ويشير يحيى بن الحسين إلى أن الذي دفع الحجرية إلى ذلك هو شدة وطأة الولاة والعمال منذ عهد الإمام المتوكل، والآن عندما سمعوا ما حدث في يافع كان دافعاً لهم على التمرد، ومحاولة الخروج على الدولة. ثم يؤكد بأنه لولا موقع الحجرية في وسط اليمن لكانت شوكتهم أعظم من يافع، وأنهم لا زالوا يتمردون ويخرجون على الدولة كلما شعروا بضعفها أو اختلاف مراكز القوى مع بعضها.
وقد حاول الإمام المؤيد باعتباره في قمة الهرم لهذه الدولة-وإن كان ذلك اسماً فقط-أن ينهي تلك الثورة؛ لأنها ستزيد من زعزعة الأمن وعدم الاستقرار على الرغم من أن العلاقة بينه وبين صاحب المنصورة لم يكن يسودها الوئام، كما سبق أن رأينا، فكتب إلى فقهائهم ليعرف ما سبب الخلاف ويسعى في الصلح، فأجابوا عليه بأن السبب الجور في المطالب، وأنه طال بهم الصبر على ذلك حتى بلغت القلوب الحناجر، وأنهم لما عرفوا عدم اجتماع الكلمة بينه وبين صاحب المنصورة، وتأكد لهم أن الشكوى لن يكون لها تأثير، وأن المؤيد لن يتمكن من معاقبته أو عزله؛ لأنه دولة قائمة بذاتها مستقلة بنفسها. وهم يعذرون المؤيد لعدم نفاذ أمره لدى صاحب المنصورة، لذلك فهم يدافعون عن أموالهم وأنفسهم، وإزالة صاحب المنصورة عنهم.
ولما وصلت هذه الرسالة المعبرة عن موقف أهالي الحجرية، والمؤيد معروف عنه حبه لإصلاح ذات البين، وهو يعلم أيضاً جور صاحب المنصورة وشدة وطأته هو وعماله على تلك المناطق، فكتب إلى أحمد بن المؤيد هو في الجَنَد، حيث كان قد أرسله على رأس حملة عسكرية إلى هناك لنجدة صاحب المنصورة، كتب إليه أنه لا يدخل في حرب مع أهل الحجرية، ولا يفتك بهم، وأن يعيد ما أخذه منهم، وأن يسعى في الصلح فقط. غير أن صاحب المنصورة تمكن من إخضاع هذه المناطق بالقوة.

وعلى كل فإنه على الرغم من المحاولات الكثيرة التي بذلها الإمام المؤيد لإصلاح الدولة إدارياً ومالياً، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، فكان الولاة يتصرفون في ولاياتهم كما يشاؤون، وبما يرونه مناسباً لهم، فعمت الفوضى والاضطرابات، واستولى بعض الولاة على بعض المناطق التي كانت تتبع ولاة أو عمالاً آخرين معينين من الإمام. ولم يتمكن من إعادة تلك المناطق إلى ولاتها السابقين، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر السيد حسن بن مطهر الجرموزي والي المخا أصبح والياً بدلاً منه أبو ريحان، عينه محمد بن أحمد بن الحسن، كذلك العدين استولى عليها عبد الله بن يحيى بن محمد بن الحسن من واليها جعفر بن مطهر الجرموزي، واستولى على حجة حسين بن محمد بن أحمد بن القاسم من واليها السيد علي بن حسين جحاف، وأمثلة أخرى كثيرة. وهذا دليل على أن أوامره لم تكن تُنفذ، وأصبح كل والي يتصرف في ولايته وكأنه إمام، وأصبح لديهم من الأموال ما هو أكثر من الإمام المؤيد نفسه، ولم يعودوا يرسلون إلى مركز الدولة ما عليهم من واجبات، على الرغم من المحاولات المتكررة من المؤيد بمطالبتهم بذلك، وأن خزانته أصبحت فارغة، بينما غيره من الولاة من آل القاسم أصبحوا في الثراء الجزيل والأموال الكثيرة. وأصبح يعاني كثيراً لعدم وجود الأموال الكافية لديه، واضطر أن ينفق خزائن والده.
وقد بلغ به الحال أنه حاول الاستدانة من بعض التجار، غير أنهم كانوا يرفضون ذلك؛ لأنهم يعلمون أنه ليس لديه العائد المادي الكافي لقضاء تلك الديون. ولما قل العائد المادي، ولم يعد لديه ما يدفعه من رواتب للجند هرب من لديه بعض الجنود، فمنهم من رجع بلاده، ومنهم من اتجه إلى صاحب المنصورة، لما بلغهم الوفاء لأصحابه ومن معه من الجند.

وامتلك بعض الولاة من آل القاسم دُورَاً خاصة بضرب العملة في ولاياتهم، وبالطبع أدى ذلك إلى ضعف العملة وتدهورها وزيادة الغش فيها، وتضرر الناس من جراء ذلك. وعلى الرغم من محاولة الإمام المؤيد إغلاق تلك الدور، لكنه لم يتمكن من إغلاق جميعها، وبالأخص في ولايات مراكز القوى التي كانت تتمتع بنفوذ واسع.
كما بذل مجهوداً كبيراً لمحاولة إزالة المطالب غير الشرعية، لكنه لم يتمكن من ذلك إلا في المناطق التي كانت تابعة لولايته، وعلى حد تعبير يحيى بن الحسين: "فقد رفع مظالم كثيرة من البلاد التي نفذت بها يده وحكمه كبلاد صنعاء وبلاد حراز وضوران. وأما اليمن الأسفل فلم ينفذ فيها كلامه، ولم يسمع فيها قوله" ، ويصفه أبو طالب بقوله: "وكان في الفضل والورع والشفقة على الناس بالمحل الذي لا يبلغه غيره" . وقد صار عدله في رعيته مثلاً مضروباً. وكان أهل عصره يكنونه، فيقولون أبو عافية؛ لأنه لا يضر أحداً منهم في مال ولا بدن، أما ابن عامر فيصفه بقوله: "كان وحيد عصره علماً وكرماً وفضلاً وورعاً وزهداً وصلاحاً، ومتحرياً في أقوله وأفعاله" . ويمدحه يحيى بن الحسين بقوله: "وكان يحب العدل والرفق، ولا يعاقب في الغالب إلا بمقتضى الشرع ..... وكان له حالة عظيمة في التواضع وعدم التكبر والترفع على ما هو فيه من الملك والرئاسة" .
خلاصة القول أن الإمام المؤيد محمد بن إسماعيل كانت له مواصفات ميزته وميزت عصره. وكانت قيمه ومبادئه لا تتناسب مع ظروف عصره. حاول رفع الظلم عن الناس وإلغاء ما فُرض عليهم من مطالب غير شرعية، لكنه لم يتمكن من عمل شيء من ذلك. وزاد في عهده التدهور الاقتصادي والفوضى وانعدام الأمن، فلم يكن لديه القدرة على محاسبة الولاة والعمال، وما حقوقهم وما واجباتهم إزاء ولاياتهم وإزاء الدولة، لذلك استغل هؤلاء شخصية الإمام المؤيد، وجمعوا الكثير من الأموال.

وحاول الإمام المؤيد توحيد الأسرة، لكن الظروف والأوضاع ومراكز القوى كانت عائقاً أمامه، كما أنه لم يتمكن من إقامة علاقات خارجية بسبب اشغاله بالأوضاع الداخلية، كما أسلفنا، فقد وجد في زمن غير زمانه، إن صح التعبير.
وبعد خمس سنوات من توليه الإمامة أصيب بمرض أقعده، ثم توفي في 3 جمادى الآخرة سنة (1097ه‍/ 26 أكتوبر 1686م) في حمَّام علي، إلى الجنوب من ضوران، حيث نقل إليها للعلاج بالمياه المعدنية الطبيعية.

ثالثاً: الإمام الناصر محمد بن أحمد بن الحسن
(1097-1130ه‍/1686-1718م)
دوره السياسي قبل توليه الإمامة
بعد وفاة الإمام المؤيد محمد بن المتوكل إسماعيل وصل إلى الإمامة محمد بن أحمد بن الحسن، الذي عُرف بصاحب المنصورة، قبل توليه الإمامة، ثم بصاحب المواهب بعد وصوله إليها بفترة وجيزة، نسبة إلى المدينة التي اختطها كعاصمة لدولته.
فما الدور السياسي الذي لعبه قبل وصوله إلى الإمامة؟ وكيف تغلب على منافسيه من آل القاسم خلال صراعهم للوصول إليها؟
ولد محمد بن أحمد بن الحسن في 7جمادى الآخرة سنة (1047ه‍/27 أكتوبر1637م). وهو أكبر أبناء أبيه، حيث أنجبه والده وعمره ثمانية عشر عاماً.
وتعلم من والده الإمام المهدي أحمد بن الحسن الشجاعة والإقدام، حيث كان قد أتاح له فرصة المشاركة في الأعمال السياسية والعسكرية من وقت مبكر، حتى أصبح فيما بعد شخصية سياسية وعسكرية هامة.
كان والده أحمد بن الحسن قد أراد أن يعطيه ولاية بلاد العدين سنة (1082ه‍/1671م) عقب وفاة إسماعيل بن محمد بن الحسن، فراسل الإمام المتوكل إسماعيل بشأن ذلك، غير أن الإمام المتوكل رفض ذلك الطلب، وأعطى ولاية العدين لجعفر بن مطهر الجرموزي. ولعله كان عاملاً على منطقة تسمى (جحاف) حيث يذكر يحيى بن الحسين ذلك بقوله: "فعاد محمد بن أحمد إلى بلاده وسكن بجحاف" بعد أن رفض الإمام المتوكل إعطاءه بلاد العدين.
وفي عام (1082ه‍/1671م) عندما كان عمره حوالي 35 عاماً عينه الإمام المتوكل عاملاً على بلاد الحجرية من لواء تعز، وكأبيه الإمام المهدي أحمد بن الحسن أبان عن شجاعة فائقة وإقدام مشهود، غير أنه لم يكن له اهتمام بالعلوم المتداولة في عصره، مقارنة بوالده وبعض أقرانه من بيت القاسم، ومع ذلك فقد حاول سد هذه الثغرة فيما بعد فوقع-وهو إمام-في مزالق، وظهرت منه تناقضات لم تكن معهودة فيمن سبقه من أئمة بيت القاسم.

وبعد أن عُين عاملاً على بلاد الحجرية اختار المنصورة، وهي قرية من ناحية الصلو-مقراً له، حتى عُرف بصاحب المنصورة طوال فترة توليه لها، وهو اختيار يدل على ذكائه ودهائه، فهي تقع في رأس جبل الحجرية، وهي حصينة مرتفعة، يستطيع من خلالها فرض هيبة الدولة على بقية مناطق الحجرية، وإخماد تمردات أو ثورات القبائل هناك، خاصة أنه قد حصَّنها بالمدافع. وقد أشار يحيى بن الحسين إلى ذلك بقوله: "وعَمَر محمد بن أحمد المنصورة، رأس جبل الحجرية، وجرى فيها المدفع، فبذلك حصل منهم الردع" .
وقد أثبتت الأحداث فيما بعد حسن اختياره للمنصورة مقراً لولايته، ففي سنة (1085ه‍/ 1674م) عندما وصلت الأخبار بمرض الإمام المتوكل تمردت بعض قبائل الحجرية، ويعلق يحيى بن الحسين عن موقع المنصورة الحصين بقوله: "ولولا سكون محمد بن أحمد في رأس جبلهم لكان طردوا عُمَّالهم عنهم" .
ولم تكن السنوات التي أمضاها محمد بن أحمد بن الحسن في المنصورة فترة استقرار في معظمها، بل انخرط في كثير من الحروب في المنطقة وغيرها من المناطق. من ذلك على سبيل المثال نجده في سنة (1085ه‍/1674م) يرسله والده إلى عدن والمخا دعماً للقوات الموجودة هنالك لصد العمانيين، الذين كانوا يمنعون التجار من الدخول إلى عدن أو المخا، وينهبون بعض القادمين إلى هذين المينائين.

وخلال الصراع على الإمامة بين والده والقاسم بن المؤيد كان محمد بن أحمد بن الحسن قد انضم إلى جانب القاسم بن المؤيد ضد والده الإمام المهدي. وعلى الرغم من أن المصادر التي بين أيدينا لا توضح سبب ذلك، إلا أنه من المرجح أن سبب ذلك هو رفض الإمام المهدي إعطاء ابنه المناطق التي كان يريد أن يضمها إلى ولايته، فخرج الابن على أبيه وانضم إلى القاسم، الذي كان قد وعد بإعطائه المزيد من المناطق، واضطر الإمام المهدي أحمد بن الحسن أن يرسل إليه ابنه الآخر علي بن أحمد بن الحسن سنة (1088ه‍/1677م) لمحاربته وإخضاعه، فلما وصل علي إلى نواحي تعز ويفرس هرب كثير من أصحاب محمد بن أحمد بن الحسن وتفرقوا عندما وصلهم كتاب من المهدي يحذرهم من إعانة أبنه، عند ذلك رأى أنه لا جدوى من مخالفة والده، فاتجه إليه وهو في صنعاء في سنة (1091ه‍/1680م) للالتقاء به ومصالحته، وكان المتوسط بينهما محمد بن المتوكل ومكث لدى والده بالغراس أقل من شهر، ثم عاد إلى ولايته، بعد أن أعطاه ولايات جديدة إلى جانب ولايته السابقة، كما أطلق يده في الأوامر والنواهي باليمن الأسفل.
وأصبحت له مكانة كبيرة، وهابته القبائل هناك، ومد يده إلى المناطق الأخرى التي حول الحجرية، وعُرف عنه أنه كان يبذل لقادته وجنوده الكثير من الأموال، لذلك نجد في سنة (1089ه‍/1678م) أن مجموعة من قادة علي بن المتوكل وجنوده فروا من تعز إلى المنصورة، وشكوا تقاصر أحوالهم، وأن علي بن المتوكل لم يعطهم إلا النصف من رواتبهم "فأنصفهم وقررهم عنده بجوامكهم، وأخذ أيمانهم أنهم منه وإليه مع الوفاء لهم، فضاق علي بن المتوكل من ذلك" .

ولم يتوف الإمام المهدي أحمد بن الحسن إلا وقد أصبح ابنه محمد من أهم مراكز القوى من آل القاسم، فتوسعت مناطق ولايته أكثر من ذي قبل، كما أصبح لديه الكثير من الجند والقادة، وحصل على الكثير من الأموال التي كانت تُجبى من مناطق ولايته، لذلك رأى في نفسه الأهلية أو الصلاحية لإعلان إمامته، بعد أن رأى أن القوة هي الفيصل في النزاع على الإمامة.
غير أنه-كما سبق أن رأينا-بعد مراسلات عديدة، ومحاولات من الإمام المؤيد محمد بن المتوكل وغير من آل القاسم كان آخر مراكز القوى التي تنازلت للمؤيد عن الإمامة، لأسباب سبق ذكرها.
واستغل صاحب المواهب ضعف شخصية الإمام المؤيد محمد بن المتوكل وزهده فاشترط عليه شروطاً كثيرة لتنازله عن الإمامة، ووسع مناطق نفوذه واستولى على الكثير من المناطق الهامة، والتي أصبح من خلالها أكثر قوة ونفوذاً وأموالاً من الإمام والقوى الأخرى، فامتدت مناطق ولايته إلى معظم اليمن الأسفل (لواء تعز) وجنوباً إلى لحج وعدن، وغرباً إلى زبيد وبيت الفقيه بعد توسعه في تهامة، كما سبق أن رأينا.

وصوله إلى الإمامة وموقف أبناء الأسرة منه
كانت وفاة الإمام المؤيد محمد بن المتوكل في منتصف عام (1097ه‍/إبريل1686م) هي ساعة انطلاق الطامحين من أجل السلطة والإعلان عن دعواتهم لأنفسهم، وسرعة العمل على كسب الاعتراف والشرعية، التي لم يعد الاحتكام فيها عملياً إلى شروط وقواعد المذهب الزيدي في الإمامة، بل ساد منطق القوة والغلبة، بغض النظر عن الشروط والأهلية.
وإذا ألقينا نظرة على الخارطة السياسية للبلاد والقوى الفاعلة فيها عشية وفاة الإمام المؤيد محمد بن المتوكل، والتي رسمها لنا الأستاذ الدكتور حسين العمري اعتماداً على مخطوطة بُغية المريد لابن عامر سنجدها كالتالي:
يسيطر ثلاثة من أبناء الإمام المهدي أحمد بن الحسن على المنطقة الوسطى والجنوبية:
1- إبراهيم بن المهدي: بولاية ذمار.
2- إسحاق بن المهدي: في حبيش وذي السفال من لواء تعز، ومقره بذي أشرق.
3- محمد بن المهدي: متمركز في المنصورة من الحجرية، ومد نفوذه إلى عدد من المناطق التي سبق ذكرها.
4- حسين بن علي بن المتوكل: في إب والعدين، وهو ما بقي له من ولاية بعد وفاة والده.
5- حسين بن الحسن بن القاسم: في رداع، وما بقي تحت إدارته من المشرق بعد خروج يافع وثورتها.
أما شمال العاصمة صنعاء، والتي كان أميرها يوسف بن المتوكل فقد كانت كالتالي:
1- حسين بن محمد بن أحمد بن القاسم: على عمران ومنطقة حاشد.
2- قاسم بن الإمام المؤيد: في شهارة.
3- علي بن أحمد بن القاسم أمير لواء الشام: في صعدة بعد انفراده من مزاحمة ابن عمه حسن بن المتوكل، الذي استقر أميراً على تهامة، متنقلاً بين أبي عريش واللحية منذ أيام المهدي أحمد بن الحسن.

- انفردت كوكبان عن هذا التقسيم، حيث كانت -في الغالب منذ مجيء بيت القاسم تحت إدارة أمير من أحفاد بيت شرف الدين. وكان في هذا الوقت العالم الشاعر حسين بن عبد القادر شرف الدين، الذي كان قد خلف والده على كوكبان في مطلع العام نفسه (1097ه‍/1685م).
وبعد وفاة الإمام المؤيد محمد بن المتوكل تفرقت مناطق نفوذه بين بعض مراكز القوى-والتي كان أقواها جميعاً صاحب المنصورة محمد بن أحمد بن الحسن-كالتالي:
1- صنعاء: مع الحسين بن المتوكل.
2- تعز والمخا: تغلب عليهما محمد بن أحمد بن الحسن.
3- حراز: أرسل إليه الحسن بن المتوكل من اللحية بعض أبنائه.
4- ريمة وبرع ونواحيها: دخلها زيد بن المتوكل.
5- ضوران وآنس: استولى عليهما يوسف بن المتوكل.
أما الذين أعلنوا إمامتهم بعد وفاة الإمام المؤيد، سواء من أسرة القاسم أو من خارجها فهم كالتالي:
1- محمد بن أحمد بن الحسن صاحب المنصورة وتلقب بالناصر.
2- يوسف بن المتوكل في ضوران، تلقب بالمنصور، وهو أول من دعا إلى نفسه بالإمامة في جمادى الآخرة سنة (1097ه‍/ مايو1686م) وكان الإمام المؤيد قد أوصى وهو على فراش الموت أن يخلفه أخوه يوسف، الذي كان في صنعاء، والمعرف بعلمه وفضله، ويرجح الأستاذ الدكتور حسين العمري بأن الإمام المؤيد ظن أن تزكيته لأخيه لمكانته العلمية والأدبية، وكابن للإمام المتوكل إسماعيل قد يكون محل رضى بين المتنافسين من آل القاسم، كما هو عند أغلب العلماء ذوي الرأي، ويكون بذلك مخرجاً من الاقتتال، وتعميق الشرخ والخلاف بين أبناء البيت الحاكم، لكن المؤيد بذلك لم يزد أن أضاف إلى قائمة الطامحين الطويلة منافساً آخر، جره الطموح-كبعضهم-إلى المعاناة والسجن الطويل فيما بعد.
3- الحسين بن محمد بن أحمد بن القاسم في عمران، وتلقب بالمتوكل.

20 / 94
ع
En
A+
A-