ومنهم: مولانا السيد الحبر العلامة شمس الدين، وشيخ العترة الطاهرين، ذي الفضائل الشهيرة، والعلوم الغزيرة، والتصانيف النافعة بالأدلة القاطعة شمس الدين أحمد بن محمد بن صلاح الدين بن محمد بن صلاح بن أحمد بن محمد بن القاسم بن يحيى بن الأمير داود المترجم بن يحيى بن عبد الله بن القاسم بن سليمان بن علي بن محمد بن يحيى بن علي بن القاسم الحرازي بن محمد بن الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي الشرفي القاسمي عليهم صلوات الله رب العالمين، له من التصانيف (اللآلئ المضية) شرح البسامة الصغرى في سيرة أهل البيت عليهم السلام، وله شرح الأساس الكبير مجلدين ضخمين، وشرح الأساس مجلد وكتاب شرح الأزهار يتضمن الأدلة وغير ذلك، ومن محاسن شعره رضوان الله عليه قوله لبعض قرابته يحضه على طلب العلم والكدح فيه:
أيا صاح كم بين امرئ ذي شهامة .... له همة تعلو على الكوكب العالي
عشيق خبيات المعاني متيم .... بأبكارها صب بها غير مكسال
يرى حلق التدريس روضة جنة .... يقطف من حافاتها الثمر الحالي
وآخر أغشاه امرئ القيس إذ غشى .... بعشق هوى نفس وربة أحجال
فقال لها والله لا أبرح قاعداً .... ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي
وكان مع سعة علمه بليغاً مصقعاً، أخبرني بعض من خدمه أنه مر في بعض [ق/48] أسفاره على وادي مور وقد أراد الصلاة وطلب من ذلك الخادم شجرة السواك فأتاه بها، ثم وقع بصره على شجرة الأراك فرمى بما كان في يده، وقال ارتجالاً:
أتحسب أني يا أراك أراكا .... وآخذ يوماً للسواك سواكا

وأظنه زاد بيتاً خفي علي فتنظر هذه البلاغة وإصابة المعنى مع الجناس التام رضوان الله عليه، وكان رحمه الله من عيون العلماء وبقية الفضلاء، وله اليد الطولى في الجهاد ومباينة أهل الفساد.
أخبرني بعض أهل بلدة هجر معمرة من جبل الأهنوم أنه سمع في بعض الأيام أصوات حواطب من النساء في طريق يرفعن أصواتهن بما يروحن على أنفسهن من التعب، قال: فغضب ثم جمع أهل البلد، وقال: لا بد من التوبة من هذه وأمثالها وإن لم فارقت بلدكم، ثم قال: هذه البلد موفية تسعة وعشرين بلداً مهاجراً في أرض الله فإن سمعت أو بلغني شيء من هذا خرجت إلى غير بلادكم أو في الثلاثين أو كما قال. فحصل معهم الوحشة وخافوا كثيراً، توفي رحمه الله في (يوم الأربعاء ثلاثة وعشرين ذي القعدة خمس وخمسين بعد الألف) ، وقبره في هجرة معمرة عند مسجدها مزور مشهور، وعليه قبة عظيمة مقصودة للقراءة والإحياء والنذور، وكان احتفر قبره قبل موته بمدة طويلة، وكان تعاهده بالقراءة رضوان الله عليه.
ومنهم: السيد الشهير الحميد العقيد العلامة العلم، المعروف بالفضل والكرم، أحمد بن محمد بن علي بن الهادي بن علي بن سليمان بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن الحسن الملقب رغيب بن علي بن عبد الله بن أحمد بن يحيى بن القاسم بن الإمام الداعي إلى الله يوسف بن الإمام المنصور بالله يحيى بن الناصر لدين الله أحمد بن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب عليهم سلام رب العالمين، المحرابي الهادوي.

قال السيد أحمد نفع الله به عند ذكر استشهاده: وكان هذا السيد قد جمع من مكارم الأخلاق، ومحاسن الشيم، بما تقصر الألسن عن وصفه، وتكل الأقلام عن رقمه، أما الكرم وحسن البشر والإيثار على النفس والتواضع والوفاء بالحقوق، ولين الجانب، وسعة الصدر، والهمة العالية، والنفس الأبية، وغيرها من مكارم الأخلاق، فأمر مجبول عليه ومخلوق فيه، فإنه رحمه الله وأعاد من بركاته من أول شبابه وفي سن حداثته من رآه ممن لم يكن يعرفه وتدبر أحواله ورأى ما خصه الله من الفضائل لا يقول إلا أنه قد تدرب بها مدة طويلة، وراض نفسه بها رياضة كثيرة، يعلم [ق/49] هذا منه كل من خالطه حتى أنه لا يراه أحد ويخالطه إلا أحبه، ومال إليه قلبه.
وأما العلم فإنه رحمه الله بلغ درجة الإجتهاد بل زاد، وقرأ في جميع الفنون قراءة متقنة، ولم يرض في شيء منها إلا بالبحث في دقائقها، والغوص على حقائقها، وتجرد للقراءة مدة، ولعلها اثني عشر سنة، وقطع العلائق كلها حتى الزواجة فما كان قد تزوج.
وأما السياسة والمعرفة لما يصدر ويورد والحزم وأداء الحقوق، والرعاية التي ليس مثلها رعاية، والتحمل للأمور الصعبة، ووضع كل شيء في محله، فالذي يراه يظن أنه لم يولد إلا في الأمر والنهي لما يراه من إيقاع الأوامر على وجوهها المطابق للعقل والشرع مع الأناة والحلم والشدة في مواضعها، واللين في مواضعه، والإنصاف للمظلوم، والأخذ على يد الظالم، وتقريب أهل الفضل، فما أحقه بقول الشاعر:
تجاوز حد المدح حتى كأنه .... بأحسن ما يثنى عليه يعاب

ثم قال ووصف شهادته وموضع وفاته، وموضع قبره، وكانت شهادته رضوان الله عليه في [............] وقبره في رأس مسور في بيت رتب، ومعمور عليه وعلى أخيه رضوان الله عليهما قبة عظيمة تقصد للزيارة من جهات كثيرة.
وأما أخوه السيد الفاضل العالم المجاهد علي بن محمد بن علي رحمه الله فكان عالماً فاضلاً، استشهد مع أخيه رضوان الله عليهما، وقبراهما في القبة المذكورة.
وأخوهما السيد العلامة المثاغر المجاهد الصابر فخر الدين عبد الله بن محمد بن علي المحرابي الهادوي، وكان رحمه الله مجاهداً منصوراً، لهم مقامات مشهورة في الجهاد، وله في فنون العلم أقصى المراد، وهو ممن قبض إلى كوكبان من شهارة المحروسة بالله مع أولاد الإمام عليه السلام والسادة الأعلام، توفي في المحراب[......].
وأخوه السيد العلامة الحسين بن محمد كان فقيهاً عالماً، ولي القضاء كثيراً في بلاده، توفي [...........].
ومنهم: السيد العلامة المثاغر المجاهد المناصر علي بن إبراهيم القاسمي الحيداني المحنكي، وهو من المعمرين أطال الله بقاه، وله في العلم اليد الطولى سيما فقه الزيدية فإنه ممن يضرب بتحقيقه فيه المثل، وأقام آخر مدته في ذي بين مشهد الإمام المهدي أحمد بن الحسين الشهيد، وجعل الإمام عليه السلام ولاية تلك البلاد إليه، ومصالح المشهد المقدس نحواً من ثلاثين سنة، وهو الآن في [ق/50] تأريخ عام ثلاث وستين عليها.

ومنهم: السيد الشهيد العلامة الفاضل الزاهد علي بن محمد بن أحمد بن يحيى بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن محمد بن علي بن يحيى بن المجاهد في سبيل الله محمد بن الإمام يوسف الأشل بن القاسم بن الإمام يوسف الداعي بن الإمام يحيى بن الناصر أحمد بن الهادي الهادوي الجديري من بلد يسمى جديرة من بلاد خولان.
قال السيد أحمد نفع الله به: وكان هذا السيد رحمه الله من أعيان أهل البيت عليهم السلام علماً وعملاً، وورعاً وشجاعة، أسر رضوان الله عليه في وقعة رحبان، وقتله الأمير الطاغي مصطفى التركي لعنه الله، وقد ذكرته في هذا التوقيع، وذكره السيد أحمد نفع الله به، وذكره السيد عيسى بن لطف الله فيما جمعه من تأريخ الترك فهو في حكم الشهادة المعدلة؛ لأنه في تلك المدة، وتأريخ الترك وهو معهم فهي كإقرار الخصم أن هذا الطاغي علاه بسلاح يسمى كلنجاً، فلم يبق بعده إلا أقل من أسبوع وفي كل ليلة يصيح بأعلى صوته حتى يسمعه جميع أصحابه الذين عنده: يكفي يكفي يكفي سيدي جديرة، وهذه مما ظهرت واستمرت، وقبره رضوان الله عليه فيما بين القصر وقبر الكينعي أقرب إلى الطريق التي يخرج الحبحب، وكان استشهاده في شهر [........] عام ست وألف [1597م].

ومنهم: السيد العلامة الكبير شرف الدين الحسين بن علي بن إبراهيم بن المهدي بن أحمد بن يحيى بن قاسم بن يحيى بن عليان بن الحسن بن محمد بن الحسين بن محمد الملقب بجحاف لقباً لا اسماً بن الحسين بن محمد بن جعفر بن القاسم بن علي بن عبد الله بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، كان من الأعيان، وأفراد الزمان في العلم الغزير والفضائل المشهورة، ومع ذلك فمعروف في زمانه بكمال التدبير، والمرجع إليه في المهمات من غير نكير، توفي رحمه الله في شهر [......] من عام أربع وخمسين وألف[1644م]، وقبره إلى جنب بيته مزور.
ومنهم: السيد العالم الأديب الكامل صلاح الدين صلاح بن عبد الخالق بن يحيى بن الهدى بن إبراهيم بن المهدي بن أحمد بن يحيى بن القاسم بن يحيى بن عليان بن الحسن جحاف بن محمد بن الحسين بن محمد بن علي بن الحسين بن محمد ذي الشرفين بن جعفر بن الإمام القاسم بن علي العياني ، وكان هذا السيد عالماً أديباً فاضلاً مؤرخاً، نسابة بليغاً، يقال فيه: زمخشري الوقت، توفي[......] وقبره في بلدة حبور [ق/51].

ومنهم: السيد الشهير العالم الكبير الزاهد علي بن إبراهيم بن علي بن محمد بن المهدي بن صلاح بن علي بن أحمد بن الإمام محمد بن جعفر بن الحسين بن فليتة بن علي بن الحسين بن أبي البركات بن الحسين بن أبي البركات بن الحسين بن يحيى بن علي بن القاسم الحرازي بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وهو المعروف بالعالم، توفي رحمه الله في عام ست وألف [1597م] بعد أن بايع الإمام عليه السلام فقام بنصره كما هو معروف في السيرة.
ومنهم: السيد العلامة الكبير محمد بن صلاح القطابري، وكان هذا السيد معروفاً بالعلم الغزير، والفضل الشهير، وسمعت عن كثير عن المنصور بالله القاسم عليه السلام أن هذا السيد أهل للإمامة، توفي رحمه الله في عام ثمان عشرة وألف [1609م] بهجرة قطابر.
ومنهم: صنوه السيد العالم الفصيح الكامل عماد الدين يحيى بن صلاح القطابري اليحيوي، وكان تلو أخيه معروفاً بالبلاغة والشعرالحسن.
ومنهم: السيد الجليل الكبير الطيب ابن أحمد المؤيدي، وكا معظماً مبجلاً، وله الجهاد والرباط مع الإمام عليه السلام الأعظم الناصر لدين الله الحسن بن علي بن داود نفع الله به، ومع الإمام القاسم عليه السلام، توفي [.......].

ومنهم: السيد الجليل الكبير صارم الدين داود بن الهادي بن أحمد بن المهدي بن أمير المؤمنين الإمام الهادي إلى الحق عز الدين بن الحسن عليه السلام، وكان له جلالة وأبهة، ورئاسة في العلم كاملة، وله مصنفات منها (الشرح المشهور على الأساس)، توفي يوم الأربعاء وقت الضحى لست بقين من شهر ربيع الأول سنة خمس وثلاثين وألف [1636م]، وقد وصل زائراً للإمام عليه السلام، فكانت وفاته في معمور آقر بالمخيم المنصور، وصلى عليه الإمام عليه السلام، وعمر عليه القبة المعروفة، فهو مزور مشهور.
ومنهم وإن كان أصغر سناً: السيد العلامة المجاهد عز الدين محمد بن أحمد بن عز الدين المؤيدي، وكان من أهل الجهاد والصبر، والعلم الغزير، توفي شهيداً في شهر[......] من عام أربع وعشرين وألف [1614م] في هجرة فللة، وقبره هنالك.
ومنهم: السيد العلامة الزاهد أحمد بن يحيى الرغافي الهادوي، (أخبرني السيد الفاضل أحمد بن محمد بن الجلال اليحيوي أنه نقل هذا السيد رحمه الله بعامين أوأكثر فوجده لم يتغير منه شيء، وأنه استصحب شيئاً من الطيب والرياحين ففاح من جسده رحمه [ق/52] الله رائحة المسك، توفي [.......]).
ومنهم: السيد الجليل، الفاضل، العالم الحسن بن محمد (بن الحسن بن محمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن محمد بن الإمام يحيى عليه السلام) الحسيني الحوثي.

ومنهم: السيد العلامة الخطيب عز الدين محمد بن عبد الله بن الهادي بن يحيى بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن محمد بن أمير المؤمنين المؤيد بالله يحيى بن حمزة الحسيني الحوثي، كان فاضلاً عالماً، عاملاً خطيباً، غزير الدمعة، كثير الخشوع، ولي القضاء في الظفير وجهاته، توفي في أبي عريش، وهو حاج عن مولانا الإمام عليه السلام بوصية منه في شهر القعدة عام تسع وعشرين وألف [سبتمبر 1620م].
ومن العلماء الذين تأخروا عن نصرته لأعذار مع قولهم بإمامته والاعتزاء إليه.
منهم: السيد العلامة، الحبر الفهامة صلاح الدين صلاح بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن الهادي بن إبراهيم بن علي بن المرتضى المعروف بابن الوزير، كان عالماً متبحراً، توفي في شهر[.......] عام أربع وعشرين وألف [1614م]، وقبره في صنعاء مزور مشهور.
(ومنهم: السيد العلامة عز الدين بن محمد بن عز الدين بن صلاح بن الحسن بن الإمام الهادي علي بن المؤيد بن جبريل، توفي في [.......] عام [.......] وقبره في صنعاء) .
ومنهم: ولده العالم الكبير، البحر الخضم الشهير، مفتي الفرق، ولسان أهل الحق: محمد بن عز الدين، كان إماماً في العلم، عمدة في علماء الزيدية، والعترة الأحمدية، توفي لاثني عشر يوماً من شهر شعبان سنة خمسين وألف [نوفمبر 1640م].

ومنهم: السيد العلامة فخر الدين عبد الله بن علي المؤيدي، وولده محمد بن عبد الله، وكانا عالمين، أخبرني القاضي العالم جمال الدين علي بن أحمد بن أبي الرجال أنه سمع الإمام القاسم يقول لهم: هو يصلح للإمامة والطعن عليه خلافة الإمام الناصر لدين الله الحسن بن علي عليه السلام، والإمام عليه السلام ، وتاب في آخر أيامه كما تقدم، وذكر ذلك السيد العلامة شمس الدين أحمد بن محمد الشرفي نفع الله به، فقال في ولده: السيد الإمام الأعلم، الرئيس الأفخم محمد بن عبد الله بن علي أنه وصل إلى الإمام المؤيد بالله سلام الله عليه إلى آقر مع وصول من وصل من أهل صنعاء وآل المؤيد في سنة ثمان وثلاثين وألف [1629م]، وأظهر التوبة والندم، قال: وحسنت حال السيد محمد بن عبد الله المذكور وأخلص التوبة والإنابة إلى الله سبحانه، وباع جميع أمواله في صنعاء[ق/53]، وانتقل بأهله إلى صعدة فبقي فيها حتى توفي فيها ليلة الجمعة ثامن شهر الحجة الحرام عام أربع وأربعين وألف[يونيو 1635م] رحمه الله رحمة الأبرار.

31 / 109
ع
En
A+
A-