ما يمكن أن يشار إليه بداية هو أن المؤرخ قد حرص في كتابه "بهجة الزمن" على إظهار العظة والاعتبار في كثير مما أورده من أحداث سياسية واجتماعية واقتصادية أو من خلال بعض الظواهر الطبيعية، فكان يربط بين تلك الأحداث وبين العظة والاعتبار، فنجده مثلاً عندما تناول النزاع بين مراكز القوى على الإمامة بعد وفاة الإمام المؤيد محمد بن المتوكل، يعلق المؤرخ على ذلك بقوله: "واشتغلوا بطلب الملك، وما اعتبروا بمن مضى، وما قد جرى، وأن الملك لا ينفع"، ثم يسرد كيف كان مرض الإمام المؤيد ووفاته. وأنه لم يجدوا له الكفن في المنطقة التي توفي بها، وكفنوه في بقايا ثياب، ولم يجدوا له نعشاً مناسباً. ويختم ذلك بقوله: "فكان ذلك عبرة لمن اعتبر، وتذكرة لمن تذكر، فأين كان الملك الذي كان، ثم لم توجد له الأكفان، ولا ما يحمل عليه من العيدان".
وعلى الرغم من أن الفترة الزمنية للجزأين الثاني والثالث هي أقل من الفترة الزمنية للجزء الأول، حيث شمل الجزء الأول حوالي خمسة وثلاثين عاماً، بينما الجزأين الأخيرين كانت فترتهما الزمنية عشرين عاماً فقط، غير أن المؤرخ قد توسع فيهما حول أحداث العام الواحد، خاصة السنوات التي كانت مليئة بالأحداث السياسية الهامة والكثيرة. من ذلك على سبيل المثال السنة التي توفي فيها الإمام المتوكل إسماعيل (سنة 1087هـ/1676م) كانت أحداثها طويلة جداً، فاهتم بالتطورات السياسية التي حدثت بعد وفاته، وصراع مراكز القوى على الإمامة، وكذلك العام الذي توفي فيه الإمام المؤيد محمد بن المتوكل (1097هـ/1685م) وما ترتب عليه من صراع وحروب بين صاحب المنصورة ومراكز القوى الأخرى، جعلت المؤرخ يتابع الأوضاع والتطورات السياسية لهذا العام، بينما في الجزء الأول كانت الأوضاع السياسية فيه شبه مستقرة، عدا التوسع في المناطق الشرقية والجنوبية، لذلك جاءت أحداث الـ35عاماً في جزء، بينما كانت أحداث الـ20عاماً في جزأين.
وقد اتبع المؤرخ منهج الحوليات، فقد جعل بداية كل عام عنواناً جديداً، وكان يفصل بين الحولية والأخرى بقوله: "ودخلت سنة ..." كما أسلفنا، وما أريد أن أصل إليه هو أن المؤرخ نتيجة لاتباعه لهذا المنهج فقد اضطر إلى تقسيم الموضوع الواحد إلى مجموعة من الأخبار والأحداث، حسب الترتيب الزمني لذلك الموضوع، كما كان متبعاً في تلك القرون.
وعلى الرغم من أن المؤرخ كان في الجزء الأول-أحياناً-يخرج عن منهج الضبط والتوقيت، ويسرد الموضوع كاملاً، حتى وإن كانت بعض متعلقاته قد حدثت في سنوات تالية للعام الذي يكتب عنه، إلا أننا نجده في الجزأين الثاني والثالث-في معظم الأحيان-يذكر الحدث في نفس العام الذي وقع فيه، ولا يكمله إلا في العام الذي انتهى فيه، ويضطر إلى القول مثلاً: "فالله أعلم ما يتم من ذلك".
وهذا يقودنا إلى نقطة أخرى حول منهج المؤرخ، وهي أنه لعله في هذين الجزأين كان يكتب الأحداث أولاً بأول، أي في تاريخ حدوثها، وليس مثل الجزء الأول، حيث كان يوحي للقارئ بأنه يعلم بنهاية الحدث، وإن أجَّل كتابته إلى تاريخ وقوعه، وكان يكرر في معظم الأحيان: "كما سيأتي تاريخه" أو "كما سنذكر"، بينما في الجزأين الأخيرين لم يورد مثل هذه العبارات إلا نادراً، وما يؤيد ذلك مثلاً ما ذكره في أحداث سنة (1097هـ/1685م) حيث يقول: "وحال كتْب الأحرف وصلت كتب إلى حسين بن المتوكل أن حسين بن حسن واجه إلى يوسف". ونجده عند تناوله للأحداث خلال مبايعة أحمد بن الحسن بالإمامة يقول: "وسكنت الأمور في هذا الوقت ببلاد صنعاء، والله أعلم ما يكون من أهل شهارة وصعدة"، وهذا يدل على أنه لا يعلم ماذا يجري في شهارة وصعدة، وأنه يكتب الأحداث حال وقوعها، وليس مثل الجزء الأول، إذ كان لديه فكرة مسبقة في نهاية معظم الأحداث، وما يؤيد ما ذهبنا إليه أنه في هذين الجزأين كان أحياناً يكرر كتابة الحدث مرتين، أما في الجزء الأول فعلى الرغم من كثرة الحواشي التي ألحقها بالمتن إلا أن الأحداث كانت مرتبة، وغير مكررة، وإن اضطر إلى ذلك فيقول: كما سنذكر، وكما سبق ذكره، لكنه هنا ربما في بعض الأحيان ينسى أنه قد سجل هذا الحدث فيعيد ذكره مرة أخرى.
وأحياناً أخرى يسجل خطأً بعض الأحداث؛ لأنه يعتمد أحياناً على السماع، لكنه يعود لتصحيح بعضها إذا علم بصحتها.
أما بالنسبة لتأريخ وقوع الأحداث فقد كان المؤرخ في الجزء الأول-في معظم الأحيان-غير متأكد من التاريخ الدقيق لوقوع الحدث، فهو يقول مثلاً: "وفيها أو غيرها" أو يقول: "وفيها أو التي تليها" كما أنه في معظم الأحيان لم يقسم السنة إلى شهور والشهور إلى أيام، أما في الجزأين الثاني والثالث فقد كان أكثر دقة من بداية السنة حتى نهايتها، فيذكر بداية كل سنة، وكيف كان استهلالها بالرؤية وبالحساب، كأن يقول مثلاً: "كان استهلالها بالثلاثاء بالحساب وبالرؤية الأربعاء"، ويذكر كيف كان دخولها من حيث سير النجوم والأمطار وغير ذلك، وفي معظم الأحيان يحدد اليوم والشهر فيقول مثلاً: "وفي يوم السبت ثالث عشر شهر جمادى الأولى"، أو يقول: " وفي أول جمعة في شهر جمادى الأولى"، وهكذا في معظم أوراق الكتاب.
وعلى الرغم من أن المؤرخ قد اتبع منهج الحوليات، إلا أنه كان أحياناً يميل إلى الاستطراد والخروج عن الموضوع الرئيسي الذي يكتب عنه، ثم يعود مرة أخرى إلى موضوعه، وبذلك يخرج عن منهج الضبط والتوقيت، وقد اتبع ذلك المنهج في الأجزاء الثلاثة.
فنجده على سبيل المثال عندما تكلم عن الفرنج، وما أحدثوه من خلل في الموانئ يخرج عن الموضوع الرئيسي ويشرح طوائف الفرنج، ويستطرد في أقوال المؤرخين السابقين، مثل: المسعودي في كتابه "مروج الذهب" وقطب الدين النهروالي في كتابه "البرق اليماني"، ونجده عندما تناول دخول أحمد بن الحسن إلى برط يستطرد حول من دخله من السابقين، منذ زمن الدولة العباسية والإمام الهادي يحيى بن الحسين والإمام شرف الدين، وفي عهد سنان باشا، ومن دخله عنوة ومن دخله صلحاً، وبذلك يخرج عن الإطار الزمني لتدوين الأحداث.
وأحياناً نجده يستخدم المقارنة بين الأحداث التي يكتب عنها وبين ما سبقها من أحداث، فهو مثلاً عندما تناول إحدى الظواهر الطبيعية يعود بالقارئ إلى فترة زمنية سابقة ليذكر ما يشبه تلك الظاهرة، فعندما تكلم عن براكين ظهرت في الجبل المقابل للمخا يعود بالقارئ إلى المائة الثامنة للهجرة، ويذكر أنه اتفق ظهور براكين في الجبال السبعة بين كمران ودهلك، ثم ما حصل بعدها من الفناء العظيم المشهور، وتكلم عن ظهور النار قرب المدينة المنورة، وحصل بعدها فتنة التتار المشهورة.
وتناول الأحداث في يافع ومحاربتها للدولة القاسمية في عهد الإمام المؤيد محمد بن المتوكل، ثم يقارن ذلك بفترة تاريخية سابقة، فيقول: "وحدث نحو هذا مع عسكر السلطنة في مدة الوزير حسن"، ثم يشرح ما حدث بين الطرفين.
ولا شك أن منهج المقارنة والاستطراد لدليل الثقافة الواسعة التي كان يتمتع بها المؤرخ.
أما منهجه في التراجم فمن الملاحظ أن الجزء الأول قد ترجم المؤرخ فيه لكثير من الشخصيات، ومن مختلف الفئات والطبقات، وفي الجزأين الثاني والثالث اهتم أيضاً بالترجمة لأعلام عصره، غير أنها كانت أقل من الجزء الأول، وترجم في معظم الأحيان للعلماء دون غيرهم، هذا إلى جانب الولاة وأفراد الأسرة القاسمية، ولم تخلُ سنة من السنوات من الترجمة لوفياتها، وكان يضبط تاريخ وفاتهم في الجزأين الأخيرين بطريقة أدق من الجزء الأول، فهو يذكر في معظم الأحيان اليوم والشهر والسنة، وهذا أمر طبيعي، إذ أنه أصبح أقرب إلى الأحداث من الجزء الأول، وعلى وجه الخصوص فترة الإمام المؤيد وبداية فترة الإمام المتوكل، حيث لم يكن قد تجاوز العشرين عاماً، لذلك جاءت التراجم في الجزأين الأخيرين متفرقة في أول العام، وفي منتصفه وفي آخره على حسب تاريخ وفاتهم.
ومن الملاحظ أن المؤرخ قد استخدم في بعض الأحيان طريقة الحوار، سواءً كان ذلك الحوار بينه وبين شخص آخر استقى منه مادتة التاريخية، أو بين شخصين يكتب عنهما، فنجده مثلاً عندما وصل الشريف العارف إسماعيل بن إبراهيم الحنفي الحسيني يذكر المؤرخ أنه التقى به غربي صنعاء "وباحثته في فقه الحنفية"، ثم يورد الأسئلة التي طرحها عليه وإجاباته، ويكثر من الأسئلة عند لقائه ببعض الشخصيات، التي تخبره عن بعض الأحداث، خاصة خارج اليمن، مثل قوله: فسألته، فقلت له، فقال لي، وقد يورد حواراً دار بين صانعي تلك الأحداث، فنجده مثلاً يتكلم عن الحوار الذي دار بين مشائخ برط وأحمد بن الحسن عندما توجه إليهم.
وإذا تساءلنا عن ما المنهج الذي اتبعه المؤرخ عند كتابته للرسائل؟ هل كتبها بنصوصها كاملة؟ أم اهتم بذكر مضمونها؟
سبق أن ذكرنا بأن المؤرخ قد أورد العديد من الرسائل، وقد اتبع المنهجين، فهو في معظم الأحيان، قد اهتم بتوثيق الرسائل كاملة دون أن يحذف منها شيئاً أو يختصرها، ونجده بعد أن يورد الرسالة يقوم بتحليلها ونقدها سلباً وإيجاباً، أما المنهج الثاني فيتمثل في شرحه لمضمون الرسالة بأسلوبه، بحيث يعطي القارئ نبذة مختصرة عما تحويه تلك الرسائل، غير أنه لم يتبع ذلك إلا نادراً.
وأكثر المؤرخ من الاستشهاد ببعض الأبيات الشعرية، وهي في معظمها بمثابة حِكَم يُستفاد منها للعظة والاعتبار، وهذه الأبيات لشعراء مشهورين مثل: المتنبي، وأبو تمام، وابن رشيق القيرواني، وصفي الدين الحلِّي، وأبو فراس الحمداني، والمعرِّي، والشريف الرضي، وطرفة بن العبد وغيرهم كُثر.
وحرص أيضاً على الاستشهاد بالقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.
وأورد بعض التعبيرات الشائع استعمالها، والتي أصبحت بمثابة أمثال عامة متداولة بين الناس، مثل قوله:"جازاه كما يجزى سنمار" "سيفان في غمد لا يصلحان ولا يكاد في الغالب يتفقان" و"من حفر بئراً لأخيه سقط فيه" و"كحال مجير أم عامر": . واستدلالات يحيى بن الحسين الكثيرة تجعلنا نصفه بأنه كان حفَّاظة للقرآن والحديث والشعر والأمثال والتاريخ، وغير ذلك.
وكان المؤرخ أحياناً يشرح للقارئ مواقع بعض المناطق، خاصة غير المعروف منها، وفي ذلك أهمية كبيرة، إذ أن بعض هذه المناطق قد اندثرت، ولم يبق منها إلا الاسم، فنجده مثلاً عندما ذكر أن إبراهيم بن حسين بن المؤيد بلغ إلى موضع يقال له "الأبرق" فيشرح موقعه بعد ذلك مباشرة بقوله: "ما بين الأهنوم وظليمة، وهو من أطوار بلاد ظليمة، فوق سوق الثلوث"، وعند حديثه عن أحمد بن الحسن، وأنه طلع إلى "نجد بني حمرة" ثم يقول "غربي شهارة، وهو وسط الأهنوم، وهو مجمع الطرق القريبة من شهارة".
ويشرح أحياناً بعض الكلمات التي قد تبدو غريبة للقارئ، مستعيناً بقواميس اللغة، فنجده مثلاً يتكلم عن بعض الآلات الحربية ومنها "الدِباب"، ثم يقول: "قال في القاموس: الدبابة مشددة آلة للحرب، وقد كان يتخذها بنو أيوب وبنو رسول باليمن في مدتهم، وعلي بن صلاح كان يتخدها، كما في سيرته".
وإذا انتقلنا إلى أسلوب المؤرخ في كتابته للأحداث، فقد تميز بالسهولة والوضوح، فكان في كثير من الأحيان يستخدم الكلمات والعبارات المفهومة البسيطة، ومع أنه كان أحياناً يميل إلى السجع، باعتباره من المحسنات اللفظية في عصره، إلا أنه لم يبالغ في نحت الكلمات مثلما كان متبعاً لدى مؤرخي عصره، والعصور اللاحقة، ومن أمثلة ذلك:قوله"لبث بصنعاء إلى آخر شعبان، على الضيافات الحسان، من الولاة والأعيان، ثم تقدم إلى ضوران، وحصنه الشامخ على الوديان والبلدان" وقوله: "قد ظهر بطول بقاء حسن بن الإمام، وثقل عليه ذلك الإلمام، وأهمه في اليقظة والمنام، وعطل في نفقاته الحبوب التي قد جمعها بصعدة من سابق الأعوام"، أو أن يقول: "وحصل خفضهم لما كان يرفعهم، وضرهم ما كان ينفعهم، وغاب عنهم من السعد والإقبال ما كان يحضرهم، وخذلهم من الكل ما كان ينصرهم". فقد ابتعد المؤرخ عن السجع المتكلف في اللفظ، والذي-غالباً-أفسد المعنى لدى كثير من المؤرخين.
وأورد في كتابه هذا بأجزائه الثلاثة الكثير من المصطلحات التي تستعمل محلياً، وربما كان بعضها من ألفاظ اللغة العربية الفصحى مثل قوله: "الصنو، الصافية، النصع، الخِطَاط، القِبَال ... إلخ" وأورد كذلك بعض المصلحات العثمانية مثل: "الجامكية، النوبة، الشاوشية، الزبارط، المكاحل، الطبلخانات".
وقد اختصر المؤرخ أسماء بعض الكتب المشهورة والمتداولة حينذاك فيقول مثلاً: "البحر، الغاية، أو يقول:"الهادي في أحكامه" و"النجري في قواعده".
كما اختصر أسماء المشهورين من أئمة العلم مثل: المهدي، الهادي، المنصور .... إلخ. وربما يعود السبب إلى أن أسماء مثل هذه الكتب وأسماء أئمة العلم كان معروفاً مشهوراً حينذاك.
وعلى الرغم من أن المؤرخ لم يترجم لنفسه في هذا الكتاب ترجمة مستقلة، لكنه كان يكتب عن نفسه أحياناً، إذا دعت الضرورة لذلك، فنجده مثلاً يتكلم بين الحين والآخر عن التقائه ببعض العلماء، الذين كانوا يفدون إلى اليمن، أو يتكلم عن انتهائه من تبييض مؤلفه الاقتباس، فيذكر محتوى هذا المؤلف وأجزائه، وترجم لابنه الحسن الذي توفي في حياته وهو لم يتجاوز العشرين عاماً، وقد أطنب في ذكر صفاته وزهده وعلمه، ثم أورد أشعار الرثاء التي قيلت فيه من قبل بعض شعراء عصره، وأُرسلت لوالده.
هذا بالإضافة إلى الرسائل التي تم تبادلها مع الأئمة ومراكز القوى الأخرى حينذاك.
وبعد الانتهاء من منهج المؤرخ وأسلوبه لعله من الضروري توضيح المنهج الذي اتبعته الباحثة خلال التحقيق لنص المخطوطة.
سادساً-منهج التحقيق
لقد أكد المؤرخ في بداية الجزء الثالث من مخطوطة "بهجة الزمن" على ضرورة إثبات النصوص كما أرادها مؤلفوها، فنجده يقول: "إن كتابة ما لم يكتبه المصنف أو حذفه من الكذب عليه، والتحريف لكلامه، وتغيير قصده ومراده؛ لأن المُصَنَّف إنما يضاف إلى مُصَنِّفِه، فلا يُغِيِّر مقصوده وما قرره". وهو بذلك يدعو إلى الأمانة العلمية عند التحقيق منذ تلك الفترة البعيدة مما يدل على تفتحه العلمي الواسع، لذلك فلا بد لكل من حقق نصاً أن يحرص على إثبات النص كما أراده مؤلفه.
وقد بذلت أقصى ما في وسعي لإثبات النص كما أراده المؤرخ، على الرغم من الجهد الذي بذلته في ذلك، إلا أن هناك بعض الكلمات-وإن كانت قليلة جداً-تعذَّر عليَّ قراءتها، فرسمت بعضاً منها كما وردت، وتركت الكلمات التي لم أتمكن من رسمها فوضعت نقاطاً، وأشرت في الهامش بأنها غير واضحة في الأصل.
أما الحواشي التي أراد المؤرخ إلحاقها بالمتن فقد أدخلتها حسب إشارات المؤرخ السابق ذكرها، دون أن أشير إلى ذلك في الهامش لكثرة تكرارها.
ولأن المؤرخ لم يهتم بالإعجام، كما سبق أن ذكرت في وصف المخطوطة، فقد كانت بعض الكلمات تحتمل أكثر من معنى، غير أني حاولت-ما أمكن-التغلب على هذه الصعوبة بالوقوف كثيراً عند كل كلمة وتقريبها إلى سياق المعنى، حرصاً على إثبات النص كما أراده مؤلفه. وقمت بتشكيل الكلمات التي حسبتها تحتاج إلى تشكيل لتوضيح المعنى ودفع الاشتباه عنها، مثل أسماء بعض الأعلام وكناهم وألقابهم، وأسماء البلدان والمواضع وبعض المصطلحات العامية، وغير ذلك.
ووضعت الهمزات للكمات التي تحتاج إلى ذلك؛ حرصاً على التوحيد في الكتابة، وليتضح المعنى أمام القارئ الحديث.
وهناك بعض الكلمات قد تكون من الألفاظ العامية، ويصعب فيها إبدال الياء بالهمزة؛ لذلك كُتبت كما تنطق في اللهجة اليمنية، ومعظمها لا يزال مستخدماً حتى الوقت الحاضر مثل: بير العزب، الداير، الغواير.