وقد درج المؤرخ في الكتابة على بعض الأخطاء الإملائية الشائعة مثل قلب الظاء إلى ضاد أو العكس، أو قلب التاء المربوطة إلى تاء مفتوحة، أو إبدال الألف المقصورة بألف ممدودة أو العكس، وغير ذلك من الأمثلة، فقمت بتصحيح ما تبين لي طبقاً لقواعد الإملاء الحديثة. ولم أشر إلى ذلك في الهامش لتكراره.
وسبق أن رأينا بأن المؤرخ لم يهتم بتقسيم الفقرات والجمل، لذلك قمت بوضع الفواصل والنقاط وعلامات الاستفهام وعلامات الجمل الاعتراضية، وغير ذلك من علامات الترقيم الحديث ما دعت الحاجة إلى ذلك، وما وجدته مكتوباً بالشكل القرآني قمت بكتابته كما هو متبع في الكتابة الحديثة.
وكما سبق أن رأينا لم يهتم المؤرخ بكتابة عناوين، واكتفى بكتابة بداية العام الذي سيتناول أحداثه بكلمة ودخلت بخط أكبر من الخط المعتاد، لذلك حرصت على أن أجعل هذه الكلمة مضافة إليها السنة عنواناً مستقلاً، فكان العنوان على سبيل المثال كالتالي: "ودخلت سنة أربع وثمانين وألف"، وكلما انتقلت من حدث إلى آخر جعلته بداية لفقرة جديدة.
وحرصت على استخراج كل ما هو ضروري بحسب المنهج العلمي المتبع في تحقيق المخطوطات، فقمت بالترجمة للأعلام وضبط تواريخ وفاتهم ما أمكن، وقد أغفلت الترجمة لبعض الشخصيات البارزة والمشهورة باعتبار أن المعروف لا يُعرف، كما تعذر في بعض الأحيان الترجمة لبعض الأعلام، إما لعدم وجود تراجم لهم في ما بين يدي من مصادر، أو أنهم كانوا مغمورين في عصرهم، ولا توجد لهم ترجمات أصلاً.
وبعض الشخصيات ترجم لهم المؤرخ ترجمة كاملة تُغني عما جاء في المصادر الأخرى، باعتباره كان معاصراً لهم، فتم الاكتفاء بترجمة المؤرخ.
وقمت بتعريف ما وجدته من المناطق، مستخدمة الكتب المتوفرة. أما المناطق التي لم أعثر لها على تعريف فقد تركتها؛ لأنها ربما قد اندثرت، أو تغيرت أسماؤها.

وحرصت على كتابة معظم أسماء الكتب كاملة، وكذلك مؤلفيها في الهامش. وهناك مؤلفات لم أجدها في ما بين يدي من مصادر، لذلك تركتها دون الإشارة في الهامش.
وقمت بتخريج الآيات القرآنية وضبطها بالشكل كما وردت في القرآن الكريم، وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت في المخطوطة، فقد قمت بتخريج ما استطعت منها، ولم أتحقق من صحتها أو ضعفها، باعتبار أن ذلك يقع خارج إطار مجالنا، وهناك بعض الأحاديث تعذر العثور عليها في مابين يدي من مصادر.
أما الأبيات الشعرية التي وردت في المخطوطة-وهي كثيرة-كان بعضها قد نسبها المؤرخ إلى قائليها، فحرصت على البحث عنها في دواوين الشعر، وقمت بالمقارنة بين ما أورده المؤرخ وما ورد في تلك الدواوين وأشرت إلى الاختلاف في الهامش، وتركت المتن كما أراده المؤرخ.
أما بعض الأبيات الشعرية التي لم يشر المؤرخ إلى من قائلها، فقد بذلت جهداً في معرفة من قائلها، وأثبت ذلك في الهامش، وقارنت بين تلك الأبيات وما ورد في دواوين الشعراء.
أما الأبيات الشعرية التي لم أتمكن من معرفة من قائلها فقد تركتها دون الإشارة إلى ذلك في الهامش.
وقمت باستخراج شرح الألفاظ والمصطلحات التي تحتاج إلى شرح معانيها ما استطعت من قواميس اللغة العربية، وشرحت المصطلحات ذات الطابع المحلي بقدر المستطاع، أما المصطلحات العثمانية، فقد قمت بشرح معظمها. معتمدة على بعض الكتب الخاصة بذلك.
أما الحواشي التي كُتبت في المخطوطة، وهي بخط مختلف عن خط المؤرخ فلم أهملها وأثبتها في الهامش كما وردت، باعتبار أنها ليست من كلام المؤرخ وتم كتابتها في فترة متأخرة عن عصره.
وقد استعملت في المتن بعض الأقواس مما يعد من ضرورات الكتابة الحديثة، وفي الوقت ذاته لا يخل بما أثبته المؤرخ. وهذه الأقواس للآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وأسماء الكتب وغير ذلك مما سيجده القارئ في المتن. وهي على النحو التالي:
{ } للآيات القرآنية.

(( )) للأحاديث النبوية.
( ) لأسماء الكتب وغير ذلك.
أما أرقام أوراق المخطوطة التي كُتبت خطأً-كما سبق أن أشرت في وصف المخطوطة-فقد أعدت ترقيمها ترقيماً صحيحاً، وكتبت تلك الأرقام في المتن بين قوسين [ ] حتى تتضح بداية الورقة الجديدة.
وقد حاولت جاهدة أن ألتزم بالمنهج العلمي الصحيح لتحقيق المخطوطات ونشرها، آملة أن أكون قد وفقت في ذلك.

نص المخطوط

[1/ب] بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
لمَّا تم الجزء الأول من البهجة،ذيل تاريخ اليمن، وكان ذلك اتفاق دور كامل لثلاثين سنة، دخل الدور الذي بعده، فكان ما سنذكره إن شاء الله تعالى.

دخلت سنة إحدى وثمانين وألف
كان استهلالها بالثلاثاء بالحساب، وبالرؤية الأربعاء، والشمس بالجوزاء في القيظ، وكان دخولها مباركاً بالثمار، وتهوُّن الأسعار، من بعد مضي الشدة الواقعة في هذه الأقطار، ثم حلها الله تعالى وذهب ما كان وسار، وإن بقى منه بواقي وتكرار.
واتفق غرة هذه السنة بشهر محرم منها، خروج طائفة الفرنج الملاعين، بعد قضاياهم مع العماني في هذه الأحايين، كما سبق ذكره، فلما فرغوا عن حربهم له، وهزيمتهم إياه إلى أرضه غفل عنهم، وَتَديَّر ببندر مسكت ، وهدأت فورته وقتاله لهم وسكت، كان منهم هذا الخروج إلى بندر المخا، والقصد لبابه من غير خفا، عقب دخول البضاعة الهندية على قلتها إليه[2/أ]، وشروع البيع والشراء فيه. وكان قد ظفروا في بابه، قبل الاتصال بجنابه، بثلاثة أغربة أحدها: خرج من بندر عدن إلى المخا لأحمد بن الحسن بحراً، وفيه دراهم وهدايا، والآخران: من عدن وجهته، فانتهبها الفرنج وحازوه، واستولوا عليه وقبضوه، والبعض منه حرقوه واستهلكوه، فلما كان الأمر كذلك، واتفق هذا هنالك، أمر صاحب المخا يومئذٍ الحسن بن المطهر الجرموزي بالمصانعة للفرنج والخطاب، وبذل الضيافة وتسكين الحالة حتى يتصل إليه جنود الغارة، والتحسس لأخبارهم وكثرتهم وقلتهم وعدتهم وحقيقة مقصدهم، فجاؤوه الرسول بالخبر عنهم، والسبب الحامل لهم فقالوا: موجب الوصول ما جرى مع أصحابهم العام الأول في باب المخا من القتال، وما راح عليهم من المال من أصحاب العماني، وعدم دفع صاحب المخا لذلك الفعل الصادر والجاري، وأنه كان به راضياً[2/ب] وعليه معيناً، فبذل السيد الحسن لهم عوض ما راح مالاً، وقال: ليس له فيه سعاية ولا قصداً، فأبوا إلا القتال، والاهتمام بالدخول إلى البندر والإحتمال، فأخذ منهم الصلح قدر ثمانية أيام عشرة أيام كل ذلك منه للإنتظار لوصول الغارات، مما يقرب إليه من الجهات، فوصلت الغارات من

زَبِيْد ومن مَوْزَع ومن جُحَاف بعد أن كان قد انجفل أكثر أهل المخا، عنه بأموالهم، ومنهم من دفنها في التراب، خشية من الذهاب وسكَّن السيد الحسن من سكَّن من أهل المخا وقال: هذه الغارات واصلة فلا نخاف منهم إن شاء الله ولا نخشى. وكان جملتهم قدر سبع خشب ما بين برشة وغراب فيها الرجال، ومكاحل الرمي والمدافع والمال. والإمام لما وصل إليه خبرهم وقادمهم بادر إرسال ولده علي بن أمير المؤمنين في الحال بمن حضر عنده من عسكر الرجال جملتهم قدر خمسمائة، وساروا حيث الإنتقال، وكان وصول الغارات[3/أ] الأولة هي التي نفعت البندر من الصدمة، فلما كان سابع وصولهم أو سادسه قصد الفرنج المخا، وكان كل خشبة من خشبتهم فيها بيرق وعدة الحرب والضرب، ولعل جملتهم قدر ثلاثة آلاف؛ لأن الغراب تسع قدر مائتين وخمسين مع الأزواد والآلات، فأول عمل منهم قصدهم إلى قلعة فضلى التي مقابل للمخا من خارجه، وكان فيها جماعة من المسلمين رتبة فصابحهم جماعة من الفرنج خرجوا إلى الساحل فجراً، وركزوا السلاليم القنا، وصعدوا من أعلا، فهرب من القلعة بعضهم وثبت البعض لهم، فكان القتل في الدرب في المسلمين قتل منهم ثمانية، ووقع القتال بينهم، واشتد وحمي وطيسهم، ووصلت غارة المخا إليهم فانهزموا حينئذٍ، وقتل من الفرنج قدر عشرين نفساً حال الهزيمة ومن المسلمين الثمانية، وجنايات آخره. وكان جملة الخارجين من الفرنج إلى القلعة من الساحل قدر ثلاثمائة نفر وقيل أقل، وأكثرهم في البحر بغربانهم وبراشهم، وأخذ عسكر المسلمين بيرقهم الذي خرج معهم في البحر؛ لأن صاحبه قتل في باب الدرب[3/ب] وهزموهم إلى البحر، فدخلوا غربانهم وسنابقهم، واجتمعوا بأصحابهم، وأرسل بالبيرق الذي أخذ عليهم إلى صنعاء فركز في سوقها بأعلا سمسرة خان خليل. ثم كان اليوم الثاني من هذا الحادث المذكور، وزحفت الفرنج بأجمعهم إلى باب المخا، وشنوا عليه المدافع

والزبارط من جميع براشهم، فكانت تقع في وسط المخا كالمطر الملقا، ولم تضر مع كثرتها أحداً غير رجل واحد هلك منها، وأخربوا بذلك الرمي جانباً من قصر المخا المطل على البحر بعد أن كان خرج عنه الجرموزي إلى جانب الأقصى وأخلاه عن السكون لكثرة الرمي المشنون، ثم رمى أهل المخا بالمدفع الكبير، فوقع في دقل البرشة معهم، ويقال: إنه راح منهم ثلاثة نفر وكان بسببه تأخرهم. وكان قد تقدم جماعة من الفرنج إلى داير المخا من جانب آخر يريدون إلقاء الحريق، ففطن بهم بعض المسلمين رموهم فردوهم على أعقابهم، وزال جميع حيَلِهم، ثم إنهم ساروا إلى باب المندب ، ثم عادوا إلى باب المخا، ثم ما زالوا كذلك في البحر يسيرون ويرجعون في البحر، ولم يقع قتال مدة أربعة أشهر، ثم ساروا وكل ذلك لأجل استخراج أهل المخا، واللحوق في البحر ليأخذوا منهم الغرض الأقصى[4/أ] لعلمهم بقلة أجسامهم في أعمال البحر وتصرفهم، فلم يخرج إليهم أحد في مدة لبثهم، فلما أيسوا عن ذلك عادوا راجعين بلادهم، وزال شرهم، ودخلوا بلادهم في شهر رجب منها.
وحصل للفرنج هذا العام هيجان في البحر عظيم، وسببه تحريك العماني لهم لما غزا بندرهم الديو العام الأول.
وفي العاشور من محرم وصل خبر الحاج بأنه كان العراقي هذا العام قوياً زائداً على عادته، وكذلك الشامي، وأما المصري فعلى عادته. وحج بالناس الباشا حسن، واستقر بمكة بعد عزم المحامل شهراً ثم عاد جدة.

وأحمد بن الحسن لما بلغه أفعال الفرنج، وخطاطهم في البحر، ومضاررتهم، لم يقر به القرار بالغِرَاس خشية على بندر عدن والمخا من صولتهم وضررهم، فجمع عساكره جميعاً والوِطَاق، وسار إلى حضرة الإمام بضوران، وسار معه أيضاً محمد بن الإمام من صنعاء. وطلب والده زيادة بلاده له، فزاد له الإمام بلاد حَرَاز . وعلي بن الإمام وصل إلى عدن واستقر، لما بلغه هزيمة الفرنج، وهؤلاء فرنج الهند طوائف مختلفون، فمنهم إنجريز، ولونده، وبرتقال، وفرنصيص [4/ب]، والبرتقال هم الحاكمون عليهم، وسائرهم رعايا لهم.
وقد ذكر المسعودي في (مروج الذهب): أن فرنج الهند أصليون من قبل الإسلام، ساكنون في تلك البلاد، وذكر قطب الدين في تاريخ بني عثمان (الإعلام) و(البرق اليماني) أن طائفة الفرنج في الهند خرجوا القرن التاسع، وضربوا في سواحل اليمن.
قال: وكان خروجهم من وراء جبل القُمر -بضم القاف- من خلف الحبشة بحراً استطرقوا من أصل بحر المغرب من بلادهم، ثم بحر الحبشة ثم بحر الهند إلى هذا المحل الذي سكنوه في الهند، ولهم قلعة في الهند تسمى كُوة -بضم الكاف- هي محل أميرهم وسلطانهم، والجمع بين القولين: أن هؤلاء الذين خرجوا هم طائفة البرتقال الذين حكموا على فرنج الهند، وسائر طوائف فرنج الهند هم الأصليون، وقد صاروا الآن رعايا للبرتقال الذين خرجوا من فرنج المغرب، والله أعلم. وكلهم نصارى، وهم فرق ذات بينهم، وأحد طوائفهم[5/أ] تنكر أن عيسى ابن الله، والطائفة الأخرى تثبت ذلك، وهم على دينين.

وفي شهر صفر أو ربيع حال رجوع الفرنج من باب المندب اتفقوا بجماعة من تجار الحسا وعُمان وغيرهم في مرسى بالرُّوم ، ما بين الشِّحْر وبين أحْوَر ، فقصدوهم فهرب عسكر العماني، وكانوا في غراب قدر ثلاثمائة نفر إلى الساحل، وانكسر غرابهم، ودخلوا برَّوم، وكذلك أهل الحسا الذين معهم البضاعة من البن، وتركوا المركب في البحر، فوصل الفرنج إلى قربه فحرقوه جميعاً. وعسكر العماني رموا إلى جهة الفرنج إلى البحرمن ساحل بروم، فما عرفوا هل أصابوا أحداً أم لا، وأصيب واحد من العمانيين برصاصة من الفرنج في ساحل بروم، ثم إن عسكر العماني بقوا كذلك حتى حصل لهم غراب آخر، بعد أن سار الفرنج ورجعوا بلادهم، والفرنج ذهبوا في البحر جهاتهم.
وفي صفرها لما استقر محمد بن أحمد بعِيَان طلب مشائخ بَرَطْ إليه وذكر لهم من أجل الذين[5/ب] نهبوه في طريق صَعْدة بطريق العَمَشِية العام الأول، فقالوا ذلك قد حصل، وتلاشى أمره وانفصل، وما هو باقي يعاد، وما قد استهلكوه فيسلم فيه العوض، فدخلوا في ذلك وسلموا من الغنم والبنادق بما قيمته قدر ألفين حرف وخمسمائة أو ثلاثة آلاف قيمة الجميع وسلموه إليه، وقالوا: النهب شاركهم فيه غيرهم، وهذا العوض جهدهم، وعاد أحمد بن الحسن من ضُوران هذه الأيام.
وفي شهر ربيع الأول ظهر نور عظيم في مسجد النهرين ، الذي في سائلة وادي صنعاء، لهبة خضراء داخل المسجد بقت من صبح ذلك اليوم الذي ظهرت فيه إلى العصر، والناس يتكحلون بالميل من ذلك، وأهل المكان يقولون: إن هذا المسجد فيه بركة.
[6/أ] وظهر في هذه المدة براهين وكرامات للشيخ فليح بن مفلح، الذي مقبور في طرف سَعْوان ، وعليه مسجد قديم ومنارة وبركة ومطاهر، وذكر أهل الجهة أنه قديم، وأن هذا المسجد كذلك قديم الأساس، وأنه مشهور البركة.

ولا تزال براهينه ظاهرة، وكان يقرب إليه قرية هي خراب الآن، فمنها هذا الزمان كما وصفه الواصف: أن رجلاً أخذ من قَضْب له شيئاً لغنم معه معلوفة، فهلكت أجمع، ومنها: أن رجلاً من نِهْم سرق من كسوة تابوته شيئاً، فأصبح يابساً مكفوتاً، فأرجعها وتاب، ومنها أن جماعة خرجوا من صنعاء إلى مسجده فتَمَخْلَع واحد منهم ولعب جنب حوطته، ولم يأخذ أدبه، وطلع منارته أطل من موشق فيها، فالتم عليه الموشق، ولم يستطع لإخراج رأسه حتى استغفر. ومنها: أن رجلاً ادهن بشيئ من السَلِيْط الموضوع للتسريج، فسقطت لحيته إلى يده، ومنها أن النساء دخلن المسجد زائرات، كانت واحدة حائض، فلما وصلت الباب لم تستطع الدخول، وجاء شيء ما منعها. ومنها: أن رجلين لم يأخذوا أدبهم في حوطته، وهم بجنب بركة الماء التي جنب مسجده، فلم يشعروا إلا وهم في الماء أحدهما فوق الآخر، لم يستطيعوا على الخروج، ولصق أحدهما على الآخر، لم ينفكوا حتى تابوا واستغفروا وتوسلوا ببركة الشيخ في إطلاقهم[6/ب]. ومنها أن رجلاً نهب على راعي غنم للشيخ فليح، بنظر ولي مشهده رأساً من الغنم، بقي ثلاثة أيام، وجن السارق وأرجع الرأس الغنم على حاله. وإذا وصل أحد إلى باب المسجد وله اعتقاد بالشيخ انفتح له الباب، وإذا لم يعتقده لم ينفتح له الباب، هذا كله في هذا الوقت.
قال أهل البلد: وكم له من براهين لا تزال متكررة متواصلة، ومن أعظم ذلك أن المسجد لا يزال مفروشاً بالبُسُط الرَدَاعِية والكسوة على تابوته في مكان قافر وخلاء وقرى سعوان عنه نائية، ويضع القَيِّم الحب في مكان حوله يدخله كل أحد، ويضع جميع ما جاء له من النذور من دراهم وشمع وحب وغير ذلك في حوطته، ولا حارس لها، ولا يقدر أحد أن يمسها ولا يقربها، فهذا من أعظم الكرامات لهذا الشيخ.

30 / 94
ع
En
A+
A-