وكان يحيى بن الحسين قد ذكر عدد مؤلفاته في ورقة العنوان لكتابه "الزهر الناعم في اتِّباع سنة أبي القاسم" وبخطه هو، فيقول: "مصنفات الفقير إلى الله يحيى بن الحسين بلغت نحو ثمانين مصنفاً في قدر ثلاثين مجلداً. والله الموفق". ثم زاد عليها ربما بعد تأليفه لكتاب الزهر الناعم فبلغت نحو 122 مصنفاً، وفي مختلف العلوم.
أما العلوم التي ألَّف فيها، فهي علوم القرآن والسيرة النبوية، وأصول الفقه، وأصول الدين، والحديث، والتصوف، والتاريخ. غير أن المؤلفات التاريخية التي تركها كانت سبباً في شهرته وبروزه بين مؤرخي عصره، بل لقد كان له أثر كبير على من أتى بعده من المؤرخين لمميزاته العلمية المتعددة، فقد كان مجتهداً متحرراً، عميق النظر، فضلاً عن اتساع معلوماته وكثرة مؤلفاته.
واهتم بعلم التاريخ فكانت مؤلفاته التاريخة أكثر شهرة من مؤلفاته في العلوم الأخرى، وقد اعتمد من جاء بعده من المؤرخين على كتبه، وبصفة خاصة كتابيه "أنباء الزمن في تاريخ اليمن" و "بهجة الزمن في تاريخ اليمن"، ولن نبالغ إذا ما أكدنا على أن يحيى بن الحسين يعد من أبرز مؤرخي عصره، وبتعبير الأستاذ الدكتور سيد مصطفى بأنه يعد "من أبرز مؤرخي القرن السابع عشر الميلادي اليمنيين، ومن أكثرهم اعتدالاً على الإطلاق، رغم أنه كان حفيداً للإمام القاسم بن محمد، ورغم أن عصره كان عصر التعصب للأئمة الزيديين، وعصر انتصار هؤلاء الأئمة وامتلاكهم لمقاليد الأمور في اليمن".
وعلى الرغم أن ثمة من يقول إن مذهبه الزيدي قد دفعه إلى محاباة رجال الزيدية في كثير من المواضع، غير أنه من خلال ما وقفنا عليه من كتب ليحيى بن الحسين لم نجد ما يؤكد هذا القول فكان كثيراً ما ينتقدهم، ويدعو إلى نبذ التعصب، ويطلق على المتعصبين من الزيدية بـ"رفضة الزيدية" مشيراً بذلك إلى الفرق المتعصبة. فلم يحاب أحداً من رجال الزيدية، وإنما كان أكثر مؤرخي عصره موضوعية.
ويتضح من خلال كتابات يحيى بن الحسين التاريخية أنه كان واسع الإطلاع على العديد من المؤلفات وفي مجالات مختلفة فتمتع لذلك بثقافة عالية ولاطلاعه الواسع نجده من أكثر المؤرخين دقة وعلماً بمجريات الأحداث، وبحسب صاحب "مصادر تاريخ اليمن" فإن كتبه تعد من أشمل المؤلفات التي عالجت تاريخ اليمن في العصر الإسلامي، حيث صحح فيها الكثير من الأخبار التي اختلف حولها سابقوه.
ولم يقتصر اهتمام يحيى بن الحسين على الفترة التي عاصرها، لكنه تناول مراحل التاريخ القديم، ثم الإسلامي، ثم المعاصر له، وأفرد لكل مرحلة مؤلفاً خاصاً، هذا بالإضافة إلى كتب التراجم، وسأكتفي بسرد مؤلفاته التاريخية، وهي:-
1- العبر في أخبار من مضى وغبر: تناول فيه المؤرخ الفترة السابقة للإسلام.
2- أنباء الزمن في تاريخ اليمن: تناول الفترة منذ فجر الإسلام حتى خروج العثمانيين الأول من اليمن سنة (1045هـ/1635م).
3- بهجة الزمن في تاريخ اليمن: تناول الفترة منذ خروج العثمانيين/1045هـ/1635م، حتى بداية عصر صاحب المواهب (1099هـ/1686م)، موضوع هذه الدارسة، التي تُعنى الباحثة بتحقيقه.
ويتضح في مؤلفاته الثلاثة السابقة حرصه على التسلسل الزمني فيها، فجعل كتابه "العبر" مقدمة لكتابه الثاني "أنباء الزمن" بينما كان كتابه الثالث "بهجة الزمن" ذيلاً للكتاب الذي قبله "أنباء الزمن" وحاول الربط بين المؤلفات الثلاثة.
4- المستطاب في تراجم علماء الزيدية الأطياب: ويعد من أهم كتب التراجم في تلك الفترة.
5- التعريف بجملة من أهل العلم والتصنيف: ترجم فيه لبعض العلماء من أهل اليمن وغيرهم.
6- الزهر في أعيان العصر: ترجم فيه لستة عشر عالماً من علماء اليمن في عصره.
وعلى الرغم من أن يحيى بن الحسين قد ابتعد عن السياسة -كما سبق أن رأينا-ولم يشارك في الحكم، إلا أنه لم يكن بمعزل عن الأوضاع السياسية الدائرة حوله، ولم يسكت عما كان يصدر من الأئمة والحكام من أخطاء، فهو أحياناً ينصح، وأحياناً أخرى يترجى، وأحياناً ثالثة ينتقد ويهاجم، وله العديد من الرسائل-التي دونها في كتابه "بهجة الزمن" بأجزائه الثلاثة-مع الأئمة وبعض مراكز القوى، ابتداءً من عصر الإمام المتوكل إسماعيل، الذي دارت بينه وبين يحيى بن الحسين العديد من المراسلات، كان الأخير ينتقد بعض سياسة الإمام المتوكل المالية، وكان الإمام بالتالي يجيب على تلك الرسائل مبرراً أحياناً، ومنكراً ما يوجه إليه من انتقادات أحياناً أخرى، ولكن في جميع تلك المراسلات اتضح أن الإمام المتوكل كان يُجلُّ يحيى بن الحسين ويحترمه، لمكانته العملية الكبيرة، ودارت أيضاً مراسلات بينه وبين الأئمة الثلاثة الذين أتوا بعد الإمام المتوكل، وقد سبق ذكر ذلك في الفصل الثاني من هذه الدارسة.
ج - إهمال بعض المؤرخين الترجمة له واهتمام الكثير منهم بذلك
من المعروف أن بعض المؤرخين قد أهملوا الترجمة ليحيى بن الحسين، ونتيجة لذلك لم يتأكد تأريخ دقيق لسنتي ولادته ووفاته. ومعظم ما وجدناه لا يعدو أن يكون ترجيحات، كما أسلفنا، كما أن معظم مؤلفاته لا زالت مكتوبة بخطه، ولم تُنسخ، ولعل موقف يحيى بن الحسين من الأئمة في عصره، وكذلك من بعض العلماء المعاصرين له جعل بعض المؤرخين يهملون الترجمة له، ولعل ذلك يعود إلى ما ذهب إليه الشوكاني وهو: "ميله إلى العمل بما في أمهات الحديث ورده على من خالف النصوص الصحيحة".
السبب الآخر، ولعله أكثر أهمية وهو أنه قد مثل جانب المعارضة-إن جاز استخدام هذا التعبير-ابتداءً من عصر الإمام المتوكل حتى أوائل عصر الإمام محمد بن أحمد بن الحسن (صاحب المواهب)، هذا الموقف جعل بعض المؤرخين يهملون الكتابة عنه، ربما محاباة للسلطة، كما هو متبع في كل العصور والأزمنة.
وأبزر مثال على ذلك الإهمال هو المؤرخ عبد الله بن علي الوزير (1074-1147هـ/1663-1734م)، حيث يتضح موقفه من يحيى بن الحسين من خلال كتابه "طبق الحلوى وصحاف المن والسلوى" فدوَّن كتابه هذا مبتدأً بنفس الفترة التي بدأ بها يحيى بن الحسين كتابه "بهجة الزمن"، واعتمد اعتماداً أساسياً على هذا الكتاب، فاستقى منه معظم المعلومات، ورتب أحداث كتابه بالترتيب نفسه لأحداث كتاب "بهجة الزمن" ولكن بأسلوب مختصر.
وكان في معظم الأحيان ينقل من كتاب "بهجة الزمن" ويتجاهل ذكر اسم يحيى بن الحسين، ويستبدله بنعوت ومسميات أخرى مثل :"رأى بعض السادة"، وقد وردت عند يحيى بن الحسين بقوله: "وفيها رأيت" أو يقول: "رأيت لبعض الفضلاء كلاماً يقول ما لفظه:"وهو ينقل من كتاب (البهجة) أو يقول: "وهذا ما تلقاه بعض النقلة عن لسان الشيخ محمد الحساوي"، وهناك أمثلة أخرى كثيرة.
غير أن هناك من المؤرخين من أنصفه، واعترف بفضله وعلمه، منهم على سبل المثال ابن عامر، فقد مدحه بقوله: "كان سيداً عالماً من عيون آل محمد فضلاً وورعاً، متكلماً في الفروع، وشرح الأزهار شرحاً عظيماً، أبان عن علم واطلاع واختيارات ثاقبة، وآراء صائبة، وإلزامات مفيدة، وله رسائل عظيمة وحواشي عجيبة، وكان في زمن الإمام المتوكل رحمه الله عمدة الناس في الفتوى، وكان منظوراً بعين السيادة والكمال والرئاسة العظمى".
وترجم له إبراهيم بن القاسم في كتابه "الطبقات" ترجمة طويلة، أطنب في مدحه، وأضاف إلى ما قاله ابن عامر أنه كان إماماً محققاً، أستاذ أهل الرسوخ، له تصانيف جليلة، منها كتاب التاريخ، يدخل في مجلدين، وشرح على مجموع الإمام زيد، يدل على تمكنه وبسطه في جميع العلوم.
أما الشوكاني فقد وصفه بأنه مطلع في جميع العلوم، ومتمكن، وأن مصنفاته جليلة.
وترجم له معظم المؤرخين المتأخرين مثل: البغدادي: في كتابه "هدية العارفين" والقنوجي في كتابه "التاج المكلل" وغيرهم معتمدين على الترجمة التي أوردها الشوكاني في كتابه "البدر الطالع"، حتى لقد صار كتاب الشوكاني هذا مصدراً رئيسياً للكتابات المتأخرة التي ترجمت ليحيى بن الحسين.
د- وفاته
سبق أن ذكرنا بأن ثمة تضارباً واختلافاً بين المؤرخين حول السنة التي توفي فيها يحيى بن الحسين، فثمة من يذكر أن وفاته كانت "في نيف وثمانين بعد الألف من الهجرة". وثمة من يرى أن وفاته كانت بعد سنة (1099هـ/1686م) استناداً إلى أن كتابه "بهجة الزمن" قد توقف في هذا العام. والبعض يذكر أن وفاته كانت بعد سنة (1100هـ/1687م). وقبر في بير طاهر، في الجهة الغربية من صنعاء، رحمه الله.
ونتيجة لتلك الاختلافات حول وفاته، فإننا أيضاً لم نستطع أن نحدد تحديداً دقيقاً السنة توفي فيها يحيى بن الحسين، غير أنه من المرجح أن وفاته كانت بعد سنة (1100هـ/1687م)، إذ أنه ليس بالضرورة أن تكون وفاته في نفس العام الذي انتهى فيه من كتابه "بهجة الزمن"، فربما أنه قد انشغل بمؤلف آخر، أو لعله قد توقف عن الكتابة لأسباب نجهلها حالياً، وقد تكشف لنا مصادر أخرى-غير متوفرة الآن-عن ذلك.
ثانياً- البحث عن نسخ المخطوطة ووصفها :
لما كان أي تحقيق لمخطوطة ما ونشرها نشراً علمياً سليماً يحتاج قبل البدء في أي شيء إلى حصر النُّسخ المختلفة إن وجدت فقد بدأت بالبحث عن نسخ أخرى لهذه المخطوطة الموجودة بدار المخطوطات بصنعاء، وتتبعت قراءة الفهارس العامة للمخطوطات العربية سواء الموجودة في دار الكتب اليمنية أو في المكتبة المركزية بجامعة صنعاء، حيث تتوفر في هذه المكتبات فهارس عامة عن المخطوطات اليمنية في المكتبات العالمية العربية والأجنبية مثل: فهارس دار الكتب المصرية ومعهد المخطوطات العربية التابع لجامعة الدول العربية ومكتبة صوفيا الوطنية البلغارية ومكتبة الأمبروزيانا، لكني لم أجد في أي منها ذكراً أو إشارة لمخطوطة (بهجة الزمن) كما بحثت في الكتب الخاصة بفهارس بعض المخطوطات اليمنية مثل: " مصادر التراث اليمني في المتحف البريطاني" للدكتور حسين العمري و" مصادر التراث العربي الإسلامي في اليمن" للأستاذ عبد الله الحبشي، و" مصادر تاريخ اليمن في العصر الإسلامي" للدكتور أيمن السيد، غير أني أيضاً لم أجد في كل ذلك إشارة أو ذكر لهذه المخطوطة.
ولم أكتف بذلك لكني بدأت في البحث عن نسخة أخرى لها لدى بعض الأسر اليمنية التي لديها مكتبات غنية بالتراث اليمني، وكان يحدوني الأمل في أن أجد نسخة لدى هذه الأسر؛ لأن الكثير من المخطوطات اليمنية لا زالت حبيسة المكتبات الخاصة، غير أني خلال رحلة البحث هذه لم أجد أيضاً أي أثر لنسخة أخرى. مع أن وجود نسخة ثانية كان يعني لي توفير الكثير من الجهد والوقت، كما سيتضح ذلك في منهج التحقيق.
وإذا ما انتقلنا إلى وصف نسخة المخطوطة الموجودة في دار المخطوطات بالجامع الكبير أو ما يسمى بالمكتبة الغربية فهي مقيدة تحت رقم (49 تاريخ وتراجم) وهي من القطع المتوسط (مقاس 21× 15) والمخطوطة بخط المؤلف عدا بعض أوراق في الجزأين الأول والثاني كتب بخط مختلف، غير أن ما كُتب هو إما رسائل أو أبيات شعرية منقولة من دواوين لكنها قليلة، وكأن المؤلف قد كلف أحد معاصريه بكتابتها أو نقلها إلى مخطوطته.
وبما أن المخطوطة هي مسودة المؤرخ فلا يوجد عدد محدد للأسطر فيها بسبب أن الخط في بعض الأوراق صغير جداً، وفي معظم الأوراق كان الخط أكبر لذلك تفاوت عدد أسطر المخطوطة، فالأوراق التي خطها صغير يتراوح عدد أسطرها ما بين 22-23سطراً بينما الأوراق التي خطها أكبر يتراوح عدد أسطرها ما بين 18- 19 سطراً.
والمخطوطة غير مرقمة من قبل المؤرخ، لكنه حرص على أن يلتزم في الأجزاء الثلاثة بما عرف بنظام التعقيبة وهو كتابة بداية الكلمة التي في الورقة الجديدة في أسفل الورق السابقة للدلالة على بدء الورقة التي تليها وهو أسلوب متبع في معظم المخطوطات، وكأنه بمثابة ترقيم لأوراق المخطوطة . غير أنه تم ترقيمها من قبل الجهة التي تحتفظ بها وهي دار المخطوطات. وقد رقمت بعض الأوراق ترقيماً خاطئاً، حيث كان هناك قفزات في بعض الأوراق في حين أنه لا يوجد نقص أو خلل في تسلسل الأحداث.
وبلغ عدد أوراق الجزء الأول 219ورقة والجزء الثاني 238ورقة والجزء الثالث 175ورقة، وبذلك يكون عدد أوراق الأجزاء الثلاثة 704 أوراق أي أن عدد صفحاتها 1408 صفحات.
وإذا ما بدأنا بوصف ورقة العنوان للجزء الأول فهي كالتالي: كُتب في أعلى الورقة في منتصفها عنوان المخطوطة بخط المؤلف وهو : " بهجة الزمن في تاريخ اليمن" وكتب المؤلف قبل العنوان في وسط الورقة من أعلى وبخط كبير: " بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله، وفي جهة اليسار وبخط مائل من أعلى إلى أسفل كتب حفيد المؤرخ ترجمة للسيد إدريس بن علي الحمزي وولده محمد بن إدريس كما يلي: " السيد العالم إدريس بن علي ويلقب سيف الإسلام بن عبد الله بن الحسن. ويلقب بأبي .... فارس المسلمين ابن حمزة الجواد بن سليمان.... ابن حمزة اليمني ابن علي العالم المجاهد بن حمزة بن أبي هاشم النفس الزكية الحسن بن عبد الله بن علي بن عبد الله العالم. صنو الهادي يحيى بن الحسين رحمه الله مؤلف "كنز الأخيار في الأخبار" كتاب نفيس، حافل نظير . رتبه على السنين، وفرغ من تأليفه يوم الإثنين في رجب الأصب من ثلاث عشرة وسبعمائة، وتوفي سنة أربع عشرة وسبعمائة . وكان للسيد إدريس مخالطة للسلاطين اليمنية وتولى لهم وأكل عطياتهم وإقطاعاتهم وجوائزاتهم. ثم روي عنه أنه تاب توبة نصوحاً، عاهد الله عليها مراراً حتى مات، رحمه الله تعالى. وهو والد السيد محمد بن إدريس الذي له مؤلفات كثيرة منها: " النهج القويم في تفسير القرآن الكريم" في مجلدات. وله: "التيسير في التفسير" مجلدات، وله غير ذلك . ومن مؤلفاته في الفقه كتاب: "شفاء غلة الصادي على مذهب الهادي" رحم الله الجميع برحمته. نقل من.... القاضي أحمد بن سعد المسوري رحمه الله.
وكتب في جهة اليسار بخط كبير: " من مؤلفات العلامة عماد الإسلام يحيى بن الحسين بن أمير المؤمنين رحمه الله تعالى "، ويوجد بهذه الورقة عبارات كتبت ثم شطبت بالحبر الأسود، ولم يتضح معناها.
أما الورقة المقابلة لورقة العنوان فقد كُتب في جهة اليسار بخط مائل من أعلى إلى أسفل، ويرجح أنه خط حفيد المؤرخ، الذي كتب تعليقات في بعض أوراق المخطوطة وهو يحيى بن مطهر بن إسماعيل بن يحيى بن الحسين، كتب ترجمة لجناد بن واصل الكوفي استقاها من كتاب "معجم الأدباء" لياقوت الحموي، ما يلي:" جناد بن واصل الكوفي هو مولى بني عارضة، من بني أسد يكنى أبا محمد، ويقال: أبو واصل . من رواة الأخبار والأشعار، لا علم به بالنحو. وكان يصحف ويكسر الشعر، ولا يميز بين الأعاريض المختلفة. وهو من علماء الكوفيين القدماء. وكان كثير الحفظ في مقياس حمَّاد الرَّاوية، وما كان أهل الكوفة يشكُّون في شعره، ولا يعزُبُ عنهم اسم شاعر إلا سألوه عنه فوجدوه لذلك حافظاً، وبه عارفاً. انتهى من معجم الأدباء لياقوت".
ثم كُتب في أسفل الورقة من جهة اليسار، وبالخط نفسه، غير أنه خط كبير ما يلي: "مولد الجد يحيى بن الحسين استنباطاً من أخبار سنة 1049هـ، في سنة 1035. وفاته سنة 1099، فعمره على هذا 64سنة، رحمه الله تعالى".
وإذا انتقلنا إلى وصف ورقة العنوان للجزء الثاني فهي كالتالي:
كُتب في أعلى الورقة في منتصفها عنوان المخطوطة، بخط المؤلف، وهو: "الجزء الثاني من بهجة الزمن في تاريخ اليمن ...... ، ليحيى بن الحسين. وهو تاريخ"، وبقية الكلام مشطوب عليه، وكأن الفاعل قد تعمد أن لا يتضح منه شيئٌ.
وكُتب في منتصف الورقة بعد العنوان، وبخط واضح ومختلف عن خط المؤلف ما يلي:
"وأنباء الزمن في تاريخ اليمن"، جمع سيدي العلامة عماد الدين يحيى بن الحسين بن القاسم بن محمد عليهم السلام." وبعدها إشارة الهاء المقلوبة "لع" التي تعني انتهى.
وكُتب في أسفل الورقة، في الجانب الأيسر منها كلام، سُكب عليه الحبر، فلم يتضح منه شيء البتة، وكتب تحته بخط مختلف عن خط المؤلف، ومختلف عن الخط السابق ما يلي: