(((ديوان الهبل)))
أملٌ بهذا الدهرِ خائبْ
-----------------------------------
أملٌ بهذا الدهرِ خائبْ .... ما إن قضيتُ به المآربْ ؛
وحسامُ عزمٍ باترٌ .... ما إن بلغتُ به المطالبْ ؛
سيفي يكلُّ عن الضرا .... ب به وسهمي غير صائبْ
كم ذا أشاهدُ في الزمانٍ .... من النوادرِ والعجائب ؛
كلبٌ يسودٌ على ألسودِ ؛ .... ويرتقي أعلى المراتبْ
ويظلّ يخدم تائهاً ؛ .... والليثُ مضطهدُ الجوانبْ ؛
يا دهرُ ويحك كم تجورُ .... وكم تهددُ بالنوائبْ .
وإلامَ ترشقني سهامكَ .... بالمكائدِ والمصائب
لا غروَ إنْ فقد الوفاءُ .... من الأباعدِ والأقاربْ ؛
فلكمْ رجوتُ بذي إخاً .... صدقَ العهودِ فكانَ كاذبْ
ولمنْ وكمْ أمل غدا .... مني به قد عاد خائبْ ؛
كم ذا الإساءة َ يا زمانُ ؛ .... أما تخاف أما تراقبْ
فلما وقف الحسن عليها قال مجيباً:
مولاي ؛ صبراً للقضا ؛ .... فالصبرُ محمودُ العواقبْ ؛
إنّ الزمانَ وأنت أدرى .... بالزمانِ ابو العجائبْ ؛
يضعُ العزيزَ ويرفعُ النذلَ .... الخسيسَ على الكواكبْ ؛
ونوائبُ الأيامِ عنْ .... بيض الظبى أبداً نوائبْ
وإذا أعانَ كمالكَ الدهرَ .... فمن تحارب
إنّ الكمالَ لقلّ ما .... تصفو لصاحبه المشاربْ ؛
تاللهِ لا يلقى المنى .... وينالُ غايات الرغائبْ ؛
ويسودُ أربابَ المكارمِ ؛ .... حاضراً منهمْ وغائبْ ؛
ويفوتُ طالبه ويدركُ .... حينَ يطلبُ كلَّ هاربْ ؛

إلاّ فتى ً ماضي العزيمة ِ .... لا يفكر في العواقبْ
كالسيفِ قد صقلتْ صفيحة َ .... عزمه أيدي التجاربْ ؛
يبدي من الآراء نجماً .... في بهيم الخطبِ ثاقب ؛
ويمدّ للراجين كفاً ؛ .... لا تدانيه السحائبُ ؛
ويقدّ هامات الليوثِ .... بصارمٍ عضب المضارب
أبدا يجوبُ الأرض في .... طلب العلى معَ كلّ جائب .
يعلو أموناً جسرة ً .... يفري بها مهجَ السباسبْ ؛
تسمو به نفسٌ عصا .... مية ٌ ؛ إلى أعلى المراتب ؛
ظامى الفؤادِ إلى الطراد .... على المطمهة ِ السلاهبْ
ما انفكَّ في صهواتها .... كالليثِ ؛ مطلوباً وطالبْ
يلقى العدى بعزيمة ٍ .... تعنو لها البيض القواضبْ ؛
في كفه متلهب الصفحات .... مشحوذُ الجوانبْ
كالبرقِ يعجبُ صورة ً .... لكنه للحتفِ جالبْ .
ومثقفٌ ماضي .... السنانِ لأنفسِ الأبطال سالبْ ؛
ويراعة ٌ تأتيكَ منْ .... طرفِ البراعة ِ بالغرائبْ .

(((ديوان الهبل)))
يا أخا السؤدِد والمجدِ
-----------------------------------
يا أخا السؤدِد والمجدِ .... ويا زاكي النجارِ ؛
هاكهُ أسود لا يبرحُ .... في الخدمة ِ جاري ؛
كاتبٌ بالفعلِ لكن .... لونه الأسودُ قاري
يكتفي بالماءِ مهما .... مسهُ حرُّ الأوارِ
قد حكى أوجهَ حساً .... دكَ في يومِ فخارِ ؛
أبصرتْ منكَ ارتفاعاً .... فانثنتْ ذاتَ انكسارِ
طالما من غير ذنبٍ .... حبسوهُ في القواري ... ر
فلكمْ يومٍ تمنى .... وهو في قيد الإسارِ ؛
وصلَ خمسٍ منكَ قد .... أزرت نوالاً بالبحارِ
لم يزلْ للقرب منها .... في ارتقابٍ وانتظارِ
فإذاً ؛ قد نالَ منها .... باقتراحٍ واختيارِ
فابق سامي المرتقى .... داني المنى عالي المنار .

(((ديوان الهبل)))
صرفتَ لسبكِ النظم والنثر همة ً
-----------------------------------
صرفتَ لسبكِ النظم والنثر همة ً .... ترينا بها ما يسحرُ الفكرَ حسنهُ ؛
وأضحتْ سماء الملكِ منك منيرة ً ؛ .... فأنتَ سناء الملكِ قلْ لي أم ابنهُ

(((ديوان الهبل)))
لكَ القلم الأعلى الذي إن سللتهُ
-----------------------------------
لكَ القلم الأعلى الذي إن سللتهُ .... تخافُ سيوف الهندِ سطوة باسهِ ؛
يجلك أنْ يمشي لديكَ برجلهِ .... ولكنه يمشي على َ أمِّ رأسهِ

(((ديوان الهبل)))
يا منكراً فضلَ بني أحمدٍ
-----------------------------------
يا منكراً فضلَ بني أحمدٍ .... كنْ للذي تسمعه منصتا ؛
هلْ خاتمُ الرسلِ سوى جدهم .... أمْ هلْ أتى في غيرهمْ هلْ أتى
هات باللهِ هلْ أتى في سواه .... هلْ أتى من لدى العزيز العليي
فتوهم أني أخذت عليه هذه اللطيفة وانه لم يسبقه إليها أحد فكتب إلي مداعباً:

(((ديوان الهبل)))
أتسرقني وأنتَ أجلُّ خلٍّ
-----------------------------------
أتسرقني وأنتَ أجلُّ خلٍّ .... يعزُّ عليّ من حيّ وميتِ
أظنُّ القطعَ هانَ عليك حتى .... سرقتَ لطيفتي من حرز بيتي
فأجبت عليه بقولي:
اتزعمني لديك أجل خلٍّ .... يعزّ عليكَ من حيّ وميت
وتبهتني بقولك لي جهاراً .... سرقتَ لطيفتي منْ حرز بيتي
لعمرك إنه نهجٌ مبينٌ .... مضاهُ السابقون بكلّ وقت ؛
وهبني قد سرقتُ فمحكماتي .... سرقتَ ؛ فلا تطل أفديك مقتي ؛

(((ديوان الهبل)))
إن آيات غرامي
-----------------------------------
إن آيات غرامي .... محكماتٌ ؛ ليسَ تنسخْ
وهواكم في فؤادي .... مع طول اللبين أرسخْ .

(((ديوان الهبل)))
رامَ عذالي فيه سلوة ً ؛
-----------------------------------
رامَ عذالي فيه سلوة ً ؛ .... دونَ ما راموهُ واللهِ المماتُ ؛
ويح عذالي فيهِ ؛ ما دروا .... أنّ آيات غرامي محكماتُ .

(((ديوان الهبل)))
أهديتَ للأبصارِ والأسماعِ
-----------------------------------
أهديتَ للأبصارِ والأسماعِ .... طرساً يقصر عنْ مداهُ باعي ؛
هو لا أشك الجوهر الفرد الذي .... قطعَ التراجعَ فيهِ بالإجماعِ ؛
لو أبصر الأدباءُ فيما قد مضى .... شهباً له ماتوا بغير نزاع ؛
ما هذهِ أولى محاسنك التي .... ذهبتْ بكلّ محاسنٍ ومساعي ؛
لله كم قلدتني منْ قبلها .... بلطائف الأشعارِ والأسجاعِ ؛
ولكم بعثتَ مشرفاً وشحتهُ .... بغرائبِ الإبداعِ والإيداعِ .

34 / 45
ع
En
A+
A-