وجاء خبر آخر أن الحرب بالأهنوم شديد، استمر من الأبرق بظليمة إلى نجد بني حمرة، وأوله كان بالأبرق علي بن إبراهيم بن حسين ومن معه، وأن بعض ظليمة اختلت بعد المواجهة، وقاتلوا مع أصحاب القاسم في جملة المقاتلة، وبرق عليهم من الأبرق وحوادثه، ثم استولى عليه ومن معه بالقتل والأسر، لم ينجل إلا بقتول كثيرة من الجانبين، وأن بعضهم هلك بالحجارة وبعضهم فقد خبره، وكانت حادثة عظيمة، ثم لما تقدم أحمد بن الحسن من سوق الثلوث طالعاً إلى الأهنوم عاطفاً رموا عليه من القرى فوق الطريق، فأمر بخرابها وانتهابها، وخربت قرى في سَيْرَان ونحوها وحرقوها بالنار، وأنها حصلت معرة عظيمة في الأهنوم، ومن النساء من هرب حاجاً ، ومنهن من راح في الحِيْود ، وانتهب مع ذلك ما في تلك البيوت، وكذلك سلاح المحاربين الحاضرين، ثم انعطف راجعاً بعد هذه العملة إلى محطته بحاشف، وقد انجلت على قتول كثيرة.
ولما حصل ذلك الحادث، وشاهده القاسم من شهارة وما جرى من ذلك الأمر الكادث، وأسر إبراهيم[178/أ] بن حسين وجماعة من أعيانه جاء كتابه وأحمد بن المتوكل بأنهم لا يخالفونه كما قال أبو تمام:
السيف أنطق أنباءاً من الكتب

في حده الحد بين اللهو واللعب

ووصل الأسرى إلى صنعاء معهم السيد صالح عقبات، وفيهم السيد إبراهيم بن حسين وفقيه من بني الأكوع، ومن الأهنوم جملتهم أربعة عشر نفراً من مشائخهم، وخرج عامة أهل صنعاء للتفرجة عليهم، خرج أولهم إلى أن بلغ الحصبة ، والطرق ممتلئة، فجنبوا بهم إلى الجراف للعشاء والتغليس لدخول صنعاء خشية من كثرة المتفرجين، فكان دخولهم وقت العشاء، ولم يترك الكثير من أهل صنعاء التفرجة من الصغار والكبار، واجتمع في ضوء القمر للتفرجة خلق كثير وصاح عليهم الصبيان بالأصوات والتنصيرات والصولات، حتى دخلوا بهم قصر صنعاء على تلك الحالات، وكان الصبيان يقولون لرئيسهم: أين جيت بعقلك؟ وبقو تحت الترسيم.
وجاء خبر أن القاسم استدعى السيد زيد بن علي جحاف للوثاقة والشروط بينه وبين المهدي أحمد بن الحسن وإلاكادة، فطلع[178/ب] المذكور إليه، وأمر عند ذلك بارتفاع رتب بلاد حجة وكحلان، وكانت هذه القضية رادعة لأهل شهارة والأهنوم، لم يصدقوا بحقيقتها حتى رأوها مشاهدة؛ لأنهم أهل غباوة مشهورة لا ينظرون في العاقبة، ولا يعرفون الأمور الغالبة، فما صدقوا لأجل غباوتهم حتى شاهدوا ذلك بأعيانهم وأبصارهم، فكان حالهم وحال القاسم كما قال ابن المقرب:
علام تجشم الأهوال فرداً
تغير البيداء أو لجج البحار

آمالاً تحاول أم علواً

هديت أم اجتواء للديار

وأما أهل شهارة فإنهم مع ذلك أقاسوا على الإمام القاسم بن محمد بن علي، والإمام القاسم ما قام تلك المدة إلا بملاحم معزَّوة إلى علي من منقولات الجفر وغيرها، مما ليس عنده يخفى.
وأما عمل هذا القاسم فإنه مخالف للملاحم، فإن المعروف في المنقولات الجفرية أن المُلك يصير بعد المتوكل إلى أحمد بن الحسن، والأمور السابقة في علم الله لا تنقلب جهلاً ولا خلفاً، فلله الأمر من قبل ومن بعد، له الملك يعطيه من يشاء، [179/أ] وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وجاء خبر آخر فيه تحقيق أن الحرب كان يوم الخميس خامس شهر صفر، وأن القاسم كان قد أمر الأهنوم وظليمة وسائر القبائل أنهم يقطعون الميرة إلى محطة أحمد بن الحسن بالمرة، وأنهم يمتنعون عن إيصال شيء من المصالح إلى المحطة الأحمدية من علف وطعام وحطب وغير ذلك، قال: فمنعوا ذلك كما أمرهم القاسم، وتقرب إبراهيم بمن جمعه من قبائل الأهنوم وأهل شهارة وظليمة إلى جبل الأبرق المطل على سوق الثلوث، وهو من بلاد ظليمة وحد الأهنوم.
فلما خرج أحمد بن الحسن وأصحابه وأجناده إلى حدود أسفال ذلك الجبل رموهم بالبنادق البالغة من أعلاه حتى وقع بعضها بين أيدي أحمد بن الحسن، فأمر أجناده عند ذلك بالحرب، فطلع عليهم[179/ب] همدان وبنو الحارث حملة رجل واحد وترَّسوا بالشِمَال في أيديهم اليسار، ولم يبالوا بالبنادق حتى بلغوا رأس الجبل وأعلاه، واقتتلوا بالسيوف والسلاح ضرباً وأسراً، وحرقوا بيوت قرى الأبرق بالنيران، وخربوها ونهبوها واستولوا عليها عنوة وملكوها، وأسروا إبراهيم بن حسين ومشائخ الأهنوم وظليمة فيها، وكان القتل كثيراً، والقليل من أصحاب المهدي قيل: حول ثمانية، وأما من أولئك فجماعة كثيرة، قيل: نحو خمسين، وقيل: أكثر، وكانت هذه الحملة لبني الحارث وهمدان أعظم نجدة، وكل ذلك لما بلغهم أن الأهنوم قالت أنهم غير شيء، وأنهم من القصَّابين استحقاراً لهم واستخفافاً بجنابهم، واستكباراً عليهم وعُجباً والعجب[180/أ] مهلك والكبر مردي مربك.
قال الراوي: ممن كان حاضراً في تلك النواحي: أنهم قد جمعوا كثيراً من الجمع في ذلك الجبل وجهدو بغاية مقدورهم، ولله الأمر من قبل ومن بعد، والملك ملكه يعطيه من يشاء من خلقه.
والمهدي أحمد بن الحسن حال الحرب عطف من طريق وادي رجم، ثم أنفذ الجيوش في تلك الطريق حتى بلغوا إلى نجد بني حمرة، ووقع بعض مراماة من تلك القرى والجبال، كانت سبباً لخراب القرى التي صدرت منهم الاعتداء.

ووصل خبر يوم الخميس الثاني ثاني عشر شهر صفر إلى صنعاء بكتاب من أحمد بن المتوكل إلى أخيه محمد يذكر فيه: أنه صدر والقاسم قد استخار الله وبنى على تسليم الأمر إلى أحمد بن الحسن وأنه في نية النزول إليه يوم الإثنين، وأنه لم يبق إلى جنابه أحد مائل حتى أهل شهارة، هذا خبره.
[180/ب] ففرح الناس بسكون هذه الفتن المضلة، والأحوال المشتتة المتعبة، والمنازعة المفشلة التي نهى الله عنها.
والله يجمع كلمة المسلمين على الصلاح.
والسيد محمد بن حسن بن حميد الدين الذي أرسله محمد بن الإمام إلى حضرة الحسين بن الحسن وإلى حضرة علي بن المتوكل وصل وأصلح أمرهما، وتدارك به ما قد كان حصل من الخلل معهما، وما كان أشفوا عليه من الأمر العظيم الذي هو عين الغرر، فإنه ذكر أن حسين بن الحسن وعلي بن المتوكل كانا قد بنيا وأزمعا وتواطيا على إعلان الخطبة للقاسم صاحب شهارة في رداع وذمار، من غير مخالفة في تلك الجمعة الآتية، فأنسد بوصول السيد محمد بن حسن بن حميد الدين ذلك الأمر الذي كان أرادوه وبنوا عليه ونووه، وتراجعوا عنه وأضربوا فيه.
فلو كان حصل منهما لكانت فتنة عظيمة، وفعلة جسيمة ضارة للمسلمين قاطعة للطريق اليمنية عن المصالح إلى صنعاء بالكلية[181/أ] مفرقة للمسلمين، مقوية للفتنة، موجبة لطولها ما حقه على صغيرها وكبيرها، فوقى الله شرها بتدارك أمرها قبل حصولها؛ لأن تلك البلاد لو تم ذلك المراد رفعت القبائل رؤوسها، وتقوت به البلاد الشهارية، وهاجت بسببها الفتنة النجدية، ولكن الله لطيف بعباده، والملك لا بد أن يكون لمن يشاء الله وأراده، فما شاء كان وما لم يشاء لم يكن.

وقد حصر ما راح هذه السنة والتي قبلها في الصلبة وذيبين وهذه في ظليمة والأهنوم قدر مائتين نفس، بل قد قيل أكثر من ذلك لا سيما في هذه القتلة الآخرة بظليمة والأهنوم فإنه على ما قيل هم كثير غير منحصرين، فمنهم من يقول مائة ومنهم من يقول أكثر؛ لأنهم طلعوا عليهم جملة بالسيف، فقتلوا معظمهم ولم ينج إلا من هرب في أول القتال، ومن احتاز حتى أُسر واستأمن، والأسرى هم اليسير وتفرقوا في العوادر وأكلتهم النسور والسِّبَاع في تلك الجبال والعوابر .

وكان أحمد بن المؤيد بوادعة يترقب الفرصة فيهم والهزيمة، وأنها إذا وقعت فيهم بادر بالحملة بمن معه وبقبائل[1181/ب] وادعة والعصيمات للإنتهاب والغنيمة من المحطة التي بحاشف، والتلقي لهم إن اهتزموا بالقتال بالسلاح والمعاطف، وكان قد اجتمع بحبور جماعات من المغارب الشرقية والحَجِّية ينتظرون ما ذاك يتم من الحرب الواقع فيما بين ظليمه والأهنوم، وأن الهزيمة إذا حصلت لفوا عليها من جهتهم وأحمد بن المؤيد من خلفهم والأهنوم من قدامهم، هذا كان هو غرضهم ومقصدهم، ولذلك فإن المهدي لما عرف بعض هذا الأمر منهم الجاري أرسل لأحمد بن محمد من الصلبة إلى خمر، زيادة لمحمد بن أحمد وقاسم بن المتوكل ؛ لأجل المحاذرة من طارقات أحمد بن المؤيد إذا تحرك من وادعة، فيتبع أثره ويلحق من خلفه، فلما وقع هذا الحرب الجاري، وكان على ما وصف من الظفر بهم والغلبة لهم على الوجه الماضي، سُقط في أيديهم الجميع وكفوا عن قصدهم الذي عليه نياتهم، وطفت لذلك الحاصل جمراتهم. وعند ذلك أقبل أحمد بن[182/أ] المؤيد مبادراً بالمواجهة والمبايعة والدخول تحت الطاعة، ولا سيما بعد أن بلغه أن عساكر خمر توجهت نحوه، وتفرق الذي كان وصل إلى حبور من قبائل المغرب ورجعوا من حيث جاؤوا وشاهدوا ما لم يشاهدوه في زمانهم، مما جرى في الحرب أمامهم، وواجهت المغارب جميعها، وخطبوا للمهدي فيها، ونزل أهل شهارة إلى الحضرة الأحمدية طائعين مسلمين، وتفرقت رتبة الهجر التي كانت للقاسم، والقاضي محمد بن علي قيس الثلائي رجع بيته وترك القاسم بعد إياسه، ورتب أحمد بن الحسن الهجر ونجد بني حمره وتحت شهارة الفيش خشية لا يخرج القاسم، ثم رحل أحمد بن الحسن بنفسه من حاشف وطرح بمحطته بحدبة الهجر، ولم يبق إلا قاسم بن المؤيد فريداً وحيداً حليف هم وحزن في شهارة، وأحمد بن المتوكل بشهارة يأمر وينهي، ولم يبق للقاسم أمر فيها.

واتفق تاريخ زوال دولة القاسم هو هذا اللفظ الجاري[182/ب]: زالت دولة قسمي . فلله الأمر من قبل ومن بعد، يؤتي ملكه من يشاء، وينزعه عمن يشاء وعند ذلك ارتفعت رتب حجة وعفار والشرف وتفرقوا، وفرغت البلاد، وواجهت ، والله أعلم.
وحصل مع الذين مالوا إلى القاسم من البؤس والكدر والحزن غاياته، ومن الضيق والإنكسار نهاياته، مع ما كانوا عليه من اعتقاد نصرهم ونصره وتزكية أنفسهم وتزكيته ما لا يوصف، ومن المبالغات التي لا تعرف، ولقد وصف لي من مبالغتهم بعجائب يحيلها العقل، منها: وصف لي بعض الفقهاء أنه حاكاه جماعة من القبائل المائلين إلى القاسم بأنه أكل أربعمائة نفر من مقلا واحد بين يدي القاسم. ومنها: أن تيساً نُذر به إليه فغلط صاحبه بذبحه أو رجع في نذره، فهرب التيس وقد حُزت رقبته إلى بين يدي القاسم من سوق الثلوث والدم يسيل فيه من أثر ذبح الجزار له فباعه من جزار، وقال: إنه يسلم لقاسم ثمنه لمشقة إطلاعه إلى شهارة؛ لأنه ما زال يهرب عليه.
ومنها أن الجراد فيها مكتوب قاسم بن محمد في رقبتها، فأما الجراد فشاهدنا فيها رقهما الذي لا يزال في كل جرادة برقبتها أشبه شيء بالألفين مختلفين هكذا(×)، وهو في جميع الجراد، إلا أنه يظهر[183/أ] بيناً في الجراد الصفر.

والقاسم المذكور تعلقت به ديون واسعة، استدانها وتكلف من الناس لطلبها وسؤالهم إياها، ولا يفي ماله بالقضاء لها، فإذا لم يقضها له أحمد بن الحسن من بيت المال والأعشار ارتبك في المضيق، وناله إثم التفريط، فإن حقوق العباد شديدة وقد شدد النبي÷ في الدين ما شدده لمن أوفى به، فكيف إذا لم يحصل الوفاء له؟ والورع لا يدخل في تكثير الديون، وإن دخل في شيء للضرورة فاليسير، مع العلم من نفسه أن ما له في القضاء يفي به من ماله أو مما هو تحت تصرفه ويده، فإما تجشم ما لم يعلمه، وتوهمه أنه يقضيه مما سيفتحه فمن الغرور الذي لا يخفى على أهل المعقول، وقد قيل: إن ديون القاسم هذا بلغت إلى نحو مائة ألف.
وفي هذه المدة ظهور نجم وقت السحر له شعاع من قدامه قدر نصف ذراع من مجرى الثريا ومكان طلوعها، بقي كذلك قدر ثلاثة أيام ثم اضمحل، والله أعلم.
والمهدي عند ذلك فرق اليمن بين أولاد المتوكل أكثرها وبين أولاد أحمد بن القاسم وغيرهم، وبقي معه بلاده الأولة وزيادة معها اليسير، وكل منهم قال ما يكفيه إقطاعه، ولله قول الشاعر :
ما كل ما في البسيطة كافياً

فإذا قنعت فكل شيء كافي

وكل منهم مد يده في رعايا بلاده في غالبهم[183/ب]، وبعد تقضي عمل شهارة، وسكون ما وقع فيها من الأمور المنهارة سكن المهدي أحمد بن الحسن بالهجر مبرزاً لوطاقه وخيامه بميدانه وحدبته، واستقر جميع أصحابه بجنابه، فكانت محطة واسعة؛ لأجل اجتماع أهل الناحية ومواجهة القبائل العذرية والبلاد الأهنومية قهراً عليهم وخوفاً أن يجرى فيهم ما جرى في أصحابهم.
ولما أيس القاسم بن محمد صاحب شهارة عن تمام إمامته وما دعاه إلى نفسه وما شاهده من الحروب بعينه لم يسعه إلا الهبوط من جبل شهارة والنزول إلى المحطة، فاتفق بالمهدي وقفة المسالمة، وتمثل لسان حاله بقول المتنبي في ديوانه:
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى

عدواً له ما من صداقته بدُ

وجعل له قطعة من بلاد الشرف يتمتع بها هو وخاصته وأتباعه وجماعته، ثم سار إلى قرن الوعر وقاسم عاد إلى جَبَلِة ، وعرج المهدي عن طلوع شهارة لما في النفوس، وما ظهر له من حالات القاسم وأصحابه من الكمد الذي نزل بهم والبؤس، ووصل إلى قرن الوعر قبائل العصيمات مواجهين فتوثق عليهم في صلاح الطرقات، وترك التعديات، ثم سار عنه إلى الفُقْم طرف العمشية، فسكن به قدر نصف شهر، ثم سار إلى بركة مداعس وسط العمشية، وسكن بها بعض أيام وأكد على سفيان في الطريق، وشرطوا عليه الموافاة لهم ما يعتادونه في حفظها من الملوك السابقين، وإلا فليس عليهم دَرَك[184/أ] فصلحت، وإن حصل على النذور بعض تخطف فيها من قبل دهمة لمن انفرد عن الرفقة. ثم تقدم يؤم جهات صعدة، فلما وصل إلى العيون وقدم وطاقه إلى رَحْبان اليوم الأول خرج صاحب صعدة علي بن أحمد لاقياً له ومهنياً ومرحباً، ثم تقدم إلى رحبان، وسكن فيه هو ومن معه من الجنود والأعوان، ثم دخل صعدة لمجرد الضيافة والصلاة فيها للجمعة، وكان استقراره برحبان في نصف ربيع الأول من سنة ثمان وثمانين وألف سنة.

ووصلت إليه قبائل صعدة من البلاد الشامية والخولانية رغبة من القليل والأغلب فيهم الرهبة. وجهز الفقيه أمير الدين بن أحمد العلفي الأموي إلى تهامة، وأمره أن يبني البرك في أطراف بلاد الحرامية، فوصل المذكور إلى صبيا وسكن فيها، وتعذر عليه النفوذ إلى حيث أمر إليها، ثم لم يلبث أن توفي بصبيا، وكان المذكور قد بقي متولياً مدة طويلة لعدن، وعمر فيه مسجداً قريب الساحل باسطوانتين وثلاثة عقود. وكان المهدي أحمد بن الحسن قد كتب إلى البلاد النجدية وإلى شريف مكة يطلب منهم الطاعة، فكان جواب الشريف بركات الإجمال، وأنه مثل واحد من أشراف اليمن لا يجهل الحق ولا يترك ما فيه الصلاح للمسلمين ولا يرضى بالمحق، إلا أنه يخشى إذا حصل تغيير من السلطان [184/ب]. ثم تحرك بعد ذلك في شهر رجب إلى بلاد نجد ويقال: أنه بلغ إلى بيشة ، كل ذلك منه لتسكين بلاده، وخشية لا يحصل تغيير عليه في جهاته.

53 / 94
ع
En
A+
A-