وفي آخر يوم من شهر الحجة وصلت كتب الحاج فرحان ومن الحجاج يذكرون أنهم وصلوا إلى السعدية المباركة ومحل الإحرام، للدخول إلى البيت الحرام، ووصلتهم كتب الشريف سعد بن زيد صاحب مكة فيها التحذير عن الدخول والرجوع من ذلك المكان من غير تراخي ولا توان، وأكد بذلك رسولاً آخر بمثل ذلك، وكان البعض قد أحرم، فلم يسع الجميع إلا العود والمسارعة، وشد العزيمة للسفر من غير مراجعة. وذكر الشريف سعد أن السبب أنه دخل مكة حال تصدير كتابه حسن بيك في عسكر كثيرة وخيل عديدة، وقد كان تقدم محمد شاوش بتلك المحطة، وأن المحامل في أثره ما قد وصلت، وأن الجملة للخيل الداخلة حول ألفين، ومن العساكر[20/أ] على المطا حول خمسة آلاف راجل، على كل مطية راكبان معهما بندقان ومعهم من الدِباب.

قال في القاموس: الدبَّابة مشددة آلة للحرب وقد كان يتخذها بنو أيوب وبنو رسول باليمن في مدتهم، وعلي بن صلاح كان يتخذها كما في سيرته. ووصف لي بعض من كان حاضراً بمكة وقاطناً بها هذه المدة يقول: جملة عدد عسكر الوزير حسين لما أقلموا للعدد بالقلم عقب الموسم إحدى عشر ألفاً من غير الخيل والخدم، فرجعوا من السعدية يوم رابع شهر الحجة،وكان أرسل فرحان ببعض الوديعة التي معه إلى الشريف سعد، بعد أن أرسل لها وهو يومئذٍ بمكة فقبضها، ووقع مع أصحاب فرحان بالهضب وقعة، فراح من القبائل أربعة أو خمسة، وسببه أنهم أغاروا على آخر القافلة حال الشداد، وقد سار أولها، فارادوا الانتهاب لآخرها، فمنع أهلها وارتجموا، ثم عاد فرحان عليهم ورماهم بالبنادق، فراحوا بعد ذلك وهربوا، وسلمت القافلة من النهب. واستمر سير الحاج فرحان ومن معه في الليل والنهار حتى بلغوا القُنْفُذَة ، وكتبوا الكتب إلى اليمن بحراً منها وهم جاءوا براً، وخرجوا إلى أبي عَرِيْش ، ولحق وزير سعد إلى حَلْي [20/ب] هارباً ببعض أولاده ومماليكه، واجتمع بفرحان حتى وصل معه إلى حضرة الإمام بضوران. وهذا هو السبب الذي أشرنا إليه سابقاً من الجاري من الأشراف بمكة المحروسة، وما غرسوه من هذه المحنة على جملة المسلمين كافة في حرم الله وأمنه، فلا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وفي هذا الوقت والحين وصل الخبر من بندر المخا، وذلك المحل الأقصى يذكرون أن الفرنج الذين تقدم ذكرهم وصلت خشبها، وركزت في ساحلها، ومنعت الداخل إليها وجملتهم أحد عشر مركباً، فكتب السيد الحسن بن مطهر صاحبها إلى ما قرب منه من العساكر للتحفظ على البندر من ثائرة الساكن، فوصل إليه صنوه من العدين في أربعمائة نفر، ومن زبيد حول مائة نفر، ومحمد بن أحمد بن الحسن استقر بحيس إذا احتيج إلى غارة وصل، فاستقر الأمر هكذا. وأهل المخا محافظون على دواير البندر في الليل والنهار، وقلعة فضل فيها رتبة من قبل السيد الحسن قدر شهر كامل لا يدخل إلى البندر داخل من [21/أ]البحر، ثم وقعت المراسلة بين السيد الحسن وبين الفرنج للصلح. وكان أول مطلبهم أن يسلم السيد الحسن جميع قيمة ما راح على أصحابهم فيما مضى لما قصدهم أصحاب العماني إلى باب المخا، فأجاب عليهم السيد: إنكم سلموا ما أخذتم في باب المخا على المسلمين ونحن نسلم ما راح عليكم من المسلمين، فقالوا: بعد ذلك يسقط على من دخل المخا منهم بسبب ما زاده السيد زيد من المأخوذ عليهم، ويجري ما كان سابقاً من وقت الحسن بن الإمام لهم، فأجابهم السيد الحسن إلى مطلبهم، وعقد الصلح بينه وبينهم ودخل منهم البعض الذين معهم، وسار الآخرون بلادهم. هذا جملة خبرهم، وقيل: إن السيد الحسن بذل لهم شيئاً من المال، والله أعلم.
وفيها شرع أحمد بن الحسن بإخراج غيل عند الحمراء ، فلما استمر العمل في ذلك المجرى انهدم على الحفَّارة، فهلكوا فيه على تلك الحالة، قدر سبعة رجَّالة، فترك عند ذلك تمام أعماله.

ودخلت سنة ثلاث وثمانين وألف
في غرة محرمها كان استهلالها بالخميس بالحساب، ولعله بالرؤية كذلك، واتفق عند ذلك حلول زحل آخر برج الحوت، واتفق قران[21/ب] الزهرة وزحل ببرج الحوت.
والشريف سعد يومئذٍ خاف من الأمور التي وقعت، والأفعال التي صدعت مما وقع في البيت الحرام، ومن جعله الله أماناً للإسلام، وما وقع فيه من الآثام، وقتل النفوس تلك الأيام، وتروع باله، وخشي من الوثوق به وقطع حباله، فما زال أيام الحج يبعد ويقرب وهو على حذر، خشية أن يقع به الظفر، فوصل عرفات وهو غير آمن ثم نزل إلى منى، وأصبح يوم النفر الأول هارباً إلى جبل الطائف، ولم يتفق بأحد من الأمراء والبوايش، للخوف معه والوجل، وما قد حذره بعض أصحابه من الوقوع في الخلل. فلما هرب حصل عند ذلك من قبائل هذيل النهب لمن لحق في أعقابه بوادي نعمان ، وكان من جملة اللاحقين النافرين بعد تمام الحج إلى عصبة من حجاج اليمن، فانتهبتهم قبائل هذيل وخلسوهم حوائجهم وقتل منهم جماعة، لم يسلم ما عليه من ثيابهم. وكان زيد بن محسن لا يرضى ساعة الدخول بأمير حاج من اليمن[22/أ] إلا أن الإمام أرضاه بما يدفع إليه من الهدية صحبة الحاج اليماني من المال، فسكت عند هذا وتغاضى، وأجاز الداخل مع كراهته في الباطن توقياً من ظهوره عند السلطان وما يخشاه منه إذا تحقق أمره وبان، غير أنه ما زال مع ذلك يكاتب السلطان، ويدفع عنه جميع الأوهام ويدري كل ما ظنه في جميع الأزمان.

وكان بينه وبين باشا مصر مصافاة كاملة، وأحوال صالحة، فكان عوناً للشريف زيد في مقاصده وسد خلله، وكان الشريف زيد عاقلاً قد بلغ عمره إلى عشر السبعين. ولقد حكى بعض من كان يخالط الأمير المصري رضوان تلك الأيام، وكان رضوان هذا كبير السن أيضاً، فقال الأمير رضوان لذلك الرجل: ما سبب هذا العسكر من صاحب اليمن؟ فإن هذا البيت من دخله كان آمناً فلا يحتاج إلى مثل ذلك، ولا يخشى يُصد عن الدخول ولا شيء من المهالك، فأجاب الرجل بأن قال: ليس هذا لأجل دخول مكة وحجها، ولا لشئ من أمرها، فإن الأمر كما ذكرتم، وإليه أشرتم[22/ب]، وإنما ذلك لأجل حفظ الحاج في الطريق من الحرامية ومن يريد الأذية، فسكت الأمير. وكان الشريف زيد يداري الأمراء، فطفي ذلك في وقته الخلل وصفى بعد ذلك السبب الأصلي، سبب آخر وهو ما جرى من قضية حمود في الصفراء عقب موت زيد بن محسن من تلك الفعلة التي تقدم ذكرها وشرحها. وكان قبلها ما جرى بين سلطان البصرة حسين وبين باشا الحسا عيسى بن علي باشا من الإختلاف، كما سبق ذكره، وما رفعه الباشا عيسى من العروضات والشكوى بعد هربه إلى مكة أيام زيد بن محسن، فكان هذا أول أسباب انقلاب نظر السلطان محمد بن إبراهيم بن عثمان إلى الجهات الجنوبية والجهات الحجازية المكية، فأزال الباشا حسين صاحب البصرة، كما سبق ذكره، ثم لما كان قصة حمود في الصفراء كما سبق ذكره فأرسل الباشا حسن إلى مكة، وهو من جملة من كان بمالطة [23/أ]، فكان من أمره ما كان، وكان السبب الثالث: هو ما وقع معه من تلك القضية المتوجبة لهذه الأحوال المتغيرة لأشراف مكة السابقين، وإزالة دولة سعد عنها وتحويلها إلى من ذكرنا فيها. ولله الأمر من قبل ومن بعد، وما قد علم الله وسبق كان.

ولما وصلت هذه الأخبار المكية، والحركات الرومية، وبلغت البلاد الحجازية إلى الإمام وأولاده، وكانوا في غفلة عظيمة، وذهول عن شيئ من هذه الحوادث التي لا تخفى على أهل الفِكَر السليمة، فانتبهوا عند ذلك من الغفلة، وظهر معهم كواذب تلك الآمال المتقدمة، بعد أن كان قبل ذلك إذا قيل لهم الأروام لا ينبغي تحريك جهات السلطان، أجابوا بأنهم قد ركوا وضعفوا وليسوا الآن كما كانوا. وهكذا أجاب به الإمام عليَّ لما نصحته نصيحة هي في التحقيق عامة لصلاح الإسلام وقلت له: الأولى طي الأسباب الفاتحة لأطراف بلاد السلطان، فلما كان الأمر كذلك حارت بهم الأفكار، وتبلدت[23/ب] القرائح والأنظار حتى أن الإمام كتب إلى أحمد بن الحسن وولده محمد يطلب شورهم وما يكون من أمرهم، فأجابوا عليه أن التغافل أولى، والسكون والتسكين أحرى، وغاية الأمر أن يسكن فرحان بعد عوده من الحج بأبي عريش، فأصابوا من الرأي بعضه بعد من (وطاهم أوله). ولما وصل فرحان إلى أبي عريش سار الذين معه من الحجاج بيوتهم، ولم يبق معه إلا جماعة قليلة فتقدم، فلما وصل فرحان إلى حضرة الإمام من طريق تهامة وطلع من بيت الفقيه إلى ضوران هدأت الأمور يومئذٍ، ووصل خبر تحقيق الحج بمكة، فأخبروا أن الحج تم للناس، والبيع والشراء والأمان أحسن مما كان؛ لأجل ضبظ العساكر.

ووصل ثاني عشر شهر محرم أول بني عَضِيَّة من حجاج الجبال، وأخبروا بما حدث معهم بوادي نعمان من الانتهاب، واستقرار سعد بالطائف، وأن المحامل عادت، وعاد الوزير حسين مع الشامي[24/أ] ومهد الحجاز وشد الوطأة على عَنَزة ولام ممن ظهر منه الفساد في الانتهاب للشامي من العام الماضي، ووصل عقب ذلك الزوار فأخبروا بقوة الأمان في المدينة المشرفة والحجاز وما بين مكة والمدينة في الغاية وزال الخوف الذي كان فيما مضى، وصلحت الأحوال بعدما قد جرى، وأن المحق والتغيير إنما هو فيما وراء مكة وخلفها إلى جهة اليمن، فالبلاد متغيرة، والقبائل عاصية مخوفة، هذا ما تقرر الخبر. وذكروا أيضاً أن حال مرورهم، والذين بقى بمكة من عينات العساكر العثمانية السلطانية في نية التقدم إلى قصد سعد لمناجزة أمره، وأن سعداً يبلغهم[24/ب] أنه يريد الخروج من الطائف متوجهاً إلى بلاد بجيلة والله أعلم. وسألوا عن حسن باشا، فاختلفت الأخبار، منهم من يقول: أنه كان قد مات بالمدينة في شهر شعبان من السنة الماضية، ومنهم من يقول: أنه عاد إلى حضرة السلطان، والله أعلم بحقيقة ذلك.
وفي شهر محرم وصل واصل من التجار إلى مدينة صنعاء من طريق البحر الشرقي إلى بندر عدن وأخبر أنه كان في العام الماضي بمحروس مدينة حلب بالشام، وجاء الخبر إلى هناك بواقعة مكة، وما جرى فيها من تلك الفعلة، قال: فأخبر الناس هنالك أن حسن باشا قُتل، مثل الخبر الأول الذي جاء إلى اليمن سواء.
قال: وشاع بمدينة حلب أن مكة استولى عليها إمام اليمن، وتعاضد هو والشريف سعد بن زيد وأذن فيها بحيَّ على خير العمل. ثم وصلت الكتب من حسن باشا عقب ذلك بالتحقيق من المدينة المنورة بعد استقرار حسن باشا بها، وكتب بكتاب إلى باشا حلب وآخر إلى السلطان، فكان ما جهزه السلطان.

وفيها انتهبت سِحار وآل عَمَّار قافلة كانت خارجة من صعدة فيها دراهم كثيرة؛ لأجل الموسم مصدَّره إلى المخا وصنعاء، وسببه أن صاحب صعدة كان هذه الأيام عند المتوكل بضوران، وكان في صحبته عنده شيخ البلاد، لم يقض له غرضه وطال عليه المقام، فسار بغير زلاج، وفعل هذا عند وصوله قيل: ولعل صاحب صعدة سعى به فيه.
وفيها عزل أحمد بن الحسن فرحان عن ولاية بندر عدن وولَّى غيره[25/أ].
ولما سار علي إلى صعدة سعى في رد البعض مما أخذوه وما استولوا عليه وما حفظوه، فرد البعض وراح البعض، ثم ما زال عقب ذلك التخطف خارج صعدة للغادي والرايح، وكف أكثر التجار عن الإرسال بالمال، خشية من نهب القبائل وعدم الاحتفال.
وأحمد بن المؤيد صاحب عيان أرسل مع بعض القوافل جماعة من عسكره إلى باب صعدة.
ووصل الخبر أن صاحب الشحر أمير الدين العلفي لا ينفذ له أمر في غير البندر، فصالح القبائل وسكن.
وفيها مات الشيخ المسمى شلوبع-بالشين المعجمة ثم باء موحدة- كان المذكور بمدينة صنعاء اليمن مجذوباً مخلوعاً، له رواتب يرتب بها من الأسماء لله الحسنى، يدعو بها في كثير من أوقاته وصلواته ويلحن فيها؛ لأنه رجل عامي، قيل: إصابه الجذب بسبب الأسماء، وكان يبيت بالليل في سمسرة وهب التي خارج باب اليمن ، ويستأجر واحداً من الذي في السمسرة بربطه وحراسته حال نومه؛ لئلا يخرج شارداً من الذي يعتريه من الجذب منها، ويدخل النهار المدينة يطلب الصدقة في الأسواق، ويصلي في بعض الحالات بجامعها. وكان قد شاخ وكبر وضعف. ولباسه[25/ب] قميص من ثوب خشن، وعمامته خِرَق وخيوط، وقد يستحد لسانه ويشتم من عانده بالكلام الفاحش، نسأل الله التوفيق وحسن الخاتمة.

وفي ربيع الأول من هذه السنة لما بلغ دُهمه من برط فعل آل عمار من الانتهاب بباب صعدة جزاهم على فعل مثل فعلهم، فخرج جماعة منهم إلى رأس المصراخ وسط برط ونوروا للسيد محمد بن علي الذي عندهم، والسيد فرح بذلك؛ لأن الدعوة مضمرة في خاطره إن أمكن، ولما اعترضه في ذلك من اعترض قال: مذهبه صحة إمامين في وقت واحد، وقد سبقه إلى ذلك السيد محمد بن علي الحيداني كما تقدم ذكره فلا قوة إلا بالله. مع أن السيد محمد المذكور قد أنشأ في هذه الأيام قصيدة باعتقاده إمامة الإمام، وعدم الخروج على الإسلام. وكان سبب هذا أن الإمام كتب إلى برط أن يسلموا زكاتهم إلى ابن أخيه أحمد بن المؤيد إلى عيان، وأن من له تقرير من القضاة كان من عنده، فلم يساعدوا في ذلك الأمر وقبضوها القضاة، وفي خلال ذلك غزاهم قبائل وايلة ، فقتلوا من برط اثنين وانتهبوا عليهم مواشيهم مرتين، وغزا برط طريق العمشية، استعاضة لما راح عليهم من هذه الطائفة اليامية، فنهبوا منها وعادوا إلى بلادهم، وكل هذا من أصحاب صلاح بن كول شماليها، والقضاة وقبائلها[26/أ] قالوا هذا لا يصلح ومخالف لما جرى من الزمان الماضي، وما مر من وقت الإمام القاسم إلى هذا الوقت الآتي ومعهم خطوط بذلك من جميع الأئمة، ولا ينبغي منه أن يفعل معهم هذه الملمة، ويدخلهم في جملة العشاير ولهم حرية ومزية، مع أنها بلاد حقيرة ما كان ينبغي من الإمام المناقشة في واجباتها، فقد ذكر لي بعض قضاتها أن في بعض السنين جملة ما يحصل منها قدر ما يقوم بكيلة القضاة فيها. وفي بعض السنين حصل منها قدر مائتين زبدي زكاة، وللقضاة مع تفرقهم هذا القدر. ثم إن كبار أهل برط وعقالهم نهوا صغارهم عن أفعالهم، والسيد محمد الغرباني قال: لا يصلح في هذا الوقت خروج، ولا محق على المسلمين فسكن أمرهم.

وفي هذه الأيام غزا آل حبيب من بلاد الحقار قرب خبت البقر مساقط جبال الحشر غربي بلاد فَيْفَا وإلى محل الغازي لهم الشريف ابن باز، ولاه سعد شريف مكة، فتسرعوا في نهب مواشيهم وساقوها، فصاحوا إلى بلادهم واجتمعت القبائل ولحقوا الشريف وأصحابه، فقتلوا منهم من قاتلهم ونهبوهم وحرقوا أكثر بلدهم[26/ب]، وسبب ذلك أن الشريف غزا إلى أطراف بلادهم وانتهب من مواشيهم، مع ركة أيدي الأشراف وتحول دولتهم الأولة إلى غيرهم.
وفي هذه الأيام وصل إلى الإمام شكاة من أطراف بلاد سنحان إلى ضوران، فأرسل الإمام على المشكيين جماعة عسكر ونفاعة، فبلغ ولده محمد متولي صنعاء وسنحان، فأرسل على العسكر وطلبهم إلى حضرته، ثم نهبهم وأمر بحبسهم، فعجب من ذلك كثير من الناس ممن إطلع على ذلك واستغربه كثير لعظم أمر الإمام، وكون هذا لا يليق في حقه، ولو كان من غير ولده لكان خلافاً وبغياً وخروجاً، والإمام سكت عن ذلك وصفح، فلا قوة إلا بالله.والسبب حدة طبع المذكور فيعتريه عند بادرة الأمر حدة مزاج وانحراف، ثم يفيق بعد ذلك إلى المعقول، ولعله الإدلال، والله يصلح الأحوال.

33 / 94
ع
En
A+
A-