الذين أمنوا وعملوا الصالحات في قوله: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } وقوله: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ } إذ عمنا هذا المقام الذي لم يزل القايم فيه من أبائنا عليهم السلام ولا يزال من زمن أبينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة إلى آخر الزمان كما ورد بذلك الوعد النبوي الصادق الأمثال، ولم يزل من العلماء العاملين، وحاملي أمانة الشريعة المطهرة بما أمر الله به أن يوصل من ذلك واصلين، كالإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه بأخذه العلم عن مشاهير أهل البيت النبوي كزيد بن علي وأخيه الباقر وابنه الصادق، وابن عمهم الكامل عبد الله بن الحسن وأبيه الرضي الحسن المثنى بن الحسن وغيرهم. ثم ما اشتهر عنه من مناصحة إمامنا زيد بن علي ومؤازرته بالرأي السديد والمعونة الظاهرة ومبايعته له في أيام شبيبته[267/ب] وقوله لرسوله إليه: أقريه مني السلام، وقل له أما الخروج فلست أقوى عليه، ولكن عندي معونة وقوة على جهاد عدوك كل ذلك من التابع والمتبوع أداء لحقٍ، وتعظيم لرسول الله، وتصديق لقوله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) فيما رواه زيد بن أرقم رضي الله عنه: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما)) أخرجه الترمذي في جامعه وقال: حسن غريب، وأخرج معناه إمام المحدثين أحمد بن حنبل رضي الله عنه في مسنده والطبراني في الأوسط، وأبو يعلى

وغيرهما وأخرجه أبو محمد عبد العزيز بن الأخضر في معالم العترة النبوية، ومنه أن النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) قال ذلك في حجة الوداع وزاد مثله، يعني: كتاب الله كسفينة نوح عليه السلام، من ركبها نجا ومثلهم أي أهل البيت كمثل باب حطة من دخله غفر له الذنوب، وفي صحيح مسلم وغيره عن زيد بن أرقم قال: ((قام فينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بما يدعى خماً بين مكة، والمدينة فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال أما بعد: فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وإني تارك فيكم ثقلين أولها كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي)) أخرجه مسلم في صحيحه من طرق، وأخرجه الحاكم في (المستدرك) من ثلاث طرق، وقال في كل منهما أنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه وفي بعض الألفاظ اختلاف والمعنى واحد مع زيادة فوائد، ولفظ الثالثة أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، وأخرج نحو ذلك الطبراني، وزاد فيه عقيب قوله: وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض سألت ربي ذلك لهما فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم، وللحافظ جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي المدني في (درر السمطين) بمعنى ذلك، فاختلاف في الألفاظ ومزيد فوائد، قال الحافظ السمهودي وغيره: وفي الباب زيادة على عشرين من الصحابة رضوان الله عليهم، منهم جابر بن عبد الله رضي الله عنهما كما في

الترمذي[268/أ] وقال حسن غريب وابن عقدة في (الموالاة) ومنهم حذيفة بن أسيد الغفاري أو زيد بن أرقم – الشك من الراوي- كما أخرجه الطبراني في الكبير، والضيَّان من طرق سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل، وأخرجه أبو نعيم في (الحلية) من حديث زيد بن الحسن الأنماطي، وقد ظمنه الترمذي وأخرج ابن عقدة في المعنى حديثاً طويلاً عن أبي الطفيل عن سبعة عشر رجلاً من الصحابة رضي الله عنهم منهم خزيمة بن ثابت وسهل بن سعد وعدي بن حاتم وعقبة بن عامر وأبو أيوب الأنصاري، وأبو سعيد الخدري وأبو شريح الخزاعي وأبو قدامة الأنصاري وأبو ليلى وأبو الهيثم بن التيهان، رجال من قريش رضي الله عنهم، وأخرج إمام الحديث أحمد بن حنبل في مسنده وعبد بن حميد سنداً جيداً (إني تارك فيكم) وأخرجه الطبراني في الكبير برجال ثقات، ولفظه: ((إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله عز وجل، وأهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض )) وللحديث طرق كثيرة كما هو معروف عند أهل هذا الشأن ولا يصدق التمسك إلا بالاتباع والاقتداء والإئتمام والإعتزاء يوضحه ما أخرجه الحاكم وقال صحيح الإسناد، ولم يخرجاه عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم): ((النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف ، فإذا خالفتهما قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس)) وعن أبي ذر رضي الله عنه سمعت رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) يقول: ((مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح في قومه من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ومثل حطة لبني إسرائيل)) أخرجه الحاكم

من وجهين هذا اللفظ أحدهما ولفظ الآخر ألا أن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح وذكره دون قوله ومثل حطة إلى آخره وكذا هو عند أبي يعلى في مسنده وأخرجه الطبراني في الصغير والأوسط، ورواه في الأوسط أيضاً من طريق الحسن بن عمرو الفقمي، وأبو نعيم عن أبي إسحاق ومن طريق سماك بن حرب عن حبش، وأخرجه أبو يعلى أيضاً من حديث أبي الطفيل عن أبي ذر رضي الله عنه بلفظ أن مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة، وأخرج البزار من طريق سعيد بن المسيب عن أبي ذر نحوه، وكذا أخرجه الفقيه أبو الحسن بن المغازلي وزاد ((من قاتلنا آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال))، وأخرج الطبراني وأبو نعيم في الحلية والبزار، وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال قال رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم): ((مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق))[268/ب]وللحديث طرق أخرى، ولأن القايم بالأمر من أهل البيت (عليهم السلام) في محل الإجماع، والمقام الذي لا يلم به نزاع، إذ من قال: يُقتدى في الدين ويستخلف على المسلمين من أمر بالمعروف، ونهى عن المنكر من أي الناس يعلم أنهم من خيار الناس ومن قال بمنصب قريش يعلم أنهم من خيار قريش، ومن قال بمنصب بني هاشم يعلم أنهم من خيار بني هاشم ولهم خصوصية ولادة رسول الله بواسطة ابن عمه لأبيه وأمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ووساطة بضعته فاطمة الزهراء، وإجماع المسلمين أن ولد فاطمة رضي الله عنها ذرية رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) وعقبه، وأن شانئه (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) هو الأبتر، وأن عقبه (صلى الله عليه

وعلى آله وسلم) وهو الباقي كما فسر به أكابر المفسرين إنا أعطيناك الكوثر، وروى أكابر المحدثين ((كل بني أنثى ينتمون إلى أبيهم إلا ابني فاطمة فأنا أبوهما وعصبتهما )) ولكم أيها السلاطين خاصة من أبائكم وسلفكم من ولايته ومن ولايتكم لنا أهل البيت مشهورة، وعلى جبهات الدهر في كتب الأخبار مسطورة، فلم ترثوا ذلك عن كلالة ولا تلقيتموه إلا عن عرفه عريقة وأصالة فالحمد لله على ما خصنا به منكم، وخصكم به منا وإياه نسأل أن يجعل تواصلنا وتواصلكم وتراسلنا وتراسلكم وتحاببنا وتحاببكم على ما يحبه منا ويرضى به عنا، وأن يجعل ما نأتي ونذر وما نقول وما نفعل، وما نقدم وما نؤخر عن بصيرة في الدين وصحة من اليقين، وأن يكون تصرفنا وتصرفكم من الوجه الذي شرع والطريق الذي هدى إليه، والمنهج الذي له عز وجل فيه الرضى، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على محمد وآل محمد وسلم، بتاريخ شوال عام ثمان وستين وألف [يوليو 1657م] ثم كتاب آخر وأصحبه شيئاً من الهدية، وهي جُمل نَفيِسة من الخيل المحلية، والتحف الثمينة.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي جعل المؤمنين إخوة بعضهم أولياء بعض عقد بذلك محبته، والإجماع على طاعته بين أهل السماء والأرض يتواصلون على ذلك وإن بعدت الديار، ويتحابون عليه وإن تناءت الأقطار، الإيمان بينهم كلمة جامعة، والتقوى لهم وسيلة نافعة، شهد بذلك قوله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا الله ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ، نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ، نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ، [269/أ]وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى الله وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله شهادة بالحق المبين صادعة ولوتين الباطل قاطعة، وأصلي وأسلم على محمد الذي أرسله بشيراً ونذيراً، وعلى أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

وبعد: فإنه لما بلغنا عن السلطان الكريم الماجد الفخيم، ذي الخلايق الشريفة والطرايق المنيفة، والنفس الطيبة العفيفة، محمد أورنك زيب بن السلطان شاه جهان أحمد الله ذكره، ورفع بطاعته قدره، وأهدى إليه شرايف التسليم وزلايف البركات والتكريم، ورحمة الله الضامنة للخير العميم، ما يشرح الصدور ويقر العيون، ويصدق الظنون، من أخلاق التقوى ومحاسن الشيم، ومحامد الأوصاف، ولا سيما ما نشره السيد النجيب الكريم، الحسيب محمد بن إبراهيم بن أمير نعمان، أسعده الله، ووفقه وسدد من مطارف الثناء، ومآثر الخير التي بها لسامعها ومسمعها الهناء وصدق حب الله وحب رسوله وحب أهل بيته والتمسك بالمودة في القربى، والتمسك بمعالم الشريعة المطهرة التي هي ذخيرة العقبى، ملأنا ذلك سروراً، فابتهجنا له حبوراً، وحمدنا الله لكم على ما منحكم من ذلك سراً وجهراً، وسألناه أن يقر لكم به عيناً، ويشرح به صدراً، ورأينا أداء حق المواصلة على الإيمان، والمراسلة على التواصي بتقوى الرحمن، إذ ذلك أفضل صلة المؤمن لأخيه، وأنفع ما يكون له توخيه، والآية الكريمة المبشرة برحمة الله الرحيمة، قول الله عز وجل: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ الله وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ الله إِنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ، وَعَدَ الله الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ

طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ الله أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} سائلين الله بعد إعادة حمده وشكره والثناء عليه، وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله أن يصلي ويسلم على محمد وآل محمد ويجعلنا وإياكم ممن حصلت له هذه الصفة، وعرف نعمة الله عليه بها حق المعرفة، وممن يتواصل على ذلك ابتغاء مرضات ربه، وطلب الانتظام في أهل طاعته وحبه أنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله.

وكتب الإمام مع السيد المذكور، دعوة ثالثة، وذيلها بولاية التمسها[269/ب] السيد المذكور للسلطان المذكور، وقال ما معناه، أحمل هذه الولاية معي فإن أخذ السلطان كما أعهد من قربه إلى الله سبحانه ومحبته لآل رسول الله أظهرتها عليه، وإن والعياذ بالله كتمتها أو كما قال فعاد الجواب بما يسر، وهو هذا الكتاب المتضمن الدعوة إلى الله كما يفعله أئمة الهدى صلوات الله عليهم، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد حمداً لله دايماً أبداً، وشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهاً واحداً فرداً صمداً، وأن محمداً عبده ورسوله أرسله بالهدى، والصلاة والسلام عليه وعلى آله كما أمر ربنا بذلك وهدى، فإنا آل محمد رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) خلفنا يعقب سلفنا ندعو جميع عباد الله إلى دعوة جدنا رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) بما لقنه الله عز وجل في قوله عز وجل: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى الله عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ الله وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} وبما أدبه في قوله عز وجل: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} ندعو إلى ما دعا إليه، ودعت إليه الرسل من قبله: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ

وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ، لاَ يُكَلِّفُ الله نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وإلى ما جاءوا به من توحيد الله وتعديله، وتصديقه في جميع قيله وتنزيهه عن مشابهة عبيده وعن الجور عليهم والظلم لهم، وإلى صدق وعده ووعيده، وإلى تدبر كتاب الله وآياته والوقوف عند بيناته ودلالاته ورد متشابهاته إلى محكماته وإلى ما ثبت عن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) في أقواله وأفعاله وتقريراته وإلى قبول نصيحة الله عز وجل في المودة لمن أمر بمودته والثقة بمن شهد بطهارته والتمسك بمن أمن على لسان رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) من الضلال من تمسك به في قوله عز وجل فيما أنزل من النور: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ، ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ الله عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى

104 / 116
ع
En
A+
A-