وأمثال ذلك كثيرة ما يسببه جهل المبايعين، وعدم تفققهم في الدين، وقد ورد في الأثر الصحيح عن سيد الوصيين علي بن أبي طالب-كرم الله وجهه- أنه قال: (الفقه ثم الفقه ثم التجارة، إنه من باع أو اشترى ولم يسأل عن حرام ولا حلال ارتطم في الربا، ثم ارتطم فاسألوا عن ذلك وعن أمور دينكم) كما قال الله عز وجل{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُون َ} ولا تفعلوا بفتوى من يتبع بكم الرخص وزلات العلماء، فإن ذلك يهلك نفسه ويهلككم، ولكن اسألوا من ظهرت عليه التقوى، وعرف تجنب الهوى، ودلكم على ما فيه اجتناب الشبهة، والورع عن مواضع الريبة، واتعظوا بما ختم الله به آيات النهي عن الربا من قوله عز وجل:{وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ[12/ب] مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} اللهم هذه معذرة إليك، وبلاغ إلى عبادك فمن أطاع واتقى نسائلك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وتبارك له في نفسه وماله وولده وتجارته، ومن لم يقبل الموعظة وأعرض عنها، فلا تبارك له في نفسه ولا ماله ولا ولده، وامحق ما لديه، وانزع البركة من بين يديه، وأذقه سوء عاقبة ما اختار لنفسه، إنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ثم اعلموا أن حكم البايع في ذلك والمشتري من غضب الله ووعيده في ذلك على سواء، فلا يغتر المحتاج أن حاجته تسوغ له الدخول في الربا، فإن رسول اللهً لعن الربا وآكله ومؤكله وبايعه ومشتريه وكاتبه وشاهديه، كما لعن الخمر وشاربها وعاصرها وحاملها والمحمولة إليه نعوذ بالله من لعنة الله، ولعنة رسول الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

[جواب الإمام المتوكل على الله على القطابري]
ومن ذلك ما أجاب به -عليه السلام- على السيد صفي الدين أحمد بن محمد القطابري إلى مدينة صعدة يتضمن فوائد جليلة.
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمدلله رب العالمين، الوالد السيد الأمجد العلامة الأوحد شمس الدين أحمد بن محمد القطابري -حفظه الله- وأتحفه بشريف السلام[ورحمة الله] وأزكى التحية والإكرام. وبعد فإنه وصل كتابكم الكريم، وما ذكرتم من دخولكم إلى محروس صعدة، واتفاقكم بالصنو صفي الدين أحمد بن أمير المؤمنين -حفظه الله-فقد أصبتم وأحسنتم، وجزاكم الله خيراً وبارك فيكم. وزكَّى أعمالكم وأصلح بكم وما ذكرتم من ضعف ثمرة البلاد، وأنه لولا ذلك لعّولتم على الصنو صفي الدين الخروج بنفسه لإزالة ما بتلك البلاد من المنكرات وأحكام الطاغوت، فنسأل الله أن يعين على ما يرضيه، وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، ولا بسيئات أعمالنا إنه هو الغفور الرحيم، وليعلم الوالد -رعاه الله وحفظه- أن البداية في هذا الشأن بالجانب الأعلى الذين هم ورثة الأنبياء وأهل بيت المصطفى في استقامة دينهم، والتوقف على حدود ربهم، وتجنبهم أكل الحرام، وتوقفهم على شريعة جدهم سيد الأنام، هو المقدم الأهم والمقصد الأعظم، فإنه لا يستقيم الناس إلا بإستقامة سراتهم وعلمائهم، فإذا كانوا يأكلون ما حرّم الله عليهم من الزكوات، ويطلبون في ما يجب لهم أحكام الطاغوت، ثم يرومون من الناس الاستقامة، وهم على هذه الحالة فقد خانوا وخدعوا، وكيف يقوم الظل والعود أعوج [وكيف يقوم الفرع والأصل منحني] .وقال تعالى{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ

وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} فتناصحوا ولا تكتموا فإنه[13/أ] بلغنا أن السيد فلان لما ذهب عليه شيء يسير من عنبه لم يرض فيه بحكم الله، وإنما طلب فيه حكم الطاغوت حتى ذبح له رأساً بقر وأكل هو وأهل بيته نصفها، وتبع ذلك من الغرامة ما لا يحتاج إلى تعديده لعلمكم به، ومثل هذا التذكير من الله سبحانه مما ابتلى به من نقص الثمرات والخوف من أشرار القبائل، إنما هو لتذكير من يرجع إلى الله ويتوب إليه عن معاصيه الظاهرة والباطنة، ومن أعظم ما يجب إصلاحه وعدم التهاون به أنا رأينا بيان زكاة الجهة الجماعية على حقارته قد صُرِفَ عن مصارفه، وَوُضِعَ في غير محله، وجُعِلَ لخاصة الخاصة من بني هاشم وهم الفاطميون منهم، كأنه ضاق عنهم واسع رزق الله الذي وسع من طلعت عليه الشمس فيما بين مشرق الأرض ومغربها إلى هذا الذي ألزم الله نبيه بتنزيه ولده ومن قرب إليه عنه، ولم يقع في ذلك تناه ولا يعقل لمراد الله لهم ولا لما أراده من وضعه في المصارف التي بينها في كتابه الكريم، فعكس المراد في ذلك حتى حرَّم المصارف عنها بأجمعهم وصرفت فيمن حرمها الله عليه، فإنا لله وإنا إليه راجعون، فإن قالوا: الحاجة والفقر ألجأنا إلى تناول ذلك، قلنا: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا} {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ } فهذه بلوى قد اختبر بها عباده،

وقال:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} .
ثم ليتفكروا كم من الناس وما حاجتهم من حاجاتهم، وهل سمعوا قول الله تعالى{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى الله رِزْقُهَا } وقول الله تعالى{وَمَنْ يَتَّقِ الله يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَج اً ، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ} . وانظروا مثل الذين خلوا من قبلكم من سلفكم وأهل بيت نبيكم، واسمعوا أخبارهم فإنهم كانوا أشد احتياجاً منكم، ولم يحملهم ذلك على ارتكاب ما لا يحل لهم، ولكن صبروا وعَفُّوا {وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ } وإنما الأحق بأهل هذا البيت الشريف، والمنصب العالي المنيف، أن ينفقوا أموالهم في الوجوه التي أمر الله تعالى بالإنفاق فيها، ومدح المنفقين فيها، وذم البخل بها في معظم كتابه المبين، وعلى لسان رسوله الصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله الأكرمين، وأن يكونوا من أهل اليد العلياء، وأن يدّ المعطي خير من يد المستعطي، وإنما الفضل بالإنفاق في سبيل الله لا بأخذ ما أحل الله، كيف بمن أخذ ما حرم الله{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ[13/ب] وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ

وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} ، وليس لمعتلي أن يعتلي بعد اليسار الكثير، فإن جهد المقل أفضل الصدقة، وقد مدح الله تعالى الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، وذم الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات، والذين لا يجدون إلاَّ جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ الله غَنِيٌّ حَمِيدٌ، الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} .

ولما كنت أيها الوالد -حماك الله وعافاك- من أهل التقوى[وممن تحب الآخرة لا الأولى] وحملة العلم، رأينا أن نجعل هذا الكلام في كتابك لتبلغه إلى كافة من عندك من أهل البيت الشريف، ولتكون مُعيناً بما تعلمه من الكتاب والسُنة، فإنا وإن كنا نرى جواز التأليف منها للهاشمي، فإن تبليغ ما أنزل الله على لسان رسوله ً من أعظم الفروض وآكدها، فأردنا الخروج عن العهدة وإبلاغ الحجة وإظهار ما نهى الله [عز وجل] عن كتمانه في نحو قوله:{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ الله وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ، إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} وفي قوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ الله مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ، أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} .

فمن لم يخف من هذا الوعيد فما يخاف بعده؟ اللهم إن الحلال ما أحللت، وإن الحرام ما حرَّمت، وأنا أبرأ إليك من تحليل ما حرمت، وتحريم ما أحللت، فمن كان جاهلاً لمقالتي فهذه مقالتي{أَدْعُو إِلَى الله عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ الله وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} .
ومن أسباب الرزق الجهاد في سبيل الله، فهذه القبائل المعطلة للأحكام، التاركة للصلاة والصيام، قريب منكم جاهدوهم واستعينوا عليهم، وسيفتح عليكم من الغنائم ما يغنيكم به الله عن ارتكاب المآثم{يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ، إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ} {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [14/أ]وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} .وحسبنا الله ونعم الوكيل.

[رسالة إلى الحكام والولاة في تحريم الأجرة]
وهذه الرسالة له -عليه السلام- إلى جميع الحكام، والولاة في الجهات المحمية، يحذرهم وينصحهم ويلزمهم التنزه عن مواقع التهم من أخذ الأجرة التي بلغه عن بعضهم أنه يشترطها لنفسه إن احتاج إلى سيره مسافة، أو لأعوانه في أمر يريد تنفيذه، ويقول ذلك من فرض العامل الذي عليه تنفيذ أحكام الشرع.
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمدلله وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد: حمداً لله على نعمائه، وشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ودعائه بأسمائه، وأن محمداً عبده ورسوله وخاتم أنبيائه، وسيد أصفيائه، والصلاة والسلام عليه وعلى أهل بيته وأمنائه، فإن أحق من توقى مواقع التهم في الإسلام، من ترد إليه الأحكام، وترجع إليه من القضاة والحكام، لأنهم يبلغون عن الله عز وجل ورسولهً، فشأنهم أن يتنزهوا عما نزّه الله عنه رسوله ورسله-صلوات الله عليهم- من أن يظن بهم طلب الأجر المعجل، وإيثار هذا التافه من الدنيا الذي ليس عليه معوَّل، وفي ذلك ما حكى الله عن نبيه محمد ً فيما علمه من قوله: {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ } . وقال عز وجل:{قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ} .

وحكى ذلك عز وجل عن جميع أنبيائه -صلوات الله عليهم- كما حكى في سورة هود عن نبيه نوح:{وَيَاقَوْمِ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى اللَّهِ } ، وعن هود:{يَاقَوْمِ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي } وحكى في سورة الشعراء صفة واحدة عن جماعة من أنبيائه: {فَاتَّقُوا الله وَأَطِيعُونِ ، وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ} .
فجعل نفي ذلك عن نفسه ثالثاً للأمر بتقوى الله وبطاعته، وما شأن حكم الشريعة فيما يأمر أو ينهى عنه، إلا حكم المبلغ لحكم الله، والمرشد لعباده إلى أمر الله، سواءً تولاه بنفسه أو بعث عليه نايباً، كما هو كذلك في حق الأنبياء-صلوات الله عليهم- ومن يبعثونه من الرسل للتبليغ عنهم، بل تعلق التهمة والعياذ بالله لمن انتصب لفصل شجار المسلمين، وتصدر للحكم بنفس أو مال لرجل على آخر أعظم من تعلقها بمن لم يكن إلاَّ متجرداً للدعاء إلى الله، والنهي عن عبادة غير الله، مع اقتران تأييد الله له على التصديق والتنزيه بالمعجزات الباهرة، والآيات الظاهرة، كما لا يخفى ذلك على من تأمل بل أشار[14/ب]إلى ذلك عموم صفة النبيً بأن يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، وعموم قوله صلى الله عليه: ((هدايا الأمراء غلول )) مع أن في كل من العمومين خصوصاً معنوياً لكنه في النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن التهمة نادرة.

15 / 116
ع
En
A+
A-