كان يحكي هذا … وهذا يليه ... ويداجي هذا بخبث الرزانه
ألف أم روت حكايات أمي ... لبنيها فردّدوا في أمانه
***
بيتها أشهر البيوت جميعا ... وله دون كلّ بيت حصانه
إني ساقط … لأنّ لأمّي ... عند أغنى الرجال أعلى مكانه
***
لا تلح لي يا اسمي … فإني جبان ... حين تبدو بفضل تلك الجبانه
***
يا التي يخبرون عنها كثيرا ... اتركيني … ودّعت دار الإهانه
صرت غيري … رميت باسمي ورائي ... وسأعتاد جدّتي بالمرانه
الهدهد السادس
من أين لي يا (مذ حجيه) ... وتر كقصّتك الشجيّه؟
أين انطفت عيناك ؟ .. اسكت ... أين جبهتك الأبيّه؟
اسكت … أتبتدعين يوما ... جبهة على طريّه؟
اسكت … رجعت إلى التعقل ... لا أريد العبقريّه
أوّ ليس فلسفة الهزيمه ... أن أموت تعقليه ؟
وهل العمالة حكمة؟ ... وهل الشجاعة موسميّه ؟
اسكت … ولكن لست من ... أبطال تلك المسرحيّه
بعد الغروب ستبزغين ... كشمسك البكر الجريّه
اسكت … لأن الجو أحجار ... حلوق بربريّه
لشعر أقوى فاعزفي ... رئتيك أو موتي شقيّه
***
الصمت يعشب طحلبا ... حمّى ، ذبولا ، عوسجيّه
وقرون أشباح كأبواب السجون العسكريّه
سقف من الحيّات ... والأيدي وألوان المنيّه
يطفو ويركض يمتطي ... عينيه يسقط كالمطيه
ماذا هذا ؟.. شيء كلا شيء ... شظايا متحفيّه
الليل يبحث عن ضحى ... والصبح يبحث عن عشيّه
هرب الزمان من الزمان ... خوّت ثوانيه الغبيّه
من وجهه الحجري يفرّ ... إلى شناعته الخفيّه
حتى الزمان بلا زمان ... والمكان بلا قضيّه
***
التابعون بلا رؤوس ... والملوك بلا رعيّه
والمستغلّ بلا امتياز ... والفقير بلا مزيّه
***
من ذا هنا ؟ ((صنع)) بلا ... صنع ، وجوه أجنبيّه
متطوعون وطيّعات ... أوصياء بلا وصيّه
حزم من الشّعر المسّرح ... والعيون الفوضويّه
خبراء في عقم الإدارة ... وافدون بلا هويه
ومسافرون بلا وداع ... واصلون بلا تحيّه
ومؤمركون إلى العظام ... لهم وجوه فارسيّه
ومؤمركات يرتدين ... قميص (ليلى العامريّه)
كتل من الإسمنت لابسة جلودا آدميه
تسعون فوجا والمسافة في بدايتها القصيه
***
يا ((هدهد)) اليوم ، الحمولة ... فوق طاقتك القويّه
هذي حقائبك الكبار ... تمّ عن خبث الطويّه
***
هل جئت من سبإ ؟ ... وكيف رأيته ؟.. أضحى سبيه !
ولّى ، عليه عباءة … ... من أغنيات (الدودحيه)
سقط المتاجر ، والتجارة ، والمضحّي ، والضحيه
حتى البقاع هربن من ... أسمائهن الحميريّه
***
هل للقضيّة عكسها ؟ ... هل للحكاية من بقيّه؟
كل الحلوق أقل من ... هذي الجبال اليحصبيّه
كلّ السلاح أقلّ من ... هذي الملايين العصيّه
***
(صنعاء) من أين الطريق ؟ ... إلى مجاليك النقيّه
وإلى بكارتك العجوز ... إلى أنوثتك الشهيّه
يا زوجة السفّاح والسمسار يا وجه انتبه
سقطت لحى الفرسان ... والتحت المسنّة والصبيّه
يوم 13 حزيران 1974م
جبيته دبّابة واقفه ... أهدابه … دبّابة زاحفه
ليس له وجه … له أوجه ... ممسوحة كالعملة التالفه
ساقاه جنزيران … أعراقه ... إذاعة مبحوحة زاحفه
تلغو … كما تسفي الرياح الحصى ... تحمرّ كالجنيّة الراعفه
بعد قليل … مئتا مرة ... وعد كسكر الليلة الصائفه
وبعد عشرين احتمالا ، بدت ... ولادة مكسرورة زائفه
حماسة صفراء معروقة ... أنشودة مسلولة واجفه
شيء بلا لون … بلا نكهة ... ماذا تسميه ؟ اللّغى الواصفه!
***
يا عم دبابات !! .. إني أرى ... ـ هذا انقلاب ـ جدّتي عارفه
نفس الذي جاء مرارا كما ... تأتي وتمضي دورة العاصفه
وسوف يأتي … ثم يأتي إلى ... أن تستفيق الثورة الوارفه
***
لا يركب الشعب إلى فجره ... دبّابة … لا يمتطي قاذفه
الشعب يأتي لاهثا ، صابرا ... ممتطيا أوجاعه النازفه
يأتي … كما تأتي سيول الربى ... نقيّة خلاقة جارفه
يبرعم الشّوق الحصى تحته ... والشمس في أجفانه هاتفه
وتهجس الأعشاب في خطوه ... هجس المجاني لليد القاطفه
***
يا عم دبابات !! قل : لعبة ... سخيفة كاللعبة السّالفه
لكن لماذا لم تثر لفتة ؟ ... ولا استفزت لمحة كاشفه
لأن من كانوا مضوا وانثنوا ، ... طائفة ولّت بدت طائفه
المنتهى أمسى هو المبتدي ، ... والصورة المخلوقة الحالفه
قد يستعير العزف غير اسمه ... لكنها نفس اليد العازفه
***
دبّابة أخرى … وأخرى … ولا ... ألقى رصيف نظرة خاطفه
لم تلتفت دار … ولا بقعة ... بدّت على أمن ولا خائفه
شيء جرى لم يستدر شارع ... ولا انجلّت زاوية كاسفه
***
ماذا جرى ..؟ لم يجر شيء هنا ... صنعاء لا فرحى … ولا آسفه
القات ساه … والمقاهي على ... أكوابها محنّيه عاكفه
***
ماذا جرى ..؟ لا حسّ عما جرى ... ولا لديه ومضة هادفه
ماذا يعي التاريخ ..؟ ماذا رأى ؟ ... ولّى بلا ذكرى … بلا عاطفه
بين ضياعين
كلّما عندنا يزيد ضياعا ... والذي نرتجيه ينأى امتناعا
نتشهى غدا ، يزيد ابتعادا ... نرجع الأمس .. لا يطيق ارتجاعا
بين يوم مضى ويوم سيأتي ... نزرع الريح نبتنيها قلاعا
والذي سوف نبتنيه يولّى ... هاربا … والذي بنينا تداعى
***
تمتطي موجة إلى غير مرسى ... إن وجدّنا ريحا فقدنا الشراعا
وإلينا جاء الشراة تباعا ... حبلت أخصب الجيوب تباعا
لا يحسّ الذي اشرّانا لماذا ... والذي باع ما درّى كيف باعا .. !
فتهاوى الذي تلقّى وأعطى ... وشمخنا مستهزئين جياعا ..!
أصيل من الحب
قد كان لا يصحو ولا يروى ... واليوم لا يسلو ولا يهوى
ينسى ، ولكن لم يزل ذاكرا ... حبيبة ، كانت له السلوى
***
وكان إن مرّ اسمها أزهرت ... في قلبه الأشواق والنجوى
وانثالت الياعات من حوله ... أحلام عشّاق بلا مأوى
وكانت الحلوى لطفل الهوى ... والآن … لا خلا ، ولا حلوى
***
وكان يشكو إن نأت أو دنت ... لأنها تستعذب الشّكوى
كانت لسديه الكلّ لا مثلها ... لا قبلها لا بعدها حوّا
فأصبحت واحدة لا اسمها ... أحلى ولا مجنونها أغوى
***
يود أن يهوى فيخبو الهوى ... ويشتهي ينسى فلا يقوى
فلم يعد في حبّه كاذب الدعوى ... و ليس فيه كاذب الدعوى
أصيل حبّ يستعيد الضّحى ... وينطوي في الليلة العشوى
ألوان من الصمت
مثل طفل حالم يصحو ويغفو ... يرسب الصّمت بعينيه ويطفو
ينطوي خلف تلوّي جلده ... كعقاب ينتوي الفتك ويعفو
يهمس الإنشاد … ينسى صوته ... يتزيّا بالهوى يحنو … ويجفو
يحتسي أنفاسه … يراسلها ... زمرا كالنّحل ترتدّ وتهفو
ينحني … يرحل في لحيته جاثيا ... ينجرّ … يغبرّ … ويصفو
بعضه ينسلّ منه … بعضه ... يمتطي أطراف كفّيه ويقفو
***
صرخة المذياع تدمي هجسه : ... قاتلوا في (قبرص) اليوم وكفّوا
((الفيتكنج)) استحالوا شجرا ... هبطوا كالجمر كالعقبان خفّوا
***
ارتدى أبطال سيجون الحصى ... دخلوا الأعشاب كالأعشاب جفّوا
***
حشدت ((واشنطن)) الموت سدى ... ركض الأموات أخطارا وحفّوا
أنبتت كلّ حصاه موكبا ... كعفاريت الرّبى اصطفوا وصفّوا
وثبوا كالسّيل ، كالسيل انثنوا ... تحت أمطار اللّظى احمروا ورفّوا
قرّر الأقطاب حلا حاسما … للماسي ... لحظة ، تابوا وعفّوا
استشفّوا إن إقلاق الأسى ... يطلق الأطفال … هذا ما استشفوا
انتهت أخبارنا فانتظروا ... واستراحوا ساعة ، غنّوا وزفوا
***
يخلع الصّمت هنا ألونه ... يتعب التمزيق فيها ثم يرفو.
ثرثرات محموم
كان يحكي.. يبكي .. يجيب .. ينادي ... يدّعي .. يشتكي .. يصافي.. يعادي
مرحبا(سعيد) .. خذ نور عيني ... اسكتي .. هات بندقي يا ( عبادي)..
غادرت عمقها البحار وجاءت ... ركبت ظلّها الرمال الحوادي
***
هل تخافين أن أموت ؟ حياتي ... لم تحقّق شيئا يثير افتقادي
كنت كالآخرين ، أمشط شعري ... أنتقي بزّتي ، أبيع كسادي
أشتري (ربطة) ،وأصحو بكاس ... وبكاس أطفي شموع سهادي
وأوالي بلا اعتقاد وأنوي ... سحق من لم يتاجروا باعتقادي
كلّ هذا عمري … وعمر كهذا ... لا يساوي … عذاب يوم ولادي
***
اسقني يا (صلاح) .. زد .. من دعاني؟ ... يا عيال الكلاب : ردّوا جوادي
كيف أقضي ديني وليس ببيتي ... غير بيتي ومعزف شادي
والذي كان والدي … صار طفلي ... من أداري عناده أو عنادي؟
***
ليست قامة الرياح جبيني ... نسي الليل رجله في وسادي
***
زوجت بنتها بعشرين ألفا ... باع (ناجي سعيد) (زيد الجرادي)
كلّ آت مضى … أتى كل ماض ... ضاع في كلّ رايح كلّ غادي
(كفى واحدا كفى اثنين) .. قالوا ، ... أكلوني … ويحذرون ازدرادي
ولأنّي مجوف مثل غيري ... بعت وجهي لوجه مائي وزادي
***
اليساري رزق اليميني … وقالوا ... أجود الخبز من طحين التعادي
من سيعطي (سعدا) حساما بصيرا ... ثالث الساعدين ، ذيل ، حيادي
***
ذات يوم كانت ممرات(صنعاء) ... من نبيذ ومن زهور نوادي
تتهادى النجوم في كلّ درب ... كالغواني . فأين ذاك التهادي ؟
سألوا من أنا … وصرّحت باسمي ... كاملا … أنكروا بأني (مرادي)
قلت (ابّي) .. (عنسي) .. (زبيدي) أشاروا: ... الريالات نسبي وبلادي
أضحكتهم كتابة اسمي … وفورا ... بيضت خضرة النّقود مدادي
***
عنده نعجة فأمسى مديرا ..! ... نهد أنّى مؤهّل غير عادي
لحليب الذي يسمّى جلودا ... طازجات .. أمسى سرير (ابن هادي)
قبل بدء الزواج طلّقت .. صارت ... كلّ زوجاتهم .. خيول رقادي
كان يخشى أبي فسادي ويبني ... يوم عرسي . رفضت .. عاش فسادي
كنت أعتادها (غزلا) .. فأضحت ... (فاتنا) .. ودّع الهوى يا فؤادي
***
من زاد النجاة … مات ليحيى ... والذي لم يمت … إلى الموت صادي
سلّحونا (شيكي) وقالوا عليكم ... وعليكم .. حسب القرار القيادي
كان (يحيى) كالتيس يعدو ويثغو ... و(مثنى) يلقى خطابا زيادي
وهجمنا .. متنا قليلا … أفقنا ... موتنا كان مولدا لا إرادي
ورجعنا … وللصخور عيون ... كالصبايا وللروابي أيادي
****
إن تحت القناع والوجه وجها ... يخفي تحت ظهره … وهو بادي
صاحب الواديين ـ دون تمنّ ـ ... نال ألفا … وباع مليون وادي
***
بدء ليلي حبّ ، بدون عشاء ... نصف يومي هوى … وخبز معادي
***
هل سأعتاد وجه غيري بوجهي؟ ... زعموا … ربما أخون اعتيادي
قلت لي : ان ذا (أكيدا) ولكن ... أيّ شيء مؤكد يا (حمادي)؟
***
آه … ماذا أريد ؟ أدري وأنسى ... ثم أنسى … أني نسيت مرادي
***
كان يحكي … وفتحتا مقلتيه ... مثل ثقبين … في جدار رمادي
في الشاطىء الثاني
يا وجهها في الشاطىء الثاني ... أسرجت للإبحار أحزاني
أشرعت يا أمواج أوردتي ... وأتيت وحدي فوق أشجاني
ولما أتيت ؟ أتيت ملتمسا ... فرحي وأشعاري وإنساني
***
من أين ؟ لا أرجوك لا تسلي ... تدرين … وجه الريح عنواني
لو كان لي من أين قبل هنا ... قدّرت أن التّيه أنساني
من أين ثانية وثالثة ... أضنيت بحث الردّ . أضناني
من قبري الجوال في جسدي ... من لا متى ، من موت أزماني
***
من أخبرتني عنك ؟ لا أحد ... من دلّني ..؟ عيناك … شيطاني
قلقي حنين العمر عفرتني ... في البحث عن تربيتك ألحاني
عن نبض أعراقي وعن لغني ... عن منبتي من عقم أكفاني
أعليّ أفنى ها هنا عطشا ... جوعا ؟ وفي كفّيك بستاني
***
حان اقترابي منك … أين أنا ؟ ... الشوق أقصاني وأدناني
من أين لي يا ريح معجزة ... يا موج أين رأيت ربّاني؟
يا صبحها من أين مدّ يدا ... يا عطرها من أين ناداني؟
***
الشاطىء اللّهفان يدفعني ... وأخاف هذا المعبر القاني
من أين يا جذلى أمدّ فمي ... ويدي إلى بستانك الهاني؟
من أين ؟ أن البعد قرّبني ... من أين ؟ أن القرب أقصاني
***
اليوم كان الدء يا سفري ... وغدا سألقاها وتلقاني
فلتنتظرني حيث أنت غدا ... يا وجهها في الشاطىء الثاني
بين الرجل والطريق
كان رأسي في يدي مثل اللّفافه ... وأنا أمشي . كباعات الصحافه
وأنادي : يا ممرات ، إلى أين ... تنجرّ طوابير السخافه؟
يا براميل القمامات ، إلى ... أين تمضين ..؟ إلى درو الثقافه
كل برميل إلى الدور ..؟ نعم ... وإلى المقهى ..؟ جواسيس الخلافه
ثم ماذا ..؟ ورصيف مثقل ... برصيف .. يحسب الصمت حصافه
***
ها هنا قصف … هنا يهمي دم ... ربما سمّوه توريد اللطافه
ما الذي ..؟ من أطلق النار ؟.. سدى ... زادت النيران والقتلى كثافه
وزحام السّوق يشتدّ … بلا ... نظرة عجلى … بلا أي انعطافه
لم يعد للقتل وقع ..؟ ربما ... لم تعد للشارع الدّاوي رهافه
لا فضول يرتئي … لا خبر ... خيفة كالأمن … أمن كالمخافه
***
ما الذي ؟.. موت بموت يلتقي ... فوق موتي … من رأى في ذا طرافه؟
نهض الموتى … هوى من لم يمت ... كالنعاس الموت ..؟ لا شيء خرافه
***
يا عشايا … يا هنا … يا ريح … من ... يشتري رأسي ، بحلقوم (الزّرافه) ؟
بين رجلي وطريقي ، جثتي ... بين كّفي وفمي ، عنف المسافه
المحال الآن يبدو غيره ... كذّبت (عرّافه) (الجوف) العرافه
ها هنا ألقي حطامي ..؟ حسنا ... ربما تلفت عمال النظافه
ربما تسألني مكنسة … ما أنا ... أو تزدري هدي الإضافه
زامر القفر العامر
تغني ؟.. أغانيك بين الركام ... عيون يفتّتهنّ الزحام
نهود تساقط مثل الحصى ... جباه يمزّقها الارتطام
وأنت تغني بلا مبتدا ... بلا خبر عن دنوّ الختام
ووجهك فعل له فاعلان ... مضاف إلى جرّ ميم ولام
***
لهذا تغني بدون انقطاع ... تثور على وجهك (ابن الحرام)
على جلدك البنكوتي ، على ... سعال العشايا ، وبيع المنام
وسوف تغني إلى أن يرفّ ... صداك ربيعا ويهمي حمام
لانك أشواق راع( بإب) ... وأحلام فلاحة في (شبام)
وأعراس كاذبة في (حراز) ... وأفراح سنبلة في (مرام)
***
لان حروفك عشبيّة ... كعينيك يا بنّي الاهتمام
تزمر للسهل كي يشرئبّ ... وللسّفح كي يخلع الاحتشام
وللمنحى كي … يمدّ يديه ... ويعلي ذوائبه لليمام
وللبيدر المنطقي , كي يشعّ ... ويورق في المنجل الابتام
وللشمس ، كي تجتلي أوجها ... دخانية ، في مرايا الظّلام
من الحقل جئت نبيا إليه ... وما جئت من (هاشم) أو (هشام)
أغانيك بوح روابي (العدين) ... مناك تشهّي دوالي (رجام)
لان بقلبك صوم الحقول ... تغني لتسودّ صفر الغمام
***
هواك اعتناق النّدى والغصون ... لان غرامك غير الغرام
تموت أسى . كي تشيع السرور ... تغني ـ وأنت القتيل ـ السلام
صياد البروق
وحدي … نعم كالبحر وحدي ... منّي ولي ، جزري ومدّي
وحدي وآلاف الرّبى ... فوقي … وكلّ الدهر عندي
من جلدي الخشبي أخرج ... تدخل الأزمان جلدي
من لا منى , آتي ، أعود ... مضيّعا قبلي وبعدي
كحقيبة ملأى ولا تدري ... كباب ، لا يؤدي
مشروع أغنية ، بلا ... صوت ، كتاب غير مجدي
شيء يخبئني الدّجى ... في زرع سرّته ويبدي
من تشتهي … من أنت يا جندي ؟ ... هل اسمي غير جندي؟
حاولت مثلك مرة … ... أبدو ذكيا … ضاع جهدي
من أنت يا مجدي أفتدي ؟) ... قال لي ك (مجدي أفتدي)
ماذا تضيف إلى الغروب ... إذا وصفت اللّون وردي؟
هل أنت مثلي ؟ أكشف المكشوف ... حين يغيم قصدي ؟
… مثلي ركبت ذرى المشيب ، ... وما وصلت سفوح رشدي
***
أسرع … وينجر الطريق، ... وينثني … يعمى ويهدي
قف عند حدّك حيث أنت ... وهل هنا حدّ لحدي ؟
هنالك يضحكون ... يوددون فم التعدي
باسمي يوشون الخيانة ... يسفحون دمي . بزندي
بي يرفلون ليحفروا ... بيدي في فخذيّ لحدي
***
فأموت ، لكن يغتلي ... في كلّ ذرّاتي التحدي
أهوى بلا كفين … ترفع ... جبهتي ، للشمس بندّي
ماذا ؟ وأين أنا ؟ وأصعد ... من قرارات التردّي
بعد اعتصار الكرم ينشدك ... الرحيق : بدأت عهدي
ستصير يا هذا الذي ... أدعوه قبري الآن مهدي
وأجيء من نار البروق… ... يسنبل الأشواق رعدي
مأساة حارس الملك
سيدي : هذي الروابي المنتنه ... لم تعد كالأمس ، كسلى مذعنه
(نقم) يهجس ، يعلي رأسه ... (صبر) يهذي ، يحدّ الألسنه
(يسلح) يومي ، يرى ميسرة ... يرتئي (عيبان) ، يرنو ميمنه
لذّرى (بعدان) ألفا مقلة ... رفعت ، أنفا كأعلى مئذنه
***
أقتلوهم ، واسجنوا آباءهم ... واقتلوهم ، بعد تكبيل سنه
أمركم لكن ! ولكن مثلهم ... سيّدي : هذي أسامي أمكنه
هم شياطين ، أنا أعرفهم ... حين أسطو ، يدّعون المسكنه
(صبر) وغد ، أنا رقيته ... كان خبّازا ، أحيله معجنه
(نقم) كان حصانا لأبي ... إطحنوه علفا للأحصنه
قتلوا (يسلح) ألفي مرة ... إسجنوا (عيبان) حتى (موسنه)
إقلعوا (بعدان) من أعراقه ... إنقلوا نصف (بكيل) مقبنه)
***
أمركم لكن ! ولكن إقطعوا ... رأسه ، دع عنك هذى اللكننه
عن أبي ، عن جده مملكتي … ... طلقة بنّت خيوط العنعنه
سيدي : إطلاق نار ، ربّما ... ثورة ، قل تسليات محزنه
***
هاجس في صدر مولانا : أتت ... من نخوّفت ، أكانت ممكنه :
آخر الهمس ، سكوت أو لظى ... أول العزف المدّوي دندنه
الجهات الأربع احمرّت ، عوت ... السماء الآن ، صارت مدخنه
مهرجان دمويّ … ما الذي ... شبّ عينيه ؟ ومن ذا لوّنه ؟
الشياطين الذين انفلتوا ... عرفوا أدهى فنون الشيطنه
***
إمض يا جندي ومزقهم … نعم ... فرصة أخرج ، أرمي السلطنه
أشعر الثوار أنّي منهموا ... سوف تبدو سيئاتي حسنه
لست من عائلة الأسياد يا ... إخوتي ، إني (مثنّى محصنه)
إني سيف لمن يحملني ... خادم الأسياد ، كلّ الأزمنه
***
كنت في كفّي (أبي جهل ) كما ... كنت في تلك الأكفّ المؤمنه
في فمي (أرجوزتا هند) كما ... في فمي (الأعراف) و(الممتحنه)
كنت في كفّي (يزيد) شعلة ... في يد (السّيط) شظايا مثخنه
وتمصعبت بكفّي (مصعب) ... و(المروان) حذقت المرونه
أعرف الموت(مقامات) هنا ... ها هنا أشدو المنايا (الميجنه)
***
ينتضيني ، من يسمّى سيّدا ... أو هجينا ، واليد المستهجنه
إني للمعتدي ، بي يعتدي ... للمضحي ، بي يفدّي موطنه
حين قلتم ثورة شعبية ... جئتكم أشتياق كفا متقنه
رافضا كالشعب أن يدميني ... (أخزم) ثان جديد ( الشّنشنه)
****
علّمت خطوي حماسات الذّرى ... قلق الريح وفنّ المكننه
لا عيالي شكّلوا مبخله … ... ليديّا ، لا بناتي مجبنه
صرت غيري ، ولعيني موطني ... صغت جرحي أنجما مستوطنه
عن مماتي : وردة تحكي ، وعن ... مولدي في الموت تنبي سوسنه
***
فترة ، ارتدّ مولانا إلى … ... ألف مولى ، سلطنات (كومنه)
أيّ نفع يجتني الشعب إذا ، ... مات (فرعون) اتبقى الفرعنه ؟
نفس ذاك الطبل ، أضحى ستة ... إنما أخوى وأعلى طنطنه
يمّنوني ، يسّروني ، توّجوا، ... من دعوها الوسط المتزنه
جاءنا المحتلّ ، في غير اسمه ... لبست وجه النبي القرصنه
سادتي عفوا ! ستبدو قصتي ... عندكم عاديّة ، ممتهنه
***
كنت سجانا أدقّ القيد عن ... خبرة ، صرت أجيد الزنزنه
أقتل المقتول ، أدميه إلى … ... أن أرى الأسرار ، حمرا معلنه
***
قد تطورت ، على تطويرهم ... وأنا نفس الأداة الموهنه
محنتي أنّي ـ كما كنت ـ لمن ... هزّني ، مأساة عمري مزمنه
الخضر المغمور
لكي يستهلّ الصبح . من آخر السّرى ... يحن إلى الأسى ، ويعمى لكي يرى
لكي لا يفيق الميتون ، ليظفروا ... بموت جديد .. يبدع الصحو أغبرا
لكي ينبت الأشجار … يمتد تربة ... لكي يصبح الأشجار والخصب والثرى
لكي يستهلّ المستحيل كتابه… ... يمدّ له عينيه ، حبرا ودفترا
***
لأنّ به كالنهر أشواق باذل ... يعاني عناء النهر ، يجري كما جرى
يروّي سواه ، وهو أظمى من اللظى ... ويهوي، لكي ترقى السفوح إلى الذّرى
لكي لا يعود القبر ميلاد ميت ... لكي لا يوالي قيصر ، عهد قيصرا
لأنّ دم ((الخضراء)) فيه معلّب ... يذوب ندى ، يمشي حقولا إلى القرى
لأنّ خطاه ، تنبت الورد في الصفا ... وفي الرمل أضحى ، يعشق الحسن أحمرا
هنا أو هنا ينمو ، لأنّ جذوره ... بكلّ جذور الأرض ، وردية العرى
***
على أعين (الغيلان) يركض حافيا ... ويجترّ من أحجار (عيبان) مئزرا
يقولون ، من شكل الفوراس شكله ... نعم .. ليس تكسيا ، لمن قاد واكترى
***
له (عبلة) في كل شبر ونسمة ... وما قال إنّي (عنتر) أو تعنترا
ولا كان دلال المنايا حصانه ... ولا باع في سوق الدعاوي ولا اشترى
يحبّ لذات البذل ، بالقلب كلّه ... يحبّ ولا يدري ، ولا غيره درى
لأنّ بع سرّ الحقول تحسّه ... يشعّ ويندى ، ولا تعي كيف أزهرا
***