حكاياته ، لون وضوء ، عرفته ... كشعب كبير ، وهو فرد من الورى
بسيط (كقاع الحقل) عال (كيافع) ... عميق ، كما تكسو العناقيد (مسورا)
***
ومن أين ؟ من كلّ البقاع ، لانه ... يجود ولا يدرون ، من أين أمطرا
يغيم ولا يدرون ، من أين ينجلي ... يغيب ولا يدرون ، من أين أسفرا
وقد يعتريه الموت ، مليون مرة ... ويأتي وليدا ، ناسيا كلما اعترى
تدلّ عليه الريح ، همسا إلى الضحى ... وتروي عطاياه العشايا ، تفكّرا
هنالك شدا كالفجر ، أورق ها هنا ... هنا رفّ كالمرعى ، هنالك أثمرا
لأنّ خطاه برعمت شهوة الحصى ... لأنّ هواه ، في دم البذر أقمرا
ترى ما اسمه ؟ لا يعرف الناس ما اسمه ... وسوف تسميه العصافير ، أخضرا

المحكوم عليه
قيل عن (م .. ن) أضحى مهيلا ... هل تحرّبت أنت ؟ ما نفع قيلا؟
… أشترى مرة أمامي كتابا ... اسمه … كيف تقهر المستحيلا
ومضى شاهرا له ، كأمير ... أمويّ … يهزّ سيفا صقيلا
راح يومي إلى الوزارات … يحكي ... لصديقين … سوف نشفي الغليلا
***
قلت هل صار ثائرا … وعلى من ... وهو منّا … هل يصبح الهزّ فيلا؟
ذات يوم رأيته وسط مقهى ... ورآني .. أغضى ومال قليلا
كان في حلقه من الناس . يبدي ... من نزاهاته شروقا بليلا
قسم الثائرين صنفين … صنفا ... منفعيّا . صنفا نقيّا أصيلا
لاح لي ، كالمريب ، لا بل تبدّى ... كخطير ، يريد أمرا جليلا
***
دسّ يوما في جيبه شبه ظرف ... قرمزيّ ، لمحته مستطيلا
مرة اشترى الجريدة … سمّى ... نصفها خائنا ، ونصفا دخيلا
(كي أنمّي إمّسيتي أشتريها) ... أعجب العابرين ، أرضى (خليلا)
صنّف الكاتبين … هذا عميلا ... لعميل ، وذا دعاه العميلا
كان يرنو إليه ، كلّ رصيف ... مثل من يجتلي غموضا جميلا
***
سكن (الفاع) مدّة و(شعوبا) ... نصف شهر وحلّ شهرا (عقيلا)
أجر الدور ، باسم بنت أخيه ... وأكترى في (المطيط) بيتا نحيلا
***
وعلى الذكر … كم لديه بيوت ..؟ ... تسعة … هل تراه رقما ضئيلا ؟

ابتنى منزلين ، وهو وزير ... سبعة عندما تولّى وكيلا
كان لصّا محصّنا ، إن تولّى … ... وطنّيا إذا غدا مستقيلا
يشتهي الآن منصبا … ذاك سهل ... وهو يدري إلى الوصول السبيلا
***
علّ أسياده الذين امتطوه ... أنفدوه … بل واستجادوا البديلا
لم يكن ثائرا ، على أيّ حال ... إنما قد يثوّر الآن جيلا
يستفزّ الركود أيّ ضجيج ... أوّل الانفجار يبدو فتيلا
***
خمسة يقبضون فورا عليه ... احتياطا … لقد ملكنا الدّليلا
سيدي … لم نجده في أيّ شبر ... ابحثوا جيدا … بحثنا طويلا
هات (م … خ) ثلاثين عينا ... انتخب أنت … من تراه كفيلا
لم نجده ، يقول عنه أناس ... إنّه كالرياح ، يهوى الرحيلا
لم نجده ، صوت : قبضنا عليه ... ألبسوه ، سوطا وقيدا ثقيلا
أنزلوه زنزانة ، أنت أدرى ... يا أبا الضرب ، كيف ترعى النزيلا
***
كيف تلقى يا (م …ن) خلاصا ... ساءني أن أرى العزيز ذليلا
أنت أغلى أحبتي من زمان ... كنت شهما ، وما زال نبيلا
إنّ عندي رأيا ، عسى ترتضيه ... ليس من عادتي أردّ الزميلا
منزلا المدير ، أكتبه بيعا ... سوف ينجيك … هل تموت بخيلا؟
***
لم يوافق … إضربه حتى تلاقي ... نصفه ميّتا ، ونصفا عليلا
***
وهنا ضجّ حارس ، كان يصغي ... ما لكم يأكل المثيل المثيلا
مثلكم كان ثائرا ، فرجعتم ... نصف ميل ، فتاب وارتد ميلا
كلّ ما بينكم … سقطّم عراة ... وهوى حاملا رداء غسيلا
هل تريدون قتله ؟ مات يوما ... مثلكم … كيف تقتلون القتيلا؟

أمام المفترق الاخير
يا شعر … يا تاريخ … يا فلسفة ... من أين يأتي ، قلق المعرفه؟
من أين يأتي ؟ كلّ يوم له ... غرابة … رائحة مرجفه
نألفه شيئا … فيبدو لنا ... غير الذي نعتاد … كي نألفه
لكن له في كل يوم فم ... ثان … يد ثالثة مرهفه
حينا له كبر … وحينا له ... تواضع أغبا من العجرفه
وتارة تعلو وتهوي به ... أجنحة غيمّية الرفرفه
أصمّ كالأحجار… لكنّه ... يدوي ، ولا صوت له ، لا شفه

ينوي كفنّان ، بلا فكرة ... يغلي … كطيش الفكرة الملحفه
نحسّ أنّا مأسّويون ... لا نملك للمأساة غير الصفه
يجترّنا الخبز ، فتقتاتنا ... ـ من قبل أن نشتمّها ـ الأرغفه
نموت ألفّي مرة … كي نرى ... كلّ يد مشبوهة ، مسعفه
***
يا دور يا أسواق ، ماذا هنا ... موت تغاوي ، وجهه الزّخرفه
رعب صليبيّ ، له أعين ... خضر … وأيد بضّة متلفه
***
يا فندق (الزهرا) محال تعي ... قضية (المنصورة) المؤسفه
ويا (محا) … ماذا سيبدو إذا ... تقيأت أسرارها الأغلفه؟
تفنن الموت … فأضحى له ... جلد أنيق … مدية مترفه
يمتصّ بالقتل الحريريّ كما ... يحتاج ، بالوحشة المسرفه
يلمع الأوباء ، كي ترتدي ... براءة أظفارها المجحفه
من أين نمشي يا طوابير … يا ... سوقا من الأنياب والهفهفه؟
من أين يا جدران … يا خبرة ... تزوّق التمويت ، والسّفسفه؟
من ها هنا … أو من .. وتجتازنا ... ـ من قبل أن نجتازها ـ الأرصفه
***
هل ننثني يا شوط ؟ هل ينثني ... نهر يريد العشب ، أن يوقفه؟
هنا طريق ، لا يؤدي … هنا ... درب … إلى الرابيه المشرفه
هذا عنيف ، وله غايه ... وذا بلا قصد ، وما أعنفه

هاتف .. وكاتب
أكتب … لا تتعطّل ... ما أقسى ، أن أفعل
صارت كفّي ، رجلا ... ما جدوى ، أن تكسل؟
لم أستولد حرفا ... جدّد حرفا مهمل
تدري ؟ للحرف صبا ... يفنى ، وصبا يحبل
***
من يخرجني مني؟ ... البحث عن المدخل
الحفض إلى الأعلى ... الرفع إلى الأسفل
التّوق إلى الأقسى ... الصدّ عن الأسهل
الموت إلى الأنهى ... البدء من الأء صل
***
أكتب شعرا ، فكرا ... أنفاسا ، تتشكل
نمهيدا ، عنوانا ... تفعيلات أفعل
إهمس شيئا ، حتى ... كالقمح إلى (المنجل)
همس الأرض الوجعى ... فنّ ، عند الجدول
ولخفق البذر صدى ... في إبداع المشتل
***
أتراني مخنوقا ؟ ... إهمس ، لا تتمهّل
جرّب ، فلديك فم ... وجنون يتعقّل
قتلوني ، مرات ... اكتب كي لا تقتلى
بدم الموت الثاني ... تمحو الموت الأوّل

حاول … حاولت بلا جدوى ، ماذا أعمل؟
***
اشتقت كما يبدو ... ماذا ؟ طفح المرجل
شهوات الحبر على ... شفتيك ، دنت تسأل
تتشكّل أقباسا ... أكواخا تتأمّل
مشروعا جذريا ... ينسى أن يتأجّل
أطفالا أبطالا ... أشجارا تتهدّل
أظمئت الآن ، ولا ... تدري ، ماذا تنهل؟
استقبل ما يأتي ... وتخير ، ما تقبل
آتي الماضي ، أدهى : ... ماضي الآتي ، أعضل !
***
فلتكتب ، تحقيقا ... عن ماضي المستقبل
عن أحجار طارت ... وصقور تترجل
عن ماء ، صار دما ... ودم أمسى ، محمل
من تاريخ ثان ... عن أشغال تشغل
عن (صنعا) ثانية ... من سربها ترحل
عن وجه (يزنيّ) ... ولّى وأتى أجمل
عن معنىّ ، لا يعني ... عن خجل ، لا يخجل
عن حيّ لا يحيي ... عن قبر يتغزّل
عن ميت يتندّى ... مولودا مستعمل
عن زاوية ولدت ... ثوريّا مستعجل
***
من يعطيني لغة ... أعلى ، ويدا أطول
لولي صوت أعتى ... لولي حبر أقتل
اكتب عنّما تدري ... تستكشف ما تجهل

تحت السكاكين
بعينيه حلم الصبايا، و في ... حناياه، مقبرة مسّريحه
***
لنيسان يشدو ، وفي صدره ... شتاء عنيف … طيور جريحه
بلاد، تهم بميلادها… ... بلاد تموت، وتمشي ذبيحه
بلادان ، داخله هذه ... جنين، وهذي عجوز طريحه
وآت ألى مهده يشرئبّ ... وماض يئن. كثكلى كسيحه
زمانان، داخله يغتلي ... دجى كالأفاعي… وتندى صبيحه
ورغم صرير السّكاكين فيه ... يغنّي. يغنّي… وينسى النصيحه
فتخضرّ عافية الفن فيه ... وأوجاعه وحدهنّ الصحيحه
أيا شمعة العمر ذوبي… يلحّ ... فتسخو وتومي : أأبدو شحيحه؟
فيولد في قلبه كلّ يوم… ... ويحمل في شفتيه ضريحه
***
يوالي ، فيرفض نصف الولاء ... ويبدي العداوات، جلوى صريحه
له وجهه الفرد… لا يرتدي ... وجوها تغطي الوجوه القبيحه
***
يعرّي فضائح هذا الزمان ... ويعرّى ، فيبدو كأنقى فضيحه
ترى وجهها الشمس فيه كما ... ترى وجهها، في المرايا المليحه

بعد سقوط المكياج
إلى (الفا ـ ح)

غير رأسي … إعطني رأس (جمل) ... غير قلبي … إعطني قلب (حمل)
ردّني ما شئت … (ثورا) ، (نعجه) ... كي أسميّك … يمانيّا بطل
كي أسميّك شريفا ... أو أرى ... فيك مشروع شريف محتمل
سقط المكياج ، لا جدوى بأن ... تستعير الآن ، وجها مفتعل
***
كنت حسب الطقس ، تبدو ثائرا ... صرت شيئا … ما اسمه ؟ يا للخجل
ينقش البوليس ، ما حقّقته ... من فتوح با (لمواسبي ) في المقل
***
با (لهرواي) با (لسكاكين) .. بما ... يجهل الشيطان … من أخزى الحبل
تقتل المقتول ، كي تحكمه … ... ولكي ترتاح … تشوي المعتقل
هل أسميّك بهذا ناجحا ؟ ... إن يكن هذا نجاحا … ما الفشل ؟
***
إنما أرجوك ، غلطني ولو ... مرّة كن آدميا … لا أقل
قل أنا الكذاب ، وامنحني على ... حسّك الإنساني الشعبي ، مثل
فلقد جادلت نفسي باحثا ... عن مزاياك ، فأعياني الجدل
أنت لا تقبل جهلي إنما ... ليس عندي ، للخيانات غزل
***
أيّ شيء أنت ؟ يا جسر العدى ... يا عميلا ، ليس يدري ما العمل
ردّني غيري ، لكي تبصرني ... للذّباب الآدمي ، نهر عسل

سندباد يمني في التحقيق
كما شئت فتّش … أين أخفي حقائبي ... أتسألني من أنت ؟ .. أعرف واجبي
أجب ، لا تحاول، عمرك ، الاسم كاملا ... ثلاثون تقريبا … (مثنى الشواجبي)
نعم ، أين كنت الأمس ؟ كنت بمرقدي ... وجمجمتي في السجن في السوق شاربي
رحلت إذن ، فيما الرحيل ؟ أظنّه ... جديدا ، أنا فيه طريقي وصاحبي
إلى أين ؟ من شعب لثان بداخلي ... متى سوف آتي ! حين تمضي رغائبي
جوازا سياحيا حملت ؟.. جنازة ... حملت بجلدي ، فوق أيدي رواسبي
… من الضفة الأولى ، رحلت مهدّما ... إلى الضفة الأخرى ، حملت خرائبي
مراء غريب لا أعيه … و لا أنا ... متى سوف تدري ؟ حين أنسى غرائبي
***
تحدّيت بالأمس الحكومة ، مجرم ... رهنت لدى الخباز ، أمس جواربي
من الكاتب الأدنى إليك ؟ ذكرته ... لديه كما يبدو ، كتابي وكاتب

لدى من ؟ لدى الحمار ، يكتب عنده ... حسابي ، ومنهى الشهر ، يبتزّ راتبي
قرأت له شيئا ؟ كؤوسا كثيرة ... وضيّعت أجفاني ، لديه وحاجبي
قرأت ـ كما يحكون عنك ـ قصائدا ... مهرّبة … بل كنت أوّل هاربي
أما كنت يوما طالبا ؟.. كنت يا أخي ... وقد كان أستاذ التلاميذ ، طالبي
قرأت كتابا مرة ، صرت بعده ... حمارا ، حمارا لا أدرى حجم راكبي
***
أحبّبت ؟ لا بل مت حيا … من التي ؟ ... أحببت حتى لا أعي ، من حبانبي
وكم متّ مرات ؟.. كثيرا كعادتي ... تموت وتحيا ؟ تلك إحدى مصائبي
***
وماذا عن الثوار ؟ حتما عرفتهم ! ... نعم . حاسبوا عني ، تعدّوا بجانبي
وماذا تحدثتم ؟ طلبت سجارة ... أظنّ وكبريتا … بدوا من أقاربي
شكونا غلاء الخبز … قلنا ستنجلي ... ذكرنا قليلا … موت (سعدان ماربي)
وماذا ؟ وأنسانا الحكايات منشد ... ( إذا لم يسالمك الزمان فحارب)
وحين خرجتم ، أين خبّأتهم ، بلا ... مغالطة ؟ خبأتهم ، في ذوائبي
لدنيا ملفّ عنك … شكرا لأنكم ... تصونون . ما أهمبلته من تجاربي
***
لقد كنت أميّا حمارا وفجأة ... ظهرت أديبا … مذ طبختم مأدبي
خذوه … خذوني لن تزيدوا مرارتي ... دعوه … دعوني لن تزيدوا متاعبي

الآتون .. من الأزمة
يا حزانى …يا جميع الطيبين ... هذه الأخبار … من دار اليقين
قرّروا الليلة … أن يتّجروا ... بالعشايا الصفر … بالصبح الحزين
فافتحوا أبوابكم ، واختزنوا ... من شعاع الشمس ، ما يكفي سنين
وقّعوا مشروع تقنين الهوى ... بالبطاقات ، لكلّ العاشقين
ما ألفتم مثلهم أن تعشقوا ... خدر الدفء ، لكم عشق ثمين
***
قرّروا بيع الأماني والرؤى ... في القناني ، رفعوا سعر الحنين
فتحوا بنكين للنّوم ، بنوا ... مصنعا ، يطبخ جوع الكادحين
إنّكم أجدر بالسّهد الذي ... يعد الفجر بوصل الثائرين
***
بدوأ تجفيف شطآن الأسى ... كي يبيعوها ، كأكياس الطحين
علّبوا الأمراض … أعلوا سعرها ... كي يصير الطبّ ، سمسارا أمين

حسنا … تجويعكم … تعطيشكم ... إنما الخوف ، على الوحش السمين
***
شيدوا للأمين ، سجنا راقيا ... تستوي السكّين فيه والطعين
إنّ مجابيّة الموت على ... رأيهم حقّ لكلّ العالمين
أزمة النفط ، لها ما بعدها ... إنّكم في عهد ، (تجار اليمين)
فسأاسبقوهم يا حزانى ، وارفعوا ... علم الإصرار ورديّ الجبين
وأحرسوا الأجواء ، منهم قبل أن ... يعلنوها ، أزمة في الأوكسجين
***
إنهم أقسى وأدرى ، إنما ... جرّبوا . معرفة السّر الكمين
عندما تدرون ، من بائعكم ... يسقط الشّاري ، وسوق البائعين
عندما تدرون من جلادكم ... يحرق الشوك ، ويندى الياسمين
عندما تأتون في صحو الضّحى ... تبلع الأنقاض ، كلّ المخبرين
إنّكم آتون ، في أعينكم ... قدر غاف ، وتاريخ جنين

في وجه الغزوة الثالثة
في وجه الغزوة الثالة
حسنا … إنما المهمّة صعبه ... فليكن … ولنمت بكلّ محبه
يصبح الموت موطنا … حين يمسي ... وطن أنت منه ، أوحش غربه
حين تمسي من هضبة بعض صخر ... وهي تنسى ، أنّ اسمها كان هضبه
فلتصلّب عظامنا الأرض ، يدري ... كلّ وحش … أنّ الفريسة صلبه
ولنكن للحمى الذي سوف يأتي ... من أخاديدنا … جذورا وتربه
مبدعات هي الولادات … لكن ... موجعات … حقيقة غير عذبه
***
ولماذا لا تبلع الصوت ؟.. عفوا ... من توقّى إرهابهم ، زاد رهبه
كيف نستعجل الرصاص ! ونخشى ... بعد هذا ، نباح كلب وكلبه
هل يردّ السيول وحل السواقي؟ ... هل تدمّي قوادم الريح ، ضربه ؟
أنت من موطن يريد … ينادي ... من دم القلب ، للمهمات شعب
***
اتفقنا … ماذا هناك ؟ جدار ... بل جبين ، عليه شيء كقبّه
ربّما (هرة) تلاحق (فأرا) ... ربما كان طائرا خلف حبّه
إنما هل يرى التفاهات حي ؟ ... تلتقي أحدث الخطورات قربه
هل ترى من هناك ؟ غزوا يقوّي ... قبضتيه ، يحدّ مليون حربه
يجتذي (البنكنوت) يومي إليه ... وعليه من البراميل جبّه
إنّه ذلك الذي جاء يوما ... وإلى اليوم ، فوقنا منه سبّه
***

قبل عام وأربعين اعتنقنا ... فوق (أبهى) عناق غير الأحبه
والتقينا به (بنجران) حينا ... والتقينا بقلب (جيزان) حقبّه
والتقينا على (الوديعة) يوما ... والمنايا على الرؤوس مكبّه
جاء تلك البقاع … خضنا ، هربنا ... وهي تعدو وراءنا مشرئبّه
إنها بعض لحمنا ، تتلوّى ... تحت رجليه ، كالخيول المخبّه
في حشاها ، منّا بذور حبالى ... وجذور ورديّة النّبض خصبّه
***
ماله لا يكرّ كالأمس ؟ أضحت ... بين من فوقنا ، ونعليه صحبّه
إنهم يطبخوننا ، كي يذوقوا ... عندما ينضجوننا ، شرّ وجبه
خصمنا اليوم غيره الأمس طبعا ... البراميل أمركت (شيخ ضبّه)
عنده اليوم قاذفات ونفط ... عندنا موطن ، يرى اليوم دربه
عنده اليوم خبره الموت أعلا ... عندنا الآن ، مهنة الموت لعبه
صار أغنى ، صرنا نرى باحتقار ... ثروة المعتدي ، كسروال (قحبه)
صار أقوى … فكيف تقوى عليه ... وهو آت ؟ نمارس الموت رغبه
وندمّي التلال ، تغلي فيمضي ... كلّ تلّ دام ، بألفين ركبه
ويجيد الحصى القتال ، ويدري ... كلّ صخر ، أنّ الشجاعة دربه
يصعب الثائر المضحّي ويقوى ... حين يدري ، أنّ المهمة صعبه
حسنا … إنما المهمّة صعبه ... فليكن … ولنمت بكلّ محبه
يصبح الموت موطنا … حين يمسي ... وطن أنت منه ، أوحش غربه
حين تمسي من هضبة بعض صخر ... وهي تنسى ، أنّ اسمها كان هضبه
فلتصلّب عظامنا الأرض ، يدري ... كلّ وحش … أنّ الفريسة صلبه
ولنكن للحمى الذي سوف يأتي ... من أخاديدنا … جذورا وتربه
مبدعات هي الولادات … لكن ... موجعات … حقيقة غير عذبه
***
ولماذا لا تبلع الصوت ؟.. عفوا ... من توقّى إرهابهم ، زاد رهبه
كيف نستعجل الرصاص ! ونخشى ... بعد هذا ، نباح كلب وكلبه
هل يردّ السيول وحل السواقي؟ ... هل تدمّي قوادم الريح ، ضربه ؟
أنت من موطن يريد … ينادي ... من دم القلب ، للمهمات شعب
***
اتفقنا … ماذا هناك ؟ جدار ... بل جبين ، عليه شيء كقبّه

ربّما (هرة) تلاحق (فأرا) ... ربما كان طائرا خلف حبّه
إنما هل يرى التفاهات حي ؟ ... تلتقي أحدث الخطورات قربه
هل ترى من هناك ؟ غزوا يقوّي ... قبضتيه ، يحدّ مليون حربه
يجتذي (البنكنوت) يومي إليه ... وعليه من البراميل جبّه
إنّه ذلك الذي جاء يوما ... وإلى اليوم ، فوقنا منه سبّه
***
قبل عام وأربعين اعتنقنا ... فوق (أبهى) عناق غير الأحبه
والتقينا به (بنجران) حينا ... والتقينا بقلب (جيزان) حقبّه
والتقينا على (الوديعة) يوما ... والمنايا على الرؤوس مكبّه
جاء تلك البقاع … خضنا ، هربنا ... وهي تعدو وراءنا مشرئبّه
إنها بعض لحمنا ، تتلوّى ... تحت رجليه ، كالخيول المخبّه
في حشاها ، منّا بذور حبالى ... وجذور ورديّة النّبض خصبّه
***
ماله لا يكرّ كالأمس ؟ أضحت ... بين من فوقنا ، ونعليه صحبّه
إنهم يطبخوننا ، كي يذوقوا ... عندما ينضجوننا ، شرّ وجبه
خصمنا اليوم غيره الأمس طبعا ... البراميل أمركت (شيخ ضبّه)
عنده اليوم قاذفات ونفط ... عندنا موطن ، يرى اليوم دربه
عنده اليوم خبره الموت أعلا ... عندنا الآن ، مهنة الموت لعبه
صار أغنى ، صرنا نرى باحتقار ... ثروة المعتدي ، كسروال (قحبه)
صار أقوى … فكيف تقوى عليه ... وهو آت ؟ نمارس الموت رغبه
وندمّي التلال ، تغلي فيمضي ... كلّ تلّ دام ، بألفين ركبه
ويجيد الحصى القتال ، ويدري ... كلّ صخر ، أنّ الشجاعة دربه
يصعب الثائر المضحّي ويقوى ... حين يدري ، أنّ المهمة صعبه

أمسية حجرية
كغراب ، يرتمي فوق جراده ... سقطت وجعى ، تدلّت كالوساده
كنسيج الطّحلب الصيفي نمت ... أعشبت فيها ، وفي وجهي البلاده
وعلى الجدران ، والسقف ارتخت ... مثل فخذي مرأة بعد الولاده
تحتسبي ، تحتسبي هادئة ... مثل من صار لديه القتل عاده
ترتدي الأنقاض والشوك على ... جيدها من أعين الموتى قلاده
***
كنت أذوي ، باحثا عن مطلع ... كان يهذي عابر ، (فرحان غاده)

سأسميه (ظفارا ) (مذحجا) ... لو أتت أنّى ، أسميّها (سعاده)
هل لها ، أو هل له مستقبل ؟ ... هل ولدنا نحن ، في حضن الرّغاده؟
أمنت (سيجون) (بيروت) ابتدت ... ترتمي ترمي ، بلا أدنى هواده
نفس ذاك الدور (يحيى) قالها : ... كيف أضحى ذابها ، كبير الحداده
***
كنت أصغي … يا دجى : قافية ... لمحة يعطي ، حكايات معاده
كان مخمور يدوّي : من أنا ... إنني (عنترة) هاتوا القياده
ردّني (إبليس ) عن أبوابه ... وثناني ، عن بيت العباده
***
كنت أفنى … كان يغزو جارة ... فارس يروي ، أعاجيب الإراده
بعد مضغ القّات ، ـ فيما يدّعي ـ ... يغتدي (كبشا) يعبّ الشاي (ساده)
يخطف البكرين ، من برجيهما ... لبطولات الهوى ـ طبعا ـ رياده
***
حارس يبتزّ ما يحرسه ... ويدين الصبح (سعدا) أو (قتاده)
راح يحكي : أنه يلقى الذي ... كابد (( الفاروق)) ، في عام الرّماده
يا دكاكين … ويومي : رشوة ... في عهود المال ، تزداد النّكاده
كنت أنهي الشطر … جار يبتدي ... خصمة ، أشبعت للقاضي المزاده
شاهد محترف ألبسه ... حضرة القاضي ، قميصا من زهاده
يستوي في الزمن السمسار ، من ... يلهم الهجو ، ومن يغري الإشاده
قال لي : من أنت ؟ نذل إنني ... مثله مستعمر ، باسم السياده
***
طفل جاري كان يستسقي … أنا ... كنت أرجو ، لحظة حبلى جواده
***
من هنا ؟ كلب يهوهي ، هرّة ... تتنزى ، منزل يشدو (حماده)
شارع يبكي الضحايا ، مكتب ... يمنح الجاني ، وساما وشهاده
جثث تهوي ، بلا فائدة ... خنجر دام ، له كلّ الإفاده
***
زادت الأمسية الوجعى أسى ... مثل غيري لم أزد ، أنت الزياده
أترى الصرعى ؟ لهم بدء ، متى ؟ ... ينضجون الآن ، في جوف الإباده
كنت أفنى … لم تجب ، كنت على ... زعمها ازداد ، نضجا وإجاده

في الغرفة الصرعى
شيء بعيني جدار الحزن يلتمع ... يبهمّ ، يخبر عن شيء ، ويمتنع
يريد يصرخ ، ينبي عن مفاجأة ... لكنّه قبل بدء الصوت ، ينقطع

21 / 23
ع
En
A+
A-