله عالماً متفنناً[ورعاً شديد التواقيع والتحري] توفي في شهر[محرم] سنة ثلاثة وسبعين وألف[1662م].

[ومنهم ولد أخيه العلامة الزاهد وحيد الزمان، وحليف القرآن، محمد بن إبراهيم بن يحيى، كان عالماً، كبيراً، زاهداً، عابداً، [إليه الخطابة في جامع صنعاء والتدريس على طريقة والده] .
[ومنهم الفقيه الفاضل المعلم العلامة المحقق على بن [جابر] الشارح انفق عمره في طلابه في التدريس في محروس صنعاء في المسجد الجديد، ورعاً، زاهداً، راغباً في طلب العلم، ليس له مادة في بيت المال، توفي [في سنة 1068هـ] [1657م] .
ومنهم الفقيه الفاضل، الحافظ الأديب، الواعظ البليغ المنزل عبدالرحمن بن محمد بن نهشل الحيمي، سكن صنعاء اليمن فظهر عليه علمه وأدبه وحلمه، توفى [سنة سبعة وستين وألف] [1656م].
ومنهم القاضي العلامة الكامل الحسن بن أحمد بن [صلاح] اليوسفي من أهل العلم الغزير، والتحصيل الكثير، كان له علو همة وكمال في محاورة الكبراء وهو سفير مولانا -عليه السلام- إلى ملك الحبشة الآتي ذكره، وكذا إلى سلطان حضرموت كما سيأتي، توفي رابع عشر شهر الحجة عام واحد وستين وألف[1650م] وقبر في شبام كوكبان.
[ومن فقهاء ذمار: العلامة شهاب الدين إسماعيل بن [ ] الجباري، كان فاضلاً، نبيلاً، له قيام في ناشئة الليل، إمام في المسجد الأخضر.
ومنهم الفقيه المدرس بالمدرسة المباركة، علي بن أحمد المجاهد فقيهاً في الفقه، عالماً، مبرزاً، استعان على التدريس والسكون في ذمار من أعمال التجارة توفي [ ].

ومن فقهاء صعدة المحروسة بالله: القاضي العلامة الفهامة شمس الدين وشحاك الملحدين أحمد بن يحيى بن أحمد بن [حابس] الدواري ، كان عالماً متبحراً في فنون العلم، من أهل الإجتهاد المطلق، والنظر في علوم جميع الفرق، له [ ] نافلة مشهورة النفع ولم أذكرها للأختصار، ولي القضاء في صعدة المحروسة بالله بقوة وعزم وشدة في الأمر بحيث أن غالب القضاء بين المتخاصمين وهو قائم متخذٌ[33/ب] محلاً ليرى من بعد عنه كمن قرب، وله كاتبان يملي عليهما وهما قاعدان، وله في ذلك من الورع الشحيح ما يطول ذكره، توفي في شهر[ربيع الأول] عام واحد وستين وألف[1651م].
ومنهم القاضي العلامة الصدر الفهامة شرف الدين الحسن بن يحيى بن أحمد بن حابس الدواري متبحراً جيد الفهم، حسن التصرف في أموره، قوي الحركة في تدبيره في صعدة وفي صنعاء المحروسة بالله بعد شدة نفار عنه.
[ومنهم العلامة المجتهد صديق بن ناصر السوادي أصله مولى من بلاد الجوف] انقطع إلى العلم الشريف في صعدة، ولي القضاء في بلاد خولان أخيراً.
ومنهم العلامة شمس الدين أحمد بن صالح بن محمد بن إبراهيم بن أبي الرجال [كان] عالماً، متفنناً، فطناً، أديباً، اختص بملازمة مولانا -عليه السلام-.
ومنهم القاضي العلامة الفقيه المحقق محمد بن علي بن جعفر الربيدي الخولاني .
قال القاضي العلامة أحمد بن صالح في صفته: إنه جل من عرفت وقال متمثلاً:
ولا عيب فيها على حسنها ... سوى أنها من بنات البلد

وإنه من أهل الهمة السامية، والطريقة العالية، له في كل مقصد صالح اليد الطولى، وهو المحقق في (علم المعقول) ودرسه، وما من علم إلا وقد ضرب فيه بسهم، وله مؤلفات ذكرها وهو من أهل الورع الشحيح.
ومنهم الفقيه العلامة محمد بن يحيى الكليبي ، كان متكلماً، نحوياً، نافذ الفهم، وله سرعة في المناظرة، وكان جنَّاح إلى طريق الجارودية ويقول: إنه قد جنح لمذهبه في ذلك بأربع مائة دليل.
ومنهم الفقيه الفاضل العلامة محمد بن إبراهيم المتميز، كان على منهاج أبيه في الفضل والعلم والصلاح وقراءته على الفقيه على العصار.
ومنهم الفقيه الفاضل جمال الدين علي بن محمد العصَّار ، كان من عيون العلماء في صعدة يعتمده العلماء في ترجيحه وآرائه في العلم، كان صاحب ليل وعبادة خفية قل أن عرفها أحد إلا بعد وفاته، وكان وضاءً جميلاً، توفي [ ] .
ومنهم الفقيه الفاضل العارف علي بن الهادي الشقري ، كان فقيهاً، محققاً، وله عبادة ورياضة وعزم في الله عز وجل. قرأ على شيخ الشيوخ في صعدة عز الإسلام أحمد بن يحيى بن حابس-رحمه الله-.
ومنهم الفقيه الفاضل العالم عماد الدين يحيى بن الحاج أحمد بن عواض الأسدي شبيه أبي السرايا في عزماته، نشأ هذا الفقيه عماد الدين في حجر أخواله أولاد القاضي إمام[34/أ] الفقه سعيد بن صلاح، ونشأ في مهاد الفضل، وبرز في علم السمع والعقل، وله مصنفات وموضوعات، وله أخ من أفاضل عصره وهو الحسين بن أحمد، كان مشغولاً بالعمل مع شطر نافع من العلم على طريقة الكينعي -رحمه الله- في الزهادة والعبادة.

ومنهم القاضي العلامة عبدالله بن يحيى الفهد الصعدي من أهل العلم الواسع والفضل الجامع، يضرب به المثل في صعدة بالخشوع وكثرة البكاء، حتى أنه يقطع كثيراً من أوقاته في زيارة القبور.
ومنهم الفقيه الفاضل المثل محمد بن أحمد السهيلي ومن ولد سهيل بن عمرو صاحب صلح الحديبية، قاله القاضي العلامة أحمد بن صالح بن أبي الرجال -أطال الله بقاه- وقال فيه: هو من أهل الطريقة الأويسية، ثم قال: من عجائبه إذا قام للصلاة انقبض ظهره كأنه مكسورٌ، وعند تلاوة الفاتحة يرصف كأنه مرتعش من مماسة الثلج.

22 / 116
ع
En
A+
A-