وفي هذه الأيام ازدادت الضربة إلى الضعف والركة، فجعلوا في الوقية قفلة فضة والباقي نحاس وجسد مخلوط، بحيث أن بعضها يظهر فيها النحاس والحمرة حال الضربة فأما إذا بقت بعض أيام لم يبق بها انتفاع، وبلغ صرف القرش بها إلى ثلاثين حرفاً. واستوت ضريبة صاحب المنصورة وضريبة يوسف في الضعف، وظهرت للدولة الركة المفرطة خصوصاً حسين بن المتوكل؛ لأن معظم الدورة عليه، ومبالغ الجهد في إمداد العسكر الذين باليمن ومعاونة صنوه يوسف. كل ذلك لتحمل صاحبه وزيره زيد الجملولي في حمله على ذلك لأجل أنه يسلم من صاحب المنصورة؛ لأنه كان حاول في طلبه إلى حضرته وحبسه وإزالته عن يوسف، وظهر ظلمه في صنعاء في طلب المعاون من أهل البيع والشراء والتجار ومشاطرة أموالهم بالقرض الذي لا يقضى، والمعونات، والتعجيل في الزكوات، وطلبهم للقروش منهم للضربة كرهاً وغصباً، وصاروا يجأرون بالدعاء بسبب ذلك لما لم يجدوا من ينصفهم، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وفي يوم الثلاثاء[165/أ] ثامن عشر شهر شوال اتفق قران بين الزهرة وزحل في برج الميزان.
وحصل في هذا اليوم وهو الثلاثاء ثامن عشر شوال دخول الناصر جبلة، واستولى على عبد الله بن يحيى وفرحان بعد حرب جرى هنالك، وجاء عليهم بجمع لا طاقة لهم بهم، أكثرهم من الحجرية، فسُقِطَ في يد صاحب ضوران وصاحب صنعاء لضعف ما عندهم من المال والرجال، وعدم نفوذ الأوامر والكلام، وبقوا في حالة عجيبة من هذا الجاري، وعرفوا أنه بعد ذلك إليهم آتٍ. وكان الأمر كما في الحديث الذي رواه ......... عن أبي ذر عنه÷ قال:((وكانت صحف إبراهيم وموسى عبراً كلها، منها: عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ، وعجبت لمن أيقن بالنار كيف يضحك، وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف ينصب، وعجبت لمن أيقن بالحساب كيف لا يعمل)) .

وجاءت كتب الناصر إلى أولاد المتوكل أنه لا سبيل إلى الاختيار والاجتماع بعدما قد جرى من النزاع فيما بينهم والحروب، وليس معه إلا السيف لمن لم يسلم الأمر. وأنه قد خرج من بلاد تعز إلى جهة جبلة، وكان ما ذكر من الحادث بجبلة. وكان قد أرسل حسين بن المتوكل بالجامكية لأصحابه الذين في جهة اليمن، فلما بلغهم في خلاله رجع الرسول من الطريق بما معه واسترجعوا الدراهم التي كان قد جمعوها إلى مكة، لما حصل حادث جبلة. ولم يتم تجهيز أمير حاج من قبلهم كالعام الماضي وربما أنهم يراسلون إليه في المصالحة والتسليم قهراً عليهم، فإن لم يفعلوا ذلك اجتحفهم. وكان خروجه من المنصورة في عيد الفطر بأول شهر شوال إلى قدس ثم إلى الجند ثم إلى القاعدة والحوض الأشرف خارج مدينة تعز، وبنى على الارتحال بنفسه إلى البلاد العليا بجموع كثيرة من قبائل الحجرية أكثرهم ومن غيرهم[165/ب]، وسار بعض قبائل الحجرية لمحاصرة بندر المخا، فحاصروه حتى بلغ بعد الوقعة التي وقعت والهزيمة فيهم في موزع، فانعطفوا ثانياً بزيادة جمع جمعوه، حتى أن السعر بلغ في المخا المبلغ العظيم، وصاروا في حالة ضعيفة. وقد كان خرج من عسكر زيد البعض عقب وقعة موزع والحال عجيب! وظهر عن زيد بن علي الجملولي أنه كان أرسل في رمضان رجلاً بشيء من أرصاد السحر أن يوضع بأرباع المنصورة وأرباع قصره ففطن به صاحب المنصورة وطلبها من المذكور، وتعقب ذلك خروجه منها. واستولى حال وصوله جهات تعز على أموال ابن راجح وقبضها وانتهب ما هنالك من المنقولات للشيخ ابن راجح.

ومن ضعف رأي زيد بن علي الجملولي أنه حمل حسين على دراهم وكتاب إلى يافع ليكون عوناً لهم على صاحب المنصورة، فقبضوا الدراهم وواعدوهم وليس مرادهم إلا حفظ بلادهم، وكان يوسف قد جهز زيد بن محمد بن حسن في عسكر للزيادة إلى جبلة، فلما وصلوا إلى ذمار بلغهم دخول الناصر، إليها وهرب عبد الله وفرحان عنها، فعند ذلك سكنوا بذمار وكاتبوا إلى الناصر بالتسليم. وواجه صنوه إبراهيم صاحب ذمار وزيد بن علي الجملولي لما بلغه دخول جبلة. وهرب عبد الله بن يحيى، شد بعض حوائجه إلى بيته بالأهنوم في البيت الآخر في القصر، وراح عليه سرقة من الدراهم وبعضها راح في الخراب عقب ذلك، وتتابع عليه الأدبار وأراد الهرب إلى شهارة، فمنعه حسين بن المتوكل، فأراد العزم للحج ولم يتم له[166/أ] ثم إنه ترجح له وسار إلى ضوران عند يوسف بن المتوكل.
وفي يوم الجمعة ثامن وعشرين بشهر شوال دخل محسن بن أحمد بن الحسن من الغراس إلى صنعاء. وذكر لحسين بن المتوكل أنه في نية الخروج للقيا صنوه الناصر محمد بن أحمد بن الحسن صاحب المنصورة، وأنه ما يسعه إلا الخطبة والتسليم للأمر والموالاة لصنوه وإلا فهو أول من يحاصر صنعاء، وأن القبائل التي حول صنعاء قد والوا جميعاً إلى جناب الناصر، فيخشى منهم عن المدينة الضرر إن لم يوالي. والأمر كما ذكره فإن الليلة الأولة ليلة الجمعة نورت جميع بلاد سنحان والرحبة حين ظهرت النار في جبل نقم، فما وسعه إلا الانخراط في سلك الإجابة للناصر، وخطبوا هذه الجمعة المذكورة آخر جمعة في شوال للناصر.

وكان حال الخطبة وركز في الجامع سبعة بنادقية من العبيد بفتائلهم عالقة مقابل الخطيب، فلما ذكر الخطيب الناصر وضعوا بنادقهم وصلوا مع الناس. واتصلت الإجابة إلى شهارة، فأما شهارة وبلادها فالخطبة فيها للناصر مستمرة؛ لأنها إلى قاسم بن المؤيد وهو إلى جناب الناصر، فزال بسبب ذلك عن الناس الحرج، واطمأنت قلوبهم من الحادث وحصل لهم الفرج، والله يصلح ما فيه الصلاح.
وكل هذه الفتنة هذه المدة سببها ولده عبد الله بن الناصر، فإنه الذي بعثها، وإلا فكانت هادئة ساكنة، وقد وقع في عمله، والله يصلح أحوال المسلمين.
ولما بلغ يوسف صاحب ضوران هذا الأمر لم يرتضه لنفسه، وقال: لا يسمح بترك دعوته، وكان المحمل له على ذلك القاضي جباري الذَّماري، فأمر أهل بلاد آنس أنهم[166/ب] يعينونه، فأجابوه في الظاهر. وأخرج بعض رتبة ضوران خشية لا يحصل منهم الميل إلى الناصر، فسار بعضهم إلى الناصر، وتفاقم الأمر بينهم. وحصل مع حسين صنوه التردد بعد هذا يريد الرجوع إلى صنوه، لكنه لم يكن في يده مال ولا رجال فبقي في حيرة وتغير من تنصير المدينة وغيرها. ولعن المحارب للناصر ومبغضه كما هو عادة المنصرين، وأنه كاره للناصر وإنما دخل في ذلك مضطراً إليه.

ولما وصل الناصر إلى نواحي بني سرح وآل عَمَّار شرقي المخادر تحير فيه. وبنو الجرموزي شدوا حوائجهم وخزائنهم من دار صنعاء الذي كان وصل إليه من المخا خشية على ذلك من الناصر إذا تمكن من الطلوع إليها. ولما وصل الناصر إلى يريم قبض على ابن أخيه علي بن حسين وأرسل به إلى المنصورة تحت الحفظ. وصاحب عمران حسين بن محمد بن أحمد بن القاسم لما بلغه طلوع الناصر جدد دعوته لنفسه للإمارة والملك كالمرة الأولة، وكل ذلك خشية على ما قد بسط عليه من بلاد حجة؛ لأن الناصر قد أظهر أنه معزول عنها وهي الغبطة معه، مع أن خمر قد كان الناصر جعله إلى صنوه إسماعيل بن محمد بن أحمد، إلا أنه وصل إليه صنوه منعه عن التصرف بالقهر. وإبراهيم بن حسين خرج من ظفير حجة إلى حورة، ثم نزل تهامة واستقر بحيس لتأمين طريق المخا من قاسم صاحب شهارة والناصر. ويحيى بن الناصر دخل زبيد واستقر فيه بأمر والده، قيل: إنه مأمور إلى المخا زيادة على من أرسل الناصر إليه للاستيلاء عليه وعلى تلك الجهة. واتفق بطريقه بالقاضي أحمد بن ناصر بن عبد الحق الحيمي الذي أرسله يوسف إلى المخا، فقبض عليه وأرسله إلى الناصر. وقد كان خالف على الرتبة التي من أصحاب يوسف خارج المخا القبائل فاستولوا عليهم.

وجاء خبر من صعدة[167/أ] أن علي بن أحمد المتولي فيها كان قد أهم بالخروج إلى الجهات اليمانية يدعو إلى نفسه، فعاقه المرض هناك وحصل عند مرضه قتل بسوق صعدة فيما بين سحار، فقتل نحو خمسة أو ستة أنفار منهم فيما بينهم بقتول سابقة لهم. وعلي بن أحمد مريضاً لم يخرج أحد يفك فيما بينهم، وسلمت المدينة من النهب، فلم يحصل فيها ولا أسواقها شيء من السلب. ووصل واصل من ضوران يحقق أمر يوسف فقال: قد بلغ في الركة والضعف الحد الذي لا مزيد عليه وتقالل الناس حوله، لم يبق له متابع ولم يبق في يده شيء من المال ولا الرجال وأنه لما فتح على من عنده المشورة أجمعوا على أنه لا مصلحة له في مقاومة الناصر، بل التسليم أولى له إلا القاضي جباري فحمسه، فصار المذكور في الحيرة، وقد قرب الناصر منه، وشد من ضوران بعض حلله خشية لا يحصل فيه حرب يكون بسببه الانتهاب.
وحال بلغ يوسف قضية جبلة وهرب عبد الله بن يحيى وفرحان ووصولهم إلى ضوران فسح لأولاد الناصر الذين كانوا لديه، منهم: حسن وصل إلى الغراس وصنعاء، ومنهم يحيى وإسماعيل نزلوا للقيا والدهم، ولقد كان مشدداً عليهم في الترسيم التشديد العظيم بالحرس في الطرق حولي الحصين، على كل طريق جماعة، حتى حصل لهم الفرج والنفس. وكذلك فسح لجميع من كان من أصحاب الناصر، ومنهم من سار فلم يعترضه، ولم يبق عنده إلا جماعة[167/ب] يسيرة من خاصة أصحابه، مع أن منهم من أهل العهد هربوا مثل الخطيب وهو السيد أحمد بن محمد الجلال، فإنه هرب وامتنع عن الخطبة بالمرة، وسار بيته بالجراف مخراف صنعاء.
وفي سادس شهر القعدة وصل زيد بن محمد بن حسن إلى داره بصنعاء على صفة الهارب من ذمار، لما أيس عما كان أمره يوسف به من ملاقاة الناصر إلى ذلك المقام.

وسبب خروج الناصر من المنصورة أن قبائل الحجرية وصلوا إليه يشكون ما قد نالهم من المغاز في بلادهم بسبب الحروب، وأنه ربما يحصل مثل الذي قد كان أولاً فيها، وأنه يتوجه عليه صيانتهم والخروج من المنصورة وحدود الحجرية والتقدم إلى غيرها، وأنهم بين يديه، فأخذ عليهم المواثيق، وكان سبب خروجه، واستقر الآن في بلاد بعدان، وتوقف فيها هذه الأيام وعاد كثير من أهل الحجرية إلى بلادهم، ولم يبق معه إلا العسكر ومن انضاف إليهم من سائر البلاد وبعض أعيان الحجرية من المشائخ ومن يتعلق بهم، وطلع إلى جبل حب وتزوج هنالك من بنات الشيخ الجماعي .
ووصل رسول من مكة وهو الشريف أحمد بن هزاع بكتب مضمونها من جهة أنها بلغت الأخبار إلى حضرة السلطان، وأن أشراف اليمن يفردون الأمر لواحد منهم، ويتركون الفتنة التي طالت بينهم. وأنه بلغ رجوع الحاج العام الماضي وأنه إذا كان لخوف في الطريق فيسير معهم الشريف أحمد بن هزاع إلى مكة، واستمد الصرّ. فكان يوسف قد جمع بعض شيء من محصول المخا وغيره[168/أ]، ثم حصل طلوع الناصر واستيلائه على جبلة والهزيمة لأصحاب يوسف، فلم يتم مما كان أراده ورجعت الدراهم.
ولما تفاقم الأمر على السيد حسن بن مطهر الجرموزي والي المخا وعرف معاملة الناصر له خاف، فهرب من المخا وحمل ما معه من بقية المال وبقية أهله في البحر وتوجه مكة بحراً. ولما استولى الناصر على اليمن الأسفل ولاَّه الولاة من تحت يده، فجعل ولاية العدين للسيد حسن بن محمد بن أحمد بن الإمام الحسن المؤيدي، الذي كان والده في زمن جده الحسن بن القاسم متولياً له. وكان السيد حسن المذكور ساكناً بالعدين على ما معه من المال، وإب وجبلة جعل عليها العمال، لتكون اليد عليهم من غير مخالفة ولا قتال.

وفي يوم السبت ثالث عشر شهر القعدة سار محسن بن المهدي أحمد بن الحسن صاحب الغراس والرحبة إلى حضرة صنوه، لأجل خلل حصل في بلاده عليه ولاقياً لصنوه، وسار صنوه الحمزة معه. وكان الحمزة هذا عند الناصر حال طلوعه من اليمن، ثم إنه حصل منه تعدٍ على بعض الناس، فشكوه إلى الناصر، فأرسل له فهرب إلى الغراس الشهر الماضي، فأرسل له من الغراس فأخرجوه من الغراس على حمار وساقوه معهم إلى عند الناصر، وكذلك محسن لعله مطلوب.
ووصلت آداب على جماعات من قبل الناصر، وكذلك على اليهود والبانيان بسبب الضربة المغشوشة.
وفي نصف شهر القعدة وصل الفقيه محمد بن عبد الله بن عزالدين الأكوع الذي كان سار من صنعاء، يخبر بأن الناصر سكن هذه المدة بجهة بعدان لتقرير الأمور.
وزيد بن المتوكل خرج من المخا يريد إلى بلاد ريمة، فلم يتم له.
وفي ثامن عشر شهر القعدة وصل الخبر إلى صنعاء بأن الناصر طلع من اليمن الأسفل إلى يريم.
وفي عشرين شهر القعدة وصل عبد الله بن يحيى بن محمد بن الحسن إلى صنعاء في حالة منكوسة ضعيفة في ثلاثة أنفار لا غير[168/ب] بعد أن كان مخارجة وحركاته في الجنود بين يديه، والبلاد العدينية تنساق إليه، والكلمة العالية معه في تلك البلاد اليمنية، فالقدرة لله تعالى والحكمة، ومن رأى حاله وما عليه وجميع من خالف على الناصر من الذلة اعتبر بهذه الدنيا وعرف أنها كسراب بقيعة.

وفي يوم الجمعة عشرين شهر القعدة دخل الناصر ذمار وجهز على يوسف إلى ضوران عساكره، فوصلوا إلى رُصَابة . وكان أصحاب يوسف من بلاد آنس قد جعلهم رتبة في المَنْشِيَّة ونحوها، فلما قرب منهم جنود الناصر ورأوا جهران قد أشعلوا النيران ونصروا للناصر هربوا إلى بيوتهم في آنس، فسُقط في يد يوسف ولم يبق في يده أحد كتب إلى الناصر بالمواجهة والإجابة. وكان الناصر قد كتب إلى قبائل بني حشيش بالوصول إلى حضرته لمحاصرة يوسف قبل هذه المواجهة وانحسم الاختلاف بالأمر الغالب ليوسف ومن معه، فالله يسكن الأمور، ويصلح أحوال الجمهور.
وزيد الجملولي سار إلى حضرة الناصر بذمار قيل: بطلاب منه له، وقيل: بل ابتداءً من قبل نفسه، فلما وصل إلى هنالك أمر الناصر بقطع رأسه، وحسين بن علي باقٍ بالمخا ما روي أنه قد خطب للناصر فيه.
وفي عشية الثلاثاء ثالث وعشرين شهر القعدة خرج حسين بن المتوكل من صنعاء إلى جهة القبلة، لما بلغه قتل صاحبه وصهره زيد الجملولي بذمار، فإنه لما وصل إلى الناصر أمر بضرب عنقه بعد أن طيف به في سكك ذمار والمرفع خلفه، وقال الناصر: أنه السبب في هذا الحروب والفتن التي جرت والخلاف عليه، وهذه الضرائب، وأن كافة الناس شكوا ظلمه[169/أ] فيهم.
ويوسف بعد التسليم للناصر خرج من ضوران إلى حضرة الناصر بطلاب له. والناصر كان سكونه بدار الأمير سهيل رأس ذمار من جهة الغرب.
وجاء طلاب ليحيى بن محمد، وصل به محمد بن محمد كاني التركي، فسار إلى حضرته.

وفي يوم الثلاثاء بعد العصر ثالث وعشرين شهر القعدة خرج حسين بن المتوكل من صنعاء لما بلغه قتل صهره زيد بن علي الجملولي وما وقع معه. وزاد حسين بن المتوكل نفوراً ما بلغه مع ذلك أن الناصر يريد تولية ولده إسماعيل بصنعاء وبلادها، فخرج من صنعاء إلى جهة القبلة وحال خروجه ولم يبق في يده من المال شيء؛ لأنه قد كان نفد ما معه فيما كان ينفقه على العسكر الذين يجهزهم إلى اليمن لأجل الناصر. وعند خروجه من صنعاء انتهب دار الضرب الذي كان معه بالقصر وكذلك بواقي ما كان في بيت للجمولي في القصر ولم يبق في القصر أحد من أصحاب حسين بن المتوكل.
ووصل سعيد شاوش إلى صنعاء بأنه يقبض السلاح الذي ابتاع من خزانة القصر وبطلاب جماعة وآداب عليهم، فساروا ومنهم من كان قد هرب. ومن جملة المطلوبين جعفر بن مطهر الجرموزي، فسار وهو خائف، وكان قد طالت ولايته في العدين في زمان المتوكل، وشكا أهل العدين به في الزيادات التي زادها عليهم، فلم يشكهم.

90 / 94
ع
En
A+
A-