وفيهم -أيدهم الله- غير ما ذكرنا ممن هو في طلب عالي منازلهم، والناس بأفعالهم وأقوالهم، وهم عيون منهم أولاد مولانا المتوكل على الله وغيرهم من بني عمومتهم -أمتع الله بحياتهم- الإشارة إلى ذكرهم جامعة، والتفصيل لما سيأتي عن الخلق متقطعة، والله الموفق.
ومنهم السيد العلامة المصّقِع الفهامة عماد الدين يحيى بن أحمد بن محمد بن صلاح القاسمي الشرفي، من عيون العترة علماً وعملاً، وورعاً وزهداً، يبلغ درجة الإجتهاد مع ماله[29/أ] من الذكاء والفطنة مع معرفة أمور الناس -أطال الله بقاه- أخذ العلم عن والده -رضوان الله عليه- وعن الإمام المؤيد -عليه السلام-.
ومنهم السيد الفاضل العالم العامل محمد بن الحسين بن محمد المحرابي، أخذ العلم عن كثير من العلماء منهم أبوه وعمه وغيرهم، يروى عنه زهادة وورعه واحتياط، توفي[ ] .
ومنهم السيد الجليل العالم النبيل جمال الدين علي بن يحيى بن عبدالله الهادوي من هجرة مدوم من بلاد الشرف ويسكن قرية المدان من جبل هنوم.

ومنهم من سادة صعدة المحروسة بالله السيد العالم الصابر المرابط، ذو العلم الأوفر والجهاد الأكبر محمد بن أحمد بن أمير المؤمنين الحسن بن علي بن داود بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد بن جبريل بن الأمير المؤيد بن أحمد بن الأمير يحيى شيخ آل الرسول بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الحسن الإمام المعتضد بالله عبدالله بن أحمد بن الإمام الهادي يحيى بن الحسين-صلوات الله عليه- كان عالماً، كاملاً، رئيساً، ناهضاً، فارساً، مقداماً، جمع كثيراً من فنون العلم مع السياسة الحسنة، والرئاسة الصالحة، توفى أواخر شهر الحجة الحرام عام اثنين وستين وألف [3نوفبمر 1651م] في بندر المخاء المعروف، وكان إليه ولايته مع المِخْلافُ الجَعْفَري . وحمل إلى مدينة حيس بوصية منه -رحمه الله- وكان إليه ولايتها أيضاً، ودفن هنالك.
ومنهم السيد العالم البليغ المصّقِع شرف الدين الحسن بن أحمد بن محمد بن الجلال اليحيوي له في فنون العلم اليد الطولى، وله مجموعات فيه تحتوي على علوم واسعة، يبلغ درجة الإجتهاد، أخذ عن كثير من العيون، منهم مولانا شرف الدين الحسين بن أمير المؤمنين وغيره، وبعد فتح صنعاء المحروسة لقي عالمها الكبير، ومفتي الفرق الشهير، محمد بن عزالدين بن صلاح بن الحسن بن الإمام الهادي علي بن المؤيد -رحمه الله- وأخذ عنه علماً كثيراً، وتزوج ابنته وسكن في صنعاء، ويغلب عليه اختيار الجُرَاف وطناً.

ومنهم السيد العلامة الفاضل الطاهر الكامل عزالدين بن دريب بن مطهر بن عيسى بن دريب بن أحمد بن محمد بن عيسى بن واصل بن مضا بن سرور بن وهاس بن سلطان بن منيف بن إدريس بن محمد بن أويس بن يحيى بن علي بن داود المحمود بن سليمان بن الجواد بن عبدالله البر بن موسى الجون[29/ب] بن عبدالله الكامل بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب -عليهم السلام- الموسوي، الحسني، التهامي، وله في فنون العلم اليد الطولى والمحل الأسمى، قرأ كثيراً على الإمام المؤيد -عليه السلام- وعلى غيره من كبار العلماء، واختص بملازمة حي السيد العلامة أحمد بن محمد لقمان بن أحمد بن شمس الدين بن الإمام الأعظم المهدي لدين الله أحمد بن يحيى -عليه السلام- واستقر في نواحي كوكبان - أطال الله بقاه-.
ومنهم السيد العلامة الفاضل الحاكم العادل علي بن الحسن بن محمد بن الحسن النعمي التهامي عالماً عاملاً، ولي للإمام -عليه السلام- القضاء في صبيا والمخلاف، ويروى عنه نهضته وقوة في القضاء.
ومنهم السيد العلامة الفاضل المتفنن شرف الدين الحسن بن علي بن صلاح القاسمي العبالي ، كان عالماً، عاملاً، كاملاً، توفي عام خمس وخمسين وألف [1645م] بظفير حجة، وله عقب فضلاء، أمهم الشريفة الفاضلة الطاهرة جُمانة بنت أمير المؤمنين المنصور بالله -عليه السلام-.
ومنهم أخوه السيد العلامة الفاضل المجاهد الحسين بن علي بن صلاح، من أهل الفضل والعلم والورع، سكن شهارة والظفير .
قرأ على الإمام المؤيد بالله -عليه السلام- وعلى والده الإمام المنصور بالله -عليه السلام- وغيرهم.

ومنهم السيد الجليل الفاضل، العالم المجاهد، أحمد بن الهادي بن هارون بن الحسن الهادوي ، له في العلم حظ وافر، وفي الجهاد والورع والاحتياط أثر طاهر، توفي في صنعاء يوم الخميس في شهر جمادى الأولى سنة إحدى وسبعين وألف[يناير 1660م] ودفن في جربة الروض المشهورة.
ومنهم السيد العلامة المجاهد المهدي بن الهادي اليوسفي الهادوي ، سكن النُوعة من بلاد خولان عالماً مجاهداً، توفي في شهر صفر أو ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين وألف[1662م] بعد أن عاد من غزوة فَيْفا الآتي ذكرها، وله في هذه الغزوة خاصة جد واجتهاد، قيل: أنه جهز خمسين أو مائة رجل من ماله وأنفق عليهم، وتوفى عقب ذلك.
ومنهم السيد الفاضل العالم جمال الدين علي بن محمد بن المنتصر اليوسفي الهادوي فقيهاً محققاً مدرساً-أطال الله بقاه-.
ومنهم السيد الزاهد، العالم الورع، محمد بن علي المعروف بالفوطي فإنه سكن فوط من بلاد خولان، له ورع ونُسك وتقشف كثير فضعف قواه لذلك وخولط في عقله، وقد تقدم في سيرة الإمام االمؤيد بالله شيء من أحواله، ولما خرج من الحفظ عليه في صعدة[30/أ] عاد لحاله الأول ولا إليه التفات إلا بمعرفة فضله مع اختلال عقله، وكان كذلك في بعض مخاليف صعدة ومساجدها يظهر التخوف ولا طالب له حتى توفي في الطويلة من مِخلاف صَعْدة في عام سبعين وألف أو تسع وستين ويشاح على قبره أهل صعدة وأهل الطويلة والمخلاف وهو هناك مزور مشهور.

ومنهم السيد الجليل العلامة فخر الدين أبو المساكين عبدالله بن عامر بن علي عم الإمام -عليه السلام- [كان] عالماً، كبيراً، كثير الرواية عن قدماء العترة -عليه السلام-، مشغوفاً بها، كثير الصدقة والبر، له مؤلفات نافعة، وأشعار واسعة، توفي في شهر رجب سنة ستين وألف[يونيو 1650][في هجرة حوث ] .
ومنهم السيد العلامة الكامل الفهامة صارم الدين، سليل الأئمة الهادين، إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عزالدين بن علي بن الحسين بن الإمام عزالدين بن الحسن بن الإمام علي بن المؤيد بن جبريل بن الأمير المؤيد بن أحمد الملقب بالمهدي بن الداعي إلى الله شيخ آل الرسول يحيى بن أحمد بن يحيى [كان] عالماً، متفنناً، وله دعوة بعد وفاة الإمام المؤيد بالله -عليه السلام- وله فيها أخبار طويلة، نأتي بما أمكن منها إن شاء الله. ولم نسمع عن أحد من علمائنا وصفه بنقص في العلم إلاَّ بما سيأتي إن شاء الله من الترجيح لتأخره في ذلك.
ومن أهل شهارة السيد الجليل العالم المفيد شرف الدين الحسين بن محمد بن علي الحسيني الحوثي ثم الظفري، له معرفة تامة في جميع الفنون، معدود في العلماء العيون-أطال الله بقاه-.
ومنهم السيد الفاضل العالم العامل شرف الدين الحسين بن صلاح بن عبدالرحيم بن الباقر بن نهشل من أولاد الإمام المطهر بن يحيى -سلام الله عليه- [كان] فقيهاً، عالماً، مفيداً، مدرساً في جامع شهارة المحروسة بالله- أطال الله بقاه-.

ومنهم السيد العلامة الفاضل الورع الكامل، صارم الدين إبراهيم بن يحيى الجحافي القاسمي [كان] ورعاً مدرساً، مفيداً، ولي القضاء في بلاد ظُلَيْمَة ونواحيها، إلى أن توفى في شهر شعبان سنة ثمان وستين وألف [مايو 1657م] في ظُلَيْمَة.
ومنهم السيد الفاضل العالم الكامل ضياء الدين إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى الحجافي تلو أبيه في الكمال ومحامد الخلال -أطال الله بقاه-.
ومنهم السيد الجليل العالم الفاضل جمال الدين علي بن يحيى بن علي بن إبراهيم بن المهدي الجحافي [كان] مدرساً في حبور، توفي [ ] .
ومنهم السيد الفاضل العالم الكامل عزالدين محمد بن إبراهيم بن المفضل بن علي بن أمير المؤمنين يحيى شرف الدين -عليه السلام- [كان] عالماً، عاملاً، مدرساً مفيداً، له اليد الطولى في كثير من العلوم سيما[30/ب] في علم العربية، مقيماً في محروس كوكبان -حرسه الله بالتقوى-.
ومنهم السيد الجليل الأديب النبيل صفي الدين أحمد بن الحسن بن أحمد بن حميد الدين بن المطهر بن أمير المؤمنين [كان] عارفاً، كاملاً، توفي في شهر محرم عام اثنين وسبعين وألف[أغسطس 1661م] .
ومنهم السيد الشهير ذو العلم الكثير عز الدين بن علي الهادوي العبالي الحجي -أطال الله بقاه-.

ومنهم السيد الكبير والأمير الشهير هاشم بن جازم بن راجح بن أبي نمي الحسني المكي ، كان عالماً كبيراً، مجاهداً، فارساً، شجاعاً، بطلاً، له المقامات المحمودية، والمآثر المشهورة، ولي تِهَامة جميعاً بعد فتح زَبيِد وقبله، توفي -رحمه الله- في شهر جمادى الأولى أو ربيع الأخرى عام خمس وخمسين وألف[1645م]، وقبره في زبيد من باب الحداد مزور مشهور-رحمة الله عليه-. آمين.
ومنهم السيد العالم الحاكم جمال الدين علي بن صلاح العباسي العلوي الضلعي من بلاد كُحلان تاج الدين، إليه القضاء في كحلان وبلاده، والتدريس في أيام الإمام المؤيد بالله، والمتوكل على الله-عليهما السلام- وله نهضة في القضاء وعزيمة في الإمضاء، مع الورع والإتقان -أمتع الله بحياته-.
ومنهم السيد الأعلم فخر الدين عبدالله بن الهادي بن محمد بن علي المحرابي إليه القضاء في حضرة مولانا عز الإسلام محمد بن الحسن-أيده الله- ثم ولي القضاء في اليمن الأسفل -أمتع الله بحياته- وببقصور هنا عيون، والمتروكون أكثر للعصور.
ومنهم السيد الكامل صلاح بن علي بن الحسين بن أخي السيد العلامة محمد بن علي الملقب بأبي علامة المؤيدي ، كان سيداً وحيداً في الكمال والأراء، وله شرح حسن على (الكافل في أصول الفقه).
ومنهم السيد العلامة المدرس الحسين بن محمد المفتي التهامي ، كان إماماً في الفقه، قام بالتدريس في جامع صنعاء وانتفع به الناس، توفى يوم[ ] في شهر[ ] عام اثنين وسبعون وألف[1661م].

ومنهم السيد العابد العارف المهدي بن محمد المفتي، التهامي ، كان فقيهاً فاضلاً، رأى في بعض الليالي ملك الموت يطوف به بساتين وحدائق، وقال: هذه لك وقد دنا أجلك، وهو إذ ذاك في صعدة فاستمهل منه لزيارة رحمه في تهامة، فقال: هيهات ذلك، ولم يزل يراجعه حتى قال: وفاتك الأثنين فاشتغل السيد -رحمه الله- بأهبته ثم مات والأصحاب في منزله[31/أ]، كذا حكاه القاضي شمس الدين أحمد بن صالح بن أبي الرجال-أطال الله بقاه-.
ومنهم السيد الجليل العالم النبيل [عزالدين بن علي بن الحسن بن محمد] النعمي قاضي الحج عن أمر مولانا أمير المؤمنين-أيده الله-.
ومنهم السيد العلامة جمال الدين علي بن الحسين بن علي بن إبراهيم الجحافي عالماً مجدداً تلو أبيه الحسين -رحمة الله عليه-.
ومنهم صنوه عبدالله بن الحسين بن علي، له (الفهم الوقاد والتمييز النَّفاذ) أثنى عليه القاضي المذكور عن خبرة ودراية تركناه إيثاراً للإختصار.
ومنهم السيد العابد المثل عماد الدين يحيى بن إبراهيم بن المهدي .
قال القاضي المذكور: وقد أغرق في وصفه بما يطول، هو الآن قاضي حبور المحروسة وعامر مفاخر آبائه المأنوسة-أطال الله بعمره-.
ومنهم السيد العابد المتأله شيخ وحده، وفريد وقته، محمد بن عزالدين المؤيدي، عُرف -رضي الله عنه- بإبن العنز؛ لأنه رضع من عنزة، وله في ذلك أخبار تدل على كرامته على الله، وكان من عباد الله الصالحين، وله كرامات تذكر، وفضائل تشهر، توفي [ ] .

ومنهم السيد العلامة المجتهد، جمال الدين الهادي بن عبدالنبي بن حطبة الهادوي من ساكني بلاد خولان، له أخبار وآثار في وظايف الطاعات مستحسنة، توفي [ ] .
ومنهم السيد العارف، بدر سماء الفضل والمعارف، عز الدين محمد بن إبراهيم بن المفضل بن علي بن أمير المؤمنين المتوكل على الله يحيى شرف الدين.
قال القاضي أحمد بن صالح في بعض وصفه: هو لسان العلوم، ولسان المنطوق منها والمفهوم، إلى قوله: حافظ متقن، ارتحل إليه الطلبة وانتفعوا به في العلوم جميعها، وهو على ذلك وفوق ذلك -أمتع الله به الإسلام-.

[علماء الشيعة الذين أيدوا دعوة الإمام المتوكل على الله]
وأمَّا عيون الشيعة والأخيار، والعلماء الأقمار الأبرار، الذين قاموا بدعوته واستندوا إلى إمامته، منهم: القاضي العلامة، البحر الفهامة، الحبر، شمس الدين أحمد بن سعد الدين بن حسين بن محمد المسوري -أطال الله بقاه- هو لسان العلماء في وقته وخطيبهم في مدته، وله مع سعة العلم من الزهادة والورع والاحتياط[31/ب] ما يليق بمثله، معروفاً بالبلاغة وخلوص التشّيع، كتب مع الإمام المنصور بالله -عليه السلام- في آخر أيامه، واختص بالكتابة لإمامنا المؤيد بالله -عليه السلام- ثم للإمام المتوكل -عليه السلام- والخطابة مع الإمامين، عالماً عاملاً، لا يعلم له في زمانه بنظير في العلم والعمل والإخلاص لله عز وجل.
أمَّا العلم النافع فكما قال بعض علمائنا: إنه في هذا الأوان كالقاضي جعفر بن أحمد بن عبدالسلام في الماضي من الزمان.
وأمَا الكتابة وخطابات العلماء من أهل المذهب والملوك على اختلافها، والعامة من العامة فمما لا يمكن حصره ولا يدرك غوره.
وأمَّا الشعر في المواعظ والرد على ما خالف الحق والمدائح النبوية والتوسل إلى الله سبحانه وأهل بيت نبيه، فمما يقال فيه جزماً عزماً إنه لم يحذُ أحد مثاله ولا يجري منواله.

21 / 116
ع
En
A+
A-