وجاء كتاب محمد بن المهدي إلى أخيه حسين وإخوته بالغراس يذكر لهم أنهم عجلوا في البيعة لمحمد بن المتوكل، وما كان يصلح منهم، وكيف ومحمد بن المتوكل لم يخرج إلى الغراس ويحضر في قبر والده، وغير هذا من المعاتبة.
وحاول محمد بن المهدي في قبض بندر المخا هذه الأيام، فصار السيد حسن الجرموزي يلين له في المكاتبة، ويرسل له بما طلب من المحصول من الدراهم والبز والماردة ، حتى كتب إلى محمد بن المتوكل بإرسال من يمنع إذا مراده يبقى البندر له. وكان قد أرسل بدراهم وصلت إلى زبيد قبضها حسن بن محمد بن أحمد بن الحسن الذي دخله، فانقطعت الطريق للمرفوع من البندر لبيت المال وللعسكر. ولم يتعرض لسائر الناس التجار وغيرهم ممن مر،[20/ب] فأرسل محمد بن المتوكل جماعة عسكر من طريق المحويت يخرجون إلى اللحية، ثم يركبون بحراً من اللحية إلى المخا زيادة للسيد حسن الجرموزي في البندر، فساروا إلى هنالك، وكتب محمد بن المهدي كتبه إلى سائر البلاد فمن وصلهم أكرمه الولاة وآنسوهم وأطعموهم وزلجوهم باللطف كبلاد ريمة ونحوها، وأثبت اليد محمد بن المهدي على زبيد وبيت الفقيه ابن عجيل وبلاد والده كعدن والدمنة، ولحج وذي السفال وبلاد المنصورة وشرعب وتلك الجهات جميعاً إلى باب تعز وإلى قعطبة. وفتح دار الضرب بالمنصورة، وفتح الأعداد، وأرسل لإخوته بالغراس شيئاً من الطعام لما بلغه تضررهم بقدر مائة حمل، وصار حسين بن المهدي يشتاط الطعام توافى من الأسواق.

وكان في سابع شهر شعبان اتفاق حسين بن حسن وعلي بن المتوكل لما نزل حسين بن حسن من يريم إلى قريب إب، بعد اضطراره إلى ذلك، وإجابة من ابن أخيه، وعاد إلى رداع وكتب إلى محمد بالاتفاق إلى نواحي ذمار، فسار محمد بن المتوكل يوم الاثنين حادي عشر شهر شعبان، وصار صحبته أحمد بن محمد بن حسين إلى زراجة ، وكان استقر فيها منتظراً لحسين بن حسن على وعده، فأجاب أنه يتقدم إلى مشهد الديلمي . وكان قد وصل القاضي جعفر الذي أرسله، [21/أ]بكتاب إلى محمد بن المهدي، ولم يحصل من محمد بن المهدي مطابقة له فيما طلبه أصلاً، بل كان عند وصول القاضي جعفر مشدداً، وبحيث أنه ما أجاب على محمد بن المتوكل كما روي. وأما جوابات أخوة محمد، وهو علي بن المتوكل، وحسن بن المتوكل فجاءت مطابقة لرأيه وأنهم من أعوانه، وإنما قاموا إذالم يقم هو وقام غيره، فاطمأن عليهم خاطره. وكذلك كتاب صاحب كوكبان مثل كلامهم، ولكن أما الخطبة فما تركوها إلا بعد اتفاق محمد وقاسم وعلي بن أحمد في خمر، كما سيأتي تأريخه إن شاء الله. وكلهم أقرب إلى محمد بن المتوكل بالمطابقة إلا محمد بن المهدي فيبعد منه له الموافقة، ويعسر عليه له المحاربة؛ لأن البلاد المحصلة قد صارت بين يديه، والعساكر صاروا ينجذبون إليه، لأجل العطاء والمال، والناس مع الدنيا كما قال الشاعر :
وإذا امرؤ ملك الدراهم أطلقت

شفتاه ألوان الكلام فقال
وتقدم الأقوام فاجتمعوا له

ورأيته بين الورى مختالا

ولما صل محمد بن المتوكل بعد خروجه من صنعاء إلى زراجة استقر فيها منتظراً لحسين بن حسن، فلم يبدو منه حركة، فكتب إليه محمد بن المتوكل أنه منتظره على وعده، فأجاب أنه يتقدم إلى مشهد الديلمي شرقي ذمار قريب[21/ب] رداع ويكون الإتفاق فيه، فتقدم المذكور إليه وهو غاصاً بريقه، باعثاً في الناظر من جهته إلى حيث ذكره ليزيل عذره، فسكن فيه أيضاً منتظراً بعض أيام، وشق بهم السكون في الخيام، والإنقطاع من جلب السبار والطعام.
وفي خلال ذلك نزل علي بن المتوكل من إب إلى تعز وأرسل حسين بن حسن عينة من أصحابه مع جماعة من أهل يافع إلى لحج وأبين للمحاربة عليه، وإخراج الرتب الذي في أبين والتي على باب تعز، فحصل الحرب بأبين وقتل من الجانبين من الرتبة التي فيه قيل: أربعة، وقيل: سبعة، وقيل: أكثر. ومن أصحاب حسين بن حسن مثلهم، وانتهب أصحاب حسين السوق وحرقوه وعادوا بلادهم، وانقطعت طريق أبين، وغلا السليط، بلغ الرطل بصنعاء إلى حرفين؛ لأن مداره وطلوعه من تلك الجهة.
ولما وصل محمد بن المؤيد إلى مشهد الديلمي وصل حسين بن حسن

وأما حرب تعز فإنه لما وصل علي تعز في رابع شهر شعبان جهز محمد بن المهدي زيادة للرتبة الذي منه خارج تعز بقدر ثلاثمائة أو أربعمائة، فوصلوا[22/أ] إلى ثعبات والتقاهم علي من تعز بعساكره جميعاً فاحتربوا واقتتلوا قتالاً شديداً بالبنادق أولاً ثم بالسيوف والرماح آخراً. وقتل من الجانبين حول أربعين، من أصحاب علي حول عشرين ومن الآخرين مثلهم، ومن جملتهم بيرق دار حق علي بن المتوكل، وأسر من لم يفر من أصحاب محمد بن المهدي كالسيد حسن بن محمد بن أحمد بن الحسن المؤيدي بعد أن قتل برمحه جماعة، وأسر ولد محمد بن المهدي المسمى إسماعيل وجماعة من الأعيان والرؤساء، وكانت وقعة عظيمة، واتفق حصولها بنصف شعبان وصباح خسوف القمر في برج الدلو، ووقعة أبين بلحج كذلك في ذلك اليوم والأسرى أولئك من أصحاب علي رسم عليهم بتعز إلا ولد محمد بن المهدي فزلجه إلى عند والده المنصورة، وكانت جملة الأسرى حول المائة من أصحاب محمد بن المهدي.

ومحمد بن المتوكل لما وصل إلى مشهد الديلمي انتظر وصول حسين بن حسن فوصل إليه، وفي خلاله وصل إليهم الحادث بتعز وأبين، فتغير خاطر محمد بن المتوكل وأرسل عبد الله بن أحمد بن القاسم والقاضي[22/ب] جباري للخوض في الإصلاح بينهم، فساروا ومعهم عينة من العسكر. ووصل عند ذلك كتاب من محمد بن المهدي إلى حسين بن حسن فيه كلام شديد، وتوعد له لما فعله بالحديد، ويذكر له أنه كيف انقلب في كلامه الأول الذي جرى منه بالذم لعلي بن المتوكل إلى المدح المنقاض لما جرى من قبل، وأن هذا من اتباع الهوى وقلة الدين، بكلام صليب، وخطاب عجيب، لم يدر حسين بن حسن فيه بما يجيب. وكان بعد ثلاثة أيام اجتمع بين حسين بن حسن ومحمد بن المتوكل الكلام بأنه تابع لما فعله قاسم صاحب شهارة، وأنه إن بايع محمداً فقد بايعه وإن بايع محمد لقاسم فقد وكله (يباعه) عنه. وبقي حسين على أصل دعواه واستقلاله وخطبته وافترقوا على هذا. [وقد كان علي بن أحمد يومئذٍ في خلال خروج محمد بن المتوكل من صنعاء قد خرج من صعدة إلى خمر، واجتمع بقاسم في وادعة، بعد أن كتب إليه بالإتفاق والمبايعة. فاستقر قاسم عند صنوه أحمد بوادعة وعلي بخمر ببيت والده، وكتبوا[23/أ] إلى محمد بالوصول للمناجزة، فتراخى محمد بمشهد الديلمي لتمام ما وقع بينه وبين حسين بن حسن وما اشتغل به من الحادث اليمني. فأهم علي بن أحمد بالوصول إلى الروضة وصنعاء، فكتب إليه حسين بن أحمد بن الحسن من الغراس بالتوقف حتى يصل محمد بن المتوكل؛ لأنه يحصل من أهل الجهة الصنعانية التشويش إلا أن يصل في جماعة مختصرة قدر العشرين أو العشرة فترك ذلك وبقي في خمر، وإن حصل تراخي فربما هو يأتي يتقدم إلى ثلا، فلما بلغ محمد بن المتوكل هذا بادر بالعود إلى صنعاء.

وعجب كثير من الناس في هذا الاختلاف وما وقع فيه وما قبله من الحروب وهم أقارب، وتعذر بينهم الائتلاف واتفاقه في وقت واحد، فإنه لما مات المؤيد بالله محمد بن القاسم وقع بين الأخوين أحمد وإسماعيل الحرب بخدار وبثلا وحوزة صنعاء في آخر شهر شعبان ورمضان] .
ولما مات المتوكل اتفقت الحرب بالصلبة وذيبين كذلك في آخر شعبان ورمضان، وتعقبه الحرب الكبير بشهارة، وكذلك هذا بعد موت الملك المهدي أحمد بن الحسن اتفقت بشعبان ورمضان.
ولما حدث ذلك الحادث بتعز وانكسر أصحابه إلى المنصورة وأسر من أسر منهم تغير محمد بن المهدي وطلب الرتب القريبة الذي بموزع وحيس، واستجاش بقبائل الحجرية، وقصد إلى جبل صبر فوق تعز. وكان قد فيه رتبة لعلي بن المتوكل، فيها النقيب ابن أمير الكلبيين ابن الأبيض، فوقع بينهم الحرب، فقتل من أصحاب علي خمسة ومثلهم من أصحاب ابن المهدي، ووقع الصلح في خلاله بسعاية عبد الله بن أحمد والقاضي جباري الذين أرسلهم محمد بن المتوكل حسبما سبق، فإنهم وصلوا حال هذه الوقعة وكانوا يريدون الفتح على تعز والتقرب منه وإزالة الرتب. وقد كان حط محمد بن المهدي بالزيلعي ، وكان أهل تعز غلقوا أبواب المدينة فعقد الصلح إلى بعد رمضان.

وأما محمد بن المتوكل فإنه لما عاد من مشهد الديلمي بعد اتفاقه بحسين بن حسن إلى صنعاء في آخر شعبان خرج يوم الاثنين ثالث رمضان إلى خمر، فكان أول استقراره ومحطته وخيامه في السِّنَتين ، ثم انتقل منها إلى خارج خمر فوق الغيل والتقى قاسم وعلي هنالك، وما زالوا يتفقون المرة بعد المرة من غير ثالث لهم[24/أ]. ولما رأوا محمداً قد بنى على ما هو فيه وكان قد تكررت الموافقة بينه وبين القاسم وعلي بن أحمد من غير حضور حاضر، ورأوا خلو ما بيد قاسم من الخزائن وضعف بلاد الأهنوم، وما قد جرى منهم من الميل إلى محمد بسبب ما بذل لهم من الذهب الأحمر والدراهم، فرأوا عند ذلك الإتفاق والتسليم لمحمد. فكان أول مسلم لمحمد علي بن أحمد، وصار مع محمد على قاسم كالمعين، فلم يسع القاسم إلا التسليم والاتفاق، وترك المحاربة والشقاق، فترك عند ذلك اللقب وطواه عن ذكره، ورجع إلى اسمه كما فعل لأحمد بن الحسن في أمسه. وطلب زيادة في البلاد، فجعل له محمد بلاد عذر وظليمة وبقية الشرف، وجعل له بيت الفقيه ابن عجيل بتهامة وبلاد زبيد، ولكن زبيد وبيت الفقيه ابن عجيل لم تكن تحت تصرفه، ولا جرى فيه أمره ونهيه، إذ قد المتولي عليها محمد بن أحمد ورتبها من عنده لولده حسن بن محمد، وبذل لعلي بن أحمد الذهب وجعل له جبل صبر في اليمن الأسفل، وهو أيضاً قد حكم عليه محمد بن أحمد بن الحسن قبل. وكان من جملة كلام محمد بن المتوكل للقاسم: أن هذا الأمر إن سلمناه لكم فأكثر هؤلاء الذين قد تبعونا لا يسلمون الأمر إليكم، بل هو الشرط الذي جرى من أولاد المهدي الذين بالغراس ومن معهم من العسكر وقبائل بني الحارث وهمدان، وأنه يكون سبب ذلك الاختلاف، فكان الاتفاق على هذا في يوم الاثنين سادس عشر شهر رمضان بخمر، وعاد القاسم إلى شهارة، وعلي بن أحمد إلى جهاته بلاد صعدة.

ولما بلغ صاحب كوكبان[24/ب] هذا الاجتماع خطب عنده بشبام وكوكبان لمحمد بن المتوكل وترك ما كان خطب لنفسه أولاً. ومحمد بن المتوكل سار إلى السودة استقر فيها بقية رمضان وعيد فيها.
وفي خلال هذا الاتفاق من محمد بقاسم خالفت بلاد يافع جميعاً وبلاد العولقي وبلاد الهيثمي على حسين بن حسن، وطردوا واليه منها، وقتلوا بعض أصحابه، وكان قد كاتبهم محمد بن أحمد صاحب المنصورة. وبقي حسين بن حسن في حيرة عظيمة من أجل خلافهم عليه، وتعذر تمكنه من القدرة وحده على قصده إليه، فبقي في بلاد رداع لا ينفذ له فيها أمر ولا نهي، وتعذر عليه ما كان تصوره من فتحه لبلاد أبين ولحج، وصار في رداع كالمحتار، واشتغل بمكاتبات إلى محمد بن المتوكل وغيره في المعونة له، مع أنه ما قد تم انخراطه في إجابة محمد ولا أزال عن اسمه لقبه، ومحمد يومئذٍ مشغول بالسداد بينه وبين صاحب شهارة.
والسعر هذه المدة في اليمن مرتفع، والوقت وقت الصراب آخر الخريف، بلغ القدح من البر إلى أربعة حروف، والشعير[25/أ] في حرفين إلى تسعين والذرة كذلك وتبلغ إلى مائة بقشة وثلاثة حروف، وفي صعدة القدح في خمسة حروف وأكثر، مع أن المكيال فيها افتر ، والسبب قل الأمطار في الخريف في أكثر بلاد اليمن، فالحكمة لله. والرطل السليط بلغ إلى سبعين بقشة والسمن مثله، وكثير من المشارق يدورون وظهر عليهم الجوع، فلله الأمر من قبل ومن بعد.

ولما حصل الخلاف على حسين بن حسن من البلاد التي كانت إليه جهز بضرورة جماعة من عسكره، فلما وصلوا أطرافها أقبلت عليهم القبائل بما لا قبل لهم بها، فأخذوا منهم مقتلة فوق العشرة ورجعوا مغلوبين، وصار أهل بلاده عليه متغلبين. ومن الأمور التي ظهرت فيها الحكمة في هذه التي قد جرت باليمن الأسفل من هذه القضايا بين حسين بن حسن، وبين علي ومحمد من الفتنة أن علياً لما جرى منه جرة اليد في بلاده وإهماله لأصحابه في الإضرار برعيته سلط الله عليه محمد بن المهدي، وحسين بن حسن لما جرت منه المغادرة واختلال النية سلط الله عليه إخلاف بلاده.
[25/ب] ومن الأمور التي ظهرت حكمتها في البلاد البرطية والسفيانية مما جرى منهم من التعدي في الطرق والقتول التي ما زالت بينهم في المغازي والنهب والتخويف والمحق المرة بعد المرة والكرة بعد الكرة، وما كان قد جروا عليه من الأحكام الطاغوتية والأمور المخالفة للشريعة المَرْضية، وما بذله الذين ظُلِمَوا عليهم من الدعاء فيما راح عليهم، انتقم الله منهم بالقحط والجوع الذي أصابهم وأخلى قراهم، فصارت بلاد برط خالية وتفرقوا في الأرض، ومات من مات منهم بالجوع في السهل والنجد وأكلوا الميتات، وحاقت بهم الحرامات والظلامات، فالله سبحانه يمهل الكافر على كفره ولا يمهل الظالم على ظلمه تعجيلاً لعقوبته في إضراره، ونسأل الله التوفيق وحسن الخاتمة.
وفي هذه الأيام عاد محمد بن أحمد من الزيلعي إلى المنصورة بعد عقد الهدنة بينه وبين علي بن المتوكل بواسطة عبد الله بن أحمد والقاضي جباري الذماري.

وفي هذه الأيام بشهر رمضان أرسل محمد بن المتوكل السيد حسن بن محمد بن حميد الدين يخوض في صلح محمد بإقطاعه من تلك البلاد ما يقوم به، فسار إليه. وكان محمد بن أحمد بن الحسن قد عين لإخوته الذين في الغراس جانباً من بلاد أبيهم، وأمر ولاتها بإرسال محصولها[26/أ] إليهم، فما رضوا بها. ولما جرى ما جرى من الخلاف وعرف حسين بن حسن عدم طاقته على استرجاعها كتب إلى حسين بن أحمد بن الحسن بالغارة، فأرسل حسين بن حسن بكتبه إلى محمد بن المتوكل إلى السودة، فقال محمد بن المتوكل: يتوقف في ذلك حتى يكتب إلى يافع، فكتب إليهم: أن إذا كان مرادكم بتحويل الوالي وأنه غير صالح وجائر في مطالبكم عُزل، وهو الفقيه الملقب مسمار الأهنومي ، وولي واحداً يكون واسطة بينكم وبين حسين بن حسن، وإن لم تطيعوا أمرنا جهزنا عليكم، وكتب إلى مسمار ينتظر الجواب.
وفي هذه الأيام أخبرني السيد محمد بن حسين الحوثي أنه كان أرسله المهدي قبيل وفاته بافتقاد أوقاف المساجد باليمن الأسفل، والتنبه عليها ويصف إقامتها.
قال: فطاف في مساجد مخلاف جعفر بنواحي جبلة أولاً ، قال: فوجد ما كان نظره من المساجد لأهل البلاد فهو مقام في الغاية بالفراش والمواجل وما يتبع ذلك، وما كان نظره إلى والي البلاد وجده مهملاً لا فراش فيه ولا إصلاح، قد شعثت عمارته وتعطلت الصلاة فيه لأهله، بل وجد بعض المساجد قد صار صبلاً .
قال: ونزل إلى المخلاف الأسفل بنواحي ذي السفال من بلاد المهدي أحمد بن الحسن فوجد الأمر كذلك، ما كان نظره إلى أهل البلاد فهو مقام، وما كان نظره إلى الوالي خراب، فهذا ما اطلع عليه، حسبما كان أمره المهدي.
[26/ب] وكذلك هذا جاري في اليمن الأعلى فإنا قد شاهدنا ما كان منها نظر وقفه إلى الوالي مهملاً، وما كان نظره إلى أهل البلاد مقاماً بالفراش والقضاض.

66 / 94
ع
En
A+
A-