كان مع الإمام الناصر للحق الحسن بن علي الأطروش وبعد وفاة الناصر بمدينة (آمل) قام بالأمر وبويع له يوم الأربعاء الرابع عشر من رمضان سنة 304هـ فأظهر من حسن السيرة في الأمور كلها، وكان يضرب بعدله المثل في طبرستان، وكانت له حروب مشهورة ووقائع كثيرة مع الجنود العباسية الخراسانية كانت له فيها الغلبة، واختلف معه ولدا الناصر الأطروش (أبو القاسم جعفر- وأبو الحسن أحمد) والذي انتهى أمرهما بموت أبي الحسن فجأة، ومات أخوه بعده، وقد استظهر الإمام الداعي استظهاراً تاماً في جميع الجهات التي وصل أمره إليها وخطب له بنيسابور ونواحيها، وكذا بالري ونواحيها، وكان قد توجه إلى بغداد إلا أنه استشهد في إحدى الوقعات التي دارت بينه وبين الجيوش الخراسانية التي قاتلت مع أصحاب الجيل وملوكهم، وذلك يوم الثلاثاء27 رمضان سنة 316هـ.
وكان من قادة جيشه (علي بن بويه) الذي تلقب فيما بعد بعماد الدولة فأسس مع أخويه (ركن الدولة ومعز الدولة) دولة بني بويه التي سيطرت على مقاليد الحكم في بغداد، وحكموا قصر الخلافة العباسية منذ تولي الخليفة العباسي الملقب (المستكفي - عبد الله بن علي المستكفي)(1)
__________
(1) يذكر صاحب مطلع البدور ومجمع البحور -أبو الرجال- والذي ترجم في كتابه لعلماء وأئمة الزيدية ورجالها وقد عد أبو الرجال من رجالات الزيدية (السلطان الكبير عضد الدولة فناخسرو بن الحسن بن بويه- ملك الفرس ثم الموصل وبلاد الجزيرة - عالم له مصنفات عديدة، وقد أظهر قبر الإمام علي بن أبي طالب في 8 شوال سنة 372هـ ببغداد، وقد جاء بعده ولده صمام الدولة - ذكره الإمام عبد الله بن حمزة من رجال الزيدية في كتابه الشافي.
وقد نقل الحاكم في العيون عند تعداد من قال بالعدل والتوحيد من الولاة ما لفظه: ومنهم آل بويه أكثرهم يميل إلى التوحيد والعدل ومذهب الزيدية وعد منهم عماد الدولة أبا الحسن علي بن بويه، وركن الدولة أبا علي الحسن بن بويه، ومعز الدولة أبا الحسين بن بويه، وهو الذي حاجج الإمامية أين إمامكم؟ فقيل له: أين إمامك؟ فقال: هذا وأشار إلى أبي عبد الله بن الداعي (صاحب هوسم) وكذا عضد الدولة كان زيدياً، ومؤيد الدولة بن بويه والذي جعل وزيره الصاحب بن عباد إلى أن قال: وكان المتقدمون منهم يذهبون مذهب العدل ويميلون إلى الزيدية إلى أن انتهى الأمر إلى أواخرهم فدخلوا في عهد القرامطة وانقطعت دولتهم) ج4ص18 في كتاب مطلع البدور، صورة مخطوط بجامعة صنعاء.
(333-334هـ) وفي عهد هذه الدولة كانت الشوكة للعلويين حيث تمكن من كان من أهل البيت مناصراً لها وتحت ولايتها من إظهار مذهب أهل البيت وأُمِنوا، وقد اعتبرت دولة بني بويه (320-447هـ) من الدول المشايعة لأهل البيت الزيدية (1) في بادئ أمرها، وقد ظهر من قاداتها ووزرائها كبار مفكري ومناصري مذهب أهل البيت أمثال الصاحب بن عباد، وسنشير باختصار إلى من هو من أئمة أهل البيت في عهدهم لاحقاً.
27- الإمام المهدي لدين الله محمد بن الإمام الداعي الحسن بن القاسم
- دعوته (353هـ).
- وفاته (360هـ) قيل: مسموماً.
هو الإمام أبو عبد الله المهدي لدين الله محمد بن الإمام الداعي الحسن بن القاسم بن الحسن بن علي بن عبد الرحمن (الشجري) بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الإمام سبط رسول الله ً الحسن بن الإمام علي عليهم السلام.
عاش أيام الدولة البويهية أثناء خلافة المطيع العباسي (334ـــ363هـ) فخرج إلى فارس، وأكرمه عماد الدولة بن بويه (320ـــ338هـ) الذي كان أحد قواد والده الإمام الداعي فانتقل إلى بغداد في أيام معز الدولة (أبي الحسن أحمد بن بويه) (320ـــ356هـ) فزاد في إعظامه وإكرامه والرفع من محله، وكان معز الدولة وأخوه ركن الدولة من خواص الداعي، ولما استقر أمر معز الدولة ببغداد وصفا له الملك جعل الإمام المهدي محمد بن الحسن بن القاسم متولياً على نقابة العلويين الذي بدوره تمنع من تحمل مسئوليتها إلا بشروط منها: أن لا يدخل على الخليفة العباسي المطيع كما سار عليه من سبقه ممن تولى أمر النقابة، وكذا أن لا يقبل لهم خلعة ولا يلبيها فأجابه المعز إلى شروطه.
__________
(1) راجع كتاب الزيدية -أحمد محمود صبحي.
وكانت بيعته عليه السلام أثناء إقامته ببغداد حيث ورد إليه رجالات أهل الديلم يطلبون منه قبول بيعتهم ونصرتهم له على إحياء دين الله وألحّوا عليه غاية الإلحاح، وخرج من بغداد مستتراً أثناء غياب معز الدولة بعد أن تعين عليه فرض القيام بالأمر بعد البيعة والنصرة، فاستقام له الأمر (بهوسم) ونفذ أمره في الجيل والديلم.
والإمام المهدي هو من أظهر القول بأن (كل مجتهد مصيب) في المسائل الفرعية، وذلك بسبب الخلاف الذي نشب بين أتباع مذهب أهل البيت في الجيل والديلم، فأهل الديلم كانوا يعتقدون أن من يخالف أقوال وفتاوى الإمام القاسم الرسي فهو ضال، وكذا أهل الجيل كانوا يعتقدون أن من يخالف فتاوى الإمام الناصر فهو ضال، فأظهر الإمام هذه القاعدة.
ونظراً لما اشتهر به من علم وزهد وعبادة وفضل فقد اتبعه الجميع على هذه القاعدة وجمع بين أتباع القاسمية والناصرية بعد التباين العظيم، وبقيت هذه القاعدة إلى يومنا هذا فيما يتعلق بمسائل الفروع خاصة في المناطق التي حكمها أئمة أهل البيت الزيدية، ومنها اليمن الذي استمرت فيها الإمامة أكثر من ألف ومائتي عام مع انقطاعها لفترات زمنية عدة.
قاتله جيش العباسية وكانت له معهم أكثر من وقعة كانت الغلبة في جميعها له بشجاعته وإقدامه وثباته، وتقدم إلى جرجان وطبرستان وتمكن منها ومن غلبه الجيوش العباسية فيها، إلا أنه عاد إلى هوسم بسبب المكيدة التي لقيها من بعض أصحابه، واستمر في ثباته وعدله إلى أن سقي السم فمات رضي الله عنه بهوسم، وقبره فيها مشهور مزور وذلك سنة (360هـ).
28- الإمام الثائر في الله جعفر بن محمد بن الحسين وأبناؤه
- دعوته(367هـ).
هو الإمام أبو الفضل جعفر بن محمد بن الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي زين العابدين بن الإمام سبط رسول الله ً الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام.
ظهر أمر الإمام الثائر في الله جعفر أيام الخليفة العباسي الملقب الطائع (363-381هـ)(1) في الجيل، وبايعه أهلها بعد معرفتهم لفضله وكماله وصلاحه للقيام بالأمر.
دعا إلى الله واستقام وأصلح أحوال الناس فقصد مدينة آمل وفيها عامل ركن الدولة أبو علي بن الحسن فاستظهر عليها واستقر له الأمر بطبرستان بأسرها، فنفذت أوامره فيها وفرق العمال في نواحيها.
استمر مقيماً للعدل آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر إلى أن توفاه الله، وقد خلَف الإمام الثائر في الله جعفر بن محمد ولده الإمام أبا الحسن المهدي بن الإمام الثائر، والذي بايعه الناس واستقر له الحكم بعد والده في الجيل والديلم وطبرستان حتى توفاه الله في شبابه، فقام مقامه نظيره في الفضل أخوه الإمام الثائر في الله أبو القاسم الحسين بن جعفر إلى أن توفاه الله.
__________
(1) الطائع العباسي واسمه عبدالكريم، خلف والده الملقب بالمطيع (334-363هـ) وكان مثله محتقراً مستضعفاً من قبل حكام الدولة البويهية أيام معز الدولة أبي الحسين أحمد (320-356هـ) ومن بعده عز الدولة بختيار (356-367هـ) والذين توليا أمر العراق، وكانا يخلعان من أرادا من الحكام العباسيين ويقيمان من أرادا مقابل رسم مالي للخليفة العباسي في بغداد، ففي هذا العهد ظهر أمر الإمام الثائر في الله في طبرستان والجيل والديلم.
وإن كانت المراجع التي تذكر سيرتهم وتراجمهم لم تشر إلى سنوات وفاتهم ومدة أعمارهم إلا أنها جميعاً تؤكد على أن ولايتهم في الجيل والديلم وطبرستان متعاقبة ومتتالية بعد والدهم، وهذا يعني أن ولايتهم جميعاً استمرت فقط أيام الخليفة العباسي الملقب بالطائع، وما يؤكد هذا أن دعوة الإمام الأعظم المؤيد بالله أبي الحسين أحمد بن الحسين الهاروني قد بدأت منذ العام (380هـ) والذي لم يكن له فيها منازع، فيكون مدة ولايتهم مع أبيهم نحو (17) عاماً تقريباً.
29- الإمام المؤيد بالله أبو الحسين أحمد بن الحسين بن هارون
- مولده (333هـ).
- دعوته (380هـ).
- وفاته (9 ذي الحجة 411هـ).
هو الإمام الحسين أحمد بن الحسين بن هارون بن الحسين بن محمد بن هارون بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الإمام السبط الحسن بن الإمام علي عليهم السلام.
قال صاحب الحدائق الوردية (1) إن الإمام المؤيد بالله كان (إمامياً فوضح له الحق فانقاد له أحسن انقياد) فقد كان وحيد عصره، وفريد دهره، جمع العلوم وحفظها، وقد أخذ عن معاصريه من أهل البيت فقه الزيدية، وممن أخذ منهم السيد أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط، كما أخذ عن أبي الحسين علي بن إدريس وقرأ عليه فقه الزيدية والحنفية.
ولهذا فقد أخذ جميع العلوم وفاض من أنوار علمه الكثير من المؤلفات التي ما تزال متداولة إلى عصرنا هذا.
بيعته
__________
(1) صورة مخطوطة عن تراجم أئمة أهل البيت (الزيدية) للشهيد حسام الدين حميد بن أحمد المحلي.
أول دعوة له كانت عام (380هـ) أيام الخليفة العباسي الملقب القادر (381-422هـ) والذي كان كسلفه محتقراً من حكام الدولة البويهية، وكان للإمام دعوة أخرى متأخرة عن هذا التاريخ في أيام الصاحب بن عباد، وقد بايعه أهل الجيل والديلم واستولى على هوسم، ثم امتد إلى الري ومدينة آمل، وبسبب توافد الناصرين له وبذل أموالهم وأنفسهم فقد امتدت ولايته إلى الجيل وطبرستان فاستقام له الأمر، وكانت بينه وبين ملوك الديلم وجنود العباسية وقعات كثيرة كان النصر له، وأثبت فيها شجاعته.
وقد ناصره وبايعه كثير من علماء عصره منهم قاضي القضاء (عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمداني) والذي كان شيخ المعتزلة في عصره، والصاحب بن عباد، وكذا من أهل البيت الكثير منهم الإمام مانكديم.
استقام له الأمر وكان مثالاً نادراً في زهده وحلمه وتواضعه فقد كان يحمل حاجياته من السوق بنفسه ولا يجيز لنفسه ولا لأولاده أن يحمل حاجياته في دواب بيت المال إلا بأجر، وكان عليه السلام كثير الورع والتقشف، متصوفاً زاهداً، يجالس الفقراء والمساكين، يرد الهدايا والوصايا إلى بيت المال، وكان يتولى بنفسه حراسة بيت المال ويقسم بيده الأموال للجند، وكان يرفع من شأن العلماء والصالحين وهو مع كل هذا ومع تفرغه لحل قضايا المتظلمين فقد كان غزير الدمعة كثير البكاء، دائم الفكر، كثير العبادة إلى أن توفاه الله تعالى يوم عرفة 411هـ وصلى عليه الإمام مانكديم يوم الأضحى بمدينة لنجا(1).
مؤلفاته
له مؤلفات كثيرة في الأصول والفروع منها:
أولاً: في علوم القرآن
كتاب يبين فيه إعجاز القرآن - طبع بعنوان (إثبات نبوة النبي ً) تحقيق خليل أحمد الحاج.
ثانياً: في أصول وعلم الكلام
1- كتاب (النبوءات).
2- كتاب (الآداب في علم الكلام).
3- كتاب (التبصرة).
4- كتاب (النقض على ابن قبة) جميعها مخطوطة.
ثالثاً: في الفقه
كتاب (شرح التجريد) تم تصويره من نسخ مخطوطة ونشرت أربعة أجزاء منه بهيئتها في مجلدين، وهو شرح لفتاوى الإمام القاسم والإمام الهادي، وهو من أجل معتمدات أهل البيت في الفقه.
2- كتاب (البلغة).
3- كتاب (الإفادة).
4- كتاب (الزيادات).
__________
(1) لنجا إحدى القرى الواقعة شمال إيران في منطقة تعرف حالياً بمازندران، ولنجا تعرف حالياً بلنكا الواقعة جنوب مدينة عباس أباد، والتي تبعد من مدينة جالوس 31كم باتجاه الغرب، ومطلة على بحر قزوين. انظر خارطة مازندران الصادرة من وزارة الإرشاد الإسلامي بالجهورية الإسلامية بإيران.
5- كتاب (التفريعات) تولى جمعها أبو القاسم بن تال.
6- كتاب (الهوسميات).
7- كتاب (الأمالي الصغيرة). جميعها ما يزال مخطوط لم تطبع ولم تحقق، عدا الأخير منها.
رابعاً: في الزهد
كتاب (سياسية المريدين) أورد جزء من مقدمته صاحب الحقدائق الوردية ص78ج2. وهو مخطوط صورة منه في مركز بدر العلمي بصنعاء.
30- الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون
- مولده (340هـ).
- بيعته (411هـ).
- وفاته (424هـ).
هو السيد الناطق بالحق أبو طالب يحيى بن الحسين أخو الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين السابق ذكره وجميعهم من ذرية الإمام الحسن سبط رسول الله ً.
قام عليه السلام بالأمر آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر على طريقة أسلافه من العترة المطهرة، وكان أكثر شغله في مدة حياته نشر العلم إلى أوان قيامه ثم اشتغل بصلاح الأمة وإنفاذ أحكام الله، وقد عاصر من الخلفاء العباسيين آخر أيام القادر وبداية حكم القائم العباسي (422-467هـ).
وكانت ولايته في مناطق الجيل وجرجان إلى أن توفي عليه السلام بها، وقبره مشهور مزور بمدينة جرجان(1)، وكان رضوان الله عليه عالماً عابداً زاهداً، وقد خلف تراثاً علمياً زاخراً في مختلف فنون العلم نذكر منه:
أولاً: في أصول الدين
__________
(1) جرجان: إحدى المدن الواقعة شمال إيران في منطقة تعرف حالياً بمازندران، وتعرف جرجان حالياً بكركان وتبعد عن آمل 254كم باتجاه الشرق. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
كتاب الدعامة في الإمامة، طبع بعنوان (نصرة المذاهب الزيدية) ثم بعنوان (الزيدية) منسوباً للصاحب بن عباد تحقيق د. ناجي حسن، ويؤكد المولى العلامة مجد الدين المؤيدي أن المحقق أخطأ في العنوان وفي نسبته إلى صاحبه، وأنه قد قام بمقابلة النسخة المطبوعة على الأصل المخطوطة (الدعامة) مؤكداً نسبته إلى الإمام أبي طالب يحيى بن الحسين مع وجود أخطاء مطبعية كثيرة في كتاب المحقق.
كتاب (المبادئ) مبادئ الأدلة في الكلام.
زيادات شرح الأصول ذكره صاحب الحدائق الوردية.
شرح البالغ المدرك، تحقيق محمد يحيى سالم عزان، طبع مؤخراً.
ثانياً: في أصول الفقه وفروعه
كتاب (المجزي) مجلدان وهو من المراجع الهامة في أصول الفقه.
جوامع الأدلة.
(التحرير) في فقه الإمام الهادي عليه السلام وشرحه اثني عشر مجلداً، طبع مؤخراً في مجلدين بتحقيق الأستاذ محمد يحيى سالم عزان - نشر دار التراث بصعدة 1998م.
ثالثاً: في الحديث
الأمالي المعروفة بأمالي السيد أبي طالب وهو في الحديث، طبع طبعة مملوءة بالأخطاء بعنوان (تيسير المطالب في أمالي السيد أبي طالب) ولم يحقق بعد، وللسيد العلامة المجتهد مجد الدين المؤيدي تعليقات وتحقيقات عليه لم تطبع بعد.
رابعاً: في السيرة والتاريخ
(الإفادة في تارخ الأئمة السادة) وهو في سير الأئمة وتاريخهم طبع مؤخراً بعنوان (الإفادة في تاريخ الأئمة الزيدية) تحقيق محمد يحيى سالم عزان، دار الحكمة اليمانية الطبعة الأولى 1996م.
الحدائق في أخبار ذوي السوابق في تاريخ أئمة الزيدية، مخطوط.
وقد كان لمؤلفات هذين الإمامين المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني، وأخيه الإمام أبي طالب يحيى بن الحسين دور هام في حفظ ونقل مرويات أهل البيت (ع) وكذا تخريج فقه أهل البيت في الجيل والديلم وكذا أئمة أهل البيت في اليمن، فقد نقلا وشرحا فتاوى الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين الذي أسس الدولة الزيدية في اليمن عام284هـ إلى الجيل والديلم كما حفظا مرويات أئمة أهل البيت الذين استقروا في الجيل والديلم وطبرستان وما تزال مؤلفاتهم من أهم المراجع في فقه أهل البيت المتقدمين.
31- الإمام المستظهر بالله أحمد بن الحسين
- دعوته (417هـ).
- وفاته حوالي (422هـ).
هو الإمام أحمد بن الحسين بن أبي هاشم محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن الإمام محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن الإمام زين العابدين علي بن الإمام الحسين السبط بن الإمام علي بن أبي طالب عليهم السلام.
يعرف بمانكديم ومعناه (وجه القمر) كان من أصحاب الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين المتوفى سنة (411هـ) وهو الذي صلى على الإمام المؤيد يوم وفاته، وأقام دعوته في مدينة لينجا سنة (417هـ) وتلقب بالمستظهر بالله.
وتشير المصادر إلى تزامن دعوته مع الإمام أبي طالب يحيى بن الحسين الذي بايعه الجميع بعد وفاة أخيه المؤيد بالله، إلا أن قيام الإمام ما نكديم كان محصوراً بمدينة لينجا، وكانت وفاته قبل وفاة الإمام أبي طالب المتوفى (424هـ) وذلك لأن جميع من أرخ له يذكر وفاته بالري سنة نيف وعشرين وأربعمائة هجرية.
كان عليه السلام عالماً مجتهداً وله كتاب شرح الأصول الخمسة لقاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمداني.
32- الإمام الناصر الهوسمي
- دعوته (432هـ).