(((ديوان الهبل)))
قاضي القضاة ِ وعالم العلما الذي
-----------------------------------
قاضي القضاة ِ وعالم العلما الذي .... أحيى من المجدِ الأثيلِ رفاتا ؛
منْ جرتْ معهُ الفحولُ إلى مدى .... قصرتْ خطاهمْ عن خطاه وفاتا ؛
منْ لا يدانيهِ على ً ونباهة ً .... منْ ظلّ في كسب الفخارِ وباتا ..
من شرفتْ ؛ وهمُ الكرامُ صفاته .... منْ أهله الأحياءَ والأمواتا .
(((ديوان الهبل)))
فليهنَ هذا الزمان أنْ قدْ
-----------------------------------
فليهنَ هذا الزمان أنْ قدْ .... أصبح في أهله فريدا ؛
أدركَ غايات كلّ مجدٍ .... ورامَ لو أمكنَ المزيدا ؛
للهِ كم قلد الليالي .... من درّ عليائه عقودا ؛
فليسَ ترضى حلى ً علاهُ .... غير عمود الصباح جيدا ؛
وكم لهُ من شذورِ نظمٍ .... تلينُ من لطفها الحديدا .
من كلّ مصقولة ِ المباني .... يشيبُ إنشادها الوليدا .
(((ديوان الهبل)))
سالكاً من فنونه كلّ شعبٍ
-----------------------------------
سالكاً من فنونه كلّ شعبٍ .... جانباً من غصونهِ أثمارهْ ؛
راتعاً منْ علومه في رياضٍ .... خائضاً في بحاره الزخاره
كلّ حينٍ أجيل فكري وطرفي .... في فنون مثل الرياض نضارهْ ؛
تارة ً أشتفي بأدابهِ الغرّ .... وطوراً أجني العلومَ ؛ وتارهْ .
(((ديوان الهبل)))
ما كانَ ظني فيك مولايَ أنْ
-----------------------------------
ما كانَ ظني فيك مولايَ أنْ .... تبلغَ في الهجرِ إلى ما أرى .
فهل ترى يرجع غصن اللقا .... بعدَ التنائي نضراً أخضرا .
ويشتكي القلبُ صباباتهِ .... ويخبرُ الطرف بما قد جرى
(((ديوان الهبل)))
وكيف ؛ ونارُ أشواقي دليلٌ
-----------------------------------
وكيف ؛ ونارُ أشواقي دليلٌ .... على ما صرتُ أكتمه وأخفي ؛
وحسبي أنّ شوقي منذُ بنتمْ .... يقصر عنْ مداهُ كلّ وصفِ
(((ديوان الهبل)))
لانالَ منكَ فؤادي ما يرجيهِ
-----------------------------------
لانالَ منكَ فؤادي ما يرجيهِ .... إن كانَ طولُ التنائي عنكَ يسليهِ ؛
سلِ الصبابة َ عنْ جسمي السقيم ولا .... تسلْ سقامي فإنّ السقم يخفيهِ ؛
ولا تسلْ غير طرفي عنْ مدامعهِ .... لا تأخذِ الماءَ إلاّ من مجاريهِ ؛
أشكو إلى اللهِ وجداً ظلتُ أكتمهُ .... عنْ عاذلي ودموع العين تبديه
وخاطراً قد تمادى في غوايته .... وزادَ حتى تمادى في تماديهِ
وصرفَ دهر أصابتني نوائبهُ .... بكلّ سهمٍ منَ الأحداثِ تبريهِ ؛
سقياً لدعرٍ مضى لو كانَ ساعدني .... حظي لكنتُ بهذا الدهرِ أفديهِ ؛
هذا الزمانُ الذي لاَ كانَ منْ زمنٍ .... ولا سقاهُ منَ الوسميّ ساريهِ
ماتَ الوفاءُ وأبنلء الوفاءِ بهِ .... فالمجدُ منْ بعدهم أقوتْ مغانيه ؛
فأينَ منْ يستحقُّ المدحَ مبتذلاً .... للمالِ فيهِ فيوفينا ونوفيه
لهفي على غرَّ أبياتٍ مدحتُ بها .... منْ لوْ هجوتُ لأرخصتُ الهجا فيهِ
لهفي على ثوبِ عزًّ نشرهُ عطرٌ ؛ .... ألبستهُ لشقائي غيرَ أهليهِ
وأفق نظمٍ تذيبُ الصخر رقتهُ .... أطلعتُ فيه نجوماً منْ معانيهِ ؛
حبرته في بخيلٍ نقشُ درهمهِ ؛ .... اللهُ من أعين السؤال يحميهِ
تكادُ تسجدُ للدينار جبهتهُ .... بخلاً ويعبده من دون باريهِ
يودّ لو أنّ في آذانهِ صمماً .... إذا دعاهُ إلى المعروفِ داعيهِ
لو جاءه المصطفى مستشفعاً .... بأمينِ الله في درهمٍ ما كانَ يعطيهِ ؛
لا المدحُ يغريه بالإعطا لسائلهِ .... ولا الهجاء عن الحرمان يثنيهِ ؛
أزهى منَ الديكِ ؛ إذْ يمشي على صلفٍ .... لهُ جناحان منْ كبرٍ ومن تيهِ ؛
لا حلم فيه ولا عقلٌ ولا أدبٌ .... ولا وفاء إلى المعروف يهديه .
يرومُ شأوَ العلى ؛ والبخلُ يقعدهُ .... كأنه طائرٌ قصتْ خوافيهِ
يرى التكبرِ من اسنى مناقبهِ .... ويحسب البخلَ منْ أعلى معاليه ؛
فليتَ شعري على ما فيه من صلفٍ .... أكانَ منتظراً للوحيِ يأتيه
قلدتهُ لشقائي في سعادتهِ .... عقداً منَ المدحِ قد راقت لآليهِ
تودّ شمسُ الضحى لو أنها حليتْ .... بهِ وبدرُ الدجى لو كان يحكيهِ
منْ للزهورِ بأن تحكي شمائلهُ .... ومنْ لزهرِ الدياجي لو تضاهيهِ
وقائل لي اتهجوهُ فقلتُ لهُ .... مهلاً ؛ فإنَّ هجائي ليسَ يؤذيهِ ؛
إني لأتلو مساويه فيحسبني .... لفرطِ تغفيله أتلو مساعيهِ
قد كانَ مدحي له ذنبا شقيت بهِ .... فصار تكفيره عني هجائيهِ
يا هادماً بمساويه بناء على ّ .... أبوهُ دونَ ملوكِ الأرض بانيهِ ؛
حذار من نارِ فكرٍ أضرمتْ لهباً ؛ .... ولا تقفْ لعبابٍ سالَ واديه ؛
فما نبا سيفُ عزمي حينَ أعملهُ .... ولا خبا زندُ فكري حين أوريهِ ؛
وما امتدحتك أرجو منك نيلَ غنى ً ؛ .... لكنْ قضاءٌ جرى في الكون ماضيهِ
ولو أردتُ غناءً لامتدحتُ فتى ً .... ينالُ مادحه أقصى أمانيه
(((ديوان الهبل)))
وصاحبٌ أنشدني مرة ً
-----------------------------------
وصاحبٌ أنشدني مرة ً .... من شعره ما يشبهُ الشعرا ؛
وقالَ هل أبصرت مثلاً لهُ .... ما بينَ أشعارِ الورى طراً
قلتُ له لا عدمتكَ العلى .... هذا لعمري يعجزُ الفكرا ؛
هذا هو الشعر لعمري ؛ فما .... اولاهُ بالتقريض ما أحرى
بمثله تستخرج الفضة البيضاء .... بل تستخرجُ الصفرا ؛
فاقعدْ على هامِ الثريا فقدْ .... فقتَ بهِ كلَّ الورى فخرا .
(((ديوان الهبل)))
وسارقٍ لمعاني الشعر منْ ليَ لوْ
-----------------------------------
وسارقٍ لمعاني الشعر منْ ليَ لوْ .... رأيتُ أشلاه في أظفار ذي لبدِ ؛
لو أنَّ من نظم المعنى تصورهُ .... شبلاً لأخرجهُ من غابة ِ الأسدِ ؛
أهينٌ أنّ معنى ً بتّ أنظمهُ .... ما دارَ قبليَ في فكرٍ ولاَ خلدِ ..
أحدو إليهِ القوافي العونَ وهيَ إذاً .... ما بينَ مقتربٍ مني ومبتعدِ ..
وبعتُ من أجله نومي ؛ ويأخذه .... منْ نامَ عنْ تعبي فيهِ وعن سهدي
(((ديوان الهبل)))
ومثقل وافاهُ يومُ حمامه
-----------------------------------
ومثقل وافاهُ يومُ حمامه .... في غفلة ٍ وكذا الحياة ُ غرورُ ؛
قد قلتُ إذ مروا عليَّ بنعشهِ .... يعلوه منهُ على الأكفَّ ثبيرُ ؛
ما كنتُ أحسب قبل موتك أن أرى .... رضوى على أيدي الرجال يسيرُ