ولقد صالت الحجرية صولة عظيمة، ونهبوا ما نهبوا من القرى والأسواق والطرق، وتعدوا على نهب بعضهم بعضاً، فإن جبل حبشي قصدوا إلى سوق يفرس انتهبوه وانتهبوا بعض بيوته، ولم يحترموا حرمة الشيخ أحمد بن علوان وهم في بلده وحوطته، ولما حدث هذا الحادث بالحجرية وحوزتهم لصاحب المنصورة كتب المؤيد إلى فقهائهم، وخص ذلك بكتاب إلى الفقيه عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز المفتي صاحب تعز أن يعرفهم ما سبب هذا الخلاف ويسعى في الصلح والائتلاف، فقصدهم واستكشف خبرهم، وأجاب على المؤيد أنهم ينقمون في هذا الخلاف على صاحب المنصورة الجور في المطالب، وأنه طال بهم الصبر على ذلك حتى بلغت بهم القلوب الحناجر وأشرفوا على المعاطب، وأنهم يريدون الإنصاف وترك الاعتساف، وأنهم لما عرفوا عدم اجتماع الكلمة بينه وبين المؤيد أيسوا[75/ب] عن التأثير في الشكوى، وأنه لا يمكن المؤيد أن ينصف منه أو يعزله؛ لأنه دولة قائمة مستقلة بنفسها، فدافعوا عن أنفسهم وأموالهم، فمرادهم إزالة دولة صاحب المنصورة عنهم.

هذا مضمون جوابهم وأنهم يعلمون في المؤيد أنه لا يرتضي ذلك، لكنه عندهم معذور لعدم نفوذ الأمر لما هنالك. هذا وظهر على صاحب المنصورة التضرر من هذه الحوزة، وعدم ارتفاع شيء من المطالب المعهودة، وصار يستغيث إلى محمد بالغارة، ومحمد قد كان أمر أحمد بن المؤيد ومن معه حتى بلغوا إلى الجند، كما مر ذكره. فلما وصلوا إلى تلك الجهة وبلغ المؤيد جواب الحجرية وما ينقموه كتب إلى أحمد بن المؤيد أنه لا يفتك في الحجرية بحرب، وأنه يرد ما طمع عليهم منهم من الدمنة والشرمان، وأنه يسعى في الصلح والسداد لا غير ذلك، فسكنت الأمور في الحجرية بعض السكون، وتنفس صاحب المنصورة بعض النفس، وإن كان قد صار كالمسجون، وسلك في الطريق بعض من سلك على حذر، وصارت الأمور متراقدة بين البين. ولما علم التجار في اليمن الأعلا كصنعاء بهذه الأمور، لم تطمئن نفوسهم بالسفر إلى المخا؛ لأنه كان هذا الوقت وقت الموسم الهندي قد خرجت المراكب إلى المخا وبقوا منتظرين للتجار، فلم ينزل منهم أحد إلى الآن، ولم يطلع إلى صنعاء شيء من البز في هذا التأريخ، وارتفعت أسعار البز لانقطاع طريق المخا.

[76/أ] ولما كان حادي عشر شهر جمادى الأخرى وصل أحمد بن المؤيد إلى سوق الخميس ، خاطب إلى بلاد الحجرية أنهم يدخلوا في يده ويطلعوا صحبته إلى المنصورة ويصلح بينهم وبين محمد بن أحمد بن الحسن، فأجابوا أنهم يشرطون إزالة ولاية ابن المهدي أحمد بن الحسن عنهم أو خروجه من ديارهم أو رفع المطالب الجائرة عنهم، وكان ذلك كالمتعذر عند أحمد بن المؤيد وعند صاحب المنصورة ، فسار أحمد بن المؤيد بمن اجتمع معه من سنحان وغيرهم من الأهنوم ووادعة قدر ثلاثة آلاف، وخرج من الدمنة من طريق يسمى العروق شرقي المنصورة، وتلقاه كثير من أهل الحجرية في الطريق، فقتل في الطريق من الدمنة إلى المنصورة من أهل البلاد كثير، يقال: نحو الثلاثين، وكان الرجبي في مكان يسمى القعيد، قريب المنصورة حاكم عليها وعلى من فيها، فتلاقى الفتيان وحمل أصحاب أحمد بن المؤيد ومن انضاف إليهم من أصحاب صاحب المنصورة. وقتل من قبائل الحجرية وأصحاب الرجبي فوق المائة، وانهزم الرحبي وأصحابه، ودهم الناس الليل فدخلوا المنصورة، [76/ب] وانتهب الناس محطة الرحبي وخيامه ووطاقه، وقتل من أصحاب الدولة قدر خمسة عشر نفراً منهم ياقوت إسماعيل وغيره، وهذا الوطاق هو الذي كان انتهبه في الحرب الأول على المنصورة، كما سبق. ومحمد بن أحمد في المنصورة كان في حالة ركيكة من المحاصرة، فتنفس بذلك، وبات أحمد بن المؤيد عنده تلك الليلة، ولم يلبث فيها إلا يوم واحد، وخرج عنها إلى مكان يسمى القَدَسْ بيوت المشائخ بني مغلس، ثم تقدموا إلى بيوت الرجبي أخربوها وقطعوا أشجارها ورجعوا إلى قَدَسْ، ثم واجه إلى أحمد بعض بلاد الحجرية كالمقاطرة وأهل الأعروق والركب وبلاد اليوسفي . وتخلف عن المواجهة بلاد الأحمدي وأصحابه وغيرهم، ثم تقدم أصحاب أحمد بن المؤيد إلى بلاد الأحمدي أخربوا بيوت الشيخ وأصحابه واحرقوها بالنار، وطمعوا ما وجدوا من الغنم والبقر والإبل والأثاث، ثم رجعوا إلى قدس.

ثم لما كان إلى ثالث وعشرين شهر جمادى الأخرى خرج صاحب المنصورة بنفسه من بلده إلى بلاد ابن أنعم ، طمع أصحابه منها طماعات كثيرة، وقبضوا عشرة أنفار أسرى، وقتل خمسة منهم ثم رجع المنصورة. وأحمد بن المؤيد سكن في قدس ثم كان إلى آخر شهر جمادى الأخرى عادت الحجرية في الخلاف أجمع كالخلاف أول مرة من جبل صبر إلى البحر. وحازوا المنصورة ثانياً[77/أ] وخالفوا ما بينه وبين ابن المؤيد أحمد بن محمد بن القاسم. وكان قد تقالل عسكره لما سار بعضم بالأطماع من عنده ورجعوا بلادهم، وبعضهم سار مغاضباً من العسكر، لما أراد ابن المؤيد أن يقطع جامكية شهر في مقابل ما صار معهم من الأطماع، فقالوا: هذا لا يمكن ولا يعرف مع عسكر كل دولة أن يحسب عليهم الطمع، ثم إن بعض العسكر ما صار إليه شيء من الطمع، وبعضهم بعد خروجه من الدمنة مرضوا، فانتهز قبائل الحجرية الفرصة وخالفوا ثانياً. وكان ذلك أيضاً بسبب أن أحمد بن المؤيد أرسل بجماعة من المشائخ الذين قبض عليهم إلى عند صاحب المنصورة، فلما وصلوا إليه قتل بعضهم، وقَتْل الأسير حرام لا يجوز، مع أنه روى أن قد كان أمَّنهم أحمد بن المؤيد.
وعلى الجملة إن سيرة صاحب المنصورة عجيبة في ذلك، ولقد روى راوي أنه في الخلاف الأول وحوزته ومضايقته لما كان أهم بالخروج من المنصورة، إذا لم تحصل له الغارة من المؤيد محمد بن المتوكل أدخل جواريه في دار من دور المنصورة، وجعل تحته باروداً وقصباً، وقال: إذا دخل قبائل الحجرية[77/ب] عليه أحرق البارود ليهلك الجواري، لئلا تأسرهم قبائل الحجرية، فلما ظهر الخبر عند الجواري مات منهن من مات، لهذا الأمر العظيم.

قال الراوي وهو من الفقهاء: وهذا جهل مفرط من المذكور، وظلم بَيِّن على النفوس بغير حق، والأمر كما ذكره، فلا قوة إلا بالله العلي العظيم، ولهذا ونحوه ما زالت الفتنة ثائرة عليه في اليمن الأسفل، وما سد من خرق بدا غيره، فإن الخلاف ثائر هنالك. وكتب صاحب المنصورة إلى صنوه حسين بن أحمد بن الحسن وهو بيريم أن ينزل إليه، ويتقرب مغيراً عليه، فخرج من يريم من المحال أن بلاده تصلح له؛ لأن يده ضعيفة مع اجتماع كلمتهم عليه وتوسطه فيهم، وأما هذه الغوائر عليه فهم لا يدومون في البقاء حراساً عليه، فمتى رجعوا حصل الخلل عليه، وكيف؟ وهذا الخلاف ما انفصل مع سكونهم هنالك.
[78/أ] وفي خلال ذلك واجه ابن شعفل إلى علي بن المتوكل، ووصل إليه إلى قعطبة، واعتذر بأن بلاده صارت بلا دولة، والله أعلم.
والمؤيد محمد بن المتوكل كتب إلى عبد الله بن يحيى الذي تغلب على العدين بأنه يرفع بعض المطالب عن أهل العدين، ويرفع الضريبة التي ضربها بغير رأي منه. فلم يلتفت عبد الله إلى أمره ونهيه، فتغير المؤيد من ذلك، وقال: قد عزله، قول بلا عمل، وهو الذي أراد توليته وغرس شجرته هنالك، وإلا فما كان العدين إليه من أول، وعزل الأقران كقطع الشجرة بعد العروق التي سرت للشجر، فلو كان من أول الأمر لسهل عليه من غير تعب، وإنما كان لعبد الله هذا بلاد قعطبة كما سبق تأريخه، ولكنه الذي أراد المؤيد لهذا، وأثنى عليه ثم رجع إلى ذَمه، ولقد ضرب ضربة ما أحد ضربها في صغر البقش، بحيث جعل الخمس مثل البقشتين، فغيَّر الدراهم.

وفي هذا الشهر حبس المؤيد المنجمين الذين بصنعاء لما كثر منهم الخطأ والوعد للناس بالأكاذيب في أوقات، وأشهر يحدُّوها ولم يتفق منها شيء أصلاً، وتكرر منهم هذا المرة بعد المرة، وكثر منهم التخليط على الناس والتمويهات والتعاطي لما لا يحسنوه ولا يعرفوه. وهم: سليمان الديعري والمهلا وغيرهما ممن لا معرفة لهم إلا من باب التعاطي، وكذلك المموهين غيرهما المهتدي والإسنافي وغيرهم من المشعوذين بأعمال السحر من قلب العصا حية والورقة بقشة، ونحو ذلك، واغتر بهم الجهال.
[78/ب] وفي آخر جمادى الأخرى ترجح للسيد حمزة بن أحمد بن الحسن أن تسودن ، ودخل قبة والده بالغراس، وكتب إلى بني حشيش أنهم يصلون إليه لموجب البيعة له؛ لأنه بلغه أن المؤيد صاحب ضوران تنحى، فوصل إليه من استدعى وطلب البيعة فأنكر عليه القاضي عبد الواسع، وعلي بن حسين بن أحمد بن الحسن بن أخي المذكور، لأن الأمر في الغراس إليه باستنابة والده حسين بن أحمد بن الحسن، فعند ذلك لم يلتفت إليه أحد وأرادوا ربطه لمَّا سل السيف على القاضي عبدالواسع، وبقى في حالة جنون بعد ذلك، وخرج إلى السوق بسيفه وجنبيته، فقتل بغلة، ثم سكنوه، وقالوا له: إما سرت إلى ضوران وإلا سكنت عن هذا الأمر.

حالة عجيبة، مع أنه في سن التكليف، والشباب لا يحفظ من العلم باباً، ولا يعرف مسألة ولا خطاباً، فيا للعجب من ذلك! لو ادعى المملكة كان أستر له[79/أ]. وعند ذلك أرسل به ابن أخيه علي بن حسين بن المهدي النائب في الغراس عن أبيه وقبائل بني حشيش إلى المؤيد، فساروا به إلى ضوران بعد وصول رسول من المؤيد لمثل ذلك. واقترن به من العجائب أن رجلاً وصل إلى بلاد حراز خرج من اللحية، فلما وصل إلى حراز ادعى أنه من أولاد المتوكل إسماعيل بن القاسم، وأن اسمه أحمد بن المتوكل، وأنه استخطف من شهارة إلى بلاد الشام، وأنه يريد زيارة صنوه محمد بن المتوكل، فصدقه كثير من أهل حراز وأضافوه، فلما بلغ والي حراز وهو الفقيه أحمد بن محمد السلفي أرسل إليه أربعة عسكر، وقال لهم: انظروا هذا الرجل إن رأيتموه عليه سيماً وجلالة قبضتموه على الوجه الحسن، وإن كان على غير ذلك فعلى وجه الإكراه، فلما وصلوا إلى بيت الشيخ محمد السهلي وجدوه عنده في بيته، وقالوا: المذكور مطلوب إلى عند الوالي، فساروا به ووجدوه بباقي صاية وحزام بغير جنبية ولا سروال، معه مصري تهامي، فسألوه فأخبر بمثل ذلك، وكان وصل إلى السلفي كتاب منه بخط فقيه من أهل البلاد يذكر للسلفي أنه ولد المتوكل، وأنه سيصل إليه، وأنه يتأهب[79/ب] له، وعلامته أعلاه بخط الفقيه، فأما هو فلا يقرأ. فلما وصل إلى عند السلفي أخبر بمثل ذلك، وكان عند السلفي رجل وصل من المدينة المشرفة يعرفه، فقال له: أليس أنت الذي كنت في المدينة المشرفة؟ واسمك هناك إبراهيم، وكنت من أهل السوق هنالك والخدمة بأعمال الشربة والطعام، وأنت الذي كنت تصل إليَّ وأنا في المدينة بالشربة، فكيف قلبت اسمك أحمد بن المتوكل؟ فسكت ولم يدر ما يجيب عليه، فأمر السلفي بحبسه وحُبس بقيد في حبسه، فهذا من العجائب، وأدب السلفي الذين صدقوه في دعواه وكذلك الفقيه الكاتب له.

وبعد عزم حسين بن أحمد بن الحسن من يريم أمر المؤيد مكاتبة يحيى بن محمد أنه ينتقل من رداع إليه بأصحابه، فسار إليه، ومن العجائب أن جميع خلل اليمن الأسفل هذا وهذه الفتن صاحب المنصورة وحسين بن حسن هم الذين أثاروها، وباينوا محمد بن المتوكل، ولم يسيروا في أوامره، ثم لما اضطروا إليه رجعوا إلى طلب معونته، فأعانهم والله يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ والْعُدْوَانِ} .
مع أنهم فيما يريد منهم[80/أ] غير منقادين له، فالعجب من هذا التسخير! وما هو إلا لحكمة من الله، وإلا فكان الواجب عليه على مقتضى الطريق الشرعي أن يقول لهم: أنتم ما أجبتموني في أوامري، فلا أعينكم في شيء بل بينكم وبينهم، وهم يدعون عليكم ما يدعونه من الجور في السيرة، إلا أن ترتفعوا عن بلادهم وتزال جميع هذه الزوائد من المطالب، أو جعل واسطة بينهم وبينكم وليقبض ما رسمناه ويصل إليكم أعنَّاكم، وإلا فلا.

وفي شهر رجب وصل الخبر بأن جبل صبر استمكل خلافه مع الحجرية، وبلغ الخلاف إلى قاهرة تعز، فتحرك أحمد بن المؤيد من قدس إلى الزيلعي وبلاد يفرس، وجهز عيال أخيه إبراهيم بن حسين وعلي بن قاسم إلى حدود جبل حبشي، فوقع الحرب بعد أن كان أظهروا المواجهة. فلما اتفقوا حصل ما حصل من الحرب وراح من القبائل كثير ومن أصحاب الدولة نحو العشرة من غير المصاويب. وأصدق في القتال عبد الله بن أحمد أبو طالب، وباشر القتال وقتل منهم ودفعت فيه بنادقهم ومن بحضرته، فراح جماعة ووقعت رصاصة فيما بين حزامه وبطنه وحماه أجله. ووقع بعض الرصاص في بعض الخيل الذي معه فهلكت، وكان قد أخرج أهل جبل صبر واليهم الفقيه على السبارات، وهرب إلى تعز، واستولوا على خزائنه وما جمعه بعد حرب جرى بينهم، وقتل من الجانبين. ولما بلغ أهل جبل صبر نزول حسين بن أحمد بن الحسن من يريم للغارة واجهوا، وبلغ حسين بن أحمد بن الحسن إلى ذي أشرق ثم نزل إلى الزيلعي.
وفي غرة شهر شعبان بلغ الخبر أن حسن بن المتوكل خرج[80/ب] من اللحية إلى بيت الفقيه ثم إلى زبيد.
وفي ثالث شهر جمادى الأخرى مات القاضي العلامة: مهدي بن عبد الهادي الملقب الحسوسة الثلائي، وهو الحاكم بثلاء من مدة المؤيد بالله محمد بن القاسم، ثم دولة المتوكل إلى آخرها، ثم دولة أحمد بن الحسن إلى هذا التأريخ، وكان عارفاً بعلم الكلام على رأي المعتزلة، أخذ على والده فيه، وكان معه بثلاء في بيته ووطنه، رحمه الله.

وسلطان سمرقند الخارج في البحر لما وصل إلى مرسى المخا أرسل إلى السيد حسن الجرموزي متولي المخا بقدر ألف حرف ذهب، واستأذنه في الدخول إلى البندر، فأذن له، لكن يدخل بقدر مائة نفر، ويبقى أصحابه في المرسى، فدخل المذكور بمائة نفر بقي فيه نحو شهر ثم سافر بحراً إلى بلاده. وكان خروجه للحج براً من بلاد الشام ثم العراق، وحصل بينه وبين قبائل الحجاز حرب قتل منهم نحو الخمسين حال خروجه لما طالبوه في المجبى، فامتنع عن تسليمه، وكان سبب القتال بينه وبينهم.
[81/أ] وفي هذه الأيام بآخر شهر رجب منها أرسل علي بن المتوكل رسولاً إلى بلاد يافع وهو السيد قاسم بن أحمد بن لقمان بكتاب ووصاية، مضمونه: استدعاء تمام وعد الشيخ معوضة بن محمد بن معوضة العفيف بالوصول. فلما وصل السيد المذكور إلى الشيخ معوضة اليافعي أجاب بأن حقيقة القول الذي هو باني عليه، وتقديم تقريره قبل النزول إليه ترك بلاد يافع أجمع، وأنها تكون إليه وإلى من فيها من العقال بنظره، والواجبات مسلمة والخطبة والسكة للمؤيد ماضية، ولا سبيل إلى ولاية أحد، وكتب كتاباً إلى علي بن المتوكل بذلك، وأرسل الشيخ عبد الغفور بن شيبان الصوفي بذلك، فدخل علي بن المتوكل في ذلك، وبلغ شيبان إلى حضرة المؤيد بتقريره.
وفي هذه الأيام شهر شعبان وصل كثير من التجار الذين نزلوا من صنعاء أنهم لما بلغوا تعز تحققوا الأخبار من الحجرية والطريق فوافقوها مختلة، وأنهم يخشون على أموالهم وأنفسهم، فتحيروا هنالك. وأصحاب أحمد بن المؤيد سار كثير منهم ومرض من مرض منهم لما دخلوا الدمنة، لضعف هواها ووباها، وصادفوا أول أمطار الخريف في أوديتها.

75 / 94
ع
En
A+
A-