صغيرهم في المهد للأمر خاطب .... كبيرهم للنيرات على مهد
يمهد سبل الحق منذ كان منهم .... إمام ترقى صهوة الطهم الجرد
وما زال منهم حيث كانوا جنوده .... له الفضل بعد الله من فيض ما يسدي
فيا أيها المنصور بالسعد جده .... ويا أيها المشكور بالحمد والمجد
خذ الفوز في إسعاف حالي تجد به .... ثواباً فإني والزمان على حقد
وإني وإن كنت الغريب فإنني .... تجاه أمير المؤمنين ذوي جد
ألا لا أري الأيام فيّ شماتة .... إذا كنت لي فالدهر يخدمنى وحدي
لقد طال مكثي يا ابن بنت محمد .... فخذ بيدي واغنم ثناي مع حمدي
[24/ب]ولا تستمع قول الوشاة فقلَّما .... يحاول واشٍ غير أغراض ذي ود
فخذها ابن أم الجود من فكر خادم .... بمدحكم أغلى من العسجد النقد
بقيت لنا كهفاً لهفاً وموئلاً .... وبحر نوالٍ لم يزل دائم المد
عليكم سلام الله ما هب شمألٌ .... على أثلاث الجزع فالبان فالرندِ
وللولد السيد شرف الدين الحسن بن المطهر-حفظه تعالى-:
لك الخير دعني أي هذا المعنف .... ونفسي فمنك النصح قولٌ مزخرف
بسمعي عن العذال وقرٌ فلم يصخ .... وقلبي عصي عنهم متعنف
أإن سمتني ذا لوعةٍ وصبابة .... ودمعي على الخدين هامٍ يكفكف
حسبت بأني هايم القلب في الدمى .... ثكلت وإني بالخرائد مكلف
وإني سباني طرف أغيد أكحل .... وإني سباني مايس القد أهيف
فتعساً لقلبي إن هواها وشفه الـ .... ـظمى نحو لميا ريقها العذب قرقف
ولكنني أهدى المعالي عزيزة .... فيا ناقتى سيراً ويا عُذَّلي قفوا
وحثي حتى تدركي العز والعلى .... إلى حيث أثمار المعالى تقطف
إلى حضرة السامي على الخلق عن يدٍ .... وأكرم من يولي الجميل ويُنصف
إمامُ الهدى سُم العدى واسع الجدا .... بحار الندا عن كفه ليس تنزف
إمام به الأيام تضحك فرحة .... عليها طيور السعد والنصر عُكَّفُ
بدا في سماء المجد بدراً فأشرقت .... به الأرض وانجابت بذلك أسدُف
به رفعت أعلام آل محمد .... كما خفض الشرك الذي أهله نفوا
وللعدل والتعريف كل مكدر .... على الدين ممنوع التغايير يصرف
ومن سنة المختار كل منكر .... غدا وهو للناس الجميع معرَّف
بدولته الإيمان واليمن سحبه .... على اليمن السامي به هن وكف
لهم حرم والناس في ساير الدنا .... ومن حولهم مع ما لهم يتخطف
هو الناس إلاَّ أنه غير قُلَّبٍ .... هو البدر إلا أنه ليس يَكْلَفُ
هو البحر إلاَّ أنه الحلو مشرباً .... هو البَرُّ إلاَّ أنه ليس يخَلِفُ
هو الليث إلا أنه غير موحش .... هو الغيث إلا أنه ليس يصدف
يداه لمن يبغي نداه تسارعا .... ببحرٍ مديدٍ من نضار فيغرف
[25/أ]وأفكاره كم أنتجت من جواهر .... العلوم التي ما قد نحاها مصنف
يقسم في الطاعات لله وقته .... وذلك طبع لا زم لا تكلف
فطوراً لرب العرش يبكي تذللاً .... بمحرابه والدمع في الخد يذرف
وطوراً يحل المشكلات وتارة .... أوابدها اللاتي شردن يولف
وطوراً لشمل المشركين مبدِّدٌ .... وطوراً لشمل المسلمين مؤلف
وآونةً في جحفل ترتمي به .... عناجيح للبيد التناييف تخطف
ينهل مهما شاء كل عصبصب .... ويدني بعيد الأمر منه ويزلف
فيحشد أرضاً أمها الأرض كلها .... وتلك به تزداد قدراً وتشرف
إذا قال فالدر الثمين جنادل .... وإن صال فالشم الشوامخ ترجف
بذا اقتربت أعداؤه مذ تلاهم .... إذا جاء نصر الله والفتح مرهف
وكم صنعوا من إفك أسحارهم له .... وألقوه لما جمَّعوه وألفوا
فألقى عليهم عزمه متوكلاً .... فكان عصا موسى له يتلقف
وجمعهم مثل والهشيم مكسر .... وريح مواضيه البواتر جرجف
حوى المجد طراً والفضايل عن يدٍ .... فمن رام يحصيها فذاك التصلف
هي الشمس ألا أنها الشهب كثرة .... ولا الشهب محصاة ولا الشمس توصفُ
فيا ابن رسول الله يا خير قائم .... على منبر العلياء والعدل يعرفُ
ويا نجل من ضاء الزمان بنورهم .... ومن قبل قد مدت من الشرك أسجفُ
ويا وارث المجد التليد وشايداً .... قواعده من بعد ما هو أحنفُ
ويابن أمير المؤمنين وصنوه .... وأنت أمير المؤمنين المشرفُ
لك الله ما هذا الفخار الذي له .... دلايل اعجازٍ وآيٍ يكشفُ
سموت فأرباب الفضائل كلهم .... على زعمهم من دون شأواك وُقَّفُ
بقيت لنا ذخراً وكهفاً ومعقلاً .... منيعاً بألطاف المهيمن تحفف
وللدين عمَّاراً وللشرك هادماً .... وللأفق بدراً نيراً ليس يخسف
وهاك نظاماً ظاهر النقص زانه .... مديحك لا اللفظ البديع المرصف
أروم به منك الدعاء الذي به .... لفضلك كم قوم ذوي سقم شفوا
تشريف نظمي والتماس تبركٍ .... فمدحك أعلى كل مدح وأشرف
وخذها وأسبل ثوب ستر تفضلاً .... إذا شابها نقصانها والتعسف
فلولا ودادك الذي قد غديته .... رضيعاً بحمد الله والله أعرف
لما ساعدتني مع فهاهة باقلٍ .... على عظم المرمى قوافٍ وأحرفُ
[25/ب]ودم رافلاً في ثوب نصرٍ وسؤدد .... وكل الذي تهوى وترجوه مسعف
عليك صلاة الله بعد نبيه .... كذا الآل ما لبى الأنام وعرفوا
............................................................
[26/أ]...................................................
[26/ب][فصل في ذكر عيون العلماء في وقته والقائلين بإمامته من الذرية النبوية والفرقة الزيدية وغيرهم]
وهم طبقتان كما تقدم في سيرة أبيه وأخيه-عليهما السلام-:
الأولى: الذين عاصروه من أصحاب أبيه وأخيه ومن في طبقتهم وقد تقدم ذكرهم ونسبهم وبعض من شريف خلالهم وإعادة ذكرهم هنا لشهادتهم بإمامته واستنادهم إلى ولايته.
والطبقة الثانية: الذي فقهوا في زمانه وانتشر علمهم وفضلهم في أوانه من أهل البيت -عليهم السلام- وشيعتهم-رضي الله عنهم-.
منهم السيد العلامة، البحر الفهامة، شيخ آل الرسول، وحجة ذوي العقول، أحمد بن محمد بن صلاح القاسمي الشرفي وقد تقدم.
ومنهم السيد العلامة علي بن إبراهيم الحيداني، وقد تقدم، توفي في شهر شوال سنة إحدى وسبعين وألف[يونيو 1660م].
ومنهم السيد العلامة حسام الدين ناصر بن محمد بن يحيى المعروف بصبح القاسمي الغرباني، وقد تقدم، توفي عام اثنين وسبعين وألف[1661م] في شهر رجب.
ومنهم السيد العالم الزاهد الورع العابد المحتاط عزالدين محمد بن الحسن بن شرف الحمزي الكحلاني، وقد تقدم (توفي في سلخ شعبان من سنة ثلاث وستين وألف) [1652م].
ومنهم السيد الفاضل فخر الدين عبدالله بن أحمد بن إبراهيم القاسمي الشرفي، وقد تقدم (توفي سنة إحدى وستين وألف) [1650م].
ومنهم السيد (الفاضل الطاهر) العالم (فخر الدين) أحمد بن محمد بن صلاح اليحيوي القطابري وقد تقدم (توفي سنة سبعين وألف) [1659م].
ومنهم السيد العلامة المجاهد الصمصامة شمس الدين أحمد بن علي الشامي وقد تقدم، توفي يوم الأحد في شهر شوال عام إحدى وسبعين وألف[1660م].
ومنهم السيد الفاضل العالم علم الدين القاسم بن نجم الدين الهادوي من هِنْوَم، توفي سادس شهر الحجة الحرام عام أربع وستين وألف [29 أكتوبر 1653م] في بلدة من جبل ذري .
(ومنهم السيد الجليل العالم النبيل شرف الدين الحسين بن محمد المحرابي) وقد تقدم.
ومنهم السيد الجليل المجاهد العلامة فخر الدين عبدالله بن عامر بن علي [ابن] عم الإمام -عليه السلام- كان-رحمه الله- عالما متفنناً على طريق قدماء العترة -عليهم السلام- كثير الرواية عنهم، مشغوف بها، كثير الصدقة لا سيما على ضعفاء الأشراف، وله مؤلفات نافعة وأشعار كثيرة، توفي في شهر رجب سنت ستين وألف[أكتوبر 1650م].
ومن أهل بيته الطاهر[27/أ] وشركائه في نسبه الطاهر، وفرع مشكاة نوره الزاهر، وهم طبقتان أيضاً كلهم حرصوا على العلم فكانوا قراره، وولعوا بجماع الحمد فكانوا شموسه وأقماره، زادهم الله فضلاً ونبلاً.
منهم مولانا السيد الإمام، ومليك العترة الكرام، وتاج الشرف في جماعتهم الأعلام، محمد بن الحسن بن أمير المؤمنين المنصور بالله، له العلم الغزير، والفضل الشهير، مشغوفاً بهما، حريصاً عليهما، أشبه الناس بعمه أمير المؤمنين المؤيد بالله -عليه السلام- مع النهضة والرئاسة، والحلم والأناة والسياسة، يلي غالباً أعمال الخاصة والعامة بنفسه، ويجمع بقلمه الشريف أرزاقهم والنظر في أرفاقهم في القرب والبعد بما لا يعلم في غيره، وله صفات مفيدة، ومسايل عديدة، ورسائل بالغة -أمتع الله بحياته- وقد تقدم.
ومن كراماته الشهيرة ما كتبها القاضي العلامة الورع الفهامة محمد بن إبراهيم بن يحيى السحولي -أطال الله بقاه- ما لفظه: ومن الغرايب أنه وصل إلى صنعاء في تاريخ واحد وعشرين من شعر صفر سنة اثنين وسبعين بعد الألف[26 اكتوبر 1661م] كتاب من سيدي جمال الدين علي بن أحمد بن أمير المؤمنين-حفظه الله- ما صورته: بسم الله الرحمن الرحيم، شهد من سنذكر والله خير الشاهدين بأنه لما كان آخر شهر محرم سنة اثنين وسبعين بعد الألف [26 أغسطس 1661م] ذبح الجزار علي بن صالح بن علي رأس غنم في مجزرة مدينة صعدة المحروسة بالله فوجد في بطن ثوب الكبش مكتوباً بقلم القدرة الإلهية محمد بن الحسن بن أمير المؤمنين-وفقه الله-وكتب سيدي جمال الدين شهادته ومن وقف على ذلك، فقال: علي بن أحمد بن أمير المؤمنين وفقه الله أحمد بن صلاح الوحشي-وفقه الله- السيد حسين بن غوث الدين الذي حضر على القليل وغيره مراراً كثيراً، وعبده علي شجرة الوادعي، قال: اطلعت على كسرة من شحم ثوب بطن مكتوباً فيها بعروق الدم ما هذا شكله: محمد بن الحسن بن أمير المؤمنين وشهد صلاح بن علي الهدوي-وفقه الله-.
ومنهم مولانا السيد العلامة جمال الإسلام والمسلمين علي بن أمير المؤمنين المؤيد بالله، عالماً، متبحراً، من أوعية العلم المصون، وهو مع ذلك ورع زاهد خفي الزهد لا يعلم أنه عمر حجراً على حجر ولا توسع كغيره مما وسع الله به على المسلمين على يدي سلفه -صلوات الله عليهم- وقد تقدم.
ومنهم أخوه السيد العلامة السخي، الرئيس الناهض الكمي، شرف الدين الحسين بن[27/ب] المؤيد بالله معروف السخاء والصبر وكمال المروة، وطهور الفتوة وقد تقدم.
ومنهم السيد العلامة الفهامة عزالدين محمد بن الحسين بن أمير المؤمنين المنصور بالله، كان ذكياً فهماً، كاتباً، بليغاً، أميراً، منصوراً، وقد تقدم، توفي -رحمه الله- ثاني شهر شوال عام سبعة وستين وألف[14يوليو 1656م] وقبر في باب السبحة في نعيٍ مشهور هنالك، وفيه مراثي ما قاله الفقيه وجيه الدين عبدالرحمن بن محمد الحيمي -رحمه الله تعالى-:
أيدري من يضمنه اللحود .... وأي فتى يكنفه الصعيدُ
وأية بضعة للمصطفى قد .... حواه القبر واللحد المشيدُ
وأي مهذب لاعيب فيه .... سوى أن ذكر علياه تزيدُ
ففيه الغيث والغوث المرضى .... وفيه المجد والبحر المديدُ
سقاك محمد غيث ملت .... صدوق الودق هطال يجودُ
شرفت معالياً وسموت مجداً .... لذكر لا يزول ولا يبيدُ
فيا نجل الحسين انعم طويلاً .... بدار عيشها عيش رغيدُ
وللفقيه العلامة جمال الدين علي بن محمد بن سلامة -عافاه الله تعالى-:
هي القصة العظمى خطوب تعاظمت .... فيا ما أجل الخطب هذا وأفجعا
نديم التقى قد صار ينعي فينبغي .... بأن خطوب الدهر أن تتوقعا
فيا ناعياً للمجد والجود والتقى .... أخالك مسلوب التقى ومروعا
بنعيك هذا أنهدَّ ركن مشيد .... من المجد والدين الحنيف تضعضعا
وأضحت ربوع المجد وهي عطيلة .... وتجري من الأحزان والوجد أدمعا
أتدري بفيك الترب من ذا نعيته .... نعيت التقى والعلم والمجد أجمعا
عجبت لشخص كيف أصبح ناعياً .... أعزَّ بني الأيام قدراً وأرفعا
سليل الحسين المتقى خير من رقى .... رقا المجد حتى إذ علاه تصدعاً
كبدر تمام تم في الكون نوره .... فعاد إلى نقص من العمر مسرعا
أبا أحمد من للعلوم ونشرها .... وكل فتى يبكي عليك توجعا
وكنت لأرباب الهداية رافعاً .... وكادت جبال الأرض أن تتزعزعا
أبا أحمد من للنوايب إن دهت .... وفي نشرها والدرس قد كنت مولعا
[28/أ] أبا أحمد من للكريهة والوغاء .... وكنت على الأعداء فضاً ومقضعا
لئن مات عز المسلمين محمد .... فمن بعده ساداتنا أنجمٌ معا
فأبناؤه لاحت فضايلهم لنا .... وقد كنت ترمي الجيش بالجيش متبعا
وآبناء عم كالليوث حمامهم .... فمن بعده سادوا وجاءوا أنوعا
نجوم هدى فيهم أبو البدر حاملاً .... إلهي فقد شادوا من المجد أربعا
إمام التقى إسماعيل أفضل قايم .... لأعباء هذا الدين أفضل من دعا
ففيه لنا خيرٌ لكل مصيبةٍ .... فلا زال للإسلام كهفاً ومرجعا
ولا زال ملجا للأنام جميعهم .... ودام لنا ذخراً وحصناً ممنعا
وبعد صلاة الله تغشى محمداً .... مع آله خير البرية متبعا
ومنهم السيد الكبير، والعالم الشهير، سيف الخلافة النبوية، وعميد العصابة العلوية، أحمد بن الحسن بن أمير المؤمنين المنصور بالله، له في العلم الحظ الأوفر، ومن وظائف الطاعات النصيب الأكثر، وفي الجهاد الفعل الأشهر، إنما هو عميده، وقرن جديدة، أمتع الله بحياته.
ومنهم السيد الفاضل الطاهر الكامل التقي السخي العلامة صارم الدين إبراهيم بن أحمد بن عامر بن علي ، له في فنون العلم اليد الطولى والرتبة العلياء قرأ على خاله (أمير المؤمنين) المؤيد بالله -عليه السلام- وكان له عنده المنزلة العظمى، وله مع سعة علمه وشحيح ورعه والإحتياط السخا الذي فاق به أهل زمانه، لا يعوّل على الدنيا ولا يطلبها، كثير الصمت والصدقة، مألوف بالمساكين لا سيما الأشراف، وله أولاد فضلاء يتلونه في طريقته بلَّغهم الله رضاه في طاعته، توفي (رحمه الله) سابع عشر من شهر رجب سنة ست وخمسين وألف [1646م] وقبره إلى جنب أمه-رحمة الله عليهما- في صرح قبة جده أبي أمه المنصور بالله-صلوات الله عليه-.
ومنهم السيد الفاضل، العلم العامل، الزاهد العابد، عماد الدين يحيى بن الحسين زين العابدين بن أمير المؤمنين المنصور بالله، هو أشبه أهل بيته بطبقة علي بن الحسين زين العابدين -عليه السلام- في العزلة عن الدنيا وأهلها، والإقبال على العلم والأوراد الصالحة، والإنقطاع إليها، وهو على ذلك زاده الله شرفاً في مسجده المعروف في باب السبحة من صنعاء المحروسة بالله.
ومنهم السيد العلامة الفاضل، والعلم الشهير الطايل بالكرامات[28/ب] الشهيرة القاسم بن أمير المؤمنين المؤيد بالله بن الإمام المنصور بالله - عليهما السلام- معروف بسعة العلم والعمل مع معرفة أمور الناس وأحوالهم.
ومنهم صنوه الفاضل العالم الكامل أحمد بن أمير المؤمنين المؤيد بالله -عليه السلام- هو تلو أخيه في شريف خلاله، وجميع كماله -أمتع الله بحياته-.
ومنهم السيد الجليل الكامل العالم العامل علي بن يحيى بن أمير المؤمنين المؤيد بالله -عليه السلام- [كان] عالماً، حافظاً، وربيباً، ناهضاً، له في كل فن قراءةٌ ورواية -أمتع الله بحياته-.
ومنهم السيد الطاهر والنجم الزاهر يحيى بن الحسين بن أمير المؤمنين المؤيد بالله -عليه السلام- [كان] عالماً كبيراَ شهيراً، يومى إليه بالإجتهاد ودرجة الإقتصاد مع الورع الشحيح، مما أخبرني من خالطه من الأصحاب ونقلوه من بعض أخباره منهم الولد الحسين-أسعده الله- أنه صحبه في بعض الأيام فلم ير له وقتاً يتعلق بثوايب الدنيا، وإنما دأبه العلم والأوراد ليلاً ونهاراً، وأنه إذا ورد عليه من يذكر الدنيا وحوائجها والناس وأمورهم، ابتدأه بالحديث الذي يتعلق بالعلم والمواعظ. قال: ولما رأيت ذلك من دأبه، ومقدم آدابه، قلت له: يا سيدي مثل هذا الرجل إنما هو من أهل الدنيا في اختلاف أغراضهم، يريد منك الخوض في ما يتعلق بغرضه، فقال: أنا أعلم ذلك ولكن أحب أن أشغله بحديث لا يحبه فيسارع إلى القيام عني لئلا يشغلني أو يذكر أحداً عندي بما لا يجوز من غيبة أو نميمة أو نحوهما، ولرجاء أن يقل المخالطون من مثله فلا خير في مخالتطهم أو كما قال.
ومنهم السيد العلامة الرئيس الكامل جمال الدين علي بن أحمد بن أمير المؤمنين المنصور بالله[كان] عالماً كاملاً، وملكاً عادلاً، إليه ولاية صعدة وما والاها، وله في سياستها وحفظ أمورها ما يأتي بعضه في السيرة إن شاء الله تعالى.