وأما البلاد اليافعية فإن كان مرادهم أنها لا ترجع إلا مع اجتماع الكلمة في اليمن لواحد، فنعم، لكن عيال المهدي غير محمد قد جعلهم ابن المتوكل أنصاره وأعضاده، وهم كما بلغ بواطنهم غير راضية بقتال صنوهم، فربما يختل مع ذلك أمرهم، ولا يتم النصح في قتاله ولا هو أن استولى عليه قهراً تم له النصح فيما قد خرج من البلاد المشرقية له، فالأمور منثورة، والله أعلم لمن تكون الغلبة.
ولعل هؤلاء كان السبب لهم في الاختلاف القياس على من مضى كالإمام المتوكل وصنوه أحمد بن القاسم فإنه جرى بينهما ما جرى وهما أخوان رحمان محرمان مما كان لا يظن أن يقع بينهما محجمة دم لقرابتهما وكبر سنهما، فلما وقع ذلك الاختلاف والاشتجار حتى أدى إلى الحرب والنزال ولم يسلِّم صنوه أحمد لأخيه إلا بالغلبة، ولكنه لما انحسم بسرعة لم يحصل بسببه من القبائل ما حصل في هذا الزمان الآخر[40/ب]. وكان اتفاق هذا في الزمن الآخر في سنين قاحطة وأسعار مرتفعة لم يكن مثلها مما سبق فيما كان جرى في الأيام الماضية، ولعل لهذا أسباباً وهو ما كثر في هذا الزمان من الجور من الولاة والزيادات في المطالب من غير مبالاة. ويقال: إنه ولىَّ أنو شروان عاملاً فأنفذ العامل إليه زيادة على الخراج ثلاثة آلاف درهم، فأمر أنو شروان بإعادة الزيادة إلى أصحابها وأمر بصلب العامل. وكل سلطان أخذ من الرعية شيئاً بالجور والغصب، وخزنه في خزائنه كان مثله كمثل رجل عمل أساس حائط ولم يصبر عليه حتى يجف، ثم أوقع البنيان عليه وهو رطب، فلم يبق الأساس ولا الحائط. وينبغي للسلطان أن يأخذ الذي يأخذه من الرعية بقدر وأن يهب ما يهبه بقدر؛ لأن لكل واحدٍ من هذين الأمرين حداً، ذكر هذا القضاعي في منهج السلوك، وقال أيضاً في التوراة: كل ظلم علمه السلطان من عماله فسكت عنه كان ذلك الظلم منسوباً إليه، وأُخذ به وعوقب عليه، وقال ازدشير : إذا كان الملك عاجزاً عن إصلاح

خواصه ومنعهم عن الظلم، فكيف يقدر على رد القوم إلى الصلاح، وقال الأحنف ابن قيس : شيئان لا تتم معهما حيلة إذا أقبل الأمر فليس للإدبار فيه حيلة، وإذا أدبر فليس للإقبال فيه حيلة، انتهى ما ذكره القضاعي، والله أعلم.
ولما اشتد الضرر لكثير من أهل مدينة تعز من أهل السوق والسماسر والجبارين خرجوا من تعز بأهلهم، وتركوا أعمالهم؛ لأنه صار أصحاب علي بن المتوكل يتدينون منهم، ولا يسلمون لهم القيمة بل يمطلونهم .
وفي نصف هذا الشهر دخل حسين بن أحمد بن الحسن من الغراس إلى صنعاء، وعرض عليه محمد بن المتوكل العزم إلى اليمن الأسفل، فأجاب بأن قد أرسل صنوه إسحاق ومن معه من العسكر، وعليه أعمال في بيوت والده بالغراس وحصن ذمرمر.

وفي هذه الأيام تلاحقت الكتب من حسين بن محمد بن أحمد بن القاسم من دمت يطلب جوامك العسكر، وأنه قد هرب جماعة لما تراخى عليهم العدد مع غلاء الأسعار، ومحمد بن المهدي صاحب المنصورة ما زالت المكاتبة بينه وبين صاحب صنعاء وهو يذكر فيه الشروط إن تمت سلَّم لمحمد صاحب صنعاء وإلا فهو باق على ما هو فيه لإزالتها. وهي: عزل علي بن المتوكل، وعزل السيد حسن الجرموزي والي المخا، ومنع ولاة بيت المال عن قبض محصولات الأوقاف، فلم يدخل له محمد صاحب صنعاء في شيء من هذا، وقال: إنما يكون مثل ذلك من بعد التسليم لنا، فتمانعوا، وما زالت الكتب دوارة، والرسل متلاحقة من صاحب صنعاء في الدعاء له وهو لا يجيب إلا بتمام الشروط أولاً، ثم كان آخر الجوابات منه أن قال: إذا قد بنيتم على عدم فعل شيء مما شرط عليكم كنتم على حالكم في البلاد التي قد أجابتكم ونحن على حالنا في البلاد التي تحت أيدينا[41/ب] ولنا النظر من بعد على ما اقتضاه نظرنا. فتغير محمد صاحب صنعاء من هذا الجواب الآخر، وطلب القضاة وغيرهم من الأعيان، وطلب مشورتهم، وكيف يكون الأمر في ذلك؟ فاختلفوا، فمنهم من أشار عليه بالتجهيز والمناجزة والمحاربة، ومنهم من لم يجب بنفي ولا إثبات، ومنهم من قال: يجعل له بلاده جميعاً التي كانت معه من أول وما زاد إليها من بلاد زبيد وبيت الفقيه ابن عجيل التي قد أثبت يده عليها وجميع بلاد المشرق، ويكون عهدتها عليه فيها، وهي بلاد يافع وبلاد ابن شعفل مع عدن، وهذا كله غير مطابق لمقصوده، فإن هذه البلاد قد صارت تحت يده من غير حاجة له إلى ولايته، وأما يافع فأهله قد تغلبوا عليه، ولا يد لأحد غيرههم عليه.

وفي هذه الأيام زاد محمد بن أحمد بن الحسن في رتب بلاده مثل بيت الفقيه ابن عجيل جعل فيه من الخيل والعسكر قريب ثلاثة آلاف فأكثر، وهرب إليه من أصحاب حسين بن محمد من دمت جماعة من العسكر، وما زال أمره يقوى، ورتب بلاد الدمنة لما بلغه تحرك حسين بن محمد بن أحمد بخروجه من دمت إلى بلاد الجند. وإسحاق بن المهدي[42/أ] صار في ذي أشْرَق بمن معه وصاروا متراكزين ومتقابلين، كل منهم يراعي الفتح من جانبه، مع أن أصحاب إسحاق بن المهدي من أصحاب والده قلوبهم مع محمد صاحب المنصورة، لإحسان والده عليهم، وكونه من عساكرهم وجميع أولاده، وإنما أعمالهم مع هذا توجيهات. ولذلك صرح لمحمد بن المتوكل مشائخ الرحبة وهمدان بأنهم معه إذا كان المراد دخول بلاد يافع، وإن كان مراده قصد محمد صاحب المنصورة فلا يمكنهم حربه، فإنهم أصحاب والده. وهم معهم، مع أن هذه الساعة شاقة على الناس، فبقي محمد هذه الأيام مضطرب أحواله، وكان قد كتب إلى صنوه حسن صاحب اللحية أنه يجمع العسكر معه، وكتب إلى حراز ينضمون إليه ويقصدون بيت الفقيه، فامتنع أكثر أهل حراز وهم الشافعية، مع أن قد صار في بيت الفقيه قوة، يقال: قريب مائتين من الخيل، ومن العسكر قدر ألف نفر[42/ب].
وفي هذه الأيام كان قد أرسل قاسم صاحب شهارة كاتبه وصهره السيد أحمد الشرفي إلى عند محمد بن المتوكل من أجل بلاد تهامة وزبيد التي كان جعلها إليه حال اتفاقهم بخمر، فلما بلغ القاسم أن محمد صاحب المنصورة رتبها بالعساكر علم تعذرها، فأرسل إلى السيد بعوده، وأنه قد استخار الله في طلبها.

وفي هذه المدة بأول شهر صفر وصل الشيخ ابن شعفل إلى حضرة محمد بن المهدي إلى المنصورة، لما رأى أصحاب حسين بن محمد بن أحمد قد أرادوا التوجه إلى بلاده، وقال لمحمد بن المهدي هو من أعوانه وأنصاره هو وجميع قبائله، فأمر أصحابه بحفظ أطراف بلادهم، واتفق حال خروج حسين بن محمد بن أحمد من دمت يوم الإثنين تاسع عشر شهر محرم، والطالع الحوت مع الذنب.
وفي هذه الأيام ذكر لي بعض خواص محمد بن المتوكل أن محمداً أودعه ما يكون الرأي في هذا الأمر، وأنه في حيرة في النظر، وأن محمد بن المهدي قال: لا يسلم الأمر إلا بتمام الشروط التي شرطها، وأن ابن المتوكل قال: يصلح ذلك لكن بعد تقديم تسليمه أولاً، فأجبت أن الرأي في هذا أحد أمرين، إما الدخول فيما شرطه أو تركه في بلاده على حاله، وأنه لا بد له من تلك البلاد التي ثبتت يده، سواء وقع بينهم المعاملة[43/أ] أم لا، فما ذاك الفائدة، بل إن سلَّم له فلا بد له من زيادة عليها.

وقد قال النجري في معياره وابن عبد السلام في قواعده: أن درء المفسدة أولى من جلب المصلحة، ثم إنهم أرحام وأقارب، فلا يكون هذا قطيعة فيما بينهم ، وقد نهى الله عنه ومع تباعد الديار ولم يفت شيء غير مجرد اللقب، والنظر في المصالح والمفاسد مقدم خصوصاً مع تباعد الديار. فقال هذا الواصل المستمد للرأي: لكن علي بن المتوكل لا يقدر على عزله صنوه إلا بفتنة، فأجبت عليه أنه إذا كان هكذا وجب عليه أن يتبرأ من أفعاله، إلا إذا دخل في أوامره، فإنه بالإجماع جارت سيرته باليمن، وجار أصحابه ولم يكن له كلمة نافذة على أصحابه، ولا رفع بشيء مما شكاهم إليه أهل بلاده ، فإنه إن لم يفعل ذلك كان مشاركاً في إثمه. ثم إنه يحتاج إلى التنبيه في أمور في بلاده العليا، منها: خراب كثير من أوقاف مساجدها وإهمالها وتصرف غير مستقيم فيها وجمع بعض محصولها لغير مصرفها وتضييق سكك صنعاء بإدخال مفاسحها للوقف وهو لا يجوز وليس للوقف استحقاقها بالإجماع، كما ذكره السبكي في كتابه معيد النعم ومبيد النقم وافتقاد مكاييل صنعاء، فإنه صار صانعها يزيد فيها في كل وقت مما يمحق أسعارها ويغيرها ويؤدي إلى الحرام المجمع لمن اقترض بالمكيال الأول وقضاه [43/ب]بالثاني بعد الزيادة فيه مما هو ربا حرام فيها، وأنه يفتقد تقارير الناس وإمرارهم على عوائدهم، وتنزيل الناس منازلهم، ورفع المظالم منهم لكي يحصل من الله الرحمة لهم، ففي الحديث: ((ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ))، وفي حديث آخر: ((لا توكي فيوكى عليك ))، ويقول تعالى: {إنَّ الله لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىَ يُغَيِّرُوا مَا بِأنْفُسِهِمْ } .

وأن المطالب في اليمن الأسفل قد زادت وكثرت، مع الطوارئ الزائدة، وعدم التوقف على الحدود الشرعية، بحيث أخبرني بعض أهل تلك الجهة: أن الذي يصير إلى الدولة فوق النصف، وهذا أمر عظيم غير معروف في السابقين الأولين في كلامٍٍ هذا محصوله، ولولا طلب المشورة ما كنت أذكره لما في الحديث عنه÷: ((من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه )).
وقول الشاعر:
لا تبادي بالرأي من قبل أن .... تسأل عنه ولو رأيت عوارا
أحمق الناس من أشار على النـ .... ـاس برأي قبل أن يستشارا
وأخبر الحجاج أن المسجد الحرام تم فيه ما أمر به السلطان من رصه جميعاً، وتصليح مناهله، وجر عين الزرقاء إلى خارج مكة على طريق جدة.
وفي شهر صفر ظهر من إبراهيم بن المهدي الميل إلى صنوه، وأنه صار يكاتبه ويصل إليه دراهمه، وأنه جهز جماعة من[44/أ] عسكره إلى حبيش لقبضه فمنع عنهم واليه السرى، ووقع بينهم طرف من المراكزة، فلم يتم دخولهم ، ورجعوا إلى يريم ثم تهيأ للنزول إلى بلاد المخادر، وكتب إلى واليها التأهب بما يحتاج إليه، فطلع جماعة من عسكر علي بن المتوكل إلى سمارة، لمنع المذكور عن النزول لما ظهر أنه يريد القبض على تلك الجهة، فترك عند ذلك.
وفي نصف شهر صفر ليلة خامس عشر خسفت القمر في الساعة السابعة ببرج السنبلة بالرأس، تغشاها الخسوف جميعاً بحمرة، وكان صاحب الخسوف زحل في ثانيه ببرج الأسد، وكان المريخ في المقابلة بالحوت مع الذنب، وهذا الخسوف قد كان ذكره صاحب التقويم المصري الخارج العام الماضي.
وكان بأول صفر وفاة السيد يحيى بن أحمد بن محمد العياني الحمزي المعروف بأحمد سيد بداره كوكبان، وأبوه وجده كانوا مع بني شمس الدين بن الإمام شرف الدين.
كان هذا السيد من الطلعة الأولة قد ناهز الثمانين السنة.

وفي هذه الأيام أرسل صاحب المنصورة محمد بن أحمد المهدي إلى بلاد يافع بأنهم يرسلون إليه جماعة من أصحابهم، فأجابوا أنهم حافظون بلادهم، فلا يتم خروج[44/ب] أحد منهم.
وفي يوم الأحد ثاني وعشرين شهر صفر منها وصل كتاب محمد بن أحمد من المنصورة مصدراً في باطن كتاب من صنوه إبراهيم الساكن بيريم إلى محمد بن المتوكل المؤيد يذكر أنه قد سلَّم له الأمر صيانة للمسلمين، لكن بالشروط التي قد بذلها، والمواضع التي قد وضعها.
وفي خلال ذلك انتهبت قعطبة النهبة الثانية، ووقع فيها معرة عظيمة وفعلة جسيمة، والناهب لها الشيخ الجلاد بأصحابه من أهل يافع، بسبب كتاب وصل إليهم من صاحب المنصورة بالغارة في معاونته والقصد إلى قعطبة.
وفي آخر شهر صفر عند استكمال ربيع الأول اجتمعت الكواكب الخمسة الشمس، والقمر، وعطارد، والزهرة، والمريخ، والذنب أيضاً في برج الحوت، دليل الأمطار الواسعة.
وفي هذه الأيام ثاني يوم من شهر ربيع الأول وصل جواب صاحب المنصورة إلى صاحب صنعاء بالتسليم، وأنه يأمر برفع المحاط التي صارت مقابلة له في الجَنَد وذي أشرق.
وفي غرة هذا الشهر توفي القاسم بن محمد بن المتوكل برداع، وكان أرسله والده أميراً على العسكر الذي أرسلهم إلى هنالك، وتفرق أكثر عسكره من رداع من أهل الحيمة وغيرهم، وتحدث حسين بن حسن عند أن بلغه تسليم ابن أخيه لمحمد صاحب صنعاء بأنه يريد دخول بلاد يافع، وأن المحاط تدخل معه، فبلغ يافع حديثه، فاجتمعوا وقالوا[45/أ]: نغزوا إلى رداع قبل أن يجتمعوا ويغزونا، وكتبوا إلى قيفة أنهم يأذنوا لهم بالمرور في بلادهم، فامتنعوا وقالوا: لا تدخل قبيلة على قبيلة. وبلغ محمد بن المتوكل ذلك؛ فخشى لا يحصل ما حصل، فكتب إلى محاط اليمن الذين كانوا حاطين على صاحب المنصورة بالطلوع إلى نواحي ذمار ورداع.
وفي هذه الأيام تفلَّس بعض البانيان وهرب وعليه ديون واسعة للمسلمين، ودخل في صورة يهودي متنكراً، وجاء طريق اللحية.

وفي يوم الاثنين ثالث عشر شهر ربيع الأول كان دخول الشمس أول درجة في الحمل، وزحل في الأسد، والمشتري في السرطان، والمريخ مع الذنب بالحوت ،والرأس بالسنبلة، والزهرة محترفة مع الشمس، وعطارد بالحمل والقمر في السنبلة، وسيكون قران الثقيلين زحل والمشتري في برج الأسد في آخر السنة، والله أعلم.
وإبراهيم بن المهدي قبض دفعة العدين لما وصلت يريم في الطريق، فتغير محمد بن المتوكل من ذلك تغيراً عظيماً، لأجل أخذه لها من غير إذن مع حاجته، واعتذر إبراهيم أنه احتاج ذلك لمن عنده من العسكر.
[45/ب] وفي هذه الأيام أمر محمد بن المتوكل بأن تكسر ضريبة صنوه علي بن المتوكل بتعز، وأنها لا تمر بصنعاء، فبقي الناس في حيرة من أجلها، ثم تراضى أكثرهم على قبولها وبعضهم لم يقبض شيئاً منها.

والمهدي صاحب برط المسمى محمد بن علي الغرباني من بني مكنَّى من سادة غربان، عاد من البحر بعد الحج والزيارة للنبي÷ فوصل مع جماعة حجاج من أشراف كوكبان، وسكن بكوكبان حتى يتوثق في الوثاقة في الدخول إلى بيت والده بصنعاء، وربما تيسر له من السبار ما يهوى، فترك المؤيد بن المتوكل جوابه، وأعرض عن خطابه وأيس المذكور عن المناصر لدعوته التي دعا بها بالبلاد البرطية، لما أصابها الجوع وارتحال جميع أهلها عنها وتفرقهم في البلاد والأنحاء للمعيشة؛ خرج منها وقصد الحج من طريق الخوخة . فوقع عليه في الطريق ما وقع من الانتهاب لحوائجه وكتبه، والترسيم من صاحب بيشة لما أظهر نفسه باللقب فيها، وتخلص بمشقة حتى دخل مكة وحج فرضه وزار، وخرج بحراً مع حجاج كوكبان[46/أ]، وكان في صحبته أولاد الأمير ناصر صاحب كوكبان، اضطر إلى مرافقتهم لانقطاع زاده، فلما وصل كوكبان أعاد ما كان طواه من الدعوى في سالف الزمان، وقال: هو الذي يصلح وفيه كمال العلم التام، فعند ذلك باحثه من بكوكبان من العلماء والأعيان في المسائل العلومية والأحكام، ، فحصروه في عدة مسائل وظهر لهم كمال قصوره. وكان أكثر من تصدى لمراجعته ومباحثته الفقيه العارف محمد بن حسن الحيمي في النحو وعلم الأصول والفقه، ورأى من المسائل والمناقشة ما حار فيه فهمه، وتبلدت معرفته وقريحته، وما ذاك منهم إلا لما رأوه يطلب البحث ويدعي العرفان، فمن جملة ما أحصر عنه: السؤال في فائدة قوله تعالى: {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا} .

69 / 94
ع
En
A+
A-