وفي شهر الحجة قبيل العيد ترجح لسيد يقال له: أحمد بن حسين الأخفش ادعى أنه إمام، وهو في كوكبان وشبام، وكان جارودياً رافضياً في الاعتقاد، يتحمل على الصحابة رضي الله عنهم، وفي غيرهم من المسلمين يمد لسانه، ويزكي نفسه، ويتخيل أن الحق ليس مع أحد إلا معه، مثل الأعرابي الذي بال في المسجد، فزجره أصحاب النبي÷ فقال÷: ((دعوه لا تقطعوا درته وصبوا عليه ذنوباً من ماء)) فلما أكمل حاجته قال: اللهم ارحمني[89/أ] ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً، فقال له النبي÷: ((لقد تحجرت واسعاً )) .
وخطب خطبة بعد صلاة الجمعة بالجامع وذكر فيها ما ينبي عن اعتقاده الردي، حتى ذكر أنه يوحى إليه بالوحي وأن الله قد أوحى إلى النحل، فبالأولى هو، فلما ظهر للأمير عبد القادر ما تفوَّه به من القول الفظيع وادعاءه للوحي الذي للنبي، أمر بأن يقيد بقيد حديد في بيت والده، فقيد أياماً ثم فك القيد عنه بشفاعة والده، ولا يخرج عنه إلى غير يده، وأمر بأن حبسه بيته، فانتظم المذكور في الثلاثين الدجال الذي وعد سيدنا رسول الله÷ بظهورهم بعده، وبعضهم قد مضى في زمنه÷ كمسيلمة والأسود : {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى الله كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ} ، وفي الجامع الكبير للسيوطي من طريق ثوبان قال قال رسول الله÷: ((إنه سيكون في أمتي ثلاثون كذاباً كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيبن)) ، أخرجه الترمذي، وأحاديث أُخر.
وردَّ هذا السيد المذكور جميع السنة، وقال: أنه لا يحتج إلابالقرآن كدين الخوارج. واقترن به رجل آخر[89/ب] في بلاد موزع عمر مسجداً، وقال للناس أنه الكعبة، وأظهر له مخاريق من أعمال السحرة، فقصده صاحب المخا، فرق جمعه ومزقهم، وعجائب اتفقت هذه المدة وسببها ضغف يد هذه الدولة.
وفي هذا الشهر خرج حسن بن المتوكل من زبيد إلى بيت الفقيه وبقي بعده جماعة من أصحابه، ورئيسهم النقيب عثمان زيد.
وفي هذه الأيام بعد أن دخل إسحاق بن أحمد بن الحسن طلع إلى جبل وصاب، واستقر فيه وتصرف في تلك البلاد، وقتل بعض مشائخها، فلا قوة إلا بالله.
وفي هذه الأيام خرج شرح إلى اليمن على الجامع الكبير للسيوطي الذي في الحديث في أربعة مجلدة، صنفه بعض العلماء المتأخرين في تلك الديار، وخرج أيضاً معه شرح على المواهب اللدنية في السيرة النبوية.
وفي هذه الأيام قصد عبد الله بن يحيى صاحب العدين إلى بعض جهات العدين من المخالفين عليه، فالتقوهم بالحرب، فوقعت الهزيمة في أصحاب عبد الله بن يحيى وقتل جماعة منهم.
وفي هذه الأيام بآخر شهر القعدة رفعت الضريبة من عند علي بن المتوكل، بعد أن أرسل صنوه إليه القاضي جباري، فنزل الصرف إلى ستة حروف، ثم عادت بعد شهرين فرجع الصرف إلى سبعة ثم إلى ثمانية، فسار تجار صنعاء إلى حضرة المؤيد يشكون ومعهم خطوط من القضاة وغيرهم من أجلها؛ لأنها ما زالت تصغر كل شهر ضريبة، فحصل التضرر من جهة مسارقتها لم يستقر على حالة واحدة، لكنه حصل لطف للرعايا.
ودخلت سنة خمس وتسعين وألف
في رابع شهر محرم وصلت أخبار مكة مع أول الحاج، فقالوا فيها: إن الحج كان صالحاً إلا أن الأسعار مرتفعة، بلغت الكيلة إلى أربعة وعشرين بقشة مصرية، وهي في زمان الخير ما تزيد على ثلاثة كبار أو أربعة كبار، وأن صرف القرش بمكة بثلاثة أحرف ونصف مصرية، زاد الصرف فيها، لكثرة القصر فيها وإن كان صرف القرش بدراهم مصر الأصلية أقل من ذلك، قال الحجاج: وسبب الغلاء القحط ببلاد الحجاز ومكة وغلاء العلف.
قالوا: وخرج أمير الحاج المصري والعراقي والشامي على العادة، وكان أمير المصري الباشا صالح، وخيله قدر سبعمائة من غير العسكر.
قال: وكان بين سعيد بن بركات صاحب الولاية بمكة وبين الشريف أحمد بن غالب مراكزة، وأنه مال إلى أحمد بن غالب جماعة من الأشراف، وأنه مريد للمنازعة في المملكة لمكة، وأنه والأشراف الذين مالوا معه كتبوا إلى السلطان بأنه الذي يصلح للولاية، والشريف سعيد بن بركات قد كان أعطاه ومن معه ربع متحصل البلاد تسكيناً لهم، فسكنوا.
وفي هذه الأيام صالت قبائل مشارق الجوف على معين أطرف بلد في الجوف الأسفل، فانتهبوا منه بعض شيء واستعان[90/ب] الشريف الشيخ الجوفي بقبائل سفيان عليهم، يحدوه، وأغاروا إلى تلك البلاد، واستنصفوا منهم، ثم أن الشيخ الجوفي صال على صافية المهدي أحمد بن الحسن، فنزل عليه محسن بن المهدي من الغراس بمن عنده من العسكر فقبض عليه وأطلعه إلى الغراس تحت الترسيم.
وفي نصف شهر محرم وصل الخبر بأن صاحب المنصورة جهز ولده عبد الله، إلى زبيد وأنه دخلها، فلم يقابله أحد من الرتبة الذين فيها بقتال صوباً ومعقولاً، بل خرج بعضهم قبيل الدخول وبعضهم بقي هنالك، واستولى على زبيد، وكتب إلى المؤيد ووالده أن البلاد إلينا بالوضع منكم والإشهاد ولا خلاف بيننا، وعند ذلك أرسل المؤيد من ضوران إبراهيم بن المهدي إلى تلك الجهة، فسار إلى هنالك واستقر في بيت الفقيه ابن عجيل، وقيل: في غيره.
وفي هذه السنة كان خرج في الموسم الماضي خواجا من الهند يقال له: الشيخ محمد بن أحمد الأشتر، وطلع إلى ضوران حضرة المؤيد بعد بيع ما معه من البز بالمخا وما معه من الدراهم من أعواضها ومن الذهب غيرها، واشترى من الخيل ما طابقه، ولكنه لم يثمن كغيره ممن مضى، بل زيادة قليلة على ثمن اليمن بنحو الربع، وعرض عليه من الكتب بعض شيء، اشترى ما طابقه مثل: نجم الدين الرضي ، وتفسير الشيرازي ، والكشاف من صنعاء وغيرها من اليمن الأسفل، [91/أ]وقال: إن سكونه في بندر سرات، وأن سلطان الهند أو قنقريب باقي على السلطنة، وإنما خالف عليه بعض ولده، واستعان بالرازبوت والأمر مستقر لولده. وكان هذا الشيخ الأشتر رافضي العقيدة إمامي إثني عشري، وقال: إن أصله من الجزيرة بالعراق، وأنه من ولد الأشتر الذي كان من أنصار علي، وإنما هو برأسه في سرات والهند للبيع والشراء. ولما وافقني ذكرت له الإشكال على الإمامية في رجوعهم في تقرير بعض المسائل إلى الاجتهاد، مع أن أصولهم تقضي بأن أحكامهم لا تؤخذ إلا من المعصوم عندهم كصاحب التحرير في فقههم، ذكر ذلك في مسائل وغيرهم منهم، وقال: إن من علمائهم من يكون يلقى إلى قلبه الحكم في المسألة ولكن هذا الجنس قليل أعز من الكبريت الأحمر، وتعجب أيها المنصف من هذا! فإن هذا الذي زعمه إن كان من الإلهام فلا يختص به الإمامية على بدعتهم بل غيرهم أحق بالإلهام منهم، وإن كان من الاجتهاد فهو ثابت عند غيرهم لا عندهم.
[91/ب] وفي هذه الأيام تجدد التغير في أطراف بلاد الحجرية على محمد بن أحمد بن الحسن صاحب المنصورة، وتغلبوا على بلادهم، فجهز إليهم ولده إسماعيل بجماعة من العسكر على جهة المغزى لهم، واستقر بحيس.
وفي سلخ ربيع الآخر منها مات حسين بن أحمد بن الحسن بمدينة تعز.
كان باقياً فيها من حال عوده من المشرق وبعد اجتماعه هو وصنوه محمد كما سبق ذكره، وتعاقد هو وإياه على اجتماع الكلمة فيما بينهم وحفظ بلادهم.
وكان قد لهم نية في المفاتحة للتغلب على بلاد علي بن المتوكل على ما روي وإثارة الفتنة، فلله الأمر، والله ألطف بعباده، فإنها لو ثارت فتنة فيما بينهم كانت مفسدة عظيمة، ودالة على المسلمين وخيمة، والله يصلح العباد والبلاد.
وكان ابن المتوكل شحن حصن جبل حَبّ وشد بعض أهله إليه للتحفظ، فلما حدث هذا طفت تلك الأمور، وكان قبر الحسين بن المهدي جنب الإمام إبراهيم بن تاج الدين ، الذي خارج تعز بالأجناد.
وفي خامس ربيع الثاني كان وقت تحويل سنة العام بدخول الشمس أول درجة برج الحمل والزهرة، والشمس وعطارد والمريخ في برج الحمل، بعد أن وقع قران المريخ والزهرة في آخر الشهر الماضي في برج الحمل، لكن القران قبل دخول الشمس برج الحمل، وزحل في آخر برج الأسد، والمشتري في السنبلة، والقمر في الثور، والذنب في الجدي، والله أعلم.
[92/أ] وفي آخر ربيع الثاني وصل جماعة من مشائخ يافع من أقارب ابن العفيف إلى حضرة محمد بن المهدي صاحب منصورة الدملوة، وكان وصولهم تعزية في صنوه حسين.
وفي هذه الأيام التقى صاحب المنصورة وصاحب جبلة علي بن المتوكل إلى حدود بلاد الدمنة بعد أن أرسل إليه بتعزية في صنوه من الغنم وغير ذلك، وتلاقوا هنالك، وطابت نفوسهما، واعتذر كل منهما فيما قد جرى بينهما من الحرب السابق الذي اتفق في تعز، بحيث قال علي بن المتوكل لمحمد: تعز لك، فلم يقبله منه وعاد كل إلى مستقره.
وأهل يافع ساقوا بعض الزكاة من الحب إلى قعطبة، وتغلبوا على بلادهم وقالوا: لا نريد والياً من غيرنا.
وفي النصف الأول من جمادى الأولى وصلت أخبار من الجهات السلطانية العثمانية الشامية المكية والرومية، فأخبروا أنه حصل بمكة قتال، وراح من الأشراف جماعة ومن غيرهم، وأن العساكر السلطانية كانت قصدت بلاد الفرنج، فلما شارفوا على بعض بلاد الفرنج حازوهم وخاطبوا في الصلح والدخول في الذمة وبذل المال والجزية، فهم في ذلك حتى وقع اختلاف بين الباشتين، فأحدهم قال: ما سلموه من المال وما قبض عليه من ديارهم يكون للسلطان؛ لأن القاعدة ذلك مع السلطان أنما سلم بغير سيف فهو لبيت المال، وما دخل بالسيف فهو للجند، فقال الباشا الآخر: ليس ذلك المال إلا للجند[92/ب] فأدى الاختلاف والنزاع إلى القتال بينهم. فلما رأتهم الفرنج كذلك صالوا عليهم، فقتلوا منهم كثيراً وهزموهم، وقيل إنهم فعلوا سراديب في البلد وملؤوها من البارود وخرجوا عنها، فدخلها عساكر السلطان، ثم اشعلوها فيهم، فهلك عالم من المسلمين، فأعاد السلطان العساكر إلى جهتهم ولعله قد ظفر بهم؛ لأن هذا الواقع كان آخر العام الماضي، والاستنهاض والرجوع عليهم في شهر الحجة من سنة أربع وتسعين وألف ، والله أعلم.
والفتنة بالهند مستمرة ما بين الرازبوت ومعهم ولد سلطان الهند؛ لأنه المخالف على أبيه، والمعين على الإسلام، ومستعين بالرازبوت من طوائف فرق النصارى؛ لأنهم أخواله، وصار مذهب هذا الولد ابن السلطان إلى مذهب الرافضة، وخرج عن مذهب أهل السنة وعن مذهب والده، فصارت فتنة عظيمة في الهند.
وفي شهر جمادى الأولى صعق السيد العارف محمد بن حسن الشرفي وهو في بيته بشهارة من بلاد الأهنوم منتظراً لصلاة المغرب، فمات من الصاعقة في الحال. وكان له ولاية وعمالة من حي المتوكل، واستمر عليها في نصف بلاد عذر.
وهربت الرهائن من مشائخ بلاد قيفة من حبس رداع على حسين بن حسن متوليهم إلى بلادهم.
[93/أ] وفي شهر جمادى الأخرى طلع علي بن المتوكل إلى عند صنوه المؤيد بالله إلى ضوران، وبقي أكثر أصحابه في اليمن الأسفل، وتقاصرت عليهم السبارات والأعداد بسبب رفع الضربة التي كانت لعلي، فسار البعض إلى صاحب المنصورة وفتح لهم العدد والسبار، وعند ذلك أرسل الذانبي من مقادمته إلى بلاد أبين لإخراج أصحاب ابن العفيف منه، فأخرجوهم بعد أن وقع حرب فيما بينهم. وأولاد أحمد بن الحسن المهدي زلجهم أخوهم من عنده إلى حضرة المؤيد، ولم يجعل لهم شيئاً من البلاد التي تحت يده بعد أن طالبوه، بل قال: الأمر إلى المؤيد، حتى زلجهم ثم حفظ البلاد. وأما محسن بن المهدي فإنه وصل من الغراس إلى ضوران وقُررت له الولاية في البلاد التي كانت لحسين بن المهدي، وهي بلاد بني الحارث وما إليها من بلاد همدان واليمانية ووصابين، ثم عاد إلى الغراس وذمَرْمَرْ، ثم إن علي بن المتوكل سار من ضوران إلى جهة بلاد يريم فسكنها.
وفي شهر رجب كتب مسمار أن زوجته التي كانت ببلاد يافع تزوجها ابن العفيف وهي زوجته فتحمل المؤيد، وقال: هذا منكر يجب النهي عنه وكتب في الحال إلى الأمراء وبني عمه بأنه يجب الارتحال إلى يافع لإزالة هذا، فبلغ يافع، فصاحوا في أسواقهم أن الرصَّاص واليافعي يد واحدة على الزيدي. وكان يافع قد اكتسبوا في هذه السنة من البنادق زيادة إلى ما معهم كثيراً، حتى من مدينة صنعاء وغيرها ما زالوا يشترونها[93/ب] ويتعاقدون أنهم يحفظون بلادهم. وعمل المؤيد هذا عجيب فإنه لا هو الذي تغافل عنها إلى طرف، ولا هو الذي قصدها وأجد في الإقدام والبذل للخزائن وتحريض الرجال، وعرف الطرق التي يصلح منها المداخل مثل الطرق الغربية ليافع لتكون المواد أقرب إليهم كطريق جبن وجحاف وأبين ولحج.
وفي يوم الخميس رابع وعشرين شهر رجب خرج من ضوران إلى معبر وهو متردد يقدم رجلاً إلى الجهات المشرقية ويؤخر أخرى، وبنو عمه في طرفي نقيض، والناس أقرب إلى الملل من دخول المشرق. أما العسكري فلعدم الوفاء، وما قد وقع معهم، وأما المغَوِّر فالغالب عليه الاعتذار لبعد المسافة، وما يحتاج إليه من الزاد والراحلة. وكان قد كتب اليافعي إلى المؤيد كتاباً فيه المعاهدة، وذكر له في جوابه عليه ما بلغه من الزواجة بزوجة مسمار فيقال: إنه إنما كان بعد طلاق مسمار، مع أن الشافعي مذهبه الفسخ للنكاح، إذا لم تحصل النفقة للزوج بالغَيبة بمسافة القصر لكنه للمغيبة، ومسمار غير.... فلا فسخ على مقتضى الشافعي الذي هو مذهب اليافعي، ولكنه ادعى الطلاق من زوجها الأول، والله أعلم.
[94/أ] وفي هذه المدة بالشهر الماضي مات السيد العارف حسين بن صلاح بداره بشهارة، وقبر فيها. وكان هو الحاكم بالشريعة والقاضي بها من مدة الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم إلى هذا التأريخ، وكان لا بأس به في القضاء والحكم على بصيرة. مما اتفق له أن رجلاً كان يدَّعي آخر عليه ديناً في ذمته فينكره ولا يعترف له بشيء، والقاضي يأمر المدعي بإحضار البينة فلا يجدها، وقال للقاضي إن هذا الدين لازم للمذكور، وكان إذا طالبه وحده اعترف به ولا ينكره، وإذا طالبه عند الناس أنكره وما عرف بعلاجه، فاحتال السيد وأمر عدلين من المعتبرين عنده، وقال له: أدخلهما بيتك، واجعلهما في كُمَة دارك، وأدخل الخصم وجابره واصنع له من الطعام ما تراه، ثم طالبه بالدين في المكان الذي يسمع منه العدلين ليأتوا لي بالحقيقة، ففعل ما أمره السيد وطالبه، فاعترف بذلك، وقال له: دينك المطلوب عندي وقدره كذا وكذا ولا مخالفة، فقال له: اجعل لي وضعاً في الدين فقال: أما هذا فلا[94/ب] والشاهدان يسمعان ذلك كله، ثم أخرجه من داره وخرج الشهود الذين خبأهم للسماع وطالبه عند القاضي، فأنكر وحلَّفه أيضاً، ثم جاء المدعي بذينك الشاهدين، فشهدا بالدين وما سمعاه من الاعتراف والإقرار على الصفة المذكورة، فحكم القاضي عليه بذلك وأمره بالتسليم والحبس حتى يوفي. فهذا من عجائب القضايا. وللسيد المذكور تفسير على القرآن جمع فيه تفاسير بعض الأئمة، فنقل من تفسير الهادي والإمام أبي الفتح الديلمي والحسين بن القاسم في جزئين.
وجاء جواب ابن العفيف صاحب يافع إلى المؤيد يذكر من جهة زوجة مسمار: بأنه صدر إليكم كتاب مسمار بطلاقها يطلعون عليه، ليعلموا أن النكاح إنما كان بعد ذلك، فأطلعه المؤيد على جماعة ممن يعرف خطه فقالوا: نعم هذا خطه وبعضهم توقف فيه، والله أعلم.