[220/أ] وفي هذه المدة أخبرني بعض السادة من الهدوية أن رجلاً سأل الله أن يريه من أهل الفضل والكرامة ومن عنده الحق والخلافة بمكة، فترأى له في المنام أن أول من يلقاه بكرة ذلك اليوم فهو المطلوب، فرآه فسأله عن حاله، والآخر كذلك والرجل الذي طلب ذلك، ورآه في المنام ممن اعتقاده اعتقاد المعتزلة والهدوية، وذلك الرجل الذي رءاه لما سأله فتحاقره وأعرض عنه والهدوي كذك أعرض عنه. وقال: هذا ليس الغرض لما ترسم من مذهبه أنه لا يكون من وافقه، ثم سأل المرة الأخرى فرأى في المنام كذلك، فأصبح الصباح بالرجل الأول أول من لقاه، فلم يعجبه ثم الليلة الثالثة، فحرم الفائدة ولم يعترف بأن الحق مع ذلك الرجل أصلاً، والرجل ذلك كان من أهل السنة والحنفية أعني الذي طلب رؤيته من الحق في الاعتقاد معه، فلم يمكن الرائي أن يعتقد فيه ذلك أصلاً لمحبة المذهب، هكذا أخبرني السيد المذكور مع تعصبه وغلظته في مذهب المعتزلة، فذكرت هذا هنا لما فيه من الغرابة، [120/ب]. وما نعلم به أن الإنصاف يجب على كل مسلم، وأن الرجوع إلى السواد الأعظم هو الأولى لكل مسلم، لا سيما مذهب الأنبياء جميعاً عليهم السلام والصحابة والتابعين من السلف الصالحين.
وفي شهر القعدة اختطفت دهمة من برط قافلة في العمشية في الطريق الغربية في حد العصيمات حولي الفقم وحصل بينهم وبين العصيمات قتال، فراح من العصيمات ثلاثة قتلى منهم وجنايات في أهل القافلة من عذر، وانتهبوا القافلة وشارك برط في الطغيان بنو رُهم من سفيان، وذكروا أن المهدي ما سلَّم لهم إلا دون ما يعتادونه، وأنه نقص عليهم نحو ثلاثين خرقة من الكسوة.
واتفق هذه السنة أو التي بعدها أن فرحان لما وصل بلاد الحرامية طريق الحج أعطى بعض المعتاد لأهل الطريق، ثم مطل آخرون، وقال: لم يبق شيء عنده مما يعتادون مقابل المجبا، فكان إلى الليل وسرقت الحرامية أطراف المحطة، وانسل بعض مشائخهم إلى خيمة فرحان في صورة كلب يستر على بدنه بشعر على ظهره حتى دخل طرف الخيمة، فانتبه الحراس لذلك وقبضوه، فوجدوه رجلاً، فربطوه وساروا به معهم إلى عند الشريف بركات، فأمر بشنقه، وقد كان تفادوه بمال من فرحان، فقبض ذلك فرحان ولم يتم تخليته.
ولما اتفق ما اتفق في العمشية وتعدي نهم وبرط فيها وغزوهم إلى البراغشة أطراف بلاد عذر، أمر أحمد بن الحسن بالتبريز إليهم والخروج عليهم[221/أ]، وكان هذا التبريز في آخر شهر الحجة، وأظهر أن المراد السير إلى بلاد برط والعمشية.
وكان في هذه الأيام اجتمع جماعة من مشائخ بلاد خولان صعدة يطلبون والياً عليهم غير علي بن أحمد في بلادهم خاصة، فوعدهم بالنظر في أمرهم وعلم أن علي بن أحمد لا يطابقه إخراجهم عن يده، وأنه يكون سبب ذلك ثائرة فتنة من قبله، فلما طال عليهم البقاء ساروا بلادهم، وصارت بلاد الشام غير منتظمة لصاحب صعدة.
وفي هذه الأيام بأول شهر الحجة دخل المهدي صنعاء، وأمر بتسمير كنيسة اليهود بصنعاء وقبض ما حولها من البيوت المحصولة من اليهود لها، وأخرج اليهود من حوانيت سوق صنعاء وشدد عليهم في بيع أموالهم وبيوتهم وخروجهم، فباع القليل منهم ما باع من المنقولات واليسير من غير المنقولات، وقبض الحمَّام الذي لهم وشراه منهم، وصنوه شرف الدين الحسين بن الحسن، قال لليهود الذين لديه: أنتم على عادتكم لا تبيعون شيئاً من أموالكم، وقال: لا وجه لإخراجهم.
وخرج جماعة يسيرة من صنعاء من اليهود إلى بلاد ضوران.
وفي هذه الأيام نجع كثير من بلاد برط بأغنامهم، وداروا في الأرض[221/ب] للمعاش لخلو بلادهم وضعف أنجادهم، فمنهم من وصل إلى ضوران وجهران، وكلهم من ذي حسين من برط، والنَّهابة كانوا من ذي محمد من أصحاب صلاح بن كول، هذا والله أعلم.
وفي هذه الأيام أرسل المهدي جعفر الجرموزي والياً لبلاد العدين على عادته الأولة وكان قد سكن عنده قدر سنة، فزاد في قطفته في بلاد العدين قدر ألف حرف فكان كل شهر ثمانية آلاف، وأرجعه إليها وشرط عليه أنه لا يصل إليه شاكي منها. وكذلك ولىّ بلاد وصاب السيد صالح حيدرة الغرباني وعزل الفقيه عامر عنها لما زاد السيد قدر ألفين على ما كان أولاً منها، فإنه كان أولاً في زمان والده الحسن كل شهر ثلاثة آلاف كل شهر ، ثم زاد الفقيه عامر ألفاً، فكانت أربعة ثم زاد هذا الألف فكانت خمسة، وهذه القطفة في مقابل زكاة البن والأسواق وزكاة التتن، والمعونات ونحوها من المطالب. وأما الطعام فهو يقبض رأس السنة عند الثمر، وكان لو أنهم جعلوا ذلك بالأمانة، وأكدوا على العامل في عدم الخيانة كان هو أعدل ما حصل من قليل أو كثير فهو الواقع. فأما هذه القطفة فإنها ذريعة إلى زيادة الوالي، وقد تزيد الثمرة فتصير له، وما نقص فإنه يأخذها من الرعية، فتكون عليهم ظلماً بسبب ذلك، وسبب هذه الزيادات صغر هذه الضريبة التي ضربها أحمد بن الحسن، ولذلك طلع صرف القرش، فإنه الآن بأربعة حروف وأكثر. وكان في الزمان القديم صرفه بحرفين وكسور[222/أ] فحصلت الزيادة في هذه الدراهم على المدة الماضية بحول النصف ولذلك كان يبيع البن والبز الهندي بقروش على العادة لم تزد وإنما الزيادة بالنظر إلى صغر الضريبة، فمع ذلك الزيادة تحتملها البلاد، لكن دون هذه الزيادة التي جرت في هذه المدة بالنظر إلى صغر الدراهم وزيادة صرف القروش بسبب الضريبة، فإن الذي كان دفعته ثلاثة آلاف مثل العدين باليمن في مدة محمد بن الحسن عن ألف قرش والصرف بثلاثة حروف فكان
الزيادة إلى أربعة آلاف لما بلغ الصرف إلى أربعة حروف الآن نهاية الزيادة. فأما هذه الزيادة التي جعلت في آخر مدة المتوكل إلى سبعة آلاف، وزيادة الألف الثامن في دولة المهدي أحمد بن الحسن، فلا شك أنها زيادة بالنصف فيها جور، وكذلك غيره من سائر الجهات، والله يرحم المسلمين. ومحمد بن المتوكل كان شرع قي تخفيض المطالب حتى رفعها جميعاً غير الواجبات، فشكره أهل بلاده بالعدل، حتى قال بعض جهال الفقهاء من الشيعة: إن هذا فعله من المنكر بالتخفيف، فذكرت الحديث عنه÷ أنه قال: ((سيكون آخر الزمان المعروف منكراً والمنكر معروفاً )) فلا قوة إلا بالله، ولكنه لم يدم على ذلك بل أعادها. والمهدي أمر بإجرائها على عادتها، وما زاده الولاة في القطع قيل منهم، فلا قوة إلا بالله.
وهذه الدراهم التي تؤخذ في مقابل زكاة الأبنان ، وسائر المطالب والأسواق.
ودخلت سنة تسعين وألف
استهلت بالأحد، وجاءت الأخبار من الجهات المكية والبلاد الشامية في سابع الشهر المذكور، فرأيت كتاباً كتبه بمحروس منى يقول فيه: إن الحج كان هذا العام قوياً والركب كثيراً. وكان الحج المصري والشامي متوفراً، وكذا العراقي مجتمعاً، وأن جملة الأمراء قدر أربعة وعشرين أميراً، وأن اليماني حجاجه أيضاً كان واسعاً، وأن المحطة بلغت للجميع إلى وادي محسر وجمرة العقبة، والأسعار مع الكثرة رخية، الكيلة بستة كبار، وأن في عسكر الشامي زيادة على العادة، الخيل كانت قدر ألف مع الأمير الشامي من غير العسكر، وأما الأمير المصري فعادته، وأمير الشامي يسمى خليل، وكان الأوامر في مكة له حال دخوله لا للشريف. جاءوا بحرامية إليه فأمر بقطع رؤوسهم لديه، وكانت هذه الزيادة لأجل الأوهام التي قد بلغتهم في سابق الأيام، ورجع الشريف من الحجاز داخلاً مكة بعد أن سكن فيه قدر سنة متردداً فيه وفي المدينة، وزادوا في رتب العراق وتلك الأفاق لما بلغهم أن العماني في العام الماضي حكم على بعض تلك البلاد التي بين عمان والإحساء؛ ولأجل لا يحصل من اليمن خلل، أو من غيره من بلاد العجم، وجاءت الأخبار بأن عساكر السلطان استفتحت بعض الجهات في أطراف بلاد الفرنج وهزموهم وكسروا شوكتهم.
وأمر الملك المهدي الولاة الذين كانوا عنده بالعود إلى بلادهم كبني الجرموزي وغيرهم.
وفي نصف محرم توفي القاضي العارف العلامة صالح بن محمد العياني[223/أ] العنسي، وكان المذكور عارفاً بأصول الفقه والعربية، أديباً محاضراً، صاحب أخلاق حسنة، وكانت قراءته على جماعة من العلماء مثل عمه أحمد بن صالح، والفقيه العارف عبد الرحمن بن محمد الحيمي وغيرهما ورحل إلى مكة، فسمع صحيح البخاري والموطأ وأكثر صحيح مسلم على الشيخ محمد بن علي علان الشافعي المكي، وسمعت عليه صحيح مسلم قراءة ضبط وإتقان وتصحيح مع إنجار في الشروح والغريب وعرفان، ثم أجازني في جميع مروياته ومستجازاته التي من الشيخ ابن علان بإسناده إلى الشيخ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، وكان يحب السنة ويميل إليها ويعتمد عليها ويحب مذاكرتها وقرائتها. وكان قد أخذ على شرف الإسلام الحسين بن القاسم وعلى السيد محمد بن عز الدين المفتي، وكان كثير المذاكرة لأهل العلم منبسطاً متواضعاً أديباً، وقبر بخزيمة غربي صنعاء.
وفي هذه الأيام انكسرت جلبة فيها حجاج وبضاعة، فغرقت بمن فيها في باب جدة، وكان قد خرج البعض منها ثم تبعها جلبة أخرى انكسرت حال خروجها منها فيها أيضاً بضائع الشام وجماعة حجاج هلكوا فيها.
وفي آخر شهر محرم وصل خبر بأنه ظهر جلبة قريب المخا[223/ب] ووصل عندها كتب من صاحب عدن والمخا يخبرون أن في البحر جلاب من عمان في باب المندب، يريدون قطع الطريق للموسم، وأنهم ما زالوا يكثرون حتى بلغت جلابهم إلى فوق العشر، فقال المهدي: العسكر الذي بتهامة والبنادر، فيهم كفاية لحفظ البنادر لا سيما المخا لسهولته، وأما البحر فلا طاقة لهم به، فوصل من أول المراكب الهندية بعضها، فمنها ما قبضوه ورسموا عليه ومنها ما رجع من البحر قبل وصوله، ومنها ما دخل المخا ببذل مال لهم، وارتفع ثمن البز بسبب ذلك، ولم تخرج الأعبي الحساوي معهم من طريق البحر العماني الفارسي؛ لأجل ما قد جرى معهم في السنين الماضية من ذهاب أموالهم من الفرنج بسببهم ومنهم، فلم يخرج هذه السنة من الحسا أحد من طريقهم، وصاروا ساكنين في باب المندب، مانعين جميع شهر صفر ربيع الأول والثاني.
واتفق في العمشية انتهاب لقافلة[224/أ]، وكان الناهب لها من بلاد وايلة وبلاد شاكر ، واتفق معها أن العصيمات غزوا إلى بلاد سفيان فقتلوا منهم أربعة وانتهبوا منهم غنماً عوض ما جرى منهم من قتل أصحابهم في النهبة السابقة. والمهدي مر عنده جماعة من برط من ذي حسين كانوا ناجعين في بلاد ضوران وجهران بغنمهم لخُلف بلادهم، فأمر بقبضها عليهم وحبسهم ثم اطلقهم بعد أن قالوا له: ليس النهبة السابقة في العمشية منهم وإنما هي من ذي محمد.
ووصلت كتب من صاحب صعدة علي بن أحمد فيها كلام يائس يقول فيها: بيننا وبينكم شروط ما تمت ومعونة دراهم تبذلونها ما وصلت، فإذا اختلت الشروط اختل المشروط، وكتب أحمد بن الحسن إلى برط بوصول الفاعلين للنهبة السابقة أو الوصول بالسيد محمد الغرباني الذي عندهم؛ لأنه ربما السبب في إغرائهم وأنه منتظر لتأديبهم إن وصلوا، وإلا تقدم عليهم.
وفي ثاني عشر شهر صفر وصل الزوار وأخبروا بأمطار في الحجاز حصلت بأول الصيف قوية غزيرة، وسيول كثيرة شديدة، بحيث حملت طائفة من الحجاج بوادي الصفراء، وانقطعوا[224/ب] عن دخول المدينة بسبب سيل وادي قبا ، وخرب في المدينة بعض بيوتها لقوة المطر النازل فيها، وصل السيل من جبال الطائف؛ لأنه ينزل إلى المدينة، كما ذكره السمهودي في خلاصة الوفاء بدار المصطفى÷.
وأرسل أحمد بن الحسن خطيب صنعاء إلى صنوه الحسين بن الحسن إلى رداع يستدعيه فاعتذر، وكان بذل له الشحر، والشحر صار بعيداً، ومع خروج العماني قد محق طرقه ومصالحه، بل قد قيل: إنه استولى عليه، وأن صاحبه وادعه وصالحه.
وفي ثالث عشر شهر صفر منها كان تحويل الشمس ودخولها أول درجة في الحمل، وفيه الزهرة وعطارد، وزحل في الجوزاء، والمريخ في السنبلة، والمشتري في الحوت والجوزهر في الثور، والقمر في السنبلة.
وفي هذا الشهر دخل إلى جبل ضوران بعض السادات وزار مشهد المتوكل إسماعيل بن القاسم، وقال: إنه يريد الخلافة فأمره أهل الجبل والأمير فرحان بأنه يترك مثل هذا الكلام، ويرجع إلى حيث يريد، ويخرج من الحصن لئلا يكون عليه الملام، فسار إلى وادي الحيرة تحت ضوران، وأظهر لجماعة من الحاضرين عصا طرحها الأرض ثم أمرهم بحملها فلم يقدروا على ذلك، فلما عجزوا حملها بيده، ولا يخفاك التباس الكرامة بالمخرقة والسحر، وأنه لا بد من الخبرة للرجل الذي يظهر عليه ذلك، فإن كان صالحاً يأتي بالواجبات الشرعية فهي كرامة، وإلا كانت[225/أ] استدراجاً وبلوى، فمثل هذا العصا يمكن الاستعانة بالجن في رَزْم العصا حتى لا ينزعها أحد غير ذلك الرجل الذي له اتصال بهم، فإن الساحر يتصل بمردتهم فهو ممكن من غير الولي. كما اختبر حال سيد يقال له: السيد علي بن الجلال، من آل الجلال السادة ببلاد صعدة، فإنه يظهر على يديه من المخاريق كثير من جملة ذلك أنه أعطى شاش فحرقه وقطعه ثم جمعه في يده وفحسه ثم مده فإذا هو على حاله، فهذا من السحر ممكن؛ لأن المذكور كان لا يصلي في كثير من أيامه، شاهده كثير من الناس، فهو يكون من القلب لعينه كما يفعله السحرة بالتخييل، ثم يعود إلى أصله بعد، أو بإبداله من الجان بغيره وهم لا يرونه، فيدوم هذا المبدل إلى أن يبلى دون الأول.
وقد تقدم ذكر شيء من حكاياته فمثل هذا يجري من السحرة أو الممخرقين، مثل الذي يجري مع الأولياء الصالحين، غير أن الصالحين يختصون بمزيد ما لا يدركه الساحر بسحره مثل إقامة المقعد على حاله ودوامه وإبراء الأكمه والأبرص والأعمى، كما كان لعيسى عليه السلام وغيره من الأنبياء عليهم السلام.
[225/ب] وفي العشر الآخرة من هذا الشهر توفي يحيى بن حسين بن المؤيد بالله محمد بن القاسم بعد عوده من الحج بجهة شهارة، وكان المذكور له بعض معرفة بعلم النحو، وكان جارودياً في عقيدته، متحاملاً على الصحابة رضي الله عنهم، غالياً في الرفض لهم، محترقاً داعية، وكان جماعاً لكتب المثالب فيهم، مطرحاً لكتب المناقب، مبالغاً في إحصاء عثراتهم، معرضاً عن فضائلهم، آخذاً للمثالب من كتب الرافضة والكذابين مثل كتاب (المناقب والمثالب) لأبي حنيفة محمد بن النعمان الرافضي الإسماعيلي العبيدي قاضي العبيدية الذي كان بمصر أيام العبيدية، وهو من الرافضة الباطنية، ومن كتب غيره من الرافضة، وكان يطعن في مذهب الهدوية والمعتزلة وأهل السنة وينتصر للإمامية، ويدَّعي أن زيد بن علي رحمه الله كان رافضياً سباباً للصحابة، وحاشاه من ذلك، فإنه متواتر عنه خلافه، بل كان بسببه رفض الرافضة له وترك بيعته؛ لأنهم كانوا طالبوه بالكوفة لما وصل إليها أن يتبرأ من المشائخ، فامتنع وأملى فيهم حديث الرافضة المشهور، وهذا ظاهر عنه في جميع كتبه[226/أ] -رحمه الله- وفي التواريخ لا يمكن رده، وطمس من مجموع الفقه الكبير له بعض مسائله مثل: مسألة إمامة قريش وما ذكره في الأصول وذمه للقدرية وإثبات المشيئة لله وغير ذلك، فلا قوة إلا بالله.
ودخل بآخر صفر جماعة من عُمان الذين في البحر إلى ساحل العَارَة والعمارة بها بين المخا وعدن، انتهبوا منها بعض المواشي وهربوا بها البحر وباب المندب.
وفي هذا الشهر توفي السيد العارف عبد الله بن محمد الكبسي في البحر، خارج جدة حال عوده من الزيارة للنبي÷ فأرسب في البحر، وكان قد نوى الإقامة بمكة والمدينة، فلما عرض له ذلك المرض لم يتم له ما نواه وما كان عليه عزم.